غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب لمعة الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي الدمشقي رحمة الله تعالى عليه في المحاضرة السابقة تكلمنا عن مسألة رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة. وانهينا بها الحديث عن مسألة الصفات الالهية التي اطال فيها ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه. النظر والبحث مقارنة مع المسائل الاخرى التي سيذكرها. وآآ كما قلنا لان هذه المسألة مسألة الصفات الالهية عموما كان فيها خلاف شديد بين الاسلاميين عموما في عصر ابن قدامة وقبله وبعده. فلذلك حاول كثير من علماء السنة ان يقدموا الاجابات الواضحة. وان يقرروا اعتقاد الصالح رضوان الله تعالى عليهم في هذه المسائل طبعا ما بين اه مقصر وما بين مصيب وما بين اه مخطئ نسأل الله ان يغفر للجميع اليوم موعدنا احبتي مع باب جديد. يعني الان ننطلق نغرق قضية الكلام عن الصفات الالهية وننطلق الى باب جديد وهو باب اه القضاء والقدر وهو باب عظيم جليل نافع وخطير وينبني عليه كثير من التصورات في الفكر الاسلامي. واخطأت فيه كثير من الفرق الاسلامية. فدعونا ننظر كيف نؤسس هذا الباب كيف ننظر في هذا الباب؟ وما هي اهم المسائل التي يطرقها اهل السنة والجماعة؟ عند تقريرهم لقواعد القضاء والقدر. فنقول مستعينين بالله القضاء والقدر. الايمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من اركان الايمان. فكما جاء في حديث جبريل طويل حينما جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. فسأله اولا عن الاسلام؟ فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجابه عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن قدري خيره وشره اذا الايمان بالقدر هو الركن السادس من اركان الايمان ولا يصح وانتبهوا على هذه القضية. ولا يصح ايمان العبد الا بتحقيقه على ما جاءت به النصوص في الكتاب والسنة والقدر احبتي كما ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هو نظام التوحيد. يعني هو عبارة عن الحبل الذي ينظم فيه التوحيد كيف يكون عندك حبل؟ الحبل يسمى نظاما كيف يكون عندك حبل وتوضع فيه خرزات المسابح او توضع فيه الذهب والفضة ليجعل قلادة توضع مثلا على صدور النساء. فالقدر يشبهه ابن عباس بانه النظام للتوحيد. فكان التوحيد اعيد ينتظم في داخل سلك القدر فكأن التوحيد كله ينتظم في داخل سلك القدر في داخل حبل القدر. وماذا يريد ان يقول بهذا التشبيه؟ يريد ان يقول ان هذا الحبل اذا انقطع ماذا يحدث انفرط عقد التوحيد ان فرط عقد التوحيد وزال ايمان العبد. يقول ابن عباس كما ذكر الاجري في الشريعة ايضا نقل هذا الاثر في شريعة اعتقاد اهل السنة يقول ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد. القدر نظام التوحيد. فمن وحد الله سبحانه وكذب بالقدر كان تكذيبه للقدر نقدا للتوحيد. ومن وحد الله وامن بالقدر كانت العروة اذا ابن عباس رضي الله عنهما في هذا النص الصحيح الثابت عنه يشبه لنا القدر بانه سلك او حبل او او خيط قل ما تشاء ينتظم فيه التوحيد. فاذا قطعت هذا الحبل وكفرت بالقدر وكذبت بالقدر ذهب التوحيد كخرزات المسبحة اذا انقطع الخيط ذهبت هذه الخرازات وخرجت منه. وهذا ما يريد ان يقوله ابن عباس يؤكد على محورية مسائل القضاء والقدر في عقد توحيد العبد وفي تحقيقه على الوجه الصحيح. المنجي من عذاب الاخرة وهذا الباب اثاره عظيمة في حياة الانسان باب القضاء والقدر اثاره عظيمة جليلة في حياة الانسان بل لا تستقيم حياته ولا يطيب معاشه الا بالايمان والتسليم به من دون مدافعة ومزاحمة واعتراض على الرب سبحانه وتعالى. والا عاش في نكد وهم واضطراب وقلق يدفع بعضهم للهروب. هذا القلق يدفع البعض. انظروا الان في العالم الغربي المادي. كيف جهلهم بالقضاء والقدر واضطرابهم الى اين يقودهم؟ يدفع بعضهم للهروب من هذه الحياة. خوفا من المستقبل او حزنا على الماضي وقد تاه كثير من الاسلاميين اي من الفرق الاسلامية في ثنايا هذا الباب وفي تقريره واخطأوا في تحقيق مسائله ما بين افراط وتفريط لبعدهم ما سبب الافراط والتفريط؟ لبعدهم كثير من الفرق الاسلامية ابتعدت عن المنبع الاصيل الذي تتلقى منه مسائل ان الاعتقاد وهو الكتاب والسنة وخاضوا في هذه المسائل وفي تقرير وفي تحقيقها بعقولهم واهوائهم بالتأكيد اذا ستكون تصوراتهم عن هذا الموضوع تصورات فيها تشوه فيها انحراف ولا تسير على الجادة المرضية وكثير من المصنفين في العقائد يذكرون هذا الباب. انتبهوا على هذه القضية. لماذا كثير ممن يصنف في الاعتقاد سواء على طريقة اهل السنة والجماعة او على على طريقة غيرهم. لماذا يذكرون باب القضاء والقدر تبعا لباب الاسماء والصفات؟ هذا سؤال. لماذا كثير من المصنفين يذكرون بالقضاء والقدر تبعا لباب الاسماء والصفات. فنقول كثير من المصنفين في العقائد يذكرون هذا الباب تبعا لباب الاسماء والصفات فاتوا وذلك لاشتراكهما في عدة قضايا القضية الاولى التي يشترك فيها باب القضاء والقدر في باب الاسماء والصفات. اولا اه ان اكثر الفرق الكلامية يبنون كلامهم في باب القضاء والقدر من منطلقات عقلية بعيدا عن الادلة النقلية في الكتاب والسنة كما فعلوا في باب الاسماء والصفات. يعني الفرق الكلامية بعمومها بنت مساجد القضاء والقدر على الادلة العقلية المتعمقة المتكلفة واعرضت عن نصوص الكتاب والسنة وهذا كما فعلوه في باب الاسماء والصفات فعلوه ايضا في باب القضاء والقدر. كما فعلوه في باب الاسماء والصفات فعلوه في باب القضاء والقدر بالتالي هناك اشتراك عند الكلاميين في هذين البابين وهو ان كليهما يبنى على العقل المتكلف المتعمق بالاعراض عن الكتاب والسنة. هذا وجه الاشتراك بين هذين البابين. بين باب القضاء والقدر وبين باب الاسماء والصفات. ان الكلاميين عموما يعتمدون فيهما على الادلة العقلية مبتعدين عن نصوص الكتاب والسنة زاعمين ان هذه النصوص لا تمنحهم القطع في تقرير هذه المسائل بخلاف العقل الذي يمنحهم القطع كما يزعمون. انظروا الان احبتي لبعض النقول عن الكلاميين تؤكد هذه القضية ان باب القضاء والقدر عندهم اعتمادهم فيه على العقل وليس على نصوص الكتاب والسنة. اذا اولا اكثر الفرق الكلامية يبنون كلامهم في باب القدر من منطلقات عقلية. بعيدا عن الادلة النقلية كما فعلوا في الاسماء والصفات. فهذا وجه الاشتراك الاول بين البابين يقول عبدالجبار المعتزلي في كتابه شرح الاصول الخمسة وهو من ائمة المعتزلة الكبار يقول الاستدلال بالسمع المراد بالسمع نصوص الكتاب والسنة الاستدلال بالسمع على هذه القضية متعذر يقول هذا الكلام في ثنايا حديثه عن مسائل القدر يقول الاستدلاء ان نستدل بالسمع يعني بالنصوص النقلية على هذه القضية هذا امر متعذر وبماذا ستستدل يا عبد الجبار الادلة العقلية. انظروا الاشكالية في الفكر الكلامي اه ننقل الان نص لاحد الاشاعرة وهو العالم الكبير الامدي رحمة الله عليه. يقول الامدي الاشعري في كتابه غاية المرام في علم الكلام ربما ان انظروا المنهجية الخطيرة التي نأسف ان تخرج من عالم كبير مثل العلامة الامدي رحمة الله عليه. ماذا يقول؟ يقول ربما تمسك بعض اصحابنا هنا اي في مسائل القضاء والقدر بظواهر الكتاب والسنة ربما تمسك بعض اصحابنا هنا بظواهر الكتاب والسنة كانه يلوم بعض الاشاعرة في تمسكهم بظواهر الكتاب والسنة وباقوال بعض الائمة انظروا ماذا يقول الامدي. ولا مطمع لها في القطعيات اي نصوص الكتاب والسنة او ظواهر الكتاب والسنة لا مطمع لها في القطعيات ولا معول عليها في اليقينيات فلذلك اثرنا الاعراض عنها ولم نشغل الزمان بايرادها كلام خطير احبتي حينما يقول الامدي نصوص الكتاب والسنة لا يمكن توظيفها في مثل هذه الامور القطعيات. وهذه الامور اليقينيات يعني مسائل القضاء والقدر من المسائل التي تطلب فيها اليقينيات ونصوص الكتاب والسنة لا تعطينا اليقين والقطع في ذلك. فلذلك يقول الامدي اثرت الاعراض عنها. عن ماذا تعرض تعرض عن نصوص الوحي الالهي اثرنا الاعراض عنها ولم نشغل الزمان بايرادها. ويا ليتك اشغلت الزمان بايرادها يا ليتك اشغلت الزمان بايرادها لاصبت الطريق واهتديت الى المنهج القويم لكنك لما لم تشغل الزمان بايرادها كما ذكرت اخطأت وحبت عن منهج اهل السنة والجماعة واتيت بما هو بعيد عن المنطوق والمعقول الرازي رحمة الله عليه ايضا يؤكد هذه المنهجية الكلامية. يقول مسألة القضاء والقدر مسألة قطعية يقينية الرازي والامدي النفس المنهجية في التفكير انه مسألة القضاء والقدر من المسائل اليقينية القطعية. يقول الرازي مسألة القضاء والقدر مسألة قطعية يقينية وخبر واحد لا يفيد الا الظن. يعني اخبار الاحاد لا تفيدنا الا الظن على رأي الرازي والتمسك بالحجة الظنية في المسألة القطعية لا يجوز وهذا كلامه في المطالب العالية. اذا لن يستدل على مسائل القضاء والقدر باحاديث الاحاد طب اذا يا شيخ ممكن نستدل باحاديث متواترة؟ الاحاديث المتواترة بالتواتر الارسطي المنطقي الارسطي الذي يبن به الرازي والكلاميون عموما لا عدى ثلاث اربع احاديث في كل كلام النبي صلى الله عليه وسلم. بالتالي هم في الواقع يقفلون باب الاستدلال بالحديث النبوي في هذه المسائل اذا اه لاحظوا كلام واضح من المعتزلة من الاشاعرة وكذلك لو تتبعتم نصوص ما تريديه وغيرهم كلام واضح ان مسائل القضاء والقدر عندهم مثل الاسماء والصفات مسائل يطلب فيها اليقين والقطع ونصوص الكتاب والسنة لا تمنحنا هذا اليقين والقطع. بالتالي نذهب الى عقولنا. التي يزعمون انها تمنحهم اليقين والقطع وان كانت بعيدة بعيدة عن هذا المرام فهذه نصوص تبين بشكل واضح المنهجية التي ينطلق منها الفرق الكلامية في بناء مسائل القدر وهي الاعتماد على العقل القاصر وهجر كتاب والسنة وما اجمع عليه سلف الامة في هذه المسائل. لذا حينما رد عليهم اهل السنة والجماعة طرائقهم واقوالهم في باب لما اهل السنة والجماعة ردوا على الفرق الكلامية عموما اقوالهم وتقريراتهم في باب الصفات الالهية اتبعوه بالرد في باب القدر لاتحاد المنهج الذي سلكوه في كلا البابين. يعني لما كان المسلك الذي تسلكه الفرق الكلامية في باب الاسماء والصفات وفي باب القضاء والقدر واحد وهو الاعتماد على العقل البشري القاصر. وهجر نصوص الكتاب والسنة. فعلماء اهل السنة والجماعة حينما ردوا عليهم ردوا وعليهم اولا في باب الصفة ثم يتبعون ذلك بالرد عليهم في باب القضاء والقدر الاتحادي المسلكي عند المتكلمين في التفكير في هذين البابين طيب آآ اذا هذا هو السبب الاول لاتباع مسائل القضاء والقدر مسائل الاسماء والصفات. آآ الداعي الثاني او السبب لاتباع مسائل القضاء والقدر لباب الاسماء والصفات هو ان الاسلاميين عموما ان الاسلاميين عموما على اختلاف مشاربهم من اصاب ومن اخطأ كما انهم قصدوا في باب الصفات العلا التنزيه للخالق عن النقائص وتحقيق الكمال له. وهذا ذكرناه ان الاسلاميين عموما على الخلاف الدائر بينهم. هم ماذا ارادوا ارادوا تحقيق الكمال لله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن النقائص لكنهم اختلفوا في تحديد ما هو الكمال في الصفات والاسماء. وما هو النقص والعيب ذهبت المعتزلة الى ان الكمال هو نفي الصفات العلا بعمومها. وذهبت الملفقة من الاشاعرة والماتريدية الى ان الكمال يكون في اثبات بعض الصفات وتعطيل بعض الصفات. وذهب اهل السنة والجماعة الى ان الكمال هو ان نصف الله بما وصف به نفسه في كتابه. او على نبيه صلى الله عليه وسلم من دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. فالخلاف اذا دار في كيفية تحقيق الكمال لكنه هذا ليس اختلاف يمكن وبعد هذا اختلاف اذا جزئي لا. هذا اختلاف في الاصول لان منطلقات المعتزلة والاشائرة والماتوريدية في تحقيق الكمالات لله هي منطلقاتهم العقلية التي صاغوها في قوالب الفلسفة الاغريقية. هذا الاشكال الخطير الاعراض عن الكتاب والسنة. هذا افتراق منهجي. افتراق منهجي محوري بين اهل السنة والجماعة وبين الفرق الكلامية. يعني هو اه معركة الاصول كما نسميها. ما هو الاصل الذي ننطلق منه في تصوراتنا حقائق الحياة وفي تصوراتنا وفي معارفنا عن الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وبقضائه وقدر الخلاف في منطلقات اساسية محورية ما زلنا اليوم هذه الامة تدفع ضريبة الاعراض عن الكتاب والسنة تدفع ضريبة الاعتماد على العقل البشري في مواجهة الكتاب والسنة انا ندفع ضريبة في اجيالنا في تصوراتنا في معارفنا في بناء حضارتنا. فالكلام هنا ليس في جزئيات فرعية يمكن ان يغض الطرف عنها الكلام في منطلقات شرعية خطيرة جدا ينبني عليها ما بعدها. في كل تصوراتنا لعلاقة الانسان بالاله تصور الانسان عن الاله تصور الانسان للحياة مركزية الانسان في هذا الوجود القضاء والقدر الى غير ذلك من الامور الكبرى اذا كما ان الاسلاميين قصدوا في باب الصفات التنزيه للخالق عن النقائص وتحقيق الكمال له لكنهم اختلفوا في تحديد ما هو الكمال وما هو النقص بسبب باختلاف مشاربهم في هذه المسائل كذلك في باب القضاء والقدر فان الاسلاميين عموما ماذا قصدوا؟ وانا دائما احب يسعى القصد حتى لا نظلم القوم حتى لا نظلم القوم وحتى لا نظلم المخالف فانني لا اقول ان العلماء الافاضل سواء الامري او الرازي او الغزالي او ما شابهه او الجبيني او الباقلاني. لا اقول ان هؤلاء قصدهم آآ او افساد الملة لا يتجرأ الانسان على مثل هذا الكلام. بل نقول ان قصد الاسلاميين عموما هو اثبات عدل الله يعني الذين بحثوا في باب القضاء وقدر من الفرق الاسلامية ما قصدهم؟ قصدهم اثبات عدل الله سبحانه وتعالى وانتفاء الظلم عنه قصدوا اثبات عدل الله اثبات عدل الله وانتفاء الظلم عنه هذا الذي قصده ان يثبتوا عدل الله سبحانه وتعالى وان يثبتوا انتفاء الظلم عنه سبحانه وتعالى. لكنهم اختلفوا كيف يتحقق هذا المقصد ويتقرر. نفس الاشكالية ان المقصد العام هو اننا نثبت عدل الله وننفي عنه الظلم. طيب في ماذا اختلفوا؟ اختلفوا في تقرير هذا الباب. كيف نثبت عدل الله سبحانه وتعالى وننفي عنه الظلم. هنا اختلفت الاراء بسبب اختلاف المشارب والمنابع التي استقوا منها. ولكن نقول حسن القصد لا يعني ان نغض الطرف عن الانحرافات المنهجية التي وقعت من علماء الكلام او اعتبار الاخطاء الواقعة منهم في هذا الباب اخطاء تهادية فرعية يمكن تجاوزها فمع اقرارنا بحسن القصد عند الاسلاميين عموما لكن حجم الانحرافات الواقعة في تصور مسائل القضاء والقدر هائل جدا وتسبب هذه الانحرافات التي وقعت من الفرق الكلامية تشويها في التصور الاسلامي للانسان وللحياة علاقة العبد بمولاه فكان لزاما على اهل السنة والجماعة ان يدافعوا عن العقائد الحقة بابراز دلائلها الاصيلة ومناهجها المعتمدة وما كان عليه الصدر الاول من هذه الامة حفاظا على نقاء هذا الدين وتصوراته اذا السبب الثاني الذي يدفعنا لان نتكلم عن القضاء والقدر. بعد الاسماء والصفات هو ان الكلاميين يعني السبب الثاني هذا طبعا. ان الكلاميين او ان الاسلاميين عموما اهل السنة وغيرهم قصدوا الوصول الى اثبات عدل الله ونفي الظلم عنه. لكن الخلاف وقع في تقرير هذا الباب. كيف يكون الله عادلا وكيف ننفي الظلم عن افعاله سبحانه وتعالى؟ هنا وقع الخلاف والافتراء كما قلنا الاختلاف المنابع التي استقت منها الفرق طيب اذا بعد هذا المطلع وهذه المقدمة لباب القضاء والقدر نبدأ اولا احبتي بتعريف القدر وتعريف القضاء وبيان العلاقة بين هذين المصطلحين. هذا اول فرع يتعلق بهذا البحث. مسائل القضاء والقدر. ما هو تعريف القضاء وما هو تعريف القدر؟ وما العلاقة بين هذين المفهومين او المصطلحين؟ نبدأ بالقدر. فنقول احبتي القدر وفي اللغة ما معنى كلمة القدر القدر في اللغة يقولون هو اتيان الشيء موافقا لغيره اتيان الشيء موافقا لغيره. اذا جاء شيء موافقا لشيء اخر نقول هذا الشيء على قدر هذا الشيء صح نقول هذا الشيء على قدر هذا الشيء اذا كان الاول جاء موافقا للثاني على قدر الثاني. فاذا القدر في هو اتيان الشيء موافقا لغيره وعلى مقداره تماما واما القدر في الشرع فنعرفه بتعريف ميسر نقول هو ما قدره الله في الازل ما قدره الله في الازل انه كائن ما قدره الله سبحانه وتعالى في الازل انه كائن بناء على علمه المسبق بالاشياء قبل كونها وعلى كتابته لها قبل خلقها القدر هو ما قدره الله في الازل انه كائن بناء على علمه السابق سبحانه وتعالى بالاشياء قبل كونها وعلى كتابته لها قبل خلقها وايجادها. هذا اذا معنى القدر هناك اشياء ربنا عز وجل قدرها منذ الازل منذ القدم القدم المطلق منذ الازل منذ القدم قدر الله عز وجل هذه الاشياء. انها ستكون. بناء على علمه السابق سبحانه وتعالى وكتاب السابقة لهذه الاشياء. اذا هذا مفهوم القدر هناك امور قدرها الله بناء على علم مسبق وكتابة مسبقة. نريد ان نلاحظ هذين الامرين حتى ننطلق الى القضاء ونقارن بين مصطلح القضاء ومصطلح القدر. نذهب الان للقضاء فنقول القضاء في اللغة هو الفصل والقطع القضاء في اللغة هو الفصل والقطع. يهمنا الان القضاء في الشرع. ما هو القضاء في الشرع؟ اذا كان القدر في الشرع اذا كان القدر في الشرع هو ما قدره الله في الازل انه كائن بناء على علمه السابق وكتابته السابقة. فالقضاء اذا ماذا سيكون؟ يقولون القضاء هو وقوع الشيء المقدور وقوع الشيء المقدور في الخارج وقوع الشيء المقدور في الخارج من ايجاد شيء او اعدام شيء او تغيير شيء من حالة الى حالة والمهم انه وقوع الشيء المقدور في الخارج من ايجاد او اعدام او تغيير. هكذا يضيفون من ايجاد ان يوجد شيء او يعدم شيء او يغير شيء. ايجاد انسان يخلق. اعدام انسان يموت. تغيير الشيء الانسان من الطفولة مثلا الى الشباب. هذا تغيير المهم فالقضاء هو وقوع الشيء المقدور. وقوع الشيء المقدور في الواقع الخارجي. بالتالي احبتي يظهر لنا من هذا التحليل لو اتينا بمفهوم القدر شرعا ومفهوم القضاء شرعا. وقارنوا بين التعريفين. ماذا يظهر لنا؟ يظهر لنا وجود اول تلازم بين مفهومي القدر والقضاء لا يقبل الانفكاك نلاحظ وجود تلازم بين مفهوم القدر ومفهوم القضاء تلازم لا يقبل الانفكاك وابن الاثير رحمة الله عليه يشير الى هذا التلازم فيقول في النهاية يقول والقضاء والقدر متلازمان مفهوم قضاء مفهوم القدر متلازمان. لا ينفك احدهما عن الاخر. لماذا يا ابني الاثير؟ قال لان احدهما بمنزلة الاساس وهو القدر. وفعلا القدر هو الاساس لان القدر كما لاحظنا في تعريفه هو ما قدره الله في الازى لانه كائن بناء على السابق والكتابة السابقة. القدر يتكلم عن ما علمه الله وكتبه قبل ان يوجد في الخارج ما قدره الله وما علمه الله وما كتبه الله قبل ان يوجد في الخارج. واما القضاء يتبع ابن الاثير ويقول والاخر وهو القضاء بمنزلة البناء اعيد نص ابن الاثير والقضاء والقدر متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر. لان احدهما بمنزلة الاساس وهو القدر والاخر بمنزلة البناء الذي يكون فوق الاساس وهو القضاء. فمن رام الفصل بينهما اي بين هذين المفهومين فقد رام هدم البناء ونقده. فقد رام هدم البناء ونقده. لا يمكن ان تفصل بين المفهومين. فكما قلنا القدر هو علم الله السابق وكتابة السابقة علم الله السابق بان هناك اشياء ستقع في المستقبل وهو علم تفصيلي يدل على عظمة هذا الاله الذي احاط بكل شيء يعلم الله عز وجل كم سيكون هناك عدد رمال على هذه الارض؟ يعلم الله عز وجل بعلمه السابق كم سيكون عدد اوراق على الاشجار؟ تفاصيل التفاصيل دقائق الدقائق كم نملة ستتب على هذه الارض؟ شيء عظيم احبتي لو نظر الانسان فيه يدرك عظمة وجلالة هذا الاله العظيم. اذا القدر هو العلم السابق والكتابة السابقة واما القضاء هو وقوع الشيء المقدور وقوع الشيء المقدور في الخارج. مشيئة الوقوع له في الخارج وخلقه في الخارج. هذا هو القضاء. فاذا بالتالي القدر تتعلق بالعلم المسبق والكتابة المسبقة للشيء قبل ان يكون والقضاء يتعلق بمشيئته لهذا الشيء الذي علمه سابقا وكتبه سابقا. مشيئته الان ان يوجد في هذه اللحظة وخلقه له في الوجود فلذلك اولا يكون هناك قدر مبني على العلم السابق والكتابة السابقة ثم يأتي القضاء لوقوع الشيء المقدور في الخارج. فهمتم العلاقة بين البابين؟ اذا القدر مبني على العلم السابق والكتابة السابقة. واما اه القضاء مبني على ان يشاء الله وقوع الشيء الان. ويخلقه سبحانه وتعالى. وهذا طبعا هو الذي سيوصلنا الى المسألة التي تليها وهي ما هي مراتب ما هي مراتب باب القضاء والقدر؟ مسألة طلبة العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وسنأتي اليها بالتفصيل باذن الله. وهذه المراتب انما استقاها العلماء هذه مراتب الاربعة العلم والكتابة او الخلق انما استقاها العلماء من هذا التعريف للقدر وللقضاء. فالقدر اذا هو العلم المسبق والكتابة المسبقة والقضاء هو وقوع هذا الشيء المقدور الذي علمه الله مسبقا وكتبه مسبقا اذا يظهر لنا من خلال هذا التحليل اولا كما قلنا وجود تلازم بين مفهومي القدر والقضاء لا يقبل الانفكاك ونقلنا نص ابن الاثير. ثانيا الذي يظهر لنا ركزوا في الامر الثاني يظهر لنا ايضا ان القدر بالتالي بناء على هذا الكلام الذي ذكره ابن الاثير وبناء على التعريفين اللذين ذكرناهما يظهر لنا ان القدر سابق عن القضاء فالقدر هو التقدير المسبق فالقدر هو التقدير المسبق والقضاء هو وقوع ذلك التقدير في الواقع الخارجي. يقول الامام مرعي الكرمي الحنبلي من متأخري الحنابل رحمة الله عليه قل القدر عبارة عن سبق علم الله بالمقدور العلم السابق واضف اليها الكتابة السابقة. والقضاء عبارة عن خلق الله لذلك المقدور. لاحظتم كلام مرعي رحمة الله عليه. القدر هو عبارة عن العلم السابق. ونضيف نحن الكتابة السابقة. والقضاء هو خلق الله عز وجل لذلك المقدور في الواقع الخارجي. اذا هذا هو الفرق بين مفهومي القضاء القدر والقضاء وهذا هو الارتباط بينهما في نفس الوقت. عرفنا الفرق وعرفنا ارتباط وكلاء ابن الاثير واضح القدر اساس والقضاء بناء على هذا الاساس. لكن هنا ركزوا على قضية. هذا التفريق بين القضاء والقدر بين هذين المفهومين يكون في حال اجتماعهما معا في سياق واحد يعني اذا قلنا القدر والقضاء في سياق واحد اه نفرق بين القدر والقضاء. اما اذا ورد ذكر القدر وحده من دون ان يقترن بذكر القضاء او ذكر القضاء وحده في السياق من دون ان يقترن بذكر القدر فيكون احدهما بمعنى اخر يكون احدهما بمعنى اخر. اذا قلت مثلا باب القدر وسكت. هنا القدر يشمل القضاء والقدر. او قلت مثلا باب القضاء وسكت قد تجد كثير من آآ علماء العقائد يقولون باب القدر ويسكتون. لا يقولون باب القدر والقضاء. لا يقولون باب القدر. اذا اطلق القدر وحده من دون ان يقترن بالقضاء في نفس السياق حينئذ يكون القدر شاملا لمفهوم القضاء. وكذلك العكس اذا ذكر القضاء وحده من دون ان يذكر معه القدر فيكون القضاء شاملا لمفهوم القدر. لكن اذا ذكرا معا في سياق واحد اه نفرق بينهما بما ذكرناه. ان القدر يتعلق بالعلم السابق والكتابة السابقة واما القضاء فهو يتعلق بخلق ما قدره الله عز وجل. يتعلق بخلق ما قدره الله عز وجل طيب الان هنا انبه على قضية وهي ان بعض علماء اهل السنة فرقوا بين القدر والقضاء بطرق اخرى. يعني البعض يعني هل هناك ما عام على هذه المصطلحات وعلى هذه التعاريف وعلى هذا الشكل من اشكال التفريق بين القدر والقضاء؟ هل هناك اجماعان؟ في الحقيقة لا لا يوجد اجماع عام على هذا الشكل من اشكال التفريق. فبعض اهل السنة يعبر بطريقة اخرى. البعض يجعل القضاء قبل القدر. المهم هناك مسالك اهل السنة في التفريق بين تضرب القضاء نحن ذكرنا مسلكا وطريقة نرتضيها باذن الله ونراها واضحة. هناك مسالك اخرى ستقرأونها في التفريق بين مصطلح القدر مصطلح القضاء؟ اقول نعم. وهذه المسألة مسألة اجتهادية. يعني ما هو التعريف الدقيق للقدر الذي يباين اه القضاء ما هو التعريف الدقيق؟ ليست مسألة قطعية حسمية جزمية يبدع فيها المخالف بل هي مسألة اجتهادية ونحن ذكرنا لكم ايسر واسهل آآ تعاريف اوضحها والله تعالى اعلم اذا بعد ان ذكرنا مفهوم القدر ومفهوم القضاء وفرقنا بينهما وعرفنا العلاقة بينهما ايضا. ننتقل الان الى المسألة الثانية. المسألة الثانية هي ما ادلة الايمان بالقضاء والقدر. اذا المسألة الاولى كانت تعريف القدر وتعريف القضاء. وما وجه الفرق بينهما. المسألة الثانية تتعلق بها ادلة الايمان بالقضاء والقدر. فاقول ثانيا ادلة الايمان بالقضاء والقدر. ابدأوا اولا بنصوص القرآن. قال تعالى ان كل شيء اتقناه بقدر ان كل شيء خلقناه بقدر. يقول ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره معلقا على هذه الاية. يستدل بهذه الاية الكريمة ائمة السنة على اثبات قدر الله السابق لخلقه. وهو علمه الاشياء قبل كونها وكتابته لها قبل لاحظوا ابن كثير عرف القدر تقريبا بنفس التعريف الذي ذكرناه نحن له القدر ماذا يقول ابن كثير؟ يستدل بهذه الاية الكريمة اهل السنة او ائمة السنة على اثبات قدر الله السابق لخلقه. ما هو قدر الله السابق خلقه هو علمه بالاشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برؤها. فقصر القدر على آآ العلم السابق والكتابة السابقة فهنا نلاحظ انه لم يجعل القدر شاملا لمفهوم القضاء بل قصر القدر على المقدار الذي ذكرناه في تعريفه ضمان طبعا لماذا لم يجعل هنا القدر شاملا للقضاء؟ يعني برأيك وهذا فقط هيك مسألة استطرادية الان خطرت في ذهني. لماذا لم يجعل القدر آآ شاملا لمفهوم القضاء مع ان هنا القدر ذكر وحده ولم يغترن بذكر القضاء. اقول لان الله سبحانه وتعالى ذكر الخلق في الاية ان كل شيء خلقناه بقدر. فخلق المقدور هذا هو القضاء. ففعليا القضاء مذكور في الاية. ولم يذكر القدر وحده القضاء مذكور في الاية ولم يذكر القدر وحده. كيف القضاء مذكور؟ نحن قلنا القضاء ما هو؟ اليس القضاء اساسه وخلق الشيء المقدور في الخارج ايقاع الشيء المقدور في الخارج الله عز وجل ذكر في الاية. اذا القضاء لما قال ان كل شيء خلقناه بقدر. فالخلق ايقاع الشيء المقدور في الخارج وهو القضاء فبالتالي القضاء هنا ذكر مع القدر فاقتصر ابن كثير في تعريفه للقدر على ما ذكرناه. وهو ان القدر هو العلم السابق بالاشياء والكتابة في قناة قبل برؤيها. كذلك اه قال تعالى الدليل الثاني على مسائل القضاء والقدر قال تعالى في كتابه اه وكان امر الله قدرا مقدورا قال ابن كثير ايضا معلقا على هذه الاية اي وكان امره الذي يقدره كائنا لا محالة وكان امر الله مقدورة يقول ابن كثير وكان امره الذي يقدره كائنا لا محالة وواقعا لا محيد عنه ولا معدل فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. اذا النصوص كثيرة طبعا في الكتاب والسنة التي تدل على مسائل القضاء والقدر. انا وقفت على او اتيت بنصين وانتم تتبعوا النصوص الاخرى في مظانها. اذهب بالان الى نصوص السنة عموما ولن يعني لم استقرأ لكم كل نصوص السنة. نصوص كثيرة جدا مستفيضة في هذا الباب. لكن انا ذكرت نصوص شهيرة من باب الذكر او الباب التمثيل كما يقولون ليس من باب الحصر. فمن نصوص التي تدل على الايمان بالقضاء والقدر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه مسلم. كل شيء بقدر حتى العجز وحتى الكيس بقدر من الله سبحانه وتعالى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. رواه مسلم من حديث عبدالله بن عمرو. وحديث جبريل الذي سبق معنا ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ايضا من احاديث الامام باب القضاء والقدر الدليل الرابع قال صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف على امتي. تصديق بالنجوم ان تصدقوا ان النجوم هي التي تتحكم بالمستقبل. تتحكم باقدار الانسان ولها تأثير في ذلك اخوف ما اخاف على امتي تصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر. ولا يؤمن عبد بالله. انظروا كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولا يؤمن عبد بالله حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره. واخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلحيته وقال امنت بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره. وهذا الحديث حسن بطرقه. هذا الحديث حسن بطرقه. حسنه كثير من اهل العلم بطرقه. اذا القرآن دل على الايمان بالقضاء والقدر وحث على الايمان بهذه المسألة. النبي صلى الله عليه