بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة الاعزاء نحييكم في هذا اللقاء الجديد مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين المدرس بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد ابن سعود الاسلامية بالقصيم وامامي وخطيب المسجد الجامع الكبير بعنيزة سؤاله الاول يقول فيه هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد او خلافه وما هو الافضل ذكرها ام تركها؟ وهل يجوز التوسل به صلى الله عليه وسلم ام لا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. الجواب عن السؤال الذي عرض علينا في هذه الحلقة وهو تسويد الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصلاة عليه فاننا نقول لا ريب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد الخلق سيد ولد ادم وانه له السيادة المطلقة عليهم لكنها السيادة البشرية سيادة بشر على بشر نعم. اما السيادة المطلقة فانها لله عز وجل فالرسول عليه الصلاة والسلام سيد ولد ادم في الدنيا والاخرة وهو امامهم عليه الصلاة والسلام ويجب على المؤمن ان يعتقد ذلك في رسوله صلى الله عليه وسلم اما زيادة سيدنا بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم فانها ان بالالفاظ التي ورد بها النص لا ينبغي ذكرها اذا كانت لم تذكر لان الصيغة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي صفة الصلاة عليه هي احسن الصيام واولاها بالاتباع اما اذا كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة مطلقة فانه لا بأس ان يقول صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مثلا لا بأس ان يقولها لان النبي صلى الله عليه وسلم له السيادة على البشر ولكننا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد لا نزيدها لانها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ولا نقول السلام عليك سيدنا ايها النبي ونقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد ولا نقول اللهم صلي على سيدنا محمد بل ولا نقول اللهم صلي على نبينا محمد بل نقول اللهم صلي على محمد كما جاء به النص هذا هو الاولى والافضل اما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فان التوسل به اقسام احدها ان يتوسل بالايمان به فهذا التوسل صحيح مثل ان يقول اللهم اني امنت بك وبرسولك فاغفر لي هذا لا بأس به وهو صحيح وقد ذكره الله تعالى في القرآن في قوله ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ولان الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعا ثانيا ان نتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم اي بان يدعو للمشفوع له وهذا ايضا جائز وثابت لكنه لا يمكن ان يكون الا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه انه قال اللهم انا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا وامر العباس ان يقوم فيدعو الله فيدعو الله سبحانه وتعالى بالسقيا والتوسل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه هذا جائز ولا بأس به القسم الثالث ان يتوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في حياته او بعد مماته فهذا توسل بدعي لا يجوز وذلك لان جاه الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينتفع به الا الرسول صلى الله عليه وسلم اما انت بالنسبة اليك فانه لا فانك لا تنتفع به لانه ليس من عملك وشيء ليس من عملك لا ينفعك وعلى هذا فلا يجوز للانسان ان يقول اللهم اني اسألك بجاه نبيك ان تغفر لي او ان ترزقني الشيء الفلاني لان الوسيلة لا بد ان تكون وسيلة والوسيلة مأخوذة من الوصل بمعنى الوصول الى الشيء فلا بد ان تكون هذه الوسيلة موصلة الى الشيء واذا لم تكن موصلة اليه فان التوسل بها غير مجد ولا نافع وعلى هذا فنقول التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة اقسام ان يتوسل بالايمان به واتباعه وهذا جائز في حياته وبعد مماته ان يتوسل بدعائه اي بان يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته لانه بعد مماته متعذر القسم الثالث ان يتوسل بجاهه ومنزلته عند الله فهذا لا يجوز لا في حياته ولا بعد مماته لانه ليس وسيلة اذ انه لا يوصل الانسان الى مقصوده لانه ليس من عمله فاذا قال قائل لو جئت الى الرسول عليه الصلاة والسلام عند قبره وسألته ان يستغفر لي او ان يشفع لي عند الله هل يجوز ذلك او لا قلنا لا يجوز فاذا قال اليس الله يقول ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما قلنا بلى ان الله يقول ذلك ولكنه يقول ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك واذهابه ظرف لما مضى وليس ظرفا للمستقبل لم يقل الله تعالى ولو انهم اذا ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول بل قال اذ ظلموا فالاية تتحدث عن امر وقع في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وحصل من بعض القوم مخالفة وظلم لانفسهم فقال الله تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول يعني هذه ربما تتحدث عن طائفة معينة او عن اي نعم واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته امر متعذر نعم. لانه اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم صدقة جارية وان ينتفع به او من بعده او ولد صالح يدعو له فلا يمكن لانسان بعد موته ان يستغفر لاحد بل ولا ولا يستغفر لنفسه ايضا لان العمل انقطع اثابكم الله. اذا على هذا لا يكون التوسل الا اه مثلا بالايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لكن هل نقيس عليه التوسل باي عبادة من نباتات كالتوسل مثلا بصلاة الانسان او قومه او بعمل من اعماله الصالحة يتوسل به الى الله نعم لا بأس به. نعم يقول اللهم مثلا اللهم لك صليت لك صمت لك حججت وما اشبه ذلك فاغفر لي هذا لا بأس به لان هذه الاعمال من اسباب المغفرة. نعم. بارك الله فيكم. سؤاله الثاني يقول اه هل تجوز زيارة الاضرحة اذا كنت معتقدا انها لا تضر ولا تنفع ولكن اعتقادي في ذلك في الله وحده؟ ولكن لما سمعناه ومن ان هذه الامكنة طاهرة ويستجيب الله لمن دعا فيها زيارة الاضرحة يعني القبور سنة لكنها ليست لدفع حاجة الزائر وانما هي لمصلحة المزور او لاتعاظ الزائر بهؤلاء وليست لدفع حاجاته او حصول مطلوباته فزيارة القبور اتعاظا وتذكرا بالاخرة وان هؤلاء القوم الذين كانوا بالامس على ظهر الارض يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ويلبسون كما نلبس ويسكنون كما نسكن الان هم رهن اعمالهم في قبورهم فاذا زار الانسان المقبرة لهذا الغرض للإتعاظ والتذكر وكذلك للدعاء لهم. كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو لهم اذا زارهم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقيمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية فهذه زيارة شرعية مطلوبة ينبغي للرجال ان يقوم بها سواء كان ذلك في النهار او في الليل واما زيارة القبور للتبرك بها واعتقاد ان الدعاء عندها مجاب فان هذا بدعة وحرام ولا يجوز لان ذلك لن يثبت لا في القرآن ولا في السنة ان محل القبور اطيب واعظم بركة واقرب لدعاء الاجابة لاجابة الدعاء وعلى هذا فلا يجوز قصد القبور في هذا الغرض ولا ريب ان المساجد خير من المقبرة واقرب الى اجابة الدعاء والى حضور القلب وخشوعه نعم فسؤاله الثالث يقول هل يجوز لي ان اعطي نصيبا من زكاة المال لكل من اخي او اختي او عمي او عمتي او خالي او خالتي مع العلم انهم ليسوا مساكين او فقراء بالمعنى الصحيح لا يجوز ان تعطي هؤلاء شيئا من الزكاة اذا لم يكونوا من اهل الزكاة بل ولا يجوز ان تعطي غيرهم ايضا من الزكاة اذا لم يكونوا من اهل الزكاة ولكن ينبغي لك ان تعطي قرابتك من مالك صلة وبرا فان الله تعالى بين في القرآن فظيلة صلة الرحم وبين عقوبة من قطع رحمه فصلة ارحامك بما جرت به العادة من مال او خدمة او جاه امر مطلوب شرعا واما ان تعطيهم حقا لا يستحقونه من الزكاة فان هذا حرام عليك ولا يجزئك نعم له سؤال اخير يقول فيه يوجد في بلدتنا بعض الناس يسجدون سجدتين عقب كل صلاة مباشرة بعد ان يسلموا تسليم الصلاة وعند سؤالهم عن ذلك اجابوا انهم يسجدون السجدة الاولى شكرا لله على توفيقه لهم ان ادوا الصلاة المكتوبة في جماعة واما السجدة الثانية فهي شكر على الشكر. وهم يزعمون ان هذا العمل اصل في السنة. فهل صحيح قولهم هذا ام لا على قياس قولهم انهم اذا سجدوا السجدة الثانية يجب ان يسجدوا سجدة ثالثة لشكري شكرا لله على شكرهم. نعم. ثم يسجد سجدة رابعة وهكذا ويبقون دائما في سجود. الى ما لا نهاية؟ نعم و ولكنني اقول ان هذا ان هاتين السجدتين بدعتان وانه لا يجوز للانسان ان يتعبد لله بما لم يشرعه كقوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وهاتان السجدتان لا شك انهما غير مشفوعتين والواجب عليهم الانتهاء عن ذلك والكف عنه والتوبة الى الله سبحانه وتعالى مما وقع منهم سابقا والله تعالى يتوب على من تاب جزاكم الله خيرا. هذا سؤال من المستمع الف حاء حاء الحارثي يقول انا رجل متزوج من امرأتين احداهما وهي الاولى حصل بينها وبين والدتي سوء تفاهم فسمعتها وهي تتكلم عليها بكلام قبيح فقلت لها جعلتك مثل امي او اختي و ذهبت الى بيتها وقد حاولت استرجاعها ولكنها تشترط علي فصلها عن امي في السفن فما الحكم اولا في قولي لها؟ وهل يجوز استرجاعها والبي طلبها بفصلها عن والدتي؟ وما العمل ان كنت لا استطيع ذلك ماديا اما قولك جعلتها مثل امي فهذا حرام ولا يجوز لك نعم فان الله تعالى قال الذين والذين يظاهرون منكم النساء الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم من امهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا فعليك ان تتوب الى الله من هذا الكلام واذا اردت ان ترجع الى زوجك فانك لا تقربوها حتى تقوم بما اوجب الله عليك من الكفارة نعم تعتق رقبة ان امكن ذلك والا تصوم شهرين متتابعين قبل ان تمسها فان لم تستطع الصيام تطعم ستين مسكينا كما قال الله تعالى في سورة المجادلة واما بالنسبة لرجوعها اليك وفصلها عن امك فانه اذا لم تستقم الحال بينها وبين امك وصار بينهما نكد وتعب فلا حرج عليك ان تفصلها عن امك وفي هذه الحال تؤدي ما اوجب الله عليك من بر امك وتؤدي ما اوجب الله عليك من معاشرة زوجتك بالمعروف ولكن العاقل ينظر هل الخطأ من الام او الخطأ من الزوجة ويحاول الاصلاح بقدر المستطاع قبل ان ينفصل فاذا لم يمكن الاصلاح فان لك الحق في ان تفصل زوجك من امك واقول زوجك لان هذه هي اللغة الفصحى التي جاء بها القرآن والتي جاءت بها السنة وهي مقتضى اللغة العربية وان كان اللغة المعروفة عند الناس ان الانثى يقال لها زوجة بالتاء نعم جزاكم الله خيرا ايها الاخوة الكرام في ختام لقائنا هذا نتوجه بشكرنا الجزيل الى الشيخ محمد بن صالح العثيمين المدرب بجامعة الامام محمد ابن سعود الاسلامية بالقصيم وامامي وخطيب المسجد الجامع الكبير بعنيزة. اخوتنا الكرام الى ان نلقاكم في حلقة قادمة ان شاء الله نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته