بسم الله الرحمن الرحيم. حمدا لله وصلاة وسلاما على رسول الله وعلى اله وصحبه. ومن استن بسنته واهتدى بهداه نكمل ما وقفنا عنده في جلستنا الثالثة لهذا اليوم في باب اخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل وتقدم ذكر جملة من الاوصاف الذميمة التي ساقها الامام ابو بكر الى جري رحمه الله على سبيل الذم والتحذير من الوقوع بها او الاتصاف بشيء منها ثم هو يختم هذا الباب عندما وقفنا على جملة من الاحاديث المرفوعة والاثار الموقوفة التي تبين وتشهد لمعاني ما اورد رحمه الله في هذا الباب نعم قال لو اعلموا رحمنا الله واياكم. قال واعلموا رحمنا الله واياكم اني قد رأيت فيما ذكرت اخبار تدل على ما كرهته. ما كرهت طهور اهل القرآن عند تلاوته للقرآن قال حدثنا جعفر محمد الريابي وتحدسنا ابراهيمون عن قال حدثنا بهية عن شعبة عن سعيد عن ابي نظرة عن ابي رضي الله عنه قال لقد اتى علي لقد اتى عليه حين رأى وما نرى ان احدا يتعلم القرآن نريد به الا الله تعالى فلما كان فلما كان ها هنا باخرة لما كان هناك اخوات وخشيت ان رجالا تعلمنهم يريدون به الناس وما عندهم. لاحظ هذا القائل عمر رضي الله عنه الفاروق في زمن مبكر من صدر الاسلام في الخلافة الراشدة. يقول لقد اتى علينا حين يعني زمن النبوة وما نرى ان احدا يتعلم والقرآن يريد به الا الله عز وجل. يقول مرت بنا فترة ولا يمكن ان ترى شخصا يريد القرآن وله غرض اخر كانت النيات كلها صافية. وكانت المقاصد كلها على الصواب. ثم قال فلما كان ها هنا باخرة يعني في اخر يقصد زمنه رضي الله عنه. لا يتحدث عن اخر الزمان يتحدث عن زمانه. يقول فلما كان ها هنا باخرة ان رجالا يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم. عمر رضي الله عنه يخشى هذا من زمانه في الخلافة الراشدة في القرون المفضلة فماذا تقول عن زماننا اليوم بعد اكثر من الف واربعمائة سنة ماذا تقول؟ الا تخشع ان يكون فينا ومن بيننا وعندنا وفي صدورنا ما يخشى ان يتفلت من النيات فيستحوذ عليه الشيطان فيرمي بها في حفرة هنا او هناك فيفوتنا رجاء الله والدار الاخرة ونقع في شيء من تلك المصائب والمعائب؟ نعم. فاريدكم الله الا بقراءتهم واعمالهم. فانا كنا نعرفهم مثلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذ ينزل الوحي واذ ينبئنا الله من اخباركم فاما اليوم قد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وانما اعيكم بما اقول. من اعلم خيرا احببناه عليه وطمنا به من اظهر شرطا ابغضناه عليه وامرنا به شرا. وبين ربكم عز وجل. هذا يقول فيه عمر رضي الله عنه فانا كنا نعرفكم يعني يا من يقرأ القرآن لا يريد به الله. يا من يقرأ القرآن رياء وسمعة يا من يقرأ القرآن يريد الدنيا يا من يقرأ القرآن يريد اهل الدنيا كنا نعرفكم يعني زمن الوحي اذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ ينزل الوحي واذ ينبئنا الله من اخباركم يقصد من؟ يقصد اهل النفاق كما في سورة التوبة قد نبأنا الله ومن اخباركم قال فاما اليوم فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي. وانما اعرفكم بما اقول هذا كالقاعدة يعلنها عمر رضي الله عنه. من اعلن خيرا احببناه عليه وظننا به خيرا. ومن اظهر شرا ابغضناه عليه وظننا به شرا. سرائركم فيما بينكم وبين الله عز وجل. فاخلصوا نياتكم يا اهل القرآن واظهروا مقاصد حسنة وخيرا يراه الناس منكم من اقوالكم وافعالكم والسرائر الى الله عز وجل لكن لا يرى الناس منكم واقوالكم وافعالكم الا ما يرضي الله جل جلاله وما يليق بما حملته صدوركم من كلام الله عز وجل. قال حدثنا محمد ابن يحيى ابن سليمان ابن الوزير. قال حدثنا عبيد الله محمد العيشي. قال حدثنا حماد بن سلمة قال اخبرنا الجبيل قد اخبركم بغيري عن ابي هريرة عن ابي فراس ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال يا ايها الناس في اليمين قال فاذا كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قد خاف على ابوه وقرأوا القرآن في ذلك الوقت لغيره من الدنيا فما مرهم به اليوم وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه يتعجبون قال حدثنا ابو محمد الحسن قال حدثنا خلف ابن علوية القطان. بالهاء نعم ابن علوية القطان. ابن علوي من غير تشديد رياء علوية. قال حدثنا ابو محمد الحسن العلي قال حدثنا خلف بن هشام غزة قال حدثنا خالد بن عبدالله الواسطي عن عميق الاعرج عن محمد ابن مكدر عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها الاعين والاعوام قال فاستمعوا وقالوا اقرأوا وكل حزم وكل حزم فكل حسن هذا الحديث الصحيح باسناد المصنف رحمه الله تعالى ما الحديث الذي قبله كلاهما عند ابي داوود في سننه. حديث جابر وحديث سهل بن سعد ايضا وفيه مشاهد مهم على ما اراد المصنف في الباب. يقول اقوام يقرأون القرآن يقيمون كما يقيمون القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه. يقول جابر خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الاعجمي وفينا العربي في بعض النسخ الاعرابي. والمقصود ان الصحابة في ذلك الزمان على بعضهم او عربية بعضهم لكنهم كانوا يجتهدون في تصويب القراءة. وتسديدها. والنبي عليه الصلاة والسلام لم وانما لفت الانظار الى ان العتب الحقيقي انما سيكون على من يقرأ القرآن لا بالنظر الى صواب القراءة وفصاحة اللسان او عجمته لكنه بالنظر الى انحراف النيات وفساد المقاصد. قال سيأتي قوم يقيمونه كما يقيمون الخدح يتعجلون ولا يتأجلونه. القدح وفي بعض الالفاظ القداح المراد به ما ما يجمع في في في استقسام العرب بالازلام وهو القدح الاناء الكبير الذي اراد به شيئا من التعجل. اقامة القداح يعني سرعة اخراج السهام منها. والمقصود انهم ليس همهم في القرآن الا السرعة اجرائه على الالسنة قال يتعجلونه يعني لا يريدون منه للانتهاء بالتلاوة ولا يتأجلونه يريدون ثوابه في دنيا عاجلا ولا ينتظرون ولا يرجون ثوابا اخرويا. نعم. قال حدثنا ابو محمد ابن قال عبد الله بن عبيدة هو عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال بين نحن نقرأ بين وبين نحن نقترب اذ خرج علينا نقترح يعني يقرئ بعضنا بعضا القرآن. علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله كتاب وفيكم الاخيار وفيكم الاحقر والاسود. اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان يأتي اقوام يفرحون يتعجبون اجرهم ولا يتأجلون. هو كالذي قبله من حديث جابر وكلاهما كما قلت عند ابي داود في السنن قبل ان يأتي قوم يقيمون حروفه كما يقام السهم. يعني في صواب القراءة واستقامتها مع عجلة واسراع لا يرجو به صاحبه ثواب الاجر اخيرا قال وحدثنا ابو محمد ايضا قال حدثنا الحسين ابن الحسن قال اخبركم قال اخبرنا موسى بن عبيدة ابراهيم ابن الحارث عن العباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تظهر هذا الدين وفي بعض نسخ الكتاب يظهر هذا القرآن حتى يجاوز البحار. نعم. حتى يجاوز البحار وحتى في سبيل الله ثم يأتي قوم يقرأون القرآن واذا قرأوه قالوا قد قرأنا القرآن فما اقرأ منا؟ فمن اعلم منا؟ ثم التفت الى اصحاب هل ترون في اولئك من خير؟ قالوا لا. قال فاولئك منهم واولئك من هذه الامم واولئك هم حديث فيه بعض رواته ضعيف ضعيف الرواية عند المحدثين والشاهد فيه ما اراد ان انتشار الدين وبلوغه الافاق يصحبه انتشار لقراءة القرآن ودخول اقوام في هذا الباب على غير اهلية له فيقرأون القرآن فاذا قرأوه قالوا قد قرأنا القرآن فمن اقرأ منا فمن اعلم منا يشير الى ماذا الى التباهي الى العجب الى الكبر المذموم في هذا الباب. قال ثم التفت فقال هل ترون في اولئك من خير؟ قالوا لا. قال فاولئك من واولئك من هذه الامة واولئك هم وقود النار عياذا بالله. نعم. حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الوسطي قد حدثنا نهيركم محمد قال اخبرنا عبد الله بن محمد قال اخبرنا ابن نمير عن موسى ابن عبيدة عن عن محمد ابن ابراهيم العباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث مثله ساق سندا فيه متابعة لابن مبارك في السند السابقي لكن تبقى العلتان في انقطاع بين ابن الهاد والعباس الم يسمع منه مع ضعف الراوي موسى ابن عبيدة وتبقى العلتان في الاخر ذاتهم نعم قال وحدثنا قال وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا زبير بن محمد قال اخبره ابو نعيم قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم ابن قال سمعت ابي يزكو عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا صدر هذه الامور وكان الرجل من خيال اصحاب رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ما معه الا سورة من القرآن او شبه ذلك. وكان القرآن ثقيلا عليه ومسكوا العمل به يخفف عليكم القرآن حتى يقرأه الصبي والاعيانين فلا يعملون به. الحديث وان كان سنده ضعيفا لبعض ضعف بعض برواته فالمقصود في معناه صحيح. يقول ابن عمر كنا في صدر هذه الامة وكان الرجل من خيار الصحابة ليس معه الا السورة من القرآن او شبه ذلك. وكان القرآن ثقيلا عليهم. يقصد بالثقل ليس ثقل القراءة. فهم عرب. والقرآن نزل بلغتهم لكن يقصد بالثقل ثقل التبعة والامانة التي كانوا يستصحبونها مع اخذ القرآن. يقول وان اخر هذه الامة يخفف عليهم القرآن حتى الصبي والاعجمي فلا يعملون به. اشارة الى فشو تعلم قراءة القرآن ودراسته. لكن سيصحب ذلك قدر كبير من تخفف الحمل بما في القرآن من التبعة والامانة والثقل وهذا مشاهد ملموس قال وحدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير بن محمد قال اخبرنا سعيد بن سليمان قال اخبرنا خالد ابن الواسطي عن عطاء ابنه عن عطاء بن السائل يخلفنا فقال يوما قال عبدالله بن مسعود كان ابو عبد الرحمن يقصد به من الذي مر ذكره في صدر هذا الباب. نعم. فقال يوما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجزن هذا القرآن قوم يشربونه كما يشرب الماء لا يجاوب خرافيه. كيف يعني يشربونه كما يشرب يشرب الماء في سهولة اخذه وقراءته واسترسالهم في تلاوته ليسر وسهولة تجري به السنتهم كسهولة شرب الماء واجتراعه ليس فيه تكلف ولا صعوبة ولا ثقل. قال لا يجاوز تراقيهم. الحديث وان كان غير مشهور بسنده هذا في دواوين السنة الا ان الوصف الوارد فيه جاء في ذنب الخوارج في احاديث صحيحة كثيرة. وفيه ان من قرأ القرآن بهذا الوصف لا يجاوز تراقيهما الترقوة هي عظمة آآ رأس الصدر المرتبط بالكتف. لا يجاوز التراقي يعني هذا التكرار والقراءة بالالسنة هو حدها حد اللسان والحنجرة سينزل الى ما بعدها فلا يقر في القلب ولا يقع فلا اثر لهذا القرآن الذي تجري به الالسنة لان الايمان لم يستقر معه في القلب. ولهذا جاء في وصف الخوارج قال يمرقون من الاسلام كما يمرق من الرمية. كيف تجمع بين قضية الوصف بكثرة القراءة والعناية بالقرآن ومع ذلك هم في سهولة خروجهم من الاسلام عياذا بالله كمروق السهم من الرمية. قال لان ذلك كان اقتصارا على القراءة باللسان دون استصحاب معنى ذلك بالقلب ومعالجة النفس به والزامها ما فيه من الحكم والاحكام والعبر قال حدثنا ابو محمد يحيى محمد من صاعد قال حدثنا الحسين ابن الحسن ابن الوزير قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا عن يحيى اخبرنا معمر قال اخبرنا معمر عن يحيى ابن ميثاق عن الحسن قال ان هذا القرآن قد رآه علي لا علم له بتأويله. ولم يتأول الامر من الحسد قائل هذا؟ الحسن البصري رحمه الله التابعي الجليل قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. ما تدبر وما تدبروا اياته الا اتباعه والله يعلم. اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة تأملوا هذا هذا كلام مهم. اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده؟ حتى ان احدهم حتى ان احدهم ليقول قد قرأت القرآن هنا فما اسررتم محفظ فضل الله اصابه كله. كيف يقول والله ما اسقطت منه حرفا وهو قد اسقطه كله ما اسقطه تلاوة باللسان. لكن اسقطه عملا تدبرا خلقا. في النهاية هل تراه قائما بالقرآن او مسقطا اذا العبرة بماذا؟ استقامة الانسان بالعمل الذين يدونه حق تلاوته. قلنا ايش يعني يتلونه يبيعونه ويعملون به هذا هو حق التلاوة. نعم. حتى ان احدهما يقول اني لاقرأ السورة في ايش يعني اني لاقرأ السورة في نفس السرعة والتمكن والتثبت شدة الحفظ. يقول انا مستعد اقرأ السورة في نفس. وليس المقصود الحقيقة يعني ربما يقول انا اقرأ البقرة في نفس يعني من شدة استحضاره وسرعته في قراءتها واجادة حفظها وعدم الخطأ في شيء منها كانه باستطاعة يقرأها في نفسه تزن واحد هذا الذي يقال على سبيل التباهي يذكره الحسن البصري ذما. والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا حكماء ولا الورع. نعم والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورع. متى كانت متى كان سلفها؟ القراء. متى كانت القراء تكون مثل هذا لا تثقل الله في الناس مثل هؤلاء. نعم. قال وحدثنا ابو محمد ايضا قال حدثنا قال اخبرنا عبدالله بن كبار قال اخبرنا عبد الملك ابن ابي سليمان عن عطاء وقيس ابن سعد عن مجاهد في قول الله عز وجل الذين يذكرونهم حق تلاوتهم قال يعملون فيه حق عمل. نعم وتقدم هذا في صدر الكتاب. قال حدثنا ابو الفضل العباس السكري الشكلي الشكلي نعم الشكلي قال حدثنا العلاء ابن سالم قال حدثنا شعيب ابن حرب قال حدثنا مالك ابن مغول قال حدثنا مالك ابن مغول عن الحسين ابن رافع قال قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه ينبغي ان يعرف هذه من اشهر الاثار يا كرام التي تورد في ذكر ما ينبغي لاهل القرآن عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه تجده هنا عند الاجر واوردها النووي في التبيان وكثير ممن كتب في باداب واخلاق حملة القرآن. وهي من جميل العبارات. الاثر هذا مرسل السند لان المسيب ابن رافع لم يلقى عبد الله ابن مسعود. لكن المعنى وفاضل وقد رواه ابو عبيد ايضا في فضائل القرآن. ينبغي ينبغي لحفظ القرآن ان نعرف اليه الناس فاهمون. كيف يكون يقوم الليل نعم وبما هذه الا الناس مبطئون. يعني؟ بالصيام. الناس يخلطون. يخلطون بين الحلال والحرام. هذا من الورع ترك مسافة من الحلال خشية الوقوع في الحرام وبتوقعه اذا الناس يختالون وبحزنه اذا الناس يفرحون. كيف بحزنه اذا الناس يفرحون يعني قد القى القرآن بمواعظه في قلبه حزنا قائما. ليس معناه انه يعيش طيلة عمره مكفهر الوجه مقضب دائم الحزن لا يفرح لا يبتسم لا يضحك لا لكن المقصود ان دمعته حاضرة ورقة قلبه ما تزال عند الباب لادنى طارق تتحرك لها الاشواق. هذا معنى بحزنه اذا الناس يضحكون. يفرحون نعم. وببكائه الناس وبصمته اذا الناس يقولون. المراد من هذه العبارات عن ابن مسعود رضي الله عنه ان يكون صاحب القرآن قد جعل القرآن له في حياته شأنا اختلف به عن الناس. هل معنى هذا الحياة على شذوذ خلاف المجتمع ان يكون وحده هكذا كالنكرة بينهم؟ لا لكن المقصود انه مهما فسد الناس في زمان ما سيبقى في المجتمع بقية صالحة تكون كالاوتاد التي تثبت اركان المجتمع هم اهل القرآن. مهما عصفت الرياح وعدت الامواج يبقى انموذج فريد في المجتمع يحافظون على قيم وثوابت لا يتزعزعون ولا يتغيرون بمثل هذه الاوصاف على اهل القرآن. نعم. قال محمد ابن الحسين هذه كلها تدل على ما تقدم ذكرنا له من اهل من ان اهل القرآن ينبغي ان تكون اخلاقه مباينة مباينة مباينة مختلفة نعم. اذا نزل بهم الشدائد لجأوا الى الله الكريم فيها ولم يلجأوا فيها الى مخلوق. قال الله عز وجل اسبغ الى قلوبهم. قد تأدبوا بادب القرآن والسنة. وهم اعلام يبتدى لانهم خاصة الله واهله. واهله خاصة الله واهله واولئك حزب الله. الا ان حزب الله هم قال حدثنا ابو الفضل جعفر محمد الصندري قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا عبد الصمد ابن يزيد قال ابن عياض يقول ينبغي لحفظ القرآن ان لا يكون الا يكون له حاجة الا احد الى احد من الخلق الى الخليفة فمن دونه وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه. يقول الفضيل ينبغي لحامل القرآن الا تكون له حاجة الى احد من الخلق الى الخليفة فمن دونه ولا احد. في اي مرتبة من مراتب البشر وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه لان القرآن معه فان استفتوا افتاهم. وان جهلوا علمهم. وان سفهوا دلهم. وان تاهوا ارشدهم. هذا هو الحاجة اليه وليست له واليه يلجأ الناس ولا يقصد بابهم. نعم. هذا كلام متين والله يا اخوة وقدر رفيع يذكر فيه السلف شأنا عظيما لاهل القرآن. قد نراه اليوم بونا شاسعا. لكن حقنا ان وجدناه بعيدا ان لا نبقيه او بعيدا ان نسعى ان نقرب المسافة ان نقلص الفجوة ان نجسر هذه الهوة ان يكون بيننا وبين مقامات القوم ونحن نقرأ كلامهم وكأنهم من كوكب اخر وفي في امة اخرى غير امة الاسلام كأنه شيء عجيب مختلف تماما ما لا يدرك كله لا يترك كله. ودعونا نقرب المسافات ونحث الخطى لعل الله ان يشملنا برحمته. قال وسمعتكم الا يقول حلم القرآن حال رواية الاسلام. لا ينبغي له ان ولا يسهو مع من يسهو. ولا يلهو مع من يلهو. قال يقول انما نزل القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا. اي ليحلوا حلاله ويحرم حرامه ويقف عند هو كالسابق في كلام ابن مسعود وكلام الفضيل السابق. لا يلغو مع من يلغو لا يسهو مع من يسهو لا يلهو مع من يلهو. عرف قدر القرآن في قلبه اصبح له في حياته شأن اخر. نعم قال وحدثنا جعفر بن محمد الصديق. تدري ما وجه الشبه حامل القرآن حامل راية الاسلام؟ حامل الراية في الجهاد والغزوات. من هو هو الذي يرفع الراية للجيش فيبقى الجيش متماسكا ما بقيت الراية مرفوعة. حتى لو اصابهم ضعف حتى لو ساعة وجولة في المعركة وتراجع الجيش فيها وخذل او انكسر طالما بقيت الراية مرفوعة تبقى صفوف الجيش متماسكة ويبقى فيهم نفس. ولهذا يتجه العدو عند اقتحام الصفوف والتحامها في الغزو والقتال يتجهون الى حامل الراية لاسقاطها. لانه اذا سقطت الراية دبت الهزيمة في نفوس الجيش كله يقول حامل القرآن حامل راية الاسلام المجتمع ينبغي ان يكون الثابتون على الاخلاق والقيم والاحكام وعلى الصواب والاستقامة والسداد اهل القرآن تبقى الراية مرفوعة بايديكم يا اهل القرآن ما بقي فيكم من يحافظ على موقعه. فالله الله ان تنزلوا تلك فان نزلت فعلى المجتمع السلام فيهم اخيار وفيهم صالحون لكن تبقون انتم يا كرام محط الاعين الناس ترى الراية بايديكم مرفوعة فمعاذ الله ان تنكسوها لتراجع لتخاذل الانهزام. اعلموا ان ثباتكم ليس يعنيكم في اشخاصكم باتكم ثبات للمجتمع. بقاؤكم في هذه المواقع المباركة رسوخ للمجتمع ومحافظة عليه. لا تبرحوا اماكنكم فانتم والله على ثغر. نعم قال وقد نزل جعفر بن محمد الصدري قال سمعت ابا الحسن محمد بن محمد بن ابي ورد يقول كتب حذيفة كتب حذيفة بلغني انك بعت دينك بحبتين وقفت على صاحب لبن. تعرفون ما الحبتين الحبة التي توضع في الميزان يعني احيانا اذا وضع اذا جاء يشتري شيئا وصاحب الميزان عنده كفتان فاشتريت مثلا منه اه مدا من بر او من شعير فوضع لك في كفة ما اشتريت ووضع في الكفة الاخرى المثقال الذي به اشتريت اشتريت مثلا بميزان كذا وكذا فحتى يوازن بين الكفتين ربما وظع حبة من شعير في احدى الكفتين لتستوي الكفتان فيكون قد اقسطك في البيع وانصفك يقول بلغني انك هذا حذيفة المرعشي كتب الى يوسف ابن اسباط وكلاهما من سادات السلف من المعروفين بالورع والصلاح يقول بلغني لانك بعت دينك بحبتين. كلمة كبيرة اسمع الوصف نعم. وقفت على صاحب لبن قلت بكم هذا؟ فقال هو لك بسدسك. فقلت لا. فقلت لا بثا بثمن فقال هو له فكان يعرفه يكشف عن رأسك قناع الغافلين يقول بلغني انك بعت دينك بحبتين وقفت على صاحب لبن فقلت بكم هذا؟ قاله لك بسدس قلت لا بثمن. هذي المكاسرة المساومة التي تكون بين كل انسان المماكسة في البيع والشراء. كل بائع يريد الزيادة وكل مشتري يريد النقص. هذه سنة الله. لكن شوفهم كيف يتكلمون وينظرون الى ماذا؟ قال لما جئت تماكسه قال لك هو بسدس. قلت لا بثمن يعني يريد الاقل بين السدس والثمن حبتين من الشعير تكون في كفة الميزان فقلت بسدس؟ قال لا فقال بكم هو بسدس؟ قال وبسدس؟ قلت لا بثمن. فقال هو لك وكان يعرفك يعني انما انقص لك في السعر لانه يعرفك. ايش يعرف عنك؟ ايش يعرف عنك؟ يعرف انك حافظ وعالم وامام وورع فانقص لك في مقابل ما عرف عنك من دينك. يا اخي انظر الى اين وصل بهم الورع. يقول فبعت دينك بحبتين الرجل قدر مقامك في الدين والصلاح والورع بحبتين من سدس الى ثم احدهم دخل عند خباز وكان يبيعه فاراد ان يشتري فاخذ واعطى معه فلما ماكسه صاحب المحل دخل اخر قال هذا فلان اما تعرفه؟ يعني يا اخي احترمه واعطه ما يريد فترك البيعة كلها ونفض يده وخرج. قال ما ابيع ديني بحبتي؟ يا اخي اناس رأوا ان دينهم اثمن واغلى من ان يعني يرخص لي ما عرف عني وما عرف عني لا شيء لا منفعة له عندي. هذه يا اخي مقامات عالية واناس بدأوا ينظرون الى مسافات قد لا نفقه اليوم تماما حقيقة مكانتها عندهم. قال اكشف عن رأسك قناع الغافلين وانتبه من رقدة الموت. نعم واعلم انه من قرأ القرآن ثم اثر الدنيا لم امن ان يكون في ايات الله من المستهزئين قال اخبرنا ابو محمد عبد الله ابن صالح البخاري قال حدثناكم مخلد ابن الحسن ابن ابي زبيد قال حدثنا ابو البديه قال كان ابن مهران ابن مهران يقول لو صلح اهل القرآن صلح الناس. لو صلح اهل القرآن صلح الناس هو في معنى حامل القرآن حامل راية الاسلام لو صلح اهل القرآن صلح الناس يقول الاخر يا اهل القرآن يا ملح البلد من يصلح البلد اذا الملح فسد قل انتم ملح البلد فاذا فسد فما الذي يقوم مقامه؟ نعم. قال اخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال اخبرنا عبدة بن عبد الرحيم بن الوزير قال اخبرنا عبد الله ابن يزيد المطرب قال اخبرنا الحيطة يعني بن شريح قال حدثني بشير بابي عمرو الخولاني الخولاني ان الوليد ابن قيس حدثه ان سمع ابا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف يكون خلف يكون في مثل قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف. الخلف يراد به جيل يعقب جيلا لا يورد الا على وصف الذم يكون خلف بعد سنين بعد سنين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. ثم يكون خلف يظهرون القرآن لا يعبدون ترابيهم. لا يعدو لا يتجاوز والترقوة العظم الذي يكون بين النحر والعاتق من الجانبين. يعني لا يتجاوز السنتهم وحناجرهم الى قلوبهم ويقرأ القرآن ثلاثا وقال بشرت فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة؟ فقال المنافق يرحمك الله. قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم ابن ولحدثنا سعد في الصمت قال حدثنا الاعمش عن خير لمتى؟ عن الحسن قال مررت انا وعمران ابن حسين يقرأ سورة يوسف فقام عمران فقام عمران فيستمع لقراءته ولما فرغ سأله ايش يعني فلما فرغ سأل مد يده يسأل قل مررت انا وعمران بن الحصين برجل يقرأ سورة يوسف فقال عمران فقام عمران يستمع لقراءته اعجبته القراءة فوقف يستمع فلما ما فرغ سأل فاسترجع استرجع عمران قال انا لله وانا اليه راجعون. لما رأى ان قارئ القرآن ذاك ما قرأ الا ليكون وسيلة بها من الناس شيئا من دنياهم وقال انطلق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله عز وجل به فإنه سيأتي قبر يوم عود القرآن يسألون الناس به. الحديث عند الترمذي وقال حسن ليس اسناده بذاك. والسند الاتي بعده متابع له. نعم وحدثنا ابو بكر بن عبد الحميد الباسطين قال حدثنا يعقوب وابراهيم التورقي قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا شويب ابن شريك ابن الله قال اخبرنا شريف بن عبدالله عن وصول عن قيد متى؟ عن الحسن قال كنت امشي مع عمران ابن حصين احدنا اخذ فضربنا بسائل يقرأ القرآن فاحتبس عطران يستمع القرآن. فلما فرغ سأل قال عنوان انطلق بنا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرأوا القرآن واسألوا الله به فان بعدكم قوم يقرأون القرآن يسألون الناس به فحدثنا ابو عبدالله محمد بن احمد السوالقي قال حدثنا ابو داوود ابن داوود المصري هذا التحريف والصواب في النسخة ابو عبد الله محمد ابن احمد الواسطي. نعم. قال حدثنا ابو عبدالله محمد بن احمد الواسبي ولحدثنا قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا عبد الله ابن وهب عن الماظي بن محمد عن اباره عن ابانا عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بحملة القرآن يوم القيامة ويقول الله عز وجل انتم كلام فاخذكم بما اخذ به الانبياء الا وحي. يقول انتم وعاة كلامي. الخطاب لاهل القرآن وحملته وعاة جمع واع يعني انتم من وعى كلامي والمقصود بالوعي هنا الحفظ في الصدور. اخذكم بما اخذ به الامن الا الوحي. يعني فيما ينبغي للانبياء من السداد والسلامة والعصمة. الا الوحي فانه الفارق الذي يمتاز به الانبياء فيه ضعف في اسناده لضعف بعض رواته لكن المصنف جعله في اخر هذا الباب. نعم. قال محمد بن الحسين في هذا بلاغ لمن تدبره اتقى الله عز وجل واجل القرآن وصامه وباع ما يفنى بما يبقى. والله عز وجل الموفق لذلك. في هذا بلاغ لمن تدبره فاتقى الله واجل القرآن وصانه وباع ما يفنى بما يبقى. والله الموفق لذلك. تم بهذا مجلس اليوم تتمته وهو اقل مما سبق في الابواب الاخر بعدما اتينا على البابين الكبيرين. باب اخلاق اهل القرآن واخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله يبقى بعد ذلك جملة من الاداب الحميدة جعلها المصنف لاهل القرآن في الحلقات والمساجد كيف ينبغي لهم ان يتخلقوا سواء كانوا طلابا او معلمين. جعل في الباب الاول اخلاق المقرئ. وفي الذي بعده اخلاق من يقرأ على المقرئ وجعل في خاتمة ذلك ادب القراء عند تلاوة القرآن وختمه بباب في حسن الصوت بالقرآن علمنا الله واياكم ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا جل وعلا ونسأله التوفيق والسداد والصواب والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين