الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه من السماوات والارض فيها ما بينهما وملء ما شاء وهما بعد ان اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. الامام الانبياء وخاتم المرسلين وصدق الله من خلقه اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته وصحابته والتابعين. ومن تبعهم باحسان وبعده فهذا هو المجلس الثاني في مجالس مدارسة كتاب في اداب حملة القرآن. للامام النووي رحمة الله عليه في عشية هذا اليوم السبت الخامس من شهر ربيع الاول ستة احدى واربعين واربعمائة والف للهجرة الوسطى صلى الله عليه وآله وسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين. فصل في الاعراض عن اعراض الدنيا وينبغي الا يقصد به توسلا الاعراض الدنيا. من مال او رياسة او نجاة او ارتفاع اعن على افرادك او ثناء عند الناس او صرف وجوه الناس اليك او نحو ذلك. هذا تتمة لما بدأ به من سبل رحمة الله في الفصل الاول من الحديث عن الاخلاص. فان من تتمة الحديث عن الاخلاص تصفية النية الى الشواهد وما يعلم من مقاصد دنيوية واضرار تناقض وتنافي تصفية واخلاصها لوجه الله الكريم. قال ينبغي يقصد به يعني بجلوسه وتعذيبه واقراءه بالقرآن الا يقصد به توصلا لعظم الاعراب الدنيا. ثم مثل رحمه الله من ماله او رئاسة وجاهة او ارتفاع على اطراف او عند الناس او صدق وجوه الناس اليه لذلك وهذه المكاشفات في باب الديانة غالبا ما تكون في غاية المصالحة التي نحتاج اليها رحمه الله في من قبيل ما يخالط كثيرا بنيات الناس ومقاصدهم في هذا الباب. ورغم مثالا بالمال فمنا من لا نجلس في التعليم او في اقراء القرآن في خدمته الا واصله منحقق على ما لم يحصله للاجرة او مال او عوض عن قراءة القرآن واقراءه وتعليمه سيأتي لنا مفصلا في كلام المصور رحمه الله في الباب الذي يليه. قال او ارتفاع على اطرافه بسلام عند الناس. كل ذلك من المقاصد الدنيوية التي تكدر اخلاص القرآن فاذا اراد به شيئا من ذلك فقد شاب شيء مما حذر به المصنف رحمه الله. فان يكون من قصده ارتفاع المناصب خصوصا اذا كان الاقرار في موضع وبلد ومكان مرتبط بمناصب مثل مشيخة الاقرار او في المنطقة او في البلد او في المركز فهذه المناصب تتشرف اليها النفوس لان هناك سيقال لهم مجرد الشيخ لكنه شيخ علوم او كبير المقرئين وهكذا هذه ايضا مما يدخل منها الشيطان فيعلق بها مقاصد النفوس. ولما ان تصرف ان عندنا الاخلاص في النية ان يقصد به شيئا من هذه المطامع فظلا عن ان يكون رغبة في الارتفاع عن الاقرار او حب الثناء عند الناس لينال المصيبة التعظيم والتبجيل وان كان هذا حاصل فانه من عادة المسلمين في كل بلاد الاسلام انه من عادتهم هذا وتقديرا واحترام اهل القرآن. خصوصا اذا كان في طبقة المشايخ والمطريين والمعلمين فيجدون غرورة للتبجيل والاحترام وهذا مما تتابعت عليه بلاد الاسلام اكراما لاهل القرآن الا باكرامهم للقرآن. هذا وان كان حاصلا الا هو ان يعلق قارئ القرآن مصدر وديته بذلك. على وجه الحصر فينصرف اجره ونيته ويذهب مستواك العظيم بسبب تحويله الى مثل هذه المقاصد العاجلة والآنية التي لا تنفع صاحبها في ميزان حسناتك ولا يشين المقرئ فقراؤه بطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه. سواء كان او خدمة ورقا. ولو كان على صورة هدية التي لولا قراءته لما اهداه اليها قال الله تعالى من كان يريد حرف الآخرة اذ له في حرف. ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها في الاخرة من نصيب. وقال تعالى من كان يريد العادلة تعجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما يبتغى وجه الله تعالى من تعلم علما مما يبتغى وجه الله تعالى لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة عرفا للجنة لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. رواه ابو داوود بإسناد صحيح. ومثله احاديث كثيرا وعن انس وحذيفة وكعب ابن مالك وكعب وكعب ابن مالك رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من طلب العلم من طلب العلم ليماري به السفهاء او يكاثر العلماء او يصرف به وجوه الناس اليه فليتبوأ مقعده من النار. رواه الترمذي في الرواية كعب ابن وقال ادخله الله النار. قال رحمه الله ولا يشيب مقرئ اقرأه الشيب يعني من القبح. وهو خلاف الزير لا ينبغي ان يقبح المقرئ نيته في اقراءه بطمع في رزق يحصل له من بعض من يضرب عليه قال سواء كان مثل مالا او خدمة هذا هو المقصود منفعته تحصل له من خلال من يطرأ عليه قد لا تطمع ولا يعرفه قريبا فإن فعل كان هذا من الشيء والقبح الذي يذهب عنه رونق النية قصد الصالح لله عز وجل. قال وان قل ولو كان على صورة هدية التي لولا قراءته عليه ما حكم قبول هدية للمعلم؟ من التلميذ او المتعلم الذي يقرأ عليه رحمه الله في علومه يشعر بان من باب الاخلاص عدم فعل ذلك. قد لا يشيب اقراءه بطمع في رفق يحصل وانقلب ولو كان على صورة الهدية. لاحظ معي هنا عدة امور. اولها ان المصنف رحمه الله لم يتكلم عن الهدية من حيث المشروع. بل يقول لا يشيب اقراءه بطمع في رزق يحصل له. هذا ولا شك ان محل ان يكون هذا الطمع عائقا لقلب المغرم ولو في صورة هدية ينتظرها لانه اتم عليه صورة كذا او جزء كذا او حفظ عنده القرآن او نصفه او ربعه او ثلثه ونحو ذلك. وانه ينتظر في محصل ذلك ان ينال هدية منه او من والده او وليه ومن يتولى امره في الاتيان به الى الحلقة. لا شك ان المطمع ها هنا ذميم. وهو مما يقدح في ايضا ويشوهوا صورتها. اما اصل مشروعية الهدية فالاصل العام السنية التي وردت بها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه فقد كان يهدي ويهدى اليه ويقبل الهدية ويثيب عليها صلى الله عليه وسلم. لكن المصنف هنا قال الهدية التي لولا قراءته عليه لما اهداها اليه. فتبين اذا هنا شيئان ان الهدية لم تكن الا في مقابل ما تعلم على يديه وقرأ عنده. وان المعلم حصل له الطمع وتعليق نيته بذلك بالانتظار والتربص وتوقع تلك الهدية بحيث لو ابطأ او تأخر او لم يفعل تغيرت نفسه وربما انزعج تضجر وربما اومأ او صرح يطالب بها. هذا كله لا شك ذميم في كلام اهل العلم سلفا وخلفا. الامر يقول هنا التي لولا قراءته عليه لما اهداها اليه. يتبين لك انه ما لو فارق هذا القيد لاصبح الهدية مشروعة مقبولة كمثل ان تكون الهدية في مناسبة تحصل او لظرف ما يلائم فيها الاهداء يكون المعلم قولم لعرس او رزق بولد او حصلت له من الهبات ومكارم الله تعالى عليهم ما يفرح به ويفرح له فتكون الهدية له في ذلك المقام ولو كان المهدي تلميذا يقرأ عنده او يتعلم عليه فلا خرج في ذلك لان الهدية لم تكن معلقة بقصد القراءة والانتفاع عليه. واخيرا فالاصل العام في هدي النبي عليه الصلاة والسلام قبوله الهدية. واثابته عليها فيهدي ويهدى ويثيب على الهدية صلى الله عليه وسلم. ولا يقولن ان المقام في تعلم القرآن من المعلم ليس مما تنطبق فيه سورة هدايا الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم لانهم كانوا كلهم يقرأون عليه صلى الله عليه وسلم وقد كان معلمهم وامامهم وقاضيهم وكان عليه الصلاة والسلام