بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني بعون الله تعالى وتوفيقه الذي نتمم فيه ما ابتدأناه في المجلس السابق من مدارسة هذا الكتاب العظيم الخلقي في باب اداب حملة القرآن. كتاب الامام ابي الحسين ابي بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى اخلاق حملة القرآن بالقسم الاول من هذا الكتاب تناولنا ما بوب فيه المصنف رحمه الله تعالى الابواب الاول. باب فضل حملة القرآن باب فضل من تعلم القرآن وعلمه باب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن باب ذكر اخلاق اهل القرآن. ثم باب اخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل. بقيت لنا ابواب اربعة نتناولها في مجلسنا اليوم ان شاء الله. باب اخلاق المقرئ اذا جلس يقرأ ويلقن لله عز وجل ماذا ينبغي له ان يتخلق باب ذكر اخلاق من يقرأ على المقرئ يعني ذكر اخلاق ايه ده والمعلمين ثم اخلاق الطلاب والمتعلمين ثم قال في اخر بابين باب ادب القراء عند تلاوتهم القرآن مما لا ينبغي لهم جهله وباب فيحسن الصوت بالقرآن. استعينوا بالله عز وجل لاتمام ما بقي لنا من مدارسة هذا بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. غفر الله لشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين باب اخلاق المغرئ اذا جلس يقرأ القرآن. اذا جلس يقرأ ويلقن لوجه الله ماذا ينبغي له ان يتخلق به؟ قال محمد بن الحسين ينبغي لمن علمه الله تعالى كتابه فاحب ان يجلس في المسجد يقرأ القرآن لله تعالى يغتنم قول النبي صلى الله عليه عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. فيرى في كلام المصنف رحمه الله سردا لهذه الاداب التي اراد ان يبينها والاخلاق التي يحرص على ايضاحها في اخلاق المقرئ. هذا باب يتعلق بالاساتذة بالمعلمين بمن اكرمهم الله جل جلاله فكانوا معلمين في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد والجوامع او في المدارس ويشمل ذلك الاباء والامهات وهم يعلمون اولادهم وصغارهم فتيتهم وفتياتهم كتاب الله عز وجل. فان كل من علم من كتاب بالله حرفا واية يصدق عليه انه لقن القرآن او علمه. فسيسجد رحمه الله تعالى هذه الاخلاق تباعا. لكنك انها تشتمل على درر ونفائس. حري بكل واحدة ان تلتقط على حدى. فمثلا في قوله ينبغي لمن علمه الله فاحب ان يجلس في المسجد يقرأ القرآن لله. يغتنم قول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه تدري هو ماذا يريد؟ هو يريد النية الان. كل من جلس يقرأ القرآن ويعلمه فينبغي ان يضع في نيته هذا الشرف العظيم ليست وظيفة ينتظر مكافأتها اخر الشهر فحسب. ليست فراغا يشغل به وقته ليست مهمة وتكليفا كلفه به اهل الحي واهل القرية واهل المنطقة بقدر ما هو شرف يفرح ويفخر بنيله والحصول عليه جعل الله عز وجل على يديه مثل هذا المكان العظيم والدور المنشود الكبير. خيركم من تعلم القرآن وعلمه. يا كرام نحن خير امة اخرجت للناس بنص الاية الكريمة في سورة ال عمران. فاذا جئت لهذه الفئة من معلم القرآن ومتعلميه فاذا هم خير هذه الامة الخيرة. اذا هم خير من خير. هم صفوة الصفوة. هم خيرة الخيرة في الامة هم صفوتها هم رؤوسها هم نخبتها هم ذروتها خيركم اذا كانت الامة كلها قد نالت خيرية بنص قول الله كنتم خير امة اخرجت للناس. فاذا جئت لهذه الامة الموصوفة بالخير وجدت من تعلم القرآن وعلمه اهل قالوا لهم خيركم فلا يزال في كل امة في كل بلد في كل مجتمع في كل زمان اذا ما اتيت لاهل الاسلام واردت ان تنتقي خيارهم فابحث عن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. مثل هذا معشر الاساتذة والمعلمين ينبغي ان يكون تاجا يرفعونه فوق رؤوسهم ووساما والله يعلقونه على صدورهم ان كانوا معلمين في الحلقات واساتذة يلقنون الصغار والصبية. ارجو ثم ارجو ان ننزع من الاذهان من الافكار من القلوب من تصورات كل شيء يوحي بقدر من الانتقاص او الهامشية لمعلمي الحلقات. وانهم فئة من اتي المتواضعة في المجتمع التي ارتضت لنفسها ان تشتغل بالتعليم للقرآن في الحلقات. لا والله. هذا قمة الشر والخيرية والفضل. فاذا ما اجتمع الناس في مجمع ومحفل ومناسبة اجتماعية كبيرة. وجلس بعضهم يعرف بعض ودار الحديث كل يعرف باسمه ومنصبه ووصفه وما هو عليه. فقال احدهم عن نفسه انه مدير لمكتب سمو الامير وقال الثاني انه آآ رئيس لفرع كذا والثالث قال رئيس لشركة كذا والرابع والخامس وجاء الدور عليك فارفع رأسك بينهم شرف بان تعرف بنفسك فتقول معلم لكتاب الله في احدى حلقات تحفيظ القرآن في بيت من بيوت الله ويكفيك والله شرفا ليس كبرا ولا افتخارا على الناس لكنه معرفة لقدر الشرف الذي حباك الله تعالى به. لا نستسيغ لمعلم الحلقات ان يرى نفسه في انتقاص وازدراء او دون او لا يراها شيئا في المجتمع لا والله هو خير الامة بنص قوله عليه الصلاة والسلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه. هذا يا كرام معشر المعلمين والمعلمات بقدر ما فيه من الشرف والخيرية فضل بقدر ما فيه من هذا التشريف فهو تكليف عظيم والله هي امانة كبيرة لانه ما عظم في الاسلام منصب شرف وخير وفضل الا عظمت في مقابله الامانة والتبعة والتكليف. وسيأتي مزيد لبيان معاني هذه القضايا في المصلي رحمه الله فينبغي له ان يستعمل من الاخلاق الشريفة ما يدل على فضله وصدقه. وهو ان يتواضع في نفسه اذا جلس في مجلسه ولا يتعاظم في نفسه. هذه ايضا من الاخلاق التواضع. والا يتعاظم في نفسه والتواظع سمت الكبار صفة الانبياء الكرام عليهم السلام ولا تواضع الا رفيع القدر عالي المنزلة. لا يتواضع الصغار. لا وضعوا من كان فيه حقارة. التواضع لا يكون الا سبت الكبار. لان الانسان كلما علا قدره وارتفع احتاج الى ان يتنزه نزل الى الناس بتواضع خلقه. فاذا لا يطلب التواضع الا لان صاحبه عالي المنزلة رفيع القدر. اما من لا يحمل شيئا وليس ذا قيمة ولا وزن فهذا فارغ وليس من شأنه التواضع لكن التواضع في الجملة سمت من سمات الاسلام خلق كريم حستنا عليه الشريعة. دائما في في اصحاب العلم المناصب الشهادات المنازل العليا في المجتمع. انما وضعوا العظماء اذا كانوا يحملون في اقدارهم شيئا ثقيلا يستحقوا ان يثقل به ميزان احدهم. وما اجمل ما شبه به بعض الفضلاء خلق التواضع في الكبار والعظماء. يقول هم مثل الشجرة التي تحمل الثمرة. فكلما ازداد ازداد الثمر في الشجرة كلما نزلت بثقلها واغصانها من ثقل الثمرة التي فترى اغصانها مهما ارتفعت من ثقل الثمر تنزل وتتدلى. فاذا هي قريبة التناول من الاخذ والقاطف. لكن اذا خلت من الثمار ارتفعت طولا وذهبت تشق عنان السماء ارتفاعا وعلوا لا احد ينتفع منها لانه لا ثمرة تحملها فعلى اي شيء تنزل ولا شيء يمكن ان يتناول؟ فاذا رأيت من ارباب العلم او من ينتسب الى العلم من يذهب في ارتفاع لا يتنزل لا يتواضع فلا ثمرة فعلا يمكن ان تؤخذ عنه بخلاف المتواضعين. نعم. واحب له ان استقبل القبلة في مجلسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل المجالس ما استقبل به القبلة. استقبال القبلة في المجلس سواء كان مسجدا او فصلا او مدرسة كلما امكن فهو افضل. لان هذا من الاداب القرآن كلام الله والمساجد بيوت الله والقبلة استقبال لقبلة وكعبة عظمها الله فهذا من الاداب المستحبة كذلك. ويتواضع لمن يلقنه القرآن ولما اقيم الحديث المذكور افضل المجالس ما استقبل به القبلة. فحديث لا يصح سنده مما ساق المصنف قد اخرجه ايضا ابو يعلى والطبراني في المعجم الاوسط وفي سنده هشام ابن زياد متروك الحديث. اخرجه الحاكم ايضا بلفظ آآ عن ابن عباس قريب منه وفي عدة طبالنية ايضا من حديث ابي هريرة ان لكل شيء سيدا وان سيد المجالس ما استقبل به القبلة. قال السخاوي سنده حسن. البخاري في الادب المفرد وليس في الصحيح اخرج عن منقذ عن ابيه قال كان اكثر جلوس ابن عمر رضي الله عنهما وهو مستقبل القبلة. فان لم يصح الحديث فمعناه وفعل السلف موافق له نعم. ويتواضع لمن يلقنه القرآن ويقبل عليه اقبالا جميلا. وينبغي له ان يستعمل مع كل انسان يلقنه يصلح لمثله اذا كان يتلقن عليه الصغير والكبير والحدث والغني والفقير. اذا كان يتلقن عليه الكبير والصغير والحدث عرفنا الكبير والصغير فما الحدث؟ ما الحدث الكبير والصغير والحدثان لحظة لحظة اخي الكريم لحظة. نعم. حديث عهد باسلام ها نعم. ها؟ تفضل يا شيخ. الطفل طيب. الحدث كل حديث عهد بشيء سابق فيقال للشاب في بداية المراهقة حدث. وجمعه احداث. ويقال لحديث عهد بالاسلام حدث لقرابة عهده بجاهلية او بكفر قبل الاسلام. ويقال لمن استقام ايضا حدث. فحدث الشيء الحديث. يعني المنتقل حديثا الى مرحلة ونحوها. فان كان المقصود هنا به السن فيراد به الشباب في ابتداء مرحلة المراهقة والفتوة. لان المراتب تتفاوت. يقول يستعمل مع كل انسان يلقنه القرآن ما يصلح لمثله. الناس ليسوا سواء وينبغي من الحكمة ان وضع المعلم لكل متعلم من الخلق والتعامل ما يليق بمثله. هذا مطلقا فكيف بمجالس تعليم القرآن ذلك الغني والفقير وليس المقصود تمييز الغني لغناه والفقير لفقره فكل ذلك قد تقدم وسيؤكد المصنف مراده رحمه الله لكن المراد ان يعرف ما يليق بهم من التعامل ويتألف قلوبهم ويظهر لهم من الاساليب ما يمكن ان يتقبل به احدهم ما اقبل لاجله من تعلم القرآن الكريم. نعم. فينبغي له ان يوفي كل ذي حق حقه. ويعتقد الانصاف ان كان يريد الله عز وجل بتلقينه القرآن. فلا ينبغي له ان يرفق بالغني ويخرق على الفقير. فان فعل هذا النسخة فلا ينبغي له ان يقرب الغني ويباعد الفقير والمعنى واحد. يعني لا يتلطف مع الغني ويحسن اليه في التعامل ويشتد ويحتد مع الفقير ويكون معيار ذلك عنده الغنى والفقر فكل هذا ذميم. وكل هذا كما سيأتي في النصوص نهت عنه الشريعة. فان فعلى هذا فقد جار في فعله فحكمه ان يعدل بينهما. ثم ينبغي له ان يحذر على نفسه التواضع للغني والتكبر على الفقير بل يكون متواضعا للفقير مقربا لمجلسه متعطفا عليه يتحبب الى الله بذلك قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا اسحاق ابن الجراح الازدي ومحمد ابن عبدالملك الدقيقي قال حدثنا جعفر ابن الاعون قال اخبرنا جعفر الرازي ابو جعفر الرازي. قال اخبرنا ابو جعفر الرازي عن الربيع ابن انس في قوله عز وجل ولا صعر خدك للناس قال يكون الغني والفقير عندك في العلم سواء. قال حدثنا ابن ابي داوود قال حدثنا بشر ابن خالد العسكري قال حدثنا شبابة يعني ابن سواد يعني ابن سوار. قال حدثنا شبابة يعني ابن سوار ابن سوار يعني ابن سوار عن ابي جعفر الرازي عن الربيع ابن انس عن ابي الغالية عن ابي العالية. عن ابي العالية في قوله عز وجل ولا تصعر خدك للناس. قال يكون الغني والفقير عندك في العلم سواء. ساق رحمه الله من الاثار عن الربيع وعن ابي العالية في تفسير قول الله عز وجل في وصايا لقمان الحكيم لابنه ولا تصعر خدك للناس. الصعر داء يصيب الابل فيجعلها تلوي اعناقها. داء يصيب الابل فتلوي اعناقها مما يصيبها من هذا المرض والداء. فاذا لوت اعناقها او اعناقها اصلا طويلة مرتفعة يظهر لمن يراها انها ترفع رأسها مستديرة الى ناحية معرضة لا تتجه بوجه وبنظرها الى ما يقابلها. شبه المتكبر الذي يرفع رأسه ويشمخ بانفه معرضا بوجهه عمن يقابله بالابل اذا اصابها هذا الداء. فقال الله ولا تصعر خدك للناس. فاذا هو تشبيه ذميم فيه النهي عن مثل هذا الخلق ومثل هذا الصنيع ولا يفعله الا المتكبرون الذين يرفعون انوفهم على الناس كبرا قال الله ولا تصعر خدك للناس في التفسير هنا عن ابي العالية قال يكون الغني والفقير عندك في العلم سواء يستوون عندك فلا تتكبر على هذا لفقره بل ترفق به وتعينه على ما جاء لاجله. نعم. قال محمد بن الحسين يتأول فيه ما ادب الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم. حيث امره ان يقرب الفقراء