فالشيخ محمد نود في بداية لقائنا هذا ان نعرف عقيدة السلف في القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين وعلى اله واصحابه اجمعين عقيدة السلف القرآن الكريم كعقيدتهم في سائر صفات الله تعالى واسمائه وهي عقيدة مبنية على ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلنا يعلم ان الله سبحانه وتعالى وصف القرآن الكريم لانه كلامه وانه منزل من عنده فقال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجبه حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه والمراد بلا ريب بكلام الله هنا القرآن الكريم. القرآن الكريم وقال تعالى ان هذا القرآن يخص على بني اسرائيل اكثر الذين هم فيه يختلفون فالقرآن كلام الله تعالى لفظا ومعنى تكلم به الحقيقة والقاه الى جبريل الامين ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين ويعتقد اهل ويعتقد السلف ان القرآن منزل نزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم منجما في ثلاث وعشرين سنة حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل ثم ان نزوله يكون ابتدائيا ويكون سببيا بمعنى ان بعضهم ينزل لسبب معين اقتضى مهولة بعضه ينزل بغير سبب وبعضهم ينزل في حكاية حال مضت للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبعضهم ينزل في احكام شرعية ابتدائية على حسب ما ذكره اهل العلم في هذا الباب ثم ان اهل السلف يقولون ثم ان السلف يقولون ان القرآن من عند الله عز وجل ابتداء واليه يعود في اخر الزمان هذا هو قول السلف في القرآن الكريم ولا يخفى علينا جميعا ان الله تعالى وصف القرآن الكريمة باوصاف عظيمة وصفه بانه حكيم وبانه كريم وبانه عظيم وبانه مجيد وهذه الاوصاف التي وصف الله بها كلامه تكون لمن تمسك بهذا الكتاب وعمل به ظاهرا وباطنا فان الله تعالى يجعل له من المجد والعلمة والحكمة والعزة والسلطان ما لا يكون لمن لم يتمسك بكتاب الله عز وجل ولهذا ادعو من هذا المنبر جميع المسلمين احكاما ومحكومين علماء او عامة ادعوهم الى التمسك بكتاب الله عز وجل ظاهرا وباطنا حتى تكون لهم العزة والمجد والظهور في مشارق الارض ومغاربها نعم اي نعم آآ ما دمنا عرفنا عقيدة السلف من القرآن الكريم نود ان نعرف ابرز احكام ابرز احكام التلاوة اريد من حيث اه تلاوة القرآن او من حيث ما ينبغي للتالي او ما نريد ان نجمع نعم كل ما نستطيع ان نظفر به من فائدة الذي الذي ينبغي الثاني لتاني القرآن ان يكون على طهر من الحدثين الاصغر والاكبر ولا يجوز له ان يقرأ القرآن وعليه حدث اكبر فالجنب مثلا لا يقرأ القرآن حتى يغتسل لان السنة وردت في المنع منه بحال الجنابة اما الحائض قد اختلف اهل العلم هل يجوز لها ان تقرأ القرآن فله في ذلك على قولين فمنهم من قال انه يجوز ان تقرأ القرآن لانه ليس بمنعها من القرآن سنة صحيحة صريحة والاصل براءة الذمة وعدم الالزام كما ان الاصل ايضا عدم المنع ويرى بعض اهل العلم انه لا يجوز لها ان تقرأ القرآن وهي حائض لانها ممن يلزمها الغسل فهي كالجنب ولانه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك احاديث كله على المنع والذي ارى في هذه المسألة انها لا تقرأ القرآن اذا كان غرظها بذلك مجرد التلاوة اما اذا كانت تريد ان تقرأ القرآن لحاجة تخشى نسيانه مثلا او تقرؤه ابناءها او بناتها او الطالبات او تكون طالبة تريد ان تقرأه باسماء المدرسة فان هذا لا بأس به للحاجة وكذلك لا بأس ان تقرأ الايات التي تكون وردا اية الكرسي لان هذا حاجة فيكون هذا القول الذي اراه اقرب الى الصواب مبنيا على حاجة المرأة الحائض ان احتاجت الاستلاوة فلها ان تقرأ القرآن وان لم تحتج فلا تقرأوا القرآن ذلك ينبغي لقارئ القرآن ان يكون مستحضرا بقلبه ما تدل عليه كلمات القرآن العظيم من المعاني الجليلة سواء كانت هذه الايات تتضمن الاخبار والقصص او الاحكام لان الله سبحانه وتعالى انزل القرآن بهذا بهذه الحكمة كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب والانسان يجد الفرق العظيم اذا تلا القرآن وقلبه غافل واذا فالقرآن وقلبه حاول يتدبر ما يقول يجدوا فرقا عظيم بين هذه الحال والحالة الاخرى ويجد انه ينتفع اكثر اذا قرأ القرآن بتدبر تفكر فان ذلك يؤثى بقلبه قوة الايمان والتصديق وقوة الانقلاب والالعام للاحكام التي يتضمنها كتاب الله عز وجل واما ما ينبغي ان تكون التلاوة عليه فينبغي ان تكون التلاوة تلاوة هادئة ليس فيها سرعة تسقط بعض الحروف او يخفى بها تخفى بها الكلمات فليقرأوا القرآن بتمهل وترسل ولا بأس بالعجلة احيانا بشرط الا يسقط الحروف او شيئا منها او يدقن ماذا يجوز ادغامه او ما اشبه ذلك اي نعم اه اثابكم الله نود ايضا في اه بقية حديثنا اصول الدين ان نود حكم التلاوة لروحه تلاوة لروح الميت يعني ان يقرأ القرآن وهو يريد ان يكون ثوابه لميت من المسلمين فقد اختلف العلماء في هذه المسألة منهم من يرى ان ذلك غير مشروع وان الميت لا ينتفع به الى ان تتوب القرآن في هذه الحال ومنهم من يرى انه ينتفع بذلك وانه يجوز للانسان ان يقرأ القرآن بنية انه لفلان او فلانة ممن من المسلمين سواء كان قريبا له او غير قريب له وهذا هو الارجح لانه ورد من جنس العبادات زوال تركها للميت كما في الحديث عبادة فسعد ابن عبادة رضي الله عنه لنتصدق بمخافه اي ببستانه بامه كما في قصة الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام ان امي افتلتت نفسها واظنها لو تكلمت لتصدقت افاتصدق عنها؟ قال نعم وهذه قضايا اعيان تدل على ان صرف جنس العبادات باحد من المسلمين جائز وهو كذلك ولكن افضل من هذا ان يدعو للميت وان يجعل الاعمال الصالحة لنفسه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له ولم يقل او ولد صالح يتلو له او يصلي له او يصوم له او يتصدق عنه بل قال او ولد صالح يدعو له والسياق في سياق العمل دل ذلك على ان الامال على ان الافضل ان يدعو الانسان للميت لا ان يجعل له شيئا من العمل الصالحة والانسان محتاج الى العمل الصالح ان يجد ثوابه مدخرا له عند الله عز وجل اما ما يفعله بعض الناس من التلاوة للميت بعد موته يؤجره من ان يحضروا قارئا يقرأ القرآن باجرة ليكون ثوابه للميت فان هذا بدعة ولا يصل الى الميت ثواب لان هذا القارئ انما قرأ من اجل الدنيا ومن اتى بعبادة من اجل الدنيا فانه لا حظ له منها الاخرة كما قال الله تبارك وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ان يوفي اليهما ما لهم فيها وهم فيها لا يبخصون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطن ما كانوا يعملون واني بهذه المناسبة اوجه نصيحة الى اخواني الذين يعتادون مثل هذا العمل ان يحفظوا اموالهم بانفسهم وان او بورثة الميت وان يعلموا ان هذا العمل بدعة في ذاته وان الميت لا يصل اليه ثوابه لان القارئ الذي ليس له نية في قراءته الا اخذ الاجرة ليس له ثواب عند الله عز وجل وحينئذ يكون اخذ الاموال ولم ينتفع الميت بذلك لا نعم طيب بالنسبة للذين يوصون ان تقرأ الفاتحة آآ اما لروح النبي صلى الله عليه وسلم او له عند القبر النبي صلى الله عليه وسلم نعم هذه الوصية لا يلزم تنفيذها لانها وصية بامر غير مشروع النبي صلى الله عليه وسلم لا يشرع لاحد ان يعبد الله ثم يجعل ثواب العبادة للرسول صلى الله عليه وسلم لان هذا لو كان مشروعا لكان اسبق الناس اليه الصحابة رضي الله عنهم ولان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج الى امتهال فانه ما من انسان يعمل عملا صالحا الا كان للنبي صلى الله عليه وسلم مثل اجره لانه هو الذي دل عليه والدال على الخير كفاعله فهذا يكون من العبث ومن البدعة التي لم ترد عن السلف الصالح رضي الله عنه وكذلك لو قال تقرأ الفاتحة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا لا يلزم الوفاء بهذه الوصية لان تخصيص مكان لعبادة معينة لم يرد به الشرع من البدع كما هو معلوم في البحث عند ذكر المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وانها لا تتحقق المتابعة حتى توافق العبادة الشريعة في امور ستة بسببها وجنسها وقدرها وكيفيتها وزمانها ومكانها شكرا جزاكم الله خيرا بهذا نأتي ايها السادة على نهاية وقائلنا هذا الذي استلفنا فيه فضيلة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين الاستاذ بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم وامام وخطيب الجامع الكبير من مدينة عنيزة شكرا لفضيلة الشيخ وشكرا لكم ايها السادة. والى ان نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته