والمعنى ان مسجده روضة من رياض الجنة واذا كان روضة من رياض الجنة استحق ان شد الرحم اليه ولهذا جاء المؤلف بهذا الحديث بعد قوله لا تشد الرحال قال ومنبري على حوضي منبره على حوضه وهذا يحتمل ان يكون المنبر الموجود في الدنيا على الحوض لكننا لا نرى الحوض لانه من عالم الاخرة ويحتمل ان المعنى ان منبره يوضع على حوضه يوم القيامة ويكون عليه عليه الصلاة والسلام حتى يشاهد من يرد هذا الحوض من امته جعلني الله واياكم من والديه الشاربين منه انه على كل شيء قدير وفي هذه الاحاديث ايضا روى مسلم ان احب البقاع الى الله مساجدها وابغض البقاء الى الله اسواقه ووجه ذلك ان المساجد في الصلاة والقراءة والذكر والعلم وسكن الملائكة عليهم الصلاة والسلام اما الاسواق فانها اسواق لغط ورفع اصوات وربما يكون فيها حلف على كذب او غش او ما اشبه ذلك فلهذا كانت ابغض البقاع الى الله عز وجل وفي هذا الحديث دليل على ان الله تبارك وتعالى موصوف بالمحبة وان محبته قد قد تتعلق الاعيان وتعلق بالاعمال وتعلق بالازمان فاحب البقاء الى الله المساجد وابغضها اليه الاسواق اذا ينبغي لنا ان نحرص على ان نعمر هذه المساجد التي هي احب البقاع الى الله عز وجل بطاعة الله من صلاة وقراءة وذكر وعلم وغير ذلك والله الموفق نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزله من الجنة كلما غدا او راح. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الملك رحمه الله تعالى فيما نقله من احاديث فضيلة المساجد عن عثمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ففي هذا الحديث الترغيب في بناء المساجد وان من بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة بدار لا يفنى نعيمها ولا يبيت ولكن لابد من هذا الشرط ان يكون لله لا رياء ولا سمعة لان الرياء يبطل الاعمال قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وفيه دليل على ان المساجد من افضل القربات لما فيها من هذا الثواب وعلى هذا الوقف على المساجد على بنائها افضل بكثير من من الاضحية وما اشبهها فان الناس عندنا كانوا يوقفون ويوصون بعقاراتهم او اثلاثهم يجعلونها في اضحية وعاشوا في رمضان وما اشبه ذلك والمساجد افضل افضل لان اجرها دائم كل السنة ليلا ونهارا ولانها اسلم للذمم فان لو خاف الخاصة دائما يحصل فيها مشاكل ويحصل فيها تفريط بل ويحصل فيها قطيعة رحم وعداوة بين الاقارب ومنها ان الوقف الخاص اذا خرب لم تجد من يقوم به يتتهاكل الناس بعضهم على بعض ثم يضيع فمن كان عنده فضل مال فالذي نرى ان يجعله في بناء المساجد ما دام حيا يخشى البقاء يؤمن البقاء ويخشى الفقر اما هل الجواب ابي هريرة ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا او راح يعني ذهب في الصباح راح في اخر النهار ومن المعلوم ان هذا فيه الحث على صلاة الجماعة في المساجد وانك اذا خرجت من بيتك بعد الفجر تريد ان تصلي صلاة الفجر كتب الله لك بذلك نزلا في الجنة وكذلك بعد بعد الزوال في اخر النهار كلما غدوت الى المسجد او رحت فان الله تعالى يعد لك نزلا في الجنة اي ظيافة كلما غدوت او رحت فاحرص يا اخي المسلم احرص على التردد الى المساجد ففيه الخير وفيه اجر حتى ان الرجل اذا تطهر في بيته وخرج الى المسجد لا يخرجه الا الصلاة لم يخطو خطوة الا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فاذا وصل المسجد وصلى وانتظر الصلاة فان الملائكة تصلي عليه تقول اللهم صلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة منتظر الصلاة اللهم اغفر اي نعم اذا خرج من بيته يقول بسم الله امنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يمين المنذر وعن شمالي نورا ومن فوق نورا ومن تحت نورا وكذلك اذا دخل المسجد له الذكر المعروف بسم الله والسلام على رسول الله اللهم افتح لي ابواب رحمته نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم فابعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الامام اعظم اجرا من الذي يصلي ثم ينام متفق عليه وعن جابر رضي الله عنه قال خلت البقاع حول المسجد فاراد بنو سلمة ان ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد قالوا نعم يا رسول الله قد اردنا ذلك فقال يا بني يا بني سلمة دياركم تكتب اثاركم ديار تكتب اثاركم. رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل معلق بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. ورجل دعت تم امرأة ذات حسب وجمال فقال اني اخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم ماله ما تنفق يمينه. متفق عليه من هذه الاحاديث تتعلق بالمساجد لان الباب هو باب المساجد منها ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخبر ان اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم فابعدهم ممشى يعني صلاة الجماعة فكلما بعد المسجد عن بيت إنسان كان اعظم اجرا مما اذا كان قريبا وذلك لان الابعد يكتب له بكل خطوة يرفع له بها درجة ويحط عنها عنه بها خطيئة ومعلوم ان مئة خطوة اقل من مئتين ولكن هل معنى ذلك ان الانسان يختار الابعد عن المسجد او انه اذا صادف ان منزله ابعد فهو افضل المراد الثاني وليس المعنى ان نقول للناس ان فروا عن المساجد ابتعدوا عنها لان هذا خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والخلفاء الراشدون وربما يكون قرب المسجد قرب البيت من المسجد افضل من وجه اخر وهو انه اذا بعد البيت عن المسجد فربما يلحق الانسان الكسل فيتأخر عن الجماعة واذا كان قريبا سهل عليه على كل حال معنى الحديث انه اذا صادق ان منزلك بعيد من المسجد وخرجت من المنزل الى المسجد كان ذلك اعظم اجرا ممن بيته قريب وليس المراد ان تختار ابعد البيوت عن المساجد واذا قدر ان رجلا بيته قريب من المسجد وهناك مسجد اخر ابعد فهل نقول اذهب الى المسجد الابعد لا لا نقول هكذا فلنقول اذهب الى الى مسجد حيك حتى تشجع اهل الحي وحتى لا يتأخر احد ويقول اني اصلي في المسجد الفلاني لكن هذا كله على المصادقة ولذلك مثلا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من الرباط اسباغ الوضوء على المكاره في ايام البرد هل نقول للانسان اذا اردت ان توظأ فاختر ابرد المياه لا لا نقول هكذا ولكن اذا صادف انه ليس عندك الا ماء بارد فاسبغت الوضوء فهو افضل بلا شك واما حديث بني سلمة فانه خلت البقاع حول المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبقي فيها اماكن للبيوت فاراد ابن سلمة ان يأتوا الى النبي صلى ان يأتوا الى قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم هل ارادوا ذلك؟ قالوا نعم فقال دياركم تكتب اثاركم يعني الزم وجوده لا تقربوا الى المسجد تكتب اثار وهذا بخلاف الذي ينتقل من قرب المسجد الى بعد فهذا كما قلنا ليس بسنة لكن اذا كان مكانه بعيدا فليبق على على ما هو عليه وتكتب اثاره يعني خطواته من بيته الى المسجد ثم ذكر المؤلف حديث ابي هريرة سبعة يظلهم الله في ظله ويأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى في الدرس القادم والله الموفق نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال اني اخاف الله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما ساقه من الاحاديث في بيان فضل المساجد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال تبعث يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله سبعة يعني ليس سبعة رجال فقط بل سبعة اجناس او اصناف وان كان لا يحصيهم الا الله عز وجل وقوله سبعة هذا ليس على سبيل الحصر لان هناك اخرين يظلهم الله في ظله غير هؤلاء فاما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اوحي اليه بهؤلاء السبعة ثم اوحي اليه باخرين لان مثل هذا لا يمكن ان يقوله النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اجتهادا بل لابد ان يكون عن طريق الوحي ثم اوحي اليه واما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقتصر احيانا على بعض من يكون لهم احكام خاصة المهم ان السبعة هؤلاء ليسوا سبعة رجال بل سبعة اصناف يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله