لها معنيان المعنى الاول اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي اذا لم تكن ذا حياء صنعت ما تشاء فيكون الامر هنا بمعنى الخبر وهذه حتى عند العامة الان الانسان الذي لا يستحي نعم يفعل كل شيء ولا يبالي سواء وافق المروءة ام خلفه المعنى الثاني اذا كان الفعل لا يستحي منه تصنع ولا تبالي الاول عائد على الفاعل والثاني عائد على الفرض واضح ولا غير واضح؟ واضح والمعنى لا تترك شيئا اذا كان لا يستحي منه وقوله فاصنع ما شئت اي افعل اي افعل والامر هنا للاباحة على المعنى الثاني اي اذا كان الفعل مما لا يستحي منه تفعل فلا حرج وهي للذم على المعنى الاول اي انك اذا لم يكن فيك حياء طنعت ما شئت فاصنع ما شئت رواه البخاري في هذا الحديث هو منها ان الاثار عن الامم السابقة قد تبقى الى هذه الامة لقوله ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى وهذا هو الواقع وما سبق اما ان ينقل عن طريق الوحي بالقرآن او للسنة او يكون مما تناقله الناس تأمل في القرآن ففي قوله تعالى فلتؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ان هذا لفي الصحف الاولى توح في إبراهيم وموسى في هذا هذا الجملة بل تؤثمون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ان هذا لا في الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى وما جاءت به السنة فكثير كثيرا ما يذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن بني اسرائيل المأثر بقينا ما يؤثر عن النبوة الاولى هذا ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ما شهد شرعنا بصحته فهذا صحيح مقبول والقسم الثاني ما شهد شرعنا ببطلانه فهذا باطل مردود والقسم الثالث ما لم يرد شرعنا بتأييده ولا تفنيده فهذا يتوقف فيه وهذا هو العدل فالاقسام اذا ثلاثة الاول ما شهد شرعنا بايش في صحته فهو صحيح مقبول والثاني ما شهد شرعنا ببطلانه فهو باطل مردود والثالث ما لم يرد شرعنا بتأييده ولا تفنيده فهذا محل توقف ولكن مع ذلك لا بأس ان يتحدث به الانسان في المواعظ وشبهها اذا لم يخشى ان يفهم المخاطب انه صحيح مما نعلم انه خطأ وباطل ما يذكر عن داوود عليه السلام حينما دخل محرابه اي مكان صلاتي وجعل يتعبد واغلق الباب وكان عليه الصلاة والسلام قد جعله الله خليفة في الارض يحكم بين الناس فجاء الخصمان فلم يجد الباب مفتوحا فتسور الجدار فنزل ال داوود ففزع منه كعادة البشر قالوا لا تخف وقوله قالوا لا تخف يدل على انهم اكثر من اثنين خصما بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطب واهدنا الى سواء الصراط ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة اصول ويقول ان هذا اخي ادب ادب رفيع لو كان في وقتنا هذا لقال ان هذا المجرم الظالم لكن هو قال ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة اي شاة ولي نعجة واحدة فقال اكفلني هذا وعزني في الخطاب غضبا لان عنده بيان لان عنده بيانا وفصاحة قال داوود لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجك وان كثيرا من الخلقاء لا يبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود ان ما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعوا فغفرنا له ذنبك زعم اليهود انني هذا ان ان لداوود عليه السلام جنديا له امرأة جميلة وارادها دواء ولكن كيف يتوسط اليها امر هذا الجندي ان يذهب في الغزو من اجل ان يقتل فيأخذ داوود زوجته وهذا لا شك انه منكر هذا لا يقع من عامة الناس فكيف يقع من نبي لكنهم افتروا على الله كذبا وعلى رسله كذبا فان قال قائل ما وجه قوله؟ وظن داوود بان ما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وامر فالجواب ان هذا الذي حصل من داوود فيه شيء من المخالفات منها انه انحبس في محرابه عن الحكم بين الناس وكان الله قد جعله ايش؟ خليفة يحكم بين الناس ولكنه اثر العبادة القاصرة على الحكم بين الناس هذه واحدة ثانيا انه اغلق الباب مما اضطر الخصوم او مما اغتر خصومة الى ان يتسور الجدار وربما يسكتون ويحصل في هذا ضرر ثالثا انه عليه السلام حكم الخصم قبل ان يأخذ حجة الخصم الاخر فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك انني عاجل وهذا لا يجوز لا يجوز للحاكم ان يحكم بقول احد خصمين حتى يسمع كلام الخصم الاخر فعلم داوود ان الله تعالى اختبره بهذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعا وابي هذه القصة فما اثر عن بني اسرائيل بهذا نعلم انه كذب لانه ينافي عصمة الانبياء واخلاقهم وما جاءوا به من من العدل طيب اذا ما اثر عمن سبق ينقسم الى ثلاثة اقسام نعم احمد ما شهد ان شاء الله بصحته فهو صحيح فهو باطل ثالث ما لا مشد فيه طيب نتوقف طيب ولا بأس ان يذكره على سبيل الوعظ بشرط ان لا يعتقد المخاطب انه صحيح هذا يقول جملة معترضة لكني ما عرفت المطلوب يقول يريد ان يخرج من سكر علينا اقرأوا من فوائد هذا الحديث ان هذه الجملة اذا لم تستحي فاصنع ما شئت مأثورة عن من سبق من الامم لانها كلمة توجه الى كل خلق جميل من فوائد هذا الحديث الثناء على على الحياء سواء على الوجه الاول او الثاني وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال الحياء من الايمان او قال شعبة من الايمان والحياء نوعان الاول فيما يتعلق بحق الله عز وجل والثاني فيما يتعلق بحق المخلوق اما الحياء فيما يتعلق بحق الله فيجب ان تستحي من الله عز وجل ان يراك حيث نهاك وان يفقدك حيث امرك واما الحياء من المخلوق بان تكف عن كل ما يخالف المروءة والاخلاق فمثلا هنا في المجلس لو ان انسانا في الصف الاول مد رجليه فهل يعتبر هذا حياء او لا لا لان هذا يخالف المروءة لكن لو كان في مجلس بين اصحابه ومد رجليه فان ذلك لا ينافي المروءة ومع هذا فالاولى ان يستأذن ويقول تأذنوا لي انا مد رجلي ثم الحياء نوعان ايضا من اجل اخر نوع غريزة طبيعي ونوع اخر مكتسب اما الاول فان بعض الناس يهبه الله عز وجل حياء ستجده حييا من حين الصغر لا يتكلم الا عند الضرورة ولا يفعل شيئا الا عند الضرورة لانه حي والثاني مكتسب يتمرن عليه الانسان يكون الانسان غير حقيقي ويكون فرحا باللسان فذهب بالافعال بالجوارح فيصحب بنا اناسا اهل حياء وخير فيبتسم منه ايهما افضل الاول افضل القديس ولكن اعلم ان الحياء خلق محمود الا اذا منع مما يجب او اوقع فيما يحرم فاذا منع مما يجب فانه مذموم كما لو منعه الحياء ان ينكر المنكر مع وجوههم فهذا حياء مذموم انكر المنكر ولا تبالي لكن بشرط ان يكون ذلك واجبا وعلى حسب ما مر عليه من المراتب والشروط وحياء وحياء ممدوح وهو الذي لا يوقع صاحبه في ترك واجب ولا في فعل محرم ومن فوائد هذا الحديث ان من خلق الانسان الذي لا يستحي ان يفعل ما شاء ولا يبالي ولذلك تجد الناس اذا اذا فعل هذا الرجل ما يستحي منه تجده يتحدثون فيه ويقولون فلان ما يستحي فعل كذا وفعلت كذا وفعل كذا ومن فوائد الحديث على المعنى الثاني ان ما لا يستحي منه فالانسان حل في فعله لقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت