السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ويحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة المباركون. انا ساقرأ على مسامعكم مقطعا من مقدمته رحمة الله عليه في الرسالة. ومبحثا او من مسائل الكتاب لتقف فقط على لغة الشافعي ومنهجه. واعينكم بالله ان تكون هذه اول واخر كلمات تسمعونها من الرسالة هي اوائل لكن ينبغي ان يكون بعدها دراسة وعناية به. قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم يقول تلميذه الربيع بن سليمان وهو يروي هذا الكتاب عنه اخبرنا ابو عبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد ابن هاشم ابن المطلب ابن عبد مناف المطلبين ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. والحمدلله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة منه. توجب على مؤدى على مؤدي ماضي نعمه بادائها نعمة حادثة يجب عليه شكره بها. واضح صح؟ جدا. هي لغة عربية فصيحة جزلة. اعيد العبارة لانك لن تتكلف الا في عود الضمير وربح الجمل بعضها ببعض. لكن العبارات المنطقية والجمل غير العربية خالية تماما. وليس فيها اي لفظة على الاطلاق ان الزمن متقدم على زمن ترجمة الكتب المنطقية ودخولها في تصانيف علماء المسلمين. قال رحمه الله الحمد لله الذي لا وادى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة منه. يعني انت لما تشكر الله على نعمة شكرك لله هي نعمة ساقها الله اليك. ولولا ان انعم عليك بالشكر ما شكرته. قال الا بنعمة منه توجب على ماضي نعمه بادائها نعمة يجب عليه شكره بها. قال ولا يبلغ الواصفون كونه عظمته. الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصف به خلق احمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. واستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة الا به واستهديه بهداه الذي لا يضل من انعم به عليه. واستغفره لما ازلفت واخرت استغفار من يقض بعبوديته ويعلم انه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه الا هو. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له محمدا عبده ورسوله بعثه والناس صنفان. احدهما اهل كتاب بدلوا من احكامه وكفروا بالله فافتعلوا كذبا صاغوه بالسنتهم فخلطوه بحق الله الذي انزل اليهم. فذكر تبارك وتعالى لنبيه من كفرهم فقال وان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب. وما هو من الكتاب. ويقولون هو من عند الله وما هو من عند لا ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. ثم قال فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم. واستمر في سرب عدد من التي تذكر كفر اهل الكتاب. قال وصمتم كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله. ونصبوا بايديهم حجارة وصورا استحسنوها ونبزوا اسماء افتعلوها ودعوها الهة عبدوها. فاذا استحسنوا غير ما عبدوا منها القوه قضوا بايديهم غيره فعبدوه فاولئك العرب. وسلكت طائفة من العجم سبيلهم في هذا وفي عبادة ما استحسنوا. من حوت ودابة ونجم ونار وغيره. فذكر الله لنبيه جوابا من جواب بعض من عبد غيره من هذا الصنف. فحكى جل ثناؤه عنهم قولهم انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون. وذكر ايضا عددا من الايات التي فيها هذا المعنى. قال رحمه الله فكانوا قبل انقاذه اياهم بمحمد صلى الله عليه اهل كفر في تفرقهم واجتماعهم. يجمعهم اعظم الكفر بالله وابتداع ما لم يأذن به الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا لا اله غيره وسبحانه وبحمده رب كل شيء هو خالقه. من حي منهم فكما وصف حاله حيا عاملا قائلا بسخط ربه مزدادا من معصيته. ومن مات فكما وصف قوله وعمله صار الى عذابه. فلما بلغ الكتاب اجله فحقق قضاء الله باظهار دينه الذي اصطفى. بعد استعلاء عصيته التي لم يرضى فتح ابواب سماواته برحمته كما لم يزل يجري في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية قضاؤه فكان خيرته المصطفى لوحيه المنتخب لرسالته المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته وختم نبوته واعد ما ارسل به مرسل قبله المرفوع ذكره مع ذكره في الاولى. والشافع المشفع في الاخرى افضل خلقه نفسا. واجمع لكل خلق رضيه في دين ودنيا. وخيرهم نسبا ودارا محمدا عبده ورسوله. وعرفنا وخلقه عامه الخاصة العامة النفع في الدين والدنيا فقال لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم. وذكر عددا من الايات منها وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. قال الشافعي اخبرنا ابن عيينة عن ابن ابي نجيف عن مجاهد في قوله وانه لذكر لك ولقومك قال من القائل؟ مجاهد يقال ممن الرجل؟ فيقال من العرب؟ فيقال من اي العرب؟ فيقال من قريش. قال الشافعي وما قال مجاهد من هذا بين في الاية مستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير. هذا الاثر الذي ساقه الشافعي. يبين لك احد طرقه ومنهجه. اذا ساق حديثا او اثرا فانه يصوفه بسنده على طريقة السلف. لا يسوق حديثا ولا يذكر اثرا الا بسنده عمن حدثه به. فخص ثناؤه قومه وعشيرته الاقربين في النذارة. وعم الخلق بها بعدهم. ورفع بالقرآن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم خص قومه وبالنذارة اذ بعثه فقال وانزل عشيرتك الاقربين. قال الشافعي اخبرنا ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله رفعنا لك ذكرك. قال لا اذكر الا بفضة معي. اشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان محمدا رسول الله. يعني والله اعلم ذكره عند الايمان بالله والاذان ويحتمل ذكره عند تلاوة الكتاب. وعند العمل بالطاعة عن المعصية فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. هذه الصيغة المشتهرة يقال ان اول من تلفظ بها الشافعي رحمه الله في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. وصلى عليه في الاولين والاخرين افضل واكثر وازكى من صلى على احد من خلقه. وزكانا واياكم بالصلاة عليه افضل ما زكى احدا من امته بصلاته عليه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. وجزاه الله عنا افضل ما جزى مرسلا عمن ارسل اليه. فانه انقذنا به من الهلكة في خير امة اخرجت للناس دائنين بدينه الذي ارتضى واصطفى به ملائكته ومن انعم عليه من خلقه فلم امسي نعمة ظهرت ولا بطنت. ملنا بها حظا في دين او دنيا. او دفع بها عنا مكروه فيهما وفي لواحد منهما الا ومحمد صلى الله عليه وسلم سببها. والقائد الى خيرها. والهادي الى رشدها زائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد المنبه للاسباب التي تورد الهلكة القائم بالنصيحة في انذار فيها فصلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صلى على ابراهيم وال ابراهيم انه حميد مجيد. عبارات فصيحة والفاظ جزلة وسياق مسترسل سلس لا يمله السامع ولا يظهر منه القارئ. وما تقرأه الا وتستلذ بذلك الاسلوب العربي السلس العبد ويستمر الكتاب حتى في عرض المسائل العلمية على هذا النهج. فانا انتقل الى ختام مقدمته رحمه الله يقول فكل ما انزل سبحانه في كتابه جل ثناؤه رحمة وحجة. علمه من علمه وجهله من لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه. قال رحمه الله والناس في العلم طبقات. موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه. واخلاص النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا يدرك خير الا بعونه. فان من ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه فاز الفضيلة في دينه ودنياه. وانتفت عنه الرير ونورت في قلبه الحكمة. واستوجب في الدين موضع الامام فنسأل الله المبتدأ لنا بنعمه قبل استحقاقها. ان نديمها علينا. مع تقصيرنا في اتيان على ما اوجب به من شكره بها الجاعلنا هذا اسلوب غير مستعمل قال ان يديمها قبل استحقاقها ان جاعلنا في خير امة اخرجت للناس ان يرزقنا فهما في كتابه ثم سنة نبيه وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيده. قال الشافعي فليس التنزل لاحد من اهل دين الله نازلة الا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. قال الله تبارك وتعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد. وقال وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس كما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. انتهت مقدمته رحمة الله عليه. ثم شرع بعد في تبويب الابواب قال كيف البيان؟ والبيان اسم جامع لمعان المجتمعة الاصول متشعبة الفروع ثم ذكر في في البيان عدة ابواب انا سانتقل الى باب يكون واضحا عند طلبة العلم ممن درس بعض مسائل الاصول لترى طريقة الشافعي رحمه الله في ذكر هذه المسائل واسلوبه وعبارته والفاظه ثم هو يذكر في هذه المسائل تطبيقات عملية من خلالها يوضح القاعدة يقول مثلا العدد جمع عدة اي عدة النساء قال الله تعالى والذين يتوفون منكم وذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا. وقال والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون. وقال واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان اغتبتم فعدة هن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن وولاة الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن. ماذا صنع؟ جمع الايات التي تبين العدد باختلافها. ذكر اولا العدة التي فيها اربعة اشهر وعشرة. عدة الوفاة. ثم ذكر عدة المطلقات ثلاثة قرون. ثم ذكر عدة المرأة التي لا تحيض وهو الثلاثة اشهر وعدة الحامل بوضع الحمل. قال فقال بعض اهل العلم قد اوجب الله على المتوفى عنها زوجها اربعة اشهر وعشرة صح؟ والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يدخل فيها المتوفى عنها بكل انواعها قال وذكر ان اهل الحامل ان تضع. في قوله وولاة الاحمال. فاذا جمعت ان تكون حاملا ارفع عني هل تعطيها عدة الحامل او عدة المتوفى عنها؟ ماذا يصنع؟ يجمع الايات التي ربما كانت في ظاهرها شيء من التعارف ثم هي اورثت خلافا عند بعض الفقهاء. يعني هذه المرأة مات عنها زوجها وهي حامل. فان نظرت الى كونها فتوفى عنها زوجها وينطبق عليها قوله تعالى والذين يتوفون منكم وذرون ازواجه واذا نظرت الى انها حامل ينطبق عليها قول الله تعالى وولاة الاحفاد لاجلهن ان يضعن حملهن هل تلحقها بهذه الاية او بتلك؟ او تجمع بين الايتين كما روي عن ابن عباس في رواية ثم رجع عنها ما تعتد بابعد الاجلين ان كانت حاملا تنظر كم شهرا مضى من حملها فان مضى منها شهران وبقي سبعة والسبعة اكثر من اربع اشهر اذا تعتد بعدة بوضع الحبل وان كان بقي لها من حملها شهر وهو اقل من اربعة اشهر يعطيها حكم الاربعة اشهر. يقول تعتد بابعد الاجلين هذا القول الذي يروي عن ابن عباس وثبت عنه الرجوع عنه رضي الله عنهما هو عمل بالجمع بين الدليلين. يقول الشافعي فاذا جمعت تكون حاملا متوفا عنها اتت بالعدتين معا. كما اجدها في كل فرضين جعلا عليها اتت بهما معا. فلم يعني المفترض ان تعتد بالعدتين هذا فرض وهذا فرض تجمع العدتين معا. يقول فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت الحارث وقد وضعت بعد وفاة زوجها بايام قد حللت فتزوجي دل هذا. على ان العدة في الوفاة والعدة في الطلاق بالاقراء والشهور انما اريد به من لا حمل به من النساء وان الحمل اذا كان فالعدة سواه ساقطة وعلى الطريق بوضوح وعدم التكلف في العبارة والفهم الواضح من الالفاظ والدلالات كان يسير رحمه الله في سياق تلك التقريرات التي ذكرها اذكر مثالا اختم به قال وجه اخر يعني من الجمع بين النصوص وكيف يكون الحديث في مسألة واحدة له اكثر من وجه قال وجه اخر يتحدث الان في باب النسخ اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن انس ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرسا عنه فزكش شقه الايمن يعني اصيب في جانبه الايمن عليه الصلاة والسلام. فصلى صلاة من صلواته وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا. فلما انصرف قال انما جعل الامام ليؤتم به. فاذا صلى قائما فصلوا واذا ركع فاركعوا واذا رفع فارفعوا. واذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد. واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا اجمعوا هذه رواية وانتهت قال اخبرنا مالك عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة انها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فاشار اليهم ان اجلسوا. فلما انصرف قال انما جعل الامام ليؤتم به فاذا ركعة فاركعوا واذا رفع فارفعوا. واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا. قال وهذا مثل حديث انس وان كان حديث انس مفسرا واوضح من تفسيري هذا اخبرنا مالك عن هشام ابن عروة عن ابيه ان رسول الله خرج في مرضه فاتى ابا بكر وهو قائم يصلي هذا متى؟ في مرض وفاته قبل وفاته بايام انه خرج في مرضه فاتى ابا بكر وهو قائم يصلي بالناس ابو بكر فاشار اليه رسول الله انت كما انت. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنب ابي بكر كان ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان الناس يصلون بصلاة ابي بكر. وبه يأخذ الشافعي يعني يأخذ بهذا الحديث ويصرح بمذهبه الان. ليش اخذ بهذا الحديث؟ لان الحديث الاول قال اذا صلى جالسا فصلي نهاهم لما صلوا خلفه يوم قيام نهاهم قال صلوا جلوسا. وفي هذا الحديث صلى جالسا وهم يصلون قياما. قال الشافعي وبه يأخذ الشافعي قال وذكر ابراهيم النخاعي عن الاسود بن يزيد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر مثل معنى حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا وابو بكر قائما يصلي بصلاة النبي وهم وراءه قياما. قال والان يناقش فقه الحديث فلما كانت صلاة النبي في مرضه الذي مات فيه قاعدا والناس خلفه قياما استدللنا على ان امره الناس بالجلوس في سقطته عن الفرس قبل مرضه الذي مات فيه. فكانت صلاته في مرضه الذي قاعدا والناس خلفه قياما ناسخة بان يجلس الناس بجلوس الامام من اين استنبط النسخ من تأخر الحديث يقول هذا في اخر الوقائع وذاك كان قبل. واستدل بذلك على ان الحديث الاخير هذا ناسخ لقبل. وكان في ذلك دليل بما جاءته بالسنة واجمع عليه الناس. من ان الصلاة قائما اذا اطاقها المصلي وقاعدا اذا لم يطق وان ليس القيامة منفردا ان يصلي قاعدا. فكانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم او صلى في مرضه قاعدا ومن خلفه قياما. مع انها لا بسنته الاولى قبلها موافقة سنته في الصحيح والمريض واجماع الناس ان يصلي كل واحد منهما فضله. كما يصلي المريض خلف الامام الصحيح قاعدا والامام قائما. وهكذا نقول يصلي الامام جالسا ومن خلفه من الاصحاء قياما. فيصلي كل واحد ولو وكل غيره كان حسنا. يعني الامام اذا كان مريض ما يستطيع يقف وسيصلي جالس يوكل غيره يصلي قائما احسن قال وقد اوهم بعض الناس فقال لا يؤمن احد بعد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا. واحتج بحديث رواه منقطع عن رجل مرغوب الرواية عنه لا يثبت بمثله حجة على احد فيه لا يؤمن احد بعدي جالسا في الحديث وذكر عدم صحة الاحتجاج به ثم استمر رحمة الله عليه في سرد طريقته. هذه طريقة الشافعي رحمه الله في كتابه قال من اوله الى اخره يسوق المسألة الحديث يصدق القاعدة يشير لك الى المأخذ في النسخ ان كان نسخا في الجمع في الترجيح في القول صيغة العموم وما الى ذلك كلها مشت على طريقة واضحة سهلة الاسلوب تنبؤك عن ان كتاب الرسالة للشافعي جدير العناية عند من يدرس علم الاصول او من يختص به على وجه الخصوص. وبعده كان هذا الحديث سلسلة لاستمرار حديثنا عنه مسيرة من اصول في تاريخ المسلمين. بعد ان كان علما متوارثا مأخوذا بالتلقي والمشافهة. اضحى الان مستورا ومصنفا. بعد رسالة اتجه اهل العلم الى جمع مسائل وكتابة قواعد وبدأ بنيان علم الاصول يزداد شيئا فشيئا. وهكذا العمل كمصنفات علم الاصول حتى اضحى علما كبيرا ضخما وله المناهج والمذاهب المختلفة وله المصنفات المتعددة كل ذلك سنأتي على ذكره تباعا بمشيئة الله تعالى. اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح وان يغفر لي ولكم. وارزقني واياكم فهما وتوفيقا ورضا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين