ومن ذلك اي مما ينهى عنه في المساجد انشاد الاشعار اشاد الاشعار والمراد بها الاشعار التي تشتمل على الغزل وعلى المعاني السافلة واما انشاد الاشرار التي بها ذكر الحروب والقصص النافعة وما فذلك فلا بأس بها. لان حسان ابن ثابت رضي الله عنه كان ينشد الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومر به عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم وهو ينشد فلحظ اليه وقال قد كنت انشد وفيه من هو خير منك يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. كذلك ايضا لا يجوز انشاد الاشعار في المساجد اذا كان لا يؤدي الى التشويش على المصلين او على القارئين لان ذلك اذية لهم. وقد مر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على وهم يصلون ويجهر بعضهم في قراءة فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا في القراءة. فنهاهم. لان ذلك ايذاء للمسلمين واما بقية الاحاديث فنتكلم عليها ان شاء الله فيما يستقبل والله الموفق نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن معاوية بن قرة عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هاتين الشجرة يعني البصل والثوم وقال من اكلهما فلا يقربن مسجدنا وقال ان كنتم لابد اكليهما فاميتوهما طبخا. رواه ابو داوود. وعن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام. رواه ابو داوود والترمذي والدارمي. وعن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبعة مواطن في المزبلة والمجزرة المقبرة وقارعة الطريق وفي الحمام وفي معاطن الابل وفوق ظهر بيت الله. رواه الترمذي وابن ماجة وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم لا تصلوا في اعطان الابل. رواه الترمذي. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه ابو داوود والترمذي والنسائي وعن ابي امامة قال ان حبرا من اليهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي البقاع فسكتان وقال اسكت حتى يجيء جبريل فسكت وجاء جبريل عليه السلام فسأله فقال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ ولكن اسأل ربي تبارك وتعالى ثم قال جبريل يا محمد اني دلوت من الله دنوا ما دنوت منه قط قال وكيف كان يا جبريل؟ قال كان بيني وبينكم انه سبعون الف حجاب من نور. فقال شر البقاع اسواقها وخير البقاع مساجدها هذه احاديث في بيان ما يتعلق في المساجد منها ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نهى من اكل البصل او الثوم ان يأتي الى مسجد. حتى كان الرجل يأتي الى المسجد وقد اكل البصل والثوم فيخرجونه من المسجد الى البقيع وذلك لانهما اي هاتين الشجرتين شجرتان خبيثتان يعني كريهتان وريحهما يؤذي الملائكة ويؤذي من في المسجد من بني ادم. فان كان الناس في فمعلوم ان الرجل اذا اتى وهو اكل البصل والثوم سيؤذي المصلين ويؤذي الملائكة وان لم يكن في المسجد احد من بني ادم فانه يؤذي الملائكة. ولهذا لا يدخل المسجد من اكل بصلا او او فجلا او غيرها من ذوات الرائحة الكريهة لا في وقت الصلوات ولا في غيرها ومثل ذلك من كان فيه اسناد اي رائحة كريهة في رأس او في ابطه او في انفه او في فمه مما يؤذي فانه لا يدخل المسجد لانه يؤذي الملائكة وكذلك ايضا بعض الذين يشربون الدخان فانه يقول لهم رائحة كريهة في ثيابهم وفي افواههم وفي شعورهم فلا يدخلون المسجد فان قال قائل لو رأينا شخص رائحته كريهة دخل المسجد هل لنا ان نخرجه؟ فالجواب نعم لنا ان نخرجه ولكن هل نخرجه بعنف او نتلطف في اخراجه وندعوه مثلا ونقول يا فلان ان لك رائحة كريهة فلا تبقى في المسجد الجواب حسب حال الرجل ان علمنا انه من المعالجين فاننا ننهره بشدة وان كان رجلا يبدو عليه الجهل والغباوة فالاولى ان لا ان لا نشدد عليه ولكن نأخذ بيده ونخرج من المسجد ونقول يا فلان لا تدخل المسجد لانك ان دخلت انت فانت اثم فان قال قائل هل اكل البصل والثوم وما اشبه ذلك حرام فالجواب لا ليس حراما بدليل ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما فتح خيبر وكان الناس جياعا. بدأوا يأكلون من البصل ويأكلون من غيره من ذوي الرائحة الكريهة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا حرمت حرمت قال ليس بي تحريم ما احل الله. فصرح النبي صلى الله عليه وسلم انهما حلال فان قال قائل هل يجوز للانسان ان يأكلهما قرب الصلاة؟ لان لا يذهب الى المسجد فالجواب لا اذا كان اكلهما لاسقاط واجب فحرام عليه وعليه الاثم. اما اذا اكلهما الاشتهاء لانه اشتهاهما او لمرض فيه ثم بقيت الرائحة حتى جاء وقت الصلاة فلا فلا يصلي وفي هذا وفي الحديث اشارة الى انه اذا كان ولابد ولابد ان يأكلهما فانه يميتهما طبخا يعني يطبخه ماء حتى ذهب الرائحة ويأكلهما. والفائدة منهما لا تزول اذا طبخ اذا طبخهما انتفع به. انتفع بفائدتهما ولم يحصل منه اذية بالرائحة من احكام المساجد انه لا يجوز ان يبنى على قبر يعني لا يجوز ان يبنى المسجد على قبر لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك. فقال في مرض موته لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولعن المتخذين المساجد على على القبور فاذا بني مسجد على قبر بان قبل رجل من اهل العلم او رجل ذو سلطان او رجل غني فبني عليه مسجد فانه ان يهدم من المسجد ولو صلى ولو صلى فيه احد لم تصح صلاته لانه اسس على غير التقوى. واما اذا كان المسجد مبنيا ثم دفن فيه من بناه كما يفعل في بعض البلاد. يقول الذي بنى المسجد اذا مت فارتموني في المسجد. يظن ان هذا ينفعه وليس بنافعه فانه يجب ان ينبش القبر ويخرج المجفون ويدفن مع الناس حتى لو مضى عليه اسبوع او شهر او سنة يجب ان ينبش ويدفن مع الناس فان كان لا يمكن فهل تصح الصلاة في هذا المسجد؟ الجواب نعم تصح في هذا المسجد لانه وضع بحق. لكن لا يكون القبر في في قبلة الناس يجعلون القبر على اليمين او على اليسار او او في الخلف لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا تصلوا الى القبور وفي هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور. دليل على ان المرء لا يحل لها ان ان تزور قال فان فعلت فهي ملعونة اثمة غير مأجورة لكن لو مرت بالمقبرة دون ان تخرج من بيتها لقصد الزيارة فلا حرج ان تقف وتسلم عليه الممنوع ان تخرج للزيارة. واما اذا لم تقصد فلا بأس. كذلك قوم المتخذين عليها السلج يعني معناه ان يوضع سراج على القبر لان هذا من تعظيم القبر التعظيم الذي لا يجوز ولا ينبغي ايضا ان ان يجعل في في المقبرة اعمدة الكهرباء حتى وان لم تكن على القبر نفسه. لان لا يتخذ هذا وسيلة الى ان تتخذ السرج على القبور ويكفي ان يكون مع الناس اذا اراد الدفن ليلا سراج او اتريك مثلا او ما اشبه ذلك واما ان توضع اعمدة تنار في وسط المقبرة فلا والله الموفق. هو بمنزلة الرجل ينظر الى متاع غيره. رواه ابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان وعن الحسن مرسلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجد في امر دنياهم فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة. رواه البيهقي في شعب الايمان وعن السائب بن يزيد قال كنت نائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فاذا هو فاذا هو عمر بن الخطاب فقال اذهب فاتني بهذين فجئته بهما فقال ممن انتما؟ او من اين انتم؟ قال من اهل الطائف قال لو كنتما من اهل المدينة لاوجعتكما ترفعان اصواتكم وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري. وعن انس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحكه بيده فقال اذ فقال ان احدكم اذا قام في الصلاة فانما يناجي ربه وان ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن احدكم قبل قبلته ولكن عن يساره او تحت قدمه ثم اخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال او يفعل هكذا. رواه البخاري وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل المسجد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال فاذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم. رواه ابو داوود وان اطى ابن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. رواه مالك مرسلا. الله اكبر وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في اي مسجد وضع في الارض اول قال المسجد الحرام قال قلت ثم اي؟ قال ثم المسجد الاقصى قلت كم بينهما قال اربع نعاما ثم الارض ثم الارض لك مسجد فحيثما ادركتك الصلاة فصل متفق عليه هذه احاديث في احكام المساجد منها انه لا ينبغي ان يتحدث ناس في امور الدنيا في المسجد