غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم نحمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده. في شرح كتاب لمعة الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي الدمشقي رحمة الله تعالى عليه. في المحاضرة السابقة احبتي انهينا الحديث المختصر الذي قررناه في مسائل القضاء والقدر عرفنا مفهوم القدر وما يقابله من القضاء. عرفنا الدليل على وجوب الايمان بالقضاء والقدر واهمية هذه المنزلة في الدين آآ تعرفنا بعد ذلك على مراتب القضاء والقدر الاربعة منزلة العلم ومنزلة الكتابة ومنزلة المشيئة ومنزلة الخلق وفصلنا تفصيلا مختصرا يليق بحجم هذه الدورة المباركة باذن الله. واليوم نقرأ كلام ابن قدامة الذي سرده في موضوع القضاء والقدر. نحن الى الان لم نقرأ كلام ابن قدامة. اصلنا تأصيلنا عاما وفصلنا بشكل منظم مرتب. ثم كالعادة نأتي الى كلام ابن قدامة لندرك ما مدى الانسجام والتوافق بينما يقرره اهل السنة والجماعة وبينما ذكره ابن قدامة في لمعته وابن قدامة في العموم في هذا الباب سار على طريقة اهل السنة والجماعة فهو امام من ائمتهم رحمة الله تعالى عليه لكن الاشكالية التي سنواجهها في كلاهب القدامى ان كلاب القدامى ليس منظما ومرتبا بطريقة علمية طريقة النقاط وان يبدأ بالتعريف ثم ينتقل الى الادلة ثم يذكر المراتب لا لم يفعل ذلك. بل هو على طريقة المتقدمين رحمة الله عليه انه كما قلنا صنف رسالة في الاعتقاد عامة يذكر فيها مسائل الاعتقاد سردا يذكر فيها مسائل الاعتقاد سردا بطريقة غير منظمة وستلاحظون ذلك يعني ان كلامه يعني متداخل يكون في مسألة ينتقل الى مسألة اخرى. ثم بعد ان يذكر اراءه الاعتقادية التي يقررها اهل السنة والجماعة يذكر بعد ذلك الادلة والنصوص من الكتاب والسنة. فابن قدامة ما يهمنا هنا اه اننا نلحظ موافقة لاهل السنة والجماعة في تقريراتهم. ونلحظ طريقته في الاستدلال على مسائل القضاء والقدر. انها طريقة السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم. الكتاب والسنة واثار السلف. ولا تنطلق من اصول عقلية كما يفعل المتكلمون. فسريعا دعونا نقرأ كلامه حتى ننتقل باذن الله اليوم الى الباب الجديد. الذي معنا وهو باب الايمان فيقول ابن قدامة رحمة الله عليه في القضاء والقدر ومن صفات الله تعالى لاحظوا انه يعني جعل القضاء والقدر كأنه تبع اه لصفات الله سبحانه وتعالى لان القضاء والقدر فيه في موضوع الارادة المرتبة الثالثة مرتبة الارادة والارادة صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى. فمن هنا جعل ابن قدامة هذا الباب كانه تبع لباب الاسماء والصفات وان كان في الحقيقة هو باب اقل برأسه. يقول ابن قدامة ومن صفات الله تعالى انه الفعال لما يريد. فالله عز وجل من صفاته كما اخبرنا في كتابه انه فعال لما يريد سبحانه وتعالى. ولا يكون شيء الا بارادته. ولا يخرج شيء عن في هذه الجمل الثلاث ابن قدامة يقرر قضية الارادة الكونية. ويثبتها لله سبحانه وتعالى ردا على فرق قدرية التي تثبت لله فقط ارادة شرعية لا ابن قدامة يريد ان يقرر ان هناك نوع من انواع الارادة والمشيئة الالهية هي الارادة الكونية. وهو الذي ركز عليه ابن قدامة هنا ابن قدامة لم يركز على اثبات الارادة الشرعية ركز على اثبات الارادة الكونية ليرد بذلك على فرق القدرية عموما الذين ينفون هذا النوع من الارادة ويثبتون فقط ارادة شرعية لله سبحانه وتعالى كما ذكرنا في المجلس السابق. اذا الله فعال لما يريد لا يكون شيء في هذا العالم الا بارادته لا يخرج شيء في هذا العالم عن مشيئته فهذا اثبات كما قلنا للارادة والمشيئة الكونية. وهو الان يتكلم في المرتبة الثالثة من مراتب القدر لاحظوا القفزة ومباشرة دخل في المرتبة الثالثة من مراتب القدر يتكلم عنها. قال وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره وهذا كلام عام لا يوجد شيء في العالم يخرج عن الاقدار لان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء وكتب كل شيء وشاء كل شيء ويخلق كل شيء. فكل شيء مكتوب وكل شيء في علم الله وكل شيء بمشيئة الله ولا يوجد اي شيء خارج الحسابات. لا يوجد نفس لمخلوق خارج الحسابات. لا تسقط ورقة من شجرة خارج الحسابات. لا اه تولد نملة على هذه الارض خارج الحسابات. شيء مهول احبتي اه علم الله سبحانه وتعالى واحصاؤه وكتابته ومشيئته من تأمل فيها يدرك ان هذا الاله اله عظيم اله يعبد اله يعبد بكل ما تحمله كلمة العبودية من محبة وخضوع وانقياد لله سبحانه وتعالى قال وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره. ولا يصدر اي لا يصدر شيء الا عن تدبيره سبحانه وتعالى ولا محيد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خطة في اللوح المستور اها اذا هنا يتكلم عن قضية الكتابة لاحظوا كما قلت لكم ستجدون الكلام عشوائي غير منظم بطريقة علمية طريقة المتون والمصنفات لكننا نستنطق كلام ابن قدامة ونحاول ان نفهم وندرك موافقتي من قدامى لعقيدة اهل السنة والجماعة. هذا ما يهمنا. اما الترتيب واعادة تنسيق المعلومات فهذا فعلناه سابقا. اذا قال ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور. اذا الابن قدامة يقرر قضية الكتابة في اللوح المحفوظ كما ذكرنا في المجلس السابق اراد ما العالم فاعلوه اي كائن في هذا العالم فعل شيئا فالله سبحانه وتعالى اراده وهذا عودة لمسألة الارادة الكونية عودة منه لمسألة الارادة قال ولو عصمهم لما خالفوا وهذا يؤكد ان حتى المعاصي التي يفعلها العباد هي بمشيئة الله سبحانه وتعالى الكونية. وبارادته الكونية ولو شاء سبحانه ان يعصمهم لما وقعوا في هذه المعاصي. لكنه لم يشأ ذلك كونا لحكمة ارادها عز وجل في عليائه قال ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه. يعني لو شاء الله ان يكون كل الناس على الايمان لكانوا على الايمان ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. لكن هناك ارادة كونية وتدبير الهي. هو الذي يحكم هذا العالم ويدبره بحكمته ثم قال خلق الخلق وافعالهم انتقل لقضية الخلق. لاحظوا كيف الكلام يتكلم في المشيئة ثم ينتقل لموضوع الكتابة ثم يعود مرة اخرى ثم ينتقل لموضوع الخلق. هذه الطريقة غير منظمة وتشوش عقل الطالب. لذا لا ارى من الاصابة ان الشارح لمعة الاعتقاد ومثله من كتب او المصنفات او الرسائل العقدية التي يختلط فيها الكلام لا ارى من الاصابة ان يشرع الشارح فيها مباشرة. الاصل ان ينظم عقلية العلم في هذا الباب يعرف الطالب الاصول المنطلقات مسائل هذا الباب التي تذكر في كلام العلماء بشكل منظم منسق ثم بعد ذلك يعود للطالب اللي يقرأ كلام اه السلف الصالح وليعوض الطالب كيف يرد كلام السلف الصالح الى الاصول المنظمة المرتبة في عقله. هكذا يكون العلم رصينا من من دون عشوائية واضطراب في ذهني الطالب المبتدئ والمنتهي ثم بعد ان تكلم عن قضية خلق افعال العباد انه يريد ان يؤكد هنا انه مخالف للقدرية ايضا. اهل السنة والجماعة يقولون الله عز وجل هو الذي يخلق افعال العباد وعرفنا في الدرس السابق كيف يتم خلق افعال العباد. فقال خلق الخلق يعني خلق الناس وخلق افعال الناس وخلق البهائم خلق افعال البهائم لذلك قال خلق الخلق وافعالهم وقدر ارزاقهم واجالهم يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته. قضية الهداية والضلال وما يتعلق بها ايضا هذا الباب يعني خاصة بمطولات كتب العقائد يفردون له فصل كامل. يتكلمون في ان الله عز وجل آآ هدى فلان وقدر له الهداية تقدير الهداية لفلان رحمة من رحمات الله سبحانه وتعالى عليه. في المقابل الله سبحانه وتعالى قدر الضلال على فلان لكن اذهل الله عز وجل اجبر فلان وجعل جوارحه واعضاءه ولسانه تتكلم بالكفر وتتحرك للكفر اجبارا وكرها كلا فالله سبحانه وتعالى من هداه فبرحمة منه وفضل ومن اضله وقدر عليه الضلال فهو سبحانه وتعالى لم يمنعه من الاستطاعة ولم يقفل عقله ولم يعجزوا عن القيام آآ باعمال الهداية. فهذا الشخص اختار بجوارحه وبارادة يدركها هو من نفسه ان يسير في درب الضلالة. بين الله عز وجل له سبيل الهدى سبيل الضلالة. اعطاه العقل ومفاتيح التفكير لم يمنعه سبحانه وتعالى من الات التفكير لم يمنعه من حرية الاختيار لكنه سبحانه علم وقدر وكتب انه سيكون من اهل الشقاء بحكمة ارادها سبحانه فالله عز وجل من اضله فبعدله لم يظلم ربك احدا لم يظلم ربك احدا. الله عز وجل لا يضل انسان وهذا الانسان آآ ليس لديه قدرة على الوصول آآ الى الحق والى الخير والى الهدى. لا يعذب انسان هذا الانسان لم تكن عنده الات المعرفة والتفكير او لم تصله الرسالة والنبوة. الله عز وجل لا يعذب انسانا احبتي الا بعد ان يكون هذا الانسان رزق العقل والات المعرفة وقامت عليه الحجة الرسالية وبلغه الحق ثم هذا الانسان اعرض عن هذا وابى واستكبر هنا حينئذ يعذبه الله سبحانه وتعالى ويحل به عقوبته. كذب اعرض استكبر عن الحق بعد ان بلغه انواع الكفر المذكورة عند اهل السنة والجماعة. اما ان يكون هذا الانسان لا يعرف شيء عن حجج الله سبحانه وتعالى او لا يملك الات معرفية بان كان مجنونا سلب عقله ثم يحاسبه الله سبحانه وتعالى الله عز وجل لا يظلم احدا فثقوا ان كل انسان سيعاقبه الله عز وجل هذا الانسان يستحق العقوبة. منحه الله الات المعرفة هذا الانسان وصلته الحجة الرسالية وبعد ذلك اختار لنفسه طريق الضلال. اختار لنفسه طريق الضلال والله عالم في الازل وكتب في الازل انه سيكون في هذا الطريق. فعلينا ان نجمع بين المشهدين بين علم الله السابق وبين كتابة الله السابقة وبين ان الله عز وجل شاء لفلان ان يكون من اهل الضلال والمشهد الاخر ان هذا الانسان في النهاية له مشيئته له ارادته واتجه نحو هذا الضلال بقدميه والله سبحانه وتعالى لم يحرمه من الات المعرفة ومنحها لصاحب الهداية. هذه القضية المهمة ان الذي يريد ان يحتج نقول له هناك بعض الناس عنده شبه في هاي القضية. لماذا الله عز وجل اضل فلان وهدى فلان. باختصار انا لن اطيل البحث في هذه القضية ان شاء الله في المطولات تبحثها لكن باختصار كل انسان ضل الله عز وجل هداه الى النجدين وهديناه النجدين واعطاه قدرات العقل وارسل اليه الرسل او بلغته الحجة الرسالية. لان كما قلنا من شرط العقاب بلوغ الحجة الرسالية. فمن منحه الله العقل وبلغته الحجة هو الان يختار كون اختياره الله عز وجل يعلم به سابقا وكتبه سابقا وشاءه سبحانه وتعالى هذا ليس للعبد ان يحتج به على ربه لان ايها العبد لا تعلم ما في علم الله. لا تعلم ايها العبد ما كتب لك. لا تعلم ما في مشيئة الله سبحانه وتعالى. فعليك ان تنظر الى المشهد امامك. هل هناك شيء يجبرك ان تسير بقدميك الان الان الى الكفر؟ هل هناك شيء اجبرك على محاربة في هذه الدعوة هل هناك شيء اجبرك على ان تكون مناصرا لاعداء الملة؟ هل هناك شيء قهر جوارحك؟ هل سلبك الله عز وجل عقلك هل منعك الله عز وجل من بلوغ الحجج والرسائل اليك كل شيء حاضر لك فانظر امامك وسر واختر وآآ انت من ستحاسب على اختيارك. اياك ان تعتذر بالاقدار السابقة فانت لا تعلمها. اياك ان تعتذر بالكتابة السابقة فهذا هو الجهل بعينه. الانسان العاقل يعمل ما في يده ما في متناول يده ما في واقعه. لا يحتج بالاقدار الذي خبأت عنه. هكذا الله عز وجل يريد منا ان نسير في الحياة. لا تحتج باقداري لا تحتجوا باقداري اعملوا اعملوا وخططوا وارسموا اهدافكم وقد بين الله لكم سبيل الخير لتسلكوه وسبيل الضلال لتجتنبوه. وارسل اليكم الرسل وهذا القرآن بين ايديكم هذه السنة بين ايديكم وعليكم ان تسيروا. لا تنظروا الى ما كتب في الاقدار. نعم امنوا ان هناك الاقدارا لكن لا تنظروا اليها. اعملوا وسيروا في طريقكم وفي النهاية كل سيحاسب على عمله. تيقن لن يحاسبك الله على عمل لم تعمله. ستحاسب على عمل فعلته وباختيارك وبارادتك واياك ان تحتج بالقدر السابق. اياك لن ينفعك هذا والله ايها العبد. لا تحتج بالقدر السابق فان هذا شيء طوي عنك علمه وانما انظر هل منحك الله العقل؟ هل عندك الحجج والكتب والسنة؟ اذا انت من اختار لنفسه ضلال علم الله كتابة الله مشيئة الله هذا امر لا علاقة لك به. لا علاقة لك به وربك سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار اسأل الله سبحانه ان يعاملنا برحمته وان يرزقنا برحمته درب الرشاد والا يعاملنا بعدله فنشقى. نسأله ان يعاملنا برحمته وكرمه وفضله وجوده. فانه سبحانه وتعالى اهل الجود والكرم. ولو عاملنا بعدله والله احبتي اننا نسرف على انفسنا بالذنوب والمعاصي. والله احبتي كم قصرنا في حق الله سبحانه وتعالى؟ كم آآ فترنا عن نصرة دين الله عز وجل؟ كم ضعفنا في طلب العلم كمن كببنا على الدنيا لو ان الله عاملنا بعدله فانا والله لا نأمن على انفسنا عقابا. فنسأل الله ان يعاملنا برحمته وفضله وسعة مغفرته وان يتجاوز وان يعفو وان يصفح. انه ولي ذلك والقادر عليه. طيب الان بعد ما ابن قدامة رحمة الله عليه قعد هذه القواعد كما قلنا بشكل عشوائي يعني سامحونا على هذا المسطرة يعني بشكل عشوائي. تكلم عن الماشية انتقل الى الكتاب وثم يعود الى الخلق هذه طريقتهم لانه كما قلنا هو لم يحرص على ان يصنف متنا علميا يحفظ في الحقيقة. وانما كان حرصه على ان يقرر مسائل دار فيها الجدل في في زمانه بدأ بعد ان ذكر هذه القواعد التي يؤمن بها والموافقة لطريقة اهل السنة والجماعة بدأ يستدل عليها بالكتاب سنة بالكتاب والسنة وليس كما يقول الامري والرازي ان هذه الابواب يتعذر الاستدلال عليها بالكتاب والسنة لانها تفيد الاحاد ذلك من الكلام الصريح المخالفة لمنهج الاسلام الحق الصريح المخالفة لمنهج السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم بل الكتاب والسنة هما القائدان اللذان قادا ابن قدامة رحمة الله عليه الى هذه المسائل الحقة. فقال قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. الله عز وجل لا يسأل لا يعترض عليه لماذا فعلت كذا يا الله؟ هذا سبيل الجاهلين. لا يسأل سبحانه وتعالى عما يفعل له المشيئة المطلقة وله الارادة المطلقة. واما نحن العبيد فنحن الذين نسأل امام الله سبحانه. وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر اثبات القدر واثبات خلق الله سبحانه وتعالى في اية واحدة. وهذه الاية ذكرناها في اه تعليقنا على مسائل القدر ابتداء وقال سبحانه وتعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا. الجمع بين الخلق والتقدير والخلق هو مرتبة من مراتب القدر كما ذكرنا وقال سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب. قضية الكتابة يستدل على قضية الكتابة في اللوح المحفوظ كما ذكرنا ان اهل العلم جمهورهم اه بل نقل بعضهم الاجماع على ذلك ان الكتابة التي كتبها الله سبحانه وتعالى لمقادير الخلق عموما انما كتبت في المحفوظ وان لم يكن في ذلك كما قلنا نص صريح في الكتاب او في السنة ولكن هذا ما عليه الصحابة والتابعون. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره اسلام اثبات الارادة الكونية من يرد الله ان يهديه. يعني من اراد الله كونا وقدرا ان يهديه فانه برحمته وكرمه وجوده وده يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله في ارادة هنا الهية كونية. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصطعد في السماء. وروى ابن عمر في الحديث الطويل حديث عمر ابن عمر عن ابيه حديث طويل اه حديث جبريل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل وجلس بين يديه قال اه جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ فقال الايمان ان تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وهذا اصل في الايمان بالقضاء والقدر وانه ركن من اركان هذا الدين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر اه خيره وشره وحلوه ومره وكل هذه الاثار مررنا عليها في الدرسين السابقين. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه للحسن ابن علي يدعو به في وتر وتر وقني شر ما قضيت. وهذا الحديث ان كان مختلف في صحته بين اهل العلم. لكن على تنزل صحته قال صلى الله عليه وسلم وقني شر ما قضيت وهذا يدل على وجود الشر لكن نحن بينا في المحاضرة السابقة. افعال الله افعال الله خلق الله كله خير وانما الشر في المفعول في المخلوق وخيره او شره كما قلنا بالنسبة للمخلوقين. فعلينا ان نفرق هل فعل الله يوصف بالشر؟ حاشاه. كل فعله خير. لكن المخلوق الذي يخلقه الله. النتيجة الثمرة. هل تقسم الى قيل وشر بالنسبة للمخلوقين؟ نعم. فالكفر هو شر بالنسبة لابي جهل. والايمان خير بالنسبة الى ابي بكر اليس كذلك؟ فالمخلوق المفعول ينقسم الى خير والى شر والانسان يسأل ربه سبحانه وتعالى ان يصرف عنه الشر يسأل ربه ان يصرف عنه شر ما قضى لكن الشر هنا هنا عليكم ان تنتبهوا. الشر ليس وصف لفعل الله حاشاه سبحانه. فعل الله يعني الفعل الذي قام في ذات الله من الخلق هذا لا يكون شرا فعل الله خلق الله ليس شرا. كله خير. لذلك في الحديث الاخر والشر ليس اليك بينما هنا وقني شر ما قضيت. فكيف نجمع بين الحديثين بين قوله صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك وبين قوله وقني شر ما قضيت. نقول والشر ليس اليك ان افعال الله التي يقوم بها الله سبحانه وتعالى كلها خير ولا ينسب اليه الشر فيها ابدا. لكن المفعولات النتائج المخلوقات نعم هي منها ما هو خير للانسان ومنها ما هو شر للانسان فحينما نقول وقني شر ما قضيت اي المقضيات اه التي فيها شر يعني وقني المخلوقات والمقضيات التي فيها شر وهذا يوجد في المقضيات والمخلوقات فيها خير وفيها شر. واما فعلك سبحانك فهذا كله خير تعالى شأنك اذا هذه قضية مهمة قال هنا مسألة مهمة يقولها ابن قدامة قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه. هذا الذي قلته لكم قبل قليل اياك ان تحتج بالعلم السابق لله والكتابة السابقة والمشيئة الالهية آآ على ترك الاوامر والنواهي وفعل النواهي وتقول والله لو شاء الله وما اشركنا ولا اباؤنا. هذه هي الحجة الشركية كما يقولون. حجة المشركين احتجوا على محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا بذلك ربنا شاء ان نشرك. فالله عز وجل قال هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ما الذي ادراكم ان الله علم انكم ستشركون كون ما الذي ادراكم ان الله كتب انكم ستشركون؟ ما الذي ادراكم ان الله شاء انكم ستشركون؟ هذه كلها امور مغيبة عنكم. فمن اين اخذتم هذا العلم؟ اه اذا هذا هو الجهل بذاته. هذا هو الاستكبار. انتم تريدون ان تتبعوا الشهوات وتحتجون في اتباع شهواتكم على الاقدار السابقة. وستذوقون وبال هذا الاحتجاج يوم تلقون الله. فالمسلم يؤمن بالقضاء والقدر لكنه لا يجعله حجة على ترك اوامر الله سبحانه وتعالى وعلى فعل مناهيه. بل هو وهذا شيء في ضرورته النفسية يستشعر بارادته وباختياره وانه هو الذي يتجه باقدامه نحو الطاعات وهو الذي او يتجه باقدامه نحو المعاصي والزلات. انت تجد هذا من نفسك فهذه نصيحة اهل السنة والجماعة وهذا الذي يقتضيه العقل والمنطق السليم ان الانسان ينظر الى اختياره ويفعل ويسير ويخطو ولا ينظر الى القدر السابق بل يبقى مؤمنا به من دون ان يحتج به على تقصيره وتفريطه. لذلك قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره اه واجتناب نواهيه وان كانت اللفظة يعني انا اظن انه لو قال في تلك اوامره او ارتكاب نواهيه اللي كانت اقوى لا ادري ان كانت بعض النسخ بين ايديكم فيها وارتكاب. لكن اظنها هي المراد هنا ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره وفي ارتكاب نواهي لان زالوا حجة في اننا نرتكب النواهي. مش نجتنب النواهي. هذا هو الانسب في السياق والله تعالى اعلم. قال بل يجب ان نؤمن ونعلم ان الله سبحانه وتعالى آآ او ان عفوا ونعلم ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثة الرسل هذه هي القضية ان الله عز وجل منحنا العقول وارسل الينا الرسل والكتب واقام الحجة علينا فحينئذ نحن سنحاسب على اختياراتنا فنحن نؤمن ان الله سبحانه وتعالى منحنا العقول ونؤمن ان الله ارسل محمدا صلى الله عليه وسلم وانزل الكتب وانزل الايات وهناك ايات كونية وايات شرعية وكل شيء يدل عليه سبحانه وتعالى فنؤمن ان الله سبحانه وتعالى اقام علينا حجته وارسل الينا رسله وآآ امرنا ان نسير وان نختار وان نتوجه نحو الخير والصلاح. فمن حاد منا فانما حاد لهواه. ولانه سار بقدميه نحو تعاسته وشقائه. فلله سبحانه وتعالى علينا المنة الكاملة. قال سبحانه وتعالى مبينا حكمة ارسال الرسل. قال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل حتى لا يحتج احد بعد ذلك الله عز وجل اعطاك دليل الفطرة اعطاك الادلة العقلية الواضحة اعطاك كما قلنا الادلة القرآنية والادلة القرآنية يعني الادلة الشرعية هي التي سيحاسبك عليها يعني على الرغم من انه اعطاك دليل الفطرة ودليل العقل رحمة منه وكرم لن يحاسبك عليه سيحاسبك بعد ان تبلغك الحجة الرسالية وتبلغك بعثة محمد صلى الله عليه وسلم. متى بلغتك الحجة الرسالية وقامت عليك بالشكل الصحيح ثم انت اعرضت او كذبت او او حين ان ستحاسب بعد ذلك. فانظروا الى رحمات الله والى جود الله والى تفضل الله على الانسان ثم بعد ذلك الانسان يقول يا رب لماذا كتبتني من اهل الشر. كل هذا التفضل كل هذا الانعام لم يحاسبك الله على فطرتك ولم يحاسبك على عقلك. وحاسبك على المرحلة الثالثة على بلوغ الرسل اليك ووصولك رسالات وقيام الحجة ثم بعد ذلك تحتج فتقول يا الله لماذا جعلتني من اهل الشرك؟ انت من سرت بقدميك نحو الشرك. انت من سرت قدميك نحو الشرك هذا من خبث نفسك. ولا تحتج باقدار الله سبحانه وتعالى على قبح فعلك قال ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والترك. ما زال ابن قدامى يؤكد هذه الفكرة ان الله سبحانه وتعالى ما اجبر احد على شيء وهذا فيه رد على الطوائف الجبرية ان الله سبحانه وتعالى الاثبات الاستطاعة والقدرة للعبد كما قلنا الجبرية على خلاف القدرية الجبرية يقولون ان العبد ليس له قدرة على افعاله او كما يقول الاشاعرة وهم طائفة من الجبرية قدرة غير مؤثرة وهي في الحقيقة نفذ القدرة. فابن قدامة هنا انتقل ليبين ان الله سبحانه وتعالى امر ونهى العباد لان العباد لهم قدرة ولهم استطاعة على اختيار الافعال. والا اذا انت سلبت العبد القدرة على اختيار الفعل وسلبت الاستطاعة. ما عاد هناك فائدة من الامر ومن النهي. اذا لماذا امر انسانا هو عاجز عن ان يختار وان يتحرك. هو مجبر انا الذي احركه. ما الفائدة من ان اموت كيف انهى انسانا هو لا يستطيع ان يفعل شيء باختياره؟ وكل حركاته اضطرارية كيف انهى؟ ما عاد هناك اي فائدة من الامر والنهي. فابن قدامة يقول العبد له استطاعة وله قدرة. وهذه الاستطاعة وهذه القدرة هي التي يوجه اليها الامر والنهي. فيأمره الله بان يفعل كذا وكذا من الخيرات. وان يجتنب كذا وكذا من المعاصي والزلات وهذا يدل على ان للعبد استطاعة وقدرة واختيار ليتجه نحو طريق الخير او يتجه نحو طريق الشر قال اذا ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع هذا الفعل والترك. وانه لم يجبر احدا على معصية ما في جبر لم يجبر الله احد على معصية. كل انسان اختار المعصية بقدميه. ولا اضطر الله عز وجل او اجبر انسان على طاعة او على ترك طاعة ولم يضطر انسانا على ترك طاعة سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل الان سيدل ابن قدامة على هذا الاصل ان الانسان له قدرة وله استطاعة بخلاف ما تقوله الفرق الجبرية. ما هي الادلة في القرآن على وجود القدرة للانسان والاستطاعة؟ يقول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها اذن اثبات الوسع والطاقة وقال سبحانه فاتقوا الله ما استطعتم. اثبات الاستطاعة للانسان. فاتقوا الله ما استطعتم. اذا الانسان عنده استطاعة معتبر وقال سبحانه وتعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت. فالكسب هنا ليس بالكسب الاشعري ليس مفهوم الكسب الذي يقر به الاشاعرة. الكسب هنا مرادف العمل اليوم تجزى كل نفس بما كسبت اي بما عملت. فهنا الله عز وجل نسب العمل والكسب للانسان نسب العمل والكسب للانسان فهذا يدل على ان للانسان قدرة على اختيار اعماله. ثم قال سبحانه لا ظلم اليوم لا يظلم الله عز وجل احد والا لو كان الانسان مجبرا ثم حاسبه الله عز وجل لكان في هذا الظلم فالله عز وجل مستحيل منتف عنه الظلم جل في علاه. فدل هذا على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب. ومع ذلك فكل ما يفعله العبد فهو واقع بقضاء الله وقدره المسبق. اذا دائما علماء اهل السنة والجماعة يقولون لابد من ان نستحضر المشهدين مشهد العلم السابق والكتابة السابقة مشيئة الالهية وخلق الله عز وجل للانسان ولعمله هذا القضاء والقدر. وفي نفس الوقت نثبت للانسان مشيئة واختيارا وقدرة على ان يفعل وان تحرك والانسان يحاسب على هذه الاعمال التي اختارها بنفسه وان كانت هذه الاعمال في النهاية هي في علم الله سبحانه وتعالى وبكتابته ومشيئته. لكن ليس للانسان ان يحتج على قبح فعله بالقدر. ليس للانسان ان يحتج على قبح فعله بالقدر لان القدر مغيب عن الانسان لا يعلمه فمن اين له ان يستدل على ان قبح فعله كان بسبب قدر الله؟ من اين لك ان الا على ذلك كيف عرفت ان الله يعني؟ يعني كيف عرفت ان الله قد كتب عليك هذه المعاصي؟ فانت تحتج بفعلها بقدر الله المسبقة. الله عز وجل لقننا الاجابة على هؤلاء. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ فجمع المشاهد مع بعضها وترتيبها هو الذي يعين الانسان على الوصول الى مرحلة الاتزان في فهم او كيف يجمع بين البابين بين اختيار الانسان ومشيئة الانسان وانه يتوجه بقدمه نحو الفعل وفي المقابل هناك علم وكتابة وخلق ومشيئة اذا هذا تفصيل اقول مختصر لمسائل القضاء والقدر لكنه يكفي بشكل كبير لطالب العلم المبتدئ لتصور حقيقة هذا باب عند اهل السنة والجماعة دعونا الان احبتي اه ننتقل الى الباب الجديد معنا اليوم سننتقل الان الى باب جديد تماما وهو اه باب الايمان مسألة الايمان. بسم الله الحمد لله بعد فراغ المصنف من باب الاسماء الحسنى والصفات العلى وتقعيد هذا الباب؟ وبعد ان فرغ ثانيا من باب القضاء والقدر من تقعيده انتقل الان الى باب جديد وهو باب الايمان ليقرر ما هو مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة وكنت في الحقيقة اود لو ان ابن قدامة قدم مفهوم الايمان على باب الاسماء والصفات لان مفهوم الايمان بالمعنى العام للايمان هو مفهوم الدين وهو رأس الامر هو رأس الامر رأس العقيدة. فكنت وددت لو ان ابن قدامة بدأ بمفهوم الايمان قبل ان يلج في باب الاسماء والصفات وفي باب القضاء والقدر. لكن رحمة الله عليه حاله حال كثير من اهل السنة والجماعة. يعني في النهاية مسألة تصنيفية اصطلاحية لا يترتب عليها اي شيء. مسألة اجتهادية. اخر الحديث عن مفهوم الايمان الى ما بعد اه باب القضاء والقدر. فاذا بابنا الان الجديد واستعدوا لخوض غماره باب الايمان نحقق ما هو مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة وهنا اتكلم عن الايمان بالمعنى العام يعني سابين ان شاء الله هناك ايمان بالمعنى الخاص. نحن هنا نقرر الايمان بالمعنى العام الذي يساوي الدين فسواء قلت مفهوم الايمان بالمعنى العام او مفهوم الدين فكلاهما واحد هنا لكن اهل السنة تواطؤوا على تسميته باب الايمان اقول مستعينا بالله بعد فراغ المصنف ابن قدامة رحمة الله عليه. من تقعيد باب الاسماء الحسنى والصفات العلى. وباب القضاء والقدر انتقل الى باب عظيم من ابواب الاعتقاد. الا وهو باب الايمان واعلم يا طالب العلم ان هذه الابواب الثلاث الاسماء والصفات والقضاء والقدر والايمان واعلم ان هذه الابواب الثلاث هي التي كثر فيها الاخذ والرد بين الاسلاميين منذ القدم وعليها يدور اكثر الخلاف العقدي بين الطوائف والفرق الان هذا منطلق نفهمه جيدا. هذه الابواب الثلاثة الاسماء والصفات القضاء والقدر الايمان اكثر الخلاف بين الاسلاميين واكثر الخلاف العقدي المبثوث بين الفرق والطوائف يدور عليها. الخلاف فيما وذلك من المسائل العقدية. حاضر لكن ليس كحضوره في هذه المسائل الثلاث الاسماء والصفات والقضاء والقدر والايمان. هذه الابواب الثلاث هي اكثر مسائل كثر فيها الخلاف والاخذ والرد بين الطوائف والفرق الاسلامية ومن هنا حرص علماء اهل السنة والجماعة على ذكر هذه الابواب الثلاث تباعا وراء بعضها البعض. في مصنفاتهم لابراز العقيدة الحقة المتعلقة بها وازالة ما علق بهذه الابواب الثلاث من غبار العقول والاهواء وازالة ما علق بها من غبار العقول والاهواء. يعني الادلة العقلية المتكلفة المتكلفة واهواء البشر. فهذه الابواب الثلاث على طالب العلم ان يستحضر ارتباطها مع بعضها البعض عند اهل السنة والجماعة والسعي الدؤوب من علماء الدين علماء اهل السنة اقصد الى بيان الحق فيها الى بيان الحق فيها لان اكثر الخلاف المبثوث واكثر اسماء الفرق واكثر الجدال الذي ستقرأونه في المستقبل في المطولات يدور حول تحقيق مسائل الاسماء والصفات تحقيق مسائل القضاء والقدر. تحقيق مفهوم الايمان وتظهر اهمية باب الايمان في النقاط التالية. الان ساعدد مجموعة من النقاط تتجلى بها اهمية هذا الباب لديكم اعزائي الطلبة. اولا هذي اول اهمية من اهمية هذا الباب. ان مسألة الايمان هي جوهر الدين ولبه. وهذا اظنه واضح لديكم جميعا ان مسألة الايمان هي جوهر الدين ولبه وهي الاساس الذي يبنى عليهما بعده. لذلك قلت لكم كنت اتمنى ان ابن قدامة مسألة الايمان في اول مسائل لمعة الاعتقاد لانه هي اساس الدين جوهر الدين الايمان ثم كل مسائل الاعتقاد بعد ذلك تنبني على وجود الايمان في قلب الانسان اذا مسألة الايمان هي جوهر الدين ولبه وهي الاساس الذي يبنى عليه ما بعده. وبها يمتاز اهل السعادة عن اهل الشقاء السعادة والشقاء متعلقة بهذا المفهوم. اذا هو مفهوم مصيري. مفهوم خطير جدا. اما يقودك الى الجنة واما ان تذهب الى النار. فنسأل الله ان كن من اهل السعادة انه ولي ذلك والقادر عليه ومن اجل ذلك خطر الكلام فيه واشتدت الحاجة الى البيان والايضاح لمفهومه تجنبا للزلل ووقوع الخطل مفهوم يقود الانسان الى السعادة الابدية او الى الشقاء الابدي مفهوم خطير جدا بل هو اخطر مفهوم في حياتك ايها الانسان نعم اخطر مفهوم في حياتك ايها الانسان مفهوم الايمان. لانك اما ان تكون مؤمنا بحق فتدخل دار السعادة واما الا تكون محققا للايمان فنسأل الله السلامة والعافية فهو اهم من الطعام والشراب اهم الوسائل التواصل الاجتماعي التي نضيع عليها اوقاتنا. اهم من السهرات والجلسات والقيل والقال. اهم من فضول العلم وفضول المعرفة ان تعرف ما هو الايمان الذي ينجيك عند لقاء الله سبحانه وتعالى. اذا هذه الاهمية الاولى لهذا الباب ثانيا ان حقيقة الايمان ومفهوم الايمان هو الاساس او هي الاساس في فهم مسائل الاسماء والاحكام. هناك مسائل تبول في كتب الاعتقاد بانها مسائل الاسماء والاحكام مسائل الاسماء والاحكام فهمها تماما مرتبط بفهمك الايمان اذا ادركت ما مفهوم الايمان بحق ستدرك وستحقق مسائل الاسماء والاحكام. اذا اخطأت في تحديد مفهوم الايمان سينعكس ذلك مباشرة على فهمك وعلى تحقيقك لمسائل الاسماء والاحكام. ما معنى مسائل الاسماء والاحكام؟ المراد بالاسماء انتبهوا على هذه قضية جيد ان يتأثر الطالب لان يعرف بعض الطلاب الان اصبحوا كبارا ويدرسون لكنهم لا يعرفون ما معنى مسائل الاسماء والاحكام. جيد الانسان يأخذ العلم رويدا رويدا وتتضع له الصورة بشكل متزن. افضل من ان يدخل في كتب مطولة وهو يجهل مثل هذه المصطلحات والمفاهيم المراد بالاسماء عندما نقول مسائل الاسماء والاحكام. المراد بالاسماء الالقاب التي تطلق على الناس باعتبار علاقتهم بهذا الدين ما هي الالقاب التي تطلق على الناس على البشر الموجودين على الارض ما هي الالقاب التي تطلق على الناس على البشر باعتبار تعلقهم بهذا الدين؟ هناك القاب جاء بها الكتاب والسنة فهناك اناس يلقبون بمسلمين مسلم. وهناك لقب يعني مخالف له او مقابل له نقول كافر هناك لقب فاسق هذا لقب يطلق على طائفة من الناس وهناك لقب مبتدع. هناك لقب منافق. هناك لقب مرتد الى غيرها من الالقاب هذه الالقاب التي تطلق على الناس على البشر باعتبار علاقتهم بهذا الدين تسمى اسماء تسمى اسماء. تمام؟ طيب ايش الاحكام؟ الاحكام احبتي هي قواعد الشرعية التي قررها الاسلام في التعامل مع اصحاب هذه الالقاب المراد بالاحكام ما هي القواعد الشرعية والاحكام الشرعية اذا احببت ان تقول ذلك التي اتى وقررها الاسلام في التعامل مع اصحاب هذه الالقاب. فمن لقبه مسلم ما هي الاحكام الشرعية في التعامل معه. ومن لقبه منافق ما هي الاحكام الشرعية للتعامل معه؟ من لقبه مبتدع. ما هي الاحكام والقواعد الشرعية للتعامل معه من لقبه كافر. ما هي الاحكام الشرعية للتعامل مع من لقبه مرتد؟ ما هي الاحكام الشرعية للتعامل معه؟ اذا هذه هي الاسماء الاحكام هناك اسماء تطلق على الناس باعتبار علاقتهم بهذا الدين وكل اسم ترتبط به مجموعة من الاحكام والقواعد الشرعية في الكتاب والسنة فهم حقيقة هذه الاسماء ومتى تطلق هذه الالقاب على البشر ومن يطلق عليه هذه الالقاب بين البشر؟ وفهم الاحكام المرتبطة متعلقة بهذه الاسماء كله مبني على فهمك لمفهوم الايمان ابتداء اذا نحن نتكلم عن قضية اساسية وخطيرة عندما اتكلم عن مفهوم الايمان اذا لابد ان احسب حساب ان كل نظرتي للالقاب وللاحكام المتعلقة بهذه الالقاب ستتأثر بنظرتي وفهمي لقضية الايمان ابتداء. اذا هذه الاهمية الثانية لهذا الباب وهي اهمية جليلة جدا فنقول اذا فتحقيق مسائل الايمان وضبطها بصورة صحيحة هي اساس الفهم لهذه القضايا والتعامل معها بصورة علمية وتنزيل الاحكام الشرعية المرتبطة باتزان وهدوء بعيدا عن الانفعالات النفسية والاطلاقات المتسرعة. وهذي اعيدها مرة اخرى تحقيق مسائل الايمان وضبطها بصورة صحيحة تساعدنا على فهم هذه القضايا مسائل الاسماء والاحكام والتعامل معها بصورة علمية متزنة تنطلق من قواعد شرعية واضحة بعيدا عن الانفعالات النفسية والاطلاقات المتسرعة لاننا اليوم نعيش فوضى عارمة في هذا الباب في باب الاسماء والاحكام. هناك تسرع في اطلاق الكفر على المخالفين هناك تسرع في التبديع هناك تسرع في التفسيق هناك تسرع في الحكم بالنفاق هناك تصرف الحكم بالردة اذا هناك تسرع في اطلاق الالقاب وتسرع في تنزيل الاحكام المتعلقة بهذه الالقاب. وكل هذا التسرع نتيجة انفعالات نفسية وتسرع بعيدا عن تأصيل وتحقيق مفهوم الايمان وبيان كيف نتعامل وكيف يتعلق مفهوم الايمان بهذه الالقاب وبالاحكام المتعلقة بهذه الالقاب فلابد ان نصل لمرحلة علمية متزنة اذا اردنا ان نحقق نهضة حقيقية لهذه الامة وان ننطلق بهذه الامة من الفوضى الى الصراط المستقيم. من التشتت الى التجمع والتوحد على حبل الله القويم اذا اه انتهينا من الفائدة الثانية انتقل للفائدة الثالثة. الفائدة الثالثة التي تدل او الاهمية الثالثة عفوا نقول الاهمية الثالثة بهذا الباب تظهر في ان اول خلاف عقدي ظهر في تاريخ الاسلام كان في هذا الباب اول خلاف عقدي في تاريخ الاسلام وكان وترتب عليه سفك الدماء كان متعلقا بهذا الباب. فاقول ان اول خلاف ابتليت به الامة بمسائل الاعتقاد كان في مسائل الايمان فقد ظهرت فرقة الخوارج وهي اول فرقة واول تيار عقدي انفصل عن طريقة اهل السنة والجماعة. فقد فرقة الخوارج في عهد الصحابة كاول اتجاه عقدي مباين لمنهج الاسلام الحق. وكان خطأهم الخوارج وين مشكلتهم؟ مشكلتهم في الاسماء والصفات ولا في القضاء والقدر. مشكلتهم في عدم فهم الايمان بالشكل الصحيح. وحقيقة الايمان التي جاء بها الكتاب والسنة وكان خطأهم في عدم فهم باب الايمان والتهور في مسائل التكفير وانزال الاحكام على الخلق. كان تهور في اطلاق الالقاب اللي هي القاب الكفر والردة وتهور في تنزيل الاحكام المتعلقة بهذه الالقاب ثم بعد ان ظهرت فرقة الخوارج وسفكت الدماء وارتجت الامة منها ظهر للاسف وكردة فعل الفكر المقابل للفكر الخارجي وهو الفكر الارجائي الذي هدم الامة اكثر من هدم الفكر الخوارجي لها ظهر الفكر الارجائي الذي هدم الامة وما زلنا نعيش مرارة الفكر الارجائي الى اليوم ظهر الفكر الارجائي كردة فعل للفكر الخارجي وهدم الامة اكثر واكثر. وان كان المرجئة يعني انا اقول والمرجئة لا يقلون خطر عن الخوارج. فالخوارج فكر منحرف ضال يجب مكافحته وبيان اسباب الوقوع فيه والجهل. وفي المقابل الفكر الارجائي فكر خطير يجب محاربة ومكافحته كلا الفكرين يسعيان لهدم كيان هذه الامة كلا الفكرين ينخران في جسد هذه الامة منذ عقود بل منذ فجر التاريخ. ينخرار في جسد هذه الامة والله سبحانه وتعالى هو الكفيل ان يجمع قلوبنا على طريقة اهل السنة والجماعة. طريقة الوسط. طريقة الاعتدال. لا افراط ولا تفريط لذا اذا فان تحقيق مسائل الايمان يحمل في طياته الخير الكبير لهذه الامة ويساهم في بناء المجتمعات النقية الطاهرة. ويحقق التقدم الحضاري واعادة العزة والرفعة لهذا الدين. بعد ان ذكرت هذه الاهميات الثلاث لدراسة اه مسائل الايمان ان مسألة الايمان هي جوهر الدين ولب وهي الاساس الذي يبنى عليه ما بعد ان مسائل الايمان مرتبطة جدا بمسائل الاسماء والاحكام انه اول خلاف نشأ في الامة كان بسبب مسائل الايمان بعد ان ذكرت هذه الاهميات الثلاث ختمت فاقول ان تحقيق مسائل الايمان يحمل في طياته الخير الكبير لهذه الامة وهو سبب في بداية التقدم الحضاري من جديد يعني انا اربط احبتي دائما تقدم الامة حضاريا وفكريا وعلوها على الامم مرة اخرى بتصحيح المسار العقدي. وتصحيح المسار الفكري والمنهجي الذي يسير عليه العلماء والدعاة والمصلحون وعوام الناس. اذا صححنا طريقنا عقديا صححنا طريقنا دعويا عدنا الى الاصول الصحيحة والمنطلقات الصحيحة في البناء العقدي باذن الله هذه اللبنة الاولى التي سننطلق من خلالها الى فضاء معرفي فضاء حضاري تقدم في تاريخ هذه الامة بعد هذه الموجة من الانتكاسات. نسأل الله ان يبني لهذه الامة مجدا وصرحاء دعونا الان احبتي اه نتكلم عن حقيقة الايمان. بعد ان عرفنا اهمية هذا الباب وخطورته. دعونا الان اذا نبدأ نتعرف ما هو مفهوم الايمان؟ ما حقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة اولا سندرس مفهوم الايمان من حيث اللغة كلمة الايمان ما دلالتها اللغوية وقبل ان ادخل في دلالتها اللغوية ساقدم بتقديم مهم جدا جدا. اسمعوا احبتي وعوا المسألة الاولى حقيقة الايمان في اللغة لم يقتصر الكلام في هذه المسألة على اهل العربية ولا على ارباب المعاجم اللغوية. بل خاض في تحقيق مفهوم الايمان لغة علماء الاعتقاد بل لو قلت ان علماء الاعتقاد نبشوا وفتشوا حول حقيقة الايمان لغة اكثر من اللغويين انفسهم لما كنت مجازفا في ذلك لما كنت مجازفا في ذلك لان علماء كل صنعة يفتشون عن الدلالات اللغوية للمصطلحات التي تتعلق بصنعتهم اكثر من تفتيش اللغويين عنها لان العالم اللغوي عنده احبتي الاف المفردات اللغوية فهو غير متفرغ لان يبحث في كل مفردة لغوية ما دلالتها؟ ما طريقة استعمال العرب لها بكل تعمق؟ يحاول ان يأخذ الاساس بالمعنى اللغوي ويسير. لكن المصطلحات المستعملة في كل علم من العلوم مثلا المصطلحات المتداولة في اصول الفقه. مصطلحات محدودة يمكن حصرها. فتجد علماء الاصول يفتشون عن دلالة هذه المصطلحات اللغوية اكثر من تفتيش اه اللغويين عنها. وهذه القضية نبه عليها تقييد الدين السبكي في شرحه على مختصر ابن الحاجب فاذا نقول ان علماء اللغة وعلماء العربية عموما فتشوا في دلالة الايمان لغة. وعلماء العقائد فتشوا اكثر من علماء اللغة في دلالة هذه الكلمة فقلت بل خاض فيها علماء الاعتقاد حيث اطالوا البحث والتنقيب عن دلالة هذه الكلمة في لسان العرب. كونها تمثل اساسا في الدرس العقدي والتصور الاسلامي. يعني لماذا كل هذه الجهود وكل هذا التعب في فهم مفهوم الايمان لغة او سعيا لفهم حقيقة الايمان لغة. لانه كلمة الايمان ما ينبني عليها السعادة والشقاء. فهي كلمة تستحق كل هذا التعب لتحقيقها وتفهمها. اذا لان هذه الكلمة تمثل اساسا في الدرس العقدي واساسا في تصور او في التصور الاسلامي لذلك الكل اجتهد وبحث وسعى لتحقيق كلمة الايمان. ما دلالتها اللغوية اذا كونها تمثل اساسا في الدرس العقدي والتصور الاسلامي وسعيا منهم لتفسير سر اختيار الشريعة لهذه الكلمة دون غيرها من المفردات العربية لتعبر عن حقيقة عظمى ومنطلق كبير في هذا الدين. ايضا من اهداف البحث في الدلالة اللغوية لكلمة الايمان هو ان نصل الى ما هو السر في اختيار الشريعة واختيار الشارع سبحانه وتعالى. لهذه الكلمة دون غيرها من المفردات اللغوية لتعبر عن هذه الحقيقة العظمى في الدين اكيد هذه الكلمة هي انسب وافضل كلمة للتعبير عن الحقيقة العظمى في هذا الدين اذا البحث في الدلالة اللغوية بحث مهم لانه الكلمة اساسية وهي منطلق من منطلقات التصور الاسلامي. وعلينا ان نحاول الوصول الى سر اختيار هذه الكلمة دون غيرها من المفردات اللغوية للتعبير عن هذه الحقيقة العظمى. تمام هذه توطئة ثم بعد ذلك اقول كلام مهم جدا انتبهوا علي. لكن لكن وهذه الاكل خطيرة. ينبغي التنبيه هنا على قضية مهمة وهي ان تحديد الدلالة اللغوية لكلمة الايمان لا يعني انك وصلت الى دلالتها الشرعية بحثك في الدلالة اللغوية لكلمة الايمان ووصولك الى معنى هذه الكلمة في اللغة لا يعني انك وصلت الى دلالة الشرعية طيب لماذا؟ نقول فان الشريعة حينما تستخدم مفردات اللغة للتعبير عن المسائل والحقائق. وهذا ركزوا عليه الكلام فان الشريعة الشريعة الالهية لما تستخدم وتوظف المفردات اللغوية للتعبير عن الحقائق والمسائل فانها كثيرا كثيرا. ما تنقل هذه المفردات من دلالتها اللغوية الاصلية لتمنحها دلالة جديدة اوسع من دلالتها اللغوية او اضيق من دلالتها اللغوية. المهم الشريعة تمنح هذه المفردات دلالات جديدة قد تكون اوسع من الدلالة اللغوية القديمة او الاصيلة او اضيق منها لا حرج في ذلك لكنها في النهاية طبعا تبقي مناسبة مع الدلالة اللغوية ولا تكون العلاقة هي التباين. يعني صحيح الشريعة لما تأتي الى المفردات اللغوية وتنقلها في كثير من الاحيان لا اقول دائما في كثير من الاحيان تمنح هذه المفردات اللغوية مدلولات جديدة قد تكون اوسع من المدلولات اللغوية او اضيق. لكنها لا تكون مباينة تماما للمدلولات اللغوية الشريعة لا تأتي مثلا لمفهوم الصلاة وتستخدم الصلاة بمعنى مثلا الصيام بمعنى الامساك عن المفطرات لماذا؟ لانه كلمة الصلاة في اللغة لا تدل على قضية الامساك عن المفطرات او الامساك عن الاكل والشرب. وانما تدل على الدعاء. فناسب اذا انها حينما تنقل للشريعة تطلق مقعد الافعال المبتدئة بالتكبير والمختتمة بالتسليم لان هذه الافعال اغلبها دعاء. دعاء في الركوع دعاء في السجود. كذلك مثلا الصيام الصيام دلالته اللغوية الامساك. لما تأتي الشريعة تنقل الصيام وتستعمله في شيء محدد لا يمكن ان تستعمل الصيام للدلالة على مثلا اه الزكاة مثلا بذل المال لا تستخدم الصيام وتطلق على بذل المال لانه الصيام لغة ليس له ادنى ملابسة وتعلق بقضية بذل المال. الصيام معناه امساك. فلما نقلت نقلته بمعنى الامساك لكنه امساك مخصوص عن اشياء مخصوصة بنية مخصوصة من طلوع الفجر الى المغيب. الشريعة نعم في كثير من الاحيان تمنح المدلولات اللغوية مفاهيم جديدة. قد تكون اوسع من المفاهيم القديمة او الاصيلة او اضيق نعم لكنها لا تكون مباينة تماما. ولذلك يبحث العلماء عادة في كل علوم شريعة عن الدلالة اللغوية للمصطلح ثم الدلالة الشرعية. ليعرفوا وجه الترابط والتناسب بين الدلالة اللغوية والدلالة الشرعية. ولماذا هذه الكلمة من بين المفردات اللغوية للتعبير عن هذه الحقيقة الشرعية المعينة. لابد وجود تناسب. لكن الشريعة تغير؟ نعم تغير هذا احفظوه الشريعة تغير توسع تضيق نعم. لكن طبعا لا تأتي بالتباين. وهذا اصل مهم في فهم العلوم الشرعية كلها ومن هنا اذا اردت ان تعرف دلالة كلمة الايمان في الشريعة. فعليك ان تتبع الان. اذا يا شيخ انت تقول لي انه كلمة الايمان معرفة دلالتها اللغوية لا يعني انني وصلت الى دلالتها الشرعية. ليه؟ لانه يمكن ان تكون الشريعة استعملت كلمة الايمان بمفهوم اوسع من دلالتها اللغوية او بمفهوم اضيق من دلالتها اللغوية. فانا بدي اتأكد وانظر في نصوص الكتاب والسنة وابحث هل الشريعة الالهية لما استعمرت مفهوم الايمان؟ هل استعملته على دلالته اللغوية ولم تغير فيه؟ ام ان الشريعة غيرت في مفهوم الايمان؟ موسعة او مضيقة؟ هنا سبيلي هو الاستقراء والتتبع لابد من ان تستقرأ وتتبع الاستعمال الشرعي لهذا اللفظ. فنقول فعليك اذا ان تتبع موارد هذه الكلمة. في نصوص الكتاب والسنة وتتدبر طريقة استعمال الشارع لها. لتعرف هل نقلت كلمة الايمان من دلالتها اللغوية ومنحتها معنى اعمق ومفهوم جديد كما فعلت ذلك بالفاظ الصلاة او الزكاة والصيام والحج. فالشريحة في الشريعة منحت هذه الالفاظ دلالات جديدة. ليست هي الدلالة اللغوية الاصيلة لها لكنها في نفس الوقت ليست مباينة تباين تام. لا بد كما قلنا من وجود الارتباط والعلاقة العامة. كما منحت الفاظ الصلاة والزكاة والصيام والحج معان اخرى وحقائق مستجدة. ام بقيت دلالتها في الشرع؟ هذاك احتمال اخر احتمال عقلي وارد ان تكون كلمة الايمان بقيت دلالتها في الشرع كدلالتها في اللغة ممكن ممكن. فسبيلنا هو الاستقراء والتتبع يقول ابن تيمية رحمة الله عليه وهو يأصل لهذه القضية المهمة. قضية الاستعمال الشرعي للالفاظ. انه عدم اتقان هذه القضية اورد كثير من العلماء في طرق الضلال عدم اتقان هذا المفهوم وهاي الحقيقة اورد كثير من العلماء ومن الافاضل في سبل الضلال عن طريقة اهل السنة والجماعة. فيقول ابن تيمية اسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك قد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يراد بها في كلامه وفي كلام الله يعني النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ما هو المراد من الصلاة؟ ما هو المراد؟ من الصيام في الشريعة؟ ما هو المراد من الزكاة في الشريعة؟ بين ذلك في كلامه عليه الصلاة والسلام وكما بين ذلك ايضا في كلام الله في نصوص القرآن. وكذلك لفظ الخمر وغيرها ومن هناك يعرف معناها. يعني لما بدك تعرف معنى الصلاة في الشريعة ما بنفع تفتح معجم من المعجمات اللغوية او من المعاجم اللغوية وتبدأ تنظر ما ما الصلاة في الشريعة بدك تاخذ معنى الصلاة في الشريعة بدك تنظر في الكتاب والسنة. بدك تعرف معنى الصيام في الشريعة. كلمة الصيام لما وردت في نصوص الكتاب والسنة بدك تعرف معناها؟ بدك تعرف معناها من داخل نصوص الكتاب والسنة. وليس من المعاجم اللغوية لان الشريعة تصرفت في هذه الالفاظ ومنحت معان جديدة فبالتالي يقول ابن تيمية ومن هناك يعرف معناها اي من الكتاب والسنة تعرف معنى الصلاة والزكاة والصيام والحج وليس من المعاجم اللغوية قال فلو اراد احد ان يفسرها ان يفسر الصلاة والزكاة الواردة في نصوص الكتاب والسنة او الصيام او الحج بغير ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل منه. يعني لو جاءنا رجل وفتح القرآن الكريم ووصل الى قوله تعالى ولله على الناس حج البيت فقال لنا هل تعرفون ما معنى الحج ويجوز قراءة ثانية الحج قلنا له ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ما معنى هذه الكلمة والمفردة في نصوص آآ الاحاديث النبوية الكثيرة المستفيضة وحج وو وقال لنا لا لا انا سابين لكم معنى الحج من المنبع من معاجم اللغة. ففتح لنا معجم من معاجم اللغة اخرج لنا معنى جديدا لكلمة الحج. وقال الحج الوارد في الاية معناه كذا وكذا. هنا سنقول له يا اخي الكريم هذا الفهم خاص ومردود عليك ولا عبرة به. لان هذا الفهم لكلمة الحج ليس مأخوذا من بيان محمد صلى الله عليه وسلم. محمد صلى الله عليه بين هذا المفهوم. فانا اخد شرح هذا المفهوم منه ولا اخذه من المعاجم اللغوية. وهذا اصل مهم في فهم الشريعة ثم قال ما زال كلام ابن تيمية قائما. اذا نعيد الكلام من اوله لاهميته. اسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك. قد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يراد بها في كلام الله ورسوله وكذلك لفظ الخمر ونحوها. ومن هناك يعرف معناها اي من النصوص الكتاب والسنة. فلو اراد احد ان يفسرها غير ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل منه قال واما الكلام في اشتقاقها ووجه دلالتها فذاك من جنس علم البيان وتعليل الاحكام. يعني لو انك انت كفقيه بدأت تقول الحج في اللغة اصله من كذا او الصلاة في اللغة اصلها الدعاء. والزكاة في اللغة مأخوذة من النماء. وبينت وجه التناسب بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي. ما عندنا كي لا يقول ابن تيمية ما عندنا مشكلة لان هذا شكل من اشكال التعليل اي لماذا اختار الشارع كلمة الزكاة دون غيرها من المفردات اللغوية؟ لتعبر عن الحقيقة الشرعية المحددة بكذا وكذا. لماذا اختيرت هذه الكلمة ما وجه مناسبتها فهنا لا مانع من ايراد المعنى اللغوي استئناسا. لا معنى من ايراد المعنى اللغوي والبحث في اصل الاشتقاق استئناسا وليس لاننا لا نعرف معنى الصلاة والزكاة والصيام الا بالرجوع الى المعاجم. فان معانيها ومفاهيمها نأخذها من بيان صاحب الشريعة لكننا نستأنس بالدلالة اللغوية لفهم وجه الترابط بين اللغة والشريعة في ذلك قال فهو زيادة في العلم. لاحظوا الكلمة الدقيقة من ابن تيمية. قال فهو زيادة في العلم. يعني شيء يستأنس به زيادة في العلم لكنه ليس اصل العلم بحقيقة هذا هذه الاسماء قال وبيان لحكمة الفاظ القرآن انه اكيد في حكمة من اختيار الصلاة دون غيرها من المفردات اللغوية او الزكاة دون غيرها وعلى ذلك لكن معرفة المراد هذا المهم. لكن معرفة المراد منها لا يتوقف على هذا. لا يتوقف على الرجوع الى كتب المعاجم ثم ما زال يكمل ابن تيمية فيقول واسم الايمان واسم الايمان والاسلام والنفاق والكفر هذه الاسماء الالقاب مش قلنا او اسماء واحكام فاسماء المؤمن والمسلم المنافق الكافر هي اعظم من هذا كله اي اعظم من لفظ الصلاة والزكاة والصيام اعظم من هذه المصطلحات لانه الايمان والاسلام والنفاق والردة هذه اصول العقائد. فهي اخطر من الصلاة والزكاة والصيام والحج وان كانت هذه مهمة. لكن تلك اصول العقائد فبالتأكيد هي اخطر بالتالي ماذا ينبني على هذا؟ ما يريد ان يقوله ابن تيمية فالنبي صلى الله عليه وسلم قد بين المراد بهذه الالفاظ الفاظ الايمان والكفر وما شابهها بيانا لا يحتاج معه الى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعماد العرب ونحو ذلك فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الاسماء الى بيان الله ورسوله فانه شاف كاف. يعني لا يعقل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اهتم ببيان معنى الصلاة والزكاة والصيام واغفل بيان معنى الايمان والكفر والنفاق مع انه هذه الالفاظ هي المنطلقات في العقيدة الاسلامية وفي التصور الاسلامي. فلا يعقل انه النبي عليه الصلاة والسلام انشغل ببيان الفروع وترك الاصول لا يمكن ذلك وهذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بانه لم يبين الشريعة غاية البيان. فابن تيمية وهذا كلام حق يجب ان يعلمه الجميع شريعة بينت دلالة هذه الالفاظ. الالفاظ الاساسية الايمان الكفر النفاق ما هو البدعة؟ الشريعة بينت هذا. واعطت معاني غزيرة لها. لكن وظيفتنا نحن ان ونستنبط ونضع القواعد ونحدد ذلك. وننطلق في فهم هذه الالفاظ من بيان محمد صلى الله عليه وسلم. هذا ما يريد ان يقول ابن تيمية يعني لا نعتمد في بيان مفهوم الايمان والكفر على الاشتقاق اللغوي وعلى شواهد اللغة. وان كلمة الايمان استعملت في اللغة بهذا المعنى هذا كله لا ينفعنا الان. ينفعنا الان ماذا فسر وشرح محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم الايمان هنا نعرف ما هو الايمان على طريقة اهل السنة والجماعة. ما هو الايمان الذي اراده الله سبحانه وتعالى؟ ما هو الايمان الذي قصده محمد عليه الصلاة والسلام اذا عدنا الى كلام محمد بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه. الى تفسير القرآن الكريم. واما اذا عدنا الى اللغة فقط واكتفينا بها قد حدنا عن سواء السبيل اذا ان معرفة الدلالة اللغوية لكلمة الايمان هذا الان انتهى كلام ابن تيمية عدنا الان للشرح واسمعوا هذا الكلام جيدا والله احبتي ان هذا الكلام اذا ضبط وفهم ستتجلى عندكم كثير من القضايا والاشكاليات مع افكار المنحرفة عن طريقة اهل السنة والجماعة فنقول ان معرفة الدلالة اللغوية لكلمة الايمان ليس قاضيا وليس حاكما على الدلالة الشرعية. وانما ذكر الدلالة اللغوية مقصده ان نعرف سر استعمال الشارع لهذه اللفظة مثلا لفظة الايمان دون غيرها من الالفاظ او قل لمعرفة المناسبة بين الدلالة اللغوية والدلالة الشرعية فقط وليس لتحديد دلالة او مفهوم او حقيقة كلمة الايمان في الشرع. نحن لا يهمنا اذا البحث اللغوي قوي في كلمة الايمان. ما يهمنا البحث الشرعي وبحثنا اللغوي مجرد ادراك مناسبة لماذا اختيرت هذه الكلمة دون غيرها وانما ذكره ليعرف سر استعمار الشارع لهذا اللفظ دون غيره وقل لمناسبة استعمار الشارع وليس لتحديد دلالة كلمة الايمان في الشرع. وانما نركز يعني لاحظت اني انا وركز على هذه القضية وانما نركز على هذه القضية لماذا؟ هنا المهم لان بعض الفرق الكلامية نظرت الى المعنى مغوي لكلمة الايمان وجعلته حاكما على المعنى الشرعي. واحتجت باللغة على الشرع بل بعض الفرق الكلامية نفت ان يكون هناك حقائق شرعية نفت ان يكون الشارع قد اتى بالفاظ لغوية ومنحها دلالات جديدة كل هذه القضية من اجل ان تنصر عقيدتها الارجائية بعض الفرق الكلامية نفت وجود شيء اسمه اصلا حقائق شرعية. نفت ان يكون الشارع يوسع دلالة الالفاظ او يضيقها. نفت كل هاي الافكار التي نتكلم انا وقالت هذه الالفاظ باقية على درتها اللغوية. طب لماذا فعلوا ذلك؟ لان هذا ينصر طريقتهم الارجائية كما سنبين بعد قليل باذن الله او في المحاضرة القادمة. اذا اه فنقول لان بعض الفرق الكلام يعني ماذا ركز على هذه القضية؟ لان بعض الفرق الكلامية نظرت الى المعنى اللغوي لكلمة الايمان وجعلته حاكما على المعنى الشرعي. واحتجت باللغة على الشرع. احتجت باللغة على الشرع وهذا خطأ منهجي في التعامل مع الحقائق الشرعية تم التنبيه عليه في بداية هذه المجالس والدورة المباركة حيث ذكرنا احبتي ونحن نؤصل لمنطلقات اهل السنة والجماعة في بناء العقائد ذكرنا اظن الاصل الرابع او الاصل الخامس ان احد ابرز اسباب الانحراف في مسائل الاعتقاد هو عدم ملاحظة الاستعمار الشرعي للالفاظ من اخطر اسباب الانحراف عند الفرق الكلامية غير انهم اخذوا من من الفلسفة الاغريقية وصاغوا قوالب او عقيدة الدين في قوالبها من ابرز اسباب الانحراف عندهم انهم لم يلاحظوا لم يتأملوا في الاستعمال الشرعي للالفاظ ووقفوا عند الدلالة اللغوية فقط ولذا نجد كثيرا من ائمة اللغة واصحاب المعاجم اخطأوا الجادة في ابواب الاعتقاد وخالفوا طريقة اهل السنة والجماعة. ليس بسبب جهلهم بالدلالات اللغوية او باللغة هم اصحاب معاجم اهل اللغة. طب اهل لغة وخالف منهج اهل السنة والجماعة ما هو السبب؟ اه كثير من هؤلاء اصحاب المعاجم من انما حادوا عن طريقة اهل السنة واخطأوا في مسائل الاعتقاد ليس لجهلهم باللغة العربية بل لجهلهم بالاستعمال للالفاظ وتوهموا ان الشارع استعمل الالفاظ في الكتاب والسنة على اصل دلالتها اللغوية ولم يغير فيها فبدأوا يأتون لهذه الالفاظ الواردة في القرآن وفي السنة يشرحونها بدلالتها اللغوية وليس باستعمال الشارع لها وهذا خطأ كبير سبب انحرافا عن جادة اهل السنة والجماعة لدى كثير من علماء اللغة. بل للاسف بعض اللغويين لما يفسر بعض الالفاظ لا يفسرها بحقيقتها حتى اللغوية يعني بعض اللغويين بسبب تأثره بالفرق الكلامية اثر هذا على تفسيره اللغوي لبعض الكلمات. كما ذكرنا في صفة الكلام ان بعض اللغويين يقول كلامه حقيقة هو المعنى القائم في النفس وهذا ليس له وجود عند العربية قاطبة استعمال الكلام على المعنى القائم في النفس هذا مجاز لا يقول احد العلماء العربية الاقدمين ولا احد من العرب ولهم آآ من عرف برسوخه في العلم من القدم. اقول من الايام ايام السلف الصالح انه فسر الكلام حقيقة بالمعنى القائم في النفس. فكيف يأتي احد اصحاب المعاجم يقول لنا الكلام هو المعنى القائم في النفس هذا تأثر واضح. بالمنهج الكلامي العقدي الذي ينطلق منه. فينبغي ان تقرأ كتبا اللغويين بعقل. لكن هنا نحن نتكلم عن مشكلة اخرى هو ان اللغوي يأتي الى الفاظ واردة في الكتاب والسنة فيفسرها بمعناها اللغوي الحقيقي نقول نعم هذا المعنى اللغوي حق لكن الشارع لم يبقي هذه الالفاظ والمفردات على المعنى اللغوي بل اما وسع واما ضيق وهذا لاحظناه من التتبع لموارد استعمال الشارع لهذا اللفظ اذن ولذا نجد كثيرا من ائمة اللغة اخطأوا الجاد في ابواب الاعتقاد ليس بسبب جهلهم باللغة. كيف وهم ائمتها؟ بل بسبب جهلهم الاستعمار الشرعي للالفاظ اللغوية وتطلب حقائق هذه الالفاظ من اللغة فقط. وتطلب حقائق هذه الالفاظ الشرعية من اللغة فقط خطأ كبير منهجي. واعلم يا طالب العلم ان ملاحظة الاستعمال العرفي للالفاظ هذا ليس خاصا فقط بالعرف الشرعي انا الان ساثبت انه يجب ان نلاحظ اعراف الناس في استعمال الالفاظ ولا نكتفي فقط بالدلالة اللغوية الاصيلة له وانه قضية مراعاة اعراف الناس في استعمال الالفاظ هذه ليست يعني ليست قضية شرعية فقط ان هناك الشارع فقط هو الذي ينقل الكلمات من دلالتها اللغوية ويوسعها في استعماله او يضيقها. بل حتى الناس في حياتهم ينقلون بعض الالفاظ من دلالتها اللغوية الاصيلة ويستعملونها في مجتمعاتهم وفي قراهم او في حرفهم بعد ان يمنحوها معاني جديدة اضيق او اوسع اقول اعلم يا طالب العلم ان ملاحظة الاستعمال العرفي للالفاظ هذا ليس خاص فقط بالعرف الشرعي فقط بل حتى اعراف الناس في حياتهم فان اصحاب الحرف والصنائع مثلا لهم اعراف في استعمال بعض المفردات اللغوية. صح؟ فتجد مثلا اه عند الحدادين هناك احد المفردات اللغوية يستعملونها بطريقة معينة ليست هي الدلالة اللغوية الاصيلة لهذه الكلمة. بل لها دلالتها الخاصة عندهم فلما تأتي انت في تكون في وسط مجتمع الحدادين. ويقول لك احد الحدادين والله ناولني مثلا هذا الشيء فلا تقل والله هذا الشيء معناه لغة كذا وكذا فتذهب اليه فتعطيه شيء بناء على دلالته اللغوية في عقلك. بل عليك ان تنظر هذه اللفظة ما هي دلالتها في عرف الحداد لا يهمنا اللغوية. انا يهمني ما دلالتها في عرف الحداد لاتي له بالشيء بناء على ما يفهمه. فنقل الالفاظ من دلالتها اللغوية ومنحها دلالات جديدة اوسع او اضيق من دلالتها اللغوية هذا ليس خاصا بالشريعة الاسلامية وبالكتاب والسنة بل هذا امر متعارف عليه في جميع المجتمعات. فكلمة دابة اصلها في اللغة العربية كل ما يدب على الارض من اصحاب اربعة ارجل او الرجلين او الرجل الواحد او الزواحف لكنها نقلت واصبحت في عرف الناس تطلق الدابة على ذوات الاربع فقط. هذا نقل عرفي وتضييق للمعنى اللغوي. تضييق بالمعنى اللغوي. اذا عملية التضييق والتوسيع في المعنى اللغوي هذا ليس خاصا اه الاستعمال الشرعي حتى يأتي احد المتكلمين لينكر علينا ويقول من اين اتيتم بقضية اللا عرف الشرعي. نقول هناك عرف شرعي وهناك عرف آآ اصحاب الحرف وهناك عرف لاصحاب القرى وهناك عرف للامصار. فاذا قضية الاعراف ونقل الالفاظ وتغيير دلالاتها هذا امر واقع في حياة الناس ليس لاحد عاقل ان ينكره. فاقول اذا واعلم ان ملاحظة الاستعماد العرفي للالفاظ ليس خاصة بالعرف الشرعي فقط بل حتى اعراف الناس في حياتهم فان اصحاب الحرف والصنايع مثلا لهم اعراف في استعمال بعض بالمفردات اللغوية. فتفسير دلالة هذه الكلمات في لسانهم يقتضي ان ترجع الى اللغة ولا الى عرفهم الى عرفهم. يقتضي الرجوع الى وليس الى الدلالة اللغوية البحتة والا ستخطئ في فهم مقصودهم وقل ذلك في الالفاظ الدارجة في المجتمعات والقرى والامصار فان دلالة المفردة اللغوية قد تختلف من بلد الى اخر ومن مجتمع الى غيره وبالتالي فنقول ملاحظة الاستعمار الشرعي اذا ليس بدعا من القول اتى به اهل السنة والجماعة بل هو الطبيعة العلمية متوافقة مع مجتمعات الناس ومع المنطق السليم ملاحظة العرف الشرعي ما يأتي احد المتكلمين يقول والله هذه بدعة اتى بها اهل السنة. نقول طبيعة الحياة الاجتماعية على هذه الارض تدل على هذه الفكرة وهو ان المفردات اللغوية كثيرا ما يتم عليها تطوير اما تضييق واما توسيع في الاعراف فكما ان هذا يحصل في اعراف الناس فهو حاصل ايضا في عرف الشارع سبحانه وتعالى. وبناء على هذا نقول ان تحديد معنى الايمان لغة لن يكون ما هو الفصل في بيان معناه شرعا. لن يكون هو الفصلة عفوا في بيان معناه شرعا طيب ماذا ينبني على هذا؟ وبالتالي نقول ان الخلاف في الدلالة اللغوية لكلمة الايمان لا نعتبره بالتالي خلاف عقدي يعني اذا وقع خلاف في الدلالة اللغوية لكلمة الايمان كلمة الايمان لغة ماذا تعني؟ هناك خلاف ترى بين اهل العلم كما سيأتي. اذا اختلفنا في دلالة كلمة الايمان لغة فهذا لا يعتبر خلاف عقدي ليس خلافا عقديا بالتالي لا يثرب بعضنا على بعض في ذلك او نبدعه على ذلك. بل ستبقى مسألة لغوية بحتة عليها ان تأخذ حجمها المناسب في البحث العلمي مع السعي طبعا الى تطلب الحق لماذا نقول هذا الكلام؟ لان هناك يعني نستطيع ان نقول بعض النزاع وبعض التسرع اه من طلبة ينتسبون الى مدرسة اهل السنة والجماعة يزعمون ان كلمة الايمان لغة معناها كذا وكذا واي شخص يقول غير ذلك فقد ابتدع نقول له قف ان البحث في دلالة كلمة الايمان لغة هذا بحث لغوي هذا بحث لغوي نسعى الى الوصول الى الحق فيه لكن ليس خلافا عقديا. الخلاف العقدي هو في معنى الايمان شرعا في استعمال الشارع وليس الخلاف العقدي في معنى الايمان لغة. بالتالي الخلاف في معنى وفي مدلول الايمان لغة ليس خلاف عقدي. لا يجوز التبديع فيه تبقى مسألة مطروحة للنقاش ونسعى الى تطلب الحق ما عندنا مشكلة. نحن نسعى الى تطلب الحق لكنها مسألة لغوية تبقى مطروحة للنقاش ولا يبدع فيها ولا يفسق فيها ولا يتطاول فيها على اهل العلم اذا فهذا التأصيل مهم بينا فيه ان الشارع ينقل بعض الالفاظ اللغوية من دلالته الاصيلة الى استعمال خاص. ويجب علينا بالتالي ان نعرف هذا الاستعمال الخاص من خلال التتبع والاستقرار لنصوص الكتاب والسنة اه ما فائدة المعنى اللغوي اذا؟ ادراك المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي وتطلب الاصرار والحكم في ذلك فهو استئناس علمي. اه وصلنا الى نتيجة اخرى ايضا انه لا يجوز التبديع آآ في الاختلاف في دلالة كلمة الايمان او غيرها من الالفاظ لغة لا نبدء في ذلك بل نبقي المسألة بحجمها ما دامت المسألة هي مسألة اجتهادية في تحديد معنى الايمان لغة او غيرها من الالفاظ طبعا متى يمكن ان نقول ان هناك اشكالية في تحديد المعنى اللغوي؟ لما نجد مثلا كما قلنا بعض مثلا زي صاحب الفيومي مصباحي منير للفيومي من اجل الفيومي رحمه الله وغفر الله له ما عرف الكلام بانه المعنى القائم في النفس وقال هذا هو المعنى الحقيقي. اه هنا في الحقيقة هذه ليست مسألة لغوية بل هنا ندرك ان الفيومي هنا متأثر بالفكر الاشعري في هذه القضية. ندرك ان الفيومي متأثر بالفكر الاشعري في هذه القضية وليست هذه دلالة لغوية يعني ليس كلام الفيومي هنا خارج من بحث لغوي لان هناك اطباق عند المتقدمي العرب ان الكلام هو اللفظ وهذا ما يدل عليه الفطرة والعقل والمنطق السليم اصالة وتدل عليه لغات العرب والعجم. فهنا نعرف ان هناك اشكالية في تأثر عقدي عنده فنلغي هذا الكلام ولا نعتبره اجتهاد لكن لما يكون لأ نفس اللفظة فعلا في اللغة تحتمل وهناك اراء وتتجاذبها الانظار فليس لنا ان نشدد وان نغلو ما دامت القضية قضية لغوية بحتة وانما التركيز والتشديد يكون على المفهوم الشرعي للايمان وفي المحاضرة القادمة باذن الله سنبدأ ما هو مفهوم الايمان لغة ومن خلاف الدائر فيه؟ تحديد الدلالة اللغوية له بين اهل العلم ثم ننتقل الى مفهوم الايمان شرعا اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا الى ما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