ومن فوائد هذه الاية الكريمة تحدي هؤلاء العابدين للالهة مع معبوديهم وهذا اشد ذلا مما لو تحدوا فقط كانه يقول انتم والهتكم ايتوا بسورة من مثله وهذا اشد ما يكون ذلا واذلالا وخزيا وعارا ومن فوائد هذه الاية الكريمة انه لا يمكن ان يعارض احد كلام الله بقوله ولن تفعلوا وفي هذه الجملة حجة حجة لقول من قال بالصرفة بمعنى ان البشر بمقتضى طبيعته قادر على ان يأتي بمثل القرآن لكن صرف عنه وعلى هذاك تحدي ممكنا لكن وجدت وجد مانع وهو ان الله صرفه عن معارضته بحيث لا يريدونه والقول الثاني الحجة الثانية ان انه لن يفعلوا بمقتضى طبيعتهم لا انهم صرفوا وفي استطاعتهم ان يعارضوا القرآن وهذا القول هو المتعين لان القول الاول او الاحتمال الاول لا يدل على ان القرآن بذاته معجزة اذ انه يمكنهم ان يأتوا بمثله لكن الله صرفهم ولم يلتفتوا الى هذا ولن يفكروا فيه ولكن نقول هذا خطأ بل الصواب ان الانسان بنفسه لا يستطيع ان يأتي بمثل القرآن لان القرآن صفة لان القرآن كلام الله والكلام صفة المتكلم فكما ان البشر لا يمكن ان يماثل الله تعالى بصفاته فلا يمكن ان يماثل الله بايش؟ بكلامه ابدا. مستحيل ولهذا كان الذين يدعون النبوة ويأتون بما يسمونه قرآنا كانوا مسخرة للعباد وهزوا كما يذكر عن مسيلمة الكذاب وغيره اذا فالصواب ان قوله لن تفعلوا ليس معي ستصرفون عن ذلك ولا تفعلون بل المعنى انكم عاجزون بمقتضى طبيعة البشر فوجه ماذا؟ ما قلنا ان الكلام صفة المتكلم والقرآن كلام الله عز وجل فكما ان البشر لا يماثلون صفات الله في العلم والقدرة والسمع والبصر وغير ذلك فكذلك لا يمكن ان ان يماثل الله تعالى بالكلام ومن فوائد الايات الكريمة ان من اراد ان يعالج القرآن فان مأواه النار لقوله فاتقوا النار التي ومن فوائد الايات الكريمة ايضا ان النار وقود ان الناس وقود للنار كما توقد الحب النار بالحطب فهي في نفس اه في في نفس الوقت تحرقهم وهي وهي ايضا توقد به فيجتمع العذاب عليهم من وجهين الوجه الاول انها انهم هم مادة وقودها ونعم هم مادة توقدها والثاني انهم يحرقون بها ومن فوائد هذه الكريمة اهانة هؤلاء الكفار باذلال الهتهم وطرحها في النار على احد احتمالينه في قوله الحجارة من المعلوم ان الانسان يغار على من كان يعبده ولا يريد ان يصيبه اذى فاذا احرق هؤلاء المعبودين امام العابدين فان ذلك من تمام اذلالهم وخزيهم ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان النار موجودة الان لقوله اعدت ومعلوم ان هذا التركيب فعل ماض الجملة فعل ماض والماظي يدل على وجود الشيء وهذا امر دلت عليه السنة فان النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الجنة والنار ورأى اهلها يعذبون بها رأى عمر ابن لحي الخزاعي يجر قصبه اي امعاه في النار ورأى المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعا فلم تكن اطعمتها ولا ارسلتها تأكل من خشاش الارض ورأى منها ورأى فيها صاحب المحجن يعذب وهو رجل معه محجن اي عصى ناحية الرأس كان يسرق الحجاج بهذه الطريقة اذا مر به الحجاج جذبهم بالنحشية فان تفطن صاحب الرحمة لذلك ادعى ان الذي جذبه المحشم والله هذا المحشن هو الذي جذب وان لم يتفطن اخذه ومشى فكان يعذب والعياذ بالله بمحشنه في نار جهنم ثم هل النار باقية او تفنى ذكر بعض العلماء اجماع السلف على انها تبقى ولا تكون وذكر بعضهم خلافا عن بعض السلف انها تفنى والصواب انها تبقى ابد الابدين والدليل على هذا من كتاب الله عز وجل في ثلاث ايات من القرآن في سورة النساء وسورة الاحزاب وسورة الجن فاما الايات التي في سورة النساء فهي قوله زكي ان الذين ان الذين ان لا لا لا ما يمكن تقفز نعم نعم والتي في سورة الاحزاب المؤخر شاركونا بارك الله فيكم نعم احسنت ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا. والتي في سورة الجن ما يكفي هات الاية من اولها ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا وليس بعد كلام الله كلام حتى اني اذكر اه تعليقا لشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله على كتاب شفاء الحليم ابن القيم ذكر ان هذا من باب لكل جواد كبوة ولكل صارف صارم نبوة كيف ان المؤلف رحمه الله يستدل بهذه الادلة على القول بفناء النار مع ان الامر فيها واضح وهو صحيح غريب عن ابن القيم رحمه الله انه يسوق الادلة بهذه القوة للقول بان النار تفي وعلى كل حال كما قال شيخنا في هذه المسألة لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة وهذه من كبوات ابن القيم رحمه الله والصواب الذي لا شك فيه وهو عندي مقطوع به ان النار باقية ابد العابدين لانه اذا كان المخلد فيها يخلد تخليدا ابديا لازم ان تكون هي مؤبدا لان ساكن الدار اذا كان سكونه ابديا فلابد ان تكون النار ايضا ابدية واما قوله تعالى خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك فهي كقول في اصحاب الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربي لكن لما كان اهل الجنة نعيمهم وثوابهم فظلا ومنة بين ان هذا الفضل غير منقطع فقال بين ان هذا الفضل غير منقطع فقال عطاء غير ولما كان عذاب اهل النار من باب العدل والسلطة المطلقة للرب عز وجل قال في اخر الاية ان ربك فعال لما يريد وليس المعنى ان ربك فعال لما يريد انه سوف يخرجه من النار او سوف يمشي النار لا. المعنى انهم انما بقوا فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء الله بمقتضى فعل الله عز وجل الذي له السلطة كاملة ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان النار دار للكافرين لقوله اعدت للكافرين واما من دخلها من العصاة فانهم لا يبقون فيها فهم فيها كالزوار وكالضيوف لابد ان يخرج منها فلا تسمى النار دارا لهم بل هي دار للكافر فقط اما المؤمن العاصي اذا لم يعف الله عنه فانه يعذب فيها ما شاء الله ثم يخرج منها اما بشفاعة او بغيره او بمن بمنة من الله وفضل واما اهل النار الذين هم اهلها فقد اعدت لهم فلا يخرجون منها اجارنا الله واياكم منهم ولما ذكر سبحانه وتعالى هذا الوعيد لاهل النار قال وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات. لكن قبل ان يتجاوز الاية الكثير نحن بصدد تفسيرها اه اذا قال قائل ما وجه الاعجاز في القرآن وكيف اعجز البشر هذي واحدة ثانيا حكى الله عز وجل عن الانبياء والرسل ومن اعاندهم حكى عنهم اقوالا نعم وهذا وهذا الحكاية تحكي قول من حكت عنه فيكون قول هؤلاء معجزا يعني مثلا فرعون قال لموسى لئن لم تنتهي نعم ايش لان اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين هذا يحكيه الان فرعون فيكون القول قول من قول فرعون فكيف كان كان قول فرعون معجزة والاعجاز انما هو قول الله عز وجل فالجواب عن الاول بماذا كان معجزا انه كان معجز بجميع وجوه الاعجاز من حيث الاسلوب والبلاغة والفصاحة وعدم الملل في قراءته. الانسان يقرأ القرآن صباحا ومساء وربما يختمل في اليومين والثلاثة ولا يمله اطلاقا لكن لو كرر متن من المتون ها كما يذكر القرآن مل ثانيا انه معجز بحيث ان الانسان كلما قرأه بتدبر ظهر له بالقراءة الثانية ما لم يظهر له في القراءة الاولى وهذا لمن تدبر حقيقة. وبشر اعوذ بالله من وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من فيها الانهار كلما ضربوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من متشابها. الله اكبر. وهدوبه متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة فيها خالدون. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات مناسبة الاية لما قبلها ان الله لما ذكر وعيد الكافرين المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ذكر وعد المؤمنين به فقال وبشر والبشارة هي الاخبار بما يسر وسميت بذلك لتغير بشرة المخاطب بالسرور لان الانسان اذا بشر بما اذا اخبر بما يسره استنار وجهه وطابت نفسه وانشرح صدره وقد تستعمل البشارة في الاخبار بما يسوء كقوله تعالى فبشرهم بعذاب اليم اما تهكما بهم واما لانه يحصل لهم من البشارة في هذا ما يحصل للمبشرين بالخير لكن اول اقرب وذلك لانهم لا يؤمنون بما يبشرون به من العذاب فيكون هذا من باب التهكم بهم في قوله تعالى في عذابهم يوم القيامة ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق انك انت العزيز الكريم وبشر الذين امنوا والخطاب في قوله بشر اما للرسول عليه الصلاة والسلام او لكل من يتوجه اليه الخطاب يعني بشر ايها المخاطب من اتصفوا بهذه الصفات بان لهم جنات وقولها الذين امنوا الذين امنوا بما يجب الايمان به مما اخبر الله به ورسوله وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام اصول الايمان لان الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره لكن ليس الايمان بهذه الاشياء مجرد التصديق بها بل لابد من قبول واذعان والا لما صح الايمان واما قوله وعملوا الصالحات فهو ثمرة الايمان ان الانسان يعمل الاعمال الصالحات والاعمال الصالحات هي التي بنيت على اساسين هما الاخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما لا فما لا اخلاص فيه فهو فاسق لقول الله تعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا ليس لاشرك فيه معي غيره تركته وشركه وما لم يكن على الاتباع فهو مردود ايضا لا يقبل لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اذا فالصالح ايش ما كان خالصا لله متبعا فيه شريعة الله ويذكر عن الفضيل ابن عياض رحمه الله انه قال ما كان خالصا صوابا قال وعمل صالح ان لهم جنات تجري من تحتها نار هذا المبشر به ان لهم عند من عند الله عز وجل جنات تجري من تحتها الانهار جنات توافق ما في الدنيا في الاسم لكنها تخالفه تخالفه في الحقيقة والكن لقول الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ولهذا لا يجوز ابدا باي حال من الاحوال ان نتصور بان هذه الجنات تشبه جنات الدنيا مهما كان الامر يعني مهما كانت الدنيا من الغابات والاشجار والثمار وغيرها فانه لا يمكن ان يكون ما وعد الله به المتقين مماثلا لذلك لهذا لقوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. ولقوله تعالى في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بشر تجري من تحتها الانهار الانهار فاعل تجري ومن تحتها قال العلماء من تحت اشجارها وقصورها وليس من اسفل من سطحها لا لانها من اسفل من سطحها لا فائدة منها لكنها تجري من تحت هذه الاشجار والقصور وما احسن جري هذه الانهار اذا كانت من تحت الاشجار والقصور يجد الانسان فيها لذة قبل ان يتناولها وهذه الانهار بينها الله تعالى انها اربعة انواع مثل الجنة كما قال تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسف. وانهار من لبن لم يتغير طعمها. وانهار من من لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى يخلقها الله عز وجل بدون نحل وبدون بقر وبدون ابل. وكذلك العنب. وكذلك الخمر والماء. ليس من الامطار والعيون بل هو خلقه الله عز وجل ابتداء اسأل الله ان لا يحرمني واياكم منها انه على كل شيء قدير