بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة الاعزاء نحييكم في هذا اللقاء الجديد مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المدرس بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد ابن سعود الاسلامية بالقصيم وامامي وخطيب المسجد الجامع الكبير بعنيزة فباسمكم جميعا نرحب به في بداية لقائنا هذا ونعرض عليه اول رسالة وردت الينا من السائل حاء ميم دال من الوشم له سؤالان في رسالته في سؤاله الاول يقول توضأت امام شخص فغسلت يدي الى منتصف العضدين ورجلي الى منتصف الساقين فانكر علي فعلي هذا بقوله من زاد في غسل الاعضاء في الوضوء فقد تعدى حد الله ورسوله فقلت له انه ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه انه قال تدعى امتي يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل فقال هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ارجو افادتنا عن ذلك ولكم جزيل الشكر الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما ما ذكره من الحديث فهو صحيح ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء نعم وهذا ثابت لا شك فيه فاما قوله فمن استطاع منكم ان يطيل غرته وتحجيله فليفعل فقد اختلف فيه اهل العلم بالحديث فمنهم من قال انه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال انه من كلام ابي هريرة ورجح هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه النونية حيث قال وابو هريرة قال لا من كيسه فغدا يميزه اولو العرفان وعلى هذا فان صدر الحديث من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو قوله ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء اما من الناحية العملية وهي كون هذا الرجل الذي توظأ زاد حتى بلغ نصف العضد ونصف الساق فان هذا ايضا محل خلاف بين اهل العلم بناء على صحة اخر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى انه من قوله قال انه ينبغي مجاوزة محل الفرض ومن رأى انه ليس من قوله قال ان ان الله تعالى في القرآن حدد الى الكعبين الرجلين والى المرفقين في اليدين فلا نتعدى ما حده الله ما حده الله تعالى وكذلك الاحاديث الواردة في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم تحدد اليدين بالمرفقين والرجلين بالكعبين واكثر ما ورد في ذلك فيما اعلم حديث ابو هريرة ابي هريرة انه توضأ حتى فغسل يديه حتى اشرع في العبودين وغسل رجليه حتى اشرع في الساقين وهذا الاشراع معناه انه تجاوز المحل لكن ليس الى هذا الحد وهذا الذي فعله ابو هريرة ذكر انه وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا الذي ينبغي ان يعدو الكعبين قليلا وان يعدو المرفقين قليلا وفائدة ذلك هو التحقق من غسل ما اوجب الله غسله الى المرفقين والى الكعبين بارك الله فيكم. سؤاله الثاني يقول اذا صلى الانسان قبل وقت الصلاة بعشر دقائق او اقل مثلا مع العلم انه لم يكن يعلم انه وتقدم الوقت فهل تبطل صلاته؟ وهل عليه الاعادة بعد علمه بمخالفته للوقت ام لا نعم صلاته التي صلاها قبل الوقت لا تجزئه عن الفريضة لان الله تعالى يقول ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاوقات في قوله وقت الظهر اذا زالت الشمس الى اخر الحديث وعلى هذا فمن صلى الصلاة قبل وقتها فان صلاته لا تجزئه عن الفريضة لكنها تقع نفلا بمعنى انه يتاب عليها ثواب نفل وعليه ان يعيد الصلاة بعد دخول الوقت نعم اذا استمر جهله بانه صلى في غير الوقت هل تجزئه الصلاة اذا كان حين اداها قبل الوقت شاكا في دخول الوقت. نعم. فانها لا تجزئه ولو لم يتبين له اما اذا كان قد غلب على ظنه دخول الوقت فانها تجزئه ولكن ينبغي للانسان ان يحتاط ولا يتعجل حتى يتبين له الامر اه هذه رسالة من السائل احمد محمد شكور من دمشق سوريا تقول اذا كان حالف اليمين الذي يريد ان يكفر عن يمينه مسكينا ولا يملك ان يطعم عشرة مساكين ولا يستطيع الصيام ياما لعذر صحي ومرض يمنعه من الصيام فماذا يفعل؟ وكذلك بخصوص فدية الصوم في رمضان اذا كان لا يجد ما يطعم به ثلاثين مسكينا ولا يستطيع ان يصوم فماذا افعل وما هي صفات المسكين يعني متى يكون المرء مسكينا وهل هناك فرق بين الفقير والمسكين؟ افيدونا جزاكم الله خيرا اذا لزم الانسان كفارة يمين ولم يجد ما يطعم ولم يستطع الصوم فانها تسقط عنه لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم ولا يلزمه شيء لا لان من القواعد المقررة ان الواجبات تسقط بالعجز عنها الى الى بدلها ان كان او الى غير شيء اذا لم يكن لها بدل واذا تعذر عجز عن البدل سقطت عنه نهائيا اما بالنسبة لصيام رمضان فان الواجب على المرء ان يصوم رمضان فان كان مريضا فله الفطر وينتظر حتى يعافيه الله الا ان يكون مرضه مستمرا فانه في هذه الحال يلزمه الاطعام واذا لم يجد ما يطعم سقط عنه ايضا لما سبق اما الفرق بين الفقير والمسكين فانه اذا ذكر احدهما دون الثاني فهما بمعنى واحد فاذا قلنا مثلا اطعم عشرة فقراء فهنا لا فرق بين الفقير والمسكين. واذا قلنا اطعم عشرة مساكين فلا فرق بين المساكين والفقراء اما اذا ذكر الفقير والمسكين في كلام واحد كما في اية الصدقات انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها فان الجميع يشتركون في الحاجة لكن الفقير احوج من المسكين ولهذا قال بعض اهل العلم ان الفقير من يجد دون نصف الكفاية والمسكين من يجد النصف ودون الكفاية جزاكم الله خيرا. هذا سؤاله الثاني يقول فيه بعض الناس يقولون ان كل شيء من العبادات مستقل بنفسه ويبررون تركهم لبعض الفرائض وهم يقومون ببعضها الاخر فمثلا نجد وشخصا يصلي ولا يصوم او امرأة تصلي ولا تضع الخمار على وجهها فان قلت لها لماذا تصلين ولا تتحجبين فتقول كل شيء لوحده والله يحاسبني على الصلاة وحدها وعلى الخمار لوحده ومنهن من تقول اعرف انه واجب ولكن الظروف لا تسمح لي و فما رأيكم بذلك؟ اليس هذا من جنس الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعض وهل تكون صلاة المرأة التي تخرج سافرة صلاة صحيحة مقبولة؟ وما الحكم لو كان زوجها هو الذي يمنعها من الحجاب العبادات لا شك انها تتجزأ وان كل عبادة مستقلة بنفسها فهذه صلاة وهذه صدقة وهذه صيام وهذه حج وهذا بر والدين ولكل منها حكم نفسه ويقبل منها كل واحد وان كان مفرطا في الاخر الا عبادة واحدة وهي الصلاة فانه اذا تركها لا تقبل منه عبادة اخرى وذلك لان ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة واذا كانوا كفرا مخرجا عن الملة فان الكافر لا تقبل منه عبادة لقوله تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله او ورسوله نسيت انما غير الصلاة اذا ترك عبادة وفعل عبادة اخرى فانها تقبل منه التي فعلها اذا كانت على الوجه الشرعي وان كانوا متهاونا في العبادة الثانية الا اذا كان تركه للعبادة الثانية ترك تكذيب وجحود وهي مما يخرج عن الملة جحوده فحينئذ لا يقبل منه لا تقبل منه العبادات الاخرى لما ذكرناه قبل قليل واما بالنسبة للمرأة التي تصلي وهي لا لا احتجب الحجاب الشرعي والحجاب الشرعي هو تغطية الوجه واليدين ومواضع الفتنة من المرأة وفإن صلاتها تكون صحيحة وهي اثمة لترك الحجاب الشرعي واذا كان زوجها يأمرها بالا تحتجب فانه لا طاعة له ويجب عليها معصيته في طاعة الله لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والله ورسوله احق ان يروه ان كانوا مؤمنين وفي هذه الحال اذا عصته فانه لا يحل له ان يقصر في شيء من واجباتها بناء على هذه المعصية بحجة انها نشبت بمعصيتها اياه لان هذا ليس من النشوز فان معصية المرأة زوجها في طاعة الله سبحانه وتعالى ليس من النشوز في شيء بل ينبغي للمرء ان تكون ان تزيد زوجته غلاء في قلبه اذا كانت عصته في طاعة الله سبحانه وتعالى اي من اجل طاعة الله احسن الله اليكم. هذا سؤال من المستمعة فتاة من الاردن الزرقاء تقول عمرها خمسة وعشرون عاما فمنذ صغرها وهي تطلب للزواج ولا يحصل نصيب لا يكون ذلك برفض منها ولكنها لا تدري ما هو السبب فهي انسانة طبيعية متوسطة الجمال. فقال الناس لامها ان ابنتك لها حجاب عن الزواج ولكن امها رفضت هذه الفكرة من الاصل لانها تخاف الله ولا تصدق بهذه الاشياء وفي يوم من الايام ذهبت الفتاة لوحدها الى امرأة يقال لها شيخة فقالت لها ان لك عدة اعمال محجوبة من ضمنها الزواج والوظيفة والقلق والكراهية وما الى ذلك وعملت لها عدة اشياء منها ما يعلق على الصدر وعلى الكتف اليمين ومنها ما يشرب ويرش فبقيت تستعمل هذه الاشياء بالسر عن والدتها ومضى شهر وشهران واكثر ولم يطرق بابها اي خاطب اما ما قالته لها بخصوص العمل فهي موظفة اما ما تعانيه فهو صحيح فهي تكره ان ترى الناس وبعد ذلك تغيرت واصبحت حالتها احسن وذات مرة خطر ببالها ان تمزق هذا الحجاب الذي اعطته لها تلك المرأة وعندما فتحته وجدت بداخله تكرارا لاسماء الرسول والخلفاء وبعض الرسوم وبعض الاسماء الغريبة فحرقتها جميعا فتسأل هل صحيح ان يمنع الحجاب الذي يعمله المشعوذون الفتاة عن الزواج وهل ما قامت به من تمزيقه حرام؟ الزواج ولا ييسر لها امر الزواج نعم هي تقول يمنعها لا يمنعها لانها كانت تقول انها محجوبة عن الزواج. ايه. ممنوعة يعني فتقول هل صحيح انه يمنع الفتاة عن الزواج؟ وهل ما قامت به من تمزيقه حرام؟ مع العلم ان بعض ما اخبرتها به صحيح هذا السؤال يتلخص جوابه في شيئين الشيء الاول تعليق هذه الحجب سواء كان لطالب الزواج ام للبراءة من المرض الجسمي او النفسي هل هو جائز او ليس بجائز في هذا خلاف بين اهل العلم فمنهم من يرى انه ليس بجائز على كل حال وذلك لانه لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعليق مثل هذا يكون سببا في ازالة ما يكره او حصون ما ما هو محبوب واذا لم يثبت شرعا فانه لا يجوز اثبات كونه سببا ومن العلماء من يقول انه لا بأس به اي بتعليق الحجاب بدفع ضرر او حصول منفعة لكن بشرط ان يكون من انسان موثوق به وان يعلم ما كتب به والا يكون هذا المكتوب مخالفا لما جاء به الشرع فاذا تمت هذه الشروط الثلاثة فهو جائز وبعضهم يشترط شرطا رابعا وهو ان يكون من القرآن خاصة نعم. وعلى هذا القول الثاني يجوز التعليق بالشروط الاربعة ولكن الذي ارى انه لا يجوز مطلقا لان تعليل من قال بعدم الجواز قوي حيث انه لم يثبت في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان هذا من الاسباب النافعة وكل شيء يثبت سببا لشيء ولم يكن معلوما بالشرع او معلوما بالحس فانه لا يجوز اثباته اما المسألة الثانية او الشيء الثاني مما يتضمنه جوابنا هذا على سؤال المرأة فان هذا الذي عملته في هذا الحجاب من المعروف وهو عمل طيب بل يجب عليها اذا كانت لا تدري ما الذي فيه ان تكشف عنه فاذا رأت فيه مثلما ذكرت مع الرسول صلى الله عليه وسلم واسمع الخلفاء وبعض الرسوم فانه لا يجوز تعليقه لان هذا شيء غير مؤكد بالتأكيد واذا رأت به قرآنا فانه ينبني على الخلاف الذي ذكرناه قبل قليل والذي نرى ايضا انه لا يجوز تعليقه. فاذا كان قرآنا فهناك طريقان اما ان تدفنه في محل نظيف واما ان تحرقه وتدقه بعد احراقه حتى يتلاشى نهائيا وبهذه المناسبة اود ان احذر اخواننا من التردد على اولئك الناس الذين يكتبون هذه الاحراس وهذه الحجب وحالهم لا تعلم لا من جهة الديانة ولا من جهة العلم لان هذه من الامور الخطيرة وكون الانسان اذا فعلها يتأثر ويجد خفة قد لا يكون ذلك من جراء هذا العمل قد يكون الله تعالى قد اذن ببرئه او شفائه وصادف ان يكون عند هذا الشيء لا به وايضا فانه من المعلوم نفسيا ان الانسان اذا شعر بشيء فانه يتأثر به جسمه اذا شعر بشيء نفسيا فانه يتأثر به جسمه حتى ان الانسان كما هو مشاهد اذا كان غافلا عما به من مرض فانه لا يحس به فاذا التفت في فكره اليه احس به هذا الرجل يكون مشتغلا بتحميل عفشه مثلا فيجرحه مسمار او زجاجة تجده لا يحس بها حين اشتعاله بالعمل فاذا تفرغ فانه يحس به لانه جعل فكره اليه والمهم ان ننصح اخواننا عن هذه الطرق التي لا يعلم من تلكها ولا يعلم ما في ما فيها من مكتوب والانسان ينبغي له ان يعلق قلبه بالله عز وجل ويتبع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاستشفاء بالقرآن والدعاء جزاكم الله خيرا ايها الاخوة الكرام في ختام لقائنا هذا نتوجه بشكرنا الجزيل الى الشيخ محمد بن صالح العثيمين المدرس بجامعة الامام محمد ابن سعود الاسلامية بالقصيم وامام وخطيب المسجد الجامع الكبير بعنيزة. اخوتنا الكرام الى ان نلقاكم في حلقة قادمة ان شاء الله نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته