واليهود هم الذين يدعون انهم اتباع موسى ولكنهم كذابون قد كفروا بموسى والنصارى هم الذين يدعون انهم يؤمنون بعيسى وهم كذابون قد كفروا بعيسى لان من كذب نبيا من الانبياء فقد كذب جميع الانبياء واذكر قول الله عز وجل كذبت قوم نوح المرسلين مع انه لم يرسل احد قبل نوح ومع هذا جعل تكذيب قومه له تكذيبا لجميع الرسل لان من كذب واحدا فقد كذب الجميع كما قال الله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان اتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا ولهذا نقول انما يدين به النصارى اليوم دين منسوخ ابطله الله عز وجل وانما يدين به اليهود اليوم دين منسوخ ابطله الله عز وجل وان من دعا الى وحدة الاديان فقد كفر لانه اراد ان يجعل ما ابطله الله حقا وان يجعل ما اختصه الله لنفسه عاما له ولغيره فالله عز وجل رضي لعباده دينا واحدا وهو دين الاسلام قال الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقال من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فكيف يدعى الى توحيد الاديان اين الدين القائم اليوم بعد دين غير دين الاسلام لا دين فاذا قال قائل يشكل على هذا ان قبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اليوم في وسط المسجد فالجواب انه لا لم يتخذ مسجدا قبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في مقصورة الوحدة لا يصلي الناس عند القبر ولا يدخلون المقصورة فليس في المسجد ولم يبنى عليه المسجد واصل ذلك انه في اخر القرن الاول احتاج المسجد النبوي الى زيادة وكانت بيوت زوجات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم موجودة في الجانب الشرقي منه تزيد في المسجد فدخلت حجرة عائشة رضي الله عنها التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر رضي الله عنهما دخلت في ظل المسجد لكنها مقصورة قائمة ما هي داخل المسجد خارج المسجد فهي بيت وحدها لكن اهل الباطل يشبهون ولقد صدق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد والمسلمون اليوم الذين يقولون انهم اتباع محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد بل صالحين يوجد مثلا مساجد في بلاد شتى من بلاد الاسلام يقول هذا آآ رأس الحسين وهذا يد الحسين وهذا كذا وهذا كذا وعليها مساجد اذا بني المسجد على القبر فالصلاة فيه غير صحيحة ويجب ان يهدى وجوبا ومن صلى فيه وجب عليه اجر الصلاة لان الله قال لنبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في مسجد ضرار قال لا تقم فيه ابدا فنهاه ان يصلي في مسجد ضرار مع المسجد الضرار لم يبنى على قبر لكنه بني الى جنب مسجد اخر فظر به فقال الله لنبيه لا تقم فيه ابدا هذه المساجد التي بنيت على القبور الصلاة فيها حرام غير مقبولة لو صلى فيها الانسان الف مرة لا تكفى اما اذا سبق المسجد القبر بمعنى ان القبر دفن في المسجد كما يوجد عند بعض الجهال اذا بنى مسجدا قال اوصى ان يدفن فيه فاذا دفن وجب ان ينبش حتى لو لو لم يبقى الا عظامه يجب ان ينبش ويخرج من المسجد ويجعل في المقبرة حتى لو كان صاحب المسجد هو الذي اوصى ان يثنى فيه لان المسجد بعد بعد ان جعله مسجدا ليس له فينبش ويجعل مع المسلمين هذا حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور وهو التفصيل ان كان القبر سابقا على المسجد الحكم الصلاة فيه غير صحيحة ويجب ان يهدم المسجد ولو بني بالاف الدراهم وان كان المسجد سابقا ودفن فيه الميت فانه يجب ان ينبش الميت ولو بعد سنوات ويجعل مع المسلمين اما الصلاة فيه في هذا المسجد الذي دفن فيه الميت فان كان الميت في القبلة لم تصح الصلاة فيه لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا تصلوا الى القبور وان كان عن اليمين او الشمال والخلف فالصلاة به صحيحة ثم ان المساجد بنيت لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن وتعليم العلم فمن باع او اشتراه فالبيع باطل ومن استأجر شيئا فالأجرة باطلة ومن رهن شيئا فالرهن باطل ومن استوفى ما له على شخص فلا بأس يعني مثلا انسان عليه الف ريال ووجد صاحبه في المسجد وقال يا فلان هذي الف ريال الذي تطلبني فهذا لا بأس به لان هذا ليس بيع ولا شراء وانما هو تخليص ذمة ولا بأس به اما البيع والشراء والتأجير والرهن فهذا لا يجوز في المساجد والله الموفق نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة. رواه الترمذي وعن طلق بن علي قال خرجنا وفدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه. وصلينا معه واخبر ان بارضنا بيعة لنا ان بارضنا بيعة لنا فاستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ وتمضمض ثم صبه لنا في عداوة وامرنا فقال اخرجوا فاذا اتيتم ارضكم فاكسروا بيعتكم. وظحوا مكانها بهذا الماء واتخذوها مسجدا ان البلد بعيد والحر شديد والماء ينشف فقال مدوه من الماء فانه لا يزيده الا طيبا. رواه النسائي وعن عائشة رضي الله عنها قالت امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد في الدور وان ينظف ويطيب رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امرت بتشييد المساجد قال ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. رواه ابو داوود وعن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة ان يتباهى الناس في المساجد رواه ابو داود والنسائي والدارمي وابن ماجة وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي اجور امتي حتى القذاة الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب امتي فلم ارى ذنبا اعظم من سورة من القرآن او اية اوتيها ثم نسيها رواه الترمذي وابو داوود بسم الله الرحمن الرحيم. هذه احاديث تتعلق في بناء ببناء المساجد وغيره منها ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ما بين المشرق والمغرب قبلة وهذا يخاطب به اهل المدينة لان اهل المدينة قبلتهم الجنوب ليسوا كهذه البلدة فيقول عليه الصلاة والسلام ما بين المشرق والمغرب قبلة الامر واسع يعني مثلا لو انك اتجهت الى القبلة وانحرفت يمينا او يسارا فان ذلك لا يضرك ما دمت في الجهة والجهة ما بين المشرق والمغرب بالنسبة لاهل المدينة وكذلك بالنسبة لاهل الشام وكذلك بالنسبة لاهل اليمن وما اشبه ذلك. المهم من كانت قبلتهم الجنوب او كانت قبلتهم الشمال فان ما بين المشرق والمغرب قبلة قبلة لهم اما نحن فنقول في هذه المنطقة ما بين ما بين الجنوب والشمال قبلة فالامر واسع وبعض الناس يظن انه لابد ان تتجه مئة بالمئة وهذا متعذر لان لان ذلك لا يمكن الا اذا كنت تشاهد الكعبة والكعبة لا يمكن تشاهدها كذلك ايضا حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امر ببناء المساجد في الدور عن الاحياء والامر هنا للوجوب لان بناء المساجد فرض كفاية في كل حي حتى يجتمع الناس فيها ويصلوا فيها جماعة وامر ايظا ان تطيب وتنظف وهذا على سبيل الاستحباب الا التنظيم من النجاسة فواجب ينظف يعني يزال عنها كلما يزال عنها كل ما يؤذي المصلي فاما النجاسة فتجب ازالتها واما ما سواها فهو افضل واكمل وان تطيب يعني يوضع فيها الطيب وهو نوعان البخور والدهن اما البخور فظاهر يأتي الانسان بالمبخرة ويطيب المسجد واما الدهن فمن المعلوم انه لا يمكن ان يصب الانسان الطيب فيها صبا ولكن الممكن ان يرى الى اقرب ما يكون المصلين ويضع فيه طيب اما في منديل او ما اشبه ذلك مما تكون تفوح به الرائحة واما حديث ابن عباس في المساجد فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ما امرت بتشييد المساجد يعني وضع الاصباغ فيها والنقوش وما اشبه ذلك قال ابن عباس والله لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى وهو اشارة الى ان المساجد لا ينبغي ان يوضع فيها شيء يزخم نعم شيء مزخرف تتلى بشيء لا يلفت النظر ولا يجعل فيها كتابات ولا يجعل فيها نقوش لان كل هذا من صنيع اليهود والنصارى ونحن مأمورون بمخالفتهم وما يوجد في بعظ المساجد ما يكتب على المحراب وما اشبه ذلك من الكتابات فانه خلاف السنة وهو اقل احوالها الكراهة وبعضه قد يصل الى التحريم مثلا نجد في بعض المساجد يكتب الله كلمة الله على اليمين يمين المحراب وكلمة محمد اليسار المحراب هذا حرام يجب تجب ازالته لان هذا من جعل الند لله عز وجل فان من لا يعرف الله ولا محمدا اذا رأى هذين الاسمين ظن انهما في منزلة واحدة هذا الله وبحذائه محمد عليه الصلاة والسلام يعني وزنه هذا من من جعل الند لله عز وجل. ولهذا لما قال رجل ما شاء الله وشئت للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اجعل لله ندا ما شاء الله بل ما شاء الله وحده واقبح من ذلك او مثل او دونه من يكتب على المحراب كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. انا ما ادري هؤلاء هم يظنون مريم هنا هذا ايضا غلط تحريف للقرآن لان المحراب في القرآن يعني موضع الصلاة وليس هو الطوق الذي يكون في القبلة كما هو المتعارف فوضع الاية في هذا في هذا المكان اولا انه مكروه لانه منه المصلين ومن تشييد المساجد وثانيا انها صرفت الاية الى غير معناها فهو تحريف لكلام الله عز وجل