اه عرفنا في اللقاء الماضي ان الطاغوت اه من حيث الاشتقاق والمعنى والحقيقة تحدثتم آآ او نقلتم التعريف له انه كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاعم وكان الحقيقة في الحديث عن السلطة وآآ ضعفها وقوته وضعف الايمان او قوتهما او ظعف احدهما وقوة الاخر لكن آآ في بداية لقاءنا هذا نود ان نعرف ما هي صفة الحكم بغير ما انزل الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الحكم بغير ما انزل الله ينقسم الى قسمين القسم الاول ان يبطل حكم الله ليحل محله حكم اخر الطاغوتي بحيث يلغى الحكم شريعة بين الناس ويجعل بدله هو يجعل بدله بدله حكم اخر من من وضع البشر كالذين ينحون الاحكام الشرعية في المعاملة بين الناس ويحلون محلها القوانين الوضعية فهذا لا شك انه ابدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها وهو كفر مخرج عن الملة لان هذا جعل نفسه بمنزلة قالوا تتشرع لعباد الله ما لم يأذن به الله بل ما خالف حكم الله عز وجل وجعله هو الحكم الفاصل بين الخلق وقسم الله تعالى ذلك شركا لقوله تعالى ام لهم شركاء ترأوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله القسم الثاني ان تبقى احكام الله عز وجل على ما هي عليه وتكون السلطة لها ويكون حكم منوطا بها ولكن يأتي حاكم من الحكام ويحكم بغير ما تقتضيه هذه الاحكام يحكم بغير ما انزل الله فهذا له ثلاث حالات الحال الاولى ان يحكم بما يخالف شريعة الله معتقدا ان ذلك افضل من حكم الله وانفع لعباد الله او معتقدا انه مماثل بحكم الله عز وجل او يعتقد انه يجوز له الحكم بغير ما انزل الله هذا كفر يخرج به الحاكم من الملة لانه لم يرضى بحكم الله عز وجل ولم يجعل الله ولم يجعل الله حكما بين عباده الحالة الثانية ان يحكم بغير ما انزل الله معتقدا ان حكم الله تعالى هو الافضل والانفع لعباده لكنه خرج عنه وهو يشعر بانه عاص لله عز وجل انما يريد الجور والظلم للمحكوم عليه لما بينه وبينه من عداوة فهو يحكم بغير ما انزل الله لا كراهة لحكم الله ولا استبدالا به ولا اعتقادا لانه اي حكم اي الحكم الذي حكم به افضل من حكم الله او مساو له او انه يجوز الحكم به لكن من اجل الاضرار بالمحكوم عليه حكم بعين ما انزل الله ففي هذه الحال لا نقول ان الرجل ان هذا الحاكم كافر بل نقول انه ظالم معتد جائر الحالة الثالثة ان يحكم بغير ما انزل الله وهو يعتقد ان حكم الله تعالى هو الافضل والانفع لعباد الله وانه بحكمه هذا عاص لله عز وجل لكنه حكم بهوى في نفسه لمصلحة تعود له او للمحكوم له فهذا فسق وخروج عن طاعة الله عز وجل وعلى هذه الاحوال الثلاث يتنزل قول الله تعالى في ثلاث ايات من لم يحكم بما اذى الله فاولئك هم الكافرون وهذا ينزل على الحالة الاولى من لم يحكم بما اذ الله فاولئك هم الظالمون نزل على الحال الثاني من لم يحكم بما اذى الله فاولئك هم الفاسقون. ينزل على الحال الثالثة وهذه المسألة من اخطر ما يكون بعصرنا هذا فان من الناس منقولة واعجب بانظمة غير المسلمين حتى توقف بها وربما قدمها على حكم الله ورسوله ولم يعلم ان حكم الله ورسوله ماض الى يوم القيامة فان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى الخلق عامة الى يوم القيامة والذي بعثه سبحانه وتعالى عالم باحوال العباد الى يوم القيامة فلا يمكن ان يشرع لعباده الا ما هو نافع لهم في امور دينهم ودنياهم الى يوم القيامة فمن زعم او توهم ان غير حكم الله تعالى في عصرنا انفع لعباد الله من الاحكام التي ظهر شرعها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضل ضلالا مبينا فعليه ان يتوب الى الله وان يرجع الى رشده وان نفكر في امره لا لكن آآ ذكرتم في آآ ظالم والفاسق اشياء متقاربة تقريبا فيما نتصور او تكون متداخلة وهي ان يحكم اه بغير ما انزل الله وهو يعلم ان حكم الله افضل لكنه يريد ان يتشفى لنفسه من احد او يطبق على شخص آآ ما جاء عن الله عز وجل وبين الذي يحكم ايضا وهو يعلم ان حكم الله هو او يعلم بحكم الله عز وجل ويعلم انه هو الحكم السديد لكنه اه لمصلحة في نفسه او لهوى لنفسه او ليوافق اه ايضا هوى للمحكوم عليه او ينفع المحكوم عليه ما الفرق بينهم؟ نعم الفرق بينهما ان الذي نصفه بانه ظالم حكما طلب من العدوان على المحكوم عليه نعم. وان لم يكن له فيه مصلحة ولم ينظر اطلاقا الى مصلحة المحكوم له لكن اهم شيء عنده هو الجور والظلم بالنسبة لهذا المحكوم عليه؟ لا اما الاخر فهو نظر الى مصلحة المحكوم له ولم يكن يشعر في نفسه ان يظلم ذلك الرجل المحكوم عليه ولهذا لا يفرط في المحكوم عليه بين ان يكون فلانا او فلانا لانه انما يريد مصلحة المحكوم له او يريد ان يجوب الى نفسه هو منفعة وما اشبه ذلك فهذا هو الفرق بينهم اثابكم الله مما يدخل في اصول الدين ايضا بعض العادات التي تنتشر اه بين الناس ولعل منها الكهانة. فنود في لقائنا هذا ان نعرف ما هي الكلمة الكهانة في عالة مأخوذة من الكهن والتخرص والتماس الحقيقة بامور لا اساس لها وكانت في الجاهلية تنعة لاقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم بها به نعم ثم يأخذون الكلمة التي سمعوها من السماء بل الكلمة التي نقلت اليه من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون اليها ما يضيفون من القول ثم يحدثون بها الناس فاذا وقع الشيء مطابقا لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوه مرجعا بالحكم بينهم وفي انتاج ما يكون في المستقبل ولهذا نقول الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل لا والذي يأتي الى الكاهن ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ان يأتي الى الكاهن فيسأله من غير ان يصدقه فهذا محرم وعقوبة فاعله الا تقبل له صلاة اربعين يوما فما ثبت ذلك في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما او اربعين ليلة اه القسم الثاني او الحالة الثانية ان يأتي الى الكاهن فيسأله ويصدقه بما اخبر به فهذا كفر بالله عز وجل لانه صدقه في دعواه علم الغيب وتصديق البشر وعلم الغيب تكذيب لقول الله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وتكليب خبر الله ورسوله كفر ولهذا جاء في الحديث الصحيح من اتى كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الثالث او الحالة الثالثة ان يأتي الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس وانها اهانة وتمويه وتظليل هذا لا بأس به ومن ذلك ان النبي صلى الله او ودليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد او اتاه صياد فاضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في نفسه فسأله عن النبي اي النبي صلى الله عليه وسلم ماذا خبى له؟ فقال الدخ يريد ان الدخان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلم تعدو قدرك هذه حال من يأتي او هذه احوال من يأتي الى الكفر. نعم ان يأتي فيسأله من دون ان يصدقه وبدون نقص امتحانه وبان حاله فهذا محرم وعقوبة فاعله الا تقبل له صلاة اربعين ليلة ثانية ان يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله عز وجل يجب على الانسان ان يتوب منه ويرجع الى الله عز وجل والا مات على الكفر الحالة الثالثة ان يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به لا شكرا اثابكم الله