ومنها ان الانسان اذا تكلم في الصلاة وهو لا يدري انه مبطل للصلاة فان صلاته صحيحة لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يقل لمعاوية اعد الصلاة ولو كانت باطلة لامره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يعيدها كما امر من كان لا يطمئن في صلاته ان يعيدها وكذلك لو تكلم ناسيا فان صلاته صحيحة مثل ان يناديه احد وهو يصلي فنسيوا اجابه قال نعم فانه لا تبطل صلاته لانه ناسي معذور ومثل ذلك لو تكلم بغير قصد مثل ان يقع عليه شيء فيقول اح فهذا لا تبطل صلاته ايضا لانه لم يتقصد وقد قال الله عز وجل في كتابه العظيم ولا جناح عليكم فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ومنها حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه فانه لم ينهر هذا الذي تكلم في الصلاة بين المصلين لانه لم يتكلم الا عن عن جهل وفرق بين الجاهل والمعاند ومنها جواز فداء النبي صلى الله عليه وسلم بالوالدين حيث قال بابي هو وامي وهل يفتى غير النبي صلى الله عليه وسلم بالوالدين يرى بعض العلماء انه لا بأس به ويرى اخرون انه لا يجوز لان الوالدين لا يقدم عليهما احد ومنها ان الصلاة انما يقال فيها قراءة القرآن والتسبيح والتكبير وكذلك الدعاء لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته وقال في حديث عبد الله بن مسعود لما ذكر التشهد قال ثم ليتخير من الدعاء ما شاء والدعاء عبادة والصلاة ايضا عبادة حتى ان اصل الصلاة في اللغة هي الدعاء الدعاء في الصلاة لا بأس به والله الموفق. قال رحمه الله تعالى باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه. عن معاوية بن عن معاوية ابن الحكم قال بين انا اصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذ عطس رجل من القوم فقلت الله فرماني القوم بابصارهم فقلت واثقل امياه ما شأنكم تنظرون الي؟ فجعلوا يضرب بايديهم على افخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبابي هو وامي ما رأيت معلما قبله ولا بعده احسن تعليما منه فوالله ما قهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله اني حديث عهد بجاهلية وقد جاءنا الله بالاسلام. وان منا رجالا يأتون الكهان. قال فلا تأتيهم قلت ومنا رجال يتطيرون. قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال قلت ومنا رجال يخطون؟ قال كان نبي من الانبياء يخط فمن وافق خطه فذاك رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الحديث تقدم الكلام على اوله وبيان انه لا يجوز للانسان في الصلاة ان يخاطب غيره او يكلمه لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا يصلح فيها شيء من كلام الناس واما خطاب الله عز وجل فاصل الصلاة مناجاة بين الانسان وبين ربه ولهذا تقول اياك نعبد فخاطب الله عز وجل اياك نعبد وكذلك النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسلم عليه فتقول السلام عليك ايها النبي ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله اذا اتى بكاف الخطاب لغير الله ورسوله بطلت الصلاة لانه كلام وسبق ان الانسان اذا كان جاهلا وتكلم فلا حرج عليه لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يأمر معاوية ابن حكم ان يعيد الصلاة وقد تكلم لكنه جاهل لا يدري ثم ذكر معاوية رضي الله عنه انه كان حديث عهد بجاهلية يعني انه اسلم قريبا والجاهلية كل ما كان قبل الاسلام لانه جهل كان حديث عهد بجاهلية ومنا قوم يأتون الكهان يأتون الكهان قال فلا تأتي والكهان جمع كاهن وهو الذي يدعي علم الغيب في المستقبل يعني يقول يبي يصير كذا ويبي يصير كذا هذا الكاهن وكان الكهان في الجاهلية تأتيهم الشياطين التي تسترق السمع من السماء وتقول سيكون كذا وكذا في اليوم الفلاني في المكان الفلاني على الرجل الفلاني يدعون انهم يعلمون الغيب وكان الشيطان الذي يأتيهم بخبر السماء يأتيهم بخبر ويكذبون مع هذا مئة كذبة فاذا وقعت واحدة من مئة موافقة جعلهم الجاهليون حكماء يحكمون بين الناس لانه ما في نبوة في ذلك الوقت قال فلا تأتيه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد يعني كفر بالقرآن لان الله يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب ايش؟ الا الله فاذا قال الكاهن بيكون كذا في يوم كذا وصدقته فقد كذبت القرآن وكفرت بما انزل على محمد فلا يحل للانسان ان يذهب الى الكاهن ويسأله ومن سأله وان لم يصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما فان صدقه كفر بما انزل على محمد عما لو اتاه ليختبره فهذا لا بأس به لا سيما بحضور الناس حتى يتبين كذبه كما اختبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابن صياد اختبره وقال له ما الذي خبأت لك يعني وش اضمرت بنفسي لك قال الدخ الدخ يريد ان يقول الدخان لكن عجز عن نطقه فقال له النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك وهو العجز لانه عجز ان ينطق بالكلمة فاذا كان الانسان يسأل كائن ليختبره ثم يبين كذبه فهذا حق اما اذا سألهم ليصدقه ثم صدقه فانه كافر والعياذ بالله قال ومنا قوم يتطيرون يتطيرون يعني يتشائمون واصلها من الطير لان العرب عنده عادات قبيحة جاهلية يطلقون الطير والطير اما ان يذهب على اليمين او على اليسار او على الامام او الورى فيتشائمون اذا رأى اليسار تشائموا او على الورى تشائموا او على الامام اقدموا او على اليمين تفاءلوا هذا اصله ولكنه نقل اي التطير الى التشاؤم ان الانسان يتشاءم بنفسه ويضمر يظمر السوء والتشاؤم تارة يكون في المكان وتارة في الزمان وتارة في الاحوال وتارة في الاعيان وتارة في الاسماء تختلف قد يتشائم الانسان بهذا المكان فاذا نزل المكان صابه ادنى شيء تشاء قد يتشائم بالزمان احد احد ايام الاسبوع قد يتشاءم بالشهور وقد يتشاءم بالاحوال وقد يغشان بالاسماء اذا سمع اسما مكروها تشاء لكن التفاؤل طيب سواء بالاسماء او بالازمان او الاماكن طيب ولهذا لما اقبل سهيل ابن ابن عمرو في غزوة الحديبية حينما كان الاتصالات تجري بين الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقريش للمصالحة اقبل سهيل ابن عمرو قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا سهيل بن عمرو وما اظن الا ان امركم سهل تسهل. منين اخذه من اسم سهيل فالتفاؤل طيب كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعجبه الفأل اما التشاؤم فحرام لان التشاؤم يؤدي الى ان الانسان يتكدر ويحزن ولا يمتد ثم اذا استولى عليه التشاؤم صار كل شي يراه شؤم لو يخرج من بيته ويلاقيه واحد مثلا اعور قال خلاص تشاءم ثم رجع للبيت واذا رجع وخرج لاقاه انسان قبيح الوجه قال خلاص رد رجب وهكذا يبقى الانسان في حيرة دائمة ولذلك يحرم على الانسان ان يتشائم والتفاؤل خير التفاؤل خير لانه يوجب للانسان ان يقدم ويعزم ولا يكون عليه تردد المهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأتي وقد جاءت الاحاديث بان اتيانهم ان سألهم على على وجه التصديق وصدق فهو كافر وان سألهم فقط ليرى ما عندهم فهو لا تقبل له صلاة اربعون اربعين يوما ثم ذكر الثالث وهو الخط الخط في الرمل وهو نوع من انواع السحر الساحر يخطط بالارض هكذا خطوط على غير الترتيب ثم يبدأ يمحاها واحدا واحدا واذا بقي واحد صار له شأن بقي اثنين صار له شأن حسب اصطلاحات عندهم وهو نوع من السحر سأله عن هذا الخط فقال كان نبي من الانبياء يخط فمن وافق خطه فذاك كيف هل هذا يعني انه حلال ولا انه حرام من يستطيع ان يقول وافقت خط النبي احد يستطيع لا يستطيع تعلق النبي صلى الله عليه وسلم هذا بالشيء المحال. والشيء المحال وتعليقه على الشيء المحال يكون محالا كقول الشاعر اذا شاب الغراب اتيت اهلي وصار القار كاللبن الحليب