غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد لشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة باعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب جاء بلمعة الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي رحمة الله تعالى عليه. في المحاضرة السابقة احبتي بدأنا بالموضوع قالت من مواضيع هذا الكتاب المبارك وهو تحقيق مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة. وعرفنا ان مسائل الاسماء والصفات ومسائل القضاء والقدر ومسائل الايمان هي المسائل الكبرى التي وقع فيها الخلاف بين الاسلاميين عموما وكثر فيها الاخذ والرد. لذلك عادة ما تذكر هذه المسائل تبعا وان كنت وددت لو ان ابن قدامة قدم مسائل الايمان في بداية كتابه او مصنفه او رسالته لان الايمان هو اساس الدين وهو لب الدين وجوهره كما اه ذكرنا في المحاضرة السابقة ومسائل الايمان تحقيقها مهم جدا لان بها يرتبط باب الاسماء والاحكام. واول خلاف وقع في الامة واول انفصال وانشقاق عن منهج الصحابة والتابعين كان بسبب مفهوم الايمان حينما ظهر الفكر الخارجي في ايام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بعد ذلك تكلمنا احبتي عن قضية مدلول الايمان لغة لم نخض في مدلول الايمان لغة لكننا وضعنا مقدمة مهمة وعرفنا من خلالها ان الشارع الحكيم سبحانه وتعالى اتى لكثير من المفردات اللغوية فاستعملها في الشرع بطريقة تختلف عن استعمالها اللغوي الاصلي. اما موسعا لها في الشرع او مضيقا لها. الشريعة لها عرف في استعمال الالفاظ. هذا ما قررناه. الشريعة لها عرف في استعمال الالفاظ. فكما ان التجار لهم عرف في استعمال المفردات اللغوية واصحاب الصناعات لهم عرف في استعمال الدلالات اللغوية وان نحالهم عرف في استعمالات الالفاظ ضد المفردات اللغوية كذلك الشارع الحكيم له عرف في استعمال المفردات اللغوية. فالشارع نقل كثيرا من المفردات اللغوية من دلالتها الاصلية في اللغة واستعمل لها دلالة عرفية شرعية. هذه الدلالة العرفية الشرعية لا تباين تباينا تاما للدلالة اللغوية الاصيلة لكنها تكون اما اوسع من الدلالة الاصيلة اللغوية الاصيلة او اضيق من اللغوية الاصيلة لكنها لا تكون ذاتها بالضبط. لا تكون ذاتها بالضبط ومن هنا قلنا اذا ورد لفظ في الشريعة فعلينا ان نستقرأ موارد هذا اللفظ في الكتاب والسنة. ننظر كيف استعمل الشارع هذا اللفظ؟ هناك بعض الالفاظ استعملها الشارع لكنه ابقاها على دلالتها اللغوية الاصيلة. هذا نعرفه من خلال تتبع كلام الشارع. الالفاظ التي لاحظنا من خلال التتبع والاستقراء الشعر ابقاها على دلالتها اللغوية الاصيلة فاننا نبقيها على دلالتها اللغوية الاصيلة. ما عندنا مشكلة لكن الالفاظ التي وجدنا ان الشارع تصرف فيها ومنحها معان اوسع او اضيق من المعاني اللغوية الاصيلة فانه لا يجوز لنا ان نفسر هذه الالفاظ الواردة في كلام الله الا بما فسره الله سبحانه وبما اراده الله عز وجل وليس على الدلالة اللغوية الاصيلة. هذا باب واصل مهم في تحقيق قضية الايمان ومن هنا ختمنا وقلنا اذا ان تحديد المعنى اللغوي لمفهوم الايمان لا يقضي على المعنى الشرعي بعبارة اخرى ان تحديد المعنى اللغوي لمفهوم الايمان لا يعني اننا وصلنا للمعنى الشرعي لمفهوم الايمان. طب كيف نصل للمعنى الشبه الى مفهوم الايمان لابد من ان نعود الى نصوص الكتاب والسنة وننظر ماذا فهم الصحابة والجيل الاول من هذه النصوص ما دلالة الايمان عند او في نصوص الشارع الحكيم وكيف فهمها السلف الصالح. رضوان الله تعالى عليهم. لكن بشكل عام الدلالة اللغوية لابد ان نقف عندها ابتداء نعرف اقوال العلماء فيها. ولا يجوز التبديع بناء على الدلالة اللغوية. في الجملة لا نبدئ بناء على الدلالة اللغوية فلو ان شخصا عرف الايمان في اللغة بطريقة معينة فاننا لو خطأناه لا نبدعه ما دام انه اصاب في المعنى الشرعي لمفهوم الايمان لان التبديع هذا اسم ولقب مرتبط بالشريعة فلابد ان تكون المسألة التي اخطأ فيها هذا الشخص الذي سنبدعه مسألة شرعية. لكن اذا كانت مسألة لغوية بحتة فحتى لو خطأنا فان هذا لا يعني ان نصل به الى التبديع. هذه قضية اه مهمة لان بعض طلبة العلم يستعجل في هذا الموضوع. يظن ان اذا احد الائمة ما فسر كلمة واردة في الكتاب والسنة فسر معناها اللغوي بشكل خاطئ معناته يجب ان يبدع هذا الامام لا علينا ان ننظر اذا كان هذا الامام متفق معنا في الاصول الشرعية وفي آآ المعنى الشرعي لهذا اللفظ لكن خلاف وقع بيننا وبينه. في المعنى اللغوي هنا ان كان كلامه باطل قولا واحدا نقول كلامه خطأ وحاد عن الصواب ولكننا لا نسقط عليه الفاظ التبديع واما ان كان كلامه يحتمل وجهة نظر فاننا اذا سنبقي المسألة اجتهادية لا يحرج فيها بعضنا على بعض. ستبقى المسألة اجتهادية وننتقل الى الخلاف الذي يهمنا او الى التحقيق الذي يهمنا وهو التحقيق الشرعي لهذا المصطلح. باختصار لا نجعل اه خلافاتنا اللغوية تطغى على خلافاتنا علينا ان ننظر للخلاف اللغوي ننزله محله والخلاف الشرعي ينزل محله من دون ان تتداخل الصورة عند طالب العلم اذا نقول مستعينين بالله وبناء على هذا نقول ان تحديد معنى الايمان لغة ليس هو الفصل في بيان معناه شرعا وان الخلاف في الدلالة اللغوية لكلمة ليس خلافا عقديا يثرب فيه على المخالف ويشدد فيه او يبدع فيه بل هي قضية لغوية علينا ان نأخذها بحجمها المناسب مع السعي بالتأكيد الى تطلب الحق فيها. ومن هنا نقول ونبدأ محاضرة اليوم ما دلالة كلمة ايمان عند اللغويين. ما دلالة كلمة الايمان عند اللغويين؟ فنقول اختلف اهل العلم في دلالة كلمة الايمان في لغة العربية على اقوال اشهرها ثلاثة القول الاول وهو الذي عليه الاكثر ان الايمان لغة كلمة الايمان دلالتها اللغوية هو التصديق هذا هو القول الاول. الايمان لغة. ما معناه عند العرب الاوائل معناه التصديق. هذا القول نقل الازهري في تهذيب اللغة في كتاب تهذيب اللغة نقل الازهري الاجماع عليه انظر نقل الازهري الاجماع عليه يقود الازهري اتفق اهل العلم من اللغويين وغيرهم ان الايمان معناه التصديق. اذا هو ينقل الاتفاق. ينقل اجماع اهل العلم على ان الايمان في اصل اللغة هو التصديق. وهذا الرأي اختاره ايضا ابن جرير الطبري رحمة الله تعالى عليه وهو من كبار المفسرين واختاره طائفة من اهل العلم وهذا يدل على ان طب ماذا نستنتج من هذا؟ بما انه الايمان لغة بمعنى التصديق هناك من ينقل اجماعات عليه. واختاره كثير من علماء اهل السنة والجماعة فنقول اذا هذا يدل على ان تفسير الايمان بالتصديق ليس مختصا بعلماء الكلام وارباب البدع كما يتوهم بعض طلبة العلم. بل هذا التفسير للايمان بانه تصديق قول معروف عند علماء اهل السنة والجماعة ايضا تفسير الايمان لغة ركزوا. انا ابحث في الدلالة اللغوية تفسير الايمان لغة بانه التصديق بعض الطلبة يظن ان هذا من ابداع الفرق الكرامية وانه ليس اصيلا في لسان العرب طبعا لماذا بعض اهل العلم الذي ينتسب الى اهل السنة والجماعة يقول آآ ان تفسير الايمان لغة هو التصديق هذا تفسير كلام بدعي وليس تفسير اصحاب اللغة الاوائل لان هذا التفسير اللغوي للايمان وظفه المرجئة في تفسير الايمان شرعا تفسير معنى الايمان لغة وظفته الفرق المرجئة في بيان معنى الايمان شرعا. فاصبح بعض علماء اهل السنة والجماعة يقضي ويغلق الباب على المرجئة يقول ان دلالة الايمان لغة على التصديق ليست مسلمة بل الايمان لغة لا يدل على التصديق. هو شيء من التصديق. فيبدأ النقاش في الدلالة اللغوية. فهنا نقول في الحقيقة الان هل الايمان لغة بمعنى التصديق؟ هذي مسألة لغوية. نعود الى ارباب اللغة لاننا لا نبحث في مبحث شرعي نبحث في مبحث لغوي ننظر اهل اللغة ماذا قالوا؟ بما ان هناك اجماعات تنقل بغض النظر عن دقة هذا الاجماع ان لا يهمني دقة هذا الاجماع بقدر ما يهمني ان امام كبير في اللغة وعالم نحرير كالازهري لما ينقل اتفاق على ان الامام معناه التصديق هذا يدل في اقل احواله على ان هناك قطاع كبير من علماء لغة ومن ومن اهل العلم يذهبون الى ان دلالة الايمان في اللغة متقاربة جدا مع معنى التصديق وهذا ذهب اليه ايضا ابن جرير الطبري وابن جرير الطبري من علماء اهل السنة وما الجماعة. اذا باختصار تفسير الايمان لغة بمعنى التصديق هذا وارد ومسألة اجتهادية ورأي له وجهته ومكانته رأي قوي وحاضر في المسألة لكنه في النهاية لا يقضي على فالشرعي للايمان لان المعنى الشرعي للايمان كما قلنا سنتطلبه من نصوص الكتاب والسنة. وليس من كلام علماء اللغة. فنحن الان نبحث في كلام علماء اللغة فلو قلنا ان الايمان في اللغة هو التصديق لا حرج. والمسألة اجتهادية طيب اذا هذا هو الرأي الاول وهو الرأي الاكثر ان الايمان هو التصديق. هناك الرأي رأي اخر او الرأي الثاني ان الايمان في اللغة هو تصديق مصحوب بامن الايمان في اللغة ليس مجرد التصديق. هو تصديق مصحوب بامن وطمأنينة وامان. زيدوا هذه الالفاظ وهذا الاختيار الثاني او هذا الرأي الثاني ذهب اليه الراغب الاصفهاني رحمة الله تعالى عليه في كتابه المفردات. مفردات الفاظ القرآن الكريم ذهب الى تعريف الايمان لغة بانه الايمان في اللغة هو التصديق الذي معه. التصديق المصحوب بالامن وطمأنينة القلب وبالتالي هذا يدل على ان الايمان اعلى رتبة من التصديق لان الراغبة الاصفهاني ما قال الايمان يساوي التصديق كما قال الجمهور. لأ. قال الايمان تصديق مع امن بالتالي الايمان درجة اعلى من التصديق في وجهة نظر الراغب الاصفهاني. في الدلالة اللغوية طبعا لانه جعله تصديق وزيادة تصديق مع امن وطمأنينة قلب واستقرار فؤاد. وكأن الراغب الاصفهاني احبتي نظر الى الاشتقاق آآ اللغوي لكلمة الايمان انه كلمة الايمان مأخوذة من الامن ايمان مأخوذة من الامن فلابد اذا من تصديق مع امن وطمأنينة وهدوء نفس لهذا التصديق. فليس كل تصديق ليس كل تصديق مصحوبا بامن وطمأنينة. انتبهوا على هذه القضية. هل كل تصديق يكون مصحوب بطمأنينة القلب التامة والامان التام لهذا التصديق؟ لأ بعض الناس يصدق بشيء لكن يقبل التشكيك بادنى شبهة وهناك انسان لا مصدق وبلغ درجة الامان القلبي والطمأنينة القلبية التامة بحيث لا يقبل التشكيك فليس كل تصديق مصحوب بامن. والايمان في وجهة نظر الراغب الاصفهاني ليس اي تصديق. الايمان عند راغب فهاني لغة هو تصديق مصحوب بامان بطمأنينة قلب بهدوء فؤاد الى الشيء المصدق. تمام؟ هذا رأي ثاني. الرأي الثالث ان الايمان في اللغة هو الاقرار الايمان لغة هو ما قال التصديق ابدا ما اتى بها. قالوا الايمان لغة هو الاقرار. وهذا الرأي هو الذي ذهب اليه ابن تيمية وتلاميذه ان الايمان لغة هو الاقرار. وزيف ابن تيمية شف ابن تيمية في كتاب الايمان الكبير زيف تفسير الايمان لغة بالتصديق واتى باربعة اوجه فيما اذكر زيف فيها هذا الرأي وبين ان الايمان ليس في اللغة والتصديق لعدة امور واعتبارات لا يتسع المكان او الوقت لبسطها والنقاش فيها لكن بشكل عام ابن تيمية وتلاميذه يسيرون مع الراغب الاصفهاني في الخط العام. ان الايمان لا يساوي التصديق بل الايمان شيء اعلى من التصديق. فان ابن تيمية لما يفسر الايمان بانه الاقرار هو في الحقيقة يتقارب جدا مع الراغب الاصفهاني في تفسيره للايمان لغة بانه تصديق مصحوب بامن. لان الاقرار هو تصديق مع استقرار في القلب هذا هو الاقرار هو تصديق مع استقرار في القلب وطمأنينة وهدوء وانقياد. فكلمة الاقرار اعلى من التصديق. نعم وابن تيمية يتجه الى هذا الاتجاه وهو كما قلنا يصب مع الراغب الاصفهاني في وجهة النظر التي آآ التي تقول ان الايمان شيء اعلى من التصديق فلا نجعله مساويا للتصديق. فالراغب الاصفهاني قال هو تصديق مع امن وابن تيمية قال هو اقرار والاقرار هو تصديق مع استقرار في القلب وهدوء وطمأنينة تامة. لكن في النهاية مع ان ابن تيمية رحمة الله عليه زيف تفسير الايمان لغة بانه التصديق وراء انه غير صواب. لكن سيبقى اجتهاد من ابن تيمية يقبل النقاش. حتى لو كان ابن تيمية سيقبل هذا اجتهاد من ابن تيمية في الدلالة اللغوية لكلمة الايمان يقبل النقاش بما ان هناك قطاع كبير من علماء اللغة ومن اهل السنة والجماعة يرى ان الايمان لغة التصديق ولا حرج في ذلك. فالمسألة والله تعالى اعلم تبقى مسألة لغوية اجتهادية لا يبدع فيها وانما الاشكال كما قلنا سيأتي معنا الان في البحث الشرعي لكلمة الايمان. المفهوم الشرعي هنا النقاش هنا الخلاف هنا النظر الحاد سيأتي والخلافات آآ بين الفرق الاسلامية. واما المعنى اللغوي فسيبقى في دائرة الاجتهاد وتطلب الصواب تمام فنقول لكن بعد ان سردنا هذه الاقوال الثلاث نقول كما قررنا سابقا اننا لو اعتمدنا ان الايمان في اللغة هو التصديق وسرنا على رأي الجمهور فان هذا لا يؤثر عندنا على حقيقة الايمان شرعا للقاعدة التي قررناها كثيرا. المعنى اللغوي ليس حاكما على الاستعمال الشرعي. بل تطلب معنى الايمان شرعا محله الرجوع الى كلام الله ورسوله وملاحظة التفسير الشرعي في هذا المصطلح فدعونا اذا ننتقل الى حقيقة الايمان شرعا. فنقول دلالة لفظة الايمان في الشريعة المحمدية نحصلها بطريقين انتهينا من البحث اللغوي لكلمة الايمان دعونا الان ننطلق الى البحث الشرعي وهو المراد اساسا من اين نأتي بالمعنى الشرعي لكلمة الايمان كيف نحصله فاقول هناك طريقان لتحصيل المعنى الشرعي لكلمة الايمان. الطريق الاول ان نتتبع موارد هذه اللفظة وهذا المفهوم في نصوص الكتاب والسنة والتفسير اي ونلحظ ونلحظ التفسير الذي تقدمه هذه النصوص لهذه الحقيقة العظمى اذ لا يعقل احبتي هنا ركزوا معي تماما. لا يعقل احبتي ان تكون الشريعة المحمدية اهتمت بتوضيح مفهوم الصلاة والزكاة والربا والبيوع والدين. ودخلت في تفاصيل هذه الفروع ولم تبين لنا مفهوم الايمان الذي هو اصل الدين لا يمكن ابدا هذه خذوها وضعوها في اذهانكم اياكم ان يذهب هذا الكلام عن عقولكم لا يمكن لا يمكن ان تكون الشريعة المحمدية زادها الله شرفا اهتمت ببيان معنى الصلاة وانها بتفاصيلها الدقيقة كما بينها محمد صلى الله عليه وسلم. وبيان الزكاة بانصبتها وحقائقها وبيان مفهوم الصيام والمفطرات وبيان مفهوم الحج ومناسك الحج. وتكون بينت الربا والمعاملات والبيوع والديون. لا تكن بينت كل واغفلت الشريعة مفهوم الايمان فلم تبينه بيانا شافيا تاما يستغنى عنه او يستغنى عفوا به عن النظر في الدلالة اللغوية. لا يمكن بالتأكيد والقطع والجزم ان الشريعة اتت في بيان مفهوم الايمان الذي هو الحقيقة الكبرى للاسلام. الحقيقة الكبرى في هذا الدين اتت فيه بالبيان الشافي الذي نستغني به عما سواه من بيان اللغويين من هنا ننطلق. اذا الطريقة الاولى لمعرفة مفهوم الايمان في الشريعة المحمدية وعند اهل السنة والجماعة يكون بالتتبع موارد هذه الكلمة في الكتاب والسنة. ونلاحظ التفسير الذي قد قدمته هذه النصوص نصوص الكتاب والسنة لهذا المفهوم. بالتأكيد النصوص فسرته وبينته بيان شافي تام استغني به عن البيان اللغوي احبتي كما ذكرنا هذا في المحاضرة السابقة. اذا هذا الطريق الاول الذي علينا ان نسلكه. تتبع موارد الكلمة في الكتاب والسنة ملاحظة تفسير الشارع الحكيم لهذا المفهوم. ثانيا ان نعود الى تفسير الجيل الاول الثاني جيل الصحابة وجيل التابعين لمفهوم الايمان ولدلالة هذه الكلمة ولطريقة فهمهم لها وتطبيق لمقتضياتها فلابد نتتبع ماذا قال الصحابة في بيانهم لمفهوم الايمان؟ لابد عندهم كلام. ماذا قال التابعون في بيان مفهوم الايمان؟ لا بد عندهم ننظر كيف فهموا الايمان كيف عملوا به ما مقتضياته عندهم؟ كيف طبقوا مفهوم الايمان على الاشخاص وعلى المجتمعات والامم حينئذ ندرك مائة بالمائة ما هي الدلالة الحقة لهذا المفهوم في المنظور الاسلامي. اذا هناك طريقان باختصار لمعرفة ما هو مفهوم الايمان في الشريعة المحمدية ملاحظة موارد هذا هذا اللفظ في نصوص الكتاب والسنة وما التفسير الذي قدمته هذه النصوص لهذا اللفظ؟ ثانيا العودة الى كلام الجيل الاول والجيل الثاني الى كلام الصحابة والى كلام التابعين ننظر كيف فهموا الايمان كيف آآ عرفوا مقتضياته كيف طبقوا هذا مفهوم في الواقع العملي حينئذ سنصل جزما الى دلالة هذه اللفظة او هذا المفهوم في اه الشريعة المحمدية. فاقول بعد ذلك وقد اختلفت عبارة اهل العلم في التعبير عن هذه الحقيقة عن حقيقة الايمان. وان كانت كلها هذه عبارات اختلاف لفظي وان كانت كلها تحمل نفس المضمون في الجملة. اختلفت عبارة اهل العلم اقصد باهل العلم هنا علماء اهل السنة والجماعة. هذا الذي اقصده باهل العلم هنا فاختلفت عبارة علماء اهل السنة والجماعة في التعبير عن حقيقة الايمان. لكن وان اختلفت في الفاظها لكن مضمونها في النهاية في الجملة لذا بما انه علماء اهل السنة والجماعة كما قلنا يختلفون في طريقة التعبير والمضمون واحد دعونا نذهب الى صاحبنا الى ابي القدامى وهو من علماء اهل السنة مع ننظر اه في التعريف الذي قدمه لمفهوم الايمان وهو تعريف على طريقة اهل السنة والجماعة لان انا في النهاية انا اشرح كتابه ربما يكون تعاريف غيره من العلماء هناك اوسع هناك اقصر كما سيأتي لكن بما اننا نشرح لمعة الاعتقاد لابد ان نسلط الضوء على تعريف ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه وهو تعريف يسير على طريقة اهل السنة والجماعة فقال عليه رحمة الله في لمعته الايمان هو قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان هكذا قال ابن قدامة عندكم. الايمان قول باللسان عمل بالاركان وعقد بالجنان. الجنان هو القلب طبعا ابن قدامى اخر عقد الجنان الى اخر التعريف وان كان الافضل وهو المعتاد عند اهل العلم ان يقدموا اعتقاد القلب في البداية يعني العادة ان يقول العالم الايمان اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان. هذه هي العادة في التعريف لكن كما قلنا ابن قدامة لم يهتم بتنسيق الكلام التنسيقي العالي في هذه الرسالة التي يظهر انه كتبها على عجل لم يهتم بهذه التنسيقات فقدم واقر وكما قلنا هذا التقدير وتأخير لفظي لا يؤثر في المعنى فابن قدامة يرى ان الايمان هو اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان. هذه الثلاثة هي مفهوم الايمان عند ابن قدامة وعند علماء اهل السنة والجماعة. فنقول معلقين على تعريف ابن قدامة. هذا التعريف الذي يقدمه ابن قدامة ويقدمه غيره من علماء اهل السنة والجماعة مفهوم الايمان عند اهل السنة وانه عبارة عن ركزوا الان. مفهوم الايمان عند اهل السنة عبارة عن حقيقة مركبة من ثلاثة اشياء او قل ثلاثة اركان مفهوم الايمان حقيقة مركبة من ثلاثة اشياء فهو على طريقة المناطق كل وله اجزاء. وليس كلي وله جزئيات لمن درسوا معنى المنطق والسلم. الايمان كل وله اجزاء بعبارة سهلة تقترب من الجميع. الايمان حقيقته مفهومه مركب من ثلاثة عناصر. لابد ان تكتمل هذه العناصر الثلاث ليتحقق مفهوم الايمان الشرعي. ما هي العناصر الثلاث؟ وما ذكره ابن قدامة اعتقاد القلب هذا العنصر الاول وقول اللسان هذا العنصر الثاني وعمل الاركان. هذا العنصر الثالث. هذه العناصر الثلاث مع بعضها تشكل لنا مفهوم الايمان شرعا. مفهوم الايمان الذي يريده الله سبحانه وتعالى الذي اخبرنا به في الكتاب وعلى لسان لمحمد صلى الله عليه وسلم في السنة. اذا هذا احبتي منطلق يعني انا اتعجب بعض طلبة العلم يغوص في مسائل تتعلق بالكفر والتكفير ومسائل تتعلق بالعذر بالجهل وغيرها من المسائل وهو لم يضبط بعد ما هو مفهوم الايمان. هذا منطلق احبتي في دراسة الاعتقاد. ان تعرف ان الايمان عند اهل السنة حقيقة مركبة. حقيقته مفهوم مركب من ثلاثة عناصر. انا اعيد اكرر اريد ان ترسخ في اذهانكم. الايمان مفهوم مركب من اعتقاد القلب وقول وعمل الاركان وسنبسط الحديث اكثر واكثر فيما يأتي باذن الله. نقول ولتجلية هذه المكونات وفهم ترابطها معا تحت حقيقة واحدة. كيف هذه؟ الاركان الثلاث او العناصر الثلاث تجتمع تحت حقيقة واحدة دعونا ننظر نقول حقيقة الايمان عند اهل السنة احبتي او ما دلت عليه النصوص الشرعية لطبيعة مفهوم الايمان انه ارتباط بين الباطن والظاهر هذا هو الايمان شرعا هذا هو الايمان الذي اراده الله سبحانه وتعالى عز شأنه الايمان الشرعي ارتباط بين باطن الانسان وبين ظاهره طيب ولا يتحقق الايمان الا باجتماع الباطن مع الظاهر. هذا الانسجام هذا التوافق بين الباطن والظاهر هو الذي يحقق الايمان ايه رأيكم؟ وهذا التفسير للايمان بانه ارتباط بين الباطن والظاهر هذا ليس مجرد نظرية اتت بها النصوص الشرعية. ليس مجرد نظرية شرعية بل هو مقتضى الطبيعة الانسانية. فان الانسان متى اعتقد في باطنه شيئا وصدق به؟ لابد وان تظهر اثار هذا الاعتقاد. وان تظهر اثار هذا التصديق على ظاهره بشكل من الاشكال. والا لم يكن مصدقا في الباطن حقا. هكذا الانسان طبيعة الانسان هذا الكائن الحي انه اذا صدق وجزم بشيء في باطنه. وهذا الشيء الباطني له اثار في الظاهر لابد وان تظهر هذه الاثار بشكل من الاشكال. يعني انظروا احبتي اذا احب انسان شخصا وانظروا في حال العشاق تجد الشخص اذا احب فتاة او اذا احب الانسان شخصا دعونا على عمومها فان هذا الحب الذي في داخله واستقر في قلبه لابد وان يظهر على ظاهره على جوارحه على اركانه بشكل من الاشكال بابتسامة يبعثها بهدية يرسلها بزيارة يواظب عليها. والا انسان يحب شخص من اعماقه وهو دائما معرض عنه لا ينظر اليه ولا يلتفت اليه ويقطب في وجهه ولا يرسل له هدية ولا يزوره ما هذا الحب هذا ليس حبا صادقا يعيش في قلبه الا اذا كان مكرها مجبرا على عدم اه الزيارة او عدم تقديم الرسائل او ما شابه ذلك. يعني هناك حادس خارجي حاجز خارجي يمنعه من التواصل معه. اما هكذا هو بطبيعته يحب شخصا حبا يسكن في قلبه. ولا يبادر او ولا تظهر بوادر هذا الحب على جوارحه بشكل من الاشكال من دون مبرر او حاجز خارجي هذا لا يمكن هذا مخالف لطبيعة الانسان فكذلك الايمان ان يكون الانسان مصدقا في باطنه جازما بربه في الداخل ولا يظهر لهذا اي شكل من الاشكال على ظاهره هذا لا يمكن ابدا هذا لا يمكن ابدا. فانتفاء الظاهر بالكلية دليل على انتفاء التصديق الباطني. بالشروط القيود التي سنأتي اليها بعد قليل. طيب اذا انا فقط اردت ان ابين اه ان نظرة الشريعة للايمان علاقة انه علاقة بين الباطن والظاهر. لذلك قالوا الايمان هو اعتقاد قلب وقوي اللسان وعمل اركان. لتحقيق التوازن والارتباط بين الباطن والظاهر جميل. وهناك العديد من نصوص السلف الصالح التي جاءت لتعبر عن هذه الحقيقة. عن حقيقة ارتباط باطن بالظاهر. وعن حقيقة ان الايمان هو ارتباط الباطن بالظاهر هو ما نفسره ونبسطه بقولنا ان الايمان اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان فبعبارة جملية هو ارتباط الباطن بالظاهر. لكن العبارة المفصلة ان تقول هو اعتقاد قلبي واقرار باللسان وقول بالاركان. الان هناك العديد كما قلنا من نصوص السلف الصالح التي جاءت لتعبر عن هذه الحقيقة وعن هذا المفهوم للايمان انه ارتباط باطن بظاهر ولكن السلف عبروا كما قلنا بالفاظ واساليب متنوعة ساعود طبعا بعد قليل لدلالة نصوص الكتاب والسنة على مفهوم الايمان لكنني الان حتى اقرر بشكل واضح في اذهانك وموضوع الارتباط بين الباطن والظاهر اتيت بكلام السلف الصالح فنبدأ اولا بكلام الاوزاعي تقود الاوزاعي رحمة الله عليه مبينة لمفهوم الامام وهو امام الشام رحمة الله عليه. ادركت من ادركته ويقول اذا ادركت من ادركت. يتكلم عن شيوخه ادركت من ادركت من صدر هذه الامة ولا يفرقون بين الايمان والعمل وقال ايضا الايمان والعمل كهاتين. وقال باصبعيه لا ايمان بلا عمل ولا عمل بلا ايمان. انتهى. اولا احبتي حتى نفهم كلام الاوزاعي سنستطرد قليلا لنبين امرنا المهم في استخدام مصطلح الايمان او مفهوم الايمان خليني اقول مفهوم الايمان ادق استخدام مفهوم الايمان في نصوص الكتاب والسنة من يقرأ او من يتتبع ويستقرأ ورود لفظ الايمان في نصوص الكتاب والسنة يلاحظ ان آآ هناك شكلين من اشكال الاستعمال له احيانا يأتي الايمان في النص الشرعي في القرآن او في السنة وحده لا يقترن بمفهوم الاسلام او مفهوم عمل الصالحات. تأتي كلمة الايمان وحدها من دون ان تقترن بالاسلام او عمل الصالحات في السياق. حينئذ يكون الايمان بهذا المعنى بالمعنى العام يكون الايمان او يفسر الايمان بالمعنى العام. انه اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالاركان وحينئذ ركزوا ترى هنا كلام دقيق وتأصيلي وتقعيدي الايمان له معنى عام وله معنى خاص يستعمل لفظ الايمان مفهوم الايمان بمعناه العام حينما يرد وحده حينما يأتي وحده في السياق من دون ان يقترن بمفهوم الاسلام ومفهوم عمل الصالحات فاذا جاء وحده في السياق فان مفهوم الايمان يكون عاما ويدل على الباطن والظاهر. يدل على اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان وهذا الذي نحن نقرره الان ونبحث فيه. الايمان بالمعنى العام. الايمان بالمعنى العام. والايمان بالمعنى العام يساوي ومفهوم الدين بالمعنى العام ومفهوم الدين بالمعنى العام يساوي مفهوم الاسلام بالمعنى العام. واريد ان تكتبوا الان بين ايديكم اكتبوا قولوا مفهوم الايمان العام يساوي مفهوم الدين ويساوي مفهوم الاسلام العام فهذه ثلاث مفاهيم تأتي مع بعضها البعض. وتفسر بنفس التفسير. فلو قلت لك ما هو الدين؟ تقول الدين تعريفه اعتقاده القلب وقول اللسان وعمل الاركان. ما مفهوم الاسلام العام؟ تقول الاسلام العام هو اعتقاد القلب وقول اللسان الاركان. فمفهوم الايمان العام هو نفسه مفهوم الدين هو نفسه مفهوم الاسلام العام. لكن هناك شكل اخر من اشكال مفهوم الايمان احيانا وفي نصوص كثيرة يأتي مفهوم الايمان مقترنا في نفس السياق بمفهوم الاسلام كما جاء في حديث جبريل الطويل حديث عمر رضي الله عنه بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعرة يراعى عليها السفر ولا يعرف منا احد. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسد ركبتيه الى ركبتيه. وضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فاسأله اولا عن مفهوم الاسلام وقائد الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال صدقت. قال عمر ارفع جبنانه ويسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. اه اذا سأله اولا عن مفهوم الاسلام ثم سأله عن مفهوم الايمان. فهنا ورد مفهوم الايمان مقترنا بمفهوم الاسلام في سياق واحد. اذا ورد مفهوم الايمان مع مفهوم الاسلام في سياق واحد فهنا الايمان له معنى خاص وهو الباطن فقط والاسلام له معنى خاص هو الظاهر فقط تمام كذلك اذا جاء مفهوم الايمان مع العمل وهذا كثيف القرآن. الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا وعملوا الصالحات. ومن يعمل صالحا وهو مؤمن. فاذا جاء مفهوم الايمان مقترن في نفس السياق بعملوا الصالحات او بالعمل عموما فهنا الايمان يفسر بالمعنى الخاص وهو الباطن فقط وعملوا الصالحات هي الاعمال الظاهرة اعمال الجوارح وهو الاسلام. فالاعمال عملوا الصالحات هي تساوي الاسلام بمعناه الخاص فاذا قلت الايمان والاسلام في سياق واحد او قلت الايمان وعمل الصالحات في سياق واحد فالايمان هنا له معنى خاص وهو الباطن والاسلام له معنى خاص وهو الظاهر. ويعبر احيانا بالاسلام. الاسلام بمعناه الخاص احيانا يعبر عنه بلفظ الاسلام. واحيانا يعبر الصالحات فكلمة عملوا الصالحات تساوي الاسلام بمفهومه الخاص. لانه الاسلام بمفهومه الخاص هو عمل الصالحات تمام؟ انه كثير من الطلبة احبتي يشكل عليه تتبع هذه اللفظة لفظة الايمان في الكتاب والسنة. احيانا نجد لفظة الايمان فعلا تدل على والظاهر وفي نصوص اخرى يصطدم بها يجد ان لفظة الايمان تدل على الباطن فقط. فيقول يا شيخ انا اجد تعارضا فنقول له لا تعارض يا اخي الكريم عليك ان تفهم طريقة استعمال الشارع لهذه الالفاظ الذي نقرره ونتكلم عنه الان وسنبسط الحديث عنه ويبسط عنه الحديث علماء العقائد الايمان بمعناه العام. حينما يرد الايمان في النص وحده من دون ان يقترن بكلمة عملوا الصالحات من دون ان يقترن مصطلح الاسلام او مفهوم الاسلام. هذا الذي نحن نتكلم الايمان وحده بمفهومه العام فنقول الايمان بمفهومه العام هو نفسه الدين. هو نفسه الاسلام بمفهومه العام. ويدل على الظاهر والباطن لا بد من العلاقة بين الظاهر والباطن. والاشكالية التي وردت عندك ايها الطالب انك وجدت مفهوم ورد في بعض النصوص الشرعية مقترنا بمفهوم الاسلام او مقترنا بمفهوم عملوا الصالحات. فاشكل ذلك عليه. كيف يقول امنوا وعملوا الصالحات اذا الايمان شيء والعمل الصالحات عمل الظاهر شيء اخر. فنقول الايمان هنا لانه اقترن بعمل الصالحات يدل الايمان على الباطن فقط وعملوا الصالحات تدل على الظاهر. لكن لو جاء الايمان وحده يا ايها الذين امنوا من دون عملوا الصالحات ها من دون ان يقترن عملوا الصالحات. اه هنا امنوا تدل بالتالي على الظاهر وعلى الباطن. لانها جاءت فتدل على الحقيقة الكبرى التي تشمل الباطن مع الظاهر. فلابد يكون عندك مهارة في فهم نصوص الكتاب والسنة تفهم ان هناك الفاظ شرعية تتغير دلالتها بالاقتران والافتراق. ما تقترن الايمان بمفهوم الاسلام اصبح الايمان يدل على معنى خاص باطن فقط. متى انفرد الايمان وجاء وحده مستقلا في النص. هنا الايمان يدل على المعنى العام يدل على المعنى العام الذي يبحث عنه علماء اهل السنة والجماعة والذي نحن نقرره هنا وهو معنى الدين وهو اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان فيصبح الايمان شامل للباطن والظاهر. كما ان الاسلام اذا ورد وحده في النصوص يشمل الباطن والظاهر. فمثلا دعونا نأتي للاسلام لما ورد وحده في النصوص اه الله سبحانه وتعالى قال ان الدين عند الله الاسلام وفي نص اخر ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. هنا كلمة الاسلام وردت وحدها لم تقتران بالايمان ففي هذه الحالة الاسلام يعرف بالمعنى العام الباطن والظاهر الاسلام هنا اعتقاد قلب وقول لسانه عمل اركان وفي المقابل كما قلنا جاءت لفظة الايمان وحدها في بعض النصوص كما سيأتي معنا الايمان بضع وسبعون شعبة او بضع وستون شعبة. نفضة الايمان جاءت وحدها فلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم هو نفسه فسرها بابي هو وامي بالاعمال الباطنة والاعمال الظاهرة فيكون الايمان وحده اذا ورد وحده يدل على الظاهر وعلى الباطن وهو ايضا تعريف الدين. فالدين هو الباطن والظاهر. انا ركزت كثير على هذه القضية انه كثير من الطلبة يجد عندهم مشكلة بالتفريق بين مصطلح الايمان لما يأتي مقترنا بالاسلام ومصطلح الايمان لما يرد وحده في النصوص. ونحن هنا نبحث في ماذا؟ نحن نبحث هنا في الايمان او مفهوم الايمان العام. في مفهوم الايمان العام. لما يأتي الايمان وحده. ما هو المقصود به؟ عند اهل السنة والجماعة. اللي هو مفهوم بما هو الدين عند اهل السنة والجماعة بسم الله الحمد لله. وبناء على هذا احبتي دعونا نعود لقراءة كلام الاوزاعي هنا سنفهم ماذا يقول الاوزاعي. كل هذا الاستطراد حتى نفهم كلام الاوزاعي كلام السلف يقول الاوزاعي ادركت من ادركت من صدر هذه الامة وهم لا يفرقون بين الايمان والعمل الان الاوزاعي يريد ان يبين لنا طبيعة هذا الدين يريد ان يبين لنا ما هو مفهوم الدين اللي هو الايمان بالمعنى العام انه ارتباط بين الباطن والظاهر هذا ما يريد الاوزاعي يريد ان يبين لنا ان الدين ارتباط بين الباطن والظاهر. وانه هذا هو الايمان العام باطن المظاهر لكن الاوزاعي لانه في جملته قرن الايمان مع العمل بما ان ما اقترن في سياق واحد فهنا سنفسر الايمان بالباطن فقط لماذا سوفسره بالباطل فقط؟ حتى نفهم كلام الاوزاعي لانه قرن بين لفظ الايمان ولفظ العمل. بالتالي هنا الايمان سيدل على المعنى الخاص. الباطن فقط بسبب اقترانه بالعمل. لكن انا اتيت بكلام الاوزاعي من اجل ان ابين فهم السلف الصالح لطبيعة الدين. انه ارتباط بين الباطن والظاهر فالاوزاعي يقول لنا ادركت صدر هذه الامة ادركت علماء السلف الصالح ادركت التابعين لا يفرقون بين الايمان اللي هو هنا بمعنى الباطن والعمل فالسلف الصالح كما ينقل لنا الاوزاعي لا يفرقون بين الباطن والظاهر. في عندهم تلازم. ويقول ايضا الاوزاعي الايمان والعمل كهاتين بدلوا كلمة الايمان عند الاوزاعي بكلمة الباطن. اذا اردتم ان واردتم ان يسهل عليكم فهم كلام الاوزاعي. فكان الاوزاعي قال الباطن والعمل اللي هو الظاهر الباطن والعمل كهاتين لا ايمان بلا عمل. يعني لا باطن عفوا. لا ايمان الا بعمل. يعني لا باطن الا بعمل في ولا عمل اي في الظاهر الا بايمان. يعني الا بباطن فالاوزاعي هنا استخدم كلمة الامام بمعناها الخاص. لاحظوا هذا مهم جدا. لا ايمان الا بعمل يعني لا باطن صحيح مقبول الا بعمل في الظاهر ولا عمل اي في الظاهر الا بباطن صحيح صادق فهذا اذا يبين التلازم بشكل واضح وجلي بين الباطن والظاهر عند اهل السنة والجماعة النص الثاني يقول الحميدي الحميدي لاحظوا سيستخدم كلمة الايمان بمعناها العام. ليس كما فعل الاوزاعي. الاوزاعي استخدم كلمة الايمان بمعناها الخاص. لانه كان يريد ان ان يبين لنا حقيقة الدين وهو الايمان بالمعنى العام انه ارتباط بين الباطن والظاهر. الاوزاعي لا مباشرة استخدم كلمة الايمان بمعناها العام وفسرها بانها قول وعمل. فيقول الحميدي الايمان ايش تفسيره؟ قال قول وعمل. فهنا الحميدي يفسر الايمان بانه قول وعمل. هو لم يقرن بين الايمان والعمل كما فعل الاوزاعي الحميدي يقول الايمان هو عبارة عن قول وعمل طيب ثم يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص. وسنأتي بمعنى زيادة ونقصان لا ينفع قول الا بعمل ولا عمل وقول الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بسنة اي باتباع للنبي عليه الصلاة والسلام. يهمني اذا هنا ان الاوزاعي نفسه ينص على قضية اه آآ التلازم بين الباطن والظاهر. فانه لما قال ولا عمل وقول الا بنية. النية في الباطن. والعمل والقول في الظاهر. اذا لابد من تلازم بين الباطن والظاهر. هكذا فهم السلف الايمان. ابن شهاب الزهري واظنه لا يخفى عليكم. يقول والايمان قول وعمل قرينان. عبارته قريبة من عبارة الحميدي. الزهري يفسر الايمان بانه قول وعمل. قال والايمان قول وعمل قرينان لا ينفع احدهما الا بالاخر والايمان قول وعمل قرينان لا ينفع احدهما دون الاخر. طبعا السلف كما سيأتي معنا عبارات فيها شيء من الاجمال فسرها من بعدهم. ان القول لم يقول الايمان قول وعمل. طب وين الاعتقاد يا شيخ راح عند ابن شهاب الزهري؟ ما نص على الاعتقاد؟ نقول اه بعض السلف كان يستخدم كلمة القول لتدل على قول اللسان وقول القلب ويستخدم كلمة العمل لتدل على عمل القلب وعمل الجوارح كما سيأتي ان شاء الله تفصيله. وكما قلنا السلف اختلفت عباراتهم في بيان حقيقة الايمان لكن مضمونها واحد. وانت عليك فقط ان تجمع هذه العبارات وتتفهم مقاصدهم. فلما يقول الزهري الايمان قول وعمل القول ينقسم الى قول قلب وقول اللسان. والعمل عمل قلب وعمل جوارح. فبالتالي الزهري يربط بين القول والعمل قول الباطن وعمل الباطن مع قول الظاهر وعمل الظاهر. وسيأتي تفصيل اكثر. الامام هو قول القلب وما هو عمل القلب اه النص الرابع والاخير ساكتفي به اه الامام الشافعي رحمة الله عليه. الامام الشافعي في نص واضح مهم جدا ينقل الاجماع ويقول كان الاجماع. اسمعوا لهذا الكلام العالي. كان الاجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركناهم ان الايمان انا قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة الا بالاخر هذا نص فخم جدا من الشافعي. نص صريح جدا للامام الشافعي. وانا اتعجب من المرجئة الذين ينتمون لمذهب الامام الشافعي فيواجهون هذا النص الواضح لامامهم في الفقه طبعا هو امام في الفقه والا في الاعتقاد الشافعي من ائمة اهل السنة وليس له علاقة باهل البدع بل وكان حربا عليهم رحمة الله تعالى عليه. الامام الشافعي ينقل الاجماع يعني ليست وجهة نظر الشافعي. ينقل اجماع الائمة والعلماء الذين ادركهم وينقلوا عن الصحابة وعن التابعين وهو امام ثقة لا يشك احد في عدالته ابدا. ما هو الاجماع الذي ينقله الشافعي؟ يقول كان الاجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركناهم ان الايمان قول وعمل ونية. النية اللي هي اعتقاد القلب. قول عمل نية. يعني اعتقاد قلب انظر ماذا قال ولا يجزئ واحد من الثلاثة الا بالاخر. يعني انسان معتقد في قلبه مقر بلسانه لكن ما عنده عمل في الظاهر ابدا ذهب ايمانه وخرج من الدين انسان عنده عمل وعنده قول لسان لكن ما عنده تصديق في القلب خرج من الدين. انسان عنده تصديق قلب وبعمل بالاركان لكنه ما عنده قول باللسان يعني ما تشهد بلسانه وهو قادر مختار خلص لا يريد يتشهد بلسانه هذا ايضا لم يحقق مفهوم الدين ولم يحقق الايمان في حياته فلابد كما قال الشافعي وكما قال الائمة وكما هو اجماع مستقر ان مفهوم الدين مفهوم الايمان العام مفهوم الاسلام العام هو هذه الثلاثة الاركان. اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان لا يجزئ احدها الا بالاخر. ثم نقول احبتي والنصوص عن السلف في ذلك كثيرة وانما قصدنا التمثيل وليس الاستيعاب وكل هذه النصوص تدل على الحقيقة كبت للايمان وان الشريعة. طبعا الان خلص اعود للامام معناه العام. وان الشريعة جعلت هذا المفهوم مفهوم الايمان مكون اولا من عناصر مرتبطة لا يصلح احدها من دون الاخر ثم نكمل فنقول هناك تنبيه اختلفت عبارة علماء السلف. في التعبير عن حقيقة الايمان مع اتفاقها في المضمون. فبعضهم اتبع طريقة التفصيل لمكونات او عناصر الايمان حتى اوصلها لاربعة او خمسة. وبعضهم اتبع طريقة اجمال واختصار حتى اوصلها الى اثنين. لكن المعنى العام متفق عليه ولا مجاحة في تنوع الالفاظ مع اتفاق القصد الان احبتي نحن قلنا هناك اتفاق عام واجماع عند الصحابة والتابعين وعند اهل السنة والجماعة. اجماع قطعي وهو حقيقة واقعة في الاسلام ان الايمان انا حقيقة مركبة ان الايمان بالمعنى العام ولا اريد ابغى اقول بالمعنى العام اعرفوا ان يتكلم الايمان بالمعنى العام اللي هو يساوي الدين اللي هو يساوي الاسلام بالمعنى العام فالايمان بالمعنى العام حقيقة مركبة حقيقة مركبة اساس تركيبها اساس تركيبها هي علاقة الباطن بالظاهر. الان كيف يعبر علماء اهل السنة والجماعة عن هذا الارتباط بين الباطن والظاهر اختلفت العبارات بينهم فهناك قدر مشترك بين الجميع هو ان الايمان علاقة الباطن بالظاهر. الان كيف نعبر عن هذه العبارة عن هذه العلاقة وعن هذا الارتباط هنا تختلف العبارات تتفق في المضمون. كيف يعني تختلف العبارات؟ الان مثل ابن قدامة عبر عن هذا الارتباط بين والظاهر بتقسيمه الايمان الى آآ اوجاع المفهوم الايمان مركب من ثلاثة عناصر. فقال الايمان قوي اللسان عمل اركان اعتقاد قلب فهذه العناصر الثلاث هي التي تمثل ارتباط الباطن بالظاهر. لانه اعتقاد القلب في الباطن قول اللسان وعمل الاركان آآ في الظاهر. اذا الباطن بالظاهر. بعض العلماء بفصل اكثر واكثر. بقول لك الايمان هو اعتقاد قلب وقول لسان وعمل اركان اه واتباع للسنة فيجعل اتباع السنة داخل ضمن مفهوم الايمان. فيجعل مفهوم الايمان من اربعة اركان. البعض يقول بشكل مفصل اكثر واكثر فيقول الايمان هو قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الاركان ويزيد بعد ذلك اتباع السنة والبعض لا يزيدها. فلاحظوا هذا تعريف تفصيلي جدا يقول الايمان هو قول القلب وعمل القلب قول اللسان وعمل الاركان لاحظوا كيف جعل الايمان من اربعة عناصر البعض بالعكس يذهب الى الاجمال والاختصار وهذا عادة الاوائل مثل ابن شهاب الزهري والحميدي ابن شهاب الزهري حصل الايمان في في ركنين. قال الايمان قول وعمل وكذلك الحميدي قال الامام قول وعمل. لاحظوا هذا اختصار واجمال طب هل هناك اختلاف بين من قال الامام قول وعمل وبين من قال الايمان اعتقاد قلب وقوى اللسان وعمل اركان وبين من قال الايمان قول القلب وعمد القلب وقول اللسان وعمل الاركان او زاد قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الاركان واتباع السنة هل هذه الاقوال في الحقيقة لا خلاف بينها. احبتي القدر المشترك بينها جميعا انها كلها تؤسس للارتباط بين الباطن الظاهر والكل يرفض نظرية الانفصال التي يركز عليها المرجئة. الكل يرفض ذلك. ما في انفصال بين الباطن والظاهر. اما كيف نعبر فالالفاظ لا مشاحة فيها اذا صح المعنى تمام فهذا ما اردت ان ابينه حتى لا يختلط ذلك على الطالب لان الطالب سيتعامل مع كلام للسلف متنوع في التعبير عن حقيقة الايمان. البعض يفصل البعض يختصر فلعل الطالب يظن هناك شيء من الاختلاف الحقيقي ولا خلاف حقيقي بين علماء اهل السنة وانما هو خلاف في الطريق التعبير ومن تأمل ونظر سيجد القدر المشترك ان الكل يريد ان يرسخ ويؤكد الارتباط بين الباطن والظاهر. المهم نقول واعلم ان كلام السلف جميع كلام السلف في حقيقة الايمان من اين اخذ السلف حقيقة الايمان مفهوم الايمان وعبروا لنا بهذه التعبيرات ما بين مجمل ومنفصل. من اين اخذوا؟ اه لابد انهم عادوا واستقرؤوا نصوص الكتاب والسنة لاحظوا كيف وردت لفظة الايمان في الكتاب والسنة لاحظوا كيف فهم الصحابة مفهوم الايمان لاحظوا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ومن هنالك انطلقوا في تقرير حقيقة الايمان في الاسلام. فلما نقول آآ هنا واعلم ان كلام السلف في حقيقة الايمان تلط عليه نصوص شرعية مستفيضة في الكتاب والسنة وبطرق متنوعة. وانا هنا ساقتصر على نصين احبتي اعلموا ان الكتاب والسنة استفاضت واكثرت في بيان مفهوم الايمان ومقتضياته وحقائقه وتطبيقاته. ولا يمكن كما قلنا ان تكون الشريعة بسطت مفهوم الربا ومفهوم الصلاة والزكاة واغفلت ولم تعطي مفهوم الايمان وهو الاساس حقه وحظه من البسط والبيان الشافي. فالنصوص كثيرة لكن الدورة مختصرة فلا اريد ان اطيل عليكم في الاستدلالات هذا باذن الله نجعله في دورة اخرى مفصلة اكثر واكثر. المهم نأتي بالنصوص التي استخدمها ابن قدامة ليدلل بها على حقيقة الايمان. ابن قدامة اتى بنص طيب النص الاول قوله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا. هذا اول نص آآ استدل به ليس ابن قدامة بل حتى العلماء قبل ابن قدامة استدلوا به على ان الايمان هو ارتباط بين الباطن والظاهر وتلازم بينهما فانظروا ودعونا نتفهم كيف دل هذا النص على هذه الحقيقة العظمى. اية في سورة البينة قال سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين ان له الدين حنفاء مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وذلك دين القيمة الان في الاية احبتي لم يأتي لفظ الايمان وانما اتى لفظ الدين لكن في الحقيقة ما في خلاف لماذا؟ لاننا قررنا قبل قليل ان مفهوم الدين هو نفسه مفهوم الايمان العام هو نفسه نفسه مفهوم الاسلام العام فالاية استخدمت لفظة الدين وهي بالتالي نفسها لفظة الايمان بمعناه العام. فما سيفسر به القرآن الدين هو نفسه ما سنفسر به الايمان بمعناه العام فتفسير الدين هو تفسير الايمان هذا ما نفسره نحن الان فالاية بينت لنا ان الدين اللي هو الايمان من خلال اسم الاشارة بينت لنا ان الدين هو عبارة عن وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. الجزء الاول منه اخلاص الدين وهذا عمل في القلب الاخلاص النية هذا عمل القلب واقام الصلاة وايتاء الزكاة. وهذا عمل الجوارح فلما جمعت الاية بين عمل القلب وهو الاخلاص يعني بين الباطن الباطن هو الاخلاص. والظاهر يمثله في الاية يمثله في الاية. الصلاة والزكاة بعد ان ذكر الله الباطن والظاهر اتى وقال وذلك دين القيمة. فدين القيمة الدين القويم الايمان القويم الاسلام القويم هو الباطن مع الظاهر هو الاخلاص عمل باطن. والصلاة والزكاة كنموذج للاعمال الظاهرة. فجمع الله بين الباطن والظاهر ثم عبر وقال وذلك دين القيمة. وذلك اسم الاشارة يعود على ما سبق من الاخلاص وهو الباطن واقام الصلاة وايتاء الزكاة هو الظاهر. فاذا ان دلت هذه الاية على ان الدين وهو نفسه الايمان عبارة عن الباطن والظاهر. وقد استدل بهذه الاية كثير من العلماء على ان حقيقة الدين وحقيقة الايمان حقيقة مركبة من الباطن والظاهر ممن استدل به الامام الشافعي استدل بها ايضا الامام الحميدي استدل بها الامام احمد ابن حنبل استدل بها الامام البخاري واستدل بها ابن قدامة واستدل بها من بعدي ابن قدامة. رحمة الله تعالى عليهم فهذه الاية نهتم بها كثيرا لان هناك يعني اتجاه عام من علماء اهل السنة والجماعة للاستدلال بها على حقيقة الايمان اللي هو حقيقة الدين نفس الشيء لا فرق بينهما. النص الثاني من السنة المطهرة. قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان بسم الله الحمد لله ايضا النبي صلى الله عليه وسلم هنا استخدم مفهوم الايمان ولاحظ دايما لما يأتي مفهوم الايمان في النص ركز انظر هل جاء مفهوم الايمان معطوف عليه ومقترن به اه الاسلام او مقترن به العمل اذا جاء مفهوم الايمان مقترن بمفهوم الاسلام او بمفهوم العمل هنا الايمان ستفسره بالمعنى الخاص لكن اذا جاء مفهوم الايمان وحده في النص لم يعطف عليه. عملوا الصالحات او لم يعطف عليه الاسلام. اه هنا الايمان سيكون بمعناه العام الذي نبحث فيه نحن الان وهو معنى الدين ايضا وهذا ما وجد وجد في هذا النص حينما قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة. هنا تفرد الايمان بالمشهد لم يقترن بشيء اخر يعني لم يعطف عليه العمل ولم يعطف عليه الاسلام وبالتالي نلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فسر الامام في هذا النص قال اعلاه قول لا اله الا الله اتى بقول اللسان وادناه اماطة الاذى عن الطريق واماطة الاذى عن الطريق عمل اركان. فادرج النبي صلى الله عليه وسلم عمل الاركان وقول اللسان في مفهوم الايمان. ثم قال والحياء شعبة من شعب الايمان. طبعا الحياة احبتي هو داخلي باطني تظهر اثاره على جوارح الانسان. امر باطني شيء يشعر به الانسان في داخله وباطنه ويظهر اثاره على آآ تصرفات الانسان من الاستحياء والخجل الى غير ذلك. فيمكن ان نعتبر الحياء دلالة على عمل الباطن. فيكون الحديث شمل على عمل الظاهر وعلى عفوا قول اللسان وعمل الاركان واعمال القلوب الاعمال الباطلة. والذي يهمنا طبعا الذي يركز عليه العلماء في هذا الحديث هو ان الايمان داخل في مفهومه قول اللسان وعمل الاركان. هذا ما يهم علماء اهل السنة في الاستدلال بهذا الحديث لماذا؟ لانه لا خلاف بين الاسلاميين عموما على ان الباطن واعتقاد القلب داخل في مفهوم الايمان وانما النقاش وقع في دخول قول اللسان وعمل الجوارح في مفهوم الايمان. فهذا الحديث يؤكد بما لا لا شك فيه ان الايمان داخل فيه قول اللسان وعمل الجوارح. لان النبي عليه الصلاة والسلام يقول الايمان بضع وسبعون. يعني الايمان هذا المفهوم تحت شعب. كلها تندرج تحت الايمان. ومن هذه الشعب قول لا اله الا الله. ومن هذه الشعب اماطة الاذى عن الطريق. اذا هذه الشعب بالتأكيد هذه الشعب السبعون او الستون على خلاف بين رواة الحديث هي تشمل اعمال الجوارح واعمال اللسان واعمال القلوب يصح ان الايمان بمعناه العام هو اعتقاد القلب وقول باللسان وعمل بالاركان طيب والنصوص طبعا في ذلك كثيرة اقتصرت على ما اورده ابن قدامة دفعا للاملال والا الطالب يحتاج وهو يقرأ القرآن ان يتدبر بر وينظر في استعمالات الشارع لمفهوم الايمان. ويعرف متى استعمل الشارع الامام بالمعنى العام وما تستعمله بالمعنى الخاص حتى لا يلبس عليه واصحاب البدع الكلامية في فهمه لكتاب ربه سبحانه. ننطلق الان لتحليل المكونات التي يترقب منها مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة وقد عدها ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه في تعريفه اه ثلاثة اركان انا ابحث عن الجوال حتى ضبط الوقت لكن الظاهر انني نسيت الجوال. طيب حتى لا نطيل عليكم طيب نكمل ان شاء الله لا نتجاوز الساعة ونص. قولوا باذن الله. ننطلق الان بعد ان عرفنا مفهوم الايمان العام انه في الجملة ارتباط بين الباطن والظاهر. وهذا الارتباط بين الباطن والظاهر يعبر عنه العلماء بصيغ مختلفة اه والفاظ متعددة لكنها تتفق كلها على وجوب الارتباط بين الباطن والظاهر. ونقلنا نصوص السلف الصالح في التعبير عن هذه حقيقة حقيقة الارتباط بين الباطن والظاهر وانها لب الايمان. ونقلنا ايضا نص من القرآن ونص من السنة ليدلل على مفهوم الايمان قضية ارتباط الباطن والظاهر. الان اه سندخل في شيء من التحليل لمكونات الايمان لعناصر الايمان طبعا هل ساعتمد تعريف ابن قدامى ام سأعتمد تعريف غيره دعوني او ساعتمد تعريف غيره دعونا ننظر ما كتبناه هنا فنقول سننطلق الاناء الاعلى لتحليل المكونات التي يتركب منها مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة. الان ابن قدامة عدها عد مكونات الايمان لما عرف في دمعته الايمان عد هذه المكونات ثلاث كما قلنا. اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح. هذه الطريقة التي سلكها ابن قدامى وهي طريقة صحيحة. لكنني حتى ابسط ابسط الكلام اكثر واكثر واوضح المقال اعمق واعمق آآ ساعتمد تقسيم رباعي لمكونات الايمان. يعني سمعوني ساخرج عن كلام ابن قدامة واعتمد تقسيم اخر لمفهوم الايمان وهو والتقسيم الرباعي تقسيم الايمان الى قوي القلب وعمل قلب وقوي اللسان وعمل اركان. الان هذا التقسيم الرباعي يتفق تق مع ابن قدامة في عمل الاركان وقول اللسان. لكن الاختلاف اللفظي بين هذا التعريف الرباعي وتعريف ابن قدامة الثلاثي ان ابن قدامة قال اعتقاد القلب واجمل في الحقيقة اعتقاد القلب ينبغي ان يفصل حتى يعرفه طالب العلم. ان اعتقاد القلب لابد فيه من امرين. او ان باختصار الباطن ما بدي اقول الباطن عموما لابد فيه من امرين. لابد فيه من قول القلب ومن عمل القلب قول القلب وعمل القلب اجمله ابن قدامى في قوله اعتقاد القلب فهمتم الفرق؟ ابن قدامة قال اعتقاد القلب انا سافصل اعتقاد القلب الى نوعين. فاقول بدل اعتقاد القلب ساقول لا هناك نوعان تعلقان بالقلب هو قول القلب وعمل القلب حتى تتضح الامور اكثر واكثر للطالب والا كلام ابن قدامة صحيح مئة بالمئة لا غبار عليه اذا نقول مستعين بالله لكننا سنقسم ما يتعلق بالقلب بدل من الكلام الاجمالي الذي ذكره ابن قدامة انه اعتقاد سنفصله الى قول قلب عمل القلب ليتضح لنا هذا المفهوم اكثر واكثر فنقول مكونات الايمان بناء على القسمة الرباعية اولا قول القلب. الان سابدأ احلل هذه المكونات الاربع المكون الاول للايمان هو قول القلب. ماذا نعني بقول القلب؟ قول القلب يقصد به عند العلماء هو تصديق القلب واقراره بالله سبحانه وتعالى هذا هو قول القلب. متى ما قرأتم هذه العبارة في كلام اهل العلم علماء اهل السنة والجماعة فاعلموا ان مرادهم بقول القلب. يعني هذا القلب يقول نعم القلب له قول وقوله هو التصديق والاقرار بالله سبحانه وتعالى. الان هذا المكون الاول من مكونات الايمان اتفق الاسلام باختلاف فرقهم على ادخاله في حقيقة الايمان. بل حتى غلاة المرجئة والجهمية يدخلون من هذا المكون الاول في حقيقة الايمان ومفهومه. ولا يعرف عن طائفة من طوائف الاسلاميين انها انكرت دخوله تحت الايمان يعني ما في احد يقول ان تصديق القلب بالله لا يدخل تحت مفهوم الايمان. ما في احد يقول لا من المرجئة ولا من الخوارج لا من الوعدية ولا من الوعيدية باختصار. فهذا المكون الاول وهو قول القلب والذي نعني به تصديق القلب بالله اتفقت كل الفرق على ادخاله في مفهوم الايمان. طيب نذهب الى المكون الثاني ثانيا عمل القلب عمل القلب يقصد به اعمال القلوب التي يتوجه بها العبد الى مولاه سبحانه وتعالى. كالحب له والخوف منه والرجاء والتوكل عليه والخشية والانابة. هذي كلها تسميها اعمال القلوب. وهذه تدرسونها في التزكية الا يقولون ينبغي على المؤمن ان يهتم باعمال القلوب ما هي اعمال القلوب؟ هذه الامور الاخلاص لله والمحبة له والخوف والرجاء والف ابن القيم مدارج السالكين وذكر العديد من هذه المقامات. اعمال القلوب هل هي داخلة تحت مفهوم الايمان؟ نعم اعمال القلوب هي المكون الثاني لمفهوم الايمان وهذا المكون كما قلنا اتفق اهل السنة والجماعة على دخوله تحت الايمان واكثر الفرق الارجائية تدخله في حقيقة الايمان يعني هل هناك اتفاق بين الاسلاميين وبين الفرق المختلفة على ان هذا المكون داخل ايضا تحت مفهوم الايمان؟ نقول اكثر الفرق نعم على ادخاله تحت مفهوم الايمان. لكن بالنسبة للمرجئة اكثر المرجئة تدخله ايضا لكن هناك بعض الفرق الارجائية وهم قلة بعض الفرق الارجائية وهم قلة. اعيد مرة اخرى لا تدخل هذا المكون تحت مفهوم الايمان وهذا ما يذهب اليه الجهمية من الفرق المرجئة باختصار. لان الجهمية اتباع الجهمي ابن صفوان اه يجعلون الايمان مكونا واحدا فقط غط الايمان عند الجهمية مكون واحد ان تصدق ان تعرف الله حتى هم لا يقولوا ان تصدق بالله يقولون ان تعرف الله. وهل هناك فرق بين معرفة الله وبين التصديق بالله؟ ربما نشير الى هذا في المحاضرة القادمة باذن الله. المهم ان بعض الفرق الارجائية وعلى رأسها الجهمية لا تدخل المكون الثاني وهو اعمال القلوب تحت مفهوم الايمان. لكن اهل السنة والجماعة والفرق الوعيدية التي ستأتي معنا من الخوارج والمعتزلة واكثر الفرق الارجائية تدخل هذا المكون تحت الايمان وانما الخلاف كما قلنا مع بعض الطوائف الارجائية على رأسها في دخولي هذا المكون تحت الايمان. طيب نذهب الى المكون الثالث. قول اللسان. ماذا نقصد بقول اللسان ويقصد بقول اللسان ما يقوم باللسان من العبادات لله سبحانه وتعالى. كل عبادة لسانية تتوجه بها الى الله هي داخلة تحت قول اللسان واهمها واشرفها واعلاها واخطرها هي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الله. هي اعلى العبادات اللسانية. لذلك بعض اهل العلم يقتصر على ذكرها وحدها. لكن في الحقيقة لا قول اللسان اعم من الشهادة. الشهادة هي اشرف اقوال اللسان. اهم عمل يعمله اللسان. لكن هناك ايضا اعمال اخرى داخلة في قول اللسان تسبيح والذكر وقراءة القرآن فهذه كلها داخلة تحت قول اللسان وهي من الايمان بالتأكيد. الان دخول قول اللسان تحت مفهوم الايمان هذا على طريقة اهل السنة والجماعة والمعتزلة والخوارج اللي هي بسموها الفرق الوعيدية والان هل يدخل هذا المكون عند المرجئة تحت مفهوم الايمان في الحقيقة نقول اكثر الفرق الارجائية اكثر الفرق الارجائية. وانا احب الدقة في النقل. اكثر الفرق الارجائية لا ترى قول اللسان اخيرا تحت مفهوم الايمان تخرج اقوال اللسان من مفهوم الايمان تماما. فشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله عند اكثر المرجئة ليست منهم حقيقة الايمان او من مفهوم الايمان. وكل العبادات اللي ليست من حقيقة الايمان ومفهوم الايمان. وهذا انحراف خطير جدا. هذا انحراف خطير جدا. لانه انت لما تقول انها ليست داخلة في مفهوم الايمان يعني ليست داخلة كده في مفهوم الدين يعني ليست داخلة في حقيقة الاسلام معناه العام. وهذا انحراف كبير في تصور معنى الدين معنى الايمان بمفهومه العام. انحراف كبير. لكن الفرق المرجئة وهم اقل يسيرون مع اهل السنة والجماعة في ادخال قول اللسان آآ تحت حقيقة الايمان وهؤلاء المرجئة الذين يسيرون مع قول اهل السنة في ادخال قول اللسان مع آآ في حقيقة الايمان هم من نسميهم مرجئة الفقهاء. وان شاء الله في النهاية سآتي بتعريف او نبذة مختصرة عن اهم الفرق الارجائية التي ظهرت في الامة. لكن دعونا نحافظ على هذا التسلسل الذي نسير عليه. اذا المكون الاول قول القلب ويعني تصديق القلب بالله وهذا اتفقت جميع الفرق الاسلامية كلها على انه داخل في مفهوم الايمان. المكون الثاني عمل القلب اعمال القلوب الخشية الانابة الحب التوكل الى غيره. هذه جماهير الفرق ادخلت اعمال القلوب تحت مفهوم الايمان وبعض الفرق المرجئة بعضها. ليس الاكثرية منها وعلى رأسها الجهمية اخرجتها من مفهوم الايمان. المكون الثالث قول اللسان قول اللسان كما قلنا ليس مجرد الشهادة وان كان اهم اعمال الشهادة لكنه اعم من ذلك وادخله في الايمان علماء اهل السنة والجماعة والفرق الوعيدية لكن المرجئة اكثرهم يخرجون قول اللسان من مفهوم الايمان وفرقة محدودة منهم هي التي تدخل هذا المكون تحت الايمان اتباع لاهل السنة والجماعة. بقي المكون الرابع والاخير على التعريف المختار عندنا عمل الجوارح ويقصد بعمل الجوارح جميع الاعمال الظاهرة التي تؤدى بالجوارح. جميع الاعمال قال الظاهرة التي تؤدى بالجوارح ونستثني طبعا هنا آآ جارحة اللسان. لان الاعمال الظاهرة التي تؤدى بجارحة اي بهذا العضو باللسان هذا يدخل تحت قول اللسان. المكون الثالث. فنحن اخرجناها وبقيت الاعمال التي تعمل بباقي الجوارح الاخرى. فالاعمال الظاهرة التي تعمل بباقي الجوارح الاخرى هل هي داخلة في مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة؟ نعم وقد دلعت على ذلك النصوص الكثيرة واتينا قبل قليل بنصين يدلان على ان اعمال الجوارح داخلة في حقيقة الدين داخلة في حقيقة الايمان واما المرجئة جميع المرجئة هنا جميع المرجئة يخرجون الاعمال الظاهرة التي تؤدى بالجوارح عن حقيقة الايمان ومفهومه ويقول هي مجرد شرط كمال هكذا يقولون هي شرط كمال للايمان. والشرط كما تعلمون في اصول الفقه خارج عن حقيقة الشيء. ايش الفرق بين الشرط صلاة واركان الصلاة. شرط الصلاة خارج عن الصلاة. مثل الوضوء ستر العورة استقبال القبلة. اركان الصلاة داخلة في ماهيتها وفي ثقتها. فالفرق الارجائية تقول ان اعمال الجوارح ليست من اركان الايمان. يعني ليست من حقيقته ومن مفهومه مفهومه ومن بنيانه بل هي شرط كمال يعني امر خارج عن الايمان لكن به تتحقق كمالات ويزداد الثواب الى غير ذلك من العبارات التي يستعملونها. واما ان تكون الاعمال الجارحة اعمال الجوارح عفوا داخلة تحت مفهوم الايمان فهذا باتفاق المرجئة لا يكون. اذا هذا تحليل سريع مختصر مقتضب مكونات الايمان الاربع قول القلب وهو تصديقه بالله. عمل القلب قول اللسان عمل الاركان وعرفنا آآ اختلافات الفرق الاسلامية. طبعا هذا باختصار سريع. اختلافات الفرق الاسلامية في ادخال هذه المكونات. تحت مفهوم الايمان طب يا شيخ نحن نلاحظ من خلال كلامك وتحليلك لمكونات الايمان ان الفرق الوعيدية المعتزلة والخوارج يعني بينها وبين اهل السنة فاق آآ في تعريف الايمان. سنأتي ان شاء الله. يعني الفرق الوعيدية المعتزلة والخوارج هي التي تسمى الفرق الوعيدية هي آآ تشارك اهل السنة والجماعة في تصورها للايمان بانهم حقيقة مركبة. هذا واقع. نعم. الفرق الوعيدية المعتزلة والخوارج تشارك اهل السنة والجماعة في فهمهم لطبيعة الايمان انه حقيقة مركبة. من الباطن مع الظاهر. لكن اين مشكلة المعتزلة والخوارج في مفهوم الايمان؟ هذا كما سيأتي معنا باذن الله في المحاضرة القادمة. ونحن نتكلم عن الفرق الوعيدية والفرق الوعدية ومخالفتها لاهل السنة والجماعة في الامام لكن ما يهمني هنا الان دعوني ان نختصر كلامنا في مكونات الايمان عناصر الايمان اركان الايمان سمها كما تشاء ابن قدامة اختار ثلاثي اعتقاد قلب قوي اللسان عمل اركان نحن فصلنا اعتقاد القلب وجعلناه على قسمين. اعتقاد القلب هو قول قلب وعمل قلب. هذا اوسع واوضح للطالب. والا فكلامي بالقدامى صحيح لان اعتقاد القلب لابد وان ندخل فيه ويدخل فيه ذلك ابن قدامة يدخل في اعتقاد القلب آآ التصديق بالله واعمال القلوب هذا كله داخل تحت اعتقاد القلب عند ابن قدامة. لكن حتى تتجلى الامور وتنفصل وتتمايز اكثر واكثر لابد من هذا التفصيل اه في ظني ليفهم الطالب الامر على ما هو عليه ان ما يتعلق بالقلب هو قول وعمل. قول القلب وعمد القلب وهذا التفصيل يهم الطالب ايضا اه في ادراك اه موقف الفرق الارجائية من اعمال القلوب. فالفرق الارجائية لا تخالف في قول القلب. وانما بعضها يخالف في عمل القلب بعض الفرق الارجائية يخالف في عمل القلب. فمن دون تفصيل القلب الى قول وعمل ستختلط الامور عند طالب العلم مبتدئ لذلك انا ابرر لماذا عدلت الى التفصيل الرباعي؟ لانه اوضح واكثر جلاء في بيان مواقف الفرق من مكونات الايمان. وان قول القلب باتفاق الجميع داخل حتى المرجئة. لا تخالف في ذلك. واما عمل القلب اكثر المرجئة تدخله لكن بعضها وعلى رأسهم الجهمية لا يدخلونه جميل طيب نقول بعد تقرير مكونات الايمان عرفنا اذا احنا الان عرفنا مفهوم الايمان مفهوم الدين عند اهل السنة والجماعة وانه حقيقة مركبة من الباطن مع الظاهر. هذا الارتباط بين الباطن والظاهر عبر عنه علماء اهل السنة بتقسيم مات رباعية خماسية ثلاثية ثنائية لكن كلها تتفق في النهاية في مقصدها وهو بيان الارتباط بين الباطن والظاهر. نحن اخترنا في النهاية تقسيم الرباعي وعرفنا ما هو قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الاركان. ومهم ان تعبروا عن قول القلب ما هو؟ عمل القلب ما هو؟ لا بد يكون هذا الامر واضح ايها الطالب عندك من الان حتى حينما تتطور في دراستك العقدية تكون هذه المصطلحات عندك لا تحتاج الى اعادة فهمها مرة اخرى. ما هو قول اللسان ما هو عمل الجوارح؟ الان بعد ان قررنا مفهوم الايمان نقول اه لابد من تقرير اصلين يقوم عليهما مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة بعد تقرير مكونات الايمان لابد من ان نقرر اصلين يقوم عليهما مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة ما هذه الاصول؟ الاصل الاول الاصل الاول عند اهل السنة والجماعة المرتبط بمفهوم الايمان ان الايمان يزيد وينقص هذا هو الاصل الاول سنتكلم عن اصلين يرتبطان مفهوم الايمان. الاصل الاول ان الايمان عند اهل السنة والجماعة يزيد وينقص. هذا الايمان الذي عرفناه بانه ارتباط الباطن بالظاهر او قل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان او قل بالقسمة الرباعية عبر كما تشاء. هذا الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات. نقول في بيان هذا الاصل معنى هذا الاصل عند اهل السنة هو ان الايمان ليس مجرد حقيقة ثابتة يعني شيء واحد يشترك الناس في الاتصاف به بنفس المقدار نعيد مرة اخرى. ما معنى ان الايمان يزيد وينقص؟ معنى هذا عند اهل السنة والجماعة ان الايمان ليس مجرد حقيقة واحدة ثابتة يشترك الناس في الاتصاف بها بنفس المقدار يعني ليس شيء واحد ثابت يوجد في كل المسلمين بنفس المقدار. بل هو متفاوت بينهم. هذا المفهوم مفهوم الايمان حينما يحل في المسلمين يحل بدرجات متفاوتة بل هو متفاوت بينهم زيادة ونقصانا طيب وتفاوته باعتبار ما وقر في القلب من التصديق واعمال القلوب. وما يقوم بالجوارح وباللسان من اعمال الظاهر. فالناس تتفاوت في تصديق القلب في قول القلب انتبهوا على هذا الكلام الذي ساقوله مهم جدا جدا من فهمه الان سيسهل عليه فهم كلام العقديين في المستقبل باذن الله الايمان في وجهة نظر اهل السنة والجماعة بمكوناته الاربع يتفاوت بين الناس دعوني اطبق لكم. اول مكون من مكونات الايمان على التعريف الرباعي او على التقسيم الرباعي قول القلب. قول القلب وهو تصديقه بالله ليس شيئا واحدا يحل في الناس بمقدار واحد. بل تصديق القلب يختلف من شخص الى اخر تصديق القلب بالله يختلف من شخص الى اخر. فهناك احبتي اشخاص مصدقون بالله لكن تصديقهم بالله سبحانه وتعالى لا يساوي في قوته وفي آآ درجته تصديق مثلا آآ ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وتصديق الاولياء الذين وصلوا الى مرتبة عليا في علاقتهم مع الله سبحانه وتعالى. فكلهم مسلمون. كلهم لا يشكون بالله. لكن ما في قلب فلان من التصديق يختلف عما وقر في قلب فلان من التصديق. فهل تصديق عوام المسلمين الذين لا يلتفتون الى اعمال القلوب ولا يهتمون بها كثيرا ولا يلتفتون الى علاقتهم بالله سبحانه وتعالى كثير التفات كتصديق ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بالله بل هل تصديق الناس عموما كتصديق الانبياء اولياء بالله سبحانه وتعالى. فتصديق القلب يتفاوت. وانا اركز على قضية تفاوت التصديق لانكم ستقرأون عند الاشاعرة وكثير من المرجئة ان تصديق القلب لا يقبل التفاوت. وهذا كلام خاطئ. تلقوه من كلام الفلاسفة. تصديق القلب يقبل التفاوت وهذا هو واقع الانسان هناك انسان ثقته بوجود الله سبحانه وتعالى عالية. لا يمكن ان يشككه اي شخص بتصديقه بالله. هناك انسان مصدق بالله لكن يشوف مقطع يوتيوب او شخص يشككه ويعطيه شبهات يبدأ يتشكك بوجود الله. هل تصديق هذا كتصديق ذاك مستحيل احبتي. فتصديق القلب اللي هو قول القلب يتفاعل فيه الناس. كذلك اعمال القلوب المكون الثاني اعماد القلوب يتفاوت فيها الناس. هناك انسان ما يقر في قلبه من الحب لله والخوف رجاء يختلف عما وقع في قلب فلان المجترئ على المعاصي والذنوب من الحب لله والخوف والرجاء قطعا. فاعمال القلوب تتفاوت بين الناس وبالتالي الايمان. كذلك اه قول اللسان لانه قول اللسان نحن قلنا كل عبادة لسانية فهل يستوي فلان الذاكر لله في كل حين القارئ والتالي للقرآن في اطراف النهار واناء الليل آآ الانسان الذي يسبح الله احمده آآ ويتقرب اليه بانواع المحامد. هل يستوي في العبادات اللسانية مع انسان لاه غافل دائما لسانه بالمذمات والشتائم وقول الهجر الى غير ذلك. لا يستويان بالتأكيد في الايمان. لان هذا الشخص ما وقر على لسانه او ما استقر على لسانه من العبادات يفوق بكثرة ذاك الشخص الذي لا يلتفت ابدا الى العبادات اللسانية ودائما منشغل بدنياه. كذلك احبتي ما يتعلق باعمال الجوارح ففلان الذي يقوم الليل ويتصدق ويبر والديه ويصل الارحام الى غير ذلك. وفلان لا يفعل شيء من الطاعات الا النزر اليسير وفي اغلب وقته وفي المحرمات والملاهي هل يستوي هذا مع هذا في ايمانه؟ اذا الايمان حقيقة متفاوتة بين الناس. وليس مقدارا ثابتا عندهم جميعا كما تظن الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة. هذا اصل هو الذي يميز عقيدة اهل السنة والجماعة عن غيره من الفرق المباينة لهم. الوعيدية والوعيدية كما سنأتي الى تفصيل اقوالهم. فاهل السنة يرون ان الايمان يقبل التفاوت زيادة ونقصانا وتفاوته بتفاوت تصديق القلب بتفاوت اعماله القلوب بتفاوت اعمال اللسان بتفاوت اعمال الجوارح والاركان تمام فنقول اذا آآ فالايمان اذا يقبل الزيادة الى حدود لا يحيط بها الانسان. يعني يا شيخ طب الايمان بيزيد. هل يصل الى حد معين وخلص بيوقف في الزيادة؟ لأ. الايمان يزيد الى حد لا نهاية له. طب ممكن يكون الايمان اله ما اله نهاية غير منضبط الزيادة يعني لا يوجد له سقف اعلى ينتهي اليه. هذا باختصار هل يمكن ان يكون الايمان يزيد من دون ان يكون هناك سقف اعلى ان يصل اليه وتنتهي هذه الزيادة؟ اي نعم يمكن ذلك الانسان في ثروته المالية اعطيك مثال من الواقع العملي. اليس هناك اناس يزدادون يوم بعد يوم ثراء؟ هل هناك سقف معين للثراء؟ لا لا يمكن ان يزداد عنه الانسان بل الانسان كلما جمع مالا ازداد ثراء وكلما طبع يزداد ثراء. لا يوجد سقف محدد يعني في وفي عادتنا يصل اليه الانسان في الثراء. يعني نقول مبلغ خلاص يصل اليه الانسان هذا اعلى الثراء ولا يوجد مبلغ اعلى منه. ما دام هناك اموال ما دام هناك صك عملات يزداد الانسان ثراء الى حدود لا يحيط بها فكذلك الايمان يقبل الزيادة الى حدود لا نحيط بها. ويقبل النقصان في الجهة المقابلة الى ان يخرج الانسان من الكلية يعني الى متى سينتهي النقصان؟ يبقى ينقص الايمان ينقص الادمان ينقص الايمان حتى تخرج منه وبالتالي خرج من دائرة الدين واصبح كافرا. فالنقصان نهاية الخروج من دائرة الدين. اما الايمان زيادته لا مجال لحدها. طيب هذا الاصل ان الايمان يزيد وينقص متفق عليه بين اهل السنة والجماعة في الجملة متفق عليه وما نقل اه ركزوا الان وما نقل عن الامام ما لك بن انس انه انكر لفظة نقصان الايمان فهو في الحقيقة اولا يعني الجواب الاول عن هذه الشبهة لانه البعض يقول مالك بن انس انكر نقصان الايمان. فنقول انتبهوا الامام مالك بن انس لم ينكر النقصان كمفهوم انما انكر استعمال لفظة النقصان يعني تورع ما لك ابن انس عن استعمال لفظة النقصان لعدم ورودها في نصوص والسنة. الامام ما لك يقول الايمان يزيد لكن نقل عن انه توقف عن نقصان الايمان. وافق على الزيادة وسكت عن النقصان ولم يحب ان ان يتكلم به. فهل آآ طبعا ففهم البعض من ذلك ان الامام ما لك لا يرى نقصان الايمان لكن هذا الفهم ليس سديد. الامام مالك هو لم يسكت لانه لا يرى الايمان ينقص. هو سكت عن استعمال لفظة النقصان تورعا منه رضي الله عنه لان هذه اللفظة لم تستعمل في نصوص الكتاب والسنة بخلاف لفظة الزيادة فانها وردت بشكل صريح في نصوص الكتاب والسنة اذا اشكالية ما لك بن انس رحمه الله في لفظة النقصان وليس في مفهومها وحقيقتها. فتورع عن استعمال اللفظ مع اتفاقه على المضمون لكن هناك جواب اخر على قضية مالك بن انس. نقل عن الامام مالك رواية اخرى صحيحة مشهورة اثبت فيها لفظة النقصان ووافق عليها. هذا الجواب اقوى بالنسبة لدي انه في اصلا رواية مشهورة عن الامام مالك انهم اثبت لفظة النقصان واقر بها هاي الرواية من اخرجها يا شيخ؟ اخرجها الامام احمد ابن حنبل في مسائل ابي داوود تجدونها وفي كتاب الشريعة للاجر تجدونها ايضا. فاذا انتهينا من قضية ما لك بن انس انه ما لك بن انس اصلا هناك رواية مشهورة يوافق فيها علماء اهل السنة والجماعة في استخدام لفظة النقصان. والرواية المنقولة عنه انه لم يحب بالاستعمال النقصان ليس لانه لا يرى النقصان. وانما تورعا منه من استمال اللفظة فقط. طيب ما هي ادلة هذه القاعدة نريد ادلة الان اي شيء تثبته في العقيدة الاسلامية لابد من ادلة. والادلة هي مصادر الاستدلال المقبول الاربعة التي تطرقنا اليها سابقا. فنقول وهذا الاصل دلت عليه نصوصا كثيرة جدا في الكتاب والسنة. واشار ابن قدامة اليه في لمعته. ابن قدامة اشار الى هذا الاصل من اه استدلالاته ولم يصرح بذلك لم يصرح بذلك لكنه اشار اليه في استدلالاته مثال نأخذ بعض الامثلة التي اوردها ابن قدامة رحمة الله عليه على زيادة الايمان قال منها اولا هاي الادلة اولا قالوا سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. ها فزادهم ايمانا. اذا الايمان بزيد وهذا نص واضح وصريح. لكن الفرق الارجائية تحب دايما التأويد الذي هو التحريف للنصوص. تضع قواعد بعقولها واهوائها ثم تأتي للقرآن الكريم فتبدأ تتلاعب تحرف. لا هذا ليس مقصود به المقصود به كذا. طب لماذا تقول هذه الالاعيب والتحديفات؟ لان عقولنا لا تستقيم معها. فبئسا لعقول تلاعبت بكتاب ربها الكتاب هو الذي يحكم عقولنا وليست عقولنا هي التي تحكم الكتاب اذا فزادتهم ايمانا فاثبت زيادة الايمان. قال سبحانه في اية اخرى الدليل الثاني انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم ايته زادتهم ايمانا ما الصريح في اثبات الزيادة ولاحظوا احبتي ان هناك اعمال هناك اشياء تحدث مع الانسان يزداد بها ايمانه. وسنأتي ان شاء الله نبين كيف تكون زيادة الايمان ونقصان. وساذكر ذلك باذن الله. اه ايضا اه نأتي الى حديث قال صلى الله عليه وسلم انما المؤمنون اه عفوا قال صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. لاحظوا كيف عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن اكتمال الايمان. اكمل المؤمنين ايمانا. اذا الايمان بما انه يقبل الاكتمال اذا معناها يقبل الزيادة وهذا هو ما يفهم من النص. اكمل المؤمنين ايمانا. كيف تصل الى الكمال في الايمان كيف تصل الى الكمالات فقال بحسن الاخلاق وبما ان الايمان اذا يقبل الكمالات اذا لابد وانه يزداد وان من لم يحسن خلقه لم يكتمل ايمانه اذا ايمانه انقص من غيره. فانتم هذه النصوص التي وتتكلم عن اكتمال الايمان وعن تفاوت الناس في الايمان هي تدل على وجود الزيادة والنقصان معا يعني الصحيح ما عندنا لفظة صريحة بالنقصان. لكن اي نص يتكلم عن اكتمال الايمان او يتكلم عن تفاوت الناس في الايمان او يتكلم عن زيادة الايمان هو يدل بذاته على ان في المقابل سيكون هناك نقصان من دون حاجة الى ان يأتي التعبير الصريح قطعي بالنقصان لانه هذا هو مقتضى دلالة هذه النصوص. بما ان الايمان يقبل الاكتمال اذا اذا في حالة عدم اكتماله سيكون ناقصا. اذا هناك نقصان الدليل الرابع قال صلى الله عليه وسلم يخرج من النار. كما جاء في الحديث المشهور يخرج من النار من قال لا اله الا الله. وفي قلبه مثقال ذرة او خردلة او ذرة من الايمان يعني يخرج من النار يوم القيامة اقوام في قلوبهم مثقال برة من الايمان واقوام في قلوبهم لا مثقال خردلة وفي اقوام يخرجون من النار وفي قلوبهم مثقال ذرة من الايمان. اذا في ورة من الايمان وفي خردلة وفي ذرة اذا الايمان يقبل التفاوت قطعا هذا دلالة هذا النص. ما معنى ان يكون شخص في قلبه من الايمان خردلة وشخص اخر في قلبه من الايمان ذرة اذا هذا ايمانه اكثر من ايمان هذا فهذا ايمانه فيه زيادة وهذا ايمانه فيه نقصان. وهذا يؤكد اذا حقيقة ان الايمان شيء يقبل التفاوت ويقبل والنقصان والا كيف يقول محمد صلى الله عليه وسلم انه هناك من يخرج من النار وفي قلبه مثقال خردلة بينما هناك شخص يخرج من النار في قلبه مثقال ذرة من الايمان ويفسر ذرة من الايمان خردلة من الايمان. اذا هذا واضح يدل على تفاوت الناس في الايمان زيادة ونقصانا تمام يقول ابن قدامة في تعليقه على هذا الحديث الاخير يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال ذرة او خردل او ذرة من الايمان اه يقول ابن قدامة يعني ابن قدامة تعبيراته مختصرة جدا. يقول معلقا على هذا الحديث فجعله متفاضلا. اي النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث لما قال انه هناك ايمان في ذرة وهناك ايمانه خردلة دل على ان الايمان متفاضل. فاذا كان الايمان متفاضلا هذا ما يريد ان يقوله ابن قنابة. فبما انه جعله متفاضلا ومتفاوتا اذا الايمان يقبل الزيادة والنقصان. اي ان التفاوت اي ان تفاوت الناس في مقدار الايمان في قلوبهم حتى يكون ايمان بعضهم كالبرة وبعضهم كالخردلة وبعضهم كالذرة يدل على ان الايمان يقبل التفاوت. هذا شرح لعبارة ابن قدامة لما علق على هذا الحديث انه فجعله متفاضلا. ماذا يريد ان يقول ابن قدامة؟ اي ان تفاوت الناس في مقدار الايمان في قلوبهم حتى يكون ايمان بعضهم كالبرة وبعضهم كالخردلة وبعضهم كالذرة فهذا يدل على ان الايمان يقبل التفاوت وما كان متفاوتا فهو اذا يزيد وينقص هذا معنى التفاوت ومعقوليته في اه الاذهان. وقد ذكر اهل العلم اسباب متعددة لزيادة الايمان ونقصانه. من اهميها. يعني كيف يزداد الايمان وكيف ينقص الايمان؟ هذا هو السؤال الذي يرد على اذهانكم الان وسنسعد الاجابة اليه. فنقول ذكر اهل العلم اسباب متعددة لزيادة الايمان ونقصانه. من اهمها كما قلنا اعمال القلوب والجوارح فمن حقق عددا اكبر من اعمال القلوب والجوارح يكون ايمانه اكمل ممن لم يتحقق بها. بالتأكيد انسان اعمال القلوب عنده حاضرة في حياته في كل تحركاته. ايمانه لن يكون كايمان شخص غافل تماما عن اعمال القلوب. كذلك انسان يكثر من الاعمال الظاهرة اعمال الجوارح ايمانه لن يكون كايمان من يتقلل من اعمال الجوارح وكذلك لان هذه قضية ينسبوا اليها. وكذلك يعني لما نقول الايمان يزيد وينقص اه هذه تكون مقارنة بين شخص وشخص فيكون ايمان شخص اعلى من ايمان شخص اخر. ويكون الزيادة والنقصان في داخل شخص الواحد نفسه فالانسان في بعض الايام يكون ايمانياته عالية ويبكي من خشية الله ويقرأ القرآن ومقبل على ربه. وفي ايام اخرى تكون ايمانياته منخفضة جدا ويسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي. فتفاوت الايمان زيادة ونقصانا هذا لا يكون فقط في مقارنة شخص مع شخص انه فلان كانوا ازيد من فلان وفلان ايمان وانقص من فلان. بل حتى في الانسان الواحد الايمان يزيد وينقص. فمجالات الزيادة والنقصان التي عنها اهل السنة في مقارنة شخص مع شخص هناك تفاوت بين الاشخاص في الايمان وكذلك في الشخص الواحد تأتي عليه لحظات وساعات يكون ايمانه مرتفع ثم في لحظات اخرى ينخفض منسوب الايمان عنده بحسب استحضاره لاعماد القلوب حسب استحضاره لاعمال اللسان ولاعمال الاركان وعلاقته بالله سبحانه وتعالى. اذا وكذلك الانسان الواحد قد يزيد ايمانه باستحضار اعمال القلوب والمسارعة في الخيرات ثم ينقص ايمانه عندما تغيب عنه هذه الحقائق وتضعف مبادرته للاعمال هكذا نكون انتهينا من تأصيل الاصل الاول. عرفنا الايمان ومكوناته دخلنا في الاصل الاول المرتبط بمفهوم الايمان وهو ان الايمان عند اهل السنة والجماعة يقبل الزيادة والنقصان. بقي علينا نتكلم عن الاصل تاني ساتكلم عنه في المحاضرة القادمة ثم ننطلق للكلام عن اه الفرق التي خالفت اهل السنة والجماعة. في باب الايمان. وسامحونا على الاطالة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