ولا تعدو عيناه عنهم. لو تخفض الصوت شوية او ترفعه اذ كان قوم ارادوا الدنيا فاحبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدني منهم مجلسهم. يدني ان يدني منهم مجلسه وان يرفعهم على من سواهم من الفقراء. هذا الان في معنى الاية وسيسوقها بالسند. المتصل الى معنى الاية امر الله نبيه بالتلطف مع الصحابة الاوائل في الاسلام الفقراء الضعفاء ولا تعدوا عيناك عنهم يعني امره ان يكون معهم عليه الصلاة والسلام لا يتجاوزهم. السؤال هل كان نبينا عليه الصلاة والسلام في دعوته بمكة متكبرا على الفقراء معرضا عنه حاشاه صلى الله عليه وسلم. بل ما قامت الدعوة اول الاسلام الا على اكتاف فقراء الصحابة. والفقراء من المهاجرين والانصار هم من شدوا ازر الدين والدعوة بمكة والمدينة. لكن نبينا عليه الصلاة والسلام من تمام حرصه على الدعوة وهمه للدين كان يحرص اشد الحرص على دخول الدين من قبل كبار قريش رؤسائهم عظمائهم لان في اسلام الواحد منهم عزا للاسلام وانتصارا للدعوة وكسبا لها. لم يكن انصرافا عن لكن مع ذلك انظر الى هذا الادب القرآني ولا تعدو عيناك عنهم. تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع. من اغفلنا عن ذكرنا ومثله قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين. قال المصنف قد جمع هذا المعنى اذ كان قوم ارادوا الدنيا فاحبوا منا صلى الله عليه وسلم ان يبدي منه مجلسه وان يرفعهم على من سواهم من الفقراء فاجابهم الى ما سألوا. اجابهم ليس طمعا في كلا والله اجابهم طمعا في الحرص على الدعوة ومكسب للدين وقوة للاسلام فان اسلام هؤلاء يتقوى به الدين والدعوة في مكة وهم باشد الحاجة اليه انذاك. ومع ذلك فان الله عز وجل ما ارتضى بمسلك الدعوة الى دينه سوى هذا السبيل الذي يكون فيه بسط التعامل وفتح الابواب مع الناس كلهم. نعم. اذ كان قوم اذ كان قوم ارادوا الدنيا فاحبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدني منهم مجلسهم. وان يرفعهم على من سواهم من الفقراء فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ما سألوا لا لانه اراد الدنيا ولكنه يتألفهم على الاسلام فارشد الله تعالى نبيه صلى الله عليه سلم على اشرف الاخلاق عنده فامره ان يقرب الفقراء وينبسط اليهم ويصبر عليهم. وان يباعد الاغنياء الذين يميلون الى الدنيا ففعل صلى الله عليه وسلم. وهذا اصل يحتاج اليه جميع من جلس يعلم القرآن والعلم. وهذا اصل يحتاج اليه جميع من جلى يعلم القرآن والعلم. مجالس العلم الشرعي وعلى رأسها تعليم القرآن الكريم ينبغي ان تنطلق من هذا الاصل الذي وجه القرآن اليه نبي الله صلى الله عليه واله وسلم. يتأدب به ويلزم نفسه ذلك ان كان يريد الله تعالى بذلك فانا اذكر ما فيه ليكون الناظر في كتابنا فقيها بما يتقرب به الى الله عز وجل. يقرأ لله عز وجل ويقتضي ثوابه من الله جل لا من المخلوقين. قال حدثنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا اسباط عن السدي عن ابي سعيد الازدي وكان قارئ الازد عن ابي الكنوت عن عباب بن الارت رضي الله عنه في قول الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين. قال جاء الاقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حسن الفزاري وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب رضي الله عنهم في اناس من الضعفاء من المؤمنين. صهيب بلال عمار خباب كانوا من ضعفاء الصحابة عمتهم موالي صهيب وبلال وعمار من الموالي من الصحابة. فكان ينظر اليهم على انهم عبيد ارق لقاء لا قيمة لهم ولا وزن. ولهذا استعدى عليهم ساداتهم بمكة وعذبوهم اشد العذاب. فما رضي الكبراء ان يجالسوا هؤلاء ضعفاء عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. واصابتهم الانفة والكبر وحمية الجاهلية. ان يكون شيء من الامور يجمعهم مع وعبيدهم وهم دونهم في الشرف والمكانة. نعم. فقال انا نريد ان تجعل لنا من مجلسك مجلسا لنا به العرب نأتيك فنستحي ان ترانا العرب مع هذه الاعبد. فاذا نحن جئناك فنحهم عنا او كما قال فاذا نحن فرغنا فاقعد معهم ان شئت. فقال نعم. فقال فاكتب لنا عليك كتابا. قال قال فدعا بالصحيفة ودعا علي رضي الله عنه ليكتب. ونحن قعود في ناحية فنزل جبريل عليه السلام فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين. ثم ذكر الاقرع وعيينة فقال وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم بالشاكرين؟ ثم قال واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. قال فدنونا منه حتى وضعنا ركبتنا على ركبته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا. في نسخة قال فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ثم دعانا فاتيناه. فقال سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. قال فدنونا منه فلعله سقط نحو سطرين في نسختكم. نعم. قال فدنونا منه حتى وضعنا ركبته على ركبته حتى وضعنا ركبنا على ركبته. حتى وضعنا حتى وضعنا ركبنا على ركبته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا. فاذا اراد ان يقوم قام وتركنا فانزل الله عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان يقول تعدوا عيناك عنهم وتجالس الاشراف ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني عيينة والاقرع. واتبع هواه وكان امره فرطا ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا. قال فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا بلغنا الساعة فاذا بلغنا فاذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم. هذا الحديث وقد اخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره عند معنى الاية لبيان سبب نزولها. قال الحافظ ابن كثير هذا حديث غريب. فان هذه الاية مكية والاقرع ابن وعيينة انما اسلم بعد الهجرة. نقدا لمتن الحديث بهذا السند. الاقرع بن حابس وعوينة وابن حصن الجزاري ما اسلم الا بعد الهجرة والاية مكية في سورة الانعام فلا يستقيم ذكرها سببا لنزول الاية. ولهذا فاصح منه الرواية الثانية التي اوردها الطبري رحمه الله في تفسيره من حديث ابن مسعود قال مر الملأ من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين. فليس في الرواية ذكر الاقرع ولا عيينا. فقالوا يا محمد بهؤلاء من قومك اهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا؟ انحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنا فلعلك ان طردتهم ان نتبعك. فنزلت الاية ثم ذكر ابن جرير رحمه الله من طريقين اخرين. ورواه احمد ايضا بهذا المعنى. وقال ابن كثير رحمه الله في رواية اخرى عن سعد قال نزلت الاية في ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابن مسعود. قال كنا نستبق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندنو منه ونسمع فقالت قريش تدني هؤلاء دوننا فنزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجهه وقد اخرجه الحاكم ايضا في مستدركه وقال على شرط الشيخين. نعم. قال محمد بن الحسين احق الناس باستعمال هذا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل القرآن. اذا جلسوا لتعليم القرآن يريدون به الله عز وجل. قال حدثنا نعم قال حدثنا الفريابي قال حدثنا يزيد ابن خالد ابن ابن موهب الرملي قال حدثنا عيسى ابن يونس عن هارون عن ابن عن هارون ابن ابي وكيع قال سمعت زادان ابا عمرو يقول ابا عمر يقول دخلت على ابن مسعود رضي الله عنه فوجدت اصحاب الخز واليمنية واليمنية قد سبقونا الى مسجد قال دخلت على ابن مسعود هذا يقوله زادان وهو مولى كان لقصته في هدايته على يده ابن مسعود رضي الله عنه قصة طريفة قال دخلت على ابن مسعود فوجدت اصحاب الخز واليمني. ماذا يقصد؟ هذي انواع من الثياب الفاخرة الخز نوع من الثياب الفاخرة. واليمنية اقمشة تأتي من من برد اليمن. ولم يكن مثلها بارض الحجاز ولا حتى في تلك الاماكن فكانت مضرب المثل كما تقول اليوم الاقمشة السويسرية ونحوها من الفاخرة التي لا يقوى على شرائها كل احد ولا على ارتدائها الفقراء. قال فوجدت اصحاب الخز واليمنية قد سبقوني الى المجلس. مجلس من مجلس ابن مسعود القصة يرويها زادان مع ابن مسعود رضي الله عنه قال فوجدتهم قد سبقوني الى المجلس نعم فناديته يا عبد الله من اجل اني رجل اعمى ادنيت هؤلاء واقصيتني فقال ادنه فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس. مع ان ابن مسعود ما اقصاه هو تأخر ووجد هؤلاء قد سبقوه ومع ذلك تلطف معه ابن مسعود رضي الله عنه لئلا يقع في نفسه شيء الرجل اعمى قال يا يا ابن مسعود او يا ابا عبدالرحمن يعني ادنيت هؤلاء واقصيتني من اجل اني رجل اعمى؟ قال دنوا قال فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس. يعني كان هو اقرب الناس اليه المباشر له في الجلوس. نعم. قال محمد بن الحسين واحب له اذا جاءه من يريد ان يقرأ رأى عليه من صغير او حدث او كبير ان يعتبر كل واحد منهم قبل ان يلقنه من سورة البقرة ان يعتبر يعني ان ينظر او او يعرف حاله الاعتبار معرفة الحال. يعني اذا جاءك طالب جديد قبل ان تضع له برنامجه وهذا يعرفه عامة والمعلمين في الحلقات ان جاءه الطالب الجديد صغيرا كان او كبيرا او حدثا اول ما يعلمه يحاول ان يكشف مستواه هذا هو والاعتبار هل هو مبتدأ جديد تماما؟ لا يحسن شيئا؟ ام قد حفظ قسطا من القرآن ويريد الاكمال؟ ام يريد الظبط والاتقان؟ قال اعتبره قبل ان يلقنه من سورة البقرة. نعم. يعتبره بان يعرف ما معه من الحمد الى مقدار ربع. الحمد يعني الفاتحة نعم الى مقدار ربع او اكثر مما يؤدي به صلاته. ويصلح ان يؤم به في الصلوات اذا احتيج اليه. فان كان يحسنه وكان تعلمه في الكتاب اصلح من لسانه وقومه حتى يصلح ان يؤدي فرائضه. هذا من النظر العجيب الحكيم للسلف اذا جاءك المتعلم صغيرا كان او كبيرا. فاول ما ينبغي ان تعطيه ان يكون معه قدر من القرآن. قال هنا ربع سبع السبع اصغر من الثمن. الجزء اليوم نقسمه ثمانية اجزاء. من العلامة الى العلامة. ربع الحزب هي ثمن الجزء. فاذا كان ثمن الجزء لا يتجاوز صفحتين في الغالب فيقول ربع هذا السبع السبع اصغر من الثمن. فربعه يعني الاقل من خمسة اسطر. ربع صفحة تقريبا يقول يبدأ فيحتاج ان يعطيه من القرآن مقدار ربع يعني حتى لو سورة من قصار السور. تدري ليش؟ يقول مما يؤدي به صلاته ويصلح ان يؤم به في الصلاة اذا احتيج اليه. هذا مهم هذا هذا اولا علمه الفاتحة وقدر ما تيسر من ولو ربع سبع من اجل ان يكون معه ما تصح به صلاته وامامته اذا احتيج الى امامته. لاحظ ما قال اذا اب لانه ليس للامامة. يؤم القوم اقرأهم. لكن متى احتيج اليه؟ قد يكون هو بالقدر القليل معه هو اقرأ اصحابه وجماعته في تلك الساعة فيؤم اذا احتيج اليه. فهذا النظر من السلف نظر بعيد المدى. يخرجون عن دائرة الحلقة والتعليم الى قضية من ما الذي يحتاج اليه ليصلح عبادته بينه وبين ربه وتصح صلاته. فكانوا ابعد في النظر انهم معلمين وناظرين الى احوال الناس مؤدبين لهم ومعطينهم من القراءة ما تقوم به عبادتهم في الصلوات. نعم. ثم يبتدأ ثم يبتدأ فيلقنه من سورة البقرة واحب لمن يلقن اذا قرأ عليه القرآن اذا قرئ عليه ان يحسن الاستماع الى من يقرأ عليه. ولا يشتغل عنه بحديث ولا غيره. فبالحري ان ينتفع به من يقرأ عليه وكذا ينتفع هو ايضا ويتدبر ما يسمع من غيره. وربما كان سماعه للقرآن من غيره له فيه زيادة منفعة واجر عظيم ويتأول قول الله عز وجل واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. هذا ادب جليل من اداب بمعلمي القرآن في الحلقات وفي غيرها من المجالس والمساجد. الادب هو تمام الانصات وحسن الاستماع لم؟ لان المتلو الان كلام الله. وكلام الله ينبغي ان يكون له من التعظيم في القلوب والاسماء ما يظهر على المعلم اولا قبل غيره. فيكون عنده من شدة التعظيم بحيث ينصت ويستمع ويترك الشواغل. يترك الانصراف اتركوا الحديث يترك النظر في غيرها من القضايا. قال رحمه الله احب لمن يلقن اذا قرئ عليه ان يحسن الاستماع. الى من يقرأ عليه ولا يشتغل عنه بحديث ولا غيره. هذا اولا تعظيما لكتاب الله. وثانيا لان غرض المتعلم عندما جاء يقرأ ماذا يريد؟ ماذا يريد المتعلم؟ يريد الانتفاع وتصويب القراءة وتصحيح التلاوة اذا اشتغل عنه استاذه فكيف يستفيد؟ اذا سينصرف المتعلم ولم يأخذ حظه من الافادة والتعليم. فربما مر بالكلمة او الاية اخطأ فيها لحن فيها بدل غير ما استقام فيها لسانه. ولان معلمه منشغل عنه فاته التنبيه عليه. هذا مأخذ ثان واما الثالث الذي ذكره المصنف هنا فهو انتفاع المعلم بما يستمع. يا اخوة هذا في غاية الاهمية لطالما ظننا معشر المعلمين اننا عند جلوسنا لاستماع القرآن من طلابنا والاخذين علينا اننا اننا من يعطي وهم من يأخذ اننا من ينفع وهم من ينتفع يا رجل انت باستماعك للقرآن تتعبد الله كما هو ويتعبد بالتلاوة هو يقرأ ولقرائته اجر عبادة وانت تستمع ولاستماعك اجر عبادة واذا قرأ القرآن فاستمعوا قال يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل؟ قال نعم فانا احب ان اسمعه من غيري. هذا ما اخذ عجيب وعظيم جدا ينبغي لمعشر المعلمين الالتفات اليه بعناية. ولانك في عبادة لا يليق بك ان تنشغل وانت تتعبد الله الله تعالى بها امر رابع تزيده فوق ذلك ما يحصل من الانتفاع بالسماع تدبرا وتحريكا للقلوب بايات القرآن تأملوا ايضا في هذه قد يقول قائل لكن معلم القرآن له قراءته للقرآن التي ينتفع بها ويتدبر يا اعزة يحصل من التدبر بسماع القرآن ما لا يحصل بقرائته لمن يقرأ. وهذا ملاحظ ومجرب لان القراءة ينصرف فيها جزء من الهم وجهد الفكر الى القراءة والتلاوة والسلامة من الاخطاء فمهما جمع من الهم لصرفه للتدبر لن يجتمع له بقدر تفرغه وهو يستمع. فالاستماع انت متفرغ تماما بل ويحصل لك من احضار القلب واجتماعه لسماع الايات والتأمل والتدبر في معانيه ما لا يحصل لك وانت تقرأ. ثم ان المعلم في اذا جلس في الحلقات عشية كل يوم من العصر الى المغرب او الى العشاء. هي ساعات اطول ما يقضيها في اليوم ولا يقضيها الا مستمعا افيفوت حظه من التدبر والتأمل لمعاني القرآن لان عامة وقته قضاه معلما لا متعلما ومستمعا لا قال من اجل ذلك كله يؤكد المصنف واحب لمن يلقن اذا قرئ عليه ان يحسن الاستماع الى ان قال وكذا ينتفع هو ايضا ويتدبر ما يستمع من غيره وربما كان سماعه للقرآن من غيره فيه زيادة منفعة واجر عظيم. نعم. فاذا لم يتحدث فاذا لم يتحدث مع غيره وانصت اليه ادركته الرحمة من الله سبحانه. وكان انفع وكان انفع او للقارئ وكان انفع للقارئ عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه اقرأ علي. قال فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري. قال حدثنا في الريابي قال حدثنا محمد بن حسن البلخي. قال اخبرنا عبدالله بن المبارك قال اخبرنا سفيان عن سليمان يعني الاعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبيدة عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي. فقلت اقرأ عليك وعليك انزل. قال اني احب ان اسمعه من غيري قال قال فافتتحت سورة النساء فلما بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال لفرأيت عيناه عينيه تذرفان. قال لي حسبك صلى الله عليه واله وسلم. نعم. قال محمد بن الحسين واحب احب لمن كان يقرئ الا الا يدرس عليه وقت الدرس الا واحد. لا يدرس عليه وقت الدرس الا واحد نعم يعني لا يستمع الا الى واحد هل معنى هذا انه يمتنع ان يستمع الى اكثر هو قال ولا يكون ثانيا معه. هذا التمام والكمال ولا شك في هذا. هذا الانفع و هو الافضل وهو الاحرى بالنفع للمعلم وللمتعلم. لان توجيه الهم وحسن التركيز الى واحد ليس كالاثنين. وليس الثلاثة ولا ما هو فوق ذلك. لكن من حيث الصنعة هل يحق او يمتنع للمعلم ان يستمع الى اكثر من واحد هل يصوغ او لا يسوء ها يصوغ او لا يسوغ للمعلم ان يستمع الى اكثر من واحد والذي يقول يصوغ يعني كم اكثر شيء اثنين ثلاثة؟ اربعة طب هذا لا يقال فيه جواب باطلاق. يسوء او لا يسوء لانه يصوغ بقيود ولا يصوغ بغيرها. يسوغ لمن كان مقتدرا متمكنا واوتي من حسن تأتي والانتباه وحدة الذهن وصفائه بحيث لو قرأ عليه اثنان او ثلاثة ميز الخطأ واستطاع ان ينبه ويتابع ويصوب. فمن لم يكن كذلك لا ينبغي له الا الاقتصار على واحد. هذا من حيث الصنعة. طيب فان قلنا يسوء وكان المعلم قد استجمع مثل هذه الصفات وكان قادرا على الاستماع لاثنين وثلاثة واربعة لكن ايهما افضل؟ ان سمع لاكثر من واحد او ان يقتصر على واحد. لا شك ان الافضل الاقتصار على الواحد. نعم. ولا يكون ولا يكون ثان مع فهو انفع للجميع. واما التلقين فلا بأس ان يلقن الجماعة. اما التلقين فلا بأس ان يلقن الجماعة. التلقين يعني ان يقرأ المعلم الاية او جزءا منها ويقرأون خلفه تردادا وتلقينا ليتعلموا صفة القراءة. هنا لا بأس ان يكونوا جماعة لان الصوت الواحد يقوم مقام الواحد في الاستماع اليه. وينبغي لمن قرأ عليه القرآن فاخطأ فيه القارئ او غلط الا يعنفه وان يرفق به ولا عليه ويصبر عليه فاني لا امن ان يشكو عليه فينفر عنه مهما كان الخطأ من المتعلم ولو كان الخطأ ادى الى تحريف في الاية السؤال الان هذا الطالب لما اخطأ اتعمدا اخطأ في القراءة وحرف فيها عمدا لا هو جاء متعلما ثم هذا الخطأ واصناف تارة يكون الخطأ عن سبق اللسان. حيث اذا نبه الطالب انتبه وتارة يكون بصعوبة عنده في اللسان والنطق فهذا احرص ما يكون على الرفق به واحتماله حتى يستقيم لسانه. وتارة يكون مثلا ضعف في الاستعداد والتجهيز والتحضير فاخطأ لانه ما حفظ جيدا او ما استعد كما ينبغي. في كل الاحوال قال ينبغي للمعلم ان يصبر يرفق ولا يجفو لان ربما اصاب بعض المعلمين حدة فاذا اخطأ الطالب احتد عليه في التنبيه واشتد عليه ربما نهره او ضربه على الخطأ او عاقبه او سبه او شتمه او انه اذا وقع في خطأ فحرف الاية نهره كل ذلك لا ينبغي ان يحمل المعلم على شيء من تلك المواقف. لان الكلام كلام الله والمجلس تعليم لكتاب الله. لكن بعض المعلمين يراها من باب الزجر والتأديب بالمتعلم اذا كثر منه الخطأ. يعني صوب له الدرس او السورة. وطلب منه تصويبه فعاد ثانية وثالثة ورابعة. ولا يزال يتكرر معه الخطأ هذا باب اخر حكمة المعلم في تعليم المتعلم. يحتاج احيانا الى شيء من الزجر. يحتاج الى شيء من لفت النظر يحتاج الى شيء من ايقاظهم بتوبيخ مثلا او بتقريع حتى يستحث همته للانتباه لمزيد من الحرص والعناية. فهذه ابواب اخرى من اساليب التعليم وادواته ليس يقصد بها المصنف رحمه الله هنا الا الاصل العام الاحتمال والرفق والصبر حتى يتعلم المتعلم قراءته لكتاب الله الكريم. نعم. فاني لا امن ان يشفوا عليه فينفر عنه وبالحري الا يعود الى المسجد. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال علموا ولا تعنفوا فان خير من المعنف. وقال صلى الله عليه وسلم انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. هذه الاخبار التي ساقها هنا مرسلة سيسوقها مسندة في الاحاديث الاتية. نعم. قال حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال حدثنا بشر بن الوليد تحويله. وحدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا اسماعيل بن عياش عن حميد بن ابي سويد عن عطاء بن ابي رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علموا ولا تعنفوا فان المعلم خير من المعنف نعم عامة المرويات للحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ علموا ويسروا ولا تعسروا واذا غضب احدكم فليسكت. نعم قال حدثنا ابو القاسم عبد الله ابن عبد العزيز قال حدثنا علي ابن الجعد قال اخبرنا شعبة عن ابي التياح عن ابي الدياح عن ابي قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا. حديث متفق عليه واما حديث انما بعثت ميسرين ولم تبعثوا معسرين فهو ايضا عند البخاري. نعم. قال اخبرنا ابو عبدالله قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا عن بسة ابن عبد الواحد عن عمرو بن عامر قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلموا العلم تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وليتواضع من تعلمون ولا تكونوا جبابرة العلماء. فلا يقوم علمكم بجهلكم. اسناد الرواية عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هنا قطع ورواه ابو نعيم في الحلية موصولا وفي سنده ضعف. والمعنى الصحيح الاثر هذا في معانيه التي استقيت منها الجمل تعود الى اصول شرعية الصحيحة تعلموا العلم وتعلموا للعلم الحلم والسكينة. وتواضعوا لمن تعلمون وليتواضع لكم من تعلمون ولا تكون جبابرة العلماء يعني قسوة وغلظة وتكبرا فلا يقوم علمكم بجهلكم. لان الكبر والخويل وترك التواضع جهل. فالعلم الذي يحمله صاحبه قد لا يقوم به جهله الذي يصدر عنه. نعم. قال محمد ابن الحسين فمن كانت هذه اخلاقه انتفع به من يقرأ عليه. اذا ذكر الاخلاص وذكر التواضع وذكر الصبر وذكر الحلم. وذكر القبلة وذكر حسن الاستماع وعدم الانشغال. كل تلك اخلاق قال من كانت هذه اخلاقه انتفع به من يقرأ عليه ثم اقول انه ينبغي لمن كان يقرأ القرآن لله جلت عظمته ان يصون نفسه عن استقراء الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن. وان لا يستخدمه ولا هذا ادب جديد. عدم طلب الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن. عدم البحث عن المصالح شخصية والاغراض الذاتية والانتفاع من من يقرأ عليه القرآن. والا يستخدمه ولا يكلفه يقوم فيها واختار له اذا اذا عرضت له الحاجة ان يكلفها لمن لا يقرأ عليه. واحب له ان يصون القرآن عن ان تقضى له به الحوائج فان عرضت له حاجة سأل مولاه الكريم قضاءها فاذا ابتدأه احد من اخوانه من غير مسألة منه فقضاها له شكر الله عز اتصانه عن المسألة والتذلل لاهل الدنيا. وسهل له قضاءها ثم يشكر لمن اجرى ذلك على يديه. فان هذا واجب عليه. هذا كله من دقيق الاخلاق ورفيعها التي لا يقوى عليها الا من صفت نفوسهم وجردوا نياتهم لله عز وجل ليس هذا يا كرام تأملوا جيدا ليس هذا منعا ولا تحريما من ان ينفع المؤمنون بعضهم بعضا وان يجد الاستاذ والشيخ من طالبه والمتعلم عنه ما يستطيع ان ينتفع به منه لقضاء حاجة او بذل او تقريب بعيد او تيسير امر هذا ليس ممتنعا. لكنه لا شك ليس كمثل التجرد التام وقطع العلائق والنظر والهمة والقصد بالقلب الى شيء من ذلك ابدا. يعني شتان يا اخوة ولا ولا يمكن ان يقاس تجريد النية على وجه التمام وتخليصها عن كل لقاء حاجة وشائبة وقصد وغرض ليس يستوي كمن طلب شيئا واحتاج شيئا وتعلق قلبه بشيء فان النية كلما خلصت لله كانت لصاحبها اعظم في ميزانه يوم يلقى الله هذا يقول لا ينبغي ان يكلف من يقرأ عليه ولا يستخدمه فانه يصون نفسه عن استقظاء الحوائج. قال واحب ان يصون القرآن عن ان تقضى له به الحوائج. فان الناس اذا سارعت اليه ولا شك يا اخوة ان الطالب اذا اجن استاذه واحبه واراد اراد ان يرد شيئا من الجميل اليه سيبادر اكراما لمن اكرمه ووفاء لمن اعطاه وردا لشيء من الجميل هذا كله خلق الكريم ليس ينهى عنه لكن المصنف يقصد مرتبة رفيعة. يصعد اليها اهل القرآن بما شرفهم الله به من القرآن والا يكون القرآن سلما يصلون به الى مطامعهم. لان الباب هذا اذا فتح واستسهلت اليوم امرا يسيرا. غدا بك الشيطان ثم تكبر الفجوة وتجد نفسك من غير ان تشعر في يوم من الايام تبدأ تتاجر بالقرآن وانك لن تعطي الا اذا اخذت. ولن تعلم الا اذا قدم لك. ولن تنفتح وتبذل وقتك وتعليمك الا انت تفاوض وتشارط كم وبكم ومتى والى متى؟ هذا المسلك الذميم الذي لا يختلف اثنان على المنع منه شرعا ما بدأ فجأة. يبدأ بخطوة يسيرة. فيلتفت العلماء والصفوة من السلف الى اغلاق هذه الابواب نعم وقد رويت فيما ذكرت اخبار فيما ذكرت وقد رويت فيما ذكرت اخبار تدل على ما قلت. وانا اذكرها ليزداد الناظر في كتاب بنا بصيرة ان شاء الله تعالى. قال حدثنا ابو الفضل العباس ابن يوسف الشكلي قال حدثنا اسحاق بن الجراح الاذني قال حدثنا كان الحسن بن الربيع البوراني قال كنت عند قال كنت عند عبد الله ابن ادريس فلما قمت قال لي سلع سل عن سعر الاسنان فلما مشيت ردني المشاهير العلماء في اجلة اتباع التابعين عبد الله بن ادريس قال الحسن ابن ربيع البوراني كنت عند عبدالله بن ادريس. كان عنده في مجلسه وهو يتعلم عنده. قال فلما قمت قال لي سل عن سعر الغشنان هذا نوع من الغسول. كان يستخدم اه يستخدمه الناس اما لغسل الابدان او غسل شيء مما محتاجون وشناق فهو نوع من ما تقول مثل الصابون الذي له رغوة ويمكن ان يستفاد منه. فقلت له سل عن سعر الاشناع شف لي هو بكم في السوق ما قال له اشتري واعطيني. قال فقط سل عن سعره. نعم. فلما مشيت وردني فقال لا تسأل فانك تكتب مني الحديث وانا اكره ان اسأل من يسمع مني الحديث حاجة حتى لو كان سؤال عن سعر الشيء في السوق. وليس عن شرائه ولا طلب اهدائه الحصول عليه لا هو مجرد طلب لسؤال. نعم. قال وحدثنا ابو الفضل. قال حدثنا اسحاق بن الجراح. قال خلف بن تميم مات وعليه دين فاتيت حمزة حمزة الزيات فسألته ان يكلم صاحب الدين ان يضع عن ابي من دينه شيئا. فقال لي حمزة رحمه الله انه يقرأ علي القرآن وانا اكره ان اشرب من بيت من يقرأ علي القرآن الماء. هذا اتى لشيخه الامام حمزة لشفاعة ارادها ان يطلبها من رجل كان له دين على ابيه. مات ابوه. فجاء الى شيخه الامام حمزة قال ان القراء السبع المعروف رحمه الله. قال فقلت كلم صاحب الدين ان يضع عن ابي من دينه شيئا يعني ان يتنازل بحيث يقوى ورث وفيهم هذا الذي طلب الشفاعة لابيه ان يرد الدين. وصاحب الدين هذا يعرفه الامام حمزة. فابى الامام حمزة رحمه رحمه الله وقال ويحك انه يقرأ علي القرآن. طيب وما المشكلة يا امام؟ قد تريدنا نطلب منه شفاعة اذا طلبت منه الشفاعة سيستجيب ام سيرفض؟ سيستجيب. باكثر من سبب ليس لامامة حمزة وجلالة قدره بين اهل عصره. فقط ولا لانه شيخه الذي يدرس عنده فقط لكن لان الطلب والسؤال لا يريده الامام حمزة لنفسه. فلا شبهة ابدا انما هي شفاعة لاخر. جاء يستشفع به لقضاء حاجة في مسألة تتعلق بجزء من الدين. ومع ذلك انظر كيف يغلقون الابواب قال ويحك انه يقرأ علي القرآن. وانا اكره ان اشرب من بيت من يقرأ علي القرآن الان. شرط يقول انا لا اقبلها. تريد ما هو اكبر من ذلك؟ مرة اخرى ساقول ليس سرد مثل هذه الروايات ومواقف السلف محمولة على التحريف ولا المنع الشرعي. لكنها التفاتة الى الكمالات وسد الابواب التي تفضي باصحابها مع الى انفتاح ابواب لا يشك في ذمها والمنع منها. نعم. قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل ابن عياض يقول ينبغي لحامل القرآن الا تكون له حاجة الى احد من الناس الى فمن دونه وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه. نعم سبق في المجلس الماضي ذكر رواية الفضيل ابن عياض رحمه الله هذه المذكورة والتعليق عليها قال حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا اسحاق بن سليمان الرازي وابو النظري قال عن ابي جعفر عن الربيع ابن انس قال مكتوب في التوراة علم مجانا كما علمت مجانا. علم مجانا كما علمت مجانا. لما كنت صغير تتعلم ما كانوا يأخذون على تعليمك شيئا فعلم كما علمت والمقصود ان يبقى ديدن التعليم وسلسلة التعليم يتوارثها الاصاغر عن الاكابر والتلامذة عن الشيوخ احتسابا لوجه الله فان اصل التعليم قام على هذا المبدأ الكبير وهو بذله احتسابا ونشرا للعلم. نعم. قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن ابن الحسن ابن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا شجاع بن مخلد قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن هشام الدستوائي عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي راشد الحبراني قال قال عبد الرحمن بن شبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تشفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا. الحديث صحيح قد اخرجه الامام احمد في مسنده بلفظ قريب من هذا. اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه الغلو وممنوع شرعا ولو كان في قراءة القرآن. ومن الغلو فيه التنطع في قراءتهم ومن الغلو الاسراع والتعجل في قراءته الى حد الهزرمة ومن الغلو ختمه في اقل من ثلاثة ايام كما ارشد عليه الصلاة والسلام عبدالله بن عمر بن العاص. والغلو في العبادات والا ما جاء النهي عنه. فالغلو ممنوع ولو كان في قراءة القرآن. قال ولا تجفوا عنه الجفاء هو الابتعاد عنه وضد الزهد فيه والاعراض عنهم عياذا بالله. قال ولا تأكلوا به ولا تستكثروا. نعم. قال حدثنا ابو العباس احمد بن سهل الاسناني قال حدثنا بشر بن الوليد بن الوليد قال حدثنا فليح ابن سليمان عن عبد الله ابن عبد الرحمن ابن عن سعيد ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. لم يجد عرف الجنة يعني ريحها. ومن حرم بالريحها فاحرى به ان يحرم من دخولها عياذا بالله. وهذا الوعيد مصب باي شيء؟ قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا. وهذا والله من اشد النصوص التي وردت في واعيد على من امتهن العلم وابتذله وجعله سلما كما قلت يرتقي به الى الاغراض الدنيوية الدنية. والنيات وحلها الصفاء والاجلال عن مثل هذه المقاصد المنحطة. الحديث صحيح اخرجه ابو داوود وابن ماجة وغيرهما. قال اخبرنا ابو عبدالله محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن اسماعيل الحساني قال حدثنا وكيع وكيع قال حدثنا وكيع قال ثنى سفيان عن واقد مولى زيد ابن خليد مولى زيد ابن خليدة عن زادان قال من قرأ القرآن يتأكد به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. زادان من التابعين فالحديث مرسل. نعم. قال حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا شعيب بن ايوب قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا معاوية النصري عن الضحاك عن الاسود بن يزيد وقال تغير شعيب وعلقمة ولم ارى في وقال غير شعيب وعلقما وقال غير شعيب وعلقمة ولم ارى شعيبا ذكر علقمة. الضحى في السند الاول يروي الحديث عن الاسود بن يزيد. وقال غير شعيب من شيوخ شيخ الاجر يروي الحديث عن الاسود وعلقمة معا. قال ولم ارى شعيبا ذكر علقمة. نعم. قال قال عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه ووضعوه عند اهله سادوا به اهل زمانهم ولكنهم لاهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا على اهلها. سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهم هما واحدا اذا هم اخرته كفاه الله عز وجل هم دنياه. ومن تشعبت به الهموم في احوال الدنيا لم يبالي لم يبالي الله تعالى في اي اوديتها هلك هذا الحديث بسند المصنف ضعيف والحديث ضعيف جدا في سنده متروك. وهو هنا بسند الامام الاجر ايضا منقطع السند. وفيه جزئان في الرواية جزء الثاني منه الحديث من جعل الهموم هما واحدا هم اخرته كفاه الله هم دنياه. ومن تشعبت به الهموم في احوال الدنيا ان يبالي الله في اي اوديتها هلك صححه الالباني رحمه الله في غير ما طريق في هذا الجزء المرفوع لكن الجزء الاول الموقوف عليه ابن مسعود في قوله لو ان اهل العلم صانوا العلم ووظعوه عند اهله سادوا به اهل زمانهم لكنهم بذلوه لاهل الدنيا لينالوا من دنياهم وعلى اهلها عبارة رائقة بديعة جميلة فيها تلفتة لاهل العلم الى العناية بالخلق الكريم وان العلم انما يرتفع قدره برفع اهله له. وينحط وليس العلم منحطا. لكنه ينحط قدره بقدر ابتداء عند اهل زمانهم عياذا بالله. هذا المعنى البديع الذي اشتهر بين طلبة العلم في ابيات تنسب لابي الحسن الجورجاني رحمه الله يحفظها عامة طلبة العلم فيها المعاني اللطيفة يقولون لي فيك انقباض وانما رأوا رجلا عن موقف الذل احجما ارى الناس من داناه هان عندهم ومن اكرمته عزة النفس اكرم ولم اقض حق العلم ان كان كلما بدا طمع صيرته ريس لما لا ان قال ولو ان اهل العلم صانوه صانهم. ولو عظموه في النفوس لعظم. ولكن اهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالاطماع حتى تجهما. فان قلت جد العلم كاب فانما كأنما كبى حين لم يحرص حماه واسلم. وما كل برق لا حي يستفزني ولا كل من في الارض ارضاه منعما. الى اخر رحمه الله في ابيات تصف شأن العلم ومكانته وما ينبغي لاهله وحملته من العناية بقدره. نعم. قال حدثنا ابو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا ابراهيم بن مهدي قال حدثنا احمد بن عبدالله فيروز قال حدثنا العباس ابن بكار الضبي الظبي قال حدثنا عيسى ابن عمر النحوي قال اقبلت حتى اقمت عند الحسن فسمعته يقول قرأ هذا القرآن ثلاثة رجال فرجل قرأه فاتخذه بضاعة ونقله من بلد الى بلد. ورجل قرأه فاقام على حروفه وضيع حدوده. يقول اني والله لا تسقط من القرآن حرفا كثر الله بهم القبور واخلى منهم الدور هذا الحسن البصري رحمه الله وقد تقدمت هذه الرواية عنه موجزة في المجلس يقول اصناف من يأخذ القرآن ثلاثة فذكر صنفين وذمهما اشد الذم. صنف يقول اتخذه بضاعة ونقله من بلده الى بلد فقط يسافر من مكان الى مكان ليبحث عن مهنة يتأكد فيها بالقرآن. فاذا ام اراد اجرة على الامامة واذا تعلم القرآن اراد اجرة واذا اتخذوه قارئا في المحافل في الولاء في العزاء في المجالس في الافراح والاتراح لم يكن الا اجرة هو كجهاز ان اعطي مالا قرأ القرآن وان لم يعطى سكت قال هذا اتخذه بضاعة يتنقل به من بلد الى بلد والاخر قرأ فاقام على حروفه وضيع حدوده. هذا الصنف المذموم ايضا الذي وان اقتصرت همته على القراءة وحسن والابداع في تلاوته وتزيين المجالس بتحبير قراءته لكنه لا يرى بالقرآن اثر في حياته. هاتكم لحدود الله مضيع للواجبات زاهد في السنن معرض عنها. ان عرف بين الناس فلا يعرض فلا يعرف الا بالتطريب والنغم وحسن الصوت ليس الا والا فليس للقرآن في حياته وزن ولا في ثقله في المجتمع اثر فهذا ايضا صنف ذميم يقول الحسن البصري يقول اني والله ما تسقط من القرآن حرفا وقد اسقطه والله كله. قال فكثر الله بهم القبور واخلى منهم الدور. يدعو عليهم بالفناء ان لان مثل هؤلاء شؤمهم وعاقبتهم وفسادهم اعظم مما يرجى من الخير الذي جعله الله ايديهم للقرآن الذي لم يقوموا بحمده. فوالله فوالله لهم اشد كبرا من صاحب السرير على سريره. صاحب السرير على سريره يعني اصحاب المناصب اصحاب الارائك اصحاب الامر والنهي والسلطان والجاه العظيم. ومن صاحب المنبر على منبره ورجل قرأه فاسهر عليه الصف الثالث ورجل ورجل قرأه فأسهر ليله واظمأ نهاره ومنع شهوته. فجثوا في براثنهم في محاربهم بهم به ينفي به ينفي الله عنا العدو. بهم ينفي الله بهم بهم ينفي الله عنا العدو وبهم يسقينا الله الغيث وهذا الدرب من القراء اعز من الكبريت الاحمر. الكبريت الاحمر هذا نادر الوجود. فاذا ارادوا ظرب مثال للندرة قالوا اعز من الكبريت الاحمر. يعني يرى الحسن البصري رحمه الله منذ زمن التابعين ذاك. ان هذا الصنف من القراء قليل النادر واذا كان هذا يقال في ذلك الزمان فما عسانا ان نقول اليوم؟ ليس هذا يا اخوة تشاؤما وليس تعميما ايضا السوء والنقص على عامة القراء حاشا والله. لكنها في المقابل دعوة الى ان ترتقي الهمم باصحاب القرآن الى ان يكونوا في هؤلاء الندرة الى ان يكونوا في عداد هؤلاء القلة الى ان ترتقي بهم هممهم وتسمو بهم اخلاقهم وترتفع بهم مقاصدهم الحقوا بهذا الشرف ويدركوا هذه الصفوة وان كانت قليلة نادرة فليكونوا من عدادهم