قال محمد بن الحسين الاخبار في هذا المعنى كثيرة. ومرادي من هذا نصيحة لاهل القرآن لئلا يبطل سعيهم. انهم طلبوا به فالدنيا حرموا شرف الاخرة. اذ يتلونه لاهل الدنيا طمعا في دنياهم. اعاذ الله حملة القرآن من ذلك. فينبغي لمن يجلس يقرأ يقرؤ المسلمين ان يتأدب بادب القرآن يقتضي ثوابه من الله عز وجل. يستغني بالقرآن عن كل احد من الخلق. متواضع في نفسه كن رفيعا عند الله. قال حدثنا علي بن اسحاق بن زاطيا قال قال اخبرنا عبد الله بن عمرو القواريري قال قال اخبرنا حماد بن زيد قال سمعت ايوب يقول ينبغي للعالم ان يضع الرماد على رأسه تواضعا لله عز وجل. ينبغي للعالم ان يضع الرماد كناية عن التواضع وليس المراد به حقيقة اللفظ وضع الرماد اشارة الى الاخبات والتواضع والاعتراف بقلة الانسان نفسه فكل ما كان من باب هضم النفس واحتقارها جاء محمودا في لسان الشريعة وكلام السلف رحمهم الله تعالى نعم. باب ذكر اخلاق من يقرأ القرآن على المقرئ. لما انتهى رحمه الله من باب اخلاق الشيوخ والاساتذة ومن يقرأ القرآن انتقل الى الطرف الاخر وهنا تفتح الاذان لكل متعلم القرآن وطلاب القرآن ومدارس الحلقات والمدارس والمساجد ان يتعلموا هذا الادب في اخلاقهم عند تعلمهم لكتاب الله عز وجل. قال محمد بن الحسين من كان يقرأ على غيره ويتلقى فينبغي له ان يحسن الادب في جلوسه بين يديه ويتواضع في جلوسه ويكون مقبلا عليه. هذه اولى الاخلاق. حسن الادب والتواضع حسن الادب لانه يجلس بين يدي معلم وشيخ واذا كانت العرب تقول من علمني حرفا صرت له عبدا فما بالك بمن كتاب الله وينطق لسانك بكلام الله هذا اجل ما يكون واعظم بالادب. واما التواضع فلانه ربما كان المتعلم في جاهه او منزلته او منصبه في المجتمع مع اسرته اعلى من استاذه. وانا ما قلت انما قلت ان يكون في جاهه ومنصبه يعني من هذه الحيثية. والا ففي مقام التعلم لا احد يعلم فوق معلمه مقدار ذرة مهما بلغ به الرتب في الدنيا يبقى للمعلم رتبة التعليم وفضله وشرفه. قال ويتواضع في جلوسه ويكون مقبلا عليه. نعم. فان ضجر عليه احتمله وان زبره احتمله ورفق به. هذا الخلق الثاني احتمال الاستاذ. ان صخب عليه ينضجر عليه يعني عنفه في يوم او رفع صوته او وبخه او عاتبه او عاقبه. فينبغي له احتماله. وان زبره احتمله وفق به يعني زجره وعنفه. لان المأخذ في ذلك كله ما هو؟ لان الاستاذ لماذا يشتد على طالب يقرأ عنده واول او يحتد عليه او يغلق له في العبارة او يعاتبه باي شيء. لاجل تقويم اعوجاجه. ومزيد انتفاعه فهذا حقه ان يدفع له ثمن ذلك. وثمن ذلك الصبر والاحتمال وسعة الخاطر. لان كل ذلك يهون في مقابل ما يرفعه به في درجات التعليم. واعتقد له الهيبة والاستحياء منه. واحب ايضا خلق ثالث مهم. الهيبة والاستحياء منه. استحياء كما يستحي من والديه. كما يستحي من كل عزيز في نظره من كل رفيع القدر. لان هذا مفتاح التعلم وطالما قالت الشيوخ التعليم باب مفتاحه احترام الاستاذ وهيبته واجلاله. فاذا ضاع المفتاح فلا والله ما فتح الباب. ولا تعلم التلميذ ولا استفاد من شيخه شيئا. طالما لم يؤت بالمفتاح. الهيبة للاستاذ واحترامه والاستحياء منه. ورب طالب كليل الفهم ضعيف النظر قليل البصر محدود الفكر. ذا حياء وادب وهيبة واستحياء من استاذه والله يرزق من العلم والفهم والتوفيق والسداد اضعاف ما يرزق اياه الذكي النابغ الحريص والفطن الكذا الكذا اذا كان منصرفا عن استاذه قليل الادب قليل الحشمة قليل الحياء قليل المهابة لاستويان والله وهذا مما استقرأه الشيوخ والاساتذة عبر الاجيال. ويذكرونه وينصون عليه ومن جرب وجد. وعرف تماما ان مفتاح التحصين هو الادب مع الاستاذ هو الاستحياء منه ومعرفة حقه وقدره هو هيبته واجلاله في النفوس. هذه ليست الدعوة يا اخوة الى القداسة فلا احد معصوم. لكن دعوة الى الادب بالتخلف. وهذا عنوان كبير يبتدأ من النظرة الى الاستاذ والسلام عليه والجلوس بين يديه والقراءة عليه وانتهاء بذكره حين غيبته ولذكره بخير وفضل والدعاء له هذا باب كبير جدا والله ما زالت العلماء توصي به طلابها. ولا صنفت الكتب في اداب طالب العلم الا لحفظ هذا نصل ما الذي يحمله التلميذ والطالب في قلبه لاستاذه من المكانة من المنزلة فكلما ارتفع قدره تواترت عليه الاداب تباعا. وكلما انحط قدره في نفسه باستاذه فقدت هذه الاداب وتبخرت ايضا تباعا ولهذا يقول رحمه الله في موضع بداية الكلام ويتواضع فان صخب احتمل وان زبر رفق واعتقد له الهيبة والاستحياء نعم واحب ان يتلقن ما يعلم انه يضبط هو اعلم بنفسه. شوف قبل ان يدخل المصنف رحمه الله في الكلام على كيف يفعل الطالب يأخذ من المقدار من الايات قبل الدخول في التفاصيل اعطاك الاساس. واتاك المدخل وقال ترى هذه العتبة ان لم تدخل فلا داعي تفاصيل قبل ان تقول كيف ادرس؟ كيف اقرأ؟ كم احفظ؟ كم اقرأ على الاستاذ؟ هذا يأتي ثانيا وثالثا ورابعا. اما اولا فاعرف حقه استاذك وتأدب بين يديه واعرف له مكانته وهيبته واحمل في قلبك الاحترام والمحبة والاجلال والاستحياء فعسى ان يفتح لك الباب وترزق الفائدة والتعلم وما عدا ذلك فلا تتعبن نفسك. نعم قال واحب ان يتلقن احب ان يتلقن ما يعلم انه يضبط هو اعلم بنفسه. ان كان يعلم انه لا يحتمل في التلقين اكثر من خمس فلا ينبغي ان يسأل الزيادة خمس ايش خمس ايات يقول اذا عرف الطالب انه لا يقدر على اكثر من خمس خمس فليقتصر عليها لا يطالب بالزيادة. نعم وان كان يعلم انه لا يحتمل ان يتلقن الا ثلاث ايات لم يسأل ان يلقنه خمسا. فان كان ما يقوى على الخمسة ولا يقوى الا على الثلاثة فليقتصر عليها ولا يطالب استاذه بالزيادة. فان لقنه الاستاذ ثلاثا لم يزده عليها. وعلم هو من نفسه انه يحتمل خمسا سأله ان يزيده على ارفق ما يكون. بالعكس الاستاذ عطاه ثلاث ايات وهو يرى انه يقدر على الخمسة. كيف يطالب بالزيادة قال سأله ان يزيده على ارفق ما يكون. بكل ادب. من غير توجيه بصيغة الامر. زدني او التبجح انا اقوى على زيادة على ذلك فزدني. او اعطني او ان يظل يلح على استاذه واستاذه مثلا يأبى ويرفض كل هذا كما قلت لك تقدير لمعاني الادب بين يدي الاستاذ من الطالب. سأله ان يزيده على ارفق ما يكون. فان ابى لم يزده الطلب لم يزده بالطلب. وصبر على مراد الاستاذ منه. لان في نسخة فان ابى لم يؤذي بالطلب يعني قال يا استاذ لو سمحت جزاك الله عني خيرا لو زدت لايتين الى خمسين فانا اعدك ان احفظها غدا بحسن الادب والرفق فقال استاذه لا بل يكفيك هذا اليوم. ثم قال لكنني استطيع. فقال يكفيك ان فلا ينبغي ان يلح في الطلب. يرون الالحاح في الطلب سوءا من الادب. مع الاستاذ. قال فان ابى لم يؤذه بالطلب على مراد الاستاذ منه فانه فانه اذا فعل ذلك كان هذا الفعل من منه داعيا للزيادة له ممن يلقنه وان شاء الله ولا ينبغي له ان يظهر من من يلقنه فيزهد فيه. ان يظهر لا ينبغي للطالب ان يحمل استاذه على الضجر منه كيف يتضجر الاستاذ من الطالب واحد بالإلحاح في السؤال اثنين بسوء الادب في التعامل. ثلاثة بعدم الاداء المطلوب اربعة خمسة اي اسلوب يعرف الطالب ان استاذه يضجر منه ينبغي ان يجتنبه قال ينبغي ان يجتنب ما يضجر من يلقنه فيزهد فيه. الاستاذ اذا حمل في نفسه على الطالب تصورا او نظرا انه لا ينبغي ان يفعل ذلك وتكرر هذا الموقف يقع في نفس المعلم زهد في الطالب انه يتعبه انه يضجره وسيخسر الطالب من فائدة استاذه وتعليمه على يديه بقدر ما سيقع في نفس استاذه من فيه واذا لقنه شكر له ذلك ودعا له وعظم قدره ولا يشكو عليه ان جفاف اذا درسه اذا واستفاد اليوم وحفظ الدرس الجديد شكر له ذلك ودعا له. يا رجل انت لو ذهبت الى السوق واشتريت كيلو تفاحة فزادك البقال تفاحة هدية تفرح وتشكره. واذا ذهبت تشتري شيئا فاعطاك فوق قيمة ما دفعت تحو تثني عليه. واذا كنت مع صديق في مشوار فوقف واشترى لك كوب شاهي تشربه معه. تحمد ذلك له نحسن الى الناس في جميلة وشكر وثناء على كوب شاهي وحبة تفاحة. واستاذنا الذي يعلمنا كل يوم كل يوم يعلمنا درسا ويقرؤون اية ولا اشتد عودنا الا على يديه. لا يحسن ان يسمع منا في كل يوم جزاك الله خيرا استاذي رفع الله قدرك. احسن الله اليك اقر عينك بما تحب الى اخر تلك يا اخي كل يوم دعوة. والله لن تخرج شيئا من جيبك لا قيمة كوب شاهي ولا حبة تفاحة. لكن كلمة طيبة ودعوة صادقة. تظهر بها لاستاذك حسن ادبك معه. واجلالك لما يصنع معك ثم يقولون رحمه الله اذا لقنه شكر له ودعا له وعظم قدره. هذا يا اخوة ادب انظر كيف السلف منذ اكثر من الف سنة يذكرون هذا الادب في اخلاق حملة القرآن. نعم. ولا يجفو عليه ان جفا عليه ويكرم من يلقنه ان ان هو لم يكرمه وتستحي منه ان كان لا هو لا يستحيي منك. تلزم انت نفسك واجب حقه عليك. فبالحلي ان يعرف حقك لان هذا هذا ميزان مهم يفتقده اليوم كثير او بعض الطلبة في الحلقات ومدارس القرآن ان لا يعامل استاذه بالمثل بعض الطلبة اذا وجد استاذه مهابا محترما كريما حييا فاضلا وجد الادب معه. واذا وجد استاذا ينقص عنده من الخلق والادب والاحترام نقص هو ايضا معه. يا اخي انت لا تعامله مثلا بمثل. يبقى مهما كان له رتبة الاستاذ وله مكانتها وله فضلها. يقول رحمه الله لا يشفوا عليه ان جفا عليه. يا اخي ماذا ان جفاك؟ بعض الاساتذة يشفوا على استاذه تأديبا يعني كان له موقف واثنان وثلاثة فاراد ان يؤدبه بالجفاء عنه فيعرظ عنه يأتي فيسلم يجلس فلا يلتفت الاستاذ يرد السلام ويتركه. ينتظر الدور ليقرأ فلا يعطيه الدور. واذا قرأ عليه ما اجابه الا بكلمة او كلمتين. نوع من الجفاء يشعر الطالب ان استاذه غاضب او منزعج او متضجر من موقف الامس الذي حصل. او الذي كان بعد الصلاة او لاي سببك هو يعرف بعض الطلاب اذا وجد الجفاء من استاذه جفى هو ايضا. وانكمشت نفسه. فاذا سألته لم؟ قال استاذي ما يكلمني من يومين استاذي لا يلتفت الي ما يعطيني وجه. كلمته مرارا فوجدته ما زال معرضا. يا اخي من اساليب الشيطان ان يحملك على الجفاء ان وجدت الجفاء. وان يحملك على الانصراف اذا وجدت استاذك منصرفا. المطلب هنا بالعكس ان تكون اكثر معالجة لهذا لا تجفوا عند الجفاء ولا توقفوا الاكرام بالاكرام اذا هو ما اكرمك لا تكرمه ليست المسألة مقايضة ان اعطاك تعطيه وان وجدت منه او بذلت له ابدا المسألة هي معالجة لموقف حصل. ماذا يفعل احدكم في بره مع والديه؟ ان رأى والده قد غضب عليه يوما او امه قد غضبت عليه يوما لسبب ما. هل سيحمله ذلك الموقف على ان يزداد ابتعادا يقابله بجفاء واعراضا وجد به اعراضا ابدا. انما هي المسارعة في ردم تلك الفجوة. وهذا لا يكون الا بمزيد بدر من التودد والتلطف والاحسان للوالدين ادب وحق وللمعلم ادب يضرب به في مثله بالوالد. والمعلم وفي مقام الاب الثاني. نعم وتستحي منه ان كان هو لم يستحي منك تلزم انت نفسك واجب حقه عليك للحري ان يعرف حقك. نعم. لان اهل القرآن اهل خير وتيقظ ابن ادب. يعرفون الحق على انفسهم. فان غفل عن واجب حقه فلا تغفل عن واجب حقه فان الله عز وجل قد امرك ان تعرف حق العالم وامرك بطاعة العلماء. وكذا امر رسول الله صلى الله عليه سلم قال حدثنا ابو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال حدثنا احمد بن عيسى المصري قال حدثنا عبد الله بن وهب عن مالك ابن الخير الزيادي من اهل اليمن عن ابي قبيل عن ابي قبيل المعفاري المعافري المعافر عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا قال احمد يعني يعرف حقه. الحديث حسن اخرجه الامام احمد والحاكم في المستدرك والطبراني ايضا قال الهيثم اسناده حسن وفيه المعنى الكبير ان من ادب الامة اجلال الكبير ورحمة الصغير ومعرفة حق العالم. نعم قال حدثنا في الريابي قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال اخبرنا ابن ابن لهيعة ابن لهيعة قال اخبرنا ابن لهيعة عن جميل عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا يدركني زمان ولا ادركه لا يتبع فيه لا يشبع فيه العالم ولا يتبع فيه العالم. لا يتبع فيه العالم ولا ولا يستحى ولا يستحى فيه من الحليب ولا استحيا فيه من الحليم. ولا يستحيا فيه من الحليم قلوبهم قلوب الاعاجم والسنتهم السنة العرب. الحديث ايضا الامام احمد في مسنده افضل درجاته الحسن في السند. والنبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله ان يكون في تزول فيه هذه المعاني اتباع العالم والاستحياء من الحليم. نعم. قال اخبرنا ابراهيم ابن الهيثم الناقد قال اخبرنا قال حدثنا ابو معمر القطيعي قال حدثنا سفيان عن الزهري عن ابي سلمة قال لو لو رفقت بابن عباس لاصبت منه قصة ابي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري. احد الائمة السادات الكبار من فقهاء المدينة وعلمائها وكان له موقف مع ابن عباس رضي الله عنهما اذ كان صغيرا يطلب العلم. فكان له موقف يتناقش فيه ويبدي فوجد نهرا وزجرا يؤدبه بادب الطالب. فلم يصب من ابن عباس رضي الله عنهما علما كثيرا واخذ عن غيره. وابن حبر الامة وترجمان القرآن. يقول لو رفقت بابن عباس لاصبت منه علما. يعني لو احتملت وصبرت لكان لي حظ ابو سلمة هو الذي كان له نقاش مع ام المؤمنين رضي الله عنها فسألها عن حديث فاجابته فقال لها لكن فلانا قولوا كذا فالتفتت اليه وكان صغيرا في مبادئ الطلب فقالت له انما مثلك مثل الفروج. رأى الديكة تصيح فصاح معه كما تقول له يا ولد ما زلت صغيرا على ان تضع رأسك برؤوس العلماء ترى قدرك باقدارهم. قالت ما مثلك الا رأى الديكة تصيح فتصايح معها سمع صياح الديك فرأى نفسه مثلهم ديكا فقام يصيح معهم ولا يبلغ قدرهم ولا ينزل منزلتهم وعلى كل حال فابو سلمة فقيه جليل احد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى اليهم علم الشريعة في زمانهم وهم في طبقة شيوخ الامام مالك رحمه الله. فكان علم المدينة وحديثها وفقهها لا يخرج عنهم وابو سلمة احدهم رضي الله عنهم ورحمهم جميعا قال حدثنا احمد بن سهل الاسناني قال حدثنا قال حدثنا الحسين بن علي بن الاسود قال حدثنا يحيى بن ادم قال حدثنا كن عن ليث عن مجاهد في قول الله تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال الفقهاء والعلماء في تفسير اولي العلم اولي الامر منكم فسرها عامة المفسرين منهم مجاهد كما في سند هذه الرواية العلماء قال اولوا الامر قال العلماء والحكام في لفظ الفقهاء والعلماء فيعود تفسير اولي الامر في الاية الى صنفين الحكام وفي الامة والعلماء فان انهم يصدق عليهم انهم اولوا الامر في امة الاسلام في كل زمان ومكان. والاية تدل على وجوب الطاعة. اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان كان من المعني بالاية العلماء والفقهاء فطاعتهم واجبة لانهم انما يأمرون بمقتضى ما من علم الشريعة. قال وحدثنا يحيى ابن ادم عن مفظل ابن مهلهل عن مغيرة عن ابراهيم مثله قال كما في مجاهد روي ايضا مثله عن ابراهيم النخعي. نعم. قال محمد بن الحسين ثم ينبغي لمن لقنه الاستاذ الا يجاوز ما لقنه اذا كان ممن قد احب ان يتلقن عليه. واذا جلس بين يدي غيره لم يتلقن منه الا ما لقنه الاستاذ. اعني بحرف غير الحرف الذي تلقنه من الاستاذ فانه اعوج عليه واصح لقراءته. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرؤوا القرآن كما علمتم. يشير الامام رحمه الله الى آآ سمت مرحلة كان عليها اقراء القرآن في تلك الاجيال. وهو انه ربما كان انتشار قبل استقرارها على الاحرف السبعة او القراء السبعة الذي كان على يدي مجاهد فمن بعده كان ربما اتى الشيخ الى مسجد في المدينة فوجد شيخا يقرئ بحرف يعني بقراءة. فاذا اتى حيا اخر وجد شيخا يقرئ بقراءة اخرى وربما كان في نفس المسجد يجلس شيخ عند سارية وثاني عند اخرى فيقرأ هذا بحرف غير هذا. بقراءة مختلفة. قال هنا احب اذا كان قد دقنه ان لا يتجاوزه. واذا جلس بين يدي غيره الا يتلقن الا ما لقنه الاستاذ. اعني بحرف غير الحرف الذي تلقنه الاستاذ لان هذا سيشوش عليه في التعليم. وسيخلط عليه القراءة فلا هو ظبط ما تلقنه عن استاذه ولما اخذ من الحرف الجديد عند الاستاذ الاخر. قلت لك هذا في زمن كان يشيع فيه انتشار تعليم القراءات واختلاف الاحرف التي تقرأ بها فربما وجدت في المسجد الواحد عند اكثر من شيخ اكثر من قراءة. يحملون عنه العلم. فقال ينبغي ان يضبط نفسه على الحرف الذي يقرأه وعلى استاذه حتى يتقنه ثم ينتقل الى غيره. واشار الى الحديث يقرأ كما علمتم وسيسوق بعض الروايات له. قال ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا ابو بكر بن عياش قال حدثنا عاصم عن زر عن عبدالله ابن يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت لرجل اقرئني من الاحقاف ثلاثين اية فاقرأني خلاف ما اقرأني الاول فاتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وعلي ابن ابي طالب جالس فقال علي قال لكم اقرؤوا كما علمتم كما علمتم الحديث ايضا عند ابن جرير في تفسيره رحمه الله لكنه ذكر سورة الفرقان وهي اصح سندا مما هنا في سورة الاحقاف والمقصود ان النبي عليه الصلاة والسلام ارشد الصحابة الا تختلفوا. لانه كان قد ثبت في غير ما رواية. هذه منها وقصة عمر مع هشام ابن الحكم ايضا ثانية انه كان يقرئ بعض الصحابة على قراءة الغير التي يقرأ بها الاخر. وارشدهم الا يختلفوا على ذلك. وقد اقرؤوا كما علمتم. يعني انا ماذا علمتك اقرأ به واترك ما علمت به غيرك يقرأ به ليقرأ منكم كل منكم كما علم. فهذا من الادب عند القراءة على الشيوخ والالتزام بالحرف الذي يقرؤه او بالقراءة التي يقرأها على شيخه. نعم. قال وحدثنا ابن صاعد ايضا قال حدثنا احمد بن سنان القطان قال حدثنا يزيد بن هارون قال اخبرنا شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله عن عبد الله رضي الله عنه قال اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فدخلت المسجد فقلت افيكم من يقرأ؟ فقال رجل من القوم انا. فقرأ السورة التي اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يقرأها خلاف ما اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا الى رسول الله فقلنا يا رسول الله اختلفنا في قراءتها فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فليقرأ كل امرئ منكم ما اقرئ. قال محمد بن الحسين من قنع بتلقين الاستاذ ولم يجاوزه فبالحري ان يواظب عليه احب ذلك منه واحب ذلك منه. واحب ذلك منه. واذا رآه قد تلقن ما يلقن ما لم يلقنه زهد زهد فيه في تلقينه. وثقل عليه ولم تحمد عواقبه. واحب له اذا قرأ عليه الا يقطع حتى يكون الاستاذ هو الذي لا يقطع قال واحب له اذا قرأ عليه الا يقطع حتى يكون الاستاذ هو الذي يقطع عليه الا يقف في القراءة وينتهي قطع القراءة ليس الوقف الذي يستأنف به ما بعده بل قطعا الاكتفاء والقيام من المجلس. فاذا قرأ فلا يكون هو الذي يكتفي والاستاذ الذي يقول له حسبك هنا او يكفيك هذا اليوم ونحوه هذا نعم فان بدت له حاجة وقد كان الاستاذ مراده ان يأخذ عليه مئة اية فاختاره ان يقطع القراءة في خمسين اية فليخبره قبل ذلك بعذره حتى اذا عرف ان استاذه يقرئه كل يوم مثلا مئة اية او حزبا او جزءا وقد كان هو في ذلك اليوم عنده لا يستطيع اتمام ذلك القدر عند استاذه. فلا ينبغي ان يقرأ ثم اذا جاء الوقت الذي يريد الانصراف يستأذن قال بل قبل ان يقرأ يخبر استاذه انه يحتاج الى الاعتذار عند نصف المقدار. ليش؟ حتى لا يكون هو الذي يقف بالقراءة بل يقول له استاذه يكفي. رأيت كيف الادب حتى عند الاعتذار يقول قدم عذرك ليكون ايقاف القراءة وقطعها من قبله لا من قبلك انت. اعطاء للاستاذ هذه المكانة والمنزلة والحق الرفيع. نعم. فليخبره قبل ذلك بعذره حتى يكون الاستاذ هو الذي يقطع عليه. وينبغي ان يقبل على على من على من يلقنه او يأخذ عليه ولا يقبل على غيره. فان فان شغل الاستاذ عنه بكلام لابد له في الوقت من كلامه. قطع القراءة حتى يعود الى الاستماع اليه رأى استاذه انشغل بامر لابد له منه في حينه فلا يواصل القراءة بل يقف حتى يفرغ فيعيد ويعاود القراءة. واحب له اذا انقضت قراءته عن الاستاذ وكان في المسجد فان احب ان ينصرف انصرفه عليه الوقار ودرس في طريقه ما قد تلقن. انصرفوا عليه الوقاء. خرج من المسجد مر الحي والشارع والسوق. وعليه الوقار لانه للتو خارج من مجلس القرآن. فينصرف وملؤه الوقار وفي طريقه يقول يدرس ما قد تلقن ويحفظ الدرس الذي اعطاه استاذه حتى يكون لا يزال على صلة بالقرآن. نعم. وان احب ان يجلس ليأخذ على فعل وان جلس في المسجد وليس بالحضرة من من يأخذ عليه فاما ان يركع فيكتسب خيرا واما ان يكون ذاكرا لله تعالى. شاكرا له على ما علمه من كتابه واما جالس يحبس نفسه يكره الخروج منه خشية ان يقع بصره على ما لا يحل. او معاشرة من لم تحسن معاشرته شوفوا هذا الادب يا احبة للمتعلم. يقول ان كان درس على استاذه وانتهى خلاص. انتهى الوقت المخصص له والجلسة التي قرأ على استاذه واتم ورده. طب وبين احتمالات اما ان ينصرف فقال لك كيف ينصرف؟ بوقار وادب واذا خرج في الطريق يلتزم الدرس الجديد وما قرأ على استاذه. طيب اذا ما اراد الانصراف واحب ان يبقى؟ قال ان كان هناك استاذ وشيخ اخر سيقرأ على غيره فليفعل. يعني انتقل من استاذي لاستاذ اخر يزداد في القراءة. ما في استاذ اخر ان احب ان يجلس بادب ووقار وذكر لله يجلس. يكرر ويقرأ ان احب ان ركعتين يقوم يتنفل في غير وقت نهي فليفعل. ان كان لا هذا ولا ذاك لا يريد ان يقرأ ولا يريد ان يصلي او كان الوقت وقت نهي فيريد ان يجلس فقط في المسجد جلوسا قال يحبس نفسه يكره الخروج خشية ان يقع بصره على ما لا يحل او معاشرة من لا تحسن عشرته في المسجد. يعني اراد ان يبقى في المسجد صونا لوقته. كيفما كان الخيار هو لا يحب لمتعلم القرآن وطلاب قال الا يكون وقتهم الا عامرا بخير وبركة. الا تذهب اوقاتهم سدى. الا تطير عليهم هدرا ان يكون وقتهم محفوظ لانهم ارباب قرآن ومتعلمون كتاب الله عز وجل. نعم. فحكمه فحكمه ان يأخذ على نفسه في جلوسه في المسجد الا يخوض فيما لا يعنيه ويحذر الوضيعة في اعراض الناس ويحذر ان يخوض في حديث الدنيا وفضول الكلام. فانه ربما استراحت النفوس اذا ما ذكرت فانه ربما استراحت النفوس الى ما ذكرت مما مما لا يعود مما لا يعود نفعه ولا عاقبه وعاقبة وله عاقبة لا تحمد. ويستخرج من الاخلاق الشريفة في حضوره وفي انصرافه ما ما يشغل اهل القرآن. والله عز وجل موفق لذلك تم هذا الباب وسيشرع المصنف في بابين تتمتين الكتاب بادب القراء عند التلاوة قل ان شئت اداب التلاوة. هذه فيها الاستاذ والطالب المعلم والمتعلم. اداب تشمل الجميع مع باب بعده في حسن الصوت بالقراءة. نعم باب اداب القراء عند تلاوتهم القرآن مما لا ينبغي لهم جهل. قال محمد ابن الحسين واحب لمن اراد قراءة القرآن ليل او نهار ان يتطهر وان يزداد وذلك لتعظيم القرآن لانه يتلو كلام الرب عز وجل. هذا ايضا ذكره النووي رحمه الله في والتبيان وانه من اداب قراءة القرآن الطهارة والسواك. في كل وقت قرار ان يقرأ وقد استاك تطهيرا لفمه فمه درب تخرج منه تلاوة القرآن فحري به ان يكون طيبا مطيبا طاهرا نظيفا. نعم وذلك ان الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن ويدنو منه الملك فان كان متسوكا وضعفاه على فيه فكلما قرأ اية اخذها الملك بفيه وان لم يكن تسوك تباعد عنه. فلا ينبغي لكم يا اهل القرآن ان تباعدوا منكم الملائكة ان تباعدوا. ان تباعدوا منكم الملائكة سيسوق المصنف بعض الاثار المرفوعة في هذا الادب وان كانت ليست صحيحة السند لكنها تنقل على باب الكمال في فينبغي لاهل القرآن ان يفعلوه عند تلاوتهم القرآن. نعم. واستعملوا الادب فما منكم من احد الا وهو يكره اذا لم يتسوى ان يجالس اخوانه نظرا الى ما تكون من رائحة الفم المزعجة وغير المرغوبة. يقول احدنا يتضايق اذا جلس ما نظف فما هو ان يتكلم مع احد لما تكون من الروائح الكريهة؟ يقول فالقرآن من باب اولى. اذا كان جليسك الملائكة فينبغي ان تكون اكثر ادبا في العناية طهارة الفم وتنظيفه. نعم. واحب ان ان يكثر القراءة من المصحف لفضل من قرأ فيه من لفضل من قرأ فيه المصحف مصحف يعني حتى لو كان حافظا عن ظهر قلب فقراءته في المصحف فيها مزيد عبادة بالنظر الى الايات وتلاوتها. ولا ينبغي له ان احمل المصحف الا وهو طاهر. فان احب ان يقرأ من المصحف على غير طهارة فلا بأس به. ولكن لا يمسه ولكن يتصفح المصحف بشيء ولا يمسه الا طاهرا. عامة الائمة الاربعة الفقهاء رحمهم الله على عدم جواز مس المصحف بغير طهارة. يقصد الحدث الاصل والاكبر من باب اولى فانه لا يمس المصحف الا طاهر وقوله لا يمسه الا المطهرون في سورة الواقعة محمول في احد المعاني في تفسيرها على مس المصحف باليد من غير طهارة. نعم. وينبغي للقارئ اذا كان يقرأ فخرجت منه ريح امسك عن القراءة حتى ينقضي الريح لانها اجلال لمجلس قراءته القرآن وتعظيمه لكتاب الله. ثم ان ثم ان احب ان يتوضأ ثم يقرأ طاهرا فهو افضل. يعني ان كان عن ظهر قلب ولا يحتاج الى مس مصحف. ايضا القراءة على طهارة اكمل افضل من القراءة على غير طهارة. وان قرأ غير طاهر فلا بأس به. وان تثائب وهو يقرأ امسك عن القراءة حتى ينقضي عنه التثاؤب ولا يقرأ الجنب الجنب ولا الحائض القرآن ولا اية ولا حرفا واحدا وان سبح او حمد او كبر او اذن فلا بأس بذلك. نعم عند التثاؤب يمسك عن القراءة. لان فيه انفتاح الفم وانقطاع القراءة فلا يواصل قراءة الاية ولو بقيت فيها كلمة بل يمسك فاذا انقضى التثاؤب عاد الى القراءة. وكذلك الشأن في منع الحائض والجنب من القرآن لحديث وان كان في سنده ايضا كلام وسيسوق المصنف كل الاثار المتعلقة بهذه المسائل. واحب للقارئ ان يأخذ نفسه بسجود القرآن. يأخذ نفسه يعني يلتزم السجدات الواردة في ايات السجدة في القرآن. كلما مر بسجدة سجد فيها وفي القرآن خمس عشرة سجدة وقيل اربع عشرة اربع عشرة وقيل احدى عشرة والذي والذي ان يسجد كل ما مرت به سجدة فانه يرضي ربه عز وجل ويغيظ عدوه الشيطان وروي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرأ ابن ادم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله امر ابن ادم بالسجود فسجد فله الجنة وامرت بالسجود فابيت فلي النار هذا الحديث اخرجه مسلم واحب لمن يدرس وهو ماشي في الطريق فمرت به سجدة ان يستقبل القبلة ويومئ برأسه بالسجود وهكذا ان كان راكبا فدرس فمرت به سجدة سجد يومئ نحو القبلة اذا امكنه. يعني مهما كان امكنه العناية بالاتيان بسجود تلاوة الا يزهد فيها. نعم. واحب لمن كان جالسا يقرأ ان يستقبل القبلة بوجهه اذا امكنه ذلك. لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير المجالس ما استقبل به القبلة. واحب لمن تلى القرآن ان يقرأه بحزن ويبكي. ان قدر فان لم يقدر تباكى واحب له ان يتفكر في قراءته ويتدبر ما يتلوه ويستعمل غض الطرف عما يلهي القلوب. وان يترك كل شغل حتى حتى ينقضي درسه كان احب الي ليحضر لي ليحضر فهمه ولا يشتغل بغير كلام مولاه. هذا يا احبة هو المقصد الاعظم ولب بالقراءة كلما تكلمنا عن طهارة واستقبال قبلة وتكلمنا عن استعمال السواك وتكلمنا عن الادب بين يدي الاستاذ كل تلك الاداب هي في الطريق الى هذا المقصد اعظم. الوصول الى اثر القراءة في نفس تحريك القلب به. ترك الشواغل ترك فضول النظر عدم الاشتغال باليد ولا بالنظر ولا الى شيء اخر يقبل بكليته بظاهره وباطنه على ما يقرأ من كتاب الله. يقرأ بحزن فان بكى والا فليتباكى ان يحظر فهمه قلبه وعقله فؤاده عند كلامه عند قراءته لكلام الله. يا اخوة ليس يعفينا ولا عذر لنا ما جرت به العادة وما عم وساد وانتشر في الحلقات والمدارس والمجالس والمساجد من الاكتفاء بالقراءة وسردها وعرضها وجردها وتصويب القراءة وتصحيح التلاوة والوقوف عند هذا الحد لا نتجاوزه. هذا ليس عذرا. لان الله الذي انزل القرآن يقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اللام بالتعليل. هذا المقصد الاعظم. واما الحفظ والتلاوة فعبادات اجرنا عليها. لا ننشغل بالاجر الحاصل عن المقصد الاعظم الذي به يكون اثر القرآن في الحياة تكفل الله بحفظ القرآن انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فاشتغلنا عما تكفل الله بحفظه وانشغلنا عما انزل الله القرآن لاجله. رأيتم؟ ما تكفل الله بحفظه اشتغلنا به. وما تكفل وما انزل الله القرآن لاجله انصرفنا عنه. فاعادة مرة اخرى لاحياء هذه المعاني. انا اعرف انها لن تكون بين يوم وليلة لن نعيشها بين عشية وضحاها لكنها التفاتة تكون منعطف خير يعود به المعلمون في الحلقات والمتعلمون الطلاب والاساتذة الشيوخ وكلهم يعودون الى قضية احياء احياء معاني قراءة القرآن في نفوس الطلاب. وسيفتح ابوابا من المشاريع فهم القرآن تفسيره تدبره معرفة معانيه تعلم كلماته الغريبة ومفرداته التي يحتاجونها واسباب النزول فانفتحت علوم القرآن وستغدو حلقات القرآن بهذه المثابة والله ستقدم الى كل خير وبركة وعلم شرعي لانه على مائدة القرآن. نعم. واحب اذا درس فمرت به اية رحمة سأل مولاه الكريم. واذا مرت به اية عذاب استعاذ بالله عز وجل من النار. واذا مر باية تنزيه لله تعالى عما تنزيها لله تعالى عما قاله اهل الكفر سبح الله تعالى جلت عظمته وعظمه فاذا كان يقرأ فادركه النعاس فحكمه ان يقطع القراءة ويرقد حتى يقرأ وهو يعقل او ما يتلوه قال محمد بن الحسين جميع ما جميع ما امرت به التالي للقرآن موافق للسنة واقاويل العلماء. وانا اذكر منه ما حظرني ان شاء الله. يوجز الان النصوص التي دلت على معاني الجمل التي سبق ايرادها. نعم. قال حدثنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث ابن سعد قال تحدثنا عقيل بن خالد عن قال حدثنا عقيل بن خالد عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تسوك احدكم ثم قام يقرأ طاف به الملك يستمع للقرآن حتى يجعل فاه على فيه. فلا تخرج اية من فيه الا في في الملك الا في في الملك. فلا يخرج اية من الا في في الملك. فلا تخرج اية من فيه الا في في الملأ. واذا قرأ واذا قام يقرأ ولم يتسوق طاف به ملك ولم يجعل فاه على فيل. الحديث مشكلة. يرويه الزهري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان سنده مسلسلا بالثقات نعم. قال حدثنا في ريابي قال حدثنا قتيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الحسن بن عبيد الله النخعي عن سعد بن عبيد عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي ان عليا رضي الله عنه كان يحث علي كان يحث عليه ويأمره به يعني السواك وقال ان الرجل اذا قام يصلي دنا الملك منه يستمع القرآن فلم يزل فلم يزال يزن منه حتى يضع فاه عنه فلم يزالوا يدنوا فما يزال يدنو منه حتى يضعفه على فيه. فما يلفظ من اية الا دخلت في جوفه ايضا ثقات قال حدثنا ابو محمد عبد الله ابن ابن العباس الطيس الطيالسي قال حدثنا اسحاق ابن منصور الكوسج قال قلت لاحمد رضي الله عنه القراءة على غير وضوء. قال لا بأس بها ولكن تقرأ في المصحف الا متوضأ ولكن لا تقرأ في المصحف الا متوضأ. قال اسحاق يعني من وراهوه هو كما قال سنة مسنونة. هذه مسألة اجاب فيها الامامان احمد واسحاق ابن راهوية عن قراءة القرآن على غير طهارة. قال لا بأس لكن لا يقرأ في المصحف الا متوضأ. فمس مصحف تشترط له الطهارة والقراءة عن ظهر قلب تجوز لانها لا تحتاج الى مس مصحف. قال حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال كان ابو عبدالله ربما قرأ في المصحف قال كان ابو عبد الله ربما قرأ في المصحف وهو على غير طهارة فلم يمسه. ولكن يأخذ بيده عودا او شيئا يصفح به الورق قال حدثنا عبد الله ابن العباس الطيالسي قال حدثنا المشرف ابن ابان قال حدثنا ابن عيينة عن زرزر قال قلت لعطاء اقرأ القرآن اقرأ القرآن فيخرج مني الريح. قال قال تمسك عن القراءة حتى ينقضي الريح رحمه الله قال حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن حسن المروزي قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا عثمان بن الاسود عن مجاهد قال اذا تثائبت وانا وانت تقرأ اذا تثائبت وانت تقرأ فامسك حتى يذهب عنك قال اخبرنا احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا وكيع قال حدثنا هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا نعس احدكم فان احدكم يريد ان يستغفر فيسب نفسه. هذا الحديث الاخير المرفوع اخرجه الشيخان البخاري ومسلم في النهي عن القراءة النعاس وسمعت قبلها اثارا عن مجاهد عن عطاء عن الامام احمد وغيرها في في مسائل القراءة التي ذكرها القراءة عند خروج الريح وفتوى عطاء بالامساك حتى ينقضي الريح. القراءة عند التثاؤب وفتوى مجاهد اذا تثائبت وانت تقرأ فامسك حتى يذهب عنك آآ اثر رواية الامام احمد في القراءة على غير طهارة من غير مس المصحف اداب يتوارثها السلف يقولونها عن الاكابر. من التابعين والائمة الاجلة رضي الله عنهم جميعا. نعم. قال حدثنا ابو القاسم عبدالله ابن محمد ابن عبد العزيز قال حدثنا علي ابن الجعد قال حدثنا شعبة قال قال اخبرني عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول دخلت على عبدالله ابن سليمان. قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول دخلت على علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحجبه او قال لا يحجزه شيء عن قراءة القرآن الا الجنابة. ومنه قال الفقهاء ان الجنابة مانعة من القرآن فلا يقرأ الجنب شيئا من القرآن. والحديث صحيح اخرجه ابو حسن اخرجه اصحاب السنن الاربعة. نعم. قال اخبرنا احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا يحيى ابن عبد الحميد الحمماني قال حدثنا اسماعيل ابن عياش عن موسى ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن. هذا الحديث الذي اخرجه الترمذي. وقال عنه في تبويبه وفيه نظر. ولذلك لو صح هذا الحديث لكان نصا في المسألة. نعم. قال محمد بن الحسين جميع ما ذكرته ينبغي لاهل القرآن ان يتأدبوا به ولا يغفلوا عنه. فاذا عن تلاوة القرآن اعتبروا انفسهم بالمحاسبة لها. فان فان تبينوا منها قبول ما ندبهم اليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من اداء فرائضه واجتناب محارمه حمدوه في ذلك وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له. وان علموا ان النفوس معرضة عما ندبهم اليه مولاهم كريم قليلة الاكتراث به استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم. واسألوه النقلة من هذه الحال التي لا تحسن باهل القرآن ولا يرضاهم لها مولاهم ولا يرضاها لهم مولاهم الكريم الى حال يرضاها فانه لا يقطع من يلجأ اليه ومن كانت هذه حاله وجد منفعة وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع اموره. وعاد عليه من بركة القرآن كل ما يحب في الدنيا والاخرة ان شاء الله هذا مهم يا كرام يعني طالما اتفقنا على ان القصد من انزال القرآن تدبره. وان اجل مطالب الاخذ للقرآن الاصلاح القلوب به. وان القرآن انما انزل للعمل به. طالما اتفقنا على كل ذلك. فالتفتنا الى واقعنا في الحلقات المدارس والمساجد فرأيناها قاصرة عن ذلك. رأيناها لا تبلغ هذا المقام. فما السبيل؟ هل نغلق الحلقات وننصرف عنها الجواب كلا لكن نسعى الى استصلاحها. واول هذا الاستصلاح تدري ما هو؟ هو الشعور بهذا التقصير. والاعتراف يقول المصنف من وجد نفسه على خير حاسب نفسه بعد الانصراف من مجالس القراءة. ان وجدها استجابت حمد الله وشكره. قال وان علموا ان النفوس معرضة عما ندبهم اليه مولاهم قليلة الاكتراث. استغفروا الله من تقصيرهم. وسألوه النقلة من هذه الحال التي لا تحسن باهل القرآن ولا يرضاها لهم مولاهم الى حال يرضاها. هذا مطلب يا كرام ان نتنادى اليه ونتواصى به وان نتداعى اليه اي والله. متى اتفقنا على ان الواقع فينا قصور؟ اعترفنا وساءنا ذلك واستغفرنا الله عز وجل من ذلك. نستغفر الله ونحن في حلقات نقرأ ونقرأ ونعلم وندرس المسلمين وابناء المسلمين كتاب الله؟ نعم. لان العمل فيه قصور. وانت فور ما تسلم من صلاته وقد صليت الصلاة كاملة مع امامك اول ما تقول السلام عليكم ورحمة الله ايش تقول؟ تستغفر الله ما كنت في معصية لكن كنت في عبادة ترى نفسك لم تقم بها كما ينبغي لله عز وجل. وهذه مجالسنا في اقراء القرآن ما زال فيها القصور. فدعوة الى احياء تلك المعالي الى استدراك النقص والخلل الى الاعتراف به اولا وسؤال الله عز وجل الغفران والعفو. يا اخوة دعونا نخرج من ثوب الرضا بالحال التي تعيشها الحلقات واربابها. والشعور بالكمال الذي يظنه بعض اهل القرآن انهم قد بلغوه. لانهم اتقنوا التلاوة والتدريب والتعليم والحزقة في التلقين. وانهم بلغوا درجة الضبط التام في حفظ القرآن وتجاوز الخطأ فيه. ومعرفة المتشابهات وحسن والاداء وما الى ذلك الشعور بالكمال الشعور بالتمام الشعور بالرضا هو بداية النقص. لانه حجب عن الانتقال الى المراد الاكبر والاعظم ما صعدنا الى الدور الثاني. ولا الى الثالث ولا الى العاشر ولا الى ما فوقها من المراتب. طالما رضينا بان نكون في الدول اما معرفة القصور والالتفات الى الخلل والسعي للاستدراك فيبدأ من الشعور بالنقص واستغفار الله عز وجل سؤاله ان يبدل الحال الى حال خير منه. فانه كما قال المصنف سبحانه وتعالى لا يقطع بمن لجأ اليه. ومن كانت هذه ان وجد منفعة تلاوة القرآن وعاد عليه من البركة كل ما يحب في الدنيا والاخرة. نعم. قال حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا الحسين بن حسن المروزي قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا همام عن قتادة قال لم يجالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة او نقصان. قضاء الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. يقول قتادة لم يجالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة ها او نقصان فان لم نكن خرجنا بزيادة اذا هو يقينا نقصة قال لان هذا قضاء الله قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. ايوا والذين لا يؤمنون باذانهم وقر وهو عليهم عمى. هو احد اثنين. فمن لم يجد من القرآن زيادة ولا شفاء ولا رحمة ولا عظة ولا ايمانا ولا نورا كانت الاخرى ولابد عياذا بالله عز وجل قال اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا عمرو بن حمران عن سعيد عن قتادة في قول الله عز وجل والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. قال البلد الطيب المؤمن سمع كتاب الله فوعاه واخذ به وانتفع به. كمثل كمثل بهذه الارض اصابها الغيث فانبتت وامرعت. وانبتت وامرعت يعني نبت الزرع وامرعت يقال يعني اصابت اخراج وان بات الذي يرعى وترعاه البهائم. نعم. والذي خبث لا يخرج الا نكدا اي الا عسرا. فهذا مثل الكافر فهذا مثل الكافر. قد سمع القرآن فلم يعقله ولم يأخذ به ولم ينتفع به. كمثل هذه الارض الخبيثة اصابها الغيث ولم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا ولم تمرع ولم تمرع شيئا. هذا اخرجه ايضا السيوطي آآ عن قتادة واخرجه ابن جرير في تفسيره ايضا عن قتادة. قال البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا. قال هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن. تم الباب الى اخر ابواب الكتاب باب في حسن الصوت بالقرآن. باب في حسن الصوت بالقرآن. قال اخبرنا في قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا محمد بن شعيب قال اخبرنا الاوزاعي عن اسماعيل بن عبيد الله انه حدثه عن عن فضالة اتى ابن عبيد فضالة عن فضالة ابن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد لله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوتي بالقرآن من صاحب القينة الى القينة. قال الاوزاعي اذنا يعني استماعا. لله اشد اذنا يعني استماعا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة الى القينة. القينة بها غناء الجواري. اذا اتى بها يستمع اليها يفرح بغنائها فالله عز وجل اعظم فرحا باستماع عبده حسن الصوت بالقرآن يقرأه. الحديث الذي اخرجه ابن ماجة في سننه واحمد في المسند. والحاكم في المستدرك والبيهقي ايضا في السنن وغيرهم من اصحاب دواوين السنن. في عدة طرق متفاوتة فيها انقطاع في بعضها وهو عند الحاكم منقطع قال البوصيري رحمه الله اسناده حسن وقد جاء بعض الاسانيد المنقطعة موصولة عند غيره اصحابها. والحديث من اكثر الاحاديث التي يستشهد بها على استحباب تحسين الصوت بقراءة القرآن ونحن معشر القراء واهل القرآن مع حسن الصوت بالقرآن نتكلم على شيئين او على صنفين صنف اوتي حسن الصوت هبة وملكة وخلقة من الله. وصنف لم يؤت ذلك فهو يعالج نفسه انا في تحسين صوته. فاما الاول فلا كلام فيه واما الثاني الذي يسعى الى تحسين صوته وتزيينه فهو يجاهد في باب مشروع يستحب له ان يبقى به الى تحسين صوته. وفي الصحابة رضي الله عنهم من كان مثل ذلك لما استمع النبي عليه الصلاة والسلام الى ابي موسى الاشعري وهو يقرأ القرآن فوقف عند جداره يستمع تلاوته وقال له في صبيحة اليوم التالي لو رأيتني وانا استمع الى قراءتك البارحة. فقال ابو موسى رضي الله عنه لو علمت بمكانك يا رسول الله لحبرته لك تحبيرا وهو الذي قد قال له لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود. وسمع النبي عليه الصلاة والسلام او سمعت عائشة رضي الله عنها صوتا حسنا في المسجد. فسألت رسول الله من هذا؟ فخرج عليه الصلاة والسلام. فاذا هو سالم المولى بحذيفة فقال الحمد لله الله الذي جعل في امتي مثل هذا. اصحاب القرآن من القراء ذوي الاصوات الحسنة اوتوا نعمة عظيمة ليحمدون الله عليها ومن حمدهم وشكرهم لله ان يعرفوا ان تحسين صوتهم بالقرآن عبادة. محبوبة محمودة في الشريعة والنبي عليه الصلاة والسلام قد مدح اصحابها ممن اوتيها. فليحمدوا الله وليعرفوا ان هذا مما اوتوه مزيدا من بالقرآن تحملهم على مزيد اقتراب وتحريك قلوبهم وقلوب من يستمع لهم بالقرآن. واما الصنف الذي يتعلم تحسين الصوت ويتعاطاه ويجتهد فان سبيل ذلك كثرة المحاولة والمحاكاة والاستماع الى الاصوات الحسنة وتنزيل اصواتهم قدر المستطاع ويقض في ذلك شيئا من الوقت والجهد ربما لكنه ليس بسبيل ابدا ولا بطريق يسلك المقامات الموسيقية ولا انغامها الموضوعة على فنون العزف والايقاع بهذه الاصوات بالالات من اجل دعوة تحصيل الصوت بالقرآن او بالاذان فكل ذلك مسلك ذميم دخيل على هذه العبادات الشرعية التي اعدى الله عز وجل مكانتها نعم. قال واخبرني الفريابي قال حدثنا ابو قدامة وعمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني طلحة ابن مسرف بن مصرف بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زينوا انا باصواتكم نعم زينوا القرآن باصواتكم والقرآن زينة وحسن. لكنه يزداد حسنا بالصوت الحسن فيقع للاية في قلب السامع موقع ابلغ اذا استمعت اليه من صوت احسن وهكذا. ولاننا بشر نجد هذا المعنى عند استماعنا لقراءة القرآن. الحديث الذي اخرجه ابو داوود والنسائي وابن ماجة اه من عدة طرق وهو صحيح جمع الحاكم كثيرا من طرقه وسردها في المستدرك. نعم. قال حدثنا جعفر الصندلي قال حدثنا صالح بن احمد بن حنبل عن ابيه عن عن ابيه قال قلت له قوله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم ما معناه؟ قال التزيين ان يحسنه نعم. قال محمد بن الحسين ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن ان يعلم ان الله عز وجل قد خصه بخير عظيم. فليعرف قدره ما خصه الله عز وجل به وليقرأه لله لا للمخلوقين وليحذر من الميل الى ان يستمع وليحذر الى الميل الى ان فليحذر من الميل الى ان يستمع منه وليحذر من الميل الى ان يستمع منه ليحظى به عند عند السامعين رغبة في الدنيا هذه مداخل خفية يا اخوة هي مزالق للشيطان. كما اوتي اصحاب الاصوات الحسنة هذه المكانة الرفيعة والشرف في ارتباط اصواتهم الحسنة بالقرآن فليحذروا مزالق الشيطان. ومداخله الخفية وابوابه التي تأتي من الخلف. فان احدهم لا يدري الا وقد اوقعه الشيطان قالوا في شيء من فخاخه فيحسن صوته اذا ام او اذا قرأ في محفل او اذا استمع الناس الى تلاوته في تسجيل او ونحوه ينتظر محمدة وثناء. تنتشر لتلاوته مقاطع صوتية او مرئية. فيرى من تعليق الناس عليها والثناء على صاحبها او تبجيله اذا قوبل او مدحه او تقديمه تصديره في المجالس فربما وقع هذا في نفسه شيئا من المداخل الرياء السمعة حب المحمدة الثناء الحسن هذا ات لا محالة وليس بوسعك ان تسد افواه الناس فانهم يحمدونك لخير رأوه فيك. ويمدحونك لما وجدوه وجها للممدحة. وحق لهم. لكن الذي يمكنك ان تفعله ومجاهدة نفسك في تصفية نيتها. والا يتسلط ذلك عليها فيحوطها ويحرمها من الاخلاص. فالمسألة جهاد عظيم وهي كما كانت تشريفا وفضلا ومنعة منحة من الله هي حقيقة تكليف وعلاء من الجهة الاخرى بان لا يستحوذ الشيطان على نياتهم. فاذا قرأ اذا ام اذا صلى اذا سجل اذا استمع الناس له اذا قدموه في المحافل يعرف انه انما انما يسمعهم كلام الله يريد ان يكون لكلام ربه في نفوسهم اعظم المواقع. واحسن الاثر يقصد بنيته اذا صلى اذا سجل اذا استمع له الناس اذا قرأ في المحفل ان تكون نية عسى الله ان يفتح بها الغرفة وان يدر الله تعالى بها اعين المتحجرة. وان يجعل الله فيها فتحا وفرجا ومخرجا. ايا اصحاب الحسنة اتاكم الله بابا كبيرا والله من الخير. ومن كان منهم اماما فليعلم ان الذي يستمع اليه ليس فقط هو من يصلي خلفه او من صفوف المصلين بل يستمع له النساء في البيوت وربات الخدور والعجائز ويستمع له المارة في الطريق فظلا عن من يستمع له من مسلم الجن والله ان احسن النية في استماع هؤلاء بما حباه الله من صوت الحسد بالقراءة. فهنيئا له ابواب من الاجور لا يوصيها الا الله. وهنيئا له نية صادقة يغلق بها منافذ الشيطان ومسالكه الخفية ومزالقه التي تزل بها الاقدام لا ترى نفسها الا وقد اصبح حسن الصوت بالقرآن عندها والعياذ بالله سلعة. كأنما ينشد او يغني ليس لحسن الصوت في في ميزانه الا الطرب وحسن الصوت لا زيادة عنده في معنى يتعلق بالقرآن كما حسن صوت المغني بالغناء او المنشد بانشاده شتان وان موقعه الشيطان في ذلك فلا ترى اهتمامه. ولا همته ولا جهده الا مسببا الى مقام يتقنه وتلاوة اعيد تكرارها على وفق قواعد وانغام وايقاعات ليس الا. عندما يعيد الاية ليس لمعنى يزداد فيه بل لمعنى مراعاة نغم وايقاع يعيد له وزن ما قرأ. والله المستعان. فهذه المزالق انما يؤتى اليها من فتح له في هذا الباب من حسن الصوت بالقرآن. وليقرأ وليقرأه لله لا للمخلوقين احذر من الميل الى ان الى ان يستمع منه ليحظى به عند السامعين. رغبة في الدنيا والميل الى الثناء والجاه عند ابناء الدنيا بالملوك دون الصلاة بعوام الناس. فمن مالت نفسه الى ما نهيته عنه خفت ان يكون حسن صوته فتنة عليه. وانما ينفعه حسن صوته اذا خشي الله عز وجل اذا خشي الله عز وجل في السر والعلانية وكان مراده ان يستمع منه وكان مراده ان يستمع امنه القرآن لينتبه اهل الغفلة عن غفلتهم. غفلتهم. ان ينتبه اهل الغفلة عن غفلتهم. فيرغب فيما رغبهم الله عز وجل وينتهوا وعما نهاهم عنه. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته وانتفع به الناس. قال حدثنا عمر بن ايوب السقطي قال حدثنا عبيد الله ابن ابن عمر القواريري قال حدثنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا ابراهيم قال حدثنا ابراهيم ابن اسماعيل عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس صوتا بالقرآن الذي اذا سمعته يقرأ يخشى الله عز وجل ان احسن الناس صوتا الذي اذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله. وليس احسن الناس صوت اضبطهم للمقامات واحسنهم للايقاعات. احسن الناس صوتا من اذا سمعته حسبته انه يخشى الله. الحديث صحيح بمجموع والمراد قراءة القرآن بحزن وتباك يظهر به عند الناس قصد القارئ في تأمل ومعرفة معاني ما يقرأ من كتاب الله الكريم قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا محمد بن حسن البلخي قال حدثنا ابن مبارك قال اخبرنا يونس ابن يزيد عن الزهري قال بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من احسن الناس صوتا بالقرآن من اذا سمعته يقرأ اريد انه يخشى الله مرسل في اسناده لكنه من شواهد الحديث السابق قبلهم. قال محمد بن الحسين واكره القراءة بالالحان والاصوات المعمولة المطربة فانها مكروهة عند كثير من العلماء. مثل يزيد ابن هارون والاصمعي واحمد بن حنبل وابو عبيد القاسم بن سلام بن اللام القاسم ابن سلام وسفيان ابن عيينة وغير واحد من العلماء رضي الله عنهم يأمرون القارئ اذا قرئ ان يتحزن ويتباكى ويخشع بقلبه هذا جواب الائمة من السلف يزيد ابن هارون الاصمعي احمد بن حنبل ابو عبيد القاسم بن سلام سفيان بن عيينة والاجر وغيرهم ينهون عن القراءة بالالحان والاصوات المعمولة المطربة. ما يسمى اليوم بقواعد المقامات وفنون الموسيقى او الايقاعات بؤسا والله لمن امها يتعلمها يزعم انه يريد قراءة القرآن على وفقها او الاذان من اجلها بؤسا والله. وتعسا لمن جعل منها طريقا يريد به ان يوقع اعظم كلام اجله في جمل الاذان او ايات القرآن على تلك القواعد المحدثة. دعك مما يقولونه من انه لا يقرأ قارئ ولا يضرب مطرب ولا يتأتى حسن صوته الا بشيء من تلك القواعد والطرق والاوزان قصدها صاحبها او لم يقصد. هذا شيء اخر لكن حسن لا يتوقف اطلاقا على تلك الايقاعات. ومن تعلمها ما سلم والله من افاتها قط. مهما زعم انه يتحاشى المحظورات التي تحف بها فانها اصلا ناشئة من اصل محذور فكيف يسلم؟ ولا يتأتى لاهلها ومتعلميها الا التنغم والطرب فتنصرف النية ويجتمع الهم ويلتفت الفكر جملة وتفصيلا الى صوت وايقاع ونغم ينصرف به صاحبه بتاتا عن الالتفات الى معنى الجملة او الكلمة او الاية. وكل ذلك قد طال فيه كلام اهل العلم تحذيرا وذما لكن بعض ابناء العصر سلكوا سبيل ذلك ممن ينتسبوا الى الاذان او قراءة القرآن فحقهم ان يحذروا هذا السبيل والمسلك انه وان جنى منه احدهم شيئا يراه مزيدا من تحسين الصوت فانه قد حرمه في مقابل ذلك ما هو اجل واعظم وهو ان يكون لما يقرأ من القرآن عظة في قلبه يجد اثره فيجد السامعين خلفه اثر ذلك نعم قال حدثنا في اليابي قال حدثنا الهيثم ابن ايوب الطلقاني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابي رافع اسماعيل ابن رافع قال حدثني ابن ابي مليكة عن عبدالرحمن ابن السائب قال قدم علينا سعد بن مالك بعدما كف بصره فاتيته مسلما لمن؟ فاتيته مسلما وانتسبني فانتسبت له فقال ما طلب مني ان اذكر اسمي ونسبي فاكتسبت له. فقال مرحبا ابن اخي بلغني انك حسن الصوت بالقرآن. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذا القرآن نزل بحزن. فاذا قرأتموه فابكوا فان لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به. فمن لم يتغن به فليس منا. الحديث بهذا السند ضعيف وهو عند ابن ماجة في سننه وابي يعلى في مسنده لكنه ايضا مروي عند ابي داوود والدارمي واحمد والحاكم من طرق وفيها قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يتغنى بالقرآن اليس منا من لم يتغنى ان من لم يجعل نفسه عند قراءة القرآن حريصا على التغني والتغني هو تحسين الصوت به. ولهذا وقع عند البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة مرفوعا لم يأذن الله لشيء ما اذن لم يأذن من الاذى وهو والاستماع يعني ما استمع الله لشيء ما اذن للنبي صلى الله عليه وسلم ان يتغنى بالقرآن. نعم قال واخبرنا الفريابي قال حدثنا اسماعيل بن سيف بن عطاء الرياء الرياحي قال حدثنا عون بن عمرو اخو الرياح القيسي قد حدثنا سعيد الجريري الجريري قال حدثنا سعيد الجريري عن عبد الله ابن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه اقرأوا القرآن بحزن فانه نزل بحزن. وفي بعض تفسير السلف لحديث من لم يتغنى بالقرآن فسروه بمعنى الاستغناء كما قال وكيل عيينة لم يتغنى يعني يستغني به فهدان معنيان واردان عن ائمة السلف. نعم. قال محمد بن الحسين فاحب من قرأ القرآن ان يتحزن عند قراءته ويتباكى ويخشع ويخشع قلبه. ويتفكر ويتفكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن الم تسمع اذا ما نعت الله عز وجل من هو بهذه الصفة واخبرهم بفضلهم فقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني فروا منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ثم ذم قوما استمعوا القرآن فلم تخشع لهم فلم تخشع له قلوبهم فقال عز وجل افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وانتم سامدون يعني لاهين. ثم ينبغي لمن قرأ قرآن ان يرتل كما قال الله عز وجل ورتل القرآن ترتيلا. قيل في التفسير بينه تبيينا. بينه. بينه تبيينا واعلم انه اذا اذا رتلته وبينه اذا رتله وبينه انتفع به من يسمعه. واعلم انه اذا وبينه انتفع به من يسمع منه من يسمعه منه وانتفع هو بذلك لانه قرأه كما امر. قال الله عز وجل وقرآنا فارقناه لتقرأه على الناس على مكث يقال على تؤدة على تؤدة يعني على تأم على تأن وعدم استعجال. نعم. قال ابو محمد يحيى ابن محمد قال حدثنا ابو الخطاب زياد ابن يحيى قال حدثنا مالك بن سعير قال حدثنا ابن ابي ليلى عن الحكم عن مقسم عن مقسم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الاية ورتل القرآن ترتيلا بينه تبيينا. قال حدثنا جعفر محمد الصندلي قال اخبرنا الحسين ابن محمد الزعفراني قال حدثنا اسماعيل ابن علية عن ايوب عن ابي جمرة الظباعي قال قلت ابن قلت لابن عباس اني سريع القراءة اني اقرأ القرآن في ثلاث. قال لان اقرأ البقرة في ليل. لان اقرأ لان اقرأ البقرة في ليلة ما تدبرها وارتلها احب الي من من ان اقرأ القرآن كما تقول. قال حدثنا جعفر ايضا قال حدثنا ابو بكر ابن الزنجوي. قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن عبيد مكتب عن عبيد المكتب قال سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وال عمران ورجل قرأ البقرة قراءتهما واحدة. وركوعهما وسجودهما وجلوسهما ايهما افضل؟ قال الذي قرأ البقرة ثم قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. قال محمد بن الحسين جميع ما قلته سقط عندكم في نسخة ايضا رواية سابقة على الحديثين الاخيرين. بعد قوله في تفسير ابن عباس بينه تبنيلا. قال حدثنا جعفر بن محمد الصندري قال ابو بكر ابن الزنجوية قال حدثنا عبد الرزاق قال اما انا سفيان عن عبيد المكتب عن مجاهد في قول الله عز وجل وقرآنا فرقناه ان تقرأه على الناس على مكث قال على تؤدة. قال محمد بن الحسين القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره احب الي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه. فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وقول ائمة المسلمين ثم ساق اثر ابن عباس لمن سأل وانا سريع القراءة اقرأ القرآن في ثلاث. قال البقرة في ليلة احب. والثاني لما سئل فيه مجاهد من قرأ البقرة وال عمران ومن قرأها في البقرة وحدها فاجاب مما اقتصر على سورة البقرة لانها اكثر تؤدة نعم قال محمد بن الحسين. قال محمد بن الحسين جميع ما قلته ينبغي لاهل القرآن ان يتخلقوا بجميع ما حفظتهم عليه من جميع الاخلاق جميلي من جميل الاخلاق وينزجر عما كرهته لهم من دناءة الاخلاق. والله الكريم يهدينا واياهم الى سبيل الرشاد اما الكتاب والحمد لله رب العالمين. والله يرحم المصنف ويجزيه خير الجزاء ويرفع درجاته في عليين. ويكرمنا واياه كرامة اهل القرآن في الدارين. ونحن في تمام هذا الكتاب نحمد الله تعالى على ما من به من درسه. والتعليق عليه في هذين المجلسين في هذا اليوم الثاني من شهر ذي الحجة في الايام العشر الفاضلة مع المجلس السابق قبلها في اواخر ذي القعدة. وشكر الله لاخوتنا في المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بجنوب مكة مع الاخوة في جامع مجمع البلد الامين على حرصهم وتنظيمهم وشكر الله لكم ايها الحضور على الدرس والحضور والانصات والمتابعة والاستماع. نسأل الله عز وجل ان يكون مجلسا مباركا ان ينفعنا به. ويكتب لنا ولكم ما في من الخير والاجر العظيم وان يسلك بنا وبكم سبيل اهل القرآن العالمين العاملين به ويجعلنا في خيرة هذه الامة علما وعملا. اللهم وما علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. ولا تجعله ربنا اخر العهد بالتعلم والتعليم. والتفقه في دينك يا اكرم الاكرمين اكرمين ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجزب الخيرات عنا شيوخنا واساتذتنا وارحم اللهم سائر اهل القرآن منهم والمتعلمين وخذ بنا وبهم يا رب الى اكمل المراتب واسنى المقامات وافضل الاحوال واكملها. مع كتابك الكريم يا يا حي يا قيوم وارزقنا الادب في تلاوته وحسن التخلق باخلاقه والقيام بحقه. كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك واجعل يا الهي ممن يقرأ القرآن فيرقى ولا تجعلنا ممن يقرأه فيشقى. اللهم البسنا به الحلل واسكنا به الظلل واسبق به علينا النعم وادفع به عنا النقم واجعلنا الهي جميعا في اهل القرآن. الذين هم اهلك وخاصتك يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين