الشيخ محمود عرفنا في لقاءاتنا الماضية وخاصة في اللقاء الماضي القريب عرفنا ان ايمانا وعرفنا ايضا اركان الايمان الستة وتحدثت عنها الحديث الذي نرجو ان يكون فيه البركة للمستمعين لكن هناك سؤال لابد من طرحه في هذا اللقاء وهو هل الايمان يزيد وينقص ونود ان نعرف باي شيء تحصل الزيادة وباي شيء يحصل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين كلمة بقية الامام القدر. نعم يسيرة وهي ان الايمان بالقدر له ثمرات جليلة على الانسان وعلى قلبه لانك اذا امنت بان كل شيء بقضاء الله وقدره فانك عند السراء تشكر الله عز وجل ولا تعجب بنفسك ولا ترى ان هذا الامر حصل منك بحولك وقوتك ولكنك تؤمن بان هذا سبب اذا كنت قد فعلت السبب الذي نلت به ما يسرك وان الفضل كله بيد الله عز وجل فتزداد بذلك شكرا بنعمة الله سبحانه وتعالى ويحملك هذا على ان تقوم بطاعة الله على حسب ما امرك الله به والا ترى عن نفسك فضلا على ربك بل ترى المنة لله سبحانه وتعالى عليك قال الله تعالى يمنون عليك ان اسلم من قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين كما انك اذا اصابتك الظراء فانك تؤمن بالله عز وجل وتستسلم ولا تندم على ذلك ولا يلحقك الحسرة اه الم تر الى قول النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجل فان اصابك شيء فلا تقل له عني شئت. لو اني فعلت كذا لكان كذا فان لو تفتح عمل الشيطان الايمان بالقدر فيه راحة النفس والقلب وعدم الحزن على ما فات وعدم الغم والهم لما يستقبل قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض والتي انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على مهباتكم ولا تكرهون ما اتاكم والذي لا يؤمن بالقدر لا شك انه سوف يتضجر المصائب ويندم ويفتح له الشيطان كل باب وانه سوف يفرح ويضطر ويغتر في ما اذا اصابته السراء لكن الايمان بالقدر يمنع هذا كله فاذا ما باللعب بالنسبة للايمان. اما بالنسبة لزيادة الايمان ونقصانه فان الايمان عند اهل السنة والجماعة والاقرار قلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح فهو يتضمن هذه الامور الثلاثة بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح. نعم واذا كان كذلك فانه سوف يزيد وينقص وذلك لان الاقرار بالقلب يتفاضل وليس الاقرار بالخبر الاقرار بالمعاينة وليس الاقرار بخبر الرجل الاقرار بخبر الرجلين وهكذا ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام ربي ارني كيف تحي الموتى؟ قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فالايمان يزيد من حيث تكرار القلب وطمأنينته بس قوله والانسان يجد ذلك من نفسه فعندما يحضر مجلس ذكر فيه موعظة ودخول الجنة والنار يزداد ايمانا حتى كأنه يشاهد ذلك رأي عين وعندما تكون الغفلة ويقوم من هذا المجلس اه يخف هذا اليقين في قلبه كذلك يزداد الايمان حيث القول فان من ذكر الله عز وجل عشر مرات ليس كمن ذكر الله مئة مرة الثاني ازيد بكثير وكذلك ايضا من اتى بالعبادة على وجه كامل يكون ايمانه ازيد ممن اتى بها على وجه ناقص وكذلك العمل فان الانسان اذا عمل عملا بجوارحه اكثر من الاخر الثاني ازيد ايمانا من الناقص وقد جاء ذلك في القرآن والسنة اعني ذات الزيادة والنقصان جاء في الكتاب والسنة نعم قال الله تبارك وتعالى وما جعلنا عدتهم الا فتنة الذين كفروا واستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزاد الذين امنوا ايمانا وقال الله تعالى واذا ما انزل السورة ومنهم من يقول ايكم دادة هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رتبا الى رتبهم وماتوا وهم كافرون وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب الرجل الحازم من احداكم الايمان اذا يزيد وينقص لكن ما سبب النقصان النقصان اسبابه بل لزيادة اسباب السبب الاول معرفة الله تعالى باسمائه وصفاته فان الانسان كلما ازداد معرفة بالله وباسمائه وصفاته ازداد ايمانا بلا شك ولهذا تجد اهل العلم الذين يعلمون من اسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم رجلهم اقوى ايمانا من الاخرين هذي من هذا الوجه السبب الثاني النظر في ايات الله كونية والشرعية فان الانسان كلما نظر للايات الكونية التي هي المخلوقات سموات والارض والانسان والبهيمة وغير ذلك ازداد ايمانا قال الله تعالى وفي الارض ايات للمقيم وفي انفسكم افلا تبصرون والايات الدالة على على هذا كثيرة اعني الايات الدالة على ان الانسان بتدبره وتأمله في هذا الكون يزداد ايمانا. نعم السبب الثالث كثرة الطاعات الانسان كلما كثرت طاعاته بذلك ايمانا سواء كانت هذه الطاعات من الطاعات القولية او الفعلية الذكر يزيد يزيد الايمان امنية وكيفية والصلاة او والحد يزيد الايمان ايضا فنية وكيفية اما سبب النقصان فانه على العكس من ذلك الجهل باسماء الله وصفاته يوجب نقص الايمان لان الانسان ينقصه اذا لم يعرف اسماء الله وصفاته ينقصه العلم بهذه الاسماء والصفات التي تزيد في الايمان كذلك السبب الثاني الاعراض عن التفكر بايات الله الكونية والشرعية فان هذا يسبب نقص الايمان او على الاقل ركوده وعدم نموها ثالث فعل المعصية فان للمعصية اثارا عظيمة على القلب وعليكم السلام ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لازم الزاني حين يزني وهو مؤمن الرابع ترك الطاعة فان ترك الطاعة سبب لنقص الايمان لكن ان كانت الطاعة واجبة وتركها بلا عذر فهو نقص يلام عليه ويعاقب وان كانت الطاعة غير واجبة او واجبة لكن تركها لعذر فانه نقص لا يلام عليه ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات عقل ودين وعلل نقصان دينها بانها اذا حاضت لم تصلي ولم تصم مع انها لا تلام على ترك الصلاة والصيام في حال الحيض بل هي مأمورة بذلك لكن لما فاتها الفعل الذي يقوم به الرجل صارت ناقصة عن الرجل من هذا الوجه نعم آآ بالنسبة زيادة الايمان ونقصه وهناك من يرى ان الايمان لا لا يزيد ولا ينقص وان المعصية آآ تذهب الايمان ويكفر الانسان كيف يردد على هؤلاء الى ان يرد على هؤلاء بما اليه من قبل نصوص من الكتاب والسنة وكذلك بالواقع فاننا نقول لهم انتم الان لو اتاكم مخبر وقال ان فلانا قدم البلد اليوم وهذا المخبر عندكم ثقة يكون لديكم الايمان بانه قديم فاذا جاء رجل اخر واخبركم لذلك افلا يزداد ايمانكم به فيقولون انا لا يزداد الايمان بذلك فاذا رأيتموا هذا الرجل القادم رأي العين ازددت يقينا اكثر وهذا امر لا ينتري فيه احد ثم نقول ما دمنا ادخلنا الاقوال والاعمال في مسمى الايمان فان اختلاف الاقوال والاعمال بالزيادة والنقص امر معلوم لا ينكر فيكون في هذا دليل واضح على ان الايمان يزيد وينقص اه لكن حكم عدم الاقرار بذات الايمان هذا يرجع الى حال حال المنكر ان كان انكر ذلك تكليما وجهدا وكافة بتكريمه وجحده بما جاء به القرآن وان كان تأويلا فان التأويل له درجات قد يصل الى الكفر وقد لا يصل فالانسان الذي يقول انا انا لا اقول ان الايمان يزيد وينقص متأولا فانه على حسب توظيفه لا شكرا اثابكم الله