بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خير به وشره بسم الله الرحمن الرحيم. سبق الكلام على اول هذا الحال هذه الاركان الستة اركان الايمان الايمان وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه يعني من اركان الايمان ان تؤمن بالكتب التي انزلها الله تبارك وتعالى على رسله واعلم انه ما من رسول الا انزل الله معه كتابا كما قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وقال الله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بما اختلفوا فيه لكن من هذه الكتب ما لا نعلمه والذي نعلم القرآن الكريم وهو اعظم كتاب واشرف كتاب انزله الله تعالى وهو الكتاب المصدق لما بين يديه وهو الكتاب المهيمن على ما سبقه من الكتب وهو الكتاب الناسخ لجميع الشرائع السابقة فهو اعظم اعظم كتاب. اسأل الله ان يجعلني واياكم ممن يتلونه حق تلاوته هذا الكتاب نزل على محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم مفرقا في ثلاث وعشرين سنة منه المكي ومنه المدني فما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة فهو مدني وهو اعني القرآن الكريم نزل مفرقا والكتب السابقة نزلت جملة واحدة ولهذا اعترظ المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة يعني كسائر الكتب السابقة فقال الله تعالى كذلك اي انزلناه كذلك مفرقا لنثبت به فؤاده ورتلناه ترتيلا وقال الله تعالى وقرآنا طرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ففيه فائدتان عظيمتان الاولى تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم والثانية ليقرأه على الناس على مكث على مهل كلما احتاج الناس الى شيء نزلت الايات وبعد هذا التوراة التي انزلها الله سبحانه وتعالى على موسى صلى الله عليه وسلم كتب له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء وهي اعظم الكتب بعد القرآن الكريم وعليها تدور نبوات نبوات بني اسرائيل وهي على موسى عليه الصلاة والسلام ثالث الانجيل نزل على عيسى عليه الصلاة والسلام وهو كالمكمل التوراة يعني ليس كتابا مستقلا انما هو مكمل للتوراة حسب حاجة الناس حين بعث عيسى عليه الصلاة والسلام والرابع الزبور الذي اتاه الله تعالى داود واكثر ما فيه المواعظ التي تصلح للترنم وتشجيع القراءة ولهذا سخر الله له الجبال والطيور تسبح معه حسن صوته وادائه حتى ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما سمع ابا موسى الاشعري رضي الله عنه يقرأ اعجبته قراءته وقال له لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود فقال يا رسول الله او سمعت ذلك؟ قال نعم قال لو كنت يعني اعلم تحضرته لك تحبيرا يعني حسنتوا احسن من مما كنت اتلو على العادة الخامس صحوف ابراهيم ابراهيم ذكره الله عز وجل في سورة الاعلى فقال ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى اما صحف موسى فقيل انها غير التوراة وقيل انها التوراة والله اعلم يجب علينا ان نؤمن بهذه الكتب ولكن كيف الايمان بالكتب السابقة الايمان بالكتب السابقة ان نؤمن بان الله انزل على موسى التوراة وعلى عيسى الانجيل وعلى داوود الزبور وعلى ابراهيم الصحف وعلى موسى الصحف لكن التوراة التي بايدي اليهود الان والانجيل الذي بايدي النصارى النصارى الان ليس هو الذي نزل على موسى ولا على عيسى لانه محرم مبجل مغير كما قال الله تعالى قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهو وعودا للناس يجعلونه قراطيس تبدونها وتوقفون كثيرا واخبر انهم يحرفون الكلمة عن مواضعه لكن نؤمن بان الله انزل على موسى التوراة وعلى عيسى الانجيل وعلى داوود الزبور وعلى موسى وعلى ابراهيم صحفا وعلى موسى فنصدق بذلك ولكن هل تلزمنا احكامها التي تصح انها نزلت بها هذه الكتب وهو ما يعبر عنه اهل اصول الفقه بقولهم هل شرع من قبلنا شرع لنا في ذلك خلاف بين اهل العلم منهم من قال ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه ومنهم من قال شرعنا مستقل ولا علاقة لنا بشرع من قبله والصواب القول الاول ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه وهذا من فوائد قصص الله تعالى من فوائد قص الله علينا من نبأ من سبق نعتبر كما قال عز وجل لقد كان في قصصهم عبرة يقولوا الاباء وقال تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر اما لو ورد شرعنا بخلافه فان الشرع السابق منسوخ لا عمل عليه دخل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خير وشره وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت بسم الله الرحمن الرحيم. سبق الكلام على اركان الايمان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر انتهينا الى قوله وكتبه الرابع الايمان بالرسل. عليهم الصلاة والسلام والرسل بشر من بني ادم الله تبارك وتعالى لرسالته وتحمل الوحي واعدائه ومشقته لانهم خيرة الخلق الخلق الذين انعم الله عليهم اصنافهم اربعة النبيون والصديقون والشهداء والصالحين والنبيون ينقسمون الى رسل وانبياء النبي من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه ثم الرسل يختلفون المراتب عند الله عز وجل فافضلهم اولو العزم الخمسة الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في ايتين من كتابه وهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ونوح هؤلاء هم اولي العزم من الرسل ذكرهم الله تعالى في قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فجمع الله هؤلاء الخمسة في موضعين من كتابها من كتابه اولو العزم اولهم نوح واخرهم محمد عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فلا نبي بعده ومن ادعى النبوة بعده فهو كافر يستثاب فان تاب وكذب نفسه فذاك والا قتل كافرا والعياذ بالله ومن صدق من ادعى الرسالة بعد من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو كافر مرتد يستتاب فان تاب وانكر هداك والا قتل كافرا مرتدا والعياذ بالله والرسل عليهم الصلاة والسلام خمسة وعشرون الذين نعلم منهم والذين لا نعلم الله اعلم به ولهذا قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليه فبعض الرسل لا نعلمه قال اهل العلم وانما قص الله علينا من كانوا بالجزيرة العربية وما حولها واما من كانوا في القارات الاخرى فان الله لم يقص نبأهم علينا لكننا نعلم انه ما من امة الا خلا فيها نذير كما قال الله عز وجل وان من امة الا خلى فيها نذير وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الطلاق فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فعلينا ان نؤمن بالرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم وان وانهم صادقون مصدوقون جاؤوا بالحق وبه كانوا يعدلون وان الرسل سوى محمد صلى الله عليه وسلم ارسل كل رسول الى قومه فلزت رسالته عامة لا في المكان ولا في الزمان ولا في الامم ورسائلهم خاصة اما محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فرسالته عامة الزمان والمكان والامم قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي واحلت المغانم او الغنائم ولم تحل لاحد قبلي واعطيت الشفاعة وهي الشفاعة العظمى وهي خاصة به وبعثت وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عام صلوات الله وسلامه عليه اما اليوم الاخر وما بعده فسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى والله الموفق