بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسواه والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان ثان الى يوم الدين. وبعض اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام وفي هذه البقعة الطاهرة المباركة في هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة اليوم التاسع من شهر ربيع الاخر. سنة اربع واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. ينعقد هذا المجلس المبارك من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد بهدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابي عبدالله بن قيم رحمه الله تعالى وهذا هو المجلس السادس من مجالس مدارستنا لهذا كتاب. راجين ان يكون لنا في ليلتنا الغراء هذه ليلة الجمعة من الصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم ما ما يتضاعف به لنا عشر صلوات اضعافا مضاعفة فضلا من ربنا الكريم سبحانه وتعالى اذا ما الجمعة الغراء لاحت؟ اثار هواك انفاسا شذية. عليك صلاة ربي ما تغنت بذكرك احرف الشوق الندية صلى الله ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى ال بيته وصحابته اجمعين. وما زال حديثنا موصولا ايها الكرام في مقدمة المصنف رحمه الله تعالى في ذكر حكمة الله جل جلاله في الخلق والاختيار ديار اخذا من قول الحق سبحانه وربك يخلق ما يشاء ويختار. وتقدم ذكر بعض الامثلة التي ساقها المصنف الله بهذا الاختيار الالهي ذي الحكمة الربانية العظيمة التي لا يعلمها الا الله جل جلاله. ومن تفضيل بعض البقاع على بعض وتفضيل مكة على غيرها وساق رحمه الله ذلك كله في مساق فضل الله الذي فضل ما شاء على ما شاء من خلقه. وان الاظافة التي تضاف الى الذات الالهية اضافة تشريف. في مثل قوله وطهر بيتي. وكذا كل ما اظيف من خلق الهي الى الله والكل خلقه سبحانه. لكن الاظافة تقتضي تشريفا فيها شيء من المحبة والجلالة والوقار كاظافة العباد اليه. عباد الله وعباد الرحمن ونداؤه الكريم سبحانه قل يا عبادي وكذا الاظافة له بالرسالة محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كل ذلك قال فيه المصنف رحمه الله تعالى كل ما اضافه الرب الى نفسه فله من المزية والاختصاص على غيره ما اوجب له الاصطفاء والاختيار قال ثم يكسوه بهذه الاضافة تفصيلا اخر وتخصيصا وتفضيلا اخر وتخصيصا وجلالة زائدة على ما له قبل الاضافة. فوصلا لحديث المصنف رحمه الله فيما سبق بما سيلحق بنا في مجلس الليلة سائلين التوفيق والسداد وان يعمنا واياكم في هذا المجلس بالبركة والاجر والخير العظيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله وهذا كله سر اضافته اليه سبحانه بقوله وطهر بيتي فاقتضت هذه الاضافة الخاصة من هذا الاجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته كما اقتضت اضافته لعبده ورسوله الى نفسه ما اقتضته من ذلك وكذلك اضافته عباده المؤمنين اليه كستهم كستهم من المحبة والجلالة والجلالة والوقار ما تتهم فكل ما اظافه الرب تعالى الى نفسه فله من المزية والاختصاص على غيره. ما اوجب له الاصطفاء والاختيار ثم يكسوه بهذه الاضافة تفضيلا اخر وتخصيصا وجلالة وتخصيصا وجلالة زائدا على ما له قبل الاضافة ولم يوفق ولم يوفق لفهم هذا المعنى من سوى بين الاعيان والافعال والازمان والاماكن. وزعم انه لا مزية لشيء منها على شيء وانما هو مجرد وانما هو مجرد الترجيح بلا مرجح وهذا القول باطل من اكثر من اكثر من اربعين وجها قد قد ذكرت في غير هذا الموضع. من هنا سيستطرد المصنف رحمه الله في الرد على مذهب وصفه بانه باطل وهو في الغالب يقصد مذهب ارباب وفاة الحكمة الذين ينفون الحكمة والتعليل في الخلق الالهي والفعل الالهي. وهؤلاء بعض طوائف المسلمين ومذهبهم في نفي الحكمة مبني على بعض الاصول العقدية الفاسدة. والخلاصة انهم يرون ان الله لا يخلق شيئا حكمة وعلة والا في زعمهم تجعل افعال الله عز وجل معللة بالغرض او بالحكمة او بالباع والداعي ويرون ان تنزيه مقام الالوهية يقتضي نفي الحكمة ليس معناها وصف الافعال بعدم الحكمة لكن لا يربطون الافعال والخلق الالهي بحكمة كما لهم تفصيل في بذلك طويل ولاهل السنة تقرير طويل ايضا في تفنيده واثبات ضده. فلله الحكمة البالغة. والله لا ولا يفعل الا لحكمة فهو سبحانه وتعالى الحكيم. وهو احكم الحاكمين. وكلامه موصوف بانه حكيم. وهكذا في سائر هذا الباب قال رحمه الله تعالى ولم يوفق لهذا المعنى لفهم هذا المعنى من سوى بين الاعيان والافعال والازمان والاماكن يقول لا فرق بين مكة والمدينة واي بلد على وجه الارض. لا فرق بين رمظان والعشر الاواخر وعشر ذي الحجة واي يوم في السنة. لا فرق بين انبياء والرسل والملائكة بل والعصاة والكفرة لا فرق من حيث هم بشر ومن حيث هذه اماكن ومن حيث تلك ايام. لا فرق ويقول لا مزية لشيء منها على شيء لكنه الترجيح بلا مرجح قال رحمه الله هذا القول باطل من وجوه عدة ذكرت في غير هذا الموضع ولعله يشير الى بعض ما تطرق له مصنف رحمه الله في بعض كتبه كاعلام الموقعين وشفاء العليل والفوائد فان له تقريرا في تلك المواضع يرد فيها على مذهب نفاة الحكمة وبيان بطلان المعتقد الذي بنوا عليه جملة من المسائل والقواعد هذه احداها. نعم ويكفي تصور هذا المذهب الباطل في فساده. يقول بعض الباطل ما تحتاج الى الرد عليه. من شدة بطلانه ووضوح تهافته يكفي ان تفهم ان ان تتصور المذهب الباطل لتعرف بطلانه يقول يكفي تصور هذا المذهب الباطن في فساده. لشدة فساده ووضوح بطلانه ما يحتاج الى دليل. ولا الى رد تفنيد فيكفي ان تتصوره لتعرف البطلان الذي يحتويه. نعم ويكفي تصور هذا المذهب الباطل في فساده. فان مذهبا يقتضي ان تكون ذوات الرسل كذوات اعدائهم في وانما التفظيل بامر لا يرجع الى اختصاص الذوات الى اختصاص الذوات بصفات ومزايا لا تكون لغيرها وكذلك نفس البقاع واحدة بالذات ليس لبقعة على بقعة مزية مزية البتة وانما هو بما يقع فيها من الاعمال الصالحة. يقول مكة لا فرق بينها وبين بلاد الهند والسند والصين واي مكان. لا فرق من حيث هي بقعة لا فرق بينها وبين اي بقعة انما التفضيل بما يقع في مكة من الطواف والصلاة والحج والعمرة. فيقول اما من حيث هي بقعة فلا تمتاز على غيرها موسى عليه السلام وفرعون كلاهما بشر من حيث هما بشر لا مزية لاحدهما على الاخر لكن الوحي الذي نزل على موسى عليه السلام هو الذي فضله. فيقول الذوات والاماكن والبقاع والازمنة ليس فيها تفضيل بمزايا وخصائص في ذاتها. هذا في سياق المصنف لبطلان هذا المذهب وبيان فساده. نعم فلا مزية لبقعة البيت والمسجد الحرام ومنى وعرفة والمشاعر على اي بقعة سميتها في الارض سميتها من الارض وانما التفضيل باعتبار امر خارج عن البقعة لا يعود اليها ولا الى وصف بها والله سبحانه وتعالى قد رد هذا القول الباطل بقوله تعالى واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله قال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته. الله اعلم حيث يجعل رسالاته والمصنف رحم الله اورد الكلمة هذه في هذه الاية القرآنية على قراءة الامام ابي عمر البصري رحمه الله تعالى. بالجمع والنصب بالكسر فانها اعني قراءة الامام ابي عمرو البصري رحمه الله كانت هي السائدة والمنتشرة في عامة انصار الاسلام وبلاد لمين ؟ قرون العدة وانما تفشت وانتشرت رواية الامام حفص عن الامام عاصم في ما بعد ذلك من القرون من القرن العاشر فيما بعده والمصنف رحمه الله كما يشير المحققون ان الاية مكتوبة في عدد من نسخ الكتاب المخطوطة بالجمع الله اعلم حيث اجعلوا رسالاته لاثبات الالف وهي القراءة الجمهور فيما عدا قراءة ابن كثير وحفص فانهم يقرأونها بالجمع. نعم فالاولى اذا قرأنا كتابه رحمه الله ان نقرأه بالرواية او بالاية على الرواية التي كتبها المصنف فان هذا اه كتبه وهي قراءة صحيحة والله سبحانه قد رد هذا القول الباطل بقوله تعالى واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى يؤتى مثل ما اوتي رسل الله قال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالاته. اذا هم ماذا قالوا قالوا ما الفرق بيننا وبين الانبياء والرسل؟ اذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله ان ينزل علينا من الوحي مثلما انزل عليهم فهم نظروا الى انهم هم والانبياء سواء فجاء الرد الله اعلم حيث يجعل رسالته او رسالاته اذا هم لا يصلحون للرسالة اذا فعاد التفضيل والمفاضلة بين ذوات الاشخاص في انفسهم ام الى امر خارج الى ذوات الانبياء والرسل في انفسهم هم لا يصلحون ذواتهم لا تصلح لتحمل الرسالة ولا للاصطفاء والنبوة. فهذا في مثل هذه الاية الكريمة من الادلة التي تدل على بطلان هذا المذهب الذي حكاه المصنف رحمه الله تعالى. نعم اي ليس كل احد اهلا ولا صالحا لتحمل رسالاته بل لها محال مخصوصة لا تليق الا بها. ولا تصلح الا لها. والله اعلم بهذا المحال. والله اعلم بهذه المحال منكم فلو كانت الذوات متساوية كما قال هؤلاء لم يكن في ذلك رد عليهم. وكذلك قوله تعالى وكذلك فتنا بعضهم وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين؟ اي هو سبحانه اعلم بمن يشكره على نعمه. اي اي هو سبحانه اعلم بمن يشكره على نعمته فيخصه بفضله ويمن عليه ممن لا يشكره. فليس كل محل يصلح شكره واحتمال منته واحتمال منته والتخصيص بكراماته والتخصيص بكراماته. طيب فلما قال الله قال اليس الله باعلم بالشاكرين؟ فالله اعلم سبحانه بمن يكون من عباده شاكرا فيكون مأجورا مثابا على ذلك. ويخصه بفضله ولانه شاكر يزيده ربه سبحانه وتعالى من نعمته. اكثر ممن لا يشكره. اذا ليس كل محل يعني عبد او نفس بشرية ليس كلها تصلح لشكر الله واحتمال منة الله والتخصيص بكرامة الله. انما الامر يعود الى ما الى اختيار من الله واصطفاء هذا الاختيار والاصطفاء لحكمة وعلم الهي سابق بما يصلح لذلك من الذي ذكر المصنف رحمه الله فذوات ما اصطفاه الله واختاره من الاعيان والاماكن والاشخاص وغيرها مشتملة على صفات وامور قائمة بها ليست في غيرها ولاجلها اصطفاها الله. وهو سبحانه الذي خصها بتلك بتلك الصفات فهو الذي اعطاها الصفات وخصها بالاختيار فهذا خلقه وهذا اختياره. وربك يخلق ما يشاء ويختار هذا قول وسط بين طرفين متناقضين طرف يقول انه لا فرق بين ذات وذات وبين مكان ومكان ولا بين زمان وزمان. المذهب الذي حكم عليه المصنف وبالبطلان هذا مذهب باطل وكما قال يكفي تصوره في فساده يعني لا يحتاج الى رد وتفنيد لبيان بطلانه. يقابله ماذا؟ يقابله له قول يزعم ان تفضيل بعض الاشياء على بعض هو تفضيل ذاتي. يعني بشيء يتعلق بها مكتسب من ذواتها وان ذات مثلا اه البلد او ذات الشخص كالملك او النبي عليهم السلام انهم يحصلون التفضيل بامر ذاتي اه في في في ذوات هذه الاشياء مكتسب. يقول لا هي صفات ذاتية لكن الله عز وجل هو الذي جعل تلك الصفات في تلك الاماكن فليجدها امتازت وتفضلت. اذا هذا قول وسط ان هناك تفضيلا يعود الى صفات وخصائص مرتبطة بتلك الذوات. لكن تلك الصفات والخصائص ليست مكتسبة بل هي من الله هبة واختيار وتفضيل. فهذا قول وسط قال رحمه الله تعالى مشتملة على صفات وامور قائمة بها ليست في غيرها. لاجلها اصطفى الله وهو سبحانه الذي خصها بتلك الصفات. فهو الذي اعطاها الصفات ثم فضلها وخصها بالاختيار. فاذا اعطاؤه الصفات سبحانه وتعالى لتلك الاشياء جزء من خلقه. ثم تفضيل لها بتلك الصفات هو اختياره. فهذا خلق وذاك اختيار. ولهذا جمع بينهما في الاية الكريمة فقال وربك يخلق ما يشاء خلق مكة بتلك الصفات وخلق الانبياء والملائكة عليهم السلام بتلك الصفات. وخلق ذلك الزمان بتلك الصفات والخصائص بتلك الصفات ثم اختارها وجعلها مفضلة وذكر فضلها. وربك يخلق ما يشاء ويختار يعني ايضا ويختار ما يشاء على ما خلق سبحانه وتعالى وخصها بالخلق. نعم وما ابين بطلان رأي يقتضي بان مكان البيت الحرام مساو لسائر الاماكن مساو لسائر الامكنة وذات الحجر الاسود مساوية لسائر حجارة الارض وذات رسول الله صلى الله عليه وسلم مساوية لذات غيره. وانما التفضيل في ذلك بامور خارجة عن الذات بامور خارجة عن الذات والصفات القائمة بها. يقول ما ابين بطلان مثل هذا الرأي الذي يقول مكان البيت الحرام مساو لسائر الامكنة ذات الحجر الاسود مساو لكل حجارة الارض. ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم مساوية لذات غيره. وان التفضيل بامر خارج عن الذات وعن الصفات القائمة بها. نعم وهذه الاقاويل وهذه الاقاويل وامثالها من الجنايات التي جناها المتكلمون على الشريعة ونسبوها اليها وهي بريئة منها وليس معهم اكثر من اشتراك الذوات في امر عام. يقول ليس معه من الحجة او من الدليل او من تعليل ما ذهبوا اليه سوى قوله ان هذه الذوات مشتركة في امر عام. يقول ومع ذلك هذا الاشتراك في الامر العام لا يوجب تساويها في الحقائق نعم وذلك لا يوجب تساويها في الحقيقة. لان المختلفات قد تشترك في امر عام مع اختلافها في صفاتها نفسية وما سوى الله بين ذات المسك وذات البول ابدا. ولا بين ذات الماء وذات النار ابدا. والتفاوت الذي بين من الاماكن الشريفة واضدادها والذوات الفاضلة واضدادها اعظم من هذا التفاوت بكثير. رأيت عاقلا تسأله فتقول له هل ذات البول اكرمكم الله في حقيقته ومادته ومهايته مثل ذات المسك شتان وانت لا تحتاج ان تقنع عاقلا بقي في رأسه حبة ذرة من عقل ما تحتاج ان تسوق له الادلة والبراهين ان البول اكرمكم الله والمسك لا يتساويان فلو طلب انسان ان تقيم له الدليل على ذلك فاتركه وشأنه ووفر وقتك وجهدك. فمثل هذا لا يحتاج الى بيان لا يحتاج عاقل الى ان تثبت له ان ذات الماء تختلف عن ذات النار في الحقيقة في الخاصية في الفضائل في الفوائد فلو طلب الدليل على ذلك قلت لك فاتركه وشأنه يقول التفاوت الذي حصل او وقع بين الاماكن بين مكة وغيرها او بين الذوات كالانبياء مع غيرهم من البشر او الزمان كالايام الفاضلة مع غيرها. التفاوت الحاصل بين هذه الاماكن الشريفة واضدادها والذوات الشريفة واضدادها اعظم من التفاوت الذي بين المسك والبول وبين الماء والنار فاذا كان ذلك لا يحتاج الى دليل ولا يحتاج الى جهد وعناء لاثبات التفاوت فهذا من باب اولى الا يحتاج الى ذلك ولا هو مستدع ان تقيم الادلة والبراهين على هذا التفاوت. نعم فبين فبين ذات موسى وفرعون من التفاوت اعظم مما بين ذات المسك والرجيع. الرجيع فضلة الحيوان اكرمكم الله فلا تسوي بين قطعة المسك وقطعة من روث البهائم والحيوانات اكرمكم الله التفاوت الذي بين ذات موسى نبي الله وكليم الله عليه السلام. وبين فرعون الطاغية الذي قال انا ربكم الاعلى احد اعمدة جهنم عياذا بالله لا التفاوت الذي بين هاتين الذاتين اعظم من التفاوت الذي بين المسك وفاضلة الحيوان اكرمكم الله. فهذا لا يحتاج الى اثبات الادلة على قيام التفاوت بين هذه الذوات وكذلك وكذلك وكذلك التفاوت بين نفس الكعبة وبين بيت الشيطان اعظم من هذا التفاوت بكثير فكيف تجعل البقعتان سواء في الحقيقة والتفضيل. باعتبار ما يقع هناك من العبادات والاذكار والدعوات والمحقق الا انه في بعض النسخ المطبوعة وكذلك التفاوت بين نفس الكعبة وبين بيت السلطان. قال والصواب في النسخة مخطوطة الذي صوب عليها الكتاب التفاوت بين نفس الكعبة وبين بيت الشيطان. وهذا ابلغ في الرد على مذهب باطن ما زال مصنف رحمه الله يقرر الرد على تهافته وبطلان تقريره. يقول التفاوت بين الكعبة وبين بيت الشيطان اعظم من التفاوت الذي قال فيه بين المسك والرجيع اكرمكم الله ولا يمكن ان تقول ان التفاوت بين الكعبة وبيت الشيطان هو بحسب ما يقع في المكان من العبادة والذكر والصلاة ابدا. بل التفاوت في المكان فانه مخصوص بالفضل وما يحصل فيه من العبادة والذكر والدعاء والصلاة زاده فضلا وتشريفا وليس مناط التشريف ما يقع فيه بلط التشريف والتفضيل ذات المكان الذي خص بتلك الصفات والخصائص التي جعلها الله عز وجل فيه اختيارا منه سبحانه على حد قوله جل جلاله وربك يخلق ما يشاء ويختار. نعم ولم نقصد استيفاء الرد على هذا المذهب المردود المذلول وانما قصدنا تصويره والى اللبيب العاقل التحاكم ولا يعبأ ولا يعبأ ولا يعبأ الله وعباده بغيره شيئا الله سبحانه لا يخصص شيئا ولا يفضله ويرجحه الا لمعنى يقتضي تخصيصه وتفضيله نعم هو معطي ذلك المرجح وواهبه فهو الذي خلقه ثم اختاره بعد خلقه. وربك يخلق ما يشاء ويختار. نعم كما تقدم قبل قليل في كلامه رحمه الله تعالى ومن هذا تفضيله بعض بعض الايام والشهور على بعض انتقل رحمه الله الى صورة اخرى من صور التفضيل في خلق الله التي اختار الله عز وجل فيها بعض الايام على بعض فلو سألتكم معشر المسلمين ما اعظم الايام وافضلها يوم الجمعة او يوم عرفة او يوم النحر يوم عيد الاضحى او يوم عاشوراء او عشر ذي الحجة كل هذه ايام فاضلة جاءت الشريعة ببيان فضلها ام ايام العشر الاواخر في رمضان هذه كلها ايام فاضلة. فلو قلنا ايها هو الافضل من غيره عدنا الى اصل المسألة ان الله عز وجل الذي خلق الشهور والايام فضل بعضها على بعض فجعل عشر ذي الحجة فاضلة وجعل شهر رمضان فاضلا جعل الاشهر الحرم افضل من غيرها وهكذا فضلا من الله فضل به بعض الايام على بعض. فاصل المسألة اذا ثابت ويبقى خلاف اهل العلم وفقكم الله اه كما اختلفتم في الاجابة على السؤال قبل قليل اختلفوا في اي ايام العام هو افضل. والمصنف رحمه الله سيشير الان الى طرف يسير مختصر من هذا بين اهل العلم. نعم. ومن هذا تفضيله بعض بعض الايام والشهور على بعض فخير الايام عنده يوم النحر عنده عند من عند الله سبحانه وتعالى يوم النحر ما هو يوم عيد الاضحى العاشر من شهر ذي الحجة. نعم وهو يوم الحج الاكبر كما في السنن كما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر. هذا نص صريح. افضل الايام عند الله يوم النحر الذي هو يوم العاشر من شهر ذي الحجة تنحر فيه تنحر فيه الاضاحي والهدي فهذا يوم يشترك فيه المسلمون حجاجا وغير حجاج في اراقة الدماء قربة الى الله. تكبيرا وتعظيما وفرحة وابتهاجا هذا يوم النحر. قال افضل الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر. ما يوم القر يوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة وسمي بيوم القر لان الحجاج يقرون فيه بمنى. فانهم يوم الثامن كانوا بمنى ويوم التاسع ذهبوا الى عرفة وليلة العاشر افاضوا الى المزدلفة وباتوا بها ثم تحركوا صبيحة العاشر الى ميناء ثم نزلوا المسجد الحرام فطافوا ثم انشغلوا باعمال الحج الاكبر الرمي والحلق والنحر والطواف. ثم استقروا ليلة الحادي عشر فاذا هم يوم الحادي عشر بمنى قد قروا في مساكنهم ومنازلهم بمنى. فسمي بيوم القرن. قال افضل الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القرن نعم وقيل يوم عرفة افضل افضل منه وهذا هو المعروف عند اصحاب الشافعي. هذا القول الثاني في المسألة ان يوم عرفة افضل افضل حتى من يوم النحر. قال وهذا المعروف عند اصحاب الشافعي طيب اذا قلنا ان يوم النحر افضل فما دليله الحديث افضل الأيام عند الله يوم النحر. ومن قال ان يوم عرفة افضل فما دليله فما الدليل طيب اسمعوا نعم وقيل وقيل يوم عرفة افضل منه. وهذا هو المعروف عند اصحاب الشافعي. قالوا لانه يوم الحج الاكبر. هذا اولا. نعم وصيامه يكفر سنتين. هذا ثانيا. وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب اكثر منه في يوم عرفة. هذا ثالثا ولان الله سبحانه يدنو فيه ثم يباهي ملائكته باهل الموقف هذا رابعا الان فما قولكم؟ يوم عرفة افضل؟ ام يوم النحر هذان قولان شهيران باهل العلم ولتعلموا ان اهل العلم رحمة الله عليهم وسلك بنا سبيلهم اذا اختلفوا في المسائل وتفاوتت اقوالهم فلا يبنونها على الاهواء ولا على الاراء الشخصية بل يبنونها على الادلة وما تدل عليه القواعد والادلة بعموماتها وبخصوصها هذان قولان يوم عرفة افضل كما قال المصنف والاصح عند الشافعية وبه قال ايضا بعض اهل العلم من المذاهب الباقية الحنفية والمالكية والحنابلة. نقل ذلك النووي عن البغوي. قال يوم عرفة افضل ايام السنة ورجحه ايضا من العلماء في المذاهب الاخرى زين الدين العراقي والسيوطي من الشافعية والزيلع من الحنفية طعني من المالكية وابن النجار من الحنابلة ولما جاءوا لحديث افضل الايام عند الله يوم النحر تأولوه على ان الافضلية هنا ليست مطلقة قالوا بل هو بمعنى اي من افضل الايام. كما تقول فلان اعلم الناس او اكرم الناس وانت تقصد انه من اعلمهم ومن اكرمهم. قالوا فهذا اسلوب تستعمله العرب. فيحمل الحديث على هذا المعنى. لماذا؟ قالوا لان ما وجدنا خصائص عرفة وفضائل عرفة اكثر في مثل ما ذكر المصنف قال يوم الحج الاكبر ايضا هذا خلاف هل يوم الحج الاكبر هو عرفة او يوم النحر؟ وصيامه يكفر سنتين كما في الحديث الصحيح ايضا ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. كما صح بذلك الحديث قال وانه يدنو يعني الله جل جلاله ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء. وفي رواية قال اشهد قال عبادي اتوني غبرا اشهدكم اني قد غفرت لهم. فيوم عرفة يوم عظيم. والدعاء فيه فاضل على غيره. فصار افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وهذا مما خص به هذا اليوم العظيم. فجعل ركن الحج الاكبر وهو الوقوف بعرفة في ذلك اليوم العظيم يوم عرفة. قال المصنف رحمه الله تعالى كل هذا في سياق من قال ان يوم عرفة افضل وتقدم بكم ان من قال ان يوم النحر افضل بناء على صراحة الدليل افضل الايام. وفي رواية اعظم فكون النص الصريح في الدليل يأتي بهذا الوضوح افضل واعظم فلا مجال لان نقول ان يوما غيره افضل منه او ان يوما سواه يزيد عليه في الفضل والعظمة. ولهذا رجح ابن القيم هنا تبعا لشيخه شيخ الاسلام ابن تيمية وجد لشيخه المجدي ابن تيمية رحم الله الجميع ان الصواب ان يوم النحر افضل وتبقى المسألة مما تحتمل الاجتهاد السائغ الذي يتفاوت اهل العلم في تقريره وبيان الراجح منه كل حسب ما يترجح له من الدليل نعم والصواب القول الاول يعني تفضيل يوم النحر نعم لان الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء يقاومه. يعني يقصد الحديث افضل الايام عند الله يوم النحر. نعم والصواب ان يوم الحج الاكبر يوم النحر هذا ردا على من قال في فضل عرفة انه يوم الحج الاكبر. لما جاءت الاية في سورة واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله تفاوت المفسرون سلفا وخلفا يوم الحج الاكبر في الاية ما هو؟ فمنهم من قال هو يوم النحر ومنهم من قال هو يوم عرفة. ولذلك يتفاوت العلماء في تحديد يوم الحج الاكبر فانه مزية على غيره من سائر الايام. قال رحمه الله والصواب ان يوم الحج اكبر يوم النحر. نعم والصواب ان يوم الحج الاكبر يوم النحر لقوله تعالى واذان من الله ورسوله الى الناس الحج الاكبر وثبت في الصحيحين ان ابا بكر وعليا اذنا بذلك يوم النحر لا يوم عرفة لا يوم عرفة وفي سنن ابي داوود باصح اسناد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الحج الاكبر يوم النحر وكذلك قال ابو هريرة وجماعة من الصحابة يعني موقوفا عليهم رضي الله عنهم جميعا. ففي الحديث ففي الاثر وقوفي على ابي هريرة رضي الله عنه كما في صحيح البخاري قال يوم الحج الاكبر يوم النحر. وكذلك ثبت عن عدة من الصحابة كما اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف. فكون الصحابة يتواطؤون على تفسير يوم الحج الاكبر بانه يوم النحر يعطي دلالة على رجحان هذا قول وفي الاية واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر. والنبي عليه الصلاة والسلام لما فرض الحج في السنة التاسعة لم يحج بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام بقي بالمدينة وارسل ابا بكر رضي الله عنه اميرا على الحج ذلك العام. قال اهل العلم لذلك حكم اولها ان سنة تسع هو المسمى في السيرة بعام الوفود بان مكة فتحت سنة ثمان من الهجرة فما كان بعد فتح مكة الا اقبال القبائل والجماعات تفد على رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة تعلن اسلامها. وتأتي لتعلم احكام الشريعة وتعلن البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي في المدينة فلم يخرج للحج لاسباب هذا اولها بقي في المدينة لاستقبال الوفود سنة المسمى بعام الوفود. والحكمة الاخرى ان مكة بعد الفتح لم يزل فيها من بقايا الجاهلية التي كانت العرب تفعلها اذا اتت البيت الحرام مما لم يزل بعد تماما. فاراد عليه الصلاة والسلام تطهير البيت تماما ولهذا ارسل ابا بكر رضي الله عنه اميرا على الحج من اجل ان يقام الحج في حكم الاسلام بعدما دخلت مكة في الاسلام ومن اجل ان يهيئ رضي الله عنه بحجه بعض الامور التي تجعل الحج من العام القادم على اتم ما يكون فامره النبي عليه الصلاة والسلام ان ينادي في الناس الا يحج بعد العام المشرك ولا يطوف بالبيت عريان. فكان هذا من تطهير البيت من بقايا الجاهلية ودنسها ورجسها الذي كانت تمارسه بلوثة الجاهلية في مكة ايام الجاهلية. فاراد عليه الصلاة والسلام ايضا تطهير هذا لما نزلت صدر سورة براءة بعدما تحركت قافلة الحج من المدينة بعث النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصحابة كعليين وابي هريرة رضي الله عنهما ليدركا الخليفة ليدرك امير الحج ابا بكر رضي الله عنه بما نزل من سورة التوبة لتتلى على جموع الحجيج بمكة فان فيها ميثاقا عظيما وفيها المفاصلة بين الاسلام والكفر وفيها اعلان القتال وفيها الهدنة التي فرضت ثم انسلخ الحرم فما كان من الحكم مقررا بعده. فكانت اصول محكمات. اراد عليه الصلاة والسلام ان تسمعها امة الاسلام جموع الحجيج الذين اتوا سنة تسع من الهجرة. الشاهد في هذا كله واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر. لما بعث اباه ابا بكر وعليا اذنا بهذا الاذان المذكور في اية يوم الحج الاكبر فكان يوم النحر. فدل على انه المراد بالاية الكريمة وليس يوم عرفة. وساق المصنف ايضا حديثا سنن ابي داوود يوم الحج الاكبر يوم النحر. والحديث صحيح قال المصنف باصح اسناد. واراد به رحمه الله تعالى حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ويريد صحة الاسناد لا انه اصح الاسناد وانما هو تجوز منه الله تعالى عليه. نعم ويوم عرفة مقدمة ليوم النحر بين يديه فان فيه يكون الوقوف والتضرع والتوبة والاستقالة ثم يوم النحر تكون الوفادة والزيارة ولهذا سمي طوافه طواف الزيارة. لانهم قد طهروا من ذنوبهم يوم يوم عرفة. ثم اذن لهم يوم النحر في زيارته والدخول عليه الى بيته. ولهذا كان فيه ذبح القرابين وحلق الرؤوس ورمي الجمار ومعظم افعال الحج. وعمل يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم. يعني هذا من مصنف رحمه الله شرح وبيان مع كون يوم عرفة يوما فاضلا عظيما لكنه تقدمة وتوطئة ومن اعظم يأتي بعده كالاغتسال والتطيب الذي تتهيأ به لصلاة الجمعة. فالاغتسال والتطيب ولبس الثوب النظيف. اعظم اجرا ام صلاة الجمعة صلاة الجمعة وما يكون قبلها استعداد وتهيئة لها. قال فكذلك يوم عرفة هو تطهير معنوي. من الذنوب خطايا تغفر فيه الذنوب وتقال فيه العثرات وتعتق فيه الرقاب. فيقبل العبيد على ربهم يوم النحر. ولهذا يأتون الى البيت للطواف فيفدون الى بيته بعدما تطهروا من ذنوبهم فيوم عرفة على فضله قال هو تقديمة ليوم النحر وقوف وتضرع ودعاء وبكاء وخشوع وتوبة وعتق من النار ثم اذا جاء يوم النحر كانت الوفادة. الزيارة الاتيان للحرم للطواف بالبيت. فيقول هذا هو المقام عظيم القدوم الى بيت الله والطواف بعدما حصل لهم يوم عرفة من الاذن لهم بالاتيان. ولهذا يأتي يوم العيد فتذبح وتحلق الرؤوس وترمى الجمرات ومعظم افعال الحج يقع في هذا اليوم قال وعمل يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم يعني يوم النحر وكذلك تفضيل عشر ذي الحجة على غيره من الايام. سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة ما افضل الايام يوم الجمعة ام يوم عرفة ام يوم النحر؟ فاجاب رحمه الله بقوله افضل ايام الاسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء يعني اذا سألت عن ايام الاسبوع السبت والاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة فباتفاق ان يوم الجمعة افضل ايام الاسبوع. يقول اما افضل ايام العام فيوم النحر فلو قال قائل طيب ويوم الجمعة وادلته سيأتي في كلام المصنف رحمه الله بعد قليل قال يوم الجمعة يوم متكرر كل اسبوع. فالفضيلة فيه متكررة لكن يوم عرفة يوم مستقل يأتي مرة في العام. ثم قد يجتمعان كيف يعني يعني يوافق يوم عرفة ان يكون يوم جمعة فبالتالي تجتمع الفضيلتان فيكون من افضل ايام الدنيا على الاطلاق. قال شيخ الاسلام رحمه الله افضل ايام الاسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء. قال وافضل ايام العام يوم النحر. وقال بعضهم يوم عرفة والصحيح هو الاول لحديث السنن افضل الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر. على ما ذكر تلميذه هنا ابن القيم رحم الله الجميع احسن الله اليكم وكذلك تفضيل عشر ذي الحجة على غيره من الايام فان ايامه افضل الايام عند الله. وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله منه. في الايام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ثم ثم لم يرجع من ذلك بشيء. وهي الايام العشر التي اقسم الله تعالى بها في كتابه بقوله والفجر ليال عشر ولهذا يستحب فيها الاكثار من التكبير والتهليل والتحميد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فاكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد ونسبتها الى الايام كنسبة مواضع المناسك الى سائر نعم لان هذه الايام ايام حج فنسبة الى الايام يعني اذا قلت ما ما حكم هذه الايام العشر بالنسبة لسائر ايام السنة؟ قال هو كما تسألني ما موقع عرفة ومنى ومزدلفة بالنسبة لسائر البقاع على وجه الارض؟ قل نسبتها الى الايام عشر ذي الحجة كنسبة مواضع المناسك الى سائر البقاع يعني في التفضيل والاختصاص الذي امتازت به عن سائر ايام العام احسن الله اليكم. ومن ذلك تفضيل شهر رمظان على سائر الشهور وتفضيل عشره الاخير على سائر الليالي وتفضيل ليلة القدر فيها على الف شهر فان قلت فاي فاي العشرين افضل عشر ذي الحجة اما العشر الاخير ام العشر الاخر من رمضان؟ الاخير والاخر نسختان اشار اليهما المحققون. نعم. واي الليلتين افضل؟ ليلة القدر او ليلة الاسراء قلت اما السؤال الاول فالصواب فيه ان يقال ليالي العشر ليالي العشر هذان سؤالان العشر الاخيرة من رمضان والعشر الاوائل من ذي الحجة. هذه عشر وتلك عشر وقد صح عن عثمان النهدي رحمه الله انه قال كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الاخيرة من رمضان والعشر الاول من ذي الحجة نعم والعشر الاول من المحرم كان السلف يعظمون هذه الايام السؤال العشر الاخيرة من رمضان فاضلة. ما فضلها وقوع ليلة القدر فيها والعشر الاول من ذي الحجة ايضا فاضلة. ما فضلها؟ وقوع يوم عرفة ويوم النحر فيها؟ فالسؤال اي العشرين افظل العشر الاخيرة من رمضان ام العشر الاول من ذي الحجة؟ هذا سؤال. والسؤال الثاني ليلة القدر افضل ام ليلة الاسراء ليلة القدر ماذا حصل فيها نزل القرآن وليلة الاسراء ماذا حصل فيها؟ اسري برسول الله عليه الصلاة والسلام الى بيت المقدس وعرج به الى السماء السابعة وفرضت الصلوات الخمس هذان السؤالان نعم قال قلت قلت اي قلت اما السؤال الاول فالصواب فيه ان يقال ليالي العشر الاخير من رمضان افضل من ليالي عشر ذي الحجة. وايام عشر ذي الحجة افضل من ايام عشر رمضان وبهذا التفصيل يزول الاشتباه. هذا اه من المصنف رحمه الله متابعة لشيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وهذا جواب لطيف خرج به من الاشكال فان اهل العلم بين قائل بتفضيل العشر الاخيرة من رمضان ويسوق لذلك الشواهد والفضائل. وبين قائل بتفضيل العشر الاول من ذي الحجة ويسوق ايضا الادلة والفضائل. فقال رحمه الله ان جئت تتكلم عن النهار النهار فايام عشر ذي الحجة افضل وان جئت تتكلم عن الليالي من المغرب الى الفجر فليال العشر الاخيرة من رمضان افضل. جمعا بين الامرين. وبين الفضائل في كل من هاتين العشرين. عشر رمضان الفضل فيها فعلا لليالي. ولهذا شرع القيام فيها والاجتهاد في طلب العفو وسؤالي المغفرة والفوز لانها بينها ليلة القدر وليلة ذو القدر ليلة وليست يوما بخلاف عشر ذي الحجة فان الفضل فيها لليوم. تقول يوم عرفة ويوم النحر فالفضل فيها هناك لليوم والعمل يقع في اليوم كذلك. الوقوف بعرفة يقع يوم عرفة وليس ليلة عرفة. والرمي والحلق والنحر والطواف اعمال وانت تقع يوم النحر وليس ليلة النحر. فهذا من باب الجمع بين الفضائل وتنزيل الامور منازلها. نعم قال فالصواب فيه ان يقال فالصواب فيه ان يقال ليالي العشر الاخر من رمضان افضل من ليالي عشر ذي الحجة وايام عشر وايام عشر ذي الحجة افضل من ايام عشر رمضان وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويدل عليه ان ليالي العشر من رمضان انما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة انما فضلت باعتبار ايامه انما فضلت في نسخ ورجح المحقق قال انما فضل على اعتبار العشر. قال وعشر ذي الحجة انما فضل باعتبار ايامه. نعم وعشر ذي الحجة انما فضل باعتبار ايامه اذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية واما السؤال الثاني اي سؤال التفضيل بين ليلة القدر وليلة الاسراء ايهما افضل ليلة القدر لان القرآن نزل فيها فشيء من السماء نزل الى الارض ام ليلة الاسراء التي صعد فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم من الارض الى السماء. ايضا هذه مفاضلة فمن نظر الى احد الجانبين رأى فيه فضلا عظيما. نعم. في ليلة الاسراء حدثت معجزة كونية فريدة ما حصل مثلها قبل ولم يتكرر مثلها بعد. فشيء عظيم حدث في في الكون في ذلك اليوم في ليلة الاسراء واما ليلة القدر فحسبكم انها الليلة التي ذكرها الله عز وجل في مقام الثناء والتعظيم والاجلال وما ادراك اكمى ليلة القدر مع ما فيها من الفضائل والخصائص التي ليس هذا مقام عدها وليست تخفى عليكم. قال رحمه الله هذا ايضا سؤال شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. جواب على هذا السؤال نقله المصنف ها هنا. نعم. احسن الله اليكم. واما الثاني فقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه عن رجل قال ليلة الاسراء افضل من ليلة القدر وقال اخر بل ليلة القدر افضل. فايهما المصيب؟ انظروا رحمكم الله كيف يكون جواب العلماء اهل العلم اذا تكلموا على المسائل يتكلمون بنور الوحي وليست انطباعات شخصية ولا اراء ذاتية ولا اجتهادات يعني يتكلموا فيها بواقعي وحي الخاطر وهوى النفوس ينطلقون من نور الشريعة من الدليل يبنون ذلك على معنى عظيم ينبيك عن فقه رزقته تلك العقول بنور من تقوى الله لما حصلت من العلم بالشريعة التي اكسبتها ذلك المقام العظيم. فاجاب فاجاب الحمد لله اما القائل ان ليلة الاسراء افضل من ليلة القدر ان اراد بذلك ان الليلة التي اسري فيها اسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ونظائرها من كل عام افضل لامة محمد صلى الله عليه وسلم من ليلة القدر بحيث افضل افضل لامة محمد صلى الله عليه وسلم من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها افضل منه في ليلة القدر. فهذا باطل لم يقله احد من المسلمين طيب هذه مقدمة. من يقول ان ليلة الاسراء افضل يقصد ان قيام ليلة الاسراء متى هي اي ليلة في رجب ام في شعبان او في رمضان طيب سيأتي في كلام المصنف قال ليت الاسراء لا تعرف عينها ولم يقل دليل على شهرها ولا عشرها ولا عينها. فعلى كل حال حتى لو افترضنا لو وافترضنا انه وقع تحديد ليلة الاسراء ليلة الخامس عشر او السابع عشرين من رجب او غيرها. لو افترضنا ان ليلة الاسراء محددة هل قال احد ان قيام ليلة الاسراء افضل من قيام ليلة القدر؟ قال هذا لم يقله احد من المسلمين. اذا ما معنى ان تقول ان ليلة الاسراء افضل ما وجه التفضيل وما اثره؟ قال رحمه الله يرتب لك المعاني مسألة المسألة. يقول من قال ان ليلة الاسراء افضل اذا اراد ان قيامها والدعاء فيها افضل من ليلة القدر قال فهذا باطل لم يقله احد من المسلمين. نعم وهو معلوم الفساد بالاضطرار من دين الاسلام هذا اذا كانت ليلة الاسراء تعرف عينها. يعني اذا افترضنا انها ليلة معروفة بعينها بالتاريخ اي ليلة هي هذا اذا كانت ليلة الاسراء تعرف عينها فكيف ولم يقم دليل معلوم على شهرها ولا عشرها ولا عينها بل النقول في ذلك منقطعة ليس فيها ما ما يقطع به ولا يشرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن انها ليلة الاسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر فانه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي الصحيح وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان وقد اخبر الله سبحانه انها خير من الف شهر. وانه انزل فيها القرآن وان اراد ان الليلة المعينة التي اسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم حصل له فيها ما لم يحصل له في غيرها من غير ان يشرع تخصيصها بقيام ولا عبادة فهذا صحيح. ما الذي حصل فيها لم يحصل في غيرها كل ما حصل فيها كان معجزة الاسراء في جزء من ليلة من مكة الى بيت المقدس برسول الله عليه الصلاة والسلام. صعوده البراق العروج به الى السماء مقابلة الانبياء امامته بهم عليه وعليهم صلاة الله وسلامه. في المسجد الاقصى مقابلته الانبياء في السماوات بلوغه السماء السابعة وارتقاؤه الى سدرة المنتهى وبلغ موضعا لم يبلغه قبله ملك مقرب ولا نبي مرسل صلى الله عليه واله وسلم هذا الذي حصل فضلا عن فرض الصلوات وما كان في قصتها وعظمة ذلك الموقف العظيم هذا شيء ما حصل في اي ليلة سواها ان اراد القائل بتفضيل ليلة الاسراء انه حصل فيها ما لم يحصل في غيرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهذا صحيح سؤال هل هذا يعني ان كان تفضيلها وتخصيصها بعبادة تزيد به عن فضل ليلة القدر قال الجواب لا ولم يقل به احد. فما رأيكم لو قال قائل ليلة الاسراء افضل من غيرها بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وليلة القدر افضل بالنسبة للامة سواه عليه الصلاة والسلام. هذا قول ذكره بعضهم وسيأتي في كلام المصنف رحمه الله ولعله في ليلة المجلس المقبل ان شاء الله تعالى. نعم وان اراد ان الليلة المعينة التي اسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم حصل له فيها ما لم يحصل له في غيرها من غير ان يشرع تخصيصها بقيام ولا عبادة فهذا صحيح وليس اذا اعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فضله في مكان او زمان يجب ان يكون ذلك المكان والزمان افضل من جميع الامكنة والازمنة هذا اذا قدر انه قام دليل على ان انعام الله تعالى على نبيه ليلة الاسراء كان اعظم من انعامه عليه بانزال القرآن ليلة القدر وغير ذلك من النعم التي انعم عليه. هذا سؤال وهو سؤال وارد وفي محله تماما. ان قلت ان ليلة الاسراء حصل فيها لرسول الله عليه الصلاة والسلام وشيء عظيم اعظم من ليلة القدر؟ فيقول السؤال اليس انزال القرآن ليلة القدر في جلالته وعظمته ونعمه اختصت بها امة الاسلام بالوحي الذي نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام ايضا يعتبر افضل من غيره؟ قال والكلام في مثل هذا يحتاج الى علم بحقائق الامور. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين