وفي قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم احب الصيام احب الصلاة واحب الصيام دليل على ان الله عز وجل يحب العبادات كلها كلها يحب العبادات كلها ولكن بعضها احب اليه من بعض تتفاوت في محبة الله ولهذا سأل عبد الله بن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاعمال احب الى الله؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم اي؟ قال بر الوالدين قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله فالله عز وجل تتفاوت محبته للاعمال. بعض الاعمال احب اليه من بعض كما تتفاوت محبته للاشخاص فان كل من كان اقوى ايمانا واتقى لله عز وجل كان احب الى الله لقول الله تعالى والله يحب المؤمنين. لماذا لايمانه. اذا كلما قوي الايمان كانت محبة الله تعالى للعبد اقوى يحب المتقين فكلما كان الانسان لله اتقى كان لله احب فالاعمال تتفاوت والله عز وجل يحب بعضها اكثر من بعض اما حديث عائشة فهي تصف صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه يقوم ينال نصف الليل ثم يقوم ثلثه ثم ينام الا اذا كان له في اهله فيعطي حاجته صلى الله عليه وسلم وهذا يشبه صلاة داوود على ان الانسان اذا استمر على شيء واختلف عليه في بعض الايام فلا حرج عليه يعني مثلا لو كان من عارته ان ان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام ثلثه ثم في يوم من الايام صارت عليه تعب فنام ثلاثة ارباع الليل فلا حرج لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان اذا غلبه النوم ليلة من الليالي او اصابه وجع قظى من النهار اثنتي عشرة ركعة لانه اكثر ما يوتر في احدى عشرة فيقضي عليه الصلاة والسلام اكثر ما كان يوتر الا انه كان يصليه شفعا لان الوتر انتهى وقته فان الوتر تختم به صلاة الليل وقد مضى الليل فكان يصلي من من الضحى ثنتي عشرة ركعة عليه الصلاة والسلام. والله الموفق. نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين لكم وهو قربة لكم الى ربكم. ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الاثم. رواه الترمذي وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يضحك الله اليهم الرجل اذا قام بالليل يصلي والقوم اذا صفوا في الصلاة والقوم اذا في قتال العدو رواه في شرح السنة وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل اخر فان استطعت ان تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه الترمذي وقال وقال هذا حديث حسن صحيح غريب اسنادا وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وان امرأته فصلت فان ابت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وايقظت فصلى فان ابا نضحت في وجهه الماء رواه ابو داوود والنسائي وعن ابي امامة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله اي الدعاء اسمع؟ قال جوف الليل الاخر ودبر الصلوات المكتوبات رواه الترمذي. وعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها اعدها الله لمن الكلام واطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام. رواه البيهقي في شعب الايمان وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قالني رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا كن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل متفق عليه وعن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان لداود عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها اهله يقول يا ال داود قوموا فصلوا فان هذه ساعة يستجيب الله عز وجل فيها الدعاء الا لساحر او عشار. رواه احمد وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول افضل الصلاة بعد المفروظة صلاة في في الليل رواه احمد وعنه رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان فلانا يصلي بالليل فاذا اصبح فقال فاذا اصبح سرق فقال انه سينهاهما تقول رواه احمد والبيهقي في شعب الايمان وعن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ايقظ الرجل اهله من الليل فصلى يا او صلى ركعة او صلى ركعتين جميعا. كتبا في الذاكرين والذاكرات. رواه ابو داوود ابن ماجة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشراف امتي حملة القرآن واصحاب الليل رواه البيهقي في شعب الايمان وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان اباه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى فاذا كان من اخر الليل ايقظ اهله للصلاة يقول لهم الصلاة ثم يتلو هذه الاية وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. رواه مالك. بسم الله الرحمن الرحيم هذه احاديث كثيرة لا يخلو بعضها مما قال لكن ذكر العلماء رحمهم الله ان احاديث الفضائل اذا كان في امر ثبت اصله فلا بأس ان تذكر بشرط ان لا يكون الضعف شديدا والا يعتقد ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال وعلى كل فلا يخفى على الانسان ان صلاة الليل من افضل الاعمال وان الانسان اذا داوم عليها حصل على خير كثير وقد مدح الله عز وجل الذين يقومون الليل الا قليلا فقال عز وجل كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون لا تستلبس اخوانك اذا انهوا الصلاة استغفروا الله عز وجل يعني عما حصل منهم من التقصير في هذه الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال رحم الله امرء قام من الليل فصلى وايقظ اهله فان ابت نرحب بوجهها الماء يعني رشها بالماء زوجته ورحم الله امرأة قامت فصلت من الليل وايقظت زوجها فان ابان ظحت في وجهه المال هذا الحديث ليس على ظاهره واطلاقه ولكن اذا اتفق الزوجان على ان احدهما يوقد الاخر فان لم يفعل فان لم يستيقظ نضح في وجهه الماء فلا بأس واما ان يكون بدون اتفاق فلا شك ان هذا يؤدي الى اظرار كثيرة. وربما ادى الى الفراق لان الانسان اذا كان نائما فقد يستوفس اذا رش في وجهه الماء وربما يغضب على الزوجة وكذلك الزوج فعلى كل حال هذه الاحاديث كلها تدل على فضيلة قيام الليل نسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على قيام الليل خالصا لله موافقا لشريعة الله والله الموفق قال رحمه الله تعالى باب القصد في العمل عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى يظن ان لا يصوم منه. ويصوم حتى يظن ان لا يفطر منه شيئا. وكان لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته ولا نائما الا رأيته. رواه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الاعمال الى الله ادومها وان متفق عليه وعنها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا من الاعمال ما لما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا. متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي احدكم نشاطه واذا فتر فليقعد. متفق عليه وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نعس احدكم وهو يصلي فليرقد حتى حتى يذهب عنه النوم فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه. متفق على ايه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا. واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء بالغيبة. واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. رواه البخاري يا رحيم رحمه الله تعالى باب القصد في العمل القصد يعني عدم الكلفة وعدم المشقة في العمل يعني العمل الصالح اي لا تشق على نفسك في امر قد يسره الله عليك ثم ذكر احاديث تدور بين خادم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو انس بن مالك وزوج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهي عائشة ام المؤمنين وهما من اعلم الناس بحال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيها اي في هذه الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يصوم ويفطر لا تكاد تراه صائما الا رقيته صائما او مفطرا الا رأيته مفطرا. وكذلك بالنسبة للقيام وسبب هذا الاختلاف ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يسير في عبادة الله عز وجل على حسب ما تقتضيه المصلحة فقد يكون من المصلحة ان نصوم اذا كان فارغا وليس عنده شغل يلهيه او يتعبه مع الصوم او ما اشبه ذلك والعكس بالعكس لكن الامور الواجبة لا تفريط فيها انما التفاوت واستبدى شيء بشيء في النوافل فقط اما الفرائض فثابتة ولهذا ربما يأتي الانسان ضيوف فيشغلونه عن بعض الرواتب السنن يعني او عن بعض الاوراد التي كان يفعلها فيفعل يكرم الظن افضل من كونه يعود الى ما كان يعتاده من العبادات غير الواجبة والاوراد كذلك في هذه الاحاديث ان ان احب العمل الى الله ادومه وان قل يعني داوم على العمل ولو كان قليلا فهو احب الى الله عز وجل لا تتعب نفسك اولا ثم تمل وتتقاعس فان هذا غلط بعض الناس يفتح الله عليه ويستقيم بعد ان كان منحرفا ويفرح بالاستقامة فيبدأ باعمال يشق على نفسه ثم لا يلبث قليلا الا وقد تعب ومل ومشكلا يتراجع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعبدالله بن عمر لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ابدأ من الاول في عمل تطيقه ويسهل عليك وتستطيع ان تداومه فهذا خير