وعدم اسلامه هو وغالب اقارب الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من الحكمة ما لا يخفى فانهم لو بادروا باتباع لقيل قوم يطلبون سيادة وفخرا ليس لهم. فجاءوا بهذا الامر المفترى. ولكن لما رأى المعاند ان متبعيه هم الغرباء عنه الذين ليسوا من عشيرته بل من اعدائه احيانا بل من اعدائها احيانا كعثمان بن عفان من بني امية لم يكن عندهم ادنى حجة يقيمونها. اللهم الا دعاويهم الكاذبة التي كانوا يتمسكون بها حينما تصدعهم الحجة. من قولهم ساحر يفرق بين المرء وزوجه. وكاهن بالغيب وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العام الذي فقد فيه زوجه وعمه عام الحزن ولما مات ابو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحكمة ان اعمام الرسول صلى الله عليه وسلم اسمع قسم كفار وبعضهم اشد من الاخرة قسم مسلمون وبعضهم اكمل من الاخر الكفار من؟ ابو طالب وابو لهب ولا يخفى الفرق بينهم المسلمون العباس وحمزة ولا يخفى الفرق بينهم فان حمزة افضل من العباس وهذه من حكمة الله تبارك وتعالى ان الله جعل اعمام النبي صلى الله عليه وسلم على هذين القسمين ولما مات ابو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يمكنها ليله في حياة ابي طالب الامر عليه حتى كانوا ينثرون التراب على رأسه وهو سائر. ويضعون اوساخ الشاة عليه في صلاته وتعلقت به كفار قريش مرة مرة يتجاذبونه ويقولون له انت الذي تريد ان تجعل الالهة الها واحدة فما تقدم احد من المسلمين حتى يخلصه منهم لما هم عليه من الضعف الا ابو بكر فانه تقدم وقال اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وهذا سبحان الله من العجائب ان قريشا لا تؤذي احدا جاء الى المسجد الحرام حتى لو كان كافرا والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد تحت الكعبة يعبد الله عز وجل يؤذونه هذا الايذاء يأتون بسلا الجزور ويضعونه على ظهره وهو ساجد كل هذا من اجل ان ينال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعلى درجات الصبر لان الصبر خلق عظيم لا يمكن ان يناله الانسان الا بوجود شيء يصبر عليه كما انه عليه الصلاة والسلام يمرظ كما يمرظ الرجل ان منه يعني يشدد عليه وشدد عليه ايضا النزع عند الموت وكل هذا كما قلت لكم حتى ينال اعلى درجات الصبر. صلوات الله وسلامه عليه. واسأل الله تعالى ان ينشرنا في زمرته جميعا نعم هجرة الطائف فلما رأى عليه الصلاة والسلام استهانة قريش به اراد ان يتوجه الى ثقيف بالطائف يرجو منه نصرته وعلى قومه ومساعدته حتى يتمم امر ربه. لانهم اقرب الناس الى مكة وله فيهم خؤولة. فان ان ام هاشم ابن عبد مناف عاتقة السلمية من بني سليم ابن منصور. وهم حلفاء ثقيف. فلما توجه اليهم معه مولاه زيد ابن حارثة قابل رؤساؤهم وكانوا ثلاثة عبد يا أليل ومسعود وحبيب أولاد عمر بن عمير الثقفي فعرض عليهم نصرته حتى يؤدي دعوته فردوا وعليه ردا قبيحا. اعوذ بالله. ولم يرى منهم خيرا. وحين ذاك طلب منهم الا يشيعوا ذلك عنه. كي لا تعلم قريش فيشتد اذاهم لانه استعان عليهم باعدائهم فلم تفعل ثقيف فلن تفعل ثقيف ما رجاه منهم عليه الصلاة والسلام. بل ارسلوا سفهائهم وغلمانهم يقفون في وجهه في الطريق ويرمونه بالحجارة حتى اذبوا عقبه وكان زيد ابن حارثة يدرأ عنه الى ان انتهى الى شجرة كرب واستظل بها وكانت بجوار بستان لعتبة لعتبة وشيبة ابني ربيعة وهما من اعدائه. وكانا في البستان فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانا فدعا الله قائلا اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربي الى من تكلني الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي فلما رآه ابن ربيعة رقى له وارسلا اليه بقطع من العنب مع مولى لهما نصراني. اسمه عداس. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم معاني جليلة ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع منك الانسان الحقيقة يحتاج الى هذا احيانا يأتيه اشياء تضيق صدره داخلية وخارجية اذ اهلا في الاقارب فيقول هذا حتى وان كان ليس بصحيح ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي لان الابيظ المقصودي غير ان عافيتك اوسعوا لي لا شك لان البلاء قد ينزل بالانسان ويحصل عليه انحراف نسأل الله العافية نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. قال الشيخ محمد الخضري رحمه الله تعالى في نور اليقين في ذكر سياق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف فلما رآه ابن ربيعة رقى وارسل اليه بقطف من العنب مع مولى لهما نصراني اسمه عداس فلما ابتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل قال بسم الله الرحمن الرحيم فقال عباس هذا الكلام ما يقوله اهل هذه البلاد فقال له عليه السلام من اي البلاد انت وما دينك؟ فقال نصراني من نينوى فقال له عليه السلام من قرية الرجل الصالح يونس ابن متى قال وما علمك بيونس؟ فقرأ له من القرآن ما فيه قصة يونس فلما سمع ذلك عداس فلما سمع ذلك عداس اسلم واتى جبريل برسالة من الله جل ذكره وقال ان الله امرني ان اطيعك في قومك بما صنعوه معك فقال عليه السلام اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون. فقال جبريل صدق من سماك الرؤوف الرحيم ولما كان بنخلة وفدى عليه نفل هل يحتاج الى الى اثبات لأن الله سبحانه وتعالى لم يسمي النبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم تقيد فقال بالمؤمنين رؤوف رحيم. وهذه ليست تسمية على الاطلاق كذلك قصة عباس تحتاج الى الى تحرير ولكن المتتبع التواريخ يرى ان الامر كما قال الامام احمد ان هذه التواريخ والسير والمغازي ليس لها اسناد قائم يتوارثها الناس ويتناقلونها ثم تكتب نعم ولما كان بنخلة وفد عليه نفر من الجن يستمعون القرآن وهم ممن ينتمون الى موسى صلوات الله عليه. فلما سمعوا وانصتوا له ورجعوا الى قومهم منذرين وابلغوهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم نزل في سورة الاحقاف واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا. فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويوكلكم من عذاب اليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض وليس له من دونه اولياء اولئك في ضلال مبين. وقد قص الله قصة الجن بعبارة اطول في سورة سميت باسمهم اولها قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآن عن العجب يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا. في هذه القصة قال الله عز وجل واذ صرفنا اليك يعني اذكر يا محمد انصرفنا اليك ولا يخفى ما في هذا التعبير من كون افعال العباد بيد الله عز وجل وبارادة الله خلافا لمن لا القدرية وقول اليك نفرا من الجن دليل على ان الجن يسمون نفرا كما انهم يسمون رجالا قال الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن يستمعون القرآن يعني صرفناهم لاجل ان يستمعوا القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا وهذا من دليل على ادبهم حيث امر بعضهم بعضا بالانصات وهو الاستماع بوعي لما يقال فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين وهذا ايضا من كمال ادبهم. لم يقم احد منهم حتى انتهى الحديث وهكذا ينبغي لمن حضر كلاما نافعا ان لا ينصرف حتى ينتهي فلما قطع ولوا الى قومهم منذرين اي انصرفوا الى قومهم ينذرونهم من البقاء على الشرك ومخالفة الرسل قالوا يا قومه انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه اي للكتب السابقة وللرسل السابقين وتصديق القرآن لما بين يديه له معنيان المعنى الاول الشهادة لها بالصدق والمعنى الثاني انه يصدق ما اخبرت به من هذا القرآن. لان الكتب السابقة ذكرت عن القرآن ما ذكر وهو قوله ولوا الى قومهم منذرين هذا معنى قوله تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم وقد اختلف العلماء رحمهم الله في معنى الاية يا معشر الجن والانس الم يفرح المسلمون. فهل من الجن الرسل من العلماء من اخذ بظهر الاية وقال ان من الجن رسلا لكن هذا القول ضعيف لقول الله تعالى ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم واجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب وعلى هذا فاما ان يكون ان تكون الاية يا معشر الجن والانس لما تكن مسلم منكم الخطاب موجه للمجموع واحد الطرفين في المجموع منهم الرسل لا للجميع الذي يشمل كل واحد واما ان يقال الرسل من الانس هم الذين اوحى الله اليهم وامرهم بالتبليغ واما الرسل من الجن فهم الذين الذين ارسلهم الرسل الى قومه وليسوا رسلا مسموحا اليهم يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. الحق لان الصدق والعدل والى طريق مستقيم اي منهج مستقيم لا اعوجاج فيه يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به والمراد بدع الله هو محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا كقول المؤمنين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنوا يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم قالوا يغفر لكم من ذنوبكم ويوجركم ولم يقوموا يغفر لكم ذنوبكم لانهم على خوف واما الله عز وجل فقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله جهاد في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون بعدها يغفر لكم ذنوبكم لم يقل من ذنوبكم لانه حاكم عز وجل وهؤلاء الجن لا يحكم بهذا لكن يترجون ان ان تكون المغفرة من بعض الذنوب يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم اي يمنعكم ويعصمكم من عذاب اليم. ومن لا يجيب داعي الله فليس بمعجز في الارض يعني ان الله قادر عليه فلن يعجز الله وليس له من دون الله اولياء اي اولياء ينصرون ينصرونهم من دون الله ويمنعونه يمنعونه عذاب الله اولئك في ضلال مبين. اولئك المشار اليهم من لا يجيبون داعي الله وهذا كلام كما ترون كلام بليغ فصيح فيها الدعوة والموعظة وذكر الثواب وذكر العقاب نعم