وقوله وانتم ظالمون. الواو هنا للحال كان من فاعل اتخذتم. يعني والحال انكم ظالمون ليس لكم عذر وكيف يكون لهم العذر ونبيهم هارون يقول يا قومي انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري وبعد هذا الفعلة القبيحة الشنيعة اه قال الله عز وجل ثم عفونا عنكم من بعد ذلك وانظر الى قوله وانتم ظالمون هل هم ظالمون لانفسهم او ظالمون لغيرهم ظالمون لانفسهم فان كل عاص ظالم لنفسه فان تعدت مضرة معصيته الى غيره صار ظالما لنفسه ولغيره ثم عفونا عنكم اي تجاوزنا عن هذا الفعل ورفعنا عنكم العقوبة لعلكم تشكرون اي لاجل ان تشكروا. ولعل هنا للتعليل وكما اسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني منها التعليم وهي كثير وذلك كثير في القرآن الكريم ومنها الرجاء ومنها التمني ومنها الاشفاق والخوف منها التوقع وكل هذا يعرف بالسياق وقوله لعلكم تشكرون الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن دليله قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال في المؤمنين كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله وهذا يدل على ان الشكر هو العمل الصالح وهو كذلك لا شك فيه واعلم ان الشكر لا يكون الا في مقابلة احسان بخلاف الحمد الحمد يكون لكمال المحمود ولافظال المحمود فسببه اعم من الشكر ولكن الشكر اعم من الحمد من حيث تعلقه بالقلب واللسان والجوارح كما قال القائل مني ثلاثة يدي شبعان ولساني والضمير المحجبة في هذه الايتين فوائد اه منها بيان عيوب بني اسرائيل وذلك انهم اتخذوا العجل الها حين غاب نبيهم ومن فوائدها اثبات كلام الله عز وجل لقوله واذ واعدنا موسى ثلاثين ليلة والوعد يكون بين المتواعدين في الغالب بالقول ثمان هذا الميعاد اللي حصل كلمه الله عز وجل حتى ان موسى عليه الصلاة والسلام من شدة شفقته على رؤية الله قال ربي ارني انظر اليك ومنها بيان السفه الامة الغضبية اليهود حين اتخذوا العيشة الهي والعجيب انهم هم الذين صنعوا العجل بايديهم ثم اتخذوه الها ولكن لا تستغرب فان من يضلل الله له فلا هادي له والجاهليون من العرب يفعلون مثل هذا او اشد يقال انه يصنعون من التمر الها واذا جاعوا اذا جاؤوا اكلوه ما يدعونه انه يأتي يأتيهم برزق يعرفون انه لن يملك ذلك لكن يأكلونه ويقولون انهم اذا نزلوا ارضا اخذوا اربعة احجار واختاروا احسنها ان يكون الها والثلاثة الباقية يجعلونها اسافي للقدر ينصبون القدرة عليهم ومن فوائد هذه الاية الكريمة انه ليس لبني اسرائيل عذر في اتخاذهم العجل الها لان الحجة قد قامت لقوله تعالى وانتم ظالمون هل يستبان من هذا من هذه الاية؟ انهم لو اتخذوا العجل الها بدون ظلم لم يلاموا او يقال ان هذا بيان لحالهم فقط يحتمل هذا وهذا يحتمل ان هذا بيان لحالهم وانهم اتخذوه الها من غير عذر ويحتمل ان يكون دليل على انه اذا كان الانسان معذورا فانه لا يؤاخذ ويدل لهذا قوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلو عليهم اياتنا وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون الا وعلى هذا فيكون في الاية دليل على ان من عمل عملا سيئا الشرك فما دونه وهو معذور فانه لا عقوبة له ثم ان كان منتسبا الى الاسلام حكم له بظاهره لانه مسلم وان كان منتسبا الى دين اخر ولم يبلغه دين الاسلام فيقال فيعامل في الدنيا حسب دينه الذي هو عليه وامره في الاخرة الى من؟ الى الله عز وجل فصار هذا هو التفصيل في مسألة العذر بالجهل اذا كان يتسمى بالاسلام ويشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج ويعتمر ويقول انه مسلم لكن فيه شيء من الشرك بغير علم عاش في هذا البلد التي بها هذا الشيء. ولا علم ان هذا شرك فهذا يعامل معاملة ايش المسلمين على ظاهر حال وكذلك ايضا في الاخرة لا لا يؤاخذه الله لان لانه معذور واما من كان معذورا لكنه لا ينتسب للاسلام على دين معين فهذا يعامل في الدنيا معاملة الكافرين يعني اهل دين ذلك الدين وفي الاخرة يقال امره الى الله عز وجل ومن فوائد الايات الثانية اه بيان تفضل الله تعالى على بني اسرائيل انه بعد ان فعلوا ما فعلوا من هذا الشرك المبني على الضلال في الدين وسبب العقل عفا الله عنه ثم عفوني عنه ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان الله تعالى يعفو عن الذنوب جميعا بدون استثناء لكن بعد بعد التوبة كما قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لكن لو قال قائل ليس في الاية في الاية الكريمة ما يدل على انهم تابوا فيقال دلت الايات الاخرى على انهم تابوا الى الله عز وجل وانابوا الى الله وانه اخذتهم ظلة وامر ان يقتل بعضهم بعضا فلما علم الله منهم صدق الرجوع اليه وانهم امتثلوا حتى القتل عفا الله عنه ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان من انعم الله عليه نعمة دينية وجب عليه شكرها كالنعمة الدنيوية لقوله ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون. وايهما اعظم منة الدينية لا شك انها اعظم منة فاذا من الله عليك بنعمة دينية فاعتبرها من اكبر النعم وقم بشكرها وشكر النعم الدينية من جنسها. فمثل من من الله عليه بعلم فان من شكر نعمة الله عليه ان ان يعظم وينشر علم وكذلك من من الله عليه بمال فانه من شكر نعمة الله عليه ان بهذا المال ان يتصدق منه ينفع الفقراء ويصل الرحم ويبر الوالدين ومن فوائد هذه الاية الكريمة اثبات العلل لافعال الله من اين تؤخذ من قوله لعلكم تشكرون ولا شك عندنا في هذا ان جميع افعال الله واحكام الله كلها مبنية على علل ومصالح. لكن منها ما يعلم ومنها ما لا يعلم واما من قال انه لان افعال الله تعالى واحكامه ليست مبنية على حكمة ولا ولا تعلل بعلة فلا شك انه ضال في دينه سفيه فيه في عقله ثم قال عز وجل مبينا نعمة اخرى من اكبر النعم. واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان اتينا موسى اي اعطيناه واتين مفعولين بخلاف اتينا فانها لا تنصب الا مفعولا واحدا لان اتى بالمد بمعنى اعطى واتى بمعنى جاء. نعم يقول اتينا موسى الكتاب اعطيناه وال في الكتاب للعهد اي العهود الذهني يعني الكتاب المعروف عندكم وهو التوراة وسمي كتابا لانه مكتوب فقد كتب الله التوراة بيده جل وعلا والفرقان الواضح حرف عطف والفرقان معطوف على الكتاب وهل هو غيره او هو ولكنه من باب عطف الصفة على الموصوف الجواب الثاني فالفرقان هو نفس الكتاب فان التوراة فرقة فرق الله بها بين الحق والباطل وبين العدل والجور وبين اولياء الله واعداء الله الى اخره. ما يكون بين التمييز والفرق فعلى هذا يكون عطفها من باب عطف ايش؟ الصفة على الموصول ارأيت قول الله تبارك وتعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلقه فسوى والذي قدر فهدى والذي قدر فهذا هو الله عز وجل لكن هذا من باب عطف الصفة على الصدق يقول جل وعلا والفرقان لعلكم تهتدون لعل هذه التعليل كما سبق وتهتدون اي تسلكون مسلك الهداية والمراد بالهداية هنا التي ذكرها الله عز وجل هداية الارشاد وهداية التوفيق وذلك لان ما اوتيه موسى علم فمن اجتدابه فقد علم. وكذلك علم يثمر عملا لمن وفق فنفسر الهداية هنا بايش بهداية العلم وهداية التوفيق. العلمية والعملية في الاية الكريمة دليل على فوائده اولا ان موسى نبي بل رسول لان الله اتاه الكتاب وكل من اتاه الله الكتاب فهو رسول كما قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ومنها الثناء على التوراة حيث سماها الله تعالى فرقانا ومنها الحكمة في ايتاء الكتاب والفرقان لموسى وهو الهداية ومنها ان العلم سبب للهداية لاجل التعنيف في قوله لعلكم تهتدون لكن هل السبب لا بد ان يكون مسببه او قد يوجد مانع قد يوجد مانع وعلى هذا فلا يرد علينا ان نقول ان يقول قائل اننا نجد في العلماء من لم يهتدي نقول لوجود مانع والا فالاصل ان العلم سبب لهداية وان الهداية تقع بالعلم لكن قد يكون هناك عوارض وصواريخ توجب ان لا ينتفع الانسان بما اعطاه الله تعالى من العلم كما هو معروف ثم قال تعالى واذ نعم نقف على هذه نعم. وتهتدون المراد بها هنا هداية العلم او العلم والتوفيق. ها؟ العلم في كل حال والتوفيق لما شاء الله والتوفيق لما شاء الله للهداية لكن من الناس من من يهتدي ومنهم من لا يهتدي ثم ذكر نعمة اخرى ايضا فقال واذ قال موسى لقومه يا قومي انكم ظلمتم انفسكم واذ قال يعني واذكروا اذ قال موسى لقومه والقوم بمعنى الرهط والقبيلة بمعنى القبيلة والفقهاء يقولون ان القوم من من الجد الرابع فما دون هؤلاء القوم باللغة العربية قال لقومه يا قومي ناداهم تحببا لوصف القومية تحببا وتوددا واظهارا لانه ناصح لهم لان الانسان ينصح لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم اكد الجملة لبيان حقيقة ما هم عليه وظلمتم يا حجاج بمعنى نقصتم انفسكم حقها لان الظلم في الاصل بمعنى النقص قال الله تعالى كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا يعني تنقص تنقص تنقص هذا هو الاصل ولكن قد يراد به اكثر من النقص قد يراد به اكثر من نفس اننا هنا ظلمتوا انفسكم نقصتموها حقها وذلك بمخالفة التوحيد فقال باتخاذكم العجل الباهون للسببية اي بسبب اتخاذكم العجل واتخاذ مصدر وفعلها ها؟ اتخذ وهو مضاف الى فاعله الكاف تاء والعجل مفعول اول. والمفعول الثاني؟ نعم. محذوف. تقييمه؟ نعم. الها ظلمتم انفسكم بسبب اتخاذكم العجل الها تعبدونه من دون الله. والعجل هذا سبق انه عجل من ذهب. صورة. وان الذي فتن الناس بها رجل يقال له السامري. نعم. اتخذوه الها والعياذ بالله فارشدهم موسى صلى الله عليه وسلم الى الخلاص من هذا الظلم العظيم قال فتوبوا الى بارئكم توبوا امر بمعنى اغتروا لان التوبة والاوبة معناها؟ الرجوع الى الله سبحانه وتعالى والتوبة تكون في الاقبال على الله اذا قال على الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه. اذا كان الظلم بترك واجب فالتوبة بفعله واذا كان الظلم بفعل معصية التوبة بتركها والاقلاع منها