الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد نحمده تعالى واشكره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون النقطة التالية او الثالثة هي الحديث عن القرن السابع فما بعد. والحديث عن القرن السابع وما بعد باعتباره ايضا جاء عقب هذه المرحلة التي استقرت فيها كتب الاصول وارسلت فيه الاعمدة التي صنفت فيها هذه الكتب التي سبقت الاشارة الي القرن السابع يجعلنا نتكلم عن كتابين اثنين لا ثالث لهما. فما المحصول بالامام الرازي محمد بن عمر فخر الدين؟ وكتاب الاحكام في اصول الاحكام للامام ابي الحسن الامري. رحمهما الله تعالى. المحصول للرازي والاحكام للامر هي مرحلة اخرى من مراحل التصنيف في علم الاصول. وانما اكتسب هذان الكتابان مكانة معتبرة عند الاصوليين ان كل ما جاء من جهد اصولي بعد هذين الكتابين هو دائر حولهما في الجملة. او سالف طريق احد فيهما في الجملة بل يمكن ان تقول بلا مبالغة ان المؤلفين في الاصول بعد هذين الكتابين بعد القرن السابع سلكوا احد اما مسار المحصول للرازي او مسار الاحكام للآمرين. ماذا اقصد بالمسار؟ اتخاذ الكتاب اصلا يسير المصنف على فاما يختصر واما يشرح واما يلخص واما يعني يخصص كتابا على طريقته. احد بين المحصول والاحكام. فالذي حصل ان المحصول الرازي جمع الما سبق من الكتب التي صنفت. بل يقول بعض من يترجم له ان الرازي رحمه الله مجال يؤلف المحصول كان يحفظ الكتب الاربعة عن ظهر قلب. كان يحفظ العمد والمعتمد والبرهان والمستصفى يحفظه كما يحفظ القرآن. فلما كان يكتب كان فيستحضر ما فيها من اقوال وادلة ومذاهب وكان قد جمع طرق الاربعة وجمع منها خليطا وصبه في قالب كتابه المحسود فالواقف على المحسوب كانه يقف على عصارة تلك الكتب الاربعة وما فيها. ليس بالضرورة ان يكون مقيدا بالكتب الاربعة لكن المقصود ان الرجل احاط بها وكان امامه القوي مؤهلا له لان يكتب كتابا يكون جامعا مستوعبا ما سبق فيه بصمته الخاصة به وفيه نفس الذي يميزه رحمه الله عن غيره من الاصوليين. فضح كتاب المحصول للرازي يعني ان صح التعبير فقهة للاصوليين ممن جاء بعده. فصاروا واما يختصرون المحصول او يكتبون حوله فالاعمال العلمية المتتابعة والمحصول كثيرة جدا ظهرت من عصره يعني هناك من شرح المحصول في وهناك من لخصه الملخصات كثيرة وشروح المحصول كثيرا الذي همنا ان مختصرات المحصول في اكثر من كتاب كسره القرافي في تنقيح الفصول. اختصره تاج الدين الارموي في الحاصل. اختصره سراج الدين الارموي في في التحصيل. اذا حاصل والتحصيل تصحيح الفصول كل الثلاثة وغيرها من الكتب كانت تختصر محصول الرازي. ثم ماذا؟ ثم جاء المختصر الذي اصبح مرجعا لطلاب العلم يحفظونه ويدرسونه في المدارس الاسلامية انذاك وفي المعاهد يقرر لهم ويشرح مختصر منهاج بيضاوي رحمه الله والمسمى من هذه الوصول في علم الاصول. ماذا صنع البيضاوي؟ اختصر مختصرات المحصول الحاصل والتحصيل فجمع منهما كتابا مختصبا على طريقة المتون. العبارات الموجزة والايجاز في عرض الخلاف والادلة ويترك التفاصيل للشراع اصبح الطلاب العلم انذاك يحفظون منهاج البيضاوي ويدرسونه ويكون هو الكتاب المعتمد المقرر في المدارس والمعاهد الاسلامية شرقا وغربا من يدرس علم الاصول لابد ان يحفظ من هادي البيضاوي وعليه ان يستوعب شروحه كثرت شروحه منهاج البيضاوي كثرة بالغة. صار القرن الثامن والتاسع والعاشر بعد يصنف الاصوليين شروحا على مختصر منهاج البيضاوي. ولهذا قلت ان المحصول للرازي اصبح احد المسارين الذين يصدق عليهما هنا في الاصول اذا هذا محصول الرازق لما مر بمختصرات انتهى الى عصارة في مختصر منهاج البيضاوي واصبح المنهاج كتابا يحفظ ويدرس كثرت الشروح اذا شراح المنهاج والبيضاوي هم في الحقيقة هم في الحقيقة يدورون حول اي محور حول محصول الرازي لانه اصله وخلاصة ما في الرازي والمحصول من المسائل هي في المنهاج البيضاوي وادلته والخلافات والمذاهب المذكورة وترتيب الموجود في منهج البيضاوي. الكتاب الاخر هو الاحكام الامثل وهو الاخر ايضا حظي حظي بانتشار كبير بسبب مختصره مم الذي اختصره الامام ابن الحاجب ابو عمرو عثمان ابن ابي بكر اختصر اختصر احكام الامر في مختصره المشهور منتهى السول والامل في علمي الاصول والجدل. اختصر احكام الامر على طريقة البيضاوي الذي اختص طلب اختصارات المحصول. هذا جاء واختصر احكام الاندي على طريقة المتون ايضا عبارات موجزة وتقليل في الادلة. ويترك التوسع للشراح فصنف البيضاء فصنف ابن الحاجب رحمه الله مختصره وسماه منتهى السور والامل في علمي الاصول اختصر فيه ماذا؟ اختصر فيه احكام الامر. والامري كما قلت لك يعني هو محصول الرازي في القرن السابع من اراد ان كبيرتان في التدين الاصولي. لما اختصر الان ابن الحاجب الاحكام في منتهى السوء والامل في علمي جدل عاد فاختصر المختصر. اذا مختصر الان ما اسمه؟ منتهى السول والامل في علمي الاصول والجدل. ابن الحاجب نفسه عاد فاختصر المختصر. وسماه مختصر المنتهى. الكتاب اسمه منتهى الامل اختصره فسماه مختصر المنتهى. وهو الموجود بين عند طلبة العلم. لما يقولون مختصر بن حاجب او قال ابن حاجب في مختصر يقصدون المختصر الكبير او الصغير هو السائل وهو المنتشر وهو الشائع بين ايدي طلبة العلم. والذي ايضا مرت من الفترات يحفظه طلبة العلم المتخصصون بالاصول. كثرت ايضا جدا شروح ابن الحاجب شروح مختصر ابن الحاجب. حتى ان اكثر عددا من شروق مختصر المنهاج البيضاوي. فلما تكثر شروح المتن يدل على ماذا؟ على اقبال طلبة العلم عليه. وعلى الاقبال في المدارس والمعاهد عليه وعلى اشتغال الاصوليين به. حقيقة مختصرة الحاجب من بعد القرن الثامن التاسع العاشر وما بعد هو كتاب منتشر من يدرس من اصوليين اه كتابا في الاصول يدرس مختصر ابن حاجب مع احد شروحه. كثرت شروحه جدا ومخطوطاته الموجودة في مكتباته لاسلام شرقا وغربا متناثرا. في تنوع المؤلفين والمصنفين يشرح الكتاب مالكي وشافعي وحنبلي على اختلاف المذاهب اصبح كتابا معتبرا. هذا الذي جعل احكام الامر بالمكانة المعتبرة. اذا انت امام مختصرين كبيرين كثرا اشتغال طلاب العلم بهما اولهما مختصر منهاج البيضاوي اختصر فيه المحصول مختصراته للرازي والمختصر الثاني هو مختصر المنتهى لابن الحاجب اختصر فيه لا اختصر فيه مختصره الذي اختصره من الاحكام وهكذا ولهذا ما هو مختصر المنتهى واذا جاء الاصوليون يعزون الى ابن الحاجب فاذا قالوا قال في المختصر الكبير يقصدون الاول الذي اختصره بداية الاحكام. اذا قالوا المختصر واطلقوا فالمراد به الصغير وهو مختصر المنتهى. على كل نحن امام مختصرين كبيرين كما قلت لك صاروا طلاب العلم في الاصول يحفظونهما ويدرسون الشروح والحواشي كثرت شروح الكتابين وكثرت الحواشي وكثر اشتغال طلاب العلم بهما هذا الذي جعلني اقول انما الجاء بعد المحصول للرازي والاحكام للامري اصبح يسير في احد هذين المحورين لان شغلهم في النهاية اما على منهاج البيضاء واما على مختصر ابن الحاجب. واحدهما يرجع للمحصول والثاني يرجع الى الاحكام. فلهذا يكاد جهد الاصوليين فيما بعد حول هذين المختصرين وما حولهما من شروح. لاحظ معي اني اتكلم عن القرن السابع فما بعد وهو واعدوا له في تاريخ علوم الاسلام بقرون الركود والانحطاط والجمود الذي صارت فيه العلوم كلها والفقه والتفسير نحو الاختصارات والحواشي وعدم التجديد فيه وعدم التصنيف المستقل الذي يبدي مسارا مستقلا لما قبل ولهذا صار اهل العلم انذاك على النظم وعلى الشروح وعلى الحواشي وعلى الاختصارات والتعليقات والاختصار على هذه الجهود العلمية ليس استقلالا لكنه الحديث عن سبت التصنيف والتدوين العلمي في سائر علوم الاسلام في تلك المراحل. ظل الامر كذلك حتى جاء في القرن الثامن وكان ممن ساهم في شرح هذين المختصرين من الصدق له شرح على مختصر منهاج البيضاوي اكمل فيه صنيع والده رحمه الله في الابهاج. بقي الدين السبكي. فجاء فاكمل التاج سمع والديه واكتمل الكتاب الابهاج في شرح المنهاج اي منهاج منهاج البيضاوي ثم ابن السبكي نفسه شرح ايضا مختصر ابن الحاجب وسماه رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. اذا شرح المختصرين فوجد قد استوعب الكتابين اللذين يدور عليهما شغل الدارسين للاصول في تلك المرحلة. شرح هذا الكتاب طرح هذا الكتاب والم بهما اماما جيدا فشجعه هذا على ان ينشئ مختصرا جديدا في الاصول اسماه جمع الجوامع الايمان بالسبكي رحمه الله فاقول هذا نتائج متسلسل حتى تعرف كيف صارت المسألة جمع الجوامع للسبكي وقد شرح مختصر ابن الحاجب وشرح مختصرا المنهاج البيضاوي اقول اهله ذلك لان يكتب استقلالا ويصنف مختصره اللطيف البديع في عبارات جودة وفي جمل معدودة صنف جمع الجوامع. جمع الجوامع للسبك المتوفى سبع مئة وواحد وسبعين للهجرة. انت في اخريات القرن الثامن ابن السبكي لما الف جمع الجوامع يمكن ان تقول انه الكتاب الذي غطى على منهاج البيضاوي وعلى مختصر ابن الحاجب الى حد ما يعني لم يقصي مختصر ابن الحاجب فلا يزال شغل طلبة العلم عليه. ولم يغطي اذن تماما من هذه البيضاء فلا يزال الناس عليه لكنه اصبح اضافة جديدة واصبح شغل طلبة العلم الدارسين للاصول حول هذه الكتب الثلاثة فتجد طلاب العلم يدرسون مختصر المنهاج او مختصر ابن الحاجب او جمع الجوامع للسكري. الى وقت قريب كانت مدارس الاسلام الكبرى ومعاهد ازمة مثل الازهر في مصر يدرسون جمع الجوامع للطلاب المتخصصين في المراحل العليا بل ويحفظونه حفظا عن ظهر قلب. ومشايخ الازهر القدماء ايحفظونه كالفاتحة وصار عندهم هذا من لوازم الدراسة في المراحل العليا في الازهر ان يحفظ الطالب كتاب جمع الجوامع لابن السبكي. ويتقنه شرحه على ايدي الشيوخ والعلماء انذاك فيكون متقنا لمسائل علم الاصول. هذا بايجاز شديد الحديث عن مسيرة علم الاصول وكتبه ومناهجه ومراجعه الكبار خلال هذه المرحلة سريعا عن الانقلاب فيما بعد رسالة الشافعي. لما تقف امام هذا النتاج العلمي الكبير فانت تتحدث عن مسار نشأه بعد الامام الشافعي رحمه الله. كل ما تم ذكره الان في الدقائق السابقة والحديث عن تطوير ونشأة علم الاصول عبر القرون. الحديث بتوقف وتفصيل يقتضي يقتضي مضدا زمني غير متاحة يعني لا نريد ان نتحدث عن القرن الثالث والرابع باسهاب ثم الخامس والسادس باسهاب ثم السابع او نتحدث عن كل كتاب من هذه الكتب بشيء من التبصير والحديث عن مزاياه ومحتواه وكيف كان منحنى جديدا في مسيرة في علم الاصول. الذي يهمني الان ان تقف اشبه بخارطة موجزة صغيرة جدا تحكي لك اه مسيرة التأليف في علم الاصول. وكيف ان الشافعي رحمه الله لما افتتح توالى الناس من بعدي على شكل مصنفات في رسائل موجزة ثم شيئا فشيء بدأ يتكامل هذا التأليف في القرن الرابع ثم تكامل تماما هو نضج في القرن الخامس والسادس ثم الت المسائل الى مراجع معتمدة يرجع اليها الناس وصار المحصول للرازي فالاحكام للآمرين ثم عادت عصور الركود والجمود الى البحث عن المختصرات فاختصرت هذه الكتب الكبار وصارت هي مرجع الناس الحفظ المختصر ودراسته والاعتماد على وشروفه وكثرت هذه الشروح بالتالي. الموجود اليوم في مدارس المسلمين ومعاهدهم وجامعاتهم شيء لا يخرج عما ذكر. فاما ان تدرس بعض تلك المختصرات كجمع الجوامع او مختصر ابن الحاجب. يدرس دراسة واعية الصلاة يحفظه الطالب او لا يحفظه او يحفظ مثلا متعلقا به. ويدرس عليه بعض الشروح. او ربما كان التوجه نحو اختيار كتاب يعتمد يخدم المذهب الذي يدرس فيه الفن. فاذا كان البلد مثلا حنفيا تدرس بعض متون الكتب الحنفي في الاصول وتعتبر اما يدرسون اصول الصراخي مثلا او بعض المختصرات كمختصر المنار للنسف وشروحه المعتبرة عندهم. واذا كان المذهب مالكيا اعتمدوا على مختصر ابن الحاجب او على تنقيح الفصول للقرافي وشرحه ومن تلاه. واذا كان المذهب حنبليا عمل بعض كتب الحنابل كروضة وابن قدامة او مختصر ابن اللحام وغيرها من الكتب التي تخدم المذهب. واذا كان المذهب شافعيا درسوا اما جمع الجوامع او منهاج البيضاوي. او غيره الكتب التي تخدم المذهب خلاصة القول ان هذه المسيرة في علم الاصول والتوالي في التصنيف فيه على هذا النحو جعل بصيرة العلم والتدريب والتطوير فيه تخرج بمكتبة حافلة بمصنفات الاصولية شيء منها بالتصنيف المستقل ابتداء وشيء منها بما هذه الكتب وشيء منها بالاختصار وشيء منها بشروح تلك المختصرات فتنوعت اساليب المصنفين في علم الاصول حتى اصبحت امام ابواب كبيرة متعددة من علم الاصول. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه