يقول رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى العشاء اتى الى البيت وتحدث مع اهله ساعة والساعة ليست ساعة الان ساعة يعني مدة من الزمن قد تطول وقد تقصر وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام يتحدث الى اهله يدخل السرور عليهم سواء في خاصتهم او في عامتهم حسب ما يناسب ثم نام فلما بقي ثلث الليل الاخر او قريبا منه قام صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذكر الله ورفع بصره الى السماء يتأمل ويتفكر في هذه المخلوقات العظيمة هذه النجوم والكواكب اللامعة التي تسير باذن الله عز وجل وقرأ ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا فنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض كالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تأتي الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار وخالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للابرار وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون كل هذه الايات قرأها عليه الصلاة والسلام قبل ان يتوضأ فينبغي للانسان اذا قام من الليل ان يقرأ هذه الايات وعلى هذا فمن حفظها قرأها عن عن ظهر قلب ومن لم يحفظها فليجعل المصحف عنده حتى اذا استيقظ قرأها. تأسيا برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قام صلى الله عليه وسلم الى القربة المعلقة فصب منها في جفنة يعني الجفنة اناء يشبه الصحبة وتوضأ توظأ فاسبق ثم قام فصلى فقام عبدالله بن عباس رضي الله عنهم ذلك الغلام الذكي العاقل الحريص على العلم ففعل كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قام الى جنبه الايسر عن يساره فاخذ باذنه من ورائه وجعله عن يمينه في هذا دليل على جواز صلاة الجماعة في صلاة الليل لكن ليس دائما بل احيانا وفيه دليل على ان الانسان اذا لم يكن معه الا واحد اعني الامام فانه يجعله عن يمينه لا عن يساره لان اليمين افضل لكن هذا ليس على سبيل الوجوب لو صلى عن يساره مع خلو يمينه صحت الصلاة لكن الافضل ان يكون عن عن يمينه ثم صلى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاث عشرة ركعات ثم نام لانه ينبغي ان ينام بعد التهجد حتى ينشط لصلاة الفجر ثم نفخ يعني صار صار لنفسه صوت وكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا نام نفخ وهذه طبيعة يختلف الناس بهذا بعض الناس اذا نام كانه ميت لا تسمعوا له نفسا ولا شيئا وبعض الناس يكون له نفخ يعني صوت لكنه خفيف وبعض الناس له صوت ثقيل وشديد حتى انك لا تكاد ان تنام الى جنبك والله سبحانه وتعالى خلق وفرق ثم اتاه بلال لصلاة الفجر فقام ولم يتوضأ صلى الفجر مع انه نام ونفخ ففي هذا دليل على ان النوم لا ينقض الوضوء اذا عرف الانسان حال نفسه وانه لم يحدث ووجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان ينام تنام عيناه ولا ينام قلبه لو خرج منه ريح لاحس بها ولو كان نائما لكنه صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه ولهذا لما كانوا في سفر ونزلوا اخر الليل تعبانين قال من يكلأ لنا الفجر يعني من يراقب فقال بلال انا يا رسول الله فنام بلال ولم يحس بطلوع الفجر ونام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولم يحس لان عينيه تنامان والفجر يدرك بالعين ولم يستيقظوا الا بعد ان ارتفعت الشمس المهم ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم ينتقض وضوءه بنومه لانه تنام عيناه ولا ينام قلبه ويؤخذ من هذا ان الرجل اذا نام ولم يحدث شيئا وغلب على ظني بقاء طهارته فهو على طهارته ما يحتاج يعيد الروم وكان الصحابة رضي الله عنهم ينتظرون صلاة العشاء الاخرة ثم تخفق رؤوسهم من النوم والنعاس فلا يتوضأون لانه يغلب على ظنه انه لانه يغلب على ظنهم انهم لم يحدثوا وفي هذا الحديث دليل على ان صلاة الليل ثلاثة عشرة ركعة ولكن كيف ذلك يصلي ركعتين خفيفتين اولا ثم يصلي احدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ولو انه زاد على ذلك فلا حرج لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما قال يوما قط لا يزد احدكم على احدى عشرة ركعة الامر واسع والباب مفتوح والحمد لله لكن الاقتصار على العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالبا افضل وفي هذا دليل على جواز بيتوتة اقارب الزوجة عند الزوج لان ميمونة قالت ابن عباس والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابن عمه فهو قريب للزوج وللزوجة رضي الله عنه وفيه دليل على جواز الوضوء بماء الغير وان لم يستأذن منه اذا علم رضاه بذلك يعني مثلا لو وجدت سيارة فيها تانكي ما ولا هو بزبوز واخذت من هذا الماء تتوضأ به وانت يغلب على ظنك ان صاحبه راض بهذا فلا حرج وان لم تستأذنه لان ابن عباس لم يستأذن من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكنه نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لو استأذنه عبد الله ابن عباس لاذن له فاذا علمت ان صاحبك لا لا يكره فلا بأس واما اذا كنت لا تدري فانه لا يحل لك ان تأخذ من مائه لانه ملكه ولا يجوز للانسان ان ينتفع بملك غيره الا باذنه والله الموفق نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول ان في خلق السماوات والارض حتى ختم السورة. ثم قام فصلى ركعتين اطال فيهما القيام والركوع والسجود. ثم انصرف فنام حتى نفخ. ثم فعل ذلك ثلاث مرات ستة ركعات كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الايات ثم اوتر بثلاث رواه مسلم وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه انه قال لارمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين ما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما. ثم اوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان اكثر صلاته جالسا ليس متفق عليه وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لقد عرفت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من اول المفصل على تأليف ابن مسعود سورتين في ركعة اخرهن حميم دخان وعم يتساءلون متفق عليه وعن حذيفة رضي الله عنه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وكان يقول الله اكبر ثلاث ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة. ثم استفتح فقرأ البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه فكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه من الركوع فكان قيام نحوا من ركوعه يقول لربي الحمد ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى ثم رفع رأسه من السجود وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده وكان يقول رب اغفر لي رب اغفر لي فصلى اربع ركعات قرأ فيهن البقرة وال عمران والنساء والمائدة او الانعام شك شعبة رواه ابو داود وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانتين. ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين. رواه ابو داوود وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا ويخفض طورا رواه ابو داوود وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعهم من في الحجرة وهو في البيت رواه ابو داوود وعن ابي قتادة رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فاذا هو بابي بكر يصلي من صوته ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابا بكر مررت بك وانت تصلي تخفض صوتك؟ قال قد اسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر مررت بك وانت تصلي رافعا صوتك فقال يا رسول الله اوقظوا الوسنان واطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ارفع من صوتك شيئا وقال لعمر اخفض من شيئا رواه ابو داوود