آآ الشيخ محمد آآ في الحلقة الماضية آآ سلاكم عن التوسل الصحيح والتوسل الباطل وتحدثتم لنا عن التوسل الصحيح وذكرتم آآ انه هو الوسيلة الصحيحة الموصلة الى المقصود. وذكرتم لهم انواع او اقسام. منها التوسل باسماء الله والتوسل بالايمان بالله ورسوله والتوسل ايضا بالعمل الصالح وذكر حال هناك اشياء اخرى غير هذه التوسل الاربعة الاربعة. نعم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اه اما بعد فاجابة على سؤالكم اقول انه نعم هناك توسل زائد عن الاربعة السابقة وهو التوسل الى الله عز وجل بدعاء رجل الصالح الذي ترجى اجابة ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الله لهم بدعاء عام وبدعاء خاص وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا ثلاث مرات فما نزل صلى الله عليه وسلم من منبره الا والمطر يتحاذر من لحيته وبقي المطر اسبوعا كاملا وفي الجمعة الاخرى جاء ذلك الرجل او غيره والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله غرق المال وتهدم البناء المال وتهدم البناء فادعوا الله تعالى يمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير الى ناحية من السماء الا انفرجت حتى خرج الناس يمشون في الشمس وهناك عدة وقائل سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعوا الله لهم على وجه الخصوص ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ان لامته السبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم الذين لا يستقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قام عكاشة ابن محصن فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم فقال انت منهم فهذا ايضا من التوسل الجائز ان يطلب الانسان من شخص ان يدعو الله تعالى له اذا كان هذا الشخص مرجو الاجابة الا ان الذي ينبغي ان يكون السائل الذي سأل شخصا يدعو الله له يريد بذلك منفعة نفسه ومنفعة اخيه الذي طلب منه الدعاء حتى لا يتمحض السؤال لنفسه خاصة لانك اذا اردت نفى اخيك ونفى نفسك ترى في هذا احسان له فان الانسان اذا دعا لاخيه بظهر الغيب قال الملك امين ولك بمثله وكذلك اذا دعا له اخوه فانه يكون من المحسنين هذا الدعاء والله يحب المحسنين نعم. اه اذا ما دمنا عرفنا التوسل الصحيح اه لا بد لنا من معرفة التوسل في الباطن التوسل الباطل ان يتوسل الانسان الى الله تعالى بما لم يكن وسيلة اي بما لم يثبت في الشرع انه وسيلة لان التوسل بمثل ذلك من من اللغو والباطل المخالف المعقول والمنقول ومن ذلك ان يتوسل الانسان الى الله عز وجل بدعاء ميت يطلب من هذا الميت ان يدعو الله له لان هذا ليس وسيلة شرعية صحيحة بل هو سفه للانسان ان يدعو من هذا الميت ان يدعو الله له لان الميت اذا مات انقطع عمله ولا يمكن ان يدعو لاحد حث النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يدعو لاحد بعد موته عليه الصلاة والسلام ولهذا لم يتوسل الصحابة رضي الله عنهم الى الله بطلب الدعاء من رسوله صلى الله عليه وسلم بعد موته فان الناس لما اصابهم الجد في عهد عمر بن الخطاب قال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتصقينا وان اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك لان نبينا فاسقنا العباس رضي الله عنه فدعا الله عز وجل ولو كان طلبوا الدعاء الى الميت سائغا ووسيلة صحيحة فكان عمر ومن معه من الصحابة يتركون ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اجابة دعائه اقرب من اجابة دعاء العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه فالمهم ان التوسل الى الله تعالى بطلب الدعاء الميت ووسل باطل لا يحل ولا يجوز ومن التوسل الذي ليس بصحيح ان يتوسل الى الصلاة الى الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم اني اسألك بجاه نبيك كذا وكذا وذلك ان جاه الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مفيدا بالنسبة اليك لانه لا يفيد الا الرسول عليه الصلاة والسلام اما بالنسبة لك فليس بمفيد لك حتى تتوسل الى الله تعالى بهم والتوسل كما قلنا اتخاذ الوسيلة الصالحة التي تثمر فما فائدتك انت من من كون الرسول عليه الصلاة والسلام له جاه عند الله واذا اردت ان تتوسل الى الله على وجه صحيح فقل اللهم اني اسألك بايماني برسولك او بمحبة لرسوله او ما اشبه ذلك فان هذا من الوسيلة الصحيحة النافعة اثابكم الله ما دمنا قد عرفنا آآ التوسل الصحيح والتوسل الباطل آآ نريد ان نعرف الشفاعة المثبتة والشفاعة المادية نعم الشفاعة مأخوذة من الشب وهو ضد الوتر وهو جعل الوتر شفعا مثل ان نجعل الواحد اثنين والثلاثة اربعة وما اشبهنا هذا من حيث اشتقاق اللغة نعم اما معناها فهي التوسط للغير جلب منفعة او دفع مضرة يعني ان يقوم الشافع بين المشفوع اليه والمشفوع له واسطة ليجلب منفعة الى المشفوع له او يدفع عنه مضرة لا والشفاعة نوعان شفاعة ثابتة وصحيحة وشفاعة باطلة لا تنفعوا اصحابها اما الشفاعة الثابتة الصحيحة فهي التي اعتقها الله تعالى في كتابه واثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص لان ابا هريرة رضي الله عنه قال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة فرق الاول رضا الله عن الشافع الشرط الثاني يذهب الله عن المشكور له والشرط الثالث اذن الله تعالى للشافعي ان يشفع وهذه الشروط مجموعة في قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى ومفصلة في قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه مفصلة في قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. لا وفي قوله تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورد له قوله وقوله ولا يشفعون الا لمن اقتضى فلابد من هذه الشروط الثلاثة حتى تتحقق الشفاعة وبناء على ذلك نعرف النوع الثاني وهي الشفاعة الباطلة التي لا تنفع اصحابها وهي ما يدعيه المشركون من شفاعة الهتهم لهم عند الله عز وجل فان هذه الشفاعة لا تنفعه كما قال الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين وذلك لان الله تعالى لا يرظى لهؤلاء المشركين شركهم ولا يمكن ان يأذن بالشفاعة لهم لانه لا شفاعة الا لمن ارتضاه الله عز وجل والله عز وجل لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد وتعلق المشركين بالهتهم يعبدونها ويقولون هؤلاء شفاعاؤنا عند الله تعلق باطل غير نافع بل هذا لا يزيده من الله تعالى الا بعدا ثمان الشفاعة ثابتة النافعة ذكر العلماء رحمهم الله انها تنقسم الى قسمين عامة وخاصة ومعنى الهموم ان الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين ان يشفعوا بمن اذن الله لهم بالشفاعة فيهم والخاصة التي تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم واعظمها الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة حين يلحق الناس من انا اغني والكرب ما لا يطيقون فيطلبون من يشفع لهم الى الله عز وجل ان يريحهم من هذا الموقف العظيم فيذهبون الى ادم ثم الى نوح ثم الى ابراهيم ثم الى موسى ثم الى عيسى وكلهم لا يشبع حتى تنتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقوم ويشفع عند الله عز وجل ان يخلص عباده من هذا الموقف العظيم فيجيب الله تعالى دعاءه ويقول شفاعته وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به بقوله ومن الليل فتهجد به ناهلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ومن الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم شفاعته لاهل الجنة ان يدخلوا الجنة فان اهل الجنة اهل الجنة اذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار وتمحص قلوبهم بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة ولكن لا يدخلونها الا بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الى الله عز وجل ان يدخل الجنة وتفتح ابواب الجنة لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم واما الشفاعة العامة له ولغيره من عباد الله الصالحين فهي ان يشفع في اهل النار من المؤمنين اي من عصاة المؤمنين الذين لا يستحقون الخلود في النار يشفع فيهم ان يخرجوا من النار وهذه الشفاعة ثابتة له ولغيره من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لا شكرا اثابكم الله