الحالة الرابعة الحال الثانية في السجود بعد السلام اذا شك وغلب على ظنه شيء فليبني على غالب ظنه ويشرق بعد السلام مثاله شك الانسان هل صلى ثلاثا او اربعا وترجح عنده انها ثلاث فيأتي بالرابعة ويسلم ويسجد بعد السلام هكذا جاءت السنة السجود قبل السلام في موضعين الاول اذا كان عن نقص والثاني اذا كان عن شك ولم يترجح عنده شيء فيبني على اليقين ويسري قبل السلام ويكون بعد السلام في موضعين الاول في الزيادة والثاني اذا شك وترجح عنده احد الامرين بنى على الراجح وسجد بعد السلام بقينا في الذين فاتهم شيء من الصلاة ماذا يصنعون نقول اما اذا كان سجود الامام قبل السلام وجب عليهم اتباعه على كل حال لانه لم يسلم بعد فيسجدون معه واذا سلم قاموا واتوا بما بقي عليهم ثم ان كانوا ادركوا الامام في سهوه سجدوا قبل السلام لان السجود الاول ليس سجودا لهم بل هو تبع للامام واما اذا كان سجود الامام بعد السلام فانهم اذا سلم الامام من الصلاة قبل ان يسجد يقوم ويقضون ما فاتهم ثم ان كانوا ادركوا الامام في سهو سجدوا بعد السلام وان كان الامام قد سهى قبل ان يدخلوا معهم فلا سجود عليهم والله الموفق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الاحاديث في كتاب الصلاة عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. رواه مسلم وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات افترضهن الله تعالى من احسن من احسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن واتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد ان يغفر له. ومن لم يفعل فليس له على الله عهد ان شاء غفر له وان شاء عذبه رواه احمد وابو داود وعن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة اموالكم واطيعوا ذا امركم فادخلوا جنة ربكم رواه احمد والترمذي وعن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم ابناء عشر سنين. وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه ابو داوود بسم الله الرحمن الرحيم هذا الاخرين ساقه المؤلف رحمه الله في بيان عظم الصلاة وخطرها عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة يعني ان الانسان اذا صلى فهو مسلم واذا لم يصلي فهو كافر واختلف العلماء رحمهم الله هل هذا الكفر كفر نعمة او كفر ردة والصحيح انه كفر ردة وان الانسان اذا ترك الصلاة فانه كافر ككفر فرعون وهامان وقارون وابي ابن خلف نرتد خارج عن الاسلام والعياذ بالله وله ادلة لهذا القول منها قوله تعالى فان تابوا يعني مشركين ان تابوا يعني الشرك واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين فاشترط الله تعالى لثبوت الاخوة في الدين التخلي عن هذه الامور عن الشرك وعن ترك الصلاة وعن ترك الزكاة فقال ان تابوا اي من الشرك واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين يعني والا فليسوا اخوانا لكم ولا يمكن ان تنتفي الاخوة في الدين الا بالكفر لان المعاصي مهما عظمت فالاخوة في الدين ثابتة يعني لو زنا الرجل المسلم وسبق وشرب الخمر وقتل النفس بغير حق وفعل غيره من المعاصي الكبار دون الكفر فهو اخونا كما قال الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخوين وقال الله تعالى في اية القصاص في من قتل نفسا قال فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. فجعل الله القاتل والمقتول اخوين ومن ذلك هذا الحديث مما يدل على الكفر بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة وهذا في صحيح مسلم وفي السنن بسند صحيح عن بريدة ابن حصيب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكر ان العهد الذي بيننا وبينهم اي بين الكفار ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر ونقل اجماع الصحابة رضي الله عنهم ان على كفر تارك الصلاة وممن نقل ذلك محمد بن ممن ذلك اسحاق ابن راهوية رحمه الله احد ائمة الحديث وقال عبدالله بن شقيق وهو من التابعين كان اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة واذا كان كافرا والعياذ بالله فماذا يترتب على كفره يترتب على كفره انه لا يحل ان يزوجه لاننا لو زوجناه في مسلمة لكان النكاح فاسدا باطلا باجماع المسلمين قال الله تعالى فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ثانيا اذا كان معه زوجة مسلمة وجب التفريق بينهما فان اسلم وصلى ردت اليه وان لم يسلم حتى انقضت العدة فقد تبين انها انه انفسخ نكاحه منذ ترك الصلاة والعياذ بالله ثالثا انه اذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يجعله بالرحمة ولا تنفعه الشفاعة يوم القيامة ويحشر مع فرعون وهامان وقارون وابي ابن خلف ائمة الكفر والعياذ بالله لكن ماذا يصنع بجيفته يخرج به على سيارة سيارة تليق بحاله ليست فخمة بل سيئة الى فلاة من الارض ويحفظ له حفرة لا لهد ولا قبر حفرة يغمس فيها كما ترمس جيفة حتى لا يتأذى الناس برائحته لانه كافر والعياذ بالله كاف مرتد وقد قال العلماء رحمهم الله ان الكافر المرتد اشد كفرا من الكافر الاصلي اما حديث عبادة الصامت فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين ان من اقام الصلاة بركوعها وسجودها ووضوئها وخشوعها كانت له برهان ونجاة يوم القيامة ومن لم تكن من لم يكن من لم يفعل فهو اطعمه الى الله. ان شاء عذبه وان شاء غفر له. فهذا فيمن لم يأتي بها مستقيما يعني صلي لكن صلاة قاصرة هذا امره الى الله اما اذا اتى بها كاملة فله عهد على الله ان يدخله الجنة ولا يدل على ان تاركها ليس بكافر كما جعله بعض العلماء بل هذا يدل على ان من اتى بها كاملة فله عهد عند الله ان يدخله الجنة ومن لم يأتي بها كاملة فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له لهذا يجب علينا ايها الاخوة اذا رأينا احدا لا يصلي ان ننصحه ونؤكد عليه ونحذره ونقول له هل تحب يوم القيامة ان تحشر مع فرعون وهامان وقارون وابي ابن خلف هل ترضى ان تقلدك في النار او تحب ان تحشر مع الذين انعم الله عليهم وتدخل الجنة وينصح ويؤكد فان استقام وصلى والا وجب على اهله ان يبلغوا ولاة الامور ووجب على ولاة الامور ان يستتيبوه فان تاب والا قتلوه حتى يستقيم المسلمون على دينهم اما اذا اضاؤوا الصلاة فهم لما سواها اضيع والعياذ بالله بقينا في من يصلي ويصلي يعني مرة نصلي ومرة ما يصلي هل يحكم بكفره او لا اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من كفره كشيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله وكثير من العلماء من السلف الصالح يقول اذا ترك صلاة عمدا حتى خرج وقتها فهو كافر ومنهم من يقول لا لا يكفر اذا كان يصلي ويصلي وهذا هو الذي اختاره ان الذي يصلي ويصلي لا يكفر لانه لا يقال ترك الصلاة تركا مطلقا لكن ان كان يفعل هذا لانه شاق في فرضيتها او ينكر لفرضيتها فهو كافر بشكه او انكاره لا بتركه اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة ومؤتي الزكاة والقائمين بالاعمال الصالحات والمتجنبين للاعمال السيئات يا رب العالمين نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني امرأة في اقصى المدينة واني اصبت منها ما دون ان امسها وعن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج زمن الشتاء والورق يتهافت فاخذ بغصنين من شجرة قال فجعل ذلك الورق يتهافت قال فقال يا ابا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ان العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما تهافتها الورق عن هذه الشجرة رواه احمد وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة. وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان ابي بن خلف رواه احمد والدارمي والبيهقي في شعب الايمان وعن عبد الله بن شقيق رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال اوصاني خليلي الا تشرك بالله شيئا. وان قطعت وحرقت ولا صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فانها مفتاح كل شر. رواه ابن ماجة