سلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد سبق الكلام على اول حديث معاذ ابن جبل وانتهينا الى قوله كف عليك هذا نعم فوائد طيب اذا كان من الفوائد ان علو همة الصحابة رضي الله عنهم اليس كذلك؟ وغيره جلسا ما الذي ذكرناه عدة رؤوس الفوائد نستعين بالله عز وجل ونكمل من فوائد هذا الحديث ان هذا السؤال الذي قام فيه معاذ سؤال عظيم لانه في الحقيقة هو سر الحياة سر الحياة والوجود فكل موجود في هذه الدنيا من بني ادم او من الجن غايته اما الجنة واما واما النار فلذلك كان هذا السؤال عظيما ومن فوائد هذا الحديث ان هذا وان كان عظيما فهو يسير على من يسره الله عليه ومن فوائده انه ينبغي للانسان ان يسأل الله تعالى التيسير ان ييسر اموره في دينه ودنياه لان من لم يسر عليه فانه يصعب عليه كل شيء ومن فوائد هذا الحديث ذكر اركان الاسلام الخمسة في قوله تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ولم يذكر الرسالة لان عبادة الله يتضمن الرسالة اذ لا يمكن ان يعبد الانسان ربه الا بما شرع نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من فوائد هذا الحديث ان اعلى المهمات ان اغلى المهمات وعلى الواجبات عبادة الله وحده لا شريك له التوحيد ومنها من فوائد هذا الحديث فضل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في التعليم حيث يأتي بما لم يتحمله السؤال لقوله الا ادلك على ابواب الخير وهذا من عادته صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه اذا دعت الحاجة الى ذكر شيء يضاف الى الجواب اظافه مثال ذلك سئل عن ماء البحر ان اتوضأ به فقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميزته الطهور ما هو هذا جواب السؤال الحين ما ينتبه زائد لكن لما كان الناس في البحر يحتاجون الى اكل بين لهم ان ان ميتتهم هلال وقد عاب قوم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقالوا انه اذا سئل عن المسألة اتى بمسائل كثيرة فاجاب عن ذلك بعض تلاميذه وقال ان هذا من من جوده وكرمه في بذل العلم واستشهد لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في البحر والحن ميزته او هو الطهور ماؤه الحمل ما يتدوب وهو لم يسأل الا عن الوضوء بماء البحر ومن فوائد هذا الحديث ان الصوم جنة وسبق معناها في الشرح وبناء على هذا فمن لم يكن صومه جنة له فانه ناقص ولهذا يحرم على الانسان اتناول المعاصي في هذا الصوم ولكن هل تبطل الصوم او لا يعني المعاصي في الصيام هذي محرمة والصوم لم يفرد فهل اذا فعلها الانسان يبطل صومه فالجواب ان كان هذا المحرم خاصا بالصوم افسد الصوم وان كان عاما لم يفسده المثال الاول يحرم على الصائم الاكل والشرب فلو اكل او شرب يجب فسد صومه يحرم على الصائم وغيره الغيبة ذكرك اخاك بما يكره فلو اغتاب الصائم احدا تحرم غيبته لم يفسد صومه لان هذا النهي لا يقتصر بالصوم هذه القاعدة عند جمهور اهل العلم وقال بعض اهل العلم اذا اتى الصائم بما يحرم ولو على سبيل العموم فستصومه واستدل بقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه لكن ما ذهب الى الجمهور اصح والحديث انما اراد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم به ان يبين الحكمة من الصبر لا ان يبين فساد الصوم بقول الزور والعمل بالزور والجهل ومن فوائد هذا الحديث ان الصدقة تطفئ الخطيئة ففيه الحث على الصدقة اذا كثرت خطاياك فاكثر من الصدقة فانها تطفئ الخطيئة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل الى ان قال ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ومعنى الحديث؟ انه في يوم القيامة ليس هناك شجر ولا مغارات ولا جبال ولا بناء يستظل به الناس الا الظل الذي الا الظل الذي يخلقه الله عز وجل فيستظل فيضل به عباده وهو اما ظل العرش كما قيل به او غيره المهم انه لا يجوز ان نعتقد ان ان المعنى ظل ان المعنى ظل الله نفسه فان الله تعالى نور السماوات والارض وحجابه النور والظل يقتضي ثلاثة اشياء متظلل عنه وظل ومظلل ما هو الاعلى منها المضلل عنه ولا يمكن ان يكون الله ان يكون فوق الله شيء يكون الله هو الوسط بين الشمس وبين العبادة هذا الشيء مستحيل وليس هذا من باب التأويل كما قيل به قالوا هذا تأويل لان جوابنا على هذا من وجهين. الوجه الاول ان التأويل اذا دل عليه الدليل فلا مانع فها هم السلف اول المعية للعلم خوفا من ان يظن ان المعية بالذات في نفس الارض واول الفقهاء قول الله عز وجل فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم بان المراد اذا اردت ان تقرأ فالتعويل الذي دل عليه الدليل ليس تحريفا بل والتفسير تفسير الكلام والتويل المذموم هو التحريف ان يصرف الكلام عن ظاهره الى معنى يخالف الظاهر بلا دليل من فوائد هذا الحديث ان الخطيئة فيها شيء من الحرار لانه يعذب الانسان عليها بالنار والماء فيه شيء من البرودة ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالماء يطفئ النار ومنها حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وما اكثر ما يمر علينا حسن تعليمه صلوات الله وسلامه عليه بان حسن تعليمه من تمام تبليغه وذلك بقياس الاشياء المعنوية على الاشياء الحسية تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ومن فوائد هذا الحديث الحث على صلاة الليل وبيان انها تطفئ الخطايا كانت امام النار ومن فوائد هذا الحديث استدلال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالقرآن مع ان القرآن انزل عليه لكن القرآن يستدل به لانه كلام الله مقنع لكل احد ولهذا تأتل هذه الاية ثم تلاث ريافة جنوب فان قال قائل لم لم يذكر في الحديث انه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقد قال الله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم الى اخره فالجوار ان هذه الاية لا يراد بها التلاوة وانما يراد بها الاستيلاء والاية الكريمة اذا قرأت القرآن يعني للتلاوة واحاديث كثيرة من هذا من هذا النوع يذكر فيها الاستشهاد بالايات ولا يذكر فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كثير من الاخوة اذا اراد يقرأ قال قال الله عز وجل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا انزلناه في ليلة القدر كيف؟ خلط قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ادخل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مقول القول وهذا غلط واذا كان ولابد ان تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقلها قبل قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى ولكن الذي مر علينا كثيرا انما ان ما قصد به الاستدلال فانه لا يتعوذ فيه بخلاف ما قصد به التلاوة والاية ظاهرة اذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ومن فوائد هذا الحديث فضيلة اولئك القوم الذين تتجافى عن جنوبهم عن المضاجع ولكن باي شغل يشتغلون للصلاة يدعون ربهم خوفا وطمعا وليس للذين تتجافى جنوبهم عن عن المضاجع في اللهو واللغو والحرام فان هؤلاء بقاء ساهرين ان مكروه واما محرم حسب ما يشتغلون به ومن فوائد الحديث من الاية التي استشهد بها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه ينبغي للانسان ان يكون عند دعوة الله عز وجل الطائفة الراجية لقوله يدعون ربهم خوفا وطمعا وهنا نسأل هل المراد دعاء العبادة او دعاء المسألة او كلاهما كلاهما فانت اذا عبدت الله كن خائفا راجيا تخاف الا يقبل منك كما قال الله عز وجل والذين يوفون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة ان لا يقبل منهم ولكن احسن الظن بالله ايضا كن راجيا ربك عز وجل حتى تسير الى الله بين الخوف والرجاء وهذه مسألة اختلف بها اهل السلوك او ارباب السلوك هل الاولى ان يغلب الانسان جانب الرجاء او الاولى ان نغلب جانب الخوف او في ذلك تفصيل