عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي. نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصل واحلت لي الغنائم ولم تحل لي احد قبلي. واعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت سئل الناس كافة. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. نتكلم على بقية هذا الحديث الذي رواه جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما. عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انتهينا الى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واعطيت الشفاعة وبينا ان المراد بهذه الشفاعة الشفاعة العظمى التي تكون لعامة الناس وبينا ان الناس يلحقهم في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون الف سنة من الغم والكرب ما لا يطيقون فيذهبون الى ادم فيعتذر ثم الى نوح فيعتذر ثم الى ابراهيم وبينا ان نوحا عليه الصلاة والسلام يعتدل بانه سأل ربه ان ننجي ابنه الكافر فقال الله له انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين ثم يأتون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو افضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيعتذر لانه كذب ثلاث كذبات وهي كذبات تورية فليست اخبارا بخلاف الواقع ثم يأتون الى موسى فيعتذر لانه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها والقصة مذكورة في سورة القصص وذلك انه خرج ذات يوم فوجد في المدينة رجلين يقتتلان احدهما من بني اسرائيل والثاني من ال فرعون فاستغاثوا الاسرائيلي استغاث موسى ان يكون معه على عدوه وكان موسى عليه الصلاة والسلام قويا فوكز القبطي حتى مات قضى عليه ثم ذهب في اليوم الثاني وجد نفس صاحبه الذي كان يقاتل بالامس وجده يقاتل شخصا اخر من ال فرعون فلما اراد موسى ان يبطش بالرجل الذي من ال فرعون قال له الاسرائيليون اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس وكان ال فرعون يبحثون عن الذي قتل صاحبه فلما قال هذا الكلام وقع من ال فرعون موقعا واضحا ان القاتل هو موسى فجعلوا يطلبونه هذه النفس التي قتلها يعتذر بقتلها عن الشفاعة للخلق يوم القيامة فصار هؤلاء الاربعة كلهم يعتذرون بما صدر منهم ثم يأتي الناس الى عيسى عليه الصلاة والسلام وليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم احد من الانبياء يأتون اليه ليشفع لهم ولا يقول عذرا لكنه يتنازل عن الشفاعة لمن هو احق بها منه وهو الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيقول اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون الى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يطلبون منه الشفاعة الى الله عز وجل فيستأذن النبي صلى الله عليه وسلم من الله ان يشفع للخلق ولا يمكن ان يشبع احد الا باذن الله عز وجل لكمال سلطان الله تبارك وتعالى وعظمه في النفوس لا يبصر احد ان يشفع الى الله باحد الا بعد ان يأذن الله عز وجل لكمال السلطان ارأيت ولله المثل الاعلى لو ان ملكا من ملوك الدنيا له هيبته وقوة سلطانه ما يقدر احد يتكلم عنده الا حتى يستأذن فيأذن الله له فيسجد النبي صلى الله عليه وسلم سجدة عظيمة يفتح الله عليه من محامده والثناء عليه ما لم يكن معلوما له من قبل لا يقبل الله شفاعته ويقضي بين الناس يقضي الله تعالى بين الخلق فهذه الشفاعة العظمى لا تكون لاحد الا لمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يتعذر عنها اولو العزم من الرسل وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله حيث قال الله تعالى ومن الليل فتهجت به فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا هذا من المقام المحمود لانه يحمد عليه الاولون والاخرون صلوات الله وسلامه عليه هنا شفاعة خاصة في ايضا وهي ان اهل الجنة اذا عبروا الصراط الصراط هو عبارة عن جسر موضوع على النار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم ومن الناس من يكردس في جهنم والعياذ بالله ويعذب فيها ما شاء الله ثم يخرج فيأتي الناس الى باب الجنة يجدونه مغلقا فيطلبون من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يشفع لهم الى الله فيفتح الباب فيشفع الى الله ويفتح وهذا هو السر في قول الله تعالى في اهل الجنة حتى اذا جاؤوها اقرأوا وفتحت ابوابها اما اهل النار فيقول حتى اذا جاءوها فتحت ابوابهم ما يحتاج احد يشبع لهم في الدخول لكن الجنة يحتاج الى احد يأذن لهم في الدخول ويكون مع تقدير الكلام حتى اذا جاؤوها وشفع فيهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدخل الجنة وفتحت ابوابها حصل كذا وكذا هناك شفاعة ثالثة خاصة به وهي شفاعته في عمه ابي طالب عمه ابو طالب شقيق ابيه سخره الله للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو كما تعلمون من بني هاشم من اكبر اعظم اما قريش دخله الله النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فجعل يدافع عنه ويذوب عنه ويناصره حتى انه قال في لاميته المشهورة العظيمة قصيدة لا مية قال ابن كثير في البداية والنهاية ينبغي ان تكون من المعلقات في الكعبة. المعلقات هي قصائد عظيمة اه عظمها العرب وعلقوها في الكعبة يقول فيها يخاطب قريش او يتحدث عن قريش يقول لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الاباطيل ما نكذبه نرى انه صادق وانه ليس بساحر ولا يعني بقول السحرة ويقول ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا عقر بان دين محمد من خير الاديان وانني الذي منعه هو خوف ايش؟ المسبة والملاحة فغلبته الشقاوة والعياذ بالله واخر امره ان مات على الكفر اظهرته الوفاة فاتى اليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو في نزاع الموت فقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وكان عنده رجلان من قريش مشركان فكلما هم ان يقول لا اله الا الله قالا له اترغب عن ملة عبد المطلب الملك عبد المطلب هي الشرك والكفر فكان اخر ما قال انه على ملة عبد المطلب والعياذ بالله ومات على هذه الكلمة على الكفر على الشرك من اجل ما صنع للاسلام ولرسول الاسلام اذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يشفع فيه ولا احد من الكفار تنفع فيه الشفاعة الا ابو طالب اذن ان يشفع فيه فشفع فكان في رحرح منها وعليه من عذان من النار يغلي منهما دماغه اعوذ بالله من شدة الحرارة يغلي الدماغ والدماغ اعلى ما يكون في البدن فما بالك بالامعاء والبطن يكون اشد واشد وهو اخف اهل النار عذابا لكنه يرى انه اشد الناس عذابا ليتألم الما قلبيا لانكم تعلمون ان الانسان اذا علم ان غيره يعذب مثل مثل تعذيبه يهون عليه هؤلاء يهون عليه ولا لا؟ اذا يعاني من فلان يعذب مثل تعذيبه هان عليه واذا علم انه يعذب اكثر هان عليه اكثر وقد اشار الله تعالى الى هذا في قوله ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. ما ينفعكم ابو ابو طالب اخف اهل النار عذابا لكنه يرى انه اشد الناس عذابا لانه لو رأى انه اخف الناس عذابا لهان عليه وتسلى لكن يرى انه اشد الناس عذابا اللهم اجرني من النار قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولولا انا اسمع ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار لان الله عز وجل لا يحابي احدا بقرابة من من من ولي من اولياءه يجازى كل انسان بما عمل لم ينفع لم ينفع ابا لهب قربه من الرسول عليه الصلاة والسلام بل انزل الله فيه سورة تامة تقرأ ويتعبد الانسان بقراءتها ويؤجر على كل حرف حسنة ويقرأها في الصلاة وفي التهجد في كل وقت وهي تبت يدا ابي لهب وتب يعني تؤجر وانت تسب هذا الرجل تسب تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب سيصلى لك بكل حرف حسن والحسنة بعشر امثالها الحرف عشر حسنات مع انه عم الرسول عليه الصلاة والسلام لكن ما نفعل اما ابو طالب فانتفع لا بقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بايش نعم بنصره الرسول وكونه يحوط ويدب عنه واحتبس هو وغيره من بني هاشم ممن ناصروا الرسول عليه الصلاة والسلام في الشعر حتى حاصرهم قريش والقصة هذه معروفة المهم ان ابا طالب لم تنفعه قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم انما نفعوا بتخفيف العذاب عنه انه كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعلى دينه فلهذا اذن الله لنبيه ان يشفع فيه فصارت الشفاعات الخاصة بالرسول كم ثلاث الشفاعة العظمى وهي ان يقضى بين الناس ويستريحون من الموقف العظيم لكن ابشروا ايها المؤمنون ان هذا اليوم العظيم العسير الشديد على المؤمنين يسير