في اليوم الاخر اليوم الاخر هو يوم القيامة وسمي اخرا لانه اخر مراحل بني ادم وغيرهم ايضا فالانسان له اربع اجور في بطن امه وفي الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة وهو اخرها الامام باليوم الاخر يتضمن اولا الايمان في وقوعه وانه واقع لا محالة لان الله تعالى اخبر به في كتابه وكذلك في السنة وكثيرا ما يقرن الله تعالى بين الايمان بالله واليوم الاخر لانه لان من لم يؤمن باليوم الاخر لا يعمل لانه يرى انه لا حساب يتضمن الايمان بكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مما يكون في ذلك اليوم وما ذكر في القرآن من باب اولى من كون الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا مهمل يعني ليس معهم مال وهذا كقوله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده كذلك الايمان بما ذكر فيه من الحوض والشفاعة والصراط والجنة والنار وما فيهما من نعيم الجنة وعذاب النار كل ما جاء في الكتاب والسنة قال شيخ الاسلام رحمه الله ويدخل في الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما يكون بعد الموت كل ما يكون بعد الموت مثل الفتنة في القبر فان الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عن ثلاثة اشياء من ربك؟ وما دينك ومن نبيك وكذلك يؤمنون بنعيم القبر وعذابه لان ذلك ثابت بالقرآن والسنة واجماع السلف هذا الايمان باليوم الاخر اليوم الاخر على وصفه هو الاخر وهنا انبه على ما نسمعه في بعض الاذاعات او نقرأه في بعض الصحف اذا مات الانسان قالوا انه انتقل الى مثواه الاخير هذا غلط غلط عظيم ولولا اننا نعلم المراد قائله لقلنا انه ينكر البعث لانه اذا كان القبر مثواه الاخير فهذا يتضمن ايش انكار البعث المسألة خطيرة لكن بعض الناس امعة اذا قالوا الناس قولا اخذ به وهو لا يتأمل في معناه والقدر خيره وشره وتؤمن بالقدر خيره وشره وهنا اعاد الفعل لاهمية الايمان بالقدر الفعل ما هو تؤمن لان الايمان بالقدر مهم جدا جدا وخطير جدا جدا الايمان بالقدر يتضمن اربعة امور الاول ان تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا ان الله عالم ما يكون في المستقبل الى ما لا نهاية له جملة وتفصيلا بما يفعله هو سبحانه وتعالى وبما يفعله المخلوق المخلوق هذه واحدة دليلها عموم الادلة والله بكل شيء عليم وخصوص العلم بالغيب وقد قال موسى عليه الصلاة والسلام في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى اي لا يجهل ولا ينسى ما علم وقد ذكر الله عز وجل العلم في ايات كثيرة جملة وتفصيلا. قال عز وجل في الجملة والله بكل شيء عليم وقال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. اي اخبرناكم بهذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما هذا مجمل ام مفصل لا اله الا الله مجمل قد احاض بكل شيء علما التفصيل اسمه وعنده مفاسح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها من ورقة من الشجرة الا يعلمون يعلم متى سقطت واين سقطت وكيف سقطت ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين هب في ظلمات الارض صغيرة او كبيرة اجيبوا صغيرة في ظلمات الارض اذا قدرنا ان حبة بول غاصت في قاع البحر ففوقها طين وفوق الطين ماء وكان ذلك ليلا قمة الليل وكانت السماء ممطرة والغيوم المتلبدة فهذا ظلمة المطر ظلمة الغيوم وكان الجو مغبرا هذا ايضا ظلمة يعلم عز وجل الحبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين يعني ان العلم ان تؤمن بان الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا فيما يفعله عباد وفيما يفعله هو بنفسه تؤمن بهذا ايمانا حقيقيا واعلم انك اذا امنت امنت بهذا اوجب لك الخوف من الله وخشية الله والرغبة فيما عند الله لان كل حركة تقوم بها فالله يعلمها الثاني المرتبة الثانية في القضاء والقدر الايمان بان الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء الى يوم القيامة قال الله عز وجل وكل شيء احصيناه في امام مبين اي في كتاب وقال عز وجل ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر وهو اللوح المحفوظ ان الارض يرثها عبادي الصالحين والايات في هذه متعددة واخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله لما خلق القلم قال له اكتب امره وهو جماد وهل يصح توجيه الامر للجماد الجواب نعم من الله يصلح لانه هو الذي ينطق الجماد ولهذا قال قال للارض وللسماء اتي طوعا او كرها قال تعافينا طائعين قال اكتب القلم امتثل لكن اشكل عليه ماذا يكتب قال ربي وماذا اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى في تلك الساعة في تلك اللحظة في ما هو كائن الى يوم القيامة الله من يحسن الحوادث والوقائع الا الله عز وجل لكن هذا نحو المحفوظ المشتمل عليها ولا تستغرب يا اخ تقول كيف هذا اللوح كتبت فيه جميع الحوادث لانك لا تعرف حجم هذا اللون ولا سعة هذا اللوح قد يكون ملأ السماوات والارض ثم ظهر في الاونة الاخيرة ما يسمى بالاقراص قاصد ايش الليزر يتسع القرص الصغير الى كتب كثيرة وهو من صنع العالم واقول هذا تقريبا لا تشبيها لان اللوح المحفوظ اعظم من ان نحيط به كتب في الله المحفوظ مقادير كل شيء الى يوم القيامة الرابع الثالث ان تؤمن بان كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله لا يخرج شيء عن مشيئته ابدا ولهذا اجمع المسلمون على هذه الكلمة ما شاء الله كان ايش وما لم يشأ لم يكن اي شيء يحدث وهو بمشيئة الله وهذا عام لما يفعله عز وجل بنفسه وما يفعله العباد كله بالمشيئة اتلوا قول الله عز وجل ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وقال عز وجل ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شاء الله ما فعلوه ايتان وقال عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم اكمل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فكل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله واذا امن الانسان بهذا سلم من مشاكل كثيرة سلم من عمل الشيطان اذا فعل فعلا وحصل خلاف المقصود قال ليتني لم افعله فهذا من عمل الشيطان لان لان الذي فعلته قد ايش؟ قد شاءه الله عز وجل ولابد ان يكون لكن ان كان ذنبا فعليك بالتوبة الرابع الخلق ان تؤمن بان كل موجود سوى الله فهو مخلوق من خالقه الله عز وجل كل شيء مخلوق لله السماوات الاراضين البحار الانهار الكواكب الشمس القمر الانسان مخلوق لله حركات الانسان مخلوقة لله لان الله تعالى خلقه بصفاته وافعاله اي بصفات الانسان وافعاله واذا كان هو مخلوقا فصفاته وافعاله مخلوقة ولا شك فافعال العباد مخلوقة لرب العباد عز وجل طيب خلق عز وجل كل موجود سواه وهل صفات الله مخلوقة الجواب لا لان صفاته كذاته كما ان صفات الانسان كذلك الانسان مخلوقة اعود مرة ثانية فاقول الايمان بالقدر يتضمن ايش اربع الايمان بامور اربعة الاول العلم والثاني الكتابة والثالث المشيئة والرابع الخلق وسنذكر في الفوائد ان شاء الله ان الناس انقسموا في القدر الى لا تقسى مفرط ومفرط والثالث مقتصد مغتصب مستقيم وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت صدقت القائل جبريل ثم قال اخبرني عن الاحسان الاحسان مصدر احسن يحسن وهو وهو بذل الخير للغير من مال او جاه او غير ذلك هذا بالنسبة للاحسان المخلوق اما بالنسبة للاحسان في حق الخالق كأن تبني عبادتك على الاخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكلما كنت اخلص واتبع كنت احسن فقال له النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الاحسان ان تعبد الله هذي واحد تعبد الله وعبادة الله لا تتحقق الا بامرين كما سمعتم وهما الاخلاص والمتابعة كانك تراه والعابد لله كأنه يراه لابد ان يكون ان تكون عبادته مبنية على رغبة شديدة لان من رأى محبوبه فسوف يسرعوا الى الوصول اليه فعبادة الانسان ربه كانه يراه تتظمن الرغبة في ايش بالوصول اليه سبحانه وتعالى وهذا يستلزم الجد والاجتهاد في العبادة فان لم تكن تراه فهنا المرتبة الثانية اقل فانه يراك فاعبده على وجه الخوف لا تخالف لانك ان خالفته فانه يراك