بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والعطاء والكرم. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد خلقه من عرب ومن عجم وعلى اله وصحبه ومن سلم تسليما كثيرا وبعد. نعم اقرأ والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مثل اسد للرجل الشجاع. فخرج بقولنا المستعمل المهمل فلا يسمى حقيقة ولا جاز وخرج بقولنا في غير ما وضع له الحقيقة. ولا يجوز حمل اللفظ على مجازه الا بدليل صحيح يمنع من الحقيقة وهو ما يسمى في علم البيان بالقرينة. ويشترط لصحة استعمال اللفظ في مجازه. وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي ليصح التعبير به عنه. وهو ما يسمى في علم البيان بالعلاقة. والعلاقة اما ان تكون المشابهة لا تطيع غيرها طيب الان هو يتكلم عن القسم الاخر وهو المجاز. تقدم الكلام عن الحقيقة بانواعه الثلاثة. الحديث الان عن المجاز. المجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له. بدأ الان يضبط مسألة المجاز ببعض القواعد التي تعين على فهمه. واستعمالاته. قال لا يجوز اللفظ على مجازه الا بدليل صحيح يمنع من ارادة الحقيقة. هذا الشرط الاول في استعمال المجاز. الشرط الثاني قال ويشترط لصحة استعمال اللفظ في وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي. هذان شرطان اساسيان في استعمال المجاز في لسان العرب الاول ان يتعذر استعماله في معناه الحقيقي. عدم امكان عدم امكان ارادة الحقيقة. اذا اذا تعذر ارادة الحقيقة ولم يمكن حمل اللفظ على معناه الحقيقي انتقلت الى المعنى المجازي. مثال شخص هذا مثال يعني الان عادي جدا نستعمله في حياتنا اليومية. شخص سجل رقم هاتف زوجته في الجوال وسماها القمر. ولما اتصلت ظهر القمر يتصل بك. يعني يعقل ان القمر هو الجم اللي فوق هذه السما يتصل به في الجوال. مستحيل المعنى الحقيقي غير منطبق ولا هو وارد اذا هذا القيد الاول ان يتعذر استعمال المعنى الحقيقي لللفظ. خلاص؟ مثال اخر لو قال رأيت اسدا او او قابلت من اين جئت؟ قال من عندي الاسود تعشيت معهم. والا تعشوا به لو اراد المعنى الحقيقي. فلما هو يقصد مجموعة من الشجعان الفرسان الاقوياء الابطال جلس معهم والتقى بهم وتعشى معهم هذا المقصود. اذا تعذر المعنى الحقيقي تحقق الشرط الاول. خلاص الشرط الثاني ان تكون هناك علاقة بين اللفظ الحقيقي والمجازي. بمعنى انه مو اي واحد يركب اي لفظ من رأسه ويريد به معنى استعملوه فيقول انا قصدت معنا مجازي. ان لم يكن هذا ثابتا في اللغة في علاقة بين الحقيقي والمجازي. القمر سمى به زوجته لوجود علاقة وهو تشبه بالجمال. الاسد سمى به الوجود علاقة وهو الشجاعة والقوة والبطولة. وهكذا في كل معنى البحر في العالم. سماه لوجود السعة والقوة وعدم المحدودية كما هو في البحر وموجود في العالم واسع العلم. تقول مثلا آآ آآ فلان صلب او هو الجدار او هو كالجبل او هو جبل تستدخل فلان جبل. ما تقصد به الا الصلابة والقوة والثبات والرسو. هذه معاني هي التي جعلت اللفظ الحقيقي قابلا لماذا؟ هي المطلقة في معنى اخر يسمى بالمجاز. اما اذا لم تكن هناك علاقة فلا يسوغ هذا وهذا قفل لباب العبث امام من يريد ان يجعل من الفاظ اللغة والفاظ الشريعة بهواه يفسره كما يشاء. التفسير الباطني للنصوص الشرعية مرفوض عند لما؟ لانه عبث يأتي ويفسر اللفظ بالمعنى الذي يريده في رأسه. وينطلق الى معان اخرى بعيدة تمام البعد عن المعنى الذي جاء في اللغة هذا لا يصوغ ولا يجوز ابدا. يعني لو قال رجل لامرأته يا فرس واراد به ان تطالق. ما علاقة هذا؟ ولا يوجد ترابط ولا لفظ ولا ولا قرينة تربط بين اللفظ والمعنى. فالمسألة ليست بهوى الانسان. كما ضحكتم من هذا المثال ان يقول الرجل لزوجته انت فرس ويقول تقصد به انت الطارق كما ضحكت من هذا المثال هو تماما ما يصنعه من يعبث بالنصوص الشرعية فيأتي الى نص فيه لفظ معين له معنى في اللغة فيقول لا المعنى هذا ليس مقصودا ويفسره بمعنى اخر يأتي به من رأسه تماما هو عبث ولا يجوز حمل اللفظ على مجازه الا بدليل صحيح يمنع من ارادة الحقيق. هذا الشرط الاول تعذر الحمل على المعنى الحقيقي. نعم. وهو ما يجتمع في علم البيان بالقرينة. ويشترط لصحة استعمال اللفظ في مجازه. وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي. هذا شرط ليصح التعبير به عنه. وهو ما يسمى في علم البيان بالعلاقة. والعلاقة اما ان تكون المشابهة او غيرها فان كانت المشابهة سمي التجاوز استعارة. كالتجوز بلفظ اسد عن الرجل الشجاع وان كانت غير المشابهة سميت تجوز مجازا مرسلا. ان كانت تجوز في الكلمات. ومجازا عقليا ان كان التجول في كل هذا استطراد في تقسيم بلاغي لن اقف عنده كثيرا لانه لا يترتب عليه كبير اثر فيما نحن بصدده من دراسة الدلالات الشرعية. نعم. مثال ذلك مثال ذلك في ان تقول راعينا المطر. فكلمة المطر مجاز عن العشب. فالتجاوز بالكلمة ومثال ذلك في المجاز العقلي ان تقول انبت المطر العشب. فالكلمات كلها يراد بها حقيقة معناها لكن اسناد الانبات الى المطر مجاز. لان المنبت حقيقة هو الله تعالى. فالتجوز في الاسناد ومن المجاز المرسل التجوز بالزيادة. والتجوز بالحذف. مثلوا للمجاز بالزيادة بقوله تعالى ليس كمثله شيء فقالوا ان الكاف زائدة لتأكيد نفي المثل عن الله تعالى. من لطيف اه اسلوب الشيخ رحمة الله عليه لما قال ومث تلول المجاز بالزيادة بقوله ما قال مثال المجاز بالزيادة. لان بعض اهل العلم يتحفظ على ان يوصف شيء في الله بالزيادة ولو في قبيل استعمال التقسيم البلاغي والوصف للكلام. بعض اهل العلم لا يرى جواز ان تصف شيئا في الله بالزيادة لان الزيادة معناه شيء زائد يمكن الاستغناء عنه. يقول كتاب الله لا يمكن ان يكون كذلك. فتأدبا بعض اهل العلم لا يرى لا يرى جواز مثل هذا. يعني حتى لما تأتي في تفسير لا اقسم بهذا البلد فلا اقسم برب المشارق والمغارب. البلاغيون يقولون معنى اقسم ولا زائدة. لكن ابواب الشريعة يتأدبون ما يقولون زيد. يقولون لا توكيد. فجيء بها للتوكيد ففي اللغة يقال في هذه الاساليب ان الفاظه زائدة لكن في نصوص الشريعة تأدبا مع كتاب الله وهو الواجب الا يقال زائدة. فالشيخ رحمه الله اتى بما هو التقسيم عندهم وبمثال يضرب ليس كمثله شيء. المعنى ليس مثل الله شيء. فلماذا جاءت الكاف؟ انت لو قلت الكاف للتشبيه اذا ليس شبه مثل الله شيء. فاذا قلت هذا المعنى ليس شبه مثل الله شيء اثبتت المثلية لله. انت تنفي شبيه المثل. اذا هل هناك مثل اصلا؟ فاذا ليس المقصود بالكاف التشبيه ابدا. فاما ان تقول هي توكيد لنفي المثلية او تقول هي كما هو التقسيم. الشيخ رحمه الله قال ومثلوا للمجاز بالزيادة. بقوله تعالى ليس كمثله شيء فقالوا ان الكاف زائدة. بينما الاولاد لاحظت الامثلة الاخرى التي قبل الشيخ يقول مثال كذا ومثال كذا لما جاء لهذه قال ومثلوا للمجاز فهو تحاشى ان يقولها على صيغة جزم ونسبها الى اهل العلم ممن يرى الترخص في هذا واحترس رحمه الله. نعم. ومثال المجاز للحج قوله تعالى واسأل القرية اي واسأل اهل القرية. فحذفت اهل مجازا وللمجاز انواع كثيرة مذكورة في علم البيان وانما ذكر طرف من الحقيقة والمجاز في اصول الفقه. لان دلالة الالفاظ اما حقيقة واما مجاز. فاحتيج الى معرفة منهما وحكمهم. والله اعلم. تنبيه تقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز هو المشهور عند المتأخرين في القرآن وغيره. وقال بعض اهل العلم لا مجاز في القرآن وقال اخرون لا مجاز في القرآن ولا في غيره. قال ابو اصحى فكم قولا هذه؟ ثلاث اقوال الاول اثبات المجاز في القرآن وفي اللغة والثاني عكسه تماما لا مجاز في القرآن ولا في اللغة والثالث اثبات المجاز في اللغة دون القرآن. اذا القولان الاخران يشتركان في نفي المجاز في القرآن. يقول لا مجاز في القرآن. فالاولون قالوا ولا حتى في اللغة والاخرون قالوا لا هو موجود في اللغة لكنا في القرآن غير موجود. اقرأ. وبه قال ابو اسحاق الاسبراهيني به قال بأي قول قال؟ لا لا بالاخير الذي هو لا مجال في القرآن ولا في غيره. وبه قال ابو اسحاق الاسبراهيني. نعم وبه قال ابو اسحاق الاسرائيلي ومن المتأخرين العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم انه اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة. ونصره بادلة قوية كثيرة تبين لمن اتبع عليها ان هذا القول هو الصواب. ختم الشيخ رحمه الله مسألة تقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز بهذا التنبيه ولنا معه وقفات. اولا ذكر رحمه الله ان الاقوال والمذاهب في اثبات المجاز ثلاثة. كما اثباته في اللغة والقرآن او نفيه عنهما او اثباته في اللغة ونفيه عن القرآن. ثم ذكر رحمه الله ان من القائلين بالنفي المطلق الامام ابو اسحاق الاسبراهيني وكذلك ابو العباس ابن القاسم من الشافعية وابن الحنابل ابو عبد الله ابن حامد شيخ الاسلام ابن تيمية ابن القيم وابن المالكية ابن خويز من داد وغيرهم. ذكر هذا عن بعض اهل العلم. وهم ائمة كبار كما رأيت اسمائهم. قالوا ومن المتأخرين العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله صاحب التفسير الشهير اضواء البيان فانه الف رسالة مستقلة في هذا سماه اثبات منع المجاز في الكتاب المنزل للتعبد والاعجاز. مطبوع واشار فيه رحمه الله الى بطلان القول وعدم صحته. قال ان ابن القيم رحمه الله تبعا لشيخه شيخ الاسلام ابن تيمية ممن نصر بقوة هذا القول اي بالمد قال وهو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة. كان هذا من اقوى ادلة شيخ الاسلام. وذكره في رسالة الايمان في غيره من رسائله وهو يرد على بعض المخالفين. كان متكأ الرفض والنفي ان مصطلح حقيقة ومجاز مصطلح حادث. ما ظهر الا بعد القرون الثلاثة المفضلة. يقول ويكفي في بطلان هذا التقسيم كونه غير ثابت فيما سبق. انتم تزعمون انه تقسيم لغوي فالعرب تتكلم به فما عرفته العرب الا في القرن الرابع فاذا كان كذلك كيف يكون صوابا؟ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله اظهر ميله الى هذا القول قال وهو يتبين انه هو الصواب. الوقفات هي كالتالي اولا عليك ان تعرف ان جمهور اهل العلم غير من سمي ها هنا ومن لم يسمى الجمهور والاكثرية من اهل العلم سلفا وخلفا هم على القول باثبات المجاز. باثباته سواء كان في القرآن وفي اللغة او في اللغة دون القران انما هو مستعمل. وينبغي ان تفهم ايضا ان الخلاف مهما تعدد وطال فيه النقاش هو ينبغي ان يكون في زاوية محددة معلومة عندك. يعني لما يقول ابن القيم وشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره ينفون ينفون المجاز فهم يقولون واسأل القرية التي كنا فيها. هو اراد سؤال القرية يعني جدرانها وبيوتها وطرقها وشوارعها. ام اراد اهل القرية الجميع متفق على هذا المعنى ينبغي ان تفهم انه لا خلاف. خلاص؟ قال الله تعالى في بر الوالدين واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. هل الذل شيء محسوس حتى يوصف بان له جناح؟ طيب القائلون باثبات المجاز يقولون هذا مجاز. القائلون بنفي المجاز ماذا يقولون في هذه الاية يقول نعم للذل مجازا عفوا للذل جناح يعبر عنه بهذا المعنى فهم يحاولون اثبات ان اللغة على سعتها تثبت حقيقة اشياء قد لا تدركها انت او لا تتصورها بعقلك. المقصود ان هناك شيء من التكلف عند من ينفي المجاز في تفسير النصوص الايات والاحاديث التي تشير الى الخلاف في هذا. يبقى السؤال ما الدافع؟ ما الدافع من يقول بنفي وقوع المجاز والاسماء كبيرة كما رأيت. وانت يعني بالذات ربما تركز على على مذهب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد من الشنقيط ان المتأخرين باعتبار ان هؤلاء في الغالب في الغالب ائمة محققون فيما يظهر من اختياراتهم وترجيحاتهم ويخالفون التي ينتسبون اليها لقوة الدليل. فالمسألة اذا عندهم مسألة مهمة وعليها قامت الادلة التي ترجح بها عندهم هذا القول. عليك ان هل تعلم حفظك الله ان اقوى الدوافع والمستند الكبير الذي حملهم على النفي هو انهم وجدوا ان اثبات المجاز هو الباب كبير الذي دخل منه التأويل في النصوص الشرعية في تأويل اسماء الله وصفاته. ومنه دخلت كل الفرق واهل الاهواء يعني هم ما نفوا الصفات الا من باب التأويل. ما التأويل؟ صرف اللفظ عن الحقيقة الى المجاز. وبالتالي رأوا ان هذا الباب هو الذي دخل منه الفساد في اهل السنة والجماعة في اثبات الاسماء والصفات لله. فرأوا ان اول الحلول هو غلق هذا الباب. وان فتحه هو الذي جر الفساد في هذه العقيدة وجرف منه كثير. يعني مثلا المعتزلة لما ينفون صفات الله جملة وتفصيلا. احدهم لو انكر اية من كتاب الله كفر فهو لا ينكر اللفظ لكن يفسرها بمعنى اخر. فالذي حصل انه اثبت اللفظة ولو انكره وما بقي في اسلامه شيء بمعنى اخر هذا هو التأويل التأويل هو القفز على الحقائق هو صرف اللفظ عن معناه الحقيقي الى معنى اخر هو يدعي انه مجاز وكل ما جاء الى لفظ اوله وكلما جاء الى نص صرفه عن ظاهره وقال لا الاية هنا من قبيل المجاز. شيخ الاسلام من عرف تاريخه وكفاحه في مسألة اثبات الاسماء والصفات مع الاشاعرة ومع المعتزلة ومع الجهمية ورسائله المتعددة كثيرة جدا في اثبات هذه القضية يعرف انه تأرق جدا من هذه المسألة وعاش عذره في اثبات هذه القضية. فتبنى مسألة القول بنفي وقوع المجاز. ما اريد ان اقول ان مذهب شيخ الاسلام هذا كان ردة فعل لا هو امام يحقق اكبر من هذا. لكن اقول هو احد المستندات التي اتكأ عليها القائلون بنفي المجاز. فاذا فهمت هذا هانت عليك المسألة اذا انا يمكن ان اقول يا جماعة انا ساقول حتى للمعتزلة ولمن اول النصوص في الصفات وفي الاسماء ساقول لهم انا معكم ان في القرآن مجازا لكني معكم في تأويل هذه النصوص لانني اشترط في المجاز شرطين مر ذكرهما قبل قليل. فاذا متى انطبق الشرطان ان يتعذر حمل على حقيقته وان يوجد دليل لغوي صريح وقرينة تثبت جواز صرف اللفظ عن هذا المعنى الى ذاك المعنى فانا معك واوافقك. فمن تتعذب فلست معك. ليس الخلاف بيني وبينك في اثبات المجاز. انا اثبت والخلاف بيني وبينك في تطبيقه في بعض النصوص. فاذا طبقته في غير محله كان ذلك عبثا ولا اقبله على كل كان هذا هو المستند الكبير. بقيت قضية اخيرة. شيخ الاسلام ايضا من جملة ادلته اه ادعائه بان ان هذه القضية حادثة وان المصطلح هذا غير مسبوق اليه. وفي التحقيق هو ليس كذلك بل ثبت استعمال لفظ المجاز. شيخ الاسلام رحمه الله استثنى ابا واستثنى الامام احمد باعتبارهما واقعين في القرون المفضلة. الامام احمد وفاته مئتين وستة وخمسين. ابو عبيد مئتين وعشرة. فما اراد ان يستدرك فعليه بان من اصحاب القرون المفضلة ومن ائمة السلف والذين لا يشك في عقائدهم ولا في مذهبهم من ثبت عنه استعمال لفظة المجاز استثناهم رحمه الله وحاول ان يتأول العبارات التي ثبتت عنهم بلفظ المجاز وانه يحملها على معنى غير الذي درج عليه المتأخرون البخاري رحمه الله واخرج عن مجاهد قال في حميم المؤمن اي في سورة غافر قال مجازها مجاز اوائل السور. الحديث في الصحيح بخاري عفوا في صحيح البخاري وساقه معلقا الامام مجاهد. يقول مجاهد مجاهد يقول حا ميم المؤمن يعني حا ميم في غافر. قال مجازها مجاز اوائل السور. يقول الحافظ ابن حجر هذا الكلام لابي عبيدة في كتابه مجاز القرآن وهو يطلق المجاز ويريد به التأويل. اي تأويل حم تأويل اوائل السور. يعني ما تفسر به حا ميم في هذا الموضع هو ما تفسر به اوائل السورة التي جاءت في الحروف المقطعة. يقول الامام احمد في اية الشعراء انا معكم مستمعون. يقول الامام احمد هذا من مجاز اللغة. يقول الرجل للرجل سنجري عليك رزقك انا نشتغل بك. ذكر هذا في كتابه الرد على الزنادقة والجاهمية. الامام احمد رحمه الله يثبت لفظ المجاز. المسألة ليست جوهرية لكن عندما يكون هذا اكبر الادلة سنقول عفوا وجد في كلام ائمة السلف استعمال لفظ المجاز. اذا هو ليس حادثا بهذا التصور فعلا بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة. في حديث النبي عليه الصلاة والسلام لما ركب فرسا علي لابي طلحة يستبق سماع صوت فزع له واهل المدينة قال ما رأينا من فزع وان وجدناه لبحرا. ما الذي وجده بحرا عليه الصلاة والسلام؟ فرس ابي طلحة يعني وجده قويا مسرعا شبهه بالبحر. يقول البخاري رحمه الله في كتابه الادب المفرد عفوا في كتابه خلق افعال العباد. يقول فاما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس وجدته بحرا. وهذا الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه انه شبهه انه تشبيه حسن. المقصود من هذا كله ان الائمة كالبخاري الامام احمد الامام ابو عبيد كل هؤلاء جاء على استعمالهم لفظ المجاز وارادوا به المعنى الذي هو استعمال اللفظ في غير معناه الحقيقي فتبين من ذلك انه ليس محدثا بالجملة تماما وانه جاء بعد القرون المفضلة. وعلى كل في المسألة ينبغي ان يقتصد فيها المذهب وان يقال بانه اذا اثبتنا المجاز فلا يلزم منه بالضرورة القول بالموافقة على تأويل نصوص الصفات. فاثبات المسألة لا يقتضي اثبات الفرع الباطل ترتبي عليه واثباته مع عدم الموافقة على ما وقع من تأويل باطل لعله الاقرب والشيخ رحمه الله ذكر ما يميل اليه وآآ اشار الى القائلين به هذا ختام درسنا الليلة لنشرع ان شاء الله تعالى في الاسبوع المقبل في اول الدلالات الشرعية للالفاظ وهو الامر وهو من اهمها واكدها واكثرها استعمالا. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه وان يرزقنا واياكم الفهم والسداد في القول والعمل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين