وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام لان الذي خلقك وانفرد بخلقك يجب ان توحده في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فان لم تفعل فهذا اعظم الذنب ثم سأله عن مرتبة اخرى قال ان تقتل ولد ولدك خشية ان يأكل معك ولدك يعني الذكر او الانثى لان الولد في اللغة العربية يشمل الذكور والاناث قال الله تعالى يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين وقوله خشية ان يأكل معك ليس قيدا احترازيا بل هو قيد باعتبار الواقع وذلك لان لانهم في الجاهلية يقتلون الاولاد الذكور والاناث خوفا من تضييق الرزق على زعمهم يقول اقتل الاجل ما اكل علي فيضيق عليه وفي هذا يقول الله تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاء نحن نرزقكم واياهم يعني لا تقتلونهم اذا كنتم فقراء فالله يرزقكم واياهم ويقول في الاية الاخرى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق يخاطب الاغنياء الاول يخاطب الفقراء لا تقتلوا اولادكم من املاق. والثاني يخاطب الاغنياء الذين يخشون الفقر فيقول لا تقتلوا اولادكم خشية ام لا نحن نرزقهم واياكم تعبير القرآن الاول قال نحن نرزقكم لانه يخاطب الفقراء فبدأ برزقهم اولا ثم رزق الاولاد وهذا والثاني يخاطب الاغنياء الذين يخشون الفقر فبدأ برزق الاولاد ثم رزق هؤلاء الاباء نحن نرزقهم واياكم ومن العرب من يقتل البنات دون الاولاد لانهم يرون ان ان البنات عاق ويعيرون بهن كما قال عز وجل واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا اي صار مسودا وهو كظيم اي ممتلئ غيظا يتوارى من القول يختفي من سوء ما بشر به لانه يخشى ان يعيروه بالبنت التي رزقها الله اياه يتوارى به ايمسكه على اي على ذل وهوان ام يدسه في التراب؟ يعني يدفنها وهي حية وهو الذي يسمى الموؤدة والعياذ بالله فيبقى مترددا وكثير منهم يدسه في التراب يحفر حفرة ويرمس بنته وهي حية اين القلوب؟ اين اللي حتى ذكر ان بعضهم كان يحفر لابنته ليدفنها وهي كبيرة فكان التراب يصيب لحيته فتنفذ التراب عن لحيته وهو يريد ان يتقنها ثم اذا شرع في الدفن قامت تصيح يا ابتي يا ابتي وما علمت ان اباها هو الذي يدفنها نسأل الله العافية ولهذا اذا كان يوم القيامة تسأل الموؤدة التي دفنت باي ذنب قتلت يعني ليش قتلتك والمقصود بذلك فزي الذي دفنها وتوبيخه وتنديم على ما حصل منه اذا قتل الولد سواء خشية من الفقر او خشية من العار او لغير ذلك من الاسباب في المرتبة الثانية بعد الشرك قال ثم اي؟ قال ان تزاني بحليلة جارك والعياذ بالله كلمة تزاني تشمل ان يزني هو بنفسه بزوجة جاره او ان يكون قوادا لها والعياذ بالله يزاني بها وربما تحتمل معنى ثالثا ان يقود لها من يزني بها وهو يزني بزوجة من زنا بها لان زان فعل يكون بين اثنين فالمهم ان هذا من كبائر الذنوب فان الجار له حق وهو امن من جيرانه فيأتي هذا الجار الخبيث والعياذ بالله فيزاني بحديث جار في هذا الحديث الدليل على ان الذنوب تتفاضل في العظم والقبح كما ان الاعمال الصالحة تتفاضل الحسن والثواب وفيه التحذير من هذه الخصال الثلاث الشرك قتل الاولاد المزاناة بحريرة الجار نسأل الله ان يعصمنا واياكم من الزلل وان يعفو عنا ما فرطنا فيه من واجب ويتوب علينا فيما فعلناه ومن محرم انه على كل شيء قدير بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى في بيان الاحاديث التي بها ذكر الكبائر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين قوله الاشراك الكبائر هي كذا وكذا اي ان هذه من الكبائر وليس حصرا لان الكبائر كثيرة لا تنحصروا بعدد وضابطها كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كل عقوبة بطئ كل معصية رتب عليها عقوبة معينة فانها من كبائر الذنوب اعظمها الاشراك بالله وعقوق الوالدين سبق الكلام على قولها الاشراك بالله اما عقوق الوالدين فانه قطع حقهما مأخوذة من العقد وهو القطع والوالدان هما الام والاب ولهما على اولادهما حقوق هي اعظم حقوق البشر بعد حق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاعظم الحقوق حقوق الله وثم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم ثم حقوق الوالدين ولهذا تجد الله تبارك وتعالى يذكر الاحسان الى الى الوالدين بعد ذكر عبادة الله تعالى وحده لا شريك له. قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا بر الوالدين الاحسان اليهما بالمال فاذا كان الوالدان يحتاجان الى المال وعند ولدهما مال وجب عليه ان يعطيهما ما يحتاجان اليه قليلا كان او كثيرا ما دام ماله يتسع لذلك الاحسان اليهما بالخدمة ما دام محتاجين لخدمته فانه يجب عليه ان يخدمهما اما بنفسه وان استئجار خادم لهما ولابد من هذا الاحسان اليهما بالجاه اذا احتاج الى شفاعة عند احد من الناس من الامراء او الوزراء او غيرهم فانه يجب عليه ان يحسن اليهما في ذلك المهم ان يحسن اليهما بكل ما يحتاجان اليه من الاحسان واما عقوقهما فهو عدم القيام بالواجب عليه من البر فيدخل في ذلك ان يمتنع من الانفاق عليهما اذا كان غنيا وهما فقراء يجب ان ينفق فانقطع او نقص فانه قد عق الا ان يكون هناك قال في عاق الوالدين بحيث لا يرضيهما الشيء الاذى اليسير الذي يحتاجان اليه ويجد انهما اذا اعطاهما النفقة افسداها وبذراها فحين اذ لا بأس ان يقدر ما يراه ما يراه من الحاجة وان يلاطفهما ويقول لهما قولا معروفا فيما لا يحتاجان اليهما كذلك من العقوق ان بعض الناس يتضجر من والديه اذا اكثر عليه القول وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الوالدين اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما يعني اذا بلغ الوالدان الكبر او احدهما فلا تقل لهما اف وانما نهى الله عن ذلك لان الغالب ان الكبير اذا كبر تكون نفسه قريبة وغضبه سريع ويتعب من حوله فلا تقل لهما اف يعني لا تقل اتضجر بل ابسط لهما الوجه واشرح لهما الصدر كذلك ايضا لا تنهرهما بالقول بحيث يكون قولك نابيا غليظا عليهما وقل لهما قولا كريما اي حسنا هينا لينا يدخل السرور عليهما ويفرحان به واخفض لهما اي للوالدين اذا بلغا هذا السن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة يعني لا تتعلى عليهما كما يتعلق طائر بل اخفض الجناح حتى تهبط وتنزل على رغبتهما من الرحمة اي رحمة بهما لانه ما بلغ سنا يحتاجان الى الرحمة فيه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. الكافون للتعليم يعني ربي ارحمهما لانهما ربياني صغيرا وتعبا علي الام تتعب على ولدها منذ ان ينشأ في بطنها الى ان ينفصل من الرضاعة حمده وفصاله تم ثلاثون شهرا كل هذا وهي في تعب فلهم الحق ثم ان من المعتاد المجرب ان الانسان اذا بر والديه وفق لبر اولاده به وكما يقول العوام البر اسلاف يعني مثل القرض اقرض واستوفي كذلك اذا بررت بررت بوالديك وفقهم وفقه الله وفق الله اولادك لبرك اسأل الله ان يهديني واياكم لاحسن الاخلاق والاعمال وان يجنبني واياكم سيء الاخلاق والاعمال انه على كل شيء قدير عليه وسلم لا تقبل لا تقبل صلاة من احدث حتى يتوضأ. متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة لا تقبل صلاة بغير