ففي تربية صلاة الجماعة فيها مشابهة للمجاهدين في سبيل الله كما قال عز وجل ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وصلاة الجماعة كذلك صلاة الجماعة فيها مشابهة لصلاة الملائكة في السماء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا يا رسول الله كيف؟ قال يتراصون ويكملون الاول فالاول وفوائدها عظيمة كثيرة وهي من محاسن الشريعة الاسلامية ولا يتخلف عنها الا منافق او مريظ او معذور كما قال ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق او مريض ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف يعني يمشي بين اثنين ما يقدر يقع حتى يقام في الصف ويصلي مع الناس ولذلك كانت فرض عين في الحضر والسفر والمرض وكل شيء لكن المريض اذا لم يكن عنده احد يصلي معه سقطت عنه لعذر والله الموفق ايش لابد تسقط عن صلاة الجماعة لانه ما ما يستطيع الحضور للمسجد. اما الصلاة ما تسقط ابدا تجب على المريض والصحيح ولو كان في اشد ما يكون المرض. نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد هممت ان امر بحطب فيحطب ثم امر بالصلاة فيؤذن لها. ثم امر رجلا فيؤم الناس. ثم اخالف الى رجال وفي رواية لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده لو يعلم احدهم انه يجد عرقا سمينا او مرماتين حسنتين لشهد العشاء. رواه البخاري. وعنه رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل اعمى فقال يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني الى المسجد. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان يرخص له فيصلي في بيته فرخص له. فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب. رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه اذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح. ثم قال الا صلوا في الرحال ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن اذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول الا صلوا في الرحال متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وضع عشاء احدكم واقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه. وكان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ منه. وانه ليسمع قراءة الامام. متفق عليه. هل احاديث بيان اكدية صلاة الجماعة وبيان بعض الاعذار فحديث ابي هريرة اقسم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه هم ان يجمع حطبا ثم يأمر رجلا يصلي بالناس ثم يذهب الى قوم لا يشهدون الجماعة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار وهذا القسم من النبي صلى الله عليه وسلم يهين التحذير من التخلف عن صلاة الجماعة وان الذي يتخلف جدير بان يحرق عليه بيته وقول احرق عليهم يحتمل ان المعنى احرق البيت حتى يفسد على صاحبه ويحتمل انه يحرق البيت على من فيه. لكن قد جاء في رواية ضعيفة في مسند احمد لولا ما فيها من النساء حرية لاحرقتها عليه ثم اقسم صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان هؤلاء المتخلفين لو وجد احدهم عرقل سمينا او مرماتين حسنتين لشهد العشاء العرق السمين يعني العظم يتعرقه الانسان يعني علم شو وهو سميع وقيل هو ما بين الاضلاع اظلاع الشاة وامل من ماتان فهما ما بين ظلفي الشاة في قدميها او رجليها يعني لو يجد احدهم شيئا زهيدا من الدنيا لشهد الصلاة كهد العشاء ومع ذلك يفوتون هذا الاجر العظيم ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفجر بسبعة وعشرين درجة اما الحديث الثاني حديث الاعمى انه استأذن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصلي في بيته وهو رجل اعمى ما له قائد يقود الى المسجد فلما انصرف دعاه فقال هل تسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب فلم يعذره النبي صلى الله عليه وسلم مع انه اعمى وليس له قائد لانه يسمع النداء يقول حي على الصلاة يعني تعال تعال الى الصلاة فامره ان يجيب وقولها تسمع النداء لو قال قائل هل هذا الحكم يشمل ما في وقتنا الحاضر من مكبرات الصوت وان الانسان اذا سمع النداء ولو بمكبر الصوت وجب عليه الحضور فالجواب لا لان النداء من مكبرات الصوت يسمع من مكان بعيد لكن المراد ان يسمع النداء بغير وسيلة اما اذا كان بوسيلة فلا وفي هذا دليل على ان الاعمى تجب عليه صلاة الجماعة ولابد فكيف بالبصير اما حديث ابن عمر والحديث الاخر فهو فيما يعذر فيه الانسان بترك الجماعة اذا كانت هناك ليلة مطيرة باردة فان للناس ان يصلوا في بيوتهم وكان المؤذن يؤذن في الليلة الباردة والمطيرة يقول صلوا في رحالكم يعني في بيوتكم وذلك لان هذا الدين والحمد لله يسير مسهل فالناس يؤذيهم ان يخرجوا في الليلة الباردة او المطيرة والمراد بالباردة الباردة الخارجة عن العادة اما البرودة العادية فلا عذر فيها لانه كل الشتاء بارد لكن اذا كان هناك برودة خارجة عن العادة اما لكونها مصحوبة بهوى وانا لكونها مصحوبة برذاذ ينزل من السماء او ما اشبه ذلك فانه يعذر الانسان فيصلي في بيته كذلك ايضا اذا كان الليلة مطيرة فيها مطر والمطر له وجهتان. الوجهة الاولى حين نزوله فاذا كان هناك مطر يبل الثياب بحيث تنعصر اذا عصرت فهو معذور يصلي في بيته واما مجرد النقط نقطة نقطتين ثلاث التي لا تبل الثياب فليست عذرا الجهة الثانية ان يكون المطلب واقفا ما في مطعم لكن الارض وحل نقع ماء وزلق فكذلك ايضا يرخص للانسان ان يصلي في بيته ومن الرخص ان يقدم الطعام الى الانسان غدا او عشا وهو يشتهيه فله ان يأكل الطعام ويشبع ولو فاتته صلاة الجماعة كان ابن عمر وهو رضي الله عنه من اورع الصحابة كان يوضع عشاؤه فيجلس ويتعشى وهو يسمع قراءة الامام لكن لا يتخذ هذا عادة بمعنى انه يعتاد ان يقدم عشاءه كلما قارب اقامة الصلاة لان هذا يعني انه عازم على ان لا يصلي لكن اذا صادف انه قدم له العشاء وسمع اقامة الصلاة فله ان يتعشى حتى يشبع ولو فاتته الصلاة ومثل ذلك لو كان الانسان محتبس البول او الغائط ويتأذى فله ان يقضي حاجته ولو فاتته الصلاة والله الموفق نعم نعم هذا اختي سلمك الله هذا يختلف باختلاف البلاد والمباني والاصوات ثم المؤذن ايضا ليس المراد المؤذن الصيت القوي الصوت الوسط نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الاخبثان. رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا استأذنت امرأة احدكم الى المسجد فلا يمنع متفق عليه وعن زينب امرأة عبدالله بن مسعود قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا شهدت احداكن المسجد افلا تمس طيبا. رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ما امرأة اصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الاخرة. رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتكم خير لهن. رواه ابو داوود وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها افضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها افضل من صلاتها في بيتها. رواه ابو داوود وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال اني سمعت حبي ابا القاسم صلى الله عليه وسلم. ابدا اني سمعت حبي ابا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول لا تقبل صلاة امرأة تطيبت للمسجد حتى تغتسل غسلها من الجنابة. رواه ابو داوود وعن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عين زانية وان المرأة اذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا. يعني زانية. رواه الترمذي بسم الله الرحمن الرحيم هذه احاديث في مسائل تتعلق بالصلاة حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا صلاة بحضرة طعام يعني اذا حضر الطعام فلا تصلي حتى تأكل وتشبع وذلك لان النفس تتعلق بهذا الطعام الذي حضر حتى لو فاتتك الجماعة فلا حرج عليك وقد سمعتم في درس امس ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يتعشى وهو يسمع قراءة الامام ثانيا قالت ولا وهو قال ولا قال يعني النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا وهو يدافعه يدافعه نخبتان الاخبثان يعني النجسان وهما البول والغائط فاذا احس الانسان بالبول فلا يصلي اذا كان يدافعه يعني اشتد عليه حصره واما اذا كان شيئا يسيرا يتمكن من الصلاة بلا انشغال قلب فليصلي اما اذا كان يدافع فمن المعلوم ان الانسان لا يستقر وربما يتضرر بهذا فليقضي حاجته كذلك الغائط الخارج من الدبر اذا كان يدافع قد حصره جدا فلا يصلي لان ذلك يشغل قلبه عن الصلاة ويسبب له اضرارا