بدء الوحي لما بلغ عليه الصلاة والسلام سن الكمال وهي اربعون سنة ارسله الله للعالمين بشيرا ليخرجهم من ظلمات الجهالة الى نور العلم. وكان ذلك في اول فبراير سنة عشر وست مئة من ميلاد كما اوضحه المرحوم محمود باشا الفلكي او محموداه اه من ضمنها الجهالة الى نور العلم الصواب ان هذا اعم فهو من نور الجهالة الى نور العلم ومن ظلمة الشرك الى نور الايمان ومن ظلمة الاخلاق والمعاملة الى نور احسن الاخلاق والمعاملة. فهو اعم مما قال وقال ذلك في اول فبراير سنة عشر وستمائة من الميلاد فما اوضحه المرحوم محمود باشا الفلكي تبين بعد دقة البحث ان ذلك في سبع في سبعة عشر رمضان سنة ثلاثة عشرة قبل الهجرة وذلك يوافق يوليو سنة سنة عشر وست مئة واول ما بدي به الوحي الرؤيا الصادقة فكان فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح. وذلك وذلك لما جرت به عادة الله في خلقه من التدريج في الامور كلها. حتى تصل الى درجة الكمال. ومن من الصعب جدا على البشر تلقي الوحي من الملك لاول مرة. ثم حبب ثم حبب اليه عليه الصلاة والسلام الى الى رمضان وجدتها ستة اشهر واذا نسبت ستة اشهر الى زمن النبوة ثلاث وعشرين سنة قالت هذه جزءا من ستة واربعين جزءا ولهذا جاء في الحديث ان الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة ومن الصعب جدا على البشر تلقي الوحي من الملك لاول مرة. ثم اليه عليه الصلاة والسلام الفداء. ليبتعد ظلمات هذا العالم وينقطع عن الخلق الى الله. فان في العزلة صفاء سريرة. وكان يخلو بغار حراء يتعبد فيه الليالي ادوات العدد. فتارة عشرا وتارة اكثر الى شهر. وكانت عبادته على دين ابراهيم عليه السلام. ويأخذ لذلك زادا. فاذا فرغ رجع الى الى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فبينما هو قائم في بعض الايام على الجبل اذ اذ ظهر له شخص وقال ابشر يا محمد انا جبريل فرسول الله الى هذه الامة ثم قال له اقرأ قال ما انا بقارئ فانه عليه السلام امي لم القراءة قبل فاخذه فغطه بالنمق بالنمط الذي كان ينام عليه حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله. فقال اقرأ وصلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ يعني لست اعرف القراءة وليس المراد انه يريد ان يتظاهر بمعصية جبريل بل هو لا يعرف القراءة لانه كان عليه الصلاة والسلام اميا لا يقرأ ولا يكتب كما قال الله تعالى وما كنت تتلو من قبله من من كتاب ولا تخطوه بيمينه. اذا فاخذه فغطه بالنمط الذي كان ينام عليه حتى بلغ منه الجهل. ثم ارسله فقال اقرأ. قال ما انا بقارئ فاخذه فغطه ثانية ثم ارسله فقال اقرأ قال ما انا بقارئ فاخذه فغطه الثالثة ثم ارسل فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم انسان ما لم يعلم فرجع بها عليه الصلاة والسلام يرجف فؤاده مما الم به من الروع الذي استلزمته مقابلة الملك لاول لاول مرة فدخل على خديجة زوجه فقال زملوني زملوني لتزول عنه هذه القشعريرة فجملوه حتى ذهب عنه الروع وقال لخديجة واخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي لان الملك غطه حتى كاد يموت ولم يكن له عليه الصلاة والسلام علم قبل ذلك بجبريل ولا بشكله. فقالت كلا والله ما يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائك الضيف وتعين على نوائب الحق. فلا يسلط الله عليك الشياطين والاوهام. ولا مراء ان الله اختارك اية قومك ولتتأكد خديجة مما ظنته ارادت ان تتثبت عنه يدل على ذكائه وعقلها حيث اقسمت ان الله تعالى لا يخزيه اي لا يذل ويرجيه وبينت ذلك قالت انك لتصل ظهرك ادي واحد وتحمل الكلب الضعيف تحمله حتى ينهض ويقوم وتكسب المعدوم تجعل المعدم كاسبا الرابعة وتقري الضيف اي تقدم له قراءة من مأكل ومشرب ومنام وما اشبه ذلك وتعين على نوائب الحق يعني على ما ينوبنا الى الحق اذا عرض عليك فانك تعين عليه هذا قبل الرسالة. فكيف بالرسالة فدل فاستدلت بهذه الخصال الحميدة على ان الله تعالى لا يحصيها وما وما ذكرت ان الله لا يحصيه عن فراسته هل وقعت كذلك نعم وقعت بلا شك وهذا يدل على ان الانسان اذا كان على كرم الاخلاق فان هذا عنوان سعادتهم وان الله سبحانه وتعالى لا يخزيه نسأل الله ان يجعلنا واياكم من ولذاك خديجة مما ظنت وارادت ان تتثبت ممن لهم علم بحال الرسل. ممن اطلعوا على كتب الاقدمين فانطلقت به حتى اتت ورقة ابن نوفل ابن عم خديجة وكان امرء قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب في كتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله ان يكتب. وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن اخيك فقال يا ابن اخي ماذا ترى؟ فاخبره عليه الصلاة والسلام خبر ما رأى. فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى لانه يعرف ان رسول الله الى ان الى ان رسول الله لانه يعرف ان رسول الله الى انبيائه وجبريل ثم قال يا ليتني فيها جدعا ابا جلدا اذ يخرجك قومك من بلادك التي نشأت بها لمعاداتهم اياك وكراهيتهم لك حينما نطالبهم بتغيير اعتقادات وجدوا عليها اباءهم. فاستغرب عليه الصلاة والسلام ما نسب لقومه مع ما يعلمه من حبهم له لاتصافه بمكارم الاخلاق وصدق القول. حتى سموه الامين. وقال اومخرجيهم قال لم يأتي رجل قط بمثل ما جئت به الا عود وقد نطق بذلك القرآن الكريم. قال تعالى في سورة ابراهيم وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعوذن في ملتنا ولتمام تصديق ورقة برسالة الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام قال وان يدركني يومك انصرك نصرا موزرا معضدا ثم لم يلبث ورقة ان توفي ولهذا يمكن ان نقول ان اول مؤمن به بعد النبوة بعد النبوة لا بعد الرسالة هو ورق لان هذا يدل على ايمانه لكن بعد النبوة اما اول من امن به بعد ابن سعدة فهو ابو بكر رضي الله عنه اللهم صلي وسلم عليه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم الصحابة فعنهم عدهم من الصحابة وقالون انه منهم وعنهم قال لا لانه لم لم يدرك الرسالة كفى به فخرا انه ايد الرسول في هذه الحال هرجة قال الشيخ محمد الخضري رحمه الله تعالى في كتابه نور اليقين فترة الوحي وفتر الوحي مدة لم يتفق عليها المؤرخون. وارجح اقوالهم فيها اربعون يوما. ليشتد شوق الرسول للوحي وقد كان فان الحلال اشتد به عليه الصلاة والسلام حتى صار كلما اتى ذروة جبل بدا له ان رمي نفسه منها حذرا من قطيعة الله له. حذرا من قطيعة الله له بعد ان اراه نعمته الكبرى. وهي اختيار لان يكون واسطة بينه وبين خلقه فيتبدى له الملك قائلا انت رسول الله حقا فيطمئن خاطبه ويرجع عما عزم عليه حتى اراد الله ان يظهر للوجود نور الدين فعاد اليه الوحي. اللهم صلي وسلم عليه عود الوحي فبينما هو يمشي اذ سمع صوتا من السماء فرفع اليه بصره. فاذا الملك الذي جاءه جالس بين السماء والارض فرعب منه لتذكر ما فعله في المرة الاولى رجع وقال دثروني فانزل الله تعالى عليه يا ايها المدثر قم فانذر حذر الناس من عذاب الله ان لم يرجعوا عن غيهم وما كان يعبد اباؤهم وربك فكبر. خصه بالتعظيم ولا تشرك معه في بذلك غير وثيابك فطهر. لتكون مستعدا للوقوف بين يدي الله اذ لا يليق بالمؤمن ان يكون مستقذرا نجسا وبما استدل الفقهاء على وجوب طهارة الثوب. وقيل ان المراد بقوله ثابت فطهر لباس التقوى يعني طهرها من الابدان والاقدار والمعاصي والظاهر انها تشمل هذا وهذا الثياب الحسية والمعنوية والرز فاهجر اي اهجر اسباب الرجز وهو العذاب بان تطيع الله وتنفذ امره ولا تمنن اكثر ولا تهب احدا هبة وانت تطمع وانت تستعيظ من الموهوب اكثر مما وهبت. فهذا ليس من شأن قال ولربك فاصبر على ما سيلحقك من اذى قومك حينما تدعوهم الى الله قوله تبارك وتعالى والرجز بهج واللي قبله وربك فكبر وثيابك فطهر الفا هذي قالوا انها اوتي بها لتحسين اللفظ لان ما سبقها مفعول به وفي غير القرآن لو حذفت وقيل ربك كبر ثيابك طهر الروجا الرجة صح واستقامة الكلاب لكن هذا لتزيين اللفظ حتى يكون سهلا على اللسان ومقبولا لدى الاذان وقوله لا تمنن تستكثر لا تمن على احد بشيء من اجل ان يرد عليك اكثر فلا تهب له قلما خمسة ريالات من اجل ان يهب لك ساعة بخمسين ريال هذا ليس من عهد الكرماء وانا مع عادة الكرماء ان يهدوا ولا يتشوهوا العوظ اطلاقا لكن لو ان المهدى اليه عاوضك بمكافئتك بما هو اكثر بدون نية منه فهذا جائز لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها وقول لربك فاصبر يشمل انواع الصبر الثلاث الصبر على طاعة الله والصبر عن محارم الله والصبر على دار الله وفي قوله تبارك وتعالى ولربك فاصبر اشارة الى انه سيلقى اذى يحتاج الى صبر وهذا هو الواقع ولهذا لما قال في سورة الانسان انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال فاصبر لحكم ربك ولم يقل فاشكر نعمتك فاشكر نعمته ولكن لما كان انزال القرآن عليه فيه زيادة ومحن قال فاصبر لحكم ربك الدعوة سرا فقام عليه الصلاة والسلام بالامر ودعا لعبادة الله اقواما جفاة لا دين له