الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين تقدم الكلام على حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة الرابع صوم رمضان وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال وسمي رمظان قيل لانه يرمض صاحبه اي انه يصيبه بشيء من التعب والمشقة وقيل بل انه صادف تسميته شدة الحر فسمي رمظان من الرمظى وعلى كل حال فهو شهر معروف فرض الله صيامه لانه انزل فيه الكتاب القرآن على محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان والصوم عبارة عن حبس النفس عن الاكل والشرب والجماع وغيره وغيرها من المفطرات هذا هو الصوم اذا فعله الانسان تعبدا لله تعالى وليس يفعله ليروض نفسه على الصبر ولكن تقربا الى الله تبارك وتعالى والصوم اذا عجز عنه الانسان عجزا طارئا كمرض طرأ عليه فانه يفطر ثم يقضيه بعد لقوله تعالى ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى وان كان عجزا مستمرا كالكبير والمريض مرضا لا يرجى زوال لا يرجى برؤه فهذا يطعم عن كل يوم مسكين اذا لابد من صيام اداء او قضاء او اطعام ولا الا اذا كان الانسان لا يستطيع الصوم على وجه المستمر وكان فقيرا لا يستطيع الاطعام فحينئذ يسقط عنه لان جميع الواجبات اذا عجز عنها الانسان سقطت اما الخامس فهو حج بيت الله الحرام بان يذهب الانسان الى مكة قاصدا التعبد لله تبارك وتعالى بالحج وفرض الحج متأخرا بعد ان فتح الله تعالى مكة على يد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فرض اما في السنة التاسعة او العاشرة وهو معروف ولكن لا بد ان يكون الانسان مستطيعا فان لم يكن مستطيعا فلا حج عليه لقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا يعني ومن لم يستطع فلا حجة عليه وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى بالعباد وقيد الحج بالاستطاعة لانه اشق اركان الاسلام اذ ان اكثر الناس يحتاجون فيه الى سفر ومعاناة وتعب فلذلك قيده بالاستطاعة خاصة مع ان الاستطاعة شرط في جميع الواجبات لكن خص الحج بالذكر لانه لان اكثر الناس يشق يحتاجون فيه الى السفر فيشق عليه هذه اركان الاسلام الخمس بني الاسلام عليها فلا يتم الاسلام الا بها ويقتص ركنان منهم منها بان تركهما كفر الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فمن لم يشهد بذلك فهو كافر والثاني الصلاة فمن تركها فهو كافر خارج عن الملة وقد سبق لنا بيان هذا وانه دل على كفره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واجماع الصحابة كما نقله عنهم اسحاق وغيرهم نسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم ممن يقيموا اركان الاسلام والايمان وان يتوفانا وهو راض عنا انه على كل شيء قدير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الاحاديث في كتاب الايمان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا الحديث بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ان الايمان عند الاطلاق ثلاث وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق واما اذا قرن بالاسلام فقد سبق في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما سأله جبريل عن الامام قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه واليوم الاخر والقدر خيره وشره لكن عند الاطلاق يشمل كل الاعمال والاقوال اعمال القلوب واقوال القلوب واعمال البدن واقوال البدن اربعة اشياء بين الرسول عليه الصلاة والسلام انه ثلاث وسبعون شعبة اناها قول لا اله الا الله لان لا اله الا الله كلمة الاخلاص الكلمة التي يدخل بها يدخل بها الانسان الاسلام ومعنى لا اله الا الله لا احد يعبد حقا الا الله عز وجل فكل ما عبد من دون الله فانه باطل ليس باله بل هي كما قال الله عز وجل ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان واما وهذا اعلاها ادناها اماطة الاذى عن الطريق الاذى يعني ما يؤذي المارة من عظم او حجر او طين او خياط ملتن بعضه على بعض. المهم كل ما يتأذى به المارة اذا ازلته عن طريقهم فان ذلك من الايمان وهو صدق ايضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر وتميط الاذى عن الطريق صدقة والحياء شعبة من الايمان الحياء ان يكون الانسان حييا لا يصنع شيئا ينتقد عليهم لا في الشرع ولا في العرف ولا في المروءة يستحي والحياء لا شك انه خلق حسن وهو نوعان جبلي وكسب يعني احيانا يدعو الله عز وجل الانسان حييا بحسب طبيعته يخلق هكذا قيميا واحيانا يكتسب الحياء بمعنى انه يتمرن على ضبط النفس وعدم فعل ما يخل بالمروءة او بالدين او بالشرف وقد يجتمعان في الشخص يكون الانسان حيا بحسب طبيعته وجبلته وبحسب كسبه وممارسته والحياء يمنع الانسان من فعل ما يستحي منه شرعا او عرفا فتجده مثلا يستحي ان يفعل المحرمات يستحي من من الله اولا ثم من الناس ثانيا يستحي ان يفعل ما يخالف المروءة بان يكون كثير الكلام حذارا لا يسكت او يأتي مثلا بلبسه تخالف لبسة الناس وعاداتهم ومن ذلك ما قاله بعض العلماء ان يمد رجليه بين القاعدين الا لعذر واذا كان عذر يستأذن يقول ائذنوا لي لان هذا يخالف المروءة ومن ذلك ايضا ان يتكئ على جنب والناس جلوس وما اشبه ذلك على ان هذا يختلف باختلاف الاحوال. قد يكون الرجل ليس عنده الا اصحابه الخاصين به الذين لا يستحي منهم ولا يهمه ان يفعل هذا ويكون عند اخرين يهمه هذا الشيء ولذلك قال بعضهم كلمة لها معنى من مقبول يقول عند الاصحاب تسقط الاعداء والمراد انه يسقط التكلف ولا يتكلم ما دام عنده اصحابه والا فالاداب مطلوبة في كل مكان في هذا الحديث دليل لاهل السنة والجماعة الذين قالوا ان الايمان كلمة يدخل فيها كل ما يقرب الى الله من اقوال اللسان واقوال القلوب واعمال الجوارح واعمال القلوب وفيه الحث على الحياء وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حييا كريما عليه الصلاة والسلام حتى قيل انه احيا من العذراء في خدرها يعني احيا من البنت البكر في خدرها والبنت البكر هي اشد ما يكون حياء مع ان الحياء من خصال النساء لكن الحياء الشرعي من صفات الانبياء عليهم الصلاة والسلام ولكن اذا كان الانسان يريد ان يسأل عن امر في دينه فلا يستحي منه يسأل ولو كان مما يستحيى التصريح به ولهذا جاءت ام سليم الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالت يا رسول الله هل على المرأة من غسل اذا هي احتلمت فقال نعم اذا هي رأت الماء وهذا مما يستهزأ منه لكنها رضي الله عنها قدمت مقدمة تبين عذرها فقالت ان الله لا يستحيي من الحق قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار لم يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين فمسألة الدين لا تستحي منها ولكن الشيء العادي الذي يستحي منه تجنبها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني اذا اردت ان تفعل فعلا لا يستحي منه فافعله والا فاتركه وقيل المعنى ان الانسان الذي لا يستحي يفعل ما يشاء ولا يبالي وكلا المانعين صحيح والله المغفر