بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والعطاء والكرم. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد خلقه من عرب ومن عجم وعلى اله وصحبه ومن سلم تسليما كثيرا وبعد. فهذا هو درسنا الثالث في شرح رسالة علامة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمة الله عليه. الاصول من علم الاصول. وكان المجلسان الاولان قد تقدما في ذكر تعريف الاصول والحكم الشرعي وتعريف العلم واقسامه ثم انتهينا الى بداية تقسيم الكلام بعد الحديث عن انواع الكلمة من حيث الدلالة كما هو عناية الاصوليين في هذا الباب. نكمل الليلة بعون الله تعالى ما كنا قد وقفنا عنده من الحديث عن تتمة اقسام الكلام باعتبارات اخرى. ثم الحديث بعد ذلك عن ما يتعلق باول دلالات الامر دلالات الالفاظ في النصوص الشرعية وهي دلالة امر بعون الله تعالى في اخر المجلس الماضي تقدم تعريف الكلام كما هو في لغة العرب. ثم تقدم ايضا التقسيم الاول باعتبار الدلالة فهو ينقسم الى ما يدل على المعنى بنفسه وما يدل على المعنى بغيره وكل ذلك ينقسم الى اسم وفعل وحرف. والحديث الليلة بعون الله تعالى الحديث عن اقسام الكلام باعتبارات اخرى اقرأ بسم الله والسلام على رسول الله. يقول المصنف رحمه الله اقسام الكلام. ينقسم الكلام باعتبار امكان وصفه بالصدق وعدمه الى قسمين خبر وانشاء. اولا اولا هذا التقسيم من حيث وصفه بالخبر او بالانشائية هو ليس بصلة ذا صلة مباشرة بما يهتم به الاصوليون والفقهاء. يعني تقسيم الكلام الى خبر وانشاء لا يترتب عليه آآ لا يترتب عليه اثر عملي كبير عند الفقهاء من حيث ترتيب الاحكام. لان الحكم يترتب على الانشاء كما يترتب على الخبر. فحيث افاد النص شرعيا. فحيث هذا النص الشرعي طلبا او نهيا فهو حكم. بغض النظر عن الصيغة سواء كانت صيغته صيغة خبر او صيغة انشاء ما سيأتي بعد قليل. فهذا التقسيم ليس ذا اثر كبير. انما هو كما قلت في درسنا السابق شيء من التقسيم الذي درج عليه ارباب الاصول. فيه بتقسيم البلاغيين من جهة وباقسام النحات من جهة اخرى. فقال الكلام ينقسم باعتبار امكان وصفه بالصدق والكذب كلام انت الان عربي تسمع اي جملة تقال باللغة العربية اي جملة تأثخ سمعك هي قابلة ان توصف بالصدق والكذب او غير قابلة. اذا هو من حيث ان كان وصف الكلام بالصدق والكذب ينقسم الى ما يمكن وصفه وما لا يمكن وصفه قلت لكم الليلة لم يكن عندنا درس. هذه جملة وهو نوع من الكلام هذا السياق قابل لان يوصف بالصدق او الكذب. فيقال لصاحبه صدقت او يقال له كذبت القسم الاخر من الكلام ما لا يمكن ان يوصف بالصدق ولا بالكذب. لو جئت فقلت لي تفضل عندنا الليلة للعشاء لا يمكن ان يوصف هذا الكلام بان يقال لصاحبه صدقت. ولا يقال كذبت. لو قال قائل لاخر قم ولا تجلس معنا ايضا هذا الكلام غير قابل لان يوصف بان يقال لصاحبه صدقت او كذبت. فالكلام من حيث الامكان وصفه بالصدق او الكذب يمكن ان يوصف لا يمكن ان يوصف. فان امكن وصفه بالصدق او بالكذب يسمى الخبر وان لم يمكن وصفه بالصدق ولا بالكذب يسمى الانشاء. الانشاء يدخل فيه الامر ويدخل فيه النهي ويدخل فيه الطلب ويدخل فيه مني ويدخل فيه النداء انواع من الكلام. فلا الامر ولا النهي ولا الدعاء ولا النداء ولا الطلب. هذي انواع في الكلام اذا نطق بها المتكلم هي غير قابلة لان يقال له صدقت ولا كذبت. كل هذه الانواع تسمى انشاء اما القسم الاول الذي يقبل الصدق والكذب فهو الاخبار. الخبر التي تفيد وقوع شيء او عدم وقوعه او وصف شيء او وصفه. كل ذلك يسمى خبرا. اقرأ ينتسم الكلام. ينقسم الكلام باعتبار امكان وصفه بالصدق وعدمه الى قسمين خبر وانشاء. فالخبر ما يمكن ان يوصف بالصدق او الكذب لذاته. فخرج بقولنا ما يمكن ان يوصف بالصدق والكذب الانشاء. لانه لا يمكن فيه ذلك فان مدلوله ليس مخبرا عنه حتى يمكن ان يقال انه صدق او كذب. ما الذي الذي قال ان مدلوله ليس مخبرا عنه. ما هو؟ الانشاء. الامر النهي الطلب الدعاء كما قلت قبل قليل كل ذلك مدلوله ليس بخبر ليس فيه شيء يمكن ان يقال فيه صدق او كذب. وهذا يسمى انشاء فلما الخبر قال ما يمكن ان يوصف بالصدق او الكذب. فيخرج منه الانشاء لان الانشاء ها لا يمكن وصفه بالصدق او الكذب. ثم قال في اخر التعريف لذاته. يعني هناك نوع من الكلام قابل ان يوصف بالصدق او الكذب لكن لا لذاته. انما لشيء اخر باعتبار المخبر به المتكلم. فكلام الله عز وجل كلام اليس كذلك؟ والقرآن كلام الله ومع ذلك فانت لا تصفه بهذا التعبير لا تقال يمكن ان يوصف بالصدق او بالكذب لا ولا لا يمكن ان يوصف بالكذب فهو مقطوع بصدقه. وكذلك ما ثبت وصح عندنا من اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعنا بثبوته هو ايضا من هذا النوع بخلاف بخلاف تلك الاخبار التي ايضا لا يمكن ان توصف بالصدق. بغض النظر عن الان الكلام عن المتكلم لو جاءك انسان فاخبرك بخبر مستحيل عقلا ومستحيل شرعا فهذا ايضا يوصف بالكذب او بعدم الصدق لا لذاته بل لان المتكلم به ايضا يخبر بامر مستحيل. اقرأ وخرج بقول في نار ذاته وخرج بقولنا لذاته الخبر الذي لا يحتمل الصدق او لا يحتمل الكذب باعتبار المخبر به. وذلك ان الخبر من حيث المخبر به ثلاثة اقسام من حيث المخبر به ثلاثة اقسام. وذلك ان الخبر من حيث المخب المخبر به ثلاثة اقسام الاول ما لا يمكن وصفه بالكذب كخبر الله ورسوله الثابت عنه. الثاني ما لا يمكن وصفه بالصدق كالكبت كالخبر عن المستحيل شرعا او عقلا. فالاول كخبر مدعي الرسالة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مستحيل شرعا. ومثل خبره اذا اخبر عن نزول الوحي عليه او اخبر بدين جديد جاء به فخبره مستحيل شرعا اذا هو كذب. فالخبر ها هنا كذب ليس لذاته بل لان المخبر به عارض امرا شرعيا ثابتا واتى نعم والثاني كالخبر عن الثاني من ماذا؟ قال شرعا او عقلا فالاول اي مستحيل شرعا مثل له بمدعي النبوة. والثاني اي المستحيل عقلا. نعم والثاني كالخبر عن اجتماع النقيضين كالحركة والسكون في عين واحدة في زمن واحد. الاخبار باجتماع نقيضين كالحركة السكون كالموت والحياة كالوجود والعدم. الاخبار عن مثل هذه الاوصاف المتناقضة في شيء واحد في زمن واحد لان اجتماع النقيضين محال عقلا في عين واحدة في زمن واحد. فلو اخبر به مخبر اعتبرت خبره كذبا لكن لا لذاته انما بحسب المخبر به. الثالث ما يمكن ان يوصف بالصدق والكذب اما على السواء او مع رجحان احدهما. كاخبار شخص عن قدوم غائب ونحوه. فهذا الذي يدخل في تعريف الخبر الذي قال في تاريخه ما يمكن ان يوصف بالصدق او الكذب لذاته. هذا القسم الاول وهو الخبر. السؤال الان الاحكام الشرعية التي هي اوامر ونواهي افعل ولا تفعل. امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم والنهي الشرعي في الكتاب وفي سنة هل هو من هذا القسم في الكلام؟ هل هي اخبار؟ ليش لا؟ لانها ليست جملا تفيد اوصافا ولا اثباتا هي اوامر وكما قلنا الامر والنهي ونحوهما ليس من قبيل الخبر بل هو من قبيل مع التنبيه على ان بعض بعض احكام الشريعة التي فيها امر او نهي جاءت في النصوص الشرعية على هيئة الخبر. قال الله عز وجل ان اول بيت وضع للناس الى الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم. الجملة الاتية ومن دخله كان امنا هل هذا امر؟ هل هو نهي؟ هو خبر ان من دخل هذا البيت كان امنا. لكنه متضمن معنى والمعنى يجب تأمين من دخل بيت الله الحرام ليكون امنا. هذا الذي يقول فيه الفقهاء هو خبر في معنى الامر. يقولون عنه خبر في معنى الامر او خبر يدل على الامر. وسيأتي التنبيه عليه في كلام الشيخ بعد قليل نعم والانشاء والانشاء ما لا يمكن ان يوصف بالصدق والكذب ومنه الامر والنهي كقوله تعالى الامر والنهي والدعاء والطلب والحث لما تقول لضيف او لصديق هلا زرتنا وتقول لضيف عندك تفضل عندنا او تنادي شخصا تقول يا فلان فالنداء والدعاء والطلب والحث والامر والنهي والاستغاثة كل ذلك من قبيل الانشاء التي ليست جملا اخبارية فلا تحتمل الصدق او لا يمكن ان توصف بالصدق او الكذب. نعم. كقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقد يكون الكلام خبرا ان شاء. باعتباره خبرا انشاء يعني يوصف بانه خبر ويوصف بانه ان شاء والكلام واحد. لكن باعتبارين فان نظرت اليه من زاوية اعتبرته خبرا. وان نظرت اليه من زاوية اخرى اعتبرته انشاء. وهاك المثال. نعم. وقد يكون الكلام خبرا انشاء باعتبارين. كصيغ العقوق النفسية مثل بعت وقبلت. فانها باعتبار دلالتها على ما في نفس العاقد خبر. وباعتبار بالعقد عليها انشاء. لما يقول البائع بعت ويقول المشتري قبلت في الايجاب والقبول في عقود البيع. اذا كان اذا نظرت الى الكلمة باعتبار انه يخبر عما في نفسه وقال بعت فاخبر عن شيء فعله. يصبح خبرا يحتمل ان يقال له صدقت او كذبت لا ما بعت. او نعم بعت. وكذلك قبلت فان نظرت الى الكلمة هذه باعتبار اخبار المتحدث بها عما في نفسه فهو يخبر عن امر فهو خبر. وان نظرت اليها باعتبار ترتب انشاء العقد عليها هو ايجاب وقبول يستلزم اتمام العقد فانتقال السلعة الى المشتري وانتقال الثمن الى البائع. ان نظرت اليه بعد الاعتذار فهو ليس هو انشاء كأن يقول اقبل بيعي. وان يقول المشتري تفضل خذ الثمن فهو امر ونهي امر واستقبال وطلب فهو بهذه الزاوية هو انشاء. ولذلك يقول قد يكون الكلام خبرا انشاء باعتبارين. نعم. وقد يأتي وقد يأتي الكلام بصورة الخبر والمراد به الانشاء. وبالعكس لفائدة. المثال الاول قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون. والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون. هذا خبر او انشاء؟ لا لا فهو خبر او انشاء ليش خبر؟ لانه ليس فيه امر ولا نهي فيه اخبار ان المطلقات يتربصن اي ينتظرن في العدة مدة ثلاثة قرون. هل قال الله يجب على المطلقات او لتتربص المطلقات؟ لا هو ليس امرا هو خبر. لكنه متضمن معنى الامر انه يجب على المرأة المطلقة في ان تتربص كم؟ ثلاثة قرون. اذا هو خبر بمعنى الامر والامر ان شاء خبر بمعنى الانشاء. مثال اخر ذكرته قبل قليل ومن دخله كان امنا هو خبر لكنه في معنى الامر مثال ثالث قال تعالى والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة هذه جملة خبرية لكنها تتضمن معنى الانشاء. انه على المرضعات على الواردات ان يرضعن اولادهن حولين كاملين كلام نعم فقوله فقوله ولنحمل فقوله يتربصن بسورة الخبر والمراد فقوله يتربصن بصورة الخبر. نعم. فقوله وتربصن بصورة الخبر والمراد بها الامر فائدة ذلك تأكيد فعل المأمور به. حتى كأنه امر واقع. يتحدث عنه كصفة من صفات المأمور. اذا هذا من المبالغة في الامر ومن دخله كان امنا. اخبر الله بان من دخل اتصف بالامان هو امر. لكن من مبالغة الامر به يخبر به عز وجل كأنه واقع يعني كأن هذا واقع لا محالة. فهذا من المبالغة انه يجب عليكم يا امة الاسلام ان تنفذوا هذا الامر يصدق على كل من اتصف بهذا الوصف انه من دخل البيت الحرام انه يتحقق له الامان. وهكذا نعم. ومثال العكس ومثال العكس قوله تعالى ما العكس؟ ان شاء في معنى الخبر يعني ان تأتي الجملة فيها معنى الامر او النهي وهي تريد تريد الخبر؟ نعم. ومثال العكس قوله تعالى وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلا واللحم خطاياكم فقوله ولنحمل بسورة الامر والمراد بها الخبر. اي ونحن نحمل. وفائدة ذلك تنزيل الشيء اخبري عنه منزلة المفروض الملزم به. قال تعالى قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن متى. فليمدد اليس امر بلى لكنه ليس امرا حقيقة. يعني هل هذا امر متوجه الى الرحمن عز وجل؟ لا احد يؤمره. قال الله تعالى له الرحمن متى هو اخبار ان الله عز وجل يمدد مدا بمن اتصف بهذا الوصف من كان في الضلالة في المعنى انه من كان كذلك فان الله عز وجل يمد له مد حتى اذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جنده المقصود ان هذه كلها يذكرها البلاغيون في تقسيمات الكلام للاشارة الى فوائد تتعلق بمثل هذه الاساليب لغوية انه ربما جاء الخبر ومعناه الانشاء ليفيد انه من شدة تأكيد الطلب به فكأنه واقع وانه بالعكس قد يأتي بصورة الانشاء ومعناه الخبر ليفيد انه منزل المنزلة المفروض المنزل به وهكذا. هذا تقسيم انتهى الان وقلت لكم قبل قليل ليس فيه اثر كبير يتعلق بشغل الاصوليين والفقهاء من ناحية الدلالات وما يتعلق بها. غير ما ذكر قبل قليل انه قد يكون خبر في معنى العشاء وقد يكون انشاء في معنى الخبر. والله اعلم الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين