وكعبتهم التي يحجون اليها فكل عمل فيه عظيم به الفخر والسيادة وهو اول بيت يجعل العبادة بشهادة القرآن الكريم. قال تعالى في سورة ال عمران ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين في في ايات بينات مقام ابراهيم. ومن دخله كان امنا. وكان يهني امره بعد بعد ولد اسماعيل قبيلة فلما بلغوا فلما بغوا وظلموا من دخل مكة اجتمعت عليهم خزاعة. واجلوهم من بعيد ووليته فزاعة حينا من الدهر ثم اخذته منه قريش في عهد قصي بن كلاب وبسببه امنوا في بلادهم فكانت قبائل العرب تهابهم واذا احتموا به كان حصنا امينا من اعتداء العادين. وامتن الله عليهم بذلك في تنزيله. فقال في سورة العنكبوت او لم انا جعلناه حرما امنا وان تخطفهم الناس من حولهم معيشته عليه السلام قبل البعثة لم يرث عليه السلام من والده شيئا بل ولد يتيما عائلا فاسترضع في بني سعد ولما بلغ جلده فاستودع في بني سعد ولما بلغ مبلغا يمكنه ان يعمل عملا كان يرعى الغنم مع اخوته من الرضاعف البادية. وكذلك لما رجع الى مكة انا اعاني اهلها على قراريط على قراريط كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه. ووجود الانبياء في حال التجرد عن الدنيا ومشاغلها امر لا بد منه لانهم لو وجدوا اغنياء لالهتهم لالهتهم الدنيا وشغلوا بها عن السعادة عن السعادة الابدية. ولذلك ترى جميع الشرائع ولذلك ترى جميع الشرائع الالهية شرائع ولذلك ترى جميع الشرائع الالهية متفقة على استحسان متفقة على استحسان الزهد فيها. والتباعد منها وحال الانبياء السالفين اعظم شاهد على ذلك. فكم؟ اعظم شاهد على ذلك. شاهد اعظم شاهد على ذلك فكان عيسى عليه السلام ازهلا الناس في الدنيا. وكذلك كان موسى وابراهيم. وكانت في صغرهم ليست سعة بل كلهم سواء. تلك حكمة بالغة اظهرها الله على انبيائه ليكونوا نموذجا للمتبع في الامتناع عن عن التكالب عن الدنيا عن التكالب على الدنيا والتهابت عليها وذلك سبب البلايا والمحن وكذلك رعاية الغنم فما من نبي الا رعاها كما اخبر عن ذلك الصادق المصدوق في حديث البخاري. وهذه ايضا من باب بالغ الحكم فان الانسان اذا استرعى اذا استرعى الغنم وهي اضعف البهائم سكن قلبه واللطف تعطفا فاذا انتقل من ذلك الى رعاية الخلق كان لما هذب اولا من الحدة من الحدة الطبيعية والظلم الغريزي فيكون في اعدل الاحوال ولما شب عليه السلام كان يتجر وكان شريكه السائب ابن ابي السائب شيء مشاهد. نعم غنم الين قلوبا والطف وارأف بخلاف رعاة الابن فانهم اشد غلظة وجفاء كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال السكينة في اصحاب الغنم او قال في الغنم والغلظة والشدة في الفدادين اصحاب الابل فلذلك كان من من حكمة الله عز وجل ان جميع الانبياء رعوا الغنم ليعرفوا كيف يدبرونها وكيف يصرفونها وكيف يمنعونها عما يضر وكيف يطلبون لها ما ينفع مع السكينة التي يعطيها الله عز وجل في قلوب نعم. ولما شب عليه السلام كان يتجه وكان شريكه السائب ابن ابي السائب. وذهب بالتجارة لخديجة رضي الله عنها الى الشام على جعله يأخذه ولما شرفت خديجة بزواجه وكانت ذات يساق عمل في مالها وكان يأكل من نتيجة عمله وحقق الله ما امتن عليه به في سورة الضحى بقوله جل ذكره الم يجدك يتيما فاوى ووجدك فهدى ووجدك عائلا فاغنى. بالايواء والاغناء وبالايواء والاغناء قبل النبوة والهداية بالنبوة وسلام للكتاب والايمان ودين ابراهيم عليه السلام. ولم يكن يدري ذلك قبل. قال تعالى في سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن هذه السورة في سورة الضحى قال الله تعالى بها والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى لانه لما ابطأ عنه الوحي قال بعض الناس ان الله تعالى وابغضه وتركه فانزل الله هذه السورة تطمينا له وردا على قول هؤلاء المهترين ما ودعك ربك وما قضى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى الاخرة خير من الاولى وذكرت على ثلاثة اوجه مطلقة ومقيدة بالمؤمنين وخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. ولا قال لفلان او لفلان. او للموصوفين بكذا او بكذا هذا على سبيل الاطلاق. وقال تعالى واخرة خير لمن اتقى فقيدها بالمتقين فالمتقون الاخرة خير له من الاولى حتى في البرزخ وجودهم في البرزخ بعد الموت خير خير من وجودهم في الدنيا. اما الخاص فقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى ثم بلغنا تبارك وتعالى على ذلك بقوله الم يجدك يتيما فاوى والاستفهام هنا للتقرير يعني قد وجد كيتيما فاوى ووجد ووجدك ضالا فهدى يعني وجدك غير عالم قبل ان ينزل الله عليك الكتاب فهدى اي هداك وهدى بك ايضا وقوله وجدك عائلا فاغنى اي فقيرا فاغناك فكيف يقال ان الله تركه او قله ثم رتب على هذا قوله فاما اليتيم فلا تقبل ذكره بحاله اولا قال فاما اليتيم فلا تقهر وفي هذا اشارة الى ان الانسان ينبغي له ان ينزل نفسه منزلة الاخرين الذين يحتاجون اليه مثلا اذا اتاك فقير اسألوك نزل نفسك منزلة هذا الفقير وهذا الفقير ينزله منزلة نفسك حتى يتبين لك مدى احسانك على هذا الفقير اذا سألك جاهل وانت عندك علم نزل نفسك منزلة انك جاهل ونزل هو منزلة نفسك انه عالم وانت تحتاج اليه حتى تعرف مقدار حاجة الناس الى ما ما يسألونه منك ولهذا قال فاما اليتيم فلا تقهر. واما السائل فلا تنفع السائل سائل المال ولا سائل العلم يشمل هذا وهذا لا تنر واما بنعمة ربك فحدث ونعمة الله هنا هي الهداية والايواء والعلم نعم ادم الله السائلين الذي يسأل بدون حاله المال يعني من من كمال الكرم ان يعطيك الا اذا خاف ان يفسده ان يغريه لسؤال الناس فهنا لا يعطيه ويكون هذا من باب المداواة والمعالجة اما اذا كان لا يخشى هذا بحيث يكون هذا الرجل معروفا عند الناس بالكرم والناس يقصدونه واذا اعطاهم لم يكن اغراء لسؤال الاخرين فالافضل ان يعطيهم نعم في بدء التحفيز بالنعمة ان يقول الحمد لله كنت في الاول فقيرا فاغناني الله كنت بالاول شاهدا فعلمني الله. كنت بالاول مريضا فشفاني الله وما اشبه ذلك يقصد بهذا الثناء على الله عز وجل لا يقصد الفخر على عباد الله وانما يقصد الثناء على الله لله المثل الاعلى كما لو ان انسانا احسن اليك وذكرت للناس انه احسن اليك فهذا مقصودك الثناء على هذا الرجل الذي احسن اليك نعم هؤلاء الذين يسألون في المساجد. على ان بعضهم يغلب على الظن انه لا يحتاج. نعم هذا احسن شيء ان ان تنصحه وتبين له ان السؤال من غير ضرورة حرام هذا احسن شيء واذا كانوا ولاة الامر اه يمنعون من هذا فاخبره قل له لا تفعل فاني اخشى ان يحبسك ولاة الامور او ما اشبه ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فهذا بحث حول صحة الحديث الذي به قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بحير الراهب اثناء اثناء سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه ابي مع ابا طالب قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد المجلد الاول صفحة ستة وسبعين في معرض كلامه عن هذه الرحلة. قال وفي هذه خرج رآه وامر عمه الا يقدم به الى الشام خوفا عليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض الى مكة ووقع في كتاب الترمذي وغيره انه بعث معه بدالا وهو من الغلط الواضح فان بلالا اذ ذاك اذ ذاك لعله لم يكن موجودا. وان كان فلم يكن مع عمه ولا مع ابي بكر وذكر البزار في مسنده هذا الحديث ولم يقل وارسل معه عمه بلالا. وانما قال رجلا انتهى قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية المجلد الاول الجزء الثاني صفحة صفحتي اربعة وستين ومائتين قال قال ابن اسحاق ثمان ابا طالب خرج في ركب تاجرا الى الشام ذكر القصة ثم قال ابن كثير رحمه الله بعد ذلك ابا بكر بن اسحاق هذا السياق من غير اسناد منه. وقد ورد نحوه من طريق مسند مرفوع. ثم قال بعد ذلك قال الحافظ ابو بكر الخرائطي حدثنا عباس بن محمد الزبوري قال حدثنا ابو نوح قال حدثنا يونس عن ابي اسحاق عن ابي بكر عن ابي بكر ابن ابي ابن ابي موسى عن ابيه انه قال خرج ابو طالب الى الشام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر القصة ثم قال ابن رحمه الله بعد ذلك هكذا رواه الترمذي عن ابي العباس الفضل ابن سهل الاعرج عن قراد ابي نوح به والحاكم والبيهقي والمعاساة من طريق ابي العباس محمد بن يعقوب الاصم عن عباس بن محمد الدوري به. وهكذا رواه غير واحد من الحفاظ من حديث ابي نوح عن عبد الرحمن ابن الخزاعي مولاهم ويقال له الظبي ويعرف بقراد سكن بغداد وهو من الثقات الذين اخرج لهم البخاري ووثقه جماعة من الائمة الحفاظ ولم ارى احدا جرحه. ومع هذا في حديثه غرابة قال الترمذي حديث حسن لا نعرفه الا من هذا الوجه. وقال عباس النوري ليس بالدنيا احد يحدث به غير قراد امين نوح احمد بن حنبل رحمه الله ويحيى ابن معين رحمه الله لغرابته وانفراده. حكاه البيهقي وابن عساكر هكذا يا شيخ وقد سمعه انا فهمتها منه هكذا بس وقد سمعه منه احمد بن حنبل رحمه الله نعم وابن معين رحمه الله لغرابته وانفراده قال ابن كثير رحمه الله بعد ذلك قلت فيه من الغرائب انه من مرسلات الصحابة فان ابا موسى الاشعري انما قدم في سنة خيبر انما قدم في سنة خيبر سنة سبع من الهجرة. ولا يلتفت الى قول ابن اسحاق. في جعله له من المهاجرة الى ارض الحبشة من مكة وعلى كل تقدير فهو مرسل فان هذه القصة كانت والرسول صلى الله عليه وسلم كانت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم اثنتا عشرة سنة ولعل ابا موسى تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ابلغ او من بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم او كان هذا مشهورا مذكورا اخذه من طريق الاستفاضة. الثاني ان الغمامة لم تذكر في اصح من هذا الثالث ان قوله وبعد معه ابو بكر وبعث معه وبعث معه ابو بكر بلال ان كان ان كان عمره عليه الصلاة والسلام اه اذ ذاك الذي عشرة سنة فقد كان عمر ابي بكر اذ ذاك تسع سنين او عشر. وعمر بلال اقل من ذلك فاين كان او وقت اذ ذاك؟ ثم اين كان بلال؟ كلاهما غريب اللهم الا ان يقال ان هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة اما بان يكون سفره بعد هذا او ان كان القول بان عمره كان اذ ذاك ثنتي عشرة سنة غير محفوظ