الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد. هذا هو درسنا الثامن بعون الله وتوفيقه في شرح رسالة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه الاصول من علم اصول دروسنا السبعة السابقة تقدمت في جزء من المقدمات والتعاريف ثم شرعنا قبل لقائين او ثلاثة في الحديث عن دلالات الالفاظ ابتدانا بالامر في النهي ثم انتهينا من العام والخاص والعلاقة بينهما بالتخصيص وضربنا على ذلك امثلة. وانتهى درس الماضي كان حديثا عن المطالبة بشيء من التطبيقات التي نعود فيها الى الامور الاربعة الامر والنهي والعام والخاص قبل شروع في درس جديد ودلالة جديدة في درس الليلة هي المطلق والمقيد. اه كنا طبقنا في دروسنا الثلاثة الماضية في والنهي والعام والخاص او في الامر والنهي والعام على ايات سورة الحجرات واستخرجتم على شيء من التربة والتمرين ما في تلك الايات الكريمة من صيغ الامر ودلالاتها وصيغ النهي ايضا ودلالاتها والعموم وصيغه وكان ممارسة الى ان يكون لاحدنا حظ من النظر والتطبيق فيما يدرسه ويتعلمه. فان علم الاصول علم الة. والمقصود من علوم الانة توظيفها فيما جعلت الة له والنصوص الشرعية من الكتاب والسنة هي الميدان الرحب الكبير الذي يجد فيه الدارس والمتعلم لعلم الاصول كبيرا لتطبيق ما يتعلمه من القواعد وما يدرسه من خلال تلك المسائل من دلالات يجدها في ثنايا تلك النصوص الشرعية ابتدأ بدقائق اعرض فيها عليكم شيئا من النصوص الشرعية نريد في كل اية او حديث يذكر الان ان نستخرج ما فيه من عموم او خصوم وامر ونهي وما دلالة ذلك؟ فابتدئوا بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة. فما الذي في الجملة فيه من هذه الاية من الدلالات العموم الذين يا ايها الذين امنوا وهذا نداء لكل من اتصف بالايمان ثم اذا قمتم ما هذا؟ اداة شرط وهي تدل على هذا العموم. فما المعنى؟ نعم كلما اردتم القيام الى صلاة كلما اردتم القيام وهذا اذا يشمل كل الاوقات وليل او نهار مستيقظا من نوم او مواصل او متجها الى الصلاة من من يقظة سابقة اذا قمتم فهذا ظرف زمان واداة من ادوات العموم. اذا دمتم الى الصلاة. الصلاة ما هذا؟ هذي صيغة عام. صيغة عموم. اسم مفرد محلى التي تدل على العموم والاستغراب. فاي صلاة هي المقصودة؟ كل الصلوات. يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة ثم جاء طيب هيا ركز معي. الاية على ماذا تدل اذا؟ على وجوب الوضوء لان الله قال فاغسلوا لكن الاية دلت على وجوب الوضوء متى؟ عند القيام الى الصلاة وعند ارادة الصلاة فلا فرق بين نفل وفر بين قضاء واداة واعادة. لان كل ذلك يسمى صلاة اذا توجه اليه المصلي. هل تشهد الاية الكريمة وجوب الوضوء لمن كان متوضئا انا اقول الاية تتناول او ما بلى لان الذي توضأ من المغرب وجاء يصلي العشاء. الا يصدق عليه انه يريد ان يقوم الى الصلاة؟ الاية تتناوله او لا؟ اذا لو لم يكن لدينا الا الآية هذه فقط دلت على وجوب الوضوء لكل صلاة لانه عند كل صلاة يصدق عليك انك تريد القيام الى الصلاة. بل اذا صليت الفرض واردت ان تصلي النافلة بعدها يصدق عليك انك تريد القيام الى الصلاة اليك الامر فاغسلوه وجوهكم. ثم هذا امر معلق على شرط. اذا قمتم فاغسلوه. والامر المعلق على الشرط عند الاصوليين يدل على التكرار. كلما وجد الشرط وجد الامر. فكلما اردت القيام الى الصلاة فعليك ان تتوضأ اذا صليت العشاء تريد ان تصلي السنة يصدق عليك انك تريد القيام والله يقول اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا هذا دلالة النص تماما مثل قوله صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. اين الامر؟ فقول ومثل ما يقول وجوب وجوب التكرار خلف المؤذن بجمل الاذان. متى يجب هذا الامر؟ اذا سمعته اذا يدل هذا انك كل ما سمعت طيب انت في مسجد حيك وسمعت المؤذن وكررت خلفه ثم بعده بدقيقة شرع مسجد اخر في اذان اخر هل يشرع لك ان تتابعه في الاذان؟ لان الامر معلق على شرط اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول. فهذا معلق على والامر المعلق على شرط يقتضي التكرار. انا اقول لو لم يكن في مشروعية الوضوء الا هذه الاية لكان اشكالا في امرين. الامر انك ستصلي كل صلاة بوضوء مستقل. والاشكال الاخر انه لا يشرع لك ان تدخل في وقت صلاة جديدة وانت متوضأ صلاة سابقة الا ويجب عليك اعادة الوضوء. حتى جاءت ادلة السنة فبينت جواز الصلاتين والثلاثة والاكثر بوضوء واحد فكان هذا استثناء من العموم في الاية. واضح هذا؟ طيب قوله تعالى وان كنت ذنوبا فاطهروا في الاية. ماذا فيها؟ في شرط اين هو؟ ان كنتم طيب وما ما دلالته؟ دلالة الشر. اليست اداة الشرط من صيغ العموم؟ طيب اي عموم كيف في معناه يعني كلما اتصف المسلم او المسلمة بهذا الوصف وهو الجنابة يترتب عليه الامر وهو تطهروا الامر بالطهارة وهي الطهارة الكبرى الغسل. واذ كنتم جنبا. اذا ان اداة الشر في صيغة عموم جنبا في سياق الشرط فيشمل فيشمل كل الجنابة وكل نوع من انواع الجنابة سواء كانت جنابة جماع او احتلام او اي صورة اخرى وصف فيها المسلم او المسلمة بالجنابة وجب عليه. اذا سواء كانت جنابة جماع او غيره فالغسل او الطهر واجب لان الله قال وان كنتم جنبا. فالنكرة في سياق الشرط تدل على العموم. قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم عليكم الا تشركوا به شيئا. قل هذا امر. تعالوا وهذا امر. ما حرم هذا اسم موصول اسم الموصول صيغة من الصيغ والمقصود اتل الذي حرم يعني كل شيء حرمه ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. الا تشركوا هذا نهي. والنهي يقتضي التحريم. وهذا اعظم محرم الاسلام وهو الشرك بالله جل جلاله. ثم هذا النهي جاءت معه نكرة في سياقه فاتينا على صيغة من صيغ العموم. الا تشركوا به شيئا والمقصود اي شيء منهي اشراكه بالله سبحانه وتعالى في العبادة. وبالوالدين احسانا الوالدين كل والدين فيشمل الابوين الذين ربيا الولد والوالدين الذين لم يربيا الوالدين حال الحياة الموت الوفاة الوالدين الذين قدما للولد احسانا وتضحية وتربية واكراما او او لم يقدما شيئا فاذا وبالوالدين كل والدين يجب الاحسان اليهما. طيب ما الامر في الاية احسانا هذا مصدر جميل هذا من صيغ الامر المصدر الذي ينوب عن فعل الامر والمعنى احسنوا بالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق. نهي لا تقتلوا ومقتضاه التحريم على الاصل. لا تقتلوا اولادكم طيب هل هذا عموم لانه نكرة في سياق النهي؟ النفي النهي؟ لا لانه معرف بالاضافة معرف بالاضافة ولا تقتلوا اولادكم فكل الاولاد منهي عن قتلهم. اناثا كانوا كما كانت العرب تفعل او ذكورا فكل ذلك لا فرق فيه صغارا او كبارا من املاق نحن نرزقكم واياهم. طيب الاية وغيرها كثير فيها تلك الامثلة. ساخذ مجموعة من النصوص النبوية قوله عليه الصلاة والسلام اذا استيقظ احدكم من نومه فليغسل يديه قبل ان يدخلهما في الاناء ثلاثا. اذا هذي شرطية ودلالتها والمقصود كلما استيقظ احدكم من نومه اذا استيقظ فكلما حصل الاستيقاظ نوم فاستيقاظ يترتب الحكم فليغسل طيب قوله اذا استيقظ احدكم هذا عموم احدكم والمقصود كل احد من نومه فليغسل يديه فليغسل هذا مضارع مقترن بلام الامر ودلالته الوجوب فليغسل يديه قبل ان يدخلهما في الاناء اي اناء هو طيب من رأى منكم منكرا فليغيره بيده من؟ اسم موصول يدل على العموم والمقصود كل من رأى فهذا لا استثناء فيه فيشهد الذكر والانثى والصغير والكبير والقادر وغير القادر. القادر على الانكار وغير القادر. من رأى منكم هذا عموم اليس كذلك؟ طيب اذا قلت يشمل القادر على التغيير وغير القادر فكيف تقول ان غير القادر يجب عليه الانكار جاء التخصيص بعده بقوله فان لم يستطع باي مخصص هذا؟ تخصيص بالشرط متصل او منفصل ممتاز هذا مخصص متصل. اذا لو سكت عليه الصلاة والسلام عند قوله من رأى منكم منكرا فليغيره بيده لكان مقتضاه وجوب التغيير على الجميع لان اداة العموم تقتضي هذا من رأى. فلما قال عليه الصلاة والسلام فان لم يستطع كان تخصيصا لذلك العموم وتخصيص باداة الشر ففهمنا ان ذلك العموم مقيد او مخصص بالقادر اما غير القادر وغير المستطيع فقد خرج بقوله فان لم يستطع قال من رأى منكم منكرا فيه صيغة عموم منكرا نكرة في سياق الشرط اي نوع من المنكرات؟ منكرات اعتقاد او عبادات او اخلاق وسلوك منكرات ظاهرة او باطنة منكرات هي فواحش او كانت دون ذلك او كانت تتعلق بالشرك فمهدونة. كل ذلك يدخل في قوله من رأى منكم منكرا. والامر وجه فيه باي صيغة المضارع المقترن بلام الامر فليغيره بيده الى اخر الحديث قال فان لم يستطع لساني ثم استمر في التخصيص فان لم يستطع فبقلبه. قوله عليه الصلاة والسلام احلت لنا ميتتان ودمان فاما الميتتان فالسمك والجراد واما الدمان فالكبد والطحال. ما قلنا من صيغ الامر غير الصريح التصريح بالاباحة التصريح بالامر التصريح قال احلت فهو تصريح بالتحليل فهو دل على الاباحة. طيب قال احلت لنا ميتتان ودمان ثم بين فقال فاما فاما الميتتان فالسمك والجراد. هذا النص الذي احل فيه عليه الصلاة والسلام نوعين من الميتة ونوعين من الدم جاء في مقابل عموم جاء في نصوص اخر مثل قوله تعالى. حرمت عليكم الميتة دم فكل ميتة حرام وكل دم حرام فلما جاء مثل قوله احلت لنا ميتتان ودمان كان تخصيصا من ذلك العموم فيخصص من العموم ميتة السمك وميتة الجراد فليست حراما. ويخصص من الدماء الكبد والطحال فليست حراما. وما عدا ذلك من الميتة ومن الدماء فهي حرام عملا بالعموم في قوله تعالى حرمت عليكم الميتة الى اخره. قوله عليه الصلاة سلام من اتى فراشه وهو ينوي ان يقوم يصلي من الليل والحديث لطيف. ويقول من اتى فراشه وهو ينوي ان يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى. وكان نومه صدقة عليه من ربه حديث صحيح صححه الشيخ الالباني. من اتى فراشه وهو ينوي وهو ينوي ان يقوم يصلي من الليل. فغلبته حتى يصبح كتب له ما نوى. وكان نومه صدقة عليه من ربه. اين الصيغ؟ من اتى وهذا صيغة عموم كل من توجه الى فراشه طيب وبالتالي وبالتالي القائمون لليل المتهجدون اسحار والنوام على الفرش سواء؟ لنقول من اتى فراشه في تخصيص. اين الحال؟ ممتاز وهو ينوي اذا هذا العموم من اتى فراشه خصص بالحال وهو ينوي ان يقوم يصلي. والله ما ما اقول ما اسهله من شرط لكن اقول ما اعظمها من غبنة تفوت على كثير من المسلمين الصالحين وطلاب العلم ليس بينك وبين ان يفوز اجري قوام الليل الا نية تحملها في قلبك. فيا خيبة من غلبته عيناه لم يستطع حتى ان يحمل النية في قلبه. استطاع كل شيء استطاع ان يتعشى وان يشرب الشاهي وان يستأنس وان يقرأ الرسائل في الواتس وان يجيب على الرسائل كل شيء وسعه ان يفعله وما وسعه ان يحمل نية في قلبه ان يقوم يصلي من الليل فغطى في سبات وما استيقظ الا على صلاة الفجر مع الاذان او اثراء الصلاة او بعدها وحرم فلا ادرك الفضل ولا ادرك الاجر ما بالنية ولا بالعمل هذا باب كبير من فضل الله سبحانه وتعالى. اذا يقول من اتى فراشه وهو ينوي ان يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى. وكان نومه صدقة عليه من ربه. طيب انا اكتفي بهذا والامثلة كثيرة المقصود يبقى التمرس يا مشايخ يعني الدارس لعلوم الالة في مثل هذه كما تلاحظون مررون بمجموعة من الصيغ وعلى البديهة اجاب كثير منكم بالوقوف على صيغ العام وصيغ التخصيص والامر الصريح وغير الصريح والنهي الصريح وغير الصريح وكيف يكون العام مخصصا في السياق ذاته باحد المخصصات المتصلة او كيف يكون مخصصا بنص اخر منفصل او يكون هو في ذاته نص مخصص لعموم ورد في نص اخر سابق كل ذلك يتأتى بالتربة وبالنظر ومجال ذلك الفسيح عندما يدرس احدكم في الفقه او في ايات الاحكام او احاديث الاحكام ان اعطي فسحة من النظر في التطبيق لمثل هذه الاماكن من النصوص ومع الايام تنمو عنده الملكة بحيث اذا جاءت المسألة التي لا كلام فيها او مسألة تحتاج الى نظر في الدليل او تأمل في استدلال الفقيه. سيكون لك متسع لان تحكم بشيء من الصواب قربا او بعدا من خلال ما تعلمت وطبقت عليه من القواعد. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين