الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد نحمده تعالى واشكره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون فكان حديثنا في المجلس المنصرم ونحن نتحدث عن مراحل مسيرة علم الاصول في الامة ابتداء من الحديث عن تكون هذا العلم في ملكة الصحابة رضوان الله عليهم وتعهد النبي صلى الله عليه واله وسلم بهذا العلم الذي استقر في ملكاتهم وتعاهده عليه الصلاة والسلام له بالنماء والتلقيح والتنمية والتربية في مواقف مضت اعدادها ثم ال الامر الى تكون هذا الجيل من الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على قدر كبير من المكنة والدراية والالمام. بهذا العلم الجليل الذي كان يقودهم الى فقه الاستنباط والتعامل مع الادلة واستخراج الاحكام الملائمة للنوازل التي كانت تبر بالامة انذاك. فكان من اعظم توفيق الله جل جلاله لاولئك الفئة المؤمنة من الصحابة رضوان الله عليهم ان هيأهم الله عز وجل للاخذ بركاب الامة وسفينة المجتمع نحو صراط الله واستمر الامر كذلك فيما بعد جيل الصحابة رضي الله عنهم حين استقرت بهم المقامات في مدن الاسلام بمكة والمدينة في الحجاز او في الكوفة والبصرة بالعراق او بالشام. او بعدد من اقطار الاسلام في مصر واليمن ونحوها فاستقر المقام بعدد من الصحابة الفقهاء رضي الله عنهم في تلك المدن والاقاليم والاقطار فاخذ عنهم تلاميذهم وطلابهم وابناؤهم وتناقل هذا العلم الذي استقر في صدورهم رواية ومجالسة وصحبة وطول ملازمة انتقل هذا العلم الشريف الجليل مع سائر العلوم الشرعية التي كانت تنقل انذاك. كما هو الشأن في رواية الحديث وقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية. ثم استقر بنا الحديث وفي الدرس الماضي الاخير عند رسالة الامام الشافعي رحمه الله تعالى رحمة واسعة باعتباره اللبنة الاولى في بناء التأليف في علم اصول الفقه وكان منعطفا تاريخيا في مسيرة علم اصول الفقه في تاريخ امة الاسلام. ان انتقل هذا العلم لكونه ملكة ومن كونه اسلوبا يمارس ومنهجا يتبناه الفقيه عقلا وفكرا وتأملا واستنباطا. ان يتحول من هذا المسار الى مسار فيه تصنيف في كتب واخراج لتلك القواعد والمناهج على صيغة عبارات وقواعد تقرأ. وتدرس وتدون وتصنف فكان صنيع الامام الشافعي رحمه الله تعالى صنيعا لاخذ بعلم الاصول نحو مسار التأليف. ومن هنا بدأت مسائل علم تأخذ طريقها في التصنيف المعتبر وتدوين الكتب كما هو في علوم الاسلام الاخرى. ومن بعد الشافعي لك ان تقول ان علم الاصول قد اخذ منحا جديدا يسير فيه باتجاه نمو التأليف في كل العلوم كما حصل ايضا في علم اصول الفقه. فبعد الشافعي رحمه الله ونحن امام مرحلة اخرى لعلم الاصول اخذ الفن باتجاه تأليف الكتب والرسائل واتجاهات الاصوليين والفقهاء وتحديد مناهجهم ومذاهم في هذا السبيل. لقاء الليلة يتكلم عما بعد الرسالة للشافعي كيف اضحى علم الاصول علما ذا مصنفات ومؤلفات مستقلة تأخذ مسارها الزمني والمنهجي والعلمي وكثير من الابعاد الاخر تأخذ مسارها في في هذا الطريق حتى اصبحنا اليوم امام ثروة علمية كبيرة. ومكتبة اصولية ضخمة. متنوعة المراجع والمصادر مختلفة المذاهب والاتجاهات هذه الثروة الكبيرة جاءت نتائج تسلسل زمني تاريخي مع ارث علمي يتناقله علماء ثمة والمتخصصون في هذا الباب اصولا وفقها جيلا بعد جيل. الحديث عن ما بعد رسالة الشافعي يوقفنا امام نقاط ثلاثة او اربعة ارجو ان يتسع لها مجلس الليلة ان شاء الله تعالى. واول ذلك هو الحديث عن المرحلة التي تلت تأليف الامام الشافعي رحمه الله تعالى لكتابه العظيم الرسالة. وقد كان الحديث فيه شيء من الاستفاضة في المجلس المنصرم عن الشافعي رحمه الله تعالى في نفسه وعقليته ونمائه وتكوينه وعن رسالته التي ضمنها جملا واصولا كبارا من علم الاصول واستعرضن من نماذج اسلوبه وكلامه رحمه الله. والمتأمل في المصنفات والرسائل الاصولية يجدها في ذلك الزمن في القرن الثالث لا ارجو ان تكون رسائل معجزة مختصرة. وعادة ما تحمل عنوانا واحدا او بابا واحدا او مسألة من مسائل الاصول يمكن القول كالتالي ان القرن الثالث الذي بدأ ابراز مسائل الاصول فيه على شكل كتابة في رسالة الشافعي حملت اهل العلم على التتابع في التأليف والتدوين والكتابة في قضايا الاصول. لكنها لم تكن على هيئة كتاب تجمع فيه مسائل علم الاصول بقدر ما فكانت تأليفا في مسائل جزئية. فتجد رسالة مثلا في حجية خبر واحد. واخرى في الاجماع. وثالثة القياس ورابعة وخامسة وسادسة. فما كانت المدونات والمصنفات انذاك تحمل الشمول الاصولي في التأليف. ولا تحمل الابواب المتنوعة كانت تشبه برسائل وهذا النوع من الصنيع العلمي ملائم تماما للمرحلة التي يمر بها التأليف. انت في بداية التدوين والتصنيف ولهذا قلنا ان من اجل مزايا رسالة الشافي ان مع اعتباره اللبنة الاولى والبادرة التي صنف فيها العلم الا انه اخذ منحى الشمول توسع على غير العادة في تدوين العلوم. فكانت هذه احد جوانب التميز والابداع في رسالة الشافعي رحمه الله. الفت هذه الرسائل على شكل مختصر ومسائل جزئية في الغالب ارتبط التدوين في هذه الرسائل الجزئية والقضايا الاصولية الفرعية ارتبط ارتبط بتبني منهج او الرد على منهج مخالف. يعني من يتأمل في عناوين الرسائل في القرن الثالث الهجري التي تتناول القضايا الاصولية مثل الاحتجاج بخبر واحد او حجية الاجماع او الاحتجاج بالقياس كانت كانت تنطلق من منهج او الرد على منهج. كانت تلك المرحلة مرحلة آآ معروفة بظهور الفرق المنتسبة للاسلام وكتابة وعلمائها التصنيف فيه. فكان التصنيف في هذه الرسائل والقضايا الجزئية نوعا من الانتصار لمنهج او الرد على منهج. فمن فمن قال لاهل السنة من الف من اهل السنة في رسائل بعنوان خبر واحد كان المقصود فيه بالدرجة الاولى الرد على المعتزلة القائلين عدم الاحتجاج به لانه ظني ولا يصلح الاحتجاج بالمصادر والادلة الظنية في قضايا تحتاج الى قطع من الف في القياس اما ان يكون من اصحاب المذهب الظاهري الذين لا يرون حجيته فيفرض رسالة في عدم الاحتجاج بالقياس باعتباره دليلا باطلا واتباعا للهوى واستئافا على الشريعة وتمردا عليها وفرضا للدين بالاهواء او ان يكون يصنفوا من الجمهور من المذاهب الاربعة وغيرهم. ويقصد به الرد على مذهب الظاهرية فعدم الاحتجاج بالقياس. المقصود ان الرسائل في هذا القرن كانت محدودة وجزئية واخذت هذه السمات في الغالب. استمر الوضع كذلك حتى حل القرن الرابع الهجري. القرن الرابع لبعد الثلاث مئة وهنا بدأت تأخذ هذه المصنفات التأليف المتكامل ظهرت اولى المحاولات او وبعض المحاولات التي كلف فيها علم الاصول على شكل كتاب متكامل يجمع ابواب الاصول المتتابعة. فظهر كتاب الفصول للامام ابي بكر الجصاص الرازي الحنفي المتوفى سنة ثلاثمائة وسبعين للهجرة. وكانت قبله وبعده محاولات متعددة بهذا الاتجاه. تأليف متكامل. اذا انت في الرابع تجاوزت القرن الثالث لتقف امام مصنفات اصولية متكاملة الى حد كبير. تجمع ابواب الاصول. هذا السمت اضحى لمدونات علم الاصول في القرن الرابع الهجري. هذا العنصر هو الذي يمكن ان تكون يعني ان يكون عنوانه هو نشأة علم الاصول او بدايات التأليف فيه ما بين القرن الثالث والرابع الهجري على هذا النحو. اما النقطة التالية فهو الحديث عن ما بعد هذه المرحلة وهما القرنان الخامس والسادس الهجريان. والحديث فيهما حديث عن الطور الذهبي او المرحلة الذهبية للتدريب بعلم الاصول التي صنفت فيها امهات كتب علم الاصول ومراجعه الكبار واصوله المعتمدة في هذا الفن عند ارباب الفقه والاصول. القرن الخامس والسادس الهجريان شهد انضاج مسائل علم الاصول والتدوين المتكامل فيه الذي يشمل ابواب الاصول بابا تلو باب وترتيبا منطقيا منهجيا واخراج كتب تتناول علم الاصول من اوله الى اخره. فشملت محاولات متعددة وحسبك ان الكتب الاربعة التي تعد اركانا اصول الفقه عند المتخصصين هي من نتاج هذه المرحلة من تاريخ الامة. وتحديدا القرن الخامس منها على وجه التعيين. الاربعة الكتب هي الكتاب الاول كتاب العمد للقاضي عبدالجبار مداني المعتزلين. والكتاب الثاني لتلميذه القاضي ابي الحسين البصري المعتزلي المعتمد والكتاب الثالث هو كتاب البرهان لامام الحرمين ابي المعالي الجويني رحمه الله تعالى والكتاب الرابع هو المستصفى بحجة الاسلام ابي حامد الغزالي رحم الله الجميع. فالكتب الاربعة الكتب الاربعة العمد والمعتمد والبرهان والمستصفى. هل من نتاجها هذا القرن القرن الخامس واذا استثنيت الغزالي المتوفى في خمس مئة وخمسة فهو في رأس المئة السادسة الكتب الاربعة هذه كانت من نتاج المرحلة ولما يقول المؤرخون للعلوم ان هذه الكتب الاربعة هي هي اركان علم الاصول فتنظر فيها فاذا هي من نتاج هذا اذا انت امام قرن الذي القى بأركان هذا العلم. وبعيدا عن الحديث عن سبب اختيار هذه الكتب الأربعة لتكون اركان العلم ان النظر فيها يجدها في تلك المرحلة حيث لم يسبقها تصنيف بهذا الشكل فهي اذا نتاج معتبر وهي هي ايضا محاولة الميت القيم لهؤلاء الائمة الكبار. الف كتب هذه على نحو يشهد ابواب الاصول يجمع الاقوال. يورد الادلة يجمع الخلاف يناقش يرجح يخرج برأي معتمد فانت امام كتاب موسوعي يتناول المسائل الاصولية بشمول اولا يتناول المذاهب المختلفة حول المسألة الواحدة ثانيا يورد الادلة لكل مذهب مع مناقشته ثالثا يرجح مذهبه فيما يراه ولو خرج حدود خارج حدود مذهبه الفقهي الذي ينتمي اليه. امام الحرمين شافعي الاربعة شافعية. قاضي عبدالجبار وفي الحسين وامام الحرمين والغزالي الاربعة شافعية لكنه في كتبهم يرجحون مسائل مخالفون بها المذهب الشافعي. اذا هي حاولت الناضجة تماما يتكلمون في تصعيد مسائل وفي تأسيس اصول وايراد اقوال والاحتجاج لها والانتصار لرأي الراجح هذا الذي جعل الكتب الاربعة منارات في التأليف الاصولي في تلك المرحلة. ولما نقول ذلك الكلام لانك تجد التأليف الاصولي فيما بعد هذه المرحلة متأثرا الى حد كبير بهذه الكتب فاما ان يحذو حذوها واما ان يشرحها واما ان يجعلها اصلا يعتمد عليه واما ان يتبع طريقته في الترتيب مع ان الاربعة لا تشبه بعضها. فكتاب العمد القاضي عبدالجبار والمحاولة الاولى. وبالمناسبة العمد يعني ليس بين ايدينا اليوم هو جزء يسير متواجد والباقي مفقود وتلميذه القاضي بالحسين شرح جزءا منه موجود بين ايدينا واسمه شرح العمد. الف ابو الحسين المعتمد فكان جديدا بين ايدي الناس يخالف طريقة الشافعي في الرسالة له منهجه المعتمد الذي يسير عليه طريقته الخاصة به في ترتيب المسائل في عرض الخلاف في ايراد الادلة في الانتصار للرأي الراجح. جاء الامام الحرمين في البرهان فخالف ذلك تماما وعرض الكتاب بطريقة مختلفة وعرض المسائل الاصولية بشمول واستيعاب على طريقة مختلفة تماما. امام الحرمين صاحب لغة ادبية راقية. شاعر فصيح بليغ فكتاب في الاصول كانك تقرأ في قطعة من المقامات الادبية وهي في صلب مسائل علم الاصول يعرض المسألة ويناقش ارجح الا ان بعض الفاظه تبلغ من فصاحتها ان تستعصي على طلاب العلم الا بالرجوع الى المعاجم. من بالغ فصاحتها وروعة سموها الادبي الذي يصوق بها العبارة على لغة غير معهودة عند الاصولين فاصبح الكتاب ايضا معلما مستقلا بمعالمه المتباينة تماما عن الكتب المؤلفة في هذا الباب جاء الغزالي رحمه الله وهو تلميذ للجويني فلاحظ ابو الحسين تلميذ القاضي عبد الجبار والغزالي تلميذ لامام الحرمين ولم لم تلحظ تأثر التلميذ بشيخه في التصنيف ولا في التاريخ فصار مستشفى الغزالي ايضا معلما مستقلا في التأليف الاصولي خالف شيخا في الترتيب والتبويب خالفه في الترجيح في المسائل صار مسارا مخالفا. ولذلك اقول اصبحت الكتب الاربعة من الكتب المعتمدة ويهم طالب العلم علم الذي يتخصص في الاصول او يدرسه ان يكون على دراية بمكانة هذه الكتب الاربعة. وان تكون مراجع يحسن به الرجوع اليها لانها تمثل التأليف الاصولي المتكامل. انت لما تقرأ كتابا متأخرا في القرن الثامن التاسع العاشر الهجري اي كتاب في الاصول. على اي مذهب من من خطأ منهج الا يكون لك ارتباط بالرجوع الى هذه الكتب التي هي جذور تلك المسائل والخلافات. فان ترجع اليها تقف على بدايات الاقوال ونشأتها وايراد الاقوال فيها. فتجد عند المتأخرين اما مزيد عرض في الادلة او مناقشة للتعريفات او وخلافات الترجيح لكن اصول المسائل وجذورها في الخلافات التي تبقى بين الاصوليين في الغالب هي دائرة بين هذه الكتب الاربعة لا تخرج بعدها الحديث عن هذه الكتب الاربعة كما قلت في اركان علم الاصول كانت من نتاج هذين القرنين. والخامس منهما على وجه التحديد ثم السادس يأتي تباعا ام باعتباره مرحلة متصلة؟ كان هذان القرنان مرحلة الانفجار في التأليف الاصولي والنضج المتكامل واخراج الثروة التصنيفية الكبيرة في علم الاصول خلال هذين القرنين من الزمان. هل يمكن ان تقول انه لم يبقى لمن يأتي بعد هذين القرنين مزيد في ان يبذله في التصنيف الاصول او يضيفه؟ الجواب الى حد كبير كان نعم. لان المحاولات التي اتت بعد لم تخرج عن هذه المسارات وعلى هذه الاطر اذا هذا هو الحديث عن القرنين الخامس والسادس الهجريين وما كان فيهما من نتاج اصولي كبير معتبر تكاملت فيه مصنفات ظهرت فيه اصول هذه العلوم. كوني لم اسمي كتبا اخرى كانت من نتائج هذا القرن لا يعني عدم اهميتها. لكنني اقول ما اعتبره المتخصصون في الفيلم عمدا واركانا واصولا. والا فانه لا يجوز لمن يتحدث عن تاريخ علم الاصول ونشأته ان يغفل ليس كتاب التقريب والارشاد للقاضي ابي بكر الباقلاني. وهو من ارباب القرن الخامس ايضا. لا يمكن تجاوزه لان التقريب لابي بكر الباقلاني فوق كونه سابقا على هذه الكتب ومتقدما عليه وهو قريب القاضي عبد الجبار احنا رتبناهم قاضي عبد الجبار القاضي ابو الحسين امام الحرمين الامام الغزالي. هؤلاء الاربعة للترتيب هكذا في تاريخ وفياتهم. يقول القاضي ابو بكراني برتبة القاضي عبد وهو قرينه ومعاصره وكان في زمن واحد. غير ان هذا معتزلي وهذا اشعري والامام ابو بكر الباطلاني من افاضل اهل في السنة الذين انتسبوا للرد على المعتزلة وكتبوا الانتصار للقرآن احتج فيه احتجاجا عظيما بالغا. احد الائمة الاسلام حقيقة علما وفقها وتأصيلا كبيرا. امام الباقلاني كان يجله شيخ الاسلام اي ما اجلال. واذا جاء الى ذكره وعرض له فانه يقف امامه باحترام كبير وتقدير رغم سلوكه طريقته بالحسن الاشعري رحمه الله في تقرير مذاهب الاعتقاد الا ان نتاجه علمي يجبر كل ائمة الاسلام عن اختلاف مشاربهم اجلال علم الرجل وتقدير مكانته رحمة الله عليه. قاضي ابو بكر الباقلاني كان من اوائل من ارسى علم الاصول في كتابه التخريب والارشاد. ثم صنف التقريب والارشاد على درجات ثلاثة. التقريب والارشاد الصغير التقريب والارشاد الاوسط التقريب والارشاد الكبير. الثلاثة الكتب بالثلاثة المراحل طبعا هو صنفها اختصارا وتوسطا وتوسعا. تقريب الارشاد كبير الحاوي للخلاف والادلة والترجيحات ابان فيه الامام الباقلاني عن سعة علم عن عظيم اطلاع عن قوة حجة عن العلم الغزير ومكنة ليست باليسيرة في علم اصول الفقه. لكن الذي يجعل المتخصصين يتجاوزون الحديث عن التقريب والارشاد الباقلاني رحمه الله انه مفقود بين ايدينا اليوم وليس منه شيء. لا للصغير ولا الاوسط ولا الكبير. الموجود منه شيئان او محاولتان حافظت على شيء من بقايا التقريب والارشاد لباقي اللاب. اول هذين هو جزء يسير من والارشاد الصغير موجود. ليس الاوسط ولا الكبير. بعض ابواب كتاب الصغير. لا يعزو ثلث الكتاب مطبوع في ثلاثة اجزاء. هذا الصغير وثلثه مطبوع في ثلاث اجزاء فلو اكتمل الصغير كم يكون؟ فالاوسط كيف يكون والكبير كيف يكون؟ هذا الموجود فقط الذي طبع في ثلاثة اجزاء. الجهد الثاني الذي حافظ على شيء من نتاج الامام الباقلاني في التقريب والارشاد هو كتاب التلخيص لامام الحرمين صاحب البرهان. ان يلخص التقريب والارشاد في كتاب اسماه التلخيص. وعمد فيه الى اختيار اصول المسائل وشيء من الادلة وشيء من الترجيح اراد ان يلخص التقريب والارشاد ولعله اختصر او لخص الكتاب الصغير. التلخيص مطبوع في جزئين هذا هو الباقي من التقريب والارشاد من باقي الله. ورغم قلة هذا الباقي مما بين ايدينا من التقريب والارشاد الا انه يبهرك بسعة علمه وامامته رحمه الله. خلاصة القول الحديث عن القرن الخامس والسادس الهجري في الاصول. والحديث عن القرن الذهبي عن طور النضج تكامل الاصول في التصنيف والتدريب والمسائل وايراد الادلة والترجيح وحكاية الخلاف الى اخره. هذا القرن الخامس والسادس الهجري استقر التصنيف الاصولي على هذا المنحى تكاملت فيه المسائل اجتمعت فيه الاقوال دونت فيه الادلة ورجح المصنفون حسب مذاهبهم واتجاهاتهم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه