بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو درسنا الثالث عشر من دروس شرح اصول العلامة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمة الله عليه درسكم هذا الثالث عشر يبتدأ بدرس القياس وهو احد الادلة الشرعية التي يستند اليها الفقهاء في استنباط الشرعية وبنائها عليها. ويبقى بعد هذا الدرس درسين اخيرين ان شاء الله تعالى حتى نختم ما يتعلق بموضوعين باقيين هما التعارض والترتيب بين الادلة. والموضوع الاخير هو الاجتهاد والتقليد او المفتي والمستفتي وما يتعلق بهما من سائلة واحكام. درس القياس يا احبة هو آآ احد واهم ابواب الاصول التي يعتني بها الاصوليون في الحديث عن مسائل القياس وذلك ان القياس كما قلت قبل قليل هو احد ادلة الشريعة المعتبرة. والادلة التي اتفق عليها الاصوليون الكتاب والسنة والاجماع ورابعها القياس. وهو بهذا دليل مهم يحتاج اليه الاصوليون. والامر كما قال امام الحرمين الجويني في البرهان رحمة الله عليه لما قال القياس مناط الاجتهاد ومنه يتشعب الفقه لان نصوص الكتاب والسنة صورة ومواقع الاجتهاد معدودة والوقائع لا نهاية لها. ثم قال رحمه الله فمن عرف تقاسيمه يعني القياس. فمن عرف تقاسيمه والاعتراض عليه وما يتعلق به فقد احتوى على مجامع الفقه. يريد رحمه الله انه كلما اعتنى المتفقه باتقان ابواب الاصول رزق من التمكن والرسوخ في الفقه الشرعي الذي هو ثمرة هذا العلم رزق منه بقدر ما يتقن من ابواب القياس واشار رحمه الله الى بعض المسوغات بهذا الاعتبار ان مسائل الشريعة التي تحتاج الى احكام لا تنتهي والوقائع كما كان كما قال غير محصورة. والفقيه يحتاج في كل واقعة وفي كل مسألة يحتاج الى البحث لها عن حكم ينزلها عليه. الادلة التي جاءت في النصوص على الاحكام محدودة. ايات القرآن انتهت واحاديث السنة جمعت فلا مجال لوجود نص جديد في واقعة نازلة او حادثة جدت في حياة الناس. فلا سبيل الا ان تلحق هذه النوازل بما ذكر في كتاب وبما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باحد الوجوه اكبرها القياس. يعني هناك امكانات متعددة لان النوازل بما نص عليه في القرآن والسنة الالحاق بالعمومات. الادخال تحت القواعد الشرعية الكبيرة المتسعة. كل هذا وجه. لكن من المعتبرة ومن اكبرها القياس. فيبقى القياس بهذه المثابة بابا مهما ودليلا يحتاج اليه الاصوليون. يناقش الاصوليون في للقياس بعد تعريفه ذكر حجيته. والاستشهاد له بدفع مخالفة من خالف فيه. ثم يذكرون الطرق التي تعينك على تطبيق القياس وبعد ذلك يذكرون لك العلل الواردة او الاعتراضات التي يمكن ان تفسد على المستدل بالقياس قياسه. واخيرا يذكرون لك انواعه التي تعينك على التنقل من نوع الى نوع لتظفر بتطبيق بعض انواع القياس والغرض كله كما ترى هو الوصول الى استنباط حكم بمسألة تنزل في حياة الناس يحتاجون الى حكم لها. في مسائل القياس وابوابه وفصوله ثمة مباحث يراها الدارسون والاصوليون من اصعب واعقد ابواب الاصول. ما اريد يعني ان نعيش فزعة مثل هذا التصويت فيرى الدارس ان باب الاصول صعب معقد وبالتالي يروض لنفسه اي مسألة لا يفهمها واي مسألة يعني صعب عليه الفهم فيقول لا بأس صعبت على من قبلي من اصولهم ويرضى بذلك. لا ابدا. وطن نفسك على فهم المسائل. والقياس كغيره من ابواب الاصول يحتاج الى فهم المسألة وتصورها ثم ينقاد لك باقي امورها تباعا باذن الله تعالى. ربما يكون اصعب ما في القياس هو الحديث عن العلة وطرق استنباطها والحديث عن قوادحها والاعتراضات الواردة عليها لانها مسلك دقيق اصلا في الغاية وذلك ان القياس كما سيأتيكم بعد قليل اركانه اربعة. الاصل والفرع والعلة التي تجمع بينهما ثم الحكم الذي يثبت في الفرع قياسا على الاصل فاهم اركان القياس واكثرها شغلا يشتغل فيه الفقيه هو العلة. وسيأتيكم بعد قليل. ومن هنا يفرد الاصوليون ابوابا متعددة في ذكر مسالك العلة وطرقها الدالة عليها وانواعها التي تأتي في النصوص الشرعية وصولا الى بناء الحكم الذي من اجله يحتاج الفقيه النظر في اركان القياس. اقرأ يقول المصنف رحمه الله وغفر له لشيخنا وللسامعين. القياس تعريف القياس لغة التقدير والمساواة. واصطلاحا تسوية فرع باصل في حكم لعلة جامعة بينهما طيب قال القياس لغة التقدير والمساواة. تقول قست الثوب بالذراع يعني قست الثوب بالذراع يعني قدرته فتقول طول هذا الثوب ثلاثة اذرع انا اقيس فلانا بك. يعني لا ليس بالضرورة معناه المساواة. ليس ليس في معاني لفظة القياس في المعاجم اللغوية ليس فيها المساواة. فيها التقدير وما يدور حولها. ولهذا فالادق ما في عبارات بعض الاصوليين يقولون التقدير يستدعي المساواة وليس من معاني اللغة في القياس المساواة ولا التسوية لكنها التقدير وينتج عن التقدير التسوية بين شيئين. فاصل اللغة في معنى القياس يعود الى التقدير. قدرت وقست بمعنى متقارب. في الاصطلاح اخذ منه هذا المعنى. لان التقدير يعني لما تقدر شيئا بشيء اخر فانك تحاول ان تشبهه به وتساويه به. فاخذ هذا المعنى للقياس الشرعي الاصطلاحي. ان تسوي بين مسألتين في الشريعة تسوي بينهما باي جهة من اي جهة؟ من جهة الحكم تسوي بين مسألتين مسألة جاء حكمها في الشريعة منصوصا في الكتاب او السنة. حكمها موجود. والمسألة الاخرى حكمها غير موجود فبالقياس نحن ماذا نفعل؟ نحن نساوي المسألة التي لا نجد لها حكما في الشريعة بالمسألة وهذا نقول عنه قياس فانا قست هذه المسألة على تلك. ما معنى قسطها عليها؟ قدرتها بها وسويتها بها فاعطيتها حكمها ولاجل الا يكون هذا الصنيع هوى وعشوائية وعبثا بالدين فلابد من وجود سبب مقنع يجعلك تساوي بين مسألة ومسألة. يجعلك تعدي الحكم من مسألة الى اخرى. هذا الوجه هو وجه الشبه الذي يجب ان يكون متوفرا بين المسألتين ويسميه الفقهاء العلة. فعلة الحكم كما سيأتي بعد قليل احد اركان القياس قال في تعريفه اصطلاحا كما سمعتم قبل قليل. تسوية فرع باصل في حكم لعلة جامعة بينهما التعريف اشتمل على اركان القياس الاربعة. تسوية فرع باصل. هذان ركنان ما هما؟ الفرع والاصل تسوية فرع باصل في حكم. وهذا الركن الثالث وهو الحكم. لعلة جامعة بينهما وهذا الركن الرابع. فاركان القياس اربعة اصل وفرع وعلة وحكم. هذه الاركان الاربعة عليها القياس فلا بد من اصل تقيس عليه. وفرع تريد الوصول الى حكمه بالقياس على الاصل. وعلة مشتركة تكون وبين الاصل والفرعن موجودة هنا وموجودة هناك. ثم حكم تبنيه على هذا القياس وهو ثمرة القياس. اذا مساواة او تسوية فرع باصل في حكم لعلة جامعة بينهما. في عبارة اقصر منها يقول ابن الحاجب رحمه الله في تعريف القياس مساواة تفرع لاصل في علة حكمه. مساواة فرع لاصل في علة حكمه. يناقش ها هنا نقاشا دقيقا لطيفا. اسألكم اياه وارى مدى يعني استيعابكم للفرد. بعضهم يقولون في القياس مساواة اللي اصله بعضهم يقول تسوية فرع باصل. هل من فرق بين مساواة وتسوية؟ ام هما مترادفان ايش الفرق بين مساواة وتسوية؟ والتسوية اكثر من المساواة. ها؟ التسوية من فعل والمساواة موجود بينهما. طيب ها؟ جيد. القياس الان هو وصف للمسألة ام هو فعل يفعله المجتهد؟ فعل يفعله المجتهد. فاذا كان فعلا صادرا عن مجتهد يقوم به. فهو مساواة قائمة او تسوية تحصل. فالادق ان تقول تسوية وهو الاصوب. ولهذا قال الشيخ رحمه الله تسوية فرع باصل. واحد الاعتراضات على تعريف المساواة هو هذا ان ليست المساواة حاصلة وقائمة وانت تصفها لانت الذي تدعي التسوية. يعني الشريعة ما قالت ان هذه المسألة تقاس على تلك هو فعل مجتهد اجتهاد منه. فهو الذي سوى بين الاصل والفرع. فلما سوى بينهما سوى اذا تسوية فلهذا يقولون تسوية فرع باصل في حكم لعلة جامعة بينهما. المثال الشهير الذي لا يكاد يخلو منه كتاب من كتب الاصول هو تسوية او قياس النبيذ على الخمر في التحريم. الخمر حرام بالنصب شك. في الشريعة في عدة ادلة قالوا فيقاس النبيذ عليه النبيذ نوع من تخمير بعض الاطعمة كالشعير مثلا او التمر او او غيرها من الفواكه فاذا خمر يسمى نبيذا يشرب فيه قدر من الاسكار. وفي ويتفاوت من نوع الى نوع فيقولون نحن نقيس النبيذ على الخمر. الخمر اصل في المسألة والنبيذ فرع. الحكم الثابت في الخمر هو التحريم ونريد ان نعطي النبيذ حكم الخمر فقسناه عليه فوجدنا العلة مشتركة بين النبيذ والخمر ما العلة؟ الاسكار. يعني بمعنى ان الخمر لما حرمته الشريعة ما علة التحريم الاسكار اذا لان الخمر مسكر حرمته الشريعة. فهذه العلة ذاتها موجودة في الخمر موجودة في النبيذ. فلما رأينا العلة التي من اجلها حرم الخمر موجودة بعينها موجودة بعينها في النبيذ. قسناه قلنا اذا ليكن مثله ويأخذ حكمه في التحريم فيقال في المثال هكذا يقاس النبيذ على الخمر في حكم التحريم بعلة الاسكار المشتركة بين الطرفين. هذا المثال الذي يذكر في كتب الاصول عادة هو مثال افتراضي وليس حقيقيا. لان النبيذ نصت عليه النصوص الشرعية بوجهين. الوجه الاول تسميته باسمه في حديث ابي بردة عن ابي موسى الاشعري ما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن قال فسأله عن اشربة تصنع بها فقال وما هي؟ قال البتع والمزر؟ فقال كل مسكر حرام البدع نبيذ الشعير. فهذا نص على ان النبي منصوص عليه فقال كل مسكر حرام. والوجه الثاني هذه العمومات كل مسكر حرام فلا احتاج ان ابحث عن مسألة لمسكن جديد يبتكره الناس في الحياة اليوم. فاذا قلت الهروين اذا قلت الكوكايين واي نوع من انواع المخدرات هي مسكرة للعقل اذا تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام وانا لا احتاج ان اسمي هذا قياسا له وعمل بالنص لانه عام وصيغة العموم كما مر بكم كل كل مسكر حرام فاي شيء يجد في حياة الناس يصنع او يكتشف او يزرع او يأكل او يشرب او يشم باي صورة يحصل به الاسكار يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم كل مسلم حرام. لكن هذا المثال تعليمي افتراضيا لتقريب تناول المسألة وسيأتيكم امثلة هي اكثر وضوحا وتطبيقا عمليا لدى الفقهاء. نعم فرع المقيس والاصل المقيس عليه. وتحكم مقتضى الشرعي من وجوب او تحريم او صفحة او فساد وغيرها والعلة المعنى الذي ثبت بسببه حكم الاصل. وهذه الاربعة اركان القياس. وعرف الفرع والاصل والحكم والعلة وتعريفها ليست بحاجة الى شرح لانه يريد ان يبين لك اركان القياس بحسب ما ورد في التعريف. نعم. وقد دل على اعتبار دليلا شرعيا الكتاب والسنة واقوال الصحابة. اذا يريد ان يقول لك ان الادلة التي دلت على حجية القياس ثلاثة انواع من القرآن ومن السنة ومن اقوال الصحابة فيقول هذه ثلاثة انواع فمن القرآن سيعطيك اكثر من دليل ومن السنة اكثر من دليل ومن اقوال الصحابة يحاول ان يعطيك بعض الادلة. كل هذه الانواع تثبت ان القياس حجة. فالسؤال الان ما حاجتنا الى افتياننا بادلة تثبت حجية القياس؟ هل لان هناك من يخالف في المسألة؟ الجواب نعم. فهناك من انكر حجية القياس وابرز من ينسب اليه عدم الاحتجاج بالقياس هم الظاهرية. اصحاب المذهب الظاهري وامامه الامام داوود ابن علي الظاهري رحمة الله عليه. وكل من جاء بعده وانتسب الى مذهبه واحتج. وانما سموا بهذا الاسم في بالظاهرية نسبة الى مذهبهم في القياس. فلا خلاف بينهم في شيء من اصول الفقه من الابواب الكبيرة بينهم وبين الائمة الاخرين كالاربعة ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد الا باب القياس فهم يخالفون فيه ولا يرونه حجة ولا دليلا. بل يرفضونه اشد الرفض. ويعتبرون العمل بالقياس نوعا من العبث بالشريعة الحكم بالاهواء والاراء ونوعا من فرض الاحكام بعقول البشر ومن التدخل في دين الله. والافتاءات عليه بمحض الهوى. ويرون ان القياس باطل من وجوه كثيرة. ولما تقرأ في بعض كتبهم كالامام ابن حزم مثلا في كتابه الاحكام في اصول الاحكام وهو احد كتب اصول الفقه الجليل فانه يسرد ابوابا متتابعة لابطال مذهب الجمهور من ائمة الاسلام كافة في ابطال الاحتجاج بالقياس واعتباره مذهبا باطلا بل يصنف مصنفا مستقلا اسمه ابطال القول بالقياس والعمل بالرأي. ويرون هذا كما قلت لكم نوعا من العبث بدين الله وان تعظيم الشريعة يجب ان يقوم على رفض القياس. ويقولون اول من قاس ابليس. الا ترى انه قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فقاص قياسا فاسدا. فيقولون من يفتح باب القياس في الدين فهو مقتد بابليس. متبع لمنهجه في التعامل مع شريعة الله. والمسألة ليست كذلك. القياس صحيح وفاسد. ومشكلة ابليس انه قاس قياسا فاسدا. ولو قاس قياسا ما حصل منه ذلك فابرز من يخالف في مسألة القياس هم الظاهرية ولهم في هذا مذهب وشديدون فيه تسميتهم بالظاهرية لانهم يرون الاكتفاء بظاهر النص وما دلت عليه الالفاظ. فلما اكتفوا بالظاهر سموا بان القياس يتجاوز ظاهر اللفظ الى اين؟ الى العلة الى المعنى الى الحكم فينظر الى لفظ الدليل ثم ينظر الى العلة ثم يستنبط من العلة بناء لها في فرع اخر في مكان اخر. هم يرفضون هذا المسلك ويكتفون بالعمل بظاهر النصوص بظاهر الالفاظ بظاهر الادلة. فسموا بالظاهرية. وعلى كل يبقى مذهب الظاهرية مذهبا جليلا معتبرا فقهيا اه سلكه كثير من كبار ائمة الاسلام لم لو لم يكن فيهم الا داوود وابنه وابن حزم رحمة الله على الجميع لكفى بذلك اشادة بامامة هؤلاء امامة علم ودين وتقوى. لكن خلافهم لا يسقط امامتهم. غاية ما فيه ان قولهم في غير معتبر ولا يقوم لهم في باب القياس خلاف يظعف حجية القياس الذي يقول به ائمة الاسلام على اختلاف المذاهب على كل فمن هنا يأتي في ابواب الاصول الاحتجاج للقياس. واثبات الادلة على حجيته فلا تعجب من حرص الاصوليين على الاتيان بالادلة التي تثبت شرعية باب القياس والاحتجاج به. ويريدون من الادلة حتى كما سيأتي معك من التطبيقات. يقول كان النبي عليه الصلاة والسلام يقيس ويضرب لاصحابه الامثلة وهذا نوع من اثبات مشروعية القياس يعني لو كان فاسدا ما يأتي في تطبيقات الرسول عليه الصلاة والسلام ولا في الامثلة التي يضربها لاصحابه لو كان فاسدا من اصله انما الاشكال هو في كيفية تطبيقه. نعم. فمن ادلة الكتاب اولا قوله تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان. اين القياس في الاية؟ الميزان ليس هو القياس وادي من الاشياء التي يعني يشنع بها مثل ابن حزم. تتمسكون باي اية وباي دليل ما في قياس الميزان؟ قلتم الميزان هو القياس. فمن اين ليس هو المفهوم يقولون القياس مبني على موازنة. والله لما قال الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان ما يراد به ميزان محسوس نزل بكفتين. لكن المقصود به مبدأ القياس. مبدأ الميزان عفوا الموازنة هي هي شرعي الهي انزله لعباده يتعاملون به فيما بينهم. فمن الميزان ايفاء الحقوق من الميزان العدل بين الانام من الميزان كف الظلم من الميزان معرفة الصالح من الفاسد من الميزان؟ الحاق ما سكتت عنه الشريعة بما نصت عليه في موطن اخر اذا وجد ما يساعد على المساواة بينهما وهذا من الميزان فليس في الاستشهاد تكلف كما انه ليس دليلا صريحا في المسألة لكنه من المعاني التي يستأنس بها. نعم. والميزان والميزان ما توزن به الامور ويقايس به بينهما ثانيا قوله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده. فان حجية القياس في الاية؟ شبه الله شبه الله بالكاف كما بدأنا. شبه الله اعادة الخلق ببدئه. كما بدأنا اول خلق نعيده. لما انكرت العرب قضية البعث كان من الاحتجاجات القرآنية ان الذي خلق الخلق اول مرة قادر على اعادتهم باعادة الخلق مرة اخرى بعد ثنائهم بل ايهما اصعب؟ بدء الخلق ام اعادته مرة اخرى؟ بدء الخلق فاذا امنت العرب بقدرة الله على بدء الخلق فكيف تستبعد امكان اعادته كما قال الله وهو اهون عليه؟ فاعادة الخلق اهون عند الله عز وجل فانكاره مرفوض عقليا. فجاءت الادلة الكثيرة التي تخاطب العرب في انكار البعث بهذا الدليل. ويرى فيه الفقهاء نوعا من القياس قياس مسألة البعث بعد الموت على الخلق اول مرة كما بدأنا اول خلق نعيده. نعم. وقال تعالى والله الذي ارسل الرياح فتسير سحابا فسقناه الى بلد ميت فاحيينا به الارض فبعد موتها كذلك النشور كذلك النشور. كذلك النشور البعث كذلك مثل ماذا؟ مثل ارسال رياح وسوق الامطار ونزولها على الارض واحياؤها. وانبات الارض فكذلك مسألة البعث. نعم. شبه الله تعالى اعادة الخلق بابتدائه وشبه احياء الاموات باحياء الارض وهذا هو القياس. نعم. ومن ادلة السنة اولا قوله صلى الله الله عليه وسلم لمن لمن سألته عن الصيام عن امها بعد موتها. قال ارأيت لو كان على امك دين فقضيته اكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت نعم. قال فصومي عن امك. اين الدليل؟ اين الشاهد فيه؟ قياسه صلى الله عليه وسلم للمرأة للمرأة قياسه حق الله على حق على حق المخلوقين لو كان على امك دين اقضيته؟ فقضيته اكان يؤدي؟ يعني لو قضيت الدين عن امك؟ قالت نعم. قال فدين الله احق ان يقضى غسلها حق الله في الصيام على حق المخلوق. والحكم ما هو؟ الحكم ما هو مشروعية الاداء وسقوط الحق عن الميت بذلك. والعلة المشتركة ما هي؟ العلة المشتركة ان كلاهما دين تعلق بذمة الميت. فكما ان الميت اذا مات ما سقط الحق عن الا بالاداء فكذلك حق الله. وجه الاستشهاد هون فيه لطيفة اخرى. المرأة جاءت تسأل عن الصيام عن امها ومثلها ايضا في بعض الروايات الرجل الذي جاء يسأل عن الحج عن ابيه الذي مات ولم يعتمر. قال حج عن ابيك واعتمر في رواية اخرى عن امرأة ايضا والالفاظ متعددة والروايات ايضا متعددة. فكان النبي عليه الصلاة والسلام في اكثر من رواية يسأل لو كان عليه دين فتقضيه عنه؟ يقول نعم. قال فضين الله احق بالوفاء. دين الله احق ان يقضى. السؤال هو هؤلاء الذين جاءوا يسألون النبي عليه الصلاة والسلام نريد حكما يريد ان يستفتي عن ميته امه او ابيه. كان الجواب الكافي تماما افعل او لا تفعل. فما الحاجة الى يقول له ارأيت لو كان كذا ففعلت كذا اكان يحصل كذا؟ فيقول نعم يقول اذا هذا مثله. ما الغرض من هذا؟ الغرض من هذا هو فتح يعني انت في مقام الفقه والاستنباط عليك ان تمعن في مثل هذه السياقات في الادلة. الرجل جاء يسأل عن الحكم. فكان يكفيه في الحكم الشرعي ولاحظ معي ان النبي عليه الصلاة والسلام اوتي جوامع الكلم. فكان يدل الناس على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. ومحال عليه الصلاة والسلام ان يتكلم بما لا حاجة الى السائل اليه. ولا يتكلم بما لا ينفعه. لكنه كان يدل على ما فيه خير ومنفعة. فاثباته لهذه القضية عليه الصلاة والسلام بهذا المبدأ هو هو تشريع وان كان غير صريح. تشريع غير صريح لمسألة استخدام القياس في موازنة بعضها ببعض وايجاد وجه الشبه ثم تعدية الحكم من قضية الى قضية لوجود العلة المشتركة وهذا هو مبدأ كما مر معكم تعريفه قبل قليل. نعم. ثانيا ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام اسود فقال هل لك من ابل؟ قال نعم. قال ما الوانها؟ قال حمر. قال هل فيها من اورق؟ قال نعم. قال فانى ذلك؟ قال لعله نزعه عرقه قال فلعلك هذا نزعه عرق. هذه الرواية والقصة كلها الرجل جاء يعرض بزوجته انها حملت من غيره والدليل انها ولدت غلاما اسود وليس هو اسود ولا زوجته سوداء. فقال يا رسول الله ولد لي غلام اسود وسكت. الجملة هذي كافية لان تفهم ما في نفس الرجل وماذا يعرض به من العبارة. والنبي عليه الصلاة والسلام اراد ان يعطيه الجواب لكن بطريقة يحصل له بها الاقتناع فهمه التام وازالة كل ما في نفسه من الحرج او الشك او الريبة في زوجته. فقال له هذا الحوار هل لك من ابل؟ فاتى الى البيئة التي يعيشها وما يعرفون حولهم هل لك من ابل؟ قال نعم. قال ما الوانها؟ قال حمر. والمقصود بها البياض. بياض الابل تسميها العرب اه امرأة قال هل فيها من اورق؟ يعني هل فيها احد جمالك باللون الاسود؟ قال نعم. قال فانى اتاه ذلك؟ يعني اذا كانت الجمال او الفصيلة او المجموعة او القطيع كله بيظاء اللون. فمن اين جاء هذا الجمل الاسود والبعير الاسود؟ قال لعله نزعه فكان متقررا عندهم ان السلالات التي تتكاثر قد ينتج منها الوان غير الوان ابائي وامهاتها بما تحمله من صفات اجدادها لعله نزعه عرق. قال وهذا لعله نزعه عرق. فكان هذا الجواب الذي اراد منه عليه الصلاة والسلام من يقنع الرجل بما يفهم ان هذه مثل تلك. هو قياس صحيح واضح. مع ان الجملة ابتداء كان يمكن ان يكون في الجواب لما قال ولد لي غلام اسود ان يقول له ابتداء لعله نزعه عرق. فلما قاس له القضية والمسألة قياس واضح صحيح تريد ان تثبت بها من خلال هذه الامثلة وغيرها ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يعتمد في عدد من اجاباته للصحابة السائلين على مقايسة بعض الامور على بعض وميزانها ببعض وهذا ما يسميه الاصوليون القياس. نعم. وهكذا جميع الامثال الواردة في الكتاب والسنة دليل على القياس. لما فيها من اعتبار الشيء بنظيره. نعم. ومن اقوال الصحابة ما جاء عن امير المؤمنين عمر ابن الخطاب في كتابه الى ابي موسى الاشعري في القضاء. قال ثم الفهم الفهم فيما ادلى عليك مما ورد عليك مما ليس في القرآن ولا سنة ثم قايس الامور عندك واعرف الامثال ثم اعمد فيما ترى الى احبها الى الله واشبهها بالحق. الخطاب المسمى بكتاب عمر الى ابي موسى الاشعري من اجل الوثائق التاريخية المحفوظة عن السلف. لانها منقولة بسند يعتبر به ويستشهد ويحتج به. وذلك ان عمر رضي الله عنه في بعض قراراته المسددة الملهمة الموفقة امر بعض الصحابة واوكل اليهم بعض الادوار. ومن ذلك تكليفه لابي موسى الاشعري رضي الله عنه بقضاء البصرة. فلما ولاه القضاء وبعثه الى ذلك المصري ارسل اليه كتابا خطابا فيه اسطر معدودة وجمل محدودة لكنها بميثاق عظيم يدرس عليه المتفقهة اليوم اصول الفقه والقضاء والحكم والفتية بين الناس. لان العبارات كانت محكمة وفقه عمر رضي الله عنه وحسبك به من قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام ان الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه. وهو المحدث الملهم كما في صحيح البخاري. بهذا كله اصبحت عبارات عمر رضي الله عنه الى ابي موسى وهو يرشده الى صور القضاء والحكم كانت جليلة جدا ومحل اعتبار. هذه الرسالة التي لا تتجاوز صفحة لو كتبتها وطبعتها اصبحت محلا لعناية العلماء قديما وحديثا. ولا زالوا طلاب العلم في التخصصات الشرعية مثل القضاء والفقه والسياسة الشرعية يدرسون بعناية فقه الرسالة التي حملتها امير المؤمنين عمر رضي الله عنه الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه. بل حسبك ان اماما كابن القيم رحمه الله ينشأ كتابه الفذ ضخم الفريد العمدة عند الفقهاء والاصوليين اعلام الموقعين عن رب العالمين ينشئه ليكون شرحا على رسالة عمر الى ابي موسى الاشعري فيصدر الكتاب في اربعة اجزاء ضخمة وفي الطبعات المحققة الى ستة اجزاء هي شرح للنواة التي بعث بها عمر رضي الله عنه في تلك العبارة قررت الى بموسى الاشعري فكان في العبارات التي جاءت في مقولة عمر العبارة الصريحة مما سمعتم قبل قليل يقول ثم قايس الامور عندك انظر متى قالها قال ثم الفهم الفهم فيما ادلي عليه. يعني اذا عرضت لك خصومة وقضية تحكم فيها عليك بالفهم اني لتعرف اصل المسألة ومدخلها ومخرجها. مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة. يعني اذا لم تجد نصا يقول ثم قايس الامور عندك واعرف الامثال. ما فائدة ان يقيس ويعرف مثل المسألة وشبه المسألة ونظير المسألة الا ان يعطيها حكمها. قال ثم اعمد فيما ترى الى احبها الى الله واشبهها بالحق. فوظع رضي الله عنه في تلك الفترة المبكرة جدا من تاريخ العلوم الشرعية وضع اللبنات الاساسية في جملة من اصول الاستدلال والاستنباط والحكم والفتية وواحد منها هذه العبارة الجميلة الرائعة في تأصيل موضوع القياس. نعم قال ابن القيم وهذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول. وحكى المزني المزني وحكى المزني ان الفقهاء من عصر الصحابة الى يومه اجمعوا على ان نظير الحق حق. ونظير الباطل باطل. واستعملوا المقاييس في الفقه في جميع الاحكام احد واجل تلامذتي الشافعي وناقل فقهه وحامل مذهبه بعد كبار اصحابه غدا مختصر المزني رحمه الله الذي وضعه في فقه الشافعي غدا من اجل واشهر المتون التي ظهرت مبكرة في مذهب الامام الشافعي. فكان مختصره به الركبان ويطير في الافاق ولا يكاد يدرس طالب علم فقه الشافعي الا على مختصر المزني. لانه اقرب تلامذته اليه علمه يراوي مذهبه فكان مختصره جامعا لتلك المسائل التي تمثل مذهب الامام الشافعي. بل انهم يعني يحكون في كتب تراجم في القرون المبكرة تلك ما بعد الشافعي ان مختصر المزني اصبح محل عناية لدى عموم المسلمين حتى انه كان يكون في جهاز العروس فاذا جهزت المرأة لعرسها يكون في متاع الذي تنتقل به الى بيته نسخة من مختصر المزني لجلالة قدره وعظيم عناية الناس به واهتمامه فيكون نسخة من مختصر المزني في جهاز العروس عندما تزف الى زوجها