بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في لقائنا هذا الذي يستضيف فيه فضيلة الشيخ محمد بن سعد العثيمين الاستاذ بفرع جامعة الامام محمد القصيم وامام وخطيب الجامع الكبير من مدينة عنيزة مرحبا بالشيخ محمد مرحبا بكم. اهلا. اه شيخ محمد عرفنا الايمان وعرفنا ايضا اه اركان الايمان. اه خمسة الاولى منها بالتفصيل وبقي علينا الركن السادس وهو الامام القدر خيره وشره لا نريد ان تحدثنا عنه اثابكم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الايمان بالقدر هو احد اركان الايمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله عن الايمان والايمان بالقدر امر هام جدا وقد تنازع الناس في القدر زمن بعيد حتى في عهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يتنازعون فيه ويتمالون فيه والى يومنا هذا والناس كذلك يتنازعون فيه ولكن الحق فيه ولله الحمد واضح بين لا يحتاج الى نزاع الايمان بالقدر ان تؤمن بان بان الله سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء كما قال الله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وهذا التقدير الذي قدره الله عز وجل تابع لحكمته وما تقتضيه هذه الحكمة من وايات حميدة وعواقب نافعة للعباد معاشهم ومعادهم ويدور الايمان بالقدر على الامام بامور اربعة احدها العلم وذلك ان تؤمن ايمانا كاملا لان الله سبحانه وتعالى قد احاط بكل شيء علمه احاط بكل شيء مما مضى ومن ما هو حاضر ومما هو مستقبل سواء كان ذلك مما يتعلق بافعاله عز وجل او بافعال عباده فهو محلوث بها جملة وتفصيلا بعلمهم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وادلة هذا ادلة هذه مرتبة آآ كثيرة في القرآن وفي السنة قال الله تبارك وتعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وقال الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا علمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا ركن ولا يابس الا كتاب وقال تعالى ولقد خلقنا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه وقال تعالى والله بما تعملون عليم الى غير ذلك من الايات الدالة على علم الله سبحانه وتعالى بكل شيء. جملة وتفصيلا وهذه المرتبة من الايمان بالقدر من انكرها فهو كاذب لانه مكذب لله ورسوله مع المسلمين وطاعن في في امان الله عز وجل لان ود العلم اما الجهل واما النسيان وكلاهما عيب وقد قال الله تعالى ان موسى عليه الصلاة والسلام حين سأله فرعون ما بالكم الاولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى فهو لا يضل اي لا يجد شيئا منه مستقبلا ولا ينسى شيئا ماضيا سبحانه تعال اما المرتبة الثانية فهي الامام لان الله تعالى كتب مقادير كل شيء حسب مقادير كل شيء الى ان تقوم الساعة فانه عز وجل لما خلق القلم قال له اكتب قال ربي وماذا اكتب قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة جملة وتفصيلا كتب الله عز وجل لوح محفوظ مقادير كل شيء وقد دل على هذه المرتبة والتي قبلها قوله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير فان ذلك في كتاب اي معلومة عز وجل في كتاب وهو اللفظ المحفوظ ان ذلك على الله مسلم ثم هذه الكتابة ايضا مفصلة احيانا فان الجنين في بطن امه اذا مضى عليه اربعة اشهر يبعث اليه ملك يؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد كما ثبت ذلك صحيح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكتب ايضا في ليلة القدر ما يكون في تلك السنة كما قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مسلمين اما المرتبة الثالثة ايمان لان كل ما في الكون فانه بمشيئة الله وكل ما في الكون فهو حادث بمشيئة الله عز وجل سواء كان ذلك مما يفعله هو عز وجل او مما يفعله الناس او بعبارة اعم مما يفعله المخلوق قال الله تبارك وتعالى ويفعل الله ما يشاء وقال تعالى ولو شاء لهداكم اجمعين قال تعالى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة وقال تعالى انكم ياتي بخلق جديد الى غير ذلك من من النصوص الكثيرة الدالة على ان فعله عز وجل واقع بمشيئته وكذلك افعال الخلق واقعة بمشيئته كما قال الله تعالى ولو شاء الله ما اقتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وهذا نص صريح بان افعال العبد قد شاءها الله عز وجل ولو شاء الله ان لا يفعل لم يفعل اما المرتبة رابعة الايمان بالقدر فهي الايمان بان الله تعالى خالق كل شيء فالله عز وجل هو الخالق وما سواه محروق وكل شيء الله تعالى خالقه المخلوقات مخلوقة لله عز وجل وما يصدر منها افعال واقوال مخلوق لله عز وجل عظ لان افعال الانسان واقواله من صفاتهم اذا كانت الانسان مخلوقا كانت صفاته ايضا مخلوقة لله عز وجل ويدل لذلك قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون فنسأل الله تعالى على خلق الانسان وعلى خلق عمله قال وما تعملون وقد اختلف الناس في ما هنا هل هي مصدرية او موصولة وعلى كل تقدير فانها تدل على ان عمل الانسان مخلوق لله عز وجل هذه اربع مراتب يتم الايمان بالقدر الا بالايمان بها ونعيدها فنقول ان تؤمن بان الله تعالى عليم بكل شيء قمة وتفصيل ثانيا ان تؤمن بان الله كتب في الله المحفوظ مقادير كل شيء ثالثا ان تؤمن بان كل شيء حادث فهو بمشيئة الله عز وجل رابعا تؤمن لان الله تعالى خالق كل شيء اذا تمت هذه المراتب الاربع او اذا تم الايمان بها فقد حقق الانسان الايمان بالقدر ثم اعلم ان الايمان بالقدر لا ينافي لا ينافي بل انك للاسباب مما امر به الشرع وهو حاصل بالقدر لان الاسباب تنتج عنها مسبباتها ولهذا لما توجه امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى ذكر له في اثناء الطريق انه قد وقع فيها الطاعون فاستشار الصحابة رضي الله عنهم هل ويمضي في بسببه او يرجع الى المدينة فاختلف الناس عليه ثم استقر رأيهم على ان يرجعوا الى المدينة ولما عزم على ذلك جاءه ابو عبيدة عمرو بن جراح وكان عمر رضي الله عنه يجله ويقدره فقال يا امير المؤمنين كيف ترجع الى المدينة افرارا من قدر الله قال رضي الله عنه نفر من قدر الله الى قدر الله وبعد ذلك جاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان غائبا بحاجة له فحدثهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الطاعون اذا سمعتم به في ارض فلا تقدموا عليه الحاصل قول عمر رضي الله عنه نفر من قدر الله الى قدر الله فهذا يدل على ان واتخاذ الاسباب من قدر الله عز وجل ونحن نعلم ان الرجل لو قال انا ساؤمن بقدر الله وسيرزقني الله ولدا بدون زوجة لو قال هذا لابد من المجني كما انه لو قال انا اؤمن بقدر الله ولم اسعى في طلب الرزق ولم يتخذ اي سبب للرزق تعد ذلك من السفه الايمان بالقدر اذا بينات الاسباب شرعية او الحسية الصحيحة اما الاسباب الوهمية التي يدعي اصحابها انها اسباب وليست كذلك فهذه لا عبرة بها ولا يلتفت اليها ثم اعلم انه يرد على الايمان بالقدر اشكال وليس باشكال في الواقع وهو ان يقول قائل اذا كان يعني من قدر الله عز وجل فكيف اعاقب على المعصية وهي من تقبيل الله عز وجل والجواب على ذلك ان يقال لا حجة لك على المعصية بقدر الله لان الله عز وجل لم يجبرك على هذه المعصية وانت حين تقدم عليها لم لم يكن لديك العلم لانها مقدرة عليك؟ لا لان الانسان لا يعلم بالمكفور الا بعد وقوعه كم فلماذا لم تقدر قبل ان تفعل المعصية؟ لماذا لم تقدر ان الله قدر لك الطاعة فتقوم بطاعته وكما انك في امورك الدنيوية تسعى لما ترى انه خير وتهرب مما ترى انه شر فلماذا لا تعامل نفسك هذه المعاملة في عمل الاخرة انا لا اعتقد ان احدا يقال له ان لمكة طريقين احدهما طريق مأمون ميسر والثانية طريق مخوف قاد لا اعتقد ان احدا يسلك الطريق المكفوف الصعب ويقول ان هذا قد قدر لي بل سوف يسلك الطريق المأمون الميسر ولا فرق بين هذا وبين ان يقال لك ان للجنة طريقا وللنار طريقا فانك اذا سلكت طريق النار فانت كالذي ليس لك طريق مكة المخوف الوعر وانت بنفسك تنتقد هذا الرجل الذي سلك الطريق والمكفوف الواعظ فلماذا ترضى لنفسك ان تسلك طريق الجحيم وتداعى طريق النهي. نعم ولو كان للانسان حجة بقضاء بالقدر على فعل المعصية لم تنته هذه الحجة بارسال الرسل وقد قال الله تعالى رسلا مبشرين ومذنبين لا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل جزاكم الله خيرا