عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن احب عبدا لا يحبه الا لله. ومن يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقا في النار متفق عليه وعن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قطع من الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم اذا كان المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بالايمان وكمال الايمان حديثين حديث انس والعباس اما حديث انس فهو ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخبر بانه لا يذوق عبد طعم الايمان الا بثلاثة امور ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما والثاني ان يحب العبد لا يحبه الا لله والثالث ان يكره ان يعود في الكفر بعد انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار الاول ان يكون الله ورسوله احب اليهم مما سواهما من اي احد لا من الام ولا الاب ولا الولد ولا النفس وسبق لنا علامة محبة الله ورسوله ان الانسان يقدم ما يحبه الله ورسوله على ما ما يهواه هو بنفسه الثاني ان يحب العبد لا يحبه الا لله محبة الانسان للانسان لها اسباب كثيرة منها السبب الطبيعي محبة الانسان لامه وابيه وولده من ذكور من ذكور واناث واقاربي هذي محبة طبيعية لا يثاب عليه الانسان ولا يعاقب على على عدمها الا ان تؤدي الى قطيعة الرحم محبة شهوة كمحبة الانسان للطعام والشراب والنكاح وما اشبه ذلك الثامن محبة سببها الاحسان اذا احسن اليك الانسان فانه بمقتضى الفطرة والطبيعة تحبه ولهذا جاء في الحديث تهادوا تحابوا يعني انكم اذا تهاديتم وقعت بينكم المحبة ومن الاسباب ايضا اجلال من تحب يعني ان تحبه اجلالا له وتكريما له وتعظيما له ومن الاسباب ان تحبه لله عز وجل ليس بينك وبينهم قرابة ولا صلة ولا شيء لكن وجدته عابدا لله حريصا على طاعة الله فاحببته لذلك هذا من من اسباب ذوق الانسان طعم الايمان واذا احببت شخصا لله عز وجل فاخبره قل اني احبك في الله كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ ابن جبل يا معاذ اني احبك فلا تدعن ان تقول دبر كل صلاة مكتوبة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولهذا ينبغي للانسان ان يختم دعاء التشهد بهذا الدعاء اذا انتهيت من التشهد قبل السلام تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك دبر كل صلاة لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اوصى به معاذ بن جبل وقال اني احبك فهو فهي وصية من حبيب لحبيب الثالث ان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار يعني ان يكره الكفر كراهة شديدة كما يكره ان يقذف في النار كل واحد يكره ان يقظع في النار يكره ان يقذف في نار تحلقه او ماء يغرقه او ما اشبه ذلك فاذا كرهت ان تعود في الكفر كما تكره ان تقذف في النار فهذا دليل على ان الايمان متمكن من قلبك وانك ذقت طعم الايمان وقوله عليه الصلاة والسلام ان يقذف في الكفر بعد اذ انقذه الله منه لا يعني بذلك انه كان كافرا في الاول ثم اسلم لا حتى لو كان من اصله مسلما وكره الكفر دخل في الحديث الا ترى الى قوم شعيب الى شعيب عليه الصلاة والسلام حينما قال وما كان لنا ان نعود فيها الا ان يشاء ربنا نعم نعم وما كان لنا ان نعود فيها بعد اذا انقضى الله منها مع انه لم يكفر لكن سلامته من الكفر انقاذ اذا لو ان الانسان تمنى نعم كره ان يقذف ان يكفر وهو مسلم كما يكره ان يقذف في النار دخل في الحديث فعليك يا اخي بتحقيق هذه الاشياء الثلاثة عليك بتحقيقها ان يكون الله ورسوله احب اليك مما سواهما وان تحب المرء لا تحبه الا لله وان تكره ان تعود في الكفر ان تكره ان تكفر بعد اذ انقذك الله منه كما تكره ان تقذف في النار وفقني الله واياكم لما فيه الخير والصلاح انه على كل شيء قدير. قال رسول صلى الله عليه وسلم اذا قطع من الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى فيما نقله عن العباس ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ذاق طعم الايمان هذا هذا الطعم طعم معنوي. يجده الانسان في قلبه يجد لذة عظيمة وحلاوة عظيمة لو وزنت بها الدنيا لوزنتها حتى ان بعضهم قال اذا كان اهل الجنة في مثل هذا النعيم كفى من شدة ما يجد من لذة الايمان وحلاوة الايمان وطمأنينة القلب وراحة البال وانشراح الصدر من رضي بالله ربا اي رضي بربوبية الله عز وجل فرظي بما يقظيه ويقدره عليه من خير وشر ان اعطاه الله تعالى خيرا شكر ورضي بذلك واقتنع به حتى لو كان اقل من غيره ينظر الى التجار اصحاب اصحاب الملايين وهو عنده مئات فيرضى بالله ينظر الى الاصحاء وعنده مرض فيرضى بالله عز وجل ينظر الى من انشرحت صدورهم وكانوا في سرور دائم وهو احيانا في غم وحزن وعزلة عن الناس فيرضى بالله عز وجل ينظر الى احكام الله الشرعية مما اوجبه الله او حرمه الله فيرضى بذلك يرضى بما اوجب الله فيفعله ويرضى بما حرم الله فيتركه ينظر الى جميع احكام الله الشرعية فيرضى بها لانه راض بالله ربا يحصل عليه من المصائب من فقد الاولاد والاهل والاموال والاصحاب وغير ذلك فيرضى يقول هذا تقدير الله والله تعالى ربي وانا عبده يفعل بما يشاء عز وجل فيرضى بهذا اذا رضي بالله ربا تعني بالاسلام دينا لا يقبل سوى الاسلام وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدين الله به فلا يبتدع في دين الله ولات بشيء بشريعة سوى شريعة الله ولا يحكم بغير شريعة الله ويرضى كذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا يرضى به رسولا فلا يتبعوا غيره ولا يأخذ بشريعة غير شريعته ويعلم انه صادق فيما يقول عليه الصلاة والسلام وان وان ما حكم به فهو حق من وجوب او تحريم او اباحة او غير ذلك فاذا تم للانسان هذه الامور الثلاثة فسيجد حلاوة الايمان حلاوة لا يشبهها حلاوة السكر ولا العسل بل هي اعظم واعظم واجل فيا اخي ارضى بالله ربا استسلم لامره استسلم لقضائه استسلم لشرعه اشرح صدرا بما وقع عليك من الله عز وجل ارض بالاسلام دينا لا تقبل دينا سواه لا في العبادات ولا في المعاملات ولا في الاخلاق كذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا صدقه فيما اخبر افعل ما به امر اترك ما عنه نهى وزجر وبذلك تذوق طعم الايمان اسأل الله ان يحقق لي ولكم هذا بمنه وكرمه انه على كل شيء قدير واعلم ان من من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فقد وعده الله تعالى بان يحييه حياة طيبة هذا في الدنيا حياة طيبة ان اعطي شكر وان اذنب استغفر وان ابتلي صبر متمشي مع قضاء الله وقدره لا يحزن على ما فات ولا يخاف من مستقبل هذه الحياة الطيبة تاني قال ولا ولا نجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون يعني باحسن جزاء لعمل يعملونه الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة كل الناس يسعون ليحيوا حياة طيبة ولكن لا يجدون حياة طيبة الا بهذين الامرين. الايمان والعمل الصالح حتى ان بعض السلف قال لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لان الملوك وابناء الملوك وان اسرفوا في الدنيا من قصور ومراكب والملابس وغير ذلك فليس في قلوبهم مثل ما في قلوب من امن وعمل صالحا لكن اذا اجتمع للملوك الايمان والعمل الصالح ونعيم الاخرة كان ذلك حسنا انما الذي يضمن للانسان الحياة الطيبة والجزاء الحسن هو هذان الامران الايمان والعمل الصالح والله الموفق