وسلم مستفيضة كثيرة مجرد تمثيل انا ذكرت اربعة احاديث. والا من استقرأ وجد كثير من النصوص عشرات النصوص تدل على هذه المسألة. كذلك الاجماع اجماع الصحابة على الايمان بالقضاء والقدر. اجمع السلف الصالح عموما والصحابة خصوصا على وجوب التصديق بالقضاء والقدر. وممن نقل الاجماع على ذلك ابو الاسود الدؤلي. ابو الاسود الدؤلي امام النحو هو من امام من ائمة التابعين هو الذي نقل لنا الاجماع على ذلك. يقول ابو الاسود الدؤلي رحمة الله تعالى عليه وهو من كبار التابعين قال ما رأينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت القدر ما رأينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت القدر. نقله اللالكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة وكذلك ابن حجر وهو طبعا متأخر رحمة الله عليه ابن حجر العسقلاني يقول ومذهب السلف قاطبة ان الامور كلها تقدير الله ومذهب السلف قاطبة جميع السلف ان الامور كلها بتقدير الله فهذا اذا نقل اجماعات ايضا على اثبات وعلى الايمان بمسائل القضاء والقدر طيب اذا ذكرنا مفهوم القدر والقضاء وفرقنا بينهما وعرفنا التلازم بين المصطلحين ذكرنا ادلة من القرآن والسنة والاجماع على وجوب الايمان واثبات مسائل القضاء والقدر. انطلق الان الى مسألة ثالثة. وهي ما منطلقات اهل السنة والجماعة في التفكير في باب القدر هناك منطلقات ينطلق منها اهل السنة والجماعة حينما يقررون مسائل باب القدر ما هي هذه المنطلقات؟ دعونا نرى ينطلق اهل السنة والجماعة في البناء المنهجي لباب القضاء والقدر من اصول ثلاثة الاصل الاول او المنطلق الاول الذي ينبغي ان يكون مستحضرا وانت تفكر في مسائل باب القضاء والقدر هو الايمان بحكمة الله البالغة الايمان بان الله حكيم وان حكمة الله بالغة الى المنتهى والغاية التي لا يمكن ان نحيط بها. فلا يمكن للبشر بلوغها اه ولا الوصول الى كنهها وهذا المعنى حينما تؤمن وتنطلق من هذا المنطلق ان حكمة الله لا يمكن لي ان اصل الى كنهيها ولا ان احصرها وهذا المعنى يجعل الانسان يدرك قصوره في فهم اسرار باب القدر. ويقف عند حدود النص غير متهوك فيما لا طاقة له به. هذا منطلق مهم في تحقيق هذه القضية. اذا انت امنت ان حكمة الله بالغة لا يمكن لي العاجز ان احيط بها. بالتالي سيكون لك حدود معينة تقف عندها في التفكير في باب القدر. لان باب القدر احبتي من تجاوز الحد خاض في بحر خضم امواجه عاتية تاه فيها وربما خرج من دائرة الايمان بالكلية واعترض على ربه سبحانه وتعالى. فالقدر كما يقول بعض اهل العلم هو سر الله في خلقه. من اسرار الشريعة هو باب القدر وانما فتح لنا منه طرف يسير هو الذي تدركه عقولنا ويستقيم به ايماننا نقف عند هذا الحد ولا نتجاوز ذلك. موقنين مقرين بحكمة الله البالغة. اذا هذا هو المنطلق الاول الايمان بحكمة الله البالغة. المنطلق الثاني هو الايمان بعدل الله المطلق لابد هذا المنطلق الثاني ايضا يكون حاضر. وانت تفكر وتقرر في مسائل القضاء والقدر. الايمان بان الله عادل وان عدله مطلق وانه سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه. كما جاء في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمة فلا تظالموا. فالله سبحانه حرم على نفسه الظلم فيجب علينا ان نؤمن بعدل الله المطلق واياك ان تصف الله عز وجل بشيء من الجور والظلم عز جاهه وسلطانه سبحانه وتعالى. اذا الايمان بعدل الله المطلق. فقد حرم سبحانه الظلم على نفسه فقال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فكل ما يقدره ويقضيه سبحانه فهو عدل لا ظلم فيه بوجه من الوجوه. المنطلق الثالث في التفكير في مسائل القضاء والقدر وفي بناء هذا الباب عند اهل السنة والجماعة هو الايمان بمحدودية عقل الانسان الايمان بمحدودية عقل الانسان وانتبهوا على هذا المنطلق الثالث. انك مهما فكرت كما قلنا وخضنا في مسائل القضاء والقدر فان عقلك محدود. لا بد ان تقف عند هذا الحد. الكلاميون مشكلتهم انهم اعطوا عقولهم حدا اكثر من الحد الذي خلقها الله عز وجل عليها. وتجاوزوا المسطرة التي وضعت لهم والخيط الذي وضع لهم لان لا يتجاوزوه. خاضوا للاسف في هذه المسائل بعقول ضعيفة قاسية فاتوا بالعجب العجاب في حق الله سبحانه وتعالى. فالايمان بمحدودية عقل الانسان هذا منطلق عند اهل السنة والجماعة في البناء المنهجي لمسائل القضاء والقدر فالقدر شر عظيم فتح للانسان طرف منه بقدر طاقته وتحمله واستيعابه. وكثير من اسراره لا ايبلغها ولا يستطيع تركها. ففرده الوقوف عن الخوض فيها. ففرده الوقوف عن الخوض فيها. والتسليم للخالق سبحانه وتعالى بها اذن هادي منطلقات ثلاث يجب ان تكون مستحضرة معك يا طالب العلم وايها المسلم وانت تنظر وتحاول ان تفهم شيئا من هذا الباب ان حكمة الله بالغة ان الله عز وجل حرم على نفسه الظلم ان العقل البشري محدود في تصور هذا الباب وفي فهمه وانما فتح له منه طرف يسير ننتقل الى المسألة الرابعة ما هي مراتب القدر؟ المسألة الرابعة التي سنتكلم عنها نتكلم عن مراتب القدر. فنقول احبتي تنوعت طرق العلماء في ذكر مراتب القدر. البعض يسميها مراتب القدر. البعض يسميها اركان باب القضاء والقدر. البعض نسميها مكونات باب القضاء والقدر لا مشاحة في الاصطلاح اذا صح المعنى. ونحن سنسميها مراتب بناء على طريقة كثير من العلماء ابن القيم ومن شابها هو فنقول اذا تنوعت طرق العلماء في ذكر مراتب باب القضاء والقدر التي من لم يحققها لم يكتمل ايمانه بهذا الباب. يعني لو جاءني شخص قال يا شيخ ما هو المطلوب ان اؤمن به في مساعد القضاء والقدر؟ فاقول له هناك اربع مراتب يجب ان تؤمن بها لو جاءك شخص قال لك ما الذي يجب ان اؤمن به في باب القضاء والقدر تقول له هناك مراتب معينة يجب ان تؤمن بها. طبعا البعض يجعلها اربعة. البعض يختصرها في اثنين. البعض يجعلها يفصلها خمسة. ما عندنا مشكلة في التعداد لكن لابد ان يكون في النهاية هو ما سنذكره باذن الله. لابد ان نتحد في المضمون. الان هذا المضمون تختصره في مرتبتين تواجهه على اربع مراتب تخليه خمس مراتب هذا لم يعني يثبت فيه نص واضح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانما هذه المراتب انما استقاها العلماء باستقرائهم لنصوص الكتاب والسنة. ده علماء اهل السنة والجماعة تتبعوا ما ورد في الكتاب والسنة في مسائل القضاء والقدر فاستخلصوا منه مراتب وقالوا هذه المراتب لا يكتمل ايمانك في القضاء والقدر حتى تؤمن انتبه فهي مكونات الايمان بالقضاء والقدر. طب ما عدد هذه المراتب بالضبط نحن قلنا اربعة لكن البعض يختصرها الاثنين. البعض يوسعها اكثر من ذلك فالعدد بحد ذاته قعدت ليس نصا لكن المهم ان نتفق جميعا في هذا المضمون الذي سنتطرق اليه. فنقول اذا تنوعت طرق العلماء في ذكر مراتب القدر واركان او اسميها اركان باب القضاء والقدر التي من لم يحققها لم يكتمل ايمانه بهذا الباب. طبعا البعض كما قلنا يتبع طريقة الاجمال في عد هذه المراتب. البعض يتبع طريقة التفصيل وتعداد هذه المراتب فيه سعة مسألة اجتهادية ما دام المضمون واحدا في النهاية والساعة اتضيقت هذا في النهاية عملية اصطلاحية لكن نتفق اهم شي في المضمون ونحن الطريقة التي سنسير عليها اننا سنقسم مراتب اه باب القدر الى اربعة مراتب او اربع مراتب. المرتبة الاولى اول المراتب اولا مرتبة العلم. المرتبة الثانية مرتبة الكتابة. المرتبة ثالثا مرتبة المشيئة المرتبة الرابعة ما هي مرتبة الخلق؟ طبعا هذه المراتب لاحظوا انها مستقاة من مفهوم القدر والقضاء القدر العلمي السابق الكتابة السابقة والقضاء المشيئة والخلق فلاحظوا ان مفهوم القدر والقضاء هو الذي طبعا بعد استقراء نصوص الكتاب والسنة وضع العلماء مفهوم القدر والقضاء ثم استخلصوا بعد ذلك المراتب التي يجب ان تؤمن بها حتى يكتمل عندك باب القضاء والقدر. فالامور متسلسلة. هناك استقراء لنصوص الكتاب والسنة. استخلصنا منها تعريف القدر وتعريف القضاء واستخلصنا منها ايضا مراتب القدر والقضاء التي يجب ان نؤمن بها ليكتمل ايماننا. وهي اربعة على طريقتنا التي اعتمدناها مرتبة العلم مرتبة الكتابة مرتبة المشيئة ومرتبة الخلق. وهي مراتب من يعني ترتيب يعني كما نقول تنازل لانه الله علم ثم كتب ثم شاء ثم خلق بهذه التصور. مسائل القضاء والقدر. وسنبدأ الان التفصيل في كل مرتبة من هذه المراتب اربعة. ونذكر اهم المسائل التي تتعلق بها باختصار. انا في الحقيقة انا لن نستوعب ولن نستغرق في ذكر مسائل القضاء والقدر. هذا هناك كثير من الفروع والجزئيات التي تتعلق بهذا الباب لكن نحن نجمل الكلام ما يتعلق بحجم الكتاب المختصر الذي بين ايدينا لمعة الاعتقاد. فنقول المرتبة الاولى مرتبة العلم. اولا ما المقصود بمرتبة العلم نقول يقصد بمرتبة العلم قال تعريفها ان الله سبحانه وتعالى عالم بالاشياء قبل وقوعها وعالم بها بعد وقوعها لاحظ هنا سنفصل في مرتبة العلم شيء جديد انتبهوا اليه شيء جديد ومهم يقصد بمرتبة العلم ان الله سبحانه وتعالى عالم بالاشياء قبل وقوعها. العلم الازلي. لكن ساتكلم الان عن نوع اخر من العلم وعالم بالاشياء بعد وقوعها فعلمها سبحانه وتعالى وهي معدومة قبل ان توجد. وعلمها سبحانه وتعالى وهي موجودة بعد ان حدثت الان بناء على هذا التعريف لمرتبة العلم نقول ان تعلق العلم الالهي بالاشياء على نوعين. وانتبهوا على هذا التقسيم لانه ضلت فيه كثير من الفرق الكلامية اذا قلنا نحن ماذا عرفنا مرتبة العلم ان الله عالم بالاشياء قبل وقوعها وعالم بها بعد وقوعها. فعلمها سبحانه علم الله عز وجل هذه الاشياء وهي معدومة قبل ان توجد وعلمها سبحانه وهي موجودة بعد ان حدثت. من خلال هذا التعريف وهذا العرض يتبين لنا ان تعلق العلم الالهي بالاشياء على نوعين النوع الاول تعلق قديم ازلي قبل ايجادها هذا النوع الاول من تعلقات العلم الالهي بالاشياء اولا تعلق قديم ازلي قبل ايجادها ونعني به علم الله السابق بالامور كلها بالتفاصيل قبل ان تقع في المستقبل هذا النوع الاول من العلم الالهي. علم قديم ازلي قبل ان توجد هذه الاشياء. ومعناه ان الله عز وجل بعلمه السابق علم الامور كلها قبل ان يوجدها وان يخلقها النوع الثاني من العلم الالهي تعلق حادث متجدد بعد وقوعها ووجودها في الخارج انتبهوا على هذا النوع الذي ينفيه كثير من الكلاميين تعلق حادث متجدد بعد وقوعها ووجودها في الخارج وهذا النوع من العلم الالهي هذا النوع الثاني العلم الالهي هو الذي انتبهوا وهذا النوع من العلم الالهي هو الذي يرد عليه النفي والتعليم والتعليق به في نصوص الكتاب العزيز فمثلا ما معنى نفيه والتعليل به والتعليق عليه ماذا تقصد بذلك؟ انظر الان نصوص قرآنية نحاول ان نتفهمها معا قال سبحانه وتعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين هنا في علم منفي ولما لما اداة نفي في العربية اليست اداة نفي؟ معروف انها من اداة ادوات النفي والجزم يقول سبحانه ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ما هو العلم الالهي المنفي هنا العلم المنفي في هذه الاية احبتي ليس هو العلم القديم الازلي بالاشياء قبل وجودها. انتبهوا حتى لا اخطئوا في تفسير كلام الرب سبحانه. العلم المنفي في هذه الاية ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ليس هو العلم القديم الازلي بل العلم المنفي هنا عن الله هو العلم الحادث المتجدد الذي يكون بعد وقوع الشيء العلم الذي نفاه الله عن نفسه وينتظر حصوله قاله فيه سبحانه ولما يعلم الله ولما يعلم الله العلم المنفي ليس هو العلم الازلي القديم. والكلام هنا شوية دقيق وخطير. بل هو العلم الحادث المتجدد. الذي يكون وبعد وقوع الشيء وهذا العلم الحارث المتجدد بطبيعته بطبيعته انه يكون متى؟ بعد وقوع الشيء. ولا حرج في نفيه لانه طبعا هل يجوز ان نقول ان هذا العلم يتعلق ويتجدد ويحدث بعد وقوع الشيء. وبالتالي قبل وقوعه لم يكن موجودا هل يجوز ان ننفيه قبل وقوع الشيء؟ في الحقيقة لا حرج في نفيه لانه سبحانه هو الذي نفاه. لست انت ايها المكلف ايها البشر الذي تنفيه. الله عز وجل هو الذي نفى قال ولما يعلم الله فنقول ولا حرج في نفي هذا النوع من العلم لماذا لا حرج؟ لانه غير مسبوق بالجهل اساسا طب واللي هو بايش مسبوق؟ مسبوق بعلم ازلي قديم فهناك علم ازلي قديم هذا لا يجوز ان ينفى عن الله بشكل من الاشكال بل نفيه عن الله كفر نفي العلم الازلي القديم بالاشياء قبل وقوعها هذا النوع الاول لا يجوز ان ينفى عن الله ونفيه كفر اما النوع الثاني وهذا الذي ينفيه كثير من المتكلمين مع ان القرآن صريح في الدلالة عليه هو العلم الحادث المتجدد. هناك شكل من اشكال العلم حادث متجدد يقوم في ذات الله. ويقوم بعد وقوع الاشياء علم حادث متجدد بعد وقوعها ووجودها وهذا النوع كما قلنا ورد النفي او التعليق والتعليل به في العديد من النصوص القرآنية. يعني الاية هذه واضحة لديكم. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله يعني لسا ما علم الله الذين جاهدوا منكم. كيف يعني لسا ما علم الله يا شيخ اه ما المراد لم يعلم الله؟ يعني لسه بمفهومنا. يعني ها لما يعلم الله لسا ما وضح لنا من الذي يجاهد ويصبر؟ ما العلم الذي نفاه الله عز وجل عن نفسه هنا النوع الثاني المتجدد الحادث وهذا المتجدد الحادث تعلقه بالشيء بعد وقوعه فهو غير حاصل قبل وقوعه غير حاصل قبل وقوع الشيء. ولا حرج ان تقول انه غير حاصل قبل وقوع الشيء. لانه قبل الوقوع هناك علم ازلي قديم انتهى وهناك الذي تنفيه قبل وقوع الشيء هو العلم المتجدد الحادث فالاية ماذا تريد ان تقول يا شيخ؟ باختصار وضح لنا الاية ماذا تريد ان تقول؟ الاية تريد ان تقول لن تدخلوا الجنة حتى يعلم الله المجاهدين والصابرين علما واقعا علما واقعا خارجا كما علمه سبحانه وتعالى قبل ان يقع في علمه الازلي القديم لن تدخلوا الجنة حتى يعلم الله المجاهدين والصابرين علما واقعا حاصلا. البعض يسميه طبعا علم الكشف. البعض يسميه الكشف لكن انا اعتمد هذه العبارة. يعلمه الله علما واقعا حاصلا كما علمه بعلمه الازلي قبل ان يقع. طب ما فائدة هذا نقول لان الثواب والعقاب احبتي لا يكون على العلم القديم. الله عز وجل لا يثيبنا او يعاقبنا على العلم الازلي على علمه القديم اننا سنفعل كذا وسنفعل كذا. لا يحاسبنا على علمه القديم بنا وبافعالنا. وانما يحاسبنا على ما يظهر منا من اقوال ومن افعال وهذا هو مقتضى العدل. لاحظوا كيف اننا نستحضر آآ آآ منطلقات اهل السنة والجماعة في البناء ان الله عادل وان الله لا يظلم. بالتالي الله عز وجل من عدله انه لا يحاسبنا لا يثيبنا ولا يعاقبنا على علمه المسبق بما سنفعله بل يحاسبنا ثوابا او عقابا على ما يصدر منا من افعال في الواقع الخارجي. فنقول لان الثواب والعقاب لا يكون على العلم القديم بل يتعلق بالعلم الحادث فالله لا يعاقبنا او يثيبنا على الشيء قبل وقوعه منا بناء على علمه القديم بل يثيبنا على ما وقع وحصل منا وهو العلم المتجدد. بالتالي اذا العلم الالهي تستطيع ان تقول على نوعين هناك علم قديم ازلي وهو انه سبحانه وتعالى يعلم ما سيفعله كل بشر كل مخلوق على هذه الارض قبل ان يقع منه الفعل هذا النوع الاول وهو القديم الازلي وهناك نوع من العلم الالهي متجدد حادث متى يكون حينما يقع الشيء في الخارج. طبعا وقوع الشيء في الخارج هو بمشيئة الله بخلق الله. فهناك الترابط بين الابواب اصالة. فاذا خلق الله الشيء وجاءه في الخارج هنا يأتي علم اخر يسمى العلم الحادث المتجدد. والذي يكون بعد وقوع الاشياء وهذا العلم هو الذي يقع به الثواب والعقاب للعبيد وهذا العلم هو الذي يقع به الثواب والعقاب للعبيد. طب نأخذ اية ثانية تثبت العلم المتجدد الحادث. قال سبحانه وتعالى ولنبلونكم حتى انعلم المجاهدين منكم الصابرين. واضحة الاية. ربنا يقول انه يريد ان يبتلينا. لماذا؟ حتى يعلم المجاهدين والصابرين. طب ربنا مش عالم قبل ان يخلقنا الا يعلم من هم المجاهدون منا ومن هم الصابرون منا؟ اذا ما هو العلم هنا المنتظر حدوثه ويخبرنا الله سبحانه وتعالى انه ابتلانا ليحصل هذا العلم وليوجد ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم الصابرين اه اي سافسر لكم الاية ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين والصابرين علما واقعا وجودا كما علمناه معدوما في الازل حتى نعلم المجاهد والصابر واقعا موجودا كما علمه سبحانه وتعالى ازلا وانظر للاية الثالثة مثلا. قال سبحانه وما جعلنا القبلة التي كنت عليها. الا لاحظوا التعليل الا لنعلم التعليل. لماذا الله عز وجل اه جعل القبلة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم اه يعني حوله من بيت المقدس الى البيت الحرام. لماذا الله عز وجل حول النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس الى البيت الحرام بعد ستة عشر وسبعة عشر من صلاته لبيت المقدس قال سبحانه وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم ليعلم الله من يتبع الرسول. طب الله عز وجل الا يعلم وفي الازل وفي القدم من سيتبع الرسول ومن سينقلب على عقبيه؟ بلى الله عز وجل يعلم في القدم وفي الازل من سيتبع الرسول ومن سينقلب على عقبيه لكن هذا علم ازلي قديم لا يترتب عليه الثواب والعقاب. بل الثواب والعقاب يترتب على العلم الحادث المتجدد الذي يكون بعد وقوع الاشياء. وهذا يريد الله عز وجل ان يحصل العلم الحادث المتجدد. وليس العلم القديم الازلي ولا العلم القديم الازري ثابت متقرر ثابت متكرر ونفيه عن الله عز وجل. كما قلنا كفرا كما آآ ذكر علماء السلف رحمة الله تعالى عليهم. فالله سبحانه يعلم من القدم من اتبعوا الرسول ومن ينقلب على عقبيه. لكن العلم المنتظر حصوله في الاية هو علمه لها موجودة. حاصلة وهذا نوع من العلم متجدد حادث يقع بوقوع هذه الاشياء. ولا حرج ان نقول ان هذا العلم حادث متجدد يقع بوقوع هذه الاشياء لانه ليس مسبوقا بالجهل. يعني متى يكون اه هذا العلم اثبات هذا العلم لله سبحانه وتعالى. العلم المتجدد الحادث. متى يكون اثباته نقصا؟ اذا قلنا انه قبل ان يقع وقبل ان يحدث هذا العلم كان الله عز وجل جاهلا بالاشياء وهذا ننزه الله سبحانه وتعالى عنه بل اننا نقول هذا العلم المتجدد الحادث صحيح هو مرتبط بوقوع الاشياء ويكون بعد وقوع الاشياء لكنه ليس مسبوقا وليس مسبوقا بعدم معرفة الله سبحانه وتعالى بهذه الامور. بل هو مسبوق بعلم ازلي قديم بالتالي هكذا لاحظوا كيف منظومة اهل السنة والجماعة واضحة في التعامل مع النصوص القرآنية تفسيرهم منسجم مع النص القرآني ان الله عز وجل هناك علم نفاه عن نفسه حتى يحصل ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله. هناك علم سبحانه وتعالى يطلب حصوله ولنبلبنكم حتى نعلم المجاهدين منكم الصابرين. وما عن القبلة التي كنت عليها الا لنعلم ما هذا الشكل من اشكال العلم الذي يتعلق به النفي والتعليق في نصوص الكتاب والسنة هو العلم المتجدد الحادث وهذا العلم المتجدد الحادث يكون بعد وقوع الشيء في الخارج. وهو ليس مسبوقا بالجهل والنقص. كحالنا يعني نحن المخلوقين نعلم الاشياء بعد وقوعها نعلم الاشياء بعد وقوعها. لكن قبل ان تقع نحن نجهل انها ستقع نحن نجهل انها ستقع لكن الله سبحانه وتعالى الخالق الامر عنده مختلف تماما. هو يعلم الاشياء قبل وقوعها ازلا وقدما فهو قدرها وعلمها مسبقا وكتبها مسبقا. وهناك علم اخر علم بها بعد وقوعها وهو ما يسميه البعض انكشافها وهو علم حادث متجدد. طبعا الذي يمنع حلول الحوادث في الذات الالهية من الملف ومن المعتزلة كل شخص يمنع حدود الحوادث الذاتية الالهية سيعترض على اثبات العلم الحادث المتجدد. لانهم يقولون علم حادث متجدد معناه الله تحل به الحوادث معناتها انت تدخل في موضوع الحوادث معناها مخلوق اذا الله تعالى به المخلوقات على كل الطريقة يعني التي تكلمنا عنها سابقا وبينا فسادها وان حلول الحوادث اولا عبارة لم يتكلم بها علماء السلف الصالح وابن ابي العز الحنفي ذكر ان لها معنى فاسد ومعنى صحيح فهناك تفصيل عند اهل السنة يوم الجماعة في قضية حلول الحوادث وهي لا تلزم حلول المخلوقات بالله سبحانه وتعالى جل شأنه على ما تم تقريره وانا هنا سامحوني اطنبت في هذه المسألة انها مسألة قد تشكل على طالب العلم كيف يفرق بين العلم الازلي القديم وبين العلم الحادث المتجدد. العلم الحادث يكون بعد وقوع الاشياء وهو الذي يترتب عليه ثواب الله لنا او عقابه لنا هو الذي يترتب عليه. واما العلم القديم الازلي فلا يترتب عليه الثواب والعقاب وهذا هو مقتضى العدل الالهي. وهو ما اخبرنا الله به عن نفسه. يعني هذه ليست القضية يعني عقلية لاهل السنة والجماعة تبنوها من بنات افكارهم. بل هذه القضية اخذوها من استقرائهم لنصوص الكتاب والسنة عرفوا ان علم الله على نوعين وجدوا ان الله يثبت لنفسه علم سابق ازلي وكتابة سابقة ازلية ووجدوا في نصوص اخرى الله عز وجل آآ يقول ولما يعلم الله وحتى نعلم ليعلم فعرف ان هناك شكل اخر من اشكال العلم يثبته الله عز وجل لنفسه وهو العلم الحادث المتجدد بالاشياء بعد وقوعها الذي يترتب عليه الثواب والعقاب اذا اه عرفنا ما المقصود بمرتبة العلم وان العلم الالهي يتعلق بالاشياء على نوعين تعلق قديم ازلي قبل ايجادها وتعلق حادث متجدد بعد وقوعها ووجودها. وذكرنا مجموعة من الايات التي تدل على العلم الحادث المتجدد. لان هذا الشكل هو الذي نفاه اكثر المتكلمين. وهذا النوع من العلم هو الذي نفاه اكثر المتكلمين. طيب آآ دعنا يا شيخ نأتي بادلة على هذه المرتبة. اتي بدليل واحد فقط من باب الاختصار. الدليل على مرتبة العلم قال سبحانه وتعالى وان الله قد احاط بكل شيء علما وان الله قد احاض بكل شيء علما. طبعا هذا الدليل يستدل به على اه النوع الاول من انواع العلم الالهي وهو العلم القديم الازلي وان الله قد احاط بكل شيء علما. ويمكن يعني لو اننا وسعنا مدلول الاية ولا يمكن ان نقول انه ايضا يدل على العلم الحادث المتجدد ان الله عز وجل احاط بكل شيء علما قبل وقوعه وبعد وقوعه لكن اساسا اساسا هي تدل على علم الله سبحانه وتعالى السابق بكل تفاصيل هذا الكون قبل وقوعها ولكن لا مانع من ان نعمم مدلولها وتكون تدل على العلم القديم وعلى العلم المتجدد الحادث. والله تعالى اعلم. طيب من الذي خالف في هذه المرتبة من الذي خالف في هذه المرتبة؟ يعني هذا المنهج ساسلكه في كل مرتبة. اولا اذكر تعريف المرتبة وما المقصود بهذه المرتبة؟ ما هو الدليل على هذه المرتبة من نصوص الكتابة والسنة؟ ثم اذكر الذين خالفوا اهل السنة والجماعة في اثبات هذه المرتبة. فنقول المخالفون في هذه المرتبة هم اه الفلاسفة. وهؤلاء ضلوا في صفة العلم على اختلاف بينهم في تفاصيل الضلال واشهر اقوالهم. اذا النوع الاول من المخالفين هم الفلاسفة. الفلاسفة الذين ينتسبون للاسلام كابن سينا والفارابي ومن دار في مدارهم. فهؤلاء فلاسفة الفلاسفة الذين ينتسبون للاسلام ما رأيهم في العلم الالهي؟ او ماذا قالوا في العلم الالهي؟ نقول هؤلاء القوم ضلوا في صفة العلم الالهي على اختلاف بينهم في تفاصيل الضلال لهم اقوال متعددة في قضية العلم الالهي. اشهر الاقوال المتداولة في كتب العقائد انهم يقولون ان الله سبحانه وتعالى يعلم الكليات لكنه لا يعلم الجزئيات وهذا القول هو الذي تبناه ابن سينا ونصره ونافح عنه وان كانت عبارته الدقيقة هو قوله ان الله يعلم الموجودات بعلم كلي فهو يعلم الكليات لانها كلية. ويعلم الجزئيات باعتبارها كليا يقول ابن سينا طبعا هذا مفهوم كلامه ان الله يعلم الموجودات بعلم كلي ويعلم الجزئيات باعتبارها كلية ايضا. طبعا انا ما بهمني الان ان اخوض معكم في تفاصيل وتحليل هذا الكلام. لكن خلاصة هذا الكلام. كلام ابن سينا ما الذي يراد منه؟ يريد منه ان الله سبحانه وتعالى يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات فمثلا يعني ما معنى ان الله يعلم القياء؟ مثلا الله عز وجل يعلم مثلا كسوف الشمس كظاهرة كونية الله عز وجل يعلم كسوف الشمس كظاهرة كونية هذا كلي لكنه لا يعلم انه سيقع كسوف للشمس في عام الفين وتسعتاش يوم الاثنين من شهر كانون الثاني. لما يقع هذا الشيء بهذا التفاصيل يعلم الله عز وجل به بعد وقوعه فقط وهذا اشكالية كبرى. اذا هم نفوا علم الله السابق نفوا علم الله السابق بالجزئيات. واثبتوا علم الله السابق بالكليات فقط. فالله عند الفلاسفة الاسلاميين عند ابن سينا ومن سارة في مداره الله عز وجل يعلم الامور الكلية التفاصيل كلية يعلم ظواهر الكونية يعلم وجود الانسان كليا يعلم حدود الحيوانات كليا يعلم الظواهر الكونية والسنن الكونية والمخلوقات عموما. لكن ما يحدث بالتفاصيل وبالجزئية في هذا الكون زعم هؤلاء ان الله عز وجل لا يعلمه مسبقا ولا يعلمه الا بعد وقوعه فنسبوا الجهل لله في الجزئيات تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. اذا اشهر قول من اقوال الفلاسفة الذين ينتسبون للاسلام قولهم ان الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات. واؤكد هنا ان هذا لازم قولهم والا فعبارتهم التي يقولونها ان الله يعلم الكليات ويعلم الجزئيات على انها كلية. طب كيف يعني من الجزئيات على انها كلية؟ اذا هو يعني مناط القول ومداره على العلم الكلي ونفي العلم الجزئي وهذه النتيجة النهائية للقول. بالتالي الله عز وجل كما قلنا كسوف الشمس يعلمه كليا لكنها ستنكسف في وقت كذا في وقت كذا في الساعة الفلانية لا يعلمه سبحانه الا بعد ان يقع المطر يعلم الله عز وجل وجود سحاب ووجود مطر لكن انها ستمطر في هذا البلد في الساعة الفلانية اليوم الفلاني عام كذا لا يعلمه الله فدفعوا علم الله بالجزئيات وهذا قول فيه كفر والغزالي رحمة الله عليه كفر ابن سينا والفلاسفة الذين الاسلام بسبب هذا القول الطائفة الثانية التي انحرفت عن منهج اهل السنة والجماعة غلاة القدرية. اذا الطائفة الاولى التي خالفت في مرتبة العلم الفلاسفة وهؤلاء لهم عدة اقوال باشرى ان الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات وهذا كما قلنا كفرهم عليه كاكثر اهل العلم من حتى الاشاعرة كفروا الفلاسفة عليه. وعلى رأسهم الغزالي رحمة الله عليه في تهافت الفلاسفة. آآ القسم الثاني او من النوع الثاني من المخالفين غلاة القدرية. غلاة الفرقة القدرية وهؤلاء نفوا علم الله السابق بالحوادث جملة يعني قولهم اشنع من قول الفلاسفة الذي نقلناه قبل قليل. نفوا علم الله السابق كليا بالكليات والجزئيات نفوا علم الله عز وجل السابق بكل شيء. كلي وجزئي وقد ظهرت هذه الطائفة لاحظوا ان هذه الطائفة ظهرت في اواخر عهد الصحابة ورد عليها علماء السلف وانمحى اكثرها ولم يبق منها في الاسلاميين الا نزر يسير لا يشكل تيارا واضح المعالم. هذه طائفة محدودة خرجت في اخر عصر الصحابة والصحابة واهل العلم كفروها لانها تنفي علم الله سبحانه وتعالى كليا من سابق. وهذا نسبة فيه نسبة واضحة للجهل لله عز وجل. ومن نسب الجهل الى خالقه ماذا بقي له بعد ذلك من الدين فهؤلاء كفرهم علماء السلف وانقرضوا تقريبا يعني حتى الفرق الاسلامية التي جاءت بعد ذلك لم تقل بقولهم على اختلاف الاسلاميين بينهم لم لا احد ان يقول بما قالته غلاة القدرية بنفي العلم الالهي كليا وجزئيا هذا كما قلنا ان محى تقريبا ولم يبقى منه الا كما يقولون شذرات محدودة افراد وليس تيارا كبيرا بقي في داخل الصف الاسلامي الحمد لله غلاة القدرية ان محوا منذ فجر الاسلام ولم يبق منهم الا شثرات لا تشكل تيارا اسلاميا عريضا. هؤلاء الذين خالفوا بالتالي في مرتبة القدر الطائفة الاولى الفلاسفة ولهم عدة اقوال انا ذكرت قول واحد هو اشهر قول ينسب اليهم ان الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات. الطائفة الثانية غلاة القدرية الذين نفوا علم الله بالكليات والجزئيات وهذا القول سواء قول الفلاسفة او قول الغلاة القدرية كفر يستتاب صاحبه فان تاب والا قتل بعد ان تقام عليه الحجة في هذا الباب. طيب الان انتهينا من مرتبة العلم لا اريد افصل اكثر من ذلك. عرفنا ما معنى هذه المرتبة وان علم الله على نوعين عرفنا الفرق بين العلم القديم والعلم المتجدد اه وذكرنا دليل واحد لهذه المرتبة بعد ذلك ذكرنا المخالفين. هناك مرتبة اخرى وهي مرتبة الكتابة. ما يتعلق بمرتبة الكتابة ومرتبة المشيئة ومرتبة الخلق لعلنا نذكره في المحاضرة القادمة حتى لا نطيل عليكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