يهدى اليه وهو معلمهم للقرآن وهو امامهم في الصلاة فلو امتنعت الهدية لامتنع عليه الصلاة والسلام اما سائر الهدايا التي يهديها الطلاب لمعلميهم. فانما ينبه عليها اهل العلم في الحذر منها او الاحتياط في ردها وعدم قبولها ان كانت مما يتعلق به امر ينتظر بين المعلم والمتعلم مثل الدراسة النظامية التي يرتبط فيها المعلم بالمتعلم بشهادات ودرجات واختبارات. ولما يخشى من اثر الهدية في ميل القلب والمحاباة وعدم الانصاف او المفاضلة او الظلم والجناب العدل اغلق باب الاهداء ليس بل لما يفضي اليه فهذا من باب سد الذرائع والكلام فيها مختلف. فلا يقال يمتنع على المعلم قبول الهدية من المتعلم لكنها لما كانت تفضي الى شيء من ذلك كانت محلا للمنع بسبب ما تقول اليه وتفضي اليه. والا فالاصل فيها المشروعية على الاصل الكبير اذا سلمت من ذلك وتحررت من مثل تلك القيود التي يمكن ان تحتف بها. فاذا خلصت من ذلك وكانت كسائر مجالس العلم والحلقات المفتوحة التي ينتابها الناس فيجلسون ويتعلمون وينصرفون. فاذا وجد احدهم رغبة ان يهدي شيخ الحلقة واستاذها ومعلمها شيئا من الهدايا شرع له ذلك اعطاء وشرع له ايضا اخذا وشرع له اثابته بالرد عليه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه واله وسلم. استشهد المصنف رحمه الله بجمل من النصوص فيها المعنى العام ان من علق قلبه بشيء ليس له عند الله الا الشيء الذي علق قلبه به. من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. وفي الاية الاخرى من كان يريد العاجلة يعني الدنيا الحاضرة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. وفي حديث ابي داود صحح النووي اسناده من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى. لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من اعراض الدنيا. لم يجد الجنة يوم القيامة. عرف الجنة ريحها الطيب ونعيمها وهواءها المصطفى. يعني هو لا يدخل الجنة ولا يجد نعيمها ولا يجد حتى ريحه طيب. كناية عن بعده عنها والعياذ بالله وحرمانه حتى من القرب منها والاستمتاع بهوائها وطيب ريحه فضلا عن دخول الجنة والتنعم بنعيمها وما ذاك الا لعظم ما جنى بقصده بذلك العمل الصالح وهو العلم والتعليم امرا ذميما منحطا في غاية السفول والدناءة وهو تعليقه بعرض من اعراض الدنيا يعني بشيء من متاعها الزائل وحظوظها التي تفنى. والحديث الاخر الذي ساقه من حديث انس وحذيفة وكعب رضي الله عنهم اجمعين من طلب العلم المليماري به السفهاء. المماراة المجادلة التي بغير وجه حق. او يكاثر به العلماء. يعني يكون بين العلماء كثير البضاعة والعلم والمسائل ما تعلم الا لاجل المنافسة والبروز والظهور وان يكون مذكورا بين العلماء. او اصرف به وجوه الناس اليه قال فليتبوأ مقعده من النار. وفي رواية الترمذي من حديث كعب ادخله الله النار عياذا بالله وان كان ضعيفا لكن يشهد له ما سبق من حديث ابي داوود وسائر النصوص التي عظمت شأن النية في طلب العلم. وشرح حديث مسلم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم القارئ الذي قرأ القرآن او العالم الذي تعلم العلم فلما يقول يا رب قرأت فيك القرآن او علمت فيك العلم يقال له كذبت. انما قرأت ليقال عنك قارئ. او تعلمت ليقال عنك عالم ثم يؤمر به فيسحب على وجهه فيلقى في النار عياذا بالله. فشواهد النصوص التي جاءت بهذا المعنى نجتمع على هذا الاصل العظيم هو تعظيم النية في مقام التعلم والتعليم للعلم الشرعي جملة. فكيف ان كان التعلم والتعليم كتاب الله وهو اشرف ما يتعلم واجل ما يعلم واعظم ما ينبغي ان تخلص فيه النيات وتصفو فيه المقاصد من ان يشوبه شيء من اعراض الدنيا الدنيئة وامورها المنحطة السافلة ليسمو ويعلو قدر القرآن عند المعلم وعند سلم على حد سواء فيجتمعان على نيات سامية وعلى مقاصد جليلة رفيعة القدر تليق بكتاب الله الكريم. نعم فصل في محظورات نية التعليم. هذه العناوين من المحققين عادة والا فالمصنف رحمه الله اقتصر على العنونة بفصل وجعل اتحته بيانا له؟ نعم وليحذر كل الحذر من قصده التكفير بكثرة المشتغلين عليه. والمختلفين اليه وليحذر من كراهية قراءة اصحابه على غيره ممن ينتفع به. وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين. الجاهلين وهي وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته. طويته وفساد طويته. طويته وفساد طويته بل هي حجة قاطعة على عدم على عدم ارادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم فانه لو اراد الله فانه لو اراد الله تعالى اراد الله فانه لو اراد الله تعالى بتعليمه لما كره ذلك بل قال لنفسه انا اردت الطاعة بتعليمه وقد حصلت وهو قصد وهو قصد بقراءته على غير داء على غير زيادة على غير زيادة علم فلا عتب عليك هذا فصل مهم ايضا هو من دواخل امور النيات وخفايا امور القلوب التي تتعلق بشأن التعليم ويقع في قلوب الاساتذة والمعلمين. قال رحمه الله ليحذر كل الحذر من قصده التكبر او التكثر. بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين اليه. هذا ايضا من دواخل النفوس. فان المعلمين والكلام مثلا على الحلقات اقرأ للقرآن فان من مقاصد الشيطان هو ادخال العجب. وان يكون الاستاذ في حلقته او الشيخ في مقرأته للطلاب ويتردد عليه الكثيرون فان هذا باعث على شيء من الشعور بالزهو والعجب والاكبار للنفس. قال ليحذر الا يلتفت الى قضية كم عدد من درس عنده ومن تردد عليهم يحضر حلقته وان يرى الازدحام وانتظار الناس الدور عليه واحدا تلو الاخر وتمضي الساعات ولا يزال الناس يتكاثرون. هذا مطمع لاحظ وان كنا في صميم عمل هو من اخلص عبادات والقرب لوجه الله الكريم والاشتغال بكلامه. لكن الشيطان حريص وبني ادم ضعيف. فيأتيه الشيطان من كل مدخل يفسد عليه نيته ثم قال في امر من المكاشفة الصريحة ان تقال لمعاشر المعلمين في الحلقات ماذا لو كان احد الطلاب النجباء وقد قطع شوطا وجلس عند استاذه دهرا فحفظ عنده ما حفظ وقرأ عنده ما قرأ ثم جاء اليوم الذي ينتقل عنه الى غيره هذه عند كثير من النفوس في غاية الصعوبة. ولا يقبل بها ويراه عندما يقترب اوان اتمامه حفظ او ختمه للقرآن انه احق من غيره في ان يكون هو من يقطف الثمر. فاذا رغب التلميذ في الانتقال عنه الى غيره وجد في نفسه موجدة عظيمة وشق ذلك عليه. فاذا فعل الطالب وبخه وعاتبه. واذا فعل الاستاذ المنتقل اليه فقبله همه وشنع عليه واعتبره معتديا على علم غيره مسيئا الى جهد غيره. يقول المصنف رحمه الله ليحذر من كراهته قراءة اصحابه يعني طلابه وتلاميذه على غيره ممن ينتفع به. سواء كان هذا قرآنا او او حديثا او اي درس في علوم الشريعة ونحوها. ما المشكلة؟ وما المحذور في ان يقرأ عليه وعلى غيره وان تردد اليه انما نبه على ذلك لان بعض الشيوخ ومن زمن المصنف ولذلك صرح به بعض الشيوخ يأبى ذلك ويستنكف ويعد ذلك من خوارم المروءة التي ان فعلها طالب وقبلها معلم فقد اتوا امرا عظيما ويتحدث في المجالس وان هذا من سرقة التلاميذ والتعدي على جهد الاساتذة وان هذا مما لا ينبغي فعله ولا شيوعه وانتشاره هذا كله انما يقع عندما تتلوث النيات وتشوبها المقاصد الدنيئة. والا والله لو صفت قلوب وسمت وارتفعت النيات وحلقت الى اعلى ما التفتت الى هذا كله. يقول رحمه الله وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين وصفهم بالجهل. لانهم لو علموا حقيقة معنى هذا الامر الذي يفعلونه والله ما اعطاه احدهم لنفسه. قال وهي دلالة بينة من صاحبيها على سوء نيته وفساد طويته. يعني اصبحت النية فاسدة قوى قلبه على امر بشع قبيح بل هي حجة قاطعة على عدم ارادته بتعليمه وجه الله الكريم. فانه لو واراد الله تعالى بتعليمه لما كره ذلك بل قال لنفسه انا اردت الطاعة بتعليمه وقد حصلت. وهو قصد بقراءته على غيره زيادة علم فلا عتب عليه. وينال كل اجره بقدر ما بذل وفعل. وقدم واخلص وحصل. هذا مما ينبغي العناية على التأكيد به والتواصي عليه وبثه بين معلمي الحلقات واساتذة المدارس وشيوخ الاقراء انه مهما خلصت النية المقاصد سلمت والله عن ذلك الامر الذي حذر منه المصنف رحمه الله في هذا الفصل. نعم وقد روينا في مسند الامام المجمع عن عن حفظ على حصند الامام المجمع على حفظه وامامته وصف للامام وقد روينا في مسند الامام المجمع على حفظه وامامته ابي محمد الدارمي رحمه الله تعالى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العلم فانما العالم من عمل بما عمل بما علم ووافق علمه عمله ووافق علمه عمله. ووافق علمه عمله وسيكون اقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف يخالف عملهم علمهم يخالف عملهم علمهم. يخالف عملهم علمهم. وتخالف سراريتهم علانيتهم. يجلسون حلقا يجلسون حلقا يجلسون يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى ان الرجل ليغضب على جليسه ان يجلس ان يجلس الى غير ويدعه اولئك لا تصعد اولئك لا تصعد اعمالهم في مجلسهم تلك الى الله مجالسهم اولئك لا تصعد اعمالهم في مجالسهم في مجالسهم تلك الى الله تعالى. وقد صح عن الامام الشافعي رحمه الله الله تعالى انه قال وددت ان هذا الخلق تعلموا هذا العلم يعني علمه وكتبه وكتبه على الا ينسب الي حرفا منه حرف على الا ينسب الي حرف منه. نقل رحمه الله هذا الاثر عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فيما اخرجه الامام الدارمي رحمه الله في مسنده. وفيه وصية الامام علي رضي الله عنه وان كان الاسناد ضعيفا جدا لكن جملته تشهد لما دلت عليه النصوص الشرعية. وشاهده فيه قال سيكون اقوام وهم يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم. وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا او حلقا قال المصنف رحمه الله حلقا بفتح الحاء وكسرها لغتان. لا يجاوز تراقيهم. قال جمع ترقوة وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق فالعظمة التي في اعلى الصدر تسمى ترقى ويقال لا يجاوز علمه تراقيهم يعني ان العلم ليس مما يبلغ الصدر ويستقر في القلب فينفع لكنه لا يزال في حدود الفم يكرره اللسان ويردده ولو حفظه وقرأه وقال به قولا لكنه لم ينزل الى القلب ويستقر في الصدر. قال يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى ان الرجل ليغضب على جليسه ان يجلس الى غيره ويدعه. قال اولئك لا تصعد اعمالهم في مجالسهم تلك الى الله تعالى. ونقل الاثر الجليل الشهير عن الامام الشافعي رحمه الله وقد اخرجه ابن ابي حاتم ايضا في مناقب الشافعي قال وددت ان هذا الخلق تعلموا هذا العلم على الا ينسب اليه حرف منه. هذا يقوله امام الدنيا في زمانه محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله يقول وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم يعني ان ينتشر بينهم ويفشو ويعلمه الصغير والكبير والقريب والبعيد. قال على الا ينسب الي حرف منه. يقول لست بحاجة ان يقال هذا قاله الشافعي وهذه فائدة استنبطها الشافعي وهذه مسألة استخرجها الشافعي وهذا ترجيح قرره الشافعي. وكثير منا اليوم اذا كتب مسألة او رأى من فتح الله عليه في باب من الابواب فكتب قضية او حرر مسألة او طبعها في كتاب او نشرها في او اعلنها في محاضرة او غرد بها في بعض وسائل التواصل الاجتماعي تجده يغضب اي ما غضب اذا رآها متداولة لم ينسب اليه ويغضب اشد اذا رآها منسوبة الى غيره. من تحرر في نيته وسمى وحلق لم يبالي بهذا كله اذا كان قصده ان ينتفع الناس. فاذا حصل النفع فما الذي يضيره الا ينسب اليه؟ هو ماذا ينتظر بالنسبة هذا اليه احد امرين اما ان ينتظر ثناء الناس ومدح الناس وقول الناس فهذا ذميم لا يليق باهل العلم. واما ان ينتظر ثواب الله وما عند الله. وان كان ينتظر ما عند الله فلن يضيع اجره عند الله اذا ضاع ذكره عند الناس. فمن التفت الى هذا المعنى علم انه لا معول على ما يقوله الناس. فلن يبالي بنسبة القول اليه يقول الشافعي على الا ينسب الي حرف منه وهذا لا يبلغه حقيقة اهل العلم الا بجهاد عظيم وارتقاء جليل في امر النيات والمقاصد حتى تصفو له اعمالهم تسأل الله من فضله. نعم فصل في اخلاق معلم القرآن. وينبغي للمعلم ان يتخلق بالمحاسن التي ورد التي ورد التي ورد الشرع بها والخلال الحميدة والشيم المرظية والشيم المرظية التي ارشد اليها. سيطرب امثلة بجملة من الاخلاق في الجملة يقول انه يحسن بالمعلم وينبغي له ان يكون على تمام الخلق الكريم. وباب الاخلاق له لكنه سيظرب امثلة للايضاح لا غير من الزهادة في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وباهلها والسخاء والجود ومكارم الاخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج الى حد الخلاعة. وطلاقة الوجه من غير خروج الى حد الخلاعة. طلاقة الوجه ابتسامتها طلاقة الوجه الاعتناء بالمظهر والهيئة طلاقة الوجه صبوحه واشراقه فان يعتني بهذا كله لانه في مقام عظيم يقرئ الناس كلام الله جل جلاله. فضلا عما ذكر من الزهد والسخاء والجود والكرم. وعدم الاكتراث والمبالاة بالدنيا وباهلها نعم والحلم والصبر والتنزه عن دنيء الاكتساب وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع واجتناب الضحك والاكثار من المزح. التنزه عن دنيء الاكتساب. دنيء الاكتساب هي الامور المنحطة التي لا تليق وان كانت عملا الا ان ان يتنزه عن المكاسب الدنيئة ولا دنيئة في رزق حلال. لكن بعض الوظائف الاعمال التي لا تليق باولي المروءة والمكارم ان يشتغلوا بها. مثل الامور التي فيها المهن المحتقرة في عرف الناس في مجتمع وان تعاطاها اصحابها برزق حلال فليس في شيء من ذلك مذمة. لكن قارئ القرآن ومعلم القرآن اولى به ان يشتغل من الوظائف والاعمال والمهن والحرف ما يربأ به عن نظرة الناس التي فيها ازدراء واحتقار في عرف المجتمع. قال ايضا واجتناب والضحك والاكثار من المزاح. لا يمنع شيئا مشروعا. اما الضحك والمزاح فمن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يمزح ويمازح اصحابه ويضحك بينهم عليه الصلاة والسلام. لكن مقصود المصنف الافراط في ذلك والاكثار منه. بحيث اذا غلب عليه الضحك والمزاح مع تلاميذه وطلابه فقد شيئين. اولهما الهيبة والوقار. وثانيهما سيغلب هذا حتى يبلغ الهزل سيغلب على الجد والنظام والافادة في الحلقة والدرس والتعلم والمناقشة المفيدة لانه سيطغى المزاح وحب المرح وكثرة الضحك وهذان محظوران في مجالس العلم. احدهما حفاظا على هيبة المعلم اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم فقد كان يمزح لكن عد لي مزحاته عليه الصلاة والسلام في حياته كلها نعم يضحك لكنه الضحك الذي لم يخرج به عن حد الوقار والهيبة عليه الصلاة والسلام. فاما الاكثار منه فمما لا يليق بمن يقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام خصوصا في مجالس العلم والكلام عليها. الكلام على مجالس العلم والتعليم. فاما اذا كان في زيارة في بيت في نزهة فحصل بينهم ومازحة وضحك فهذا امر ايسر من ان يكون هذا حاصلا في مجلس العلم والاقراء فانه يضعف هيبة المعلم ويذهب بفائدة المجلس اذا طغى عليها الاكثار من هذه الامور وان كانت مباحة في اصلها. نعم والتنزه عن الاكتساب وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع واجتناب الضحك والاكثار من من المزح وملازمة الوظائف الشرعية كالتنظف بازالة الاوساخ والشعور التي وردت التي ورد الشرع ازالتها كقص الشارب وتقليم الاظافر وتسريح اللحية. وازالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة. ها هنا شيئان يحسن بمعلمي القرآن واساتذته وشيوخه العناية بهما. احدهما ما يتعلق بالهيئة والهندام والمظهر. الريح الطيبة وتقديم الاظافر وازالة ما ورد الشرع بازالته من الشعر مثل آآ ما ذكر هنا رحمه الله ات بها النصوص الشرعية تفصيلا كانت في الابط وحلق العانة وما ينبغي ازالته وايضا قص الشارب فان ذلك مما ورد الشرع بتعاطيه من شعر البدن وايضا يحصل به مسألة الاعتناء بالروائح. قال ازالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة. فلا يكون في لباسه ولا في في ريحه شيء يستكره حتى يكون ذلك ادعى الى تمام الاجلال والتوقير والاحترام. الامر الثاني قال ملازمة الوظائف الشرعية الوظيفة الشرعية الاعمال والمهام التي ورد الشرع بها. واكد بها المصنف رحمه الله على هذه المستحبات واجتناب المكروهات فان المعلم قدوة في نظر طلابه وتلاميذه والاخذين عنه. فاذا رأوه معتنيا بتطبيق السنة في اعفاء اللحية وقص الشارب والعناية بهندامه ومظهره وفق الهدي النبوي وحسن الطيب والتنظف ونحو ذلك انعكس هذا عليهم واذا اختل هذا في شأنه اختل ايضا ميزانه في انظارهم فهم بين ان ينقص قدر الاستاذ عندهم فيه واهماله للسنن او ان يقتدوا به في مخالفة السنن وكلا الامرين ايضا ليس مما ينبغي الوقوع فيه لمعلم الحلقات واساتذة القرآن وهم قدوة الجيل واساتذة المجتمع والاسوة الحسنة في انظار من يقرأ عليهم كلام الله جل وعلا نعم. وليحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب واحتقار غيره وان كان دونه. فهذه ايضا من المهم التي ينبه عليها المسلم عامة. واولى بها ما يكون في شأن اهل القرآن. نعم. وينبغي ان يستعمل الاحاديث الواردة في التسبيح وينبغي ان يستعمل الاحاديث الواردة في التسبيح والتهليل ونحوهما من الاذكار والدعوات وان يراقب الله تعالى في سره وعلانيته. ويحافظ على ذلك وان يكون تعويله في وان يكون تعويضه في جميع اموره على الله تعالى. نعم. قال ان يستعمل الاحاديث الواردة في الاذكار. المقصود تطبيق السنن. وانما اخص الاذكار من بين السنن لانها الموطن الذي يشتغل هو به. هو في مجلس ذكر فينبغي عنايته الذكر من تسبيح وتهليل واذكار ودعوات. وهذا ايضا مما ينبه عليه اساتذة الحلقات. فانهم ربما جلسوا في بيوت الله يقرؤون ويعلمون ثم آآ يأتيهم من اوقات الصلوات مثلا في اوقات الجلوس في الحلقات فيعترضهم وقت صلاة المغرب او صلاة العشاء او صلاة الظهر او العصر. وها هنا يقوم الكل فيصلون جماعة ثم ينصرفون عقب الصلاة الى العودة الى الحلقة لاكمال ما قد ابتدأوه قبل الصلاة. وهنا يتأكد التعيين على المعلم في تربيته للمتعلمين عنده ان يكون احرص الناس على العناية بالسنن فيصلي السنة الراتبة ان كان للفريضة سنة بعدها او قبلها. ويحافظ على الاذكار بخلاف ما يفعله بعض متعجل المتعلمين فاذا فرغت الصلاة قاموا مباشرة الى مقعده في المسجد او الى حلقته او الى السارية التي يستند عليها ولا يراه طلابه محافظا على ما وردت به السنة من الاذكار تسبيحا وتحميدا وتكبيرا واستغفارا وعناية بالاوراد المشروعة في مثل هذا المقام. فيعتني في هذا المقام لنفسه اولا فيطبق السنة وينال الاجر ثم يطبع هذا ايضا في انظار المتعلمين وطلابه الاخذين عنه ليكون اسوة حسنة وهو استاذهم في قراءة كتاب الله الكريم نعم فصل في احسان المعلم لطالب القرآن وينبغي له ان يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن اليه بحسب حالهما الرفق مطلب. الرفق للين وخفض الجناح واحسان المعاملة. الرفق اصل شرعي عام والنبي عليه الصلاة والسلام حث عليه ووجه الامة اليه وذكر فضل الرفق بقوله ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه وقوله عليه الصلاة والسلام ان الله اذا اراد باهل بيت خيرا ادخل عليهم الرفق. فاذا رأيت البيت يعمه الرفق بين الوالدين والاولاد بين الزوجتين وابنائي بين الزوجين وابنائهما كان هذا امارة خير للبيت واهله. في علاقات وبين المعلم والمتعلم ينبغي ان يسود الرزق. فيرفق المعلم بمن يتعلم عليه. قال بمن يقرأ عليه ويرحب ويحسن اليه بحسب حالهما. يعني بحسب حال المعلم والمتعلم فيرفق به ويحسن اليه احسانا يليق به الرفق له اثر كبير على النفوس. له اثر كبير في ان تسري المودة وان تقوى العلاقة وان تطيب الخواطر من خلال ما يجد المرء من رفق من يعامله ويتعامل معه كل يوم وهو ابلغ اثرا من اشياء كثيرة من وسائل التعامل واساليب يبقى الرفق السيف الذي لا حد له. هو سيف قاطع يصل به الى المطلوب لكنه لا حد له فلا يجرح ولا يخدش ولا يقطع لكن له سلطانا على القلوب عجيبا فانه يبلغ به صاحبه بالكلمة الطيبة والابتسامة بل وحتى عتب النظر دون ان يتلفظ بالقول اذا عم الرفق حصل به المطلوب ونال به المقصود وحققنا به مراد الشرع وطبقنا به ايضا خلقا من اخلاق النبوة الكريمة فقد روينا عن ابي هارون العبدي قال كنا نأتي ابا سعيد الخدري رضي الله عنه فيقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الناس لكم تبع وان جاء وان جاء رجالا وان رجالا يأتونكم من اقطار الارض يتفقهون في الدين. فاذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا رواه الترمذي وابن ماجة وغيره وغيرهما. ابن ماجة بالهائلة بالتاء. وابن ماجة وغيرهما نحوه في مسند الدارمي عن ابي الدرداء رضي الله عنه نعم. اورد هنا حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول كنا اذا اتيناه قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قال ان الناس لكم تبع وان رجالا يأتونكم من اقطار الارض يتفقهون في الدين فاذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا. الحديث ضعيف السند جدا. وان اخرجه الترمذي وابن ماجة وكذلك نحوه في مسند الدارمي من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال المصنف ابن ماجة هو ابو عبدالله محمد ابن يزيد يقصد في ترجمته واسمه وابو الدرداء قال عويمر وقيل عامر رضي الله عنه. نعم