ايها الاخوة هذا هو الشريط الخامس من الشرح المختصر بعد صلاة العصر شرحي مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي رحمه الله قدم الكلام على اول هذا الحديث حتى انتهينا الى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتؤتي الزكاة قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتصوم رمضان وهو شهر الذي انزل الله فيه القرآن وفرض الله على عباده صيامه وكان اول ما فرض يخير الانسان بين ان يصوم ويطعم عن كل يوم مسكينا ثم فرض الله الصيام عينا واسقط الاطعام الا اذا عجز الانسان عن الصوم عجزا مستمرا فانه في هذه الحال يطعم عن كل يوم مسكينا قال كبير والمريض الذي لا يرجى برؤه وما اشبه ذلك وصوم رمضان بين النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان من صامه اي رمضان ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وان من قامه ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وفيه ليلة القدر من قامها ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه قال وتحج البيت حج البيت وقسط مكة لاداء المناسك وهو فرض على المستطيع فمن لا يستطيع ان كان عدم استطاعته لعارض كانسان اصابه وقت الحج وكان او مرض خفيف او ما اشبه ذلك فانه ينتظر حتى يشفى ويحج وان كان لا يستطيع عجزا مستمرا فانه يوكل من يحج عنه دليل ذلك ان امرأة اتت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقالت يا رسول الله ان ابي ادركته فريضة الله على عباده بالحج شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة ابا احج عنه قال نعم حج عنه فاذن لها ان تحج عن ابيها لانه كبير والكبير لا يرجى زوال عجزه واذا مات الانسان ولم يحج وهو قادر على الحج ولكنه لم يفعل وصار كل سنة يقولها السنة كل سنة يقول السنة حتى مات فانه يحج عنه من تركته قبل قبل كل شيء بعد مؤونة التجهيز يحج عنه من تركته قبل ان قبل الوصية لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سألته امرأة قالت يا رسول الله ان امي نذرت ان تحج فلم تحج حتى ماتت افاحج عنها؟ قال نعم ارأيتي لو كان على امك دين فقضايته اكان يريد عنها؟ قالت نعم. قال فذلك الحج او قال فدين الله حق بالوفا وذكر عن بقية الحديث ان شاء الله تأتي يديو القادم عن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال لقد سألت عن امر عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه. فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال ده كان المؤلف رحمه الله حديث معاذ ابن جبل الطويل وتقدم الكلام والحمد لله على اكثره قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ الا ادلك على ابواب الخير ومعاذ لم يسأل عن هذا لكن من كمال تبليغ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه كان يفتح المسألة للمخاطب حتى يسأل وهذا من الجود بالعلم والجود بالعلم افضل من الجود بالمال لانه موجود بالارشاد والهداية. والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم احيانا يسأل عن شيء فيجيب باكثر مما سئل عنه لان السائل يحتاج اليه مثل سئل عن عن ماء البحر قالوا يا رسول الله انا قوم نركب البحر وليس وليس معنا ماء افنتوضأ بماء البحر قال نعم هو الطهور ماؤه الحل ميتته فهم ما سألوا عن ميتة البحر انما سألوا عن الوضوء بماء البحر لكن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم علم انهم سيحتاجون الى مثل هذا فزاد على ما سألوا وهذا من الجود بالعلم ولذلك ينبغي لطالب العلم الذي يسأل عن مسألة من من العلم ان يذكر للسائل ما لم يسأله اذا كان يغلب على ظنه انه يحتاج اليه وان عقله يسعه ويفهمه قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ الا ادلك على ابواب الخير يعني الابواب التي توصل الى الخير في الدنيا والاخرة الصوم جنة الصوم هو الامساك عن المفطرات تقربا الى الله تبارك وتعالى من طلوع الفجر الى غروب الشمس وهو معروف يقول انه جنة يعني سترة يستتر به الانسان في الدنيا من المعاصي وفي الاخرة من النار دليل ذلك قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم اكمل لعلكم تتقون. هذه الحكمة ان تتقي الذنوب بصومك فيكون جنة لك من الذنوب وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اذا الحكمة من الصوم ان يجعل الانسان قول الزور والعمل به والجهل حتى يكون صومه على على ما يرضي الله تبارك وتعالى فالصوم جنة يقي الانسان من المعاصي في الدنيا ويقيه من النار في الاخرة حتى ان الله تبارك وتعالى قال في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار صدقة ولو قليلة تطفئ الخطيئة وبحسب نفعها والاخلاص فيها والمتابعة فيها يكون التكفير لان الجزاء من جنس العمل فاذا تصدق الانسان بصدقة يبتغي بذلك وجه الله ونفع اخيه الفقير وكانت سرا لان الجهر بها لا لا يمتاز بمزية فان هذه الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وشبه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم المعقول بالمحسوس لان كل انسان يعرف ان الماء يطفئ النار اليس كذلك؟ لكن يجهل كيف تطفئ الخطيئة النار؟ كيف تطفئ الصدقة؟ الخطيئة تبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بضرب مثل محسوس وهذا من حسن تعليمه صلى الله عليه وسلم ومما اخذه من كلام ربه جل وعلا لان الله تعالى دائما يضرب الاشياء المعقولة بالاشياء المحسوسة حتى تتبين اكثر واوضح قال الله عز وجل انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض يعني اشكال والوان وانواع مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تعنى بالامس قال لم تكن هكذا الانسان في الدنيا يؤمل ويقدر ويفكر ويبني ويهدم وكأن الدنيا كلها بين يديه واذا بحبل الامل قد انصرف يزول هذا سريعا ويمضي فضربوا الامثال مما يقرب المعاني الى العقول وهو لا شك من الطرق العظيمة لفهم العلم يقول عليه الصلاة والسلام كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل جوف الليل داخله ووسطه صلاة الرجل في جوف الليل الناس نيام على فروشهم مع نسائهم غافلون وهذا الرجل يقوم يتملق الى الله عز وجل في هذا الوقت الذي ينزل فيه الرب جل وعلا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر او النصح فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له هذا الرجل يتهجد في الليل ماذا يريد يريد ثواب الله لانه لا يبطل عليه الا الله عز وجل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية ويؤخذ من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو النبي الذي يوحى اليه يستدل بالقرآن ويستشهد بالقرآن كما اننا نحن نستشرف القرآن وبالسنة فالنبي صلى الله عليه وسلم كذلك يستشهد بالقرآن وبالسنة ثم لا تتجافى جنوبهم عن المضاجع اي تتباعد عن المضاجع اي المنامات اي الفرش يدعون ربهم خوفا وطمعا ان نظروا الى ذنوبهم خافوا وان نذروا الى وان نظروا الى فضل الله تعالى وعفوه طمعوا فهم بين خائف وراجع ومما رزقناهم ينفقون فليس عندهم بخل تنفقون مما رزقهم الله على حسب ما تقتضيه الشريعة اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتلوا وكان بين ذلك قواما وتأمل قول الرب عز وجل وكان بين ذلك قواما اي بين الاسراف والتقدير والتقتيل قواما احيانا يزيدون يكون المصلحة في الزيادة واحيانا ينقصون ولهذا قال بين ذلك قواما يعني مستقيما على حسب ما تقضيه المصلحة قد يكون من المصلحة ان يزيد الانسان وقد يكون من المصلحة ان ينقص فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. اللهم اجعلنا منهم لا تعلم نفس اي نفس ومثل هذا هذا التعبير يدل على العموم لانه نكرة في سياق النفي لا تعلم اي نفس ما اخفي لهم من قرة اعين ولا يتصور احد كيف يكون هذا هذه القرة لان الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فان قال قائل اليس الله يقول انا في الجنة فاكهة ونخل ورمان ولحم وعسل ولبن وخمر هما وهذه معلومة الجواب انها معلومة المعنى ولكنها غير معلومة الحقيقة