فصل في نصح المعلم طالبه في في نصح المعلم لطالب القرآن واكرامه. وينبغي ان يبذل لهم النصيحة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة وعامتهم. رواه مسلم. لما انتهى من فصل الرفق بالمتعلم جاء بفصل النصيحة وهو من اجل فصول هذا في اداب معلم القرآن ان يكون المعلم ان يكون المعلم متخلقا بخلق النصيحة والنصيحة وما علاقتها ها هنا؟ قال نعم حديث مسلم في صحيحه الدين النصيحة قالها صلى الله عليه وسلم ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فذكر من وجوه التي تتعين ليتحقق بها المراد في قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ان تكون بكتاب الله. اذا هل هناك نصيحة للقرآن؟ الجواب نعم. سؤال ان نص الحديث على ان تكون النصيحة لكتاب بالله فالسؤال من سيقوم بها؟ الجواب كل المسلم فان لكتاب الله عليهم حقا جميعهم ويجب على كل مسلم ومسلمة ان يكون له حظه من النصيحة لكتاب الله. ولكن اهل القرآن قال هم اولى الناس بقيامهم بواجب النصيحة لكتاب الله. وهم احرى واولى من غيرهم. والواجب في حقهم فلهذا خصه المصنف رحمه الله بهذا الفصل قال وينبغي ان يبذل لهم النصيحة يبذلها للمتعلمين لطلاب لا به لتلاميذه الاخذين عنه. واسمع رعاك الله كلاما لا اجمل منه. يسوقه النووي رحمه الله في بيان معاني النصيحة للقرآن كيف يكون المعلم قائما بواجب النصيحة لكتاب الله في نفسه في طلابه مؤديا هذا الواجب العظيم ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه اكرام قارئه وطالبه وارشاده الى مصلحته. هذا وجه من النصيحة للقرآن اكرامك بقارئ القرآن. والطالب الذي جاء يتعلم القرآن هذا من معاني النصيحة لكتاب الله. ارشاده الى مصلحته الرفق به ومساعدته على طلبه هذا من النصيحة ايضا للقرآن. نعم والرفق به ومساعدته على طلبه بما امكن. وتألف وتألف قلب الطالب. وان يكون سمحا تعليمه في الرفق متلطفا به محرظا له على التعلم. نعم. وينبغي وينبغي له ان يذكره فضيلة ذلك ليكون سببا في نشاطه وزيادة وزيادة في رغبته. ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون اليها والاغترار بها. ويذكره ان الاشتغال بالقرآن وسائر العلوم الشرعية هو طريقة هو طريقة الحازمين وعباد الله العارفين. وان ذلك رتبة الانبياء صلوات الله وسلامهم وسلامه عليهم اجمعين. هذا من مهمات النصائح التي ينبغي ان يعتني بها معلموا القرآن الكريم. سواء كانوا في حلقات المساجد او كانوا في آآ فصول المدارس او كانوا في المعاهد. يا معلم القرآن طلابك وتلاميذك والاخذون عنك احوج ما يكونون الى تجديد العزائم وبعث نياتهم واعلاء هممهم. كيف؟ قال ان تذكرهم بفضيلة ذلك فضيلة ماذا؟ فضيلة القرآن وفضيلة تلاوته واجره وما اعد الله لحملته سيقول قائل لكن ان هذا معلوم عندهم. ولولا ذلك ما اتوا ولا التحقوا بالحلقات ولا انخرطوا في طريق حفظ القرآن. لكنهم علموا وعلم اباؤهم وامهاتهم فضل القرآن واجر القرآن وبركة القرآن وشفاعة القرآن فما الحاجة الى ذلك؟ بلى الحاجة متأكدة. هذه الامور المعلومة يا كرام عند الناس التذكير بها مطلب شرعي لانه يجدد النية. ويقوي العزيمة ويطرد السآمة. ويبعد الملل ويجعل النفس متحفزة الى مزيد من الاقدام وتتابع الانجاز والمضي الى الامام. نحن بشر المصاعب المتاعب الامراض الشواغل الاعذار وكثير من الصوارف. فاذا تركنا من غير تجديد في نفوسنا في قلوبنا لهذه المعاني سيتسلط الشيطان. وتضعف الهمة وتخمد بل ربما انطفأت شعلة المجتهد التي اوقدها في قلبه لتحقيق ما اراد من كتاب الله بسبب بعد العهد. نعم هو يحفظ كل تلك الاحاديث الواردة في فضل القرآن ويحفظ كل الايات التي جاءت ببيان فضل القرآن. لكن الشأن ليس هنا بل الشأن في ان تذكره بها على الدوام. وان تحيي هذا اعلى فيا حبذا ان يتعاهد المعلمون هذا مع طلابهم بين الحين والحين. بين الاونة والاونة كل يوم او بضعة ايام في كل او بين الحين والحين يلقي عليهم شيئا من تلك النصوص. يحلق بهم في افاقها. يذكر لهم روعة ما جاء في فضلها ويأتي بهم من قريب ومن بعيد والله ان لها اثرا عظيما. بل دعونا نرجع الى اصل هذه القضية. لو سألتكم كم عدد الاحاديث التي جاءت في باب فضل القرآن. اثنين او ثلاثة او خمسة او عشرة او عشرين. نحن في الباب الرابع بل في اول ابواب الكتاب فضل القرآن وحملته مررنا على بضعة عشر نصا. والوارد في غيرها كثير ومر بنا في اخلاق حملة القرآن الاجر ايضا قدر كبير كثيرة وفيرة هي النصوص سواء في فضل القرآن او في اوصاف القرآن او في عظمة القرآن او في فضل اهل القرآن وما اعد الله لقارئ القرآن وصاحب القرآن وشفاعة القرآن واجره في الدنيا وحسناته في الاخرة السؤال. هذا العدد الكبير من النصوص شرعية كتابا وسنة. من الذي خطب به الصحابة رضي الله عنهم هل ادركت معي ان الصحابة وفيهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وابن مسعود وابو الدرداء وعائشة وفيهم فلان وفلان وفلانة وفلانة من كبار الصحابة هم اقوى منا ايمانا واصدق عزيمة. سؤال لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يخاطبه مرة بعد مرة باحاديث متعددة مختلفة. فيها بيان الفضائل فيها بيان المكارم فيها بيان الاجور. اما فهموا من اول حديث اما ادركوا من اول اية؟ لا والله هنا مقصد اخر. هم على جلالة اقدارهم وقوة ايمانهم وارتفاع شأنهم الا ان هذا الباب الشرعي في تكرار النصوص على مسامعهم وتجديد هذه المعاني في قلوبهم يحقق اثرا عظيما هذا وهم صحابة رضي الله عنهم. فما بالك بنا نحن في زماننا في اجيالنا في طلابنا في ناشئتنا. نحتاج ان نعيد وان نكرر وان نستزيد معهم في بيان فضل ما هم عليه. يا اخي شياطين الانس والجن تتخطفهم والله ذاك اليمين وذات الشمال ويرون من رفقائهم ممن لا يشاركهم الطريق في تحصيل القرآن وحفظه وقراءته وتعلمه منشغلين بكثير من متاع الدنيا لذاتها ولهوها وغفلتها وهو يخالطهم في المدارس في الحي في الرفقة بل ربما كانوا اقارب له في الاسرة وهو صبي في سن الطلب او شباب في سن المراهقة. ما الذي سيثبت قدميه على هذا الطريق الشريف الجليل وهو والنفس تتنازعها كثير من احاديث رفقائه وجلسائه ولهوهم ومراحهم ومذاهبهم ومجيئهم بالله ما الذي سيثبته ان غبنا عنه نحن معشر اساتذته ومعلميه. ولم نكن له ردءا وعونا وثبتنا اوتاده فغرسناها بقوة في هذا الطريق يوما ما ستأتي العاصفة فتخشع كل ذلك المجهود وتذهب بذلك الشراع بعيدا فثبتوا اركان طلابكم واجعلوا وانا في قلوبهم عظيما عظموا طريقهم في قرآني واخذهم وتعلمهم لهم عظموه بكثرة ما يرد على ما سامعهم ويستقر في قلوبهم من النصوص الشرعية التي عظمت هذا الطريق. اجعله يمضي بين رفاقه وصحابه مرفوع الرأس شامخ الانف انه في شرف تفرد به عنهم. وانه وان لم يشاركهم في كثير مما هم فيه من متع ولهو وانصراف لكنه وجد شيئا لم يجدوه. اجعله اذا تحدث الى زملائه وهم ينقدونه او يستكثرون عليه اتمكث كل يوم في الحلقة اتذهب اليها يوميا؟ طيلة الفصل الدراسي طيلة العام الا تجد متعة؟ الا تجد استراحة الا تحصل على اجازة؟ الا يكفي ما قد حفظته من قبل؟ يا اخي هذه كالمعاول التي تطرق كثيرا في جدار عزيمته ما الذي سيثبته؟ كيف سيمضي شامخا؟ اجعله يستظهر من النصوص والايات والاحاديث ما يجيب به رفاقه بكل ثبات بكل افتخار لا انما امضي لهدف لم ابلغه بعد. ما زال بيني وبين اتمام القرآن كذا وكذا خطوة. ما زلت ان تظهر ذلك الشرف ما زلت انتظر ذلك اليوم الذي يقال لي اقرأ وارقى ورتل. لن استبدل صحبتي للقرآن وانا اعرف انه كذا وكذا كذا اجعله يعيش متعة هذه الفضائل والاثار بكثرة ما يسمعها بكثرة ما توردها عليه فنحن احق ان تمتلئ به قلوبهم اسماعهم ابصارهم ارواحهم وهي تمضي في هذا الطريق وهي تشق هذا الموج الذي ايضا يتلاطم من حولهم في صرفهم يمينا وشمالا ويراد بهم في مركب القرآن واهل القرآن ان يمظوا فيقطعوا بحر الحياة حتى يلجوا الضفة الاخرى على ضفاف الجنة هناك فينزل في قصورها ويتسابق في نعيمها ويصعد في درجاتها كما وعدت به النصوص الشرعية. نعم وينبغي ان ينحو وينبغي ان يحنو وينبغي ان يحنو على الطالب ويعتني بمصالحه نحن وعلى الطالب قال المصنف اي يعطف عليه ويشفق به. نعم. ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح نفسه ومصالح ولده ويجزي الم تعلم ويجري الم تعلم مجرى ولده. ويجري الم تعلم مجرى ولده في فقط عليك والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء ادبه ويعذره في قلة ادبه في في بعض الاحيان فان الانسان معرض للنقائص لا سيما ان كان صغير السن. هذا ايضا جعله المصنف رحمه الله وهو من بديع تقريره في هذا الفصل جعله من معاني النصيحة للقرآن التي ينبغي ان يقوم بها المعلم. باختصار ان يقيم المتعلم مقام ولده كيف يفعل احدنا بولده من الحنو والرفق والشفقة والعطف من القيام بمصالحه والاهتمام بشأنه حتى فيما يتعلق بخارج الحلقة. ماذا اكل؟ ماذا شرب؟ كيف حاله في الاعتناء بملابسه؟ شأن اسرته حاجتهم وكفايتهم لست مسؤولا لكن القيام في مقام التعليم يفرض علي شيئا عظيما لشرف ما انا عليه وانا اعلمه كتاب الله جل وعلا بل ذهب الى ابعد من ذلك قال ان يصبر على جفائه وسوء ادبه ويعذره في قلة ادبه في بعض الاحيان. يعني تماما كما تفعله مع ولدك لا تسمح له بان يقل ادبه تؤدبه لكنك تصبر عليه وتحتمل ذلك منه لان بعض المعلمين ربما اذا مساءه من بعض طلابه وتلاميذه جفوة وقلة ادب وتطاول رأى ان الاسلم هو ابعاده عن الحلقة واخراجه عنها وفصله منها ابتعادا عن شره واذاه. السؤال لو قدرت انه ابن لك. ماذا انت صانع لن يطرد الولد لن يطرد الاب ولده من البيت لانه اساء اليه يوما. لا سيؤدبه ويصبر عليه لكنه يرى انه لا انفكاك له عن ينبغي ان يبحث عن كل الطرق التي يمكن ان يسلكها لتأديبه وتربيته وتقويمه. هكذا ينظر المعلم مع طالبه وتلميذه كأنه ابن من ابنائه في الاسرة يتعاهده يصبر على اذاه يقومه يؤدبه حتى يصل به الى افضل ما يصل به الناس مع ابنائهم وهذا كله ايها المباركون انطلاقا من اصل عظيم. ان المعلم والد تعلم ويسميها بعضهم الابوة الدينية او العلمية. ويسميها بعضهم الابوة الروحية. وربما قال بعضهم هذا ابي بانه يقوم مقام والده في عنايته وتربيته وتأديبه والاعتناء بمصالحه. وكم قرأنا وسمعنا ونظرنا في احوال اهل العلم تلفا وخلفا فلا تجد والله المعلم الا كالاب ولا تجد المتعلم معه الا كالولد له. في تمام الاعتناء بهذه الوجوه التي يوصي بها اهل العلم وها هو ذا الامام النووي رحمه الله يقررها هنا. كل ذلك انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم الذي هو امام المعلمين وخاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه قوله في الحديث الصحيح انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فانزل نفسه عليه الصلاة والسلام في امته منزلة الوالي فحق والله على كل من تشرف في امته الى مقام التعليم وسلوك طريق المعلمين ان يتشرف بهذا الوصف الكريم. بمنزلة الوالد اعلمكم. فيكون فيه حنو الاب وحنانه وشفقته فيه حرصه وعنايته فيه حزمه وتربيته لكنه لن ينفك عنه باعتباره ولدا وابنا من ابنائه قال انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم. نعم وينبغي ان يحب له ما يحب لنفسه من الخير. وان يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا. فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال اكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس الي. لو الا يقع الذباب على وجهه لفعلت. وفي رواية ان الذباب ليقع عليه فيؤذيني. ايضا من معاني النصيحة لكتاب الله ان يحب المعلم لتلميذه ما يحب لنفسه من الخير. اخذ من الحديث الصحيح لا يؤمن احدكم حتى احب لاخيه ما يحب لنفسه. واورد اثر ابن عباس رضي الله عنهما الاثر الجليل الذي يظهر فيه ابن عباس رضي الله عنهما ما كان جليسه الذي يحضر مجلسه يقول اكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس الي. فرآه انه قد اعزه واعلى قدره ويرى ان يبادله هذا الاكرام باكرام. قال لو استطعت الا يقع الذباب على وجهه لفعلت وفي رواية ان الذباب ليقع عليه فيؤذيني. اشارة الى ما يقوم به صاحب المجلس كالمعلم ونحوه من تقدير مكانة من يجلس اليه وخصه بالاتيان والجلوس بين يديه. نعم وينبغي الا نعم وينبغي الا يتعظم على ان يتعاظم وينبغي الا يتعاظم على المتعلمين بل يلين لهم يتواضع مع هذا فصل في التواضع. كيف ان المعلم يتواضع للمتعلم. وربما استقر في اذهان بعض الناس ان هو العكس وان المتعلم يتواضع للمعلم وهذا حق. لكن المعلم ايضا مخاطب بالتواضع على المعنى الذي يريده الان بل يلين لهم بل يلين لهم ويتواضع معهم. فقد جاء في التواضع لاحاد الناس اشياء كثيرة معروفة فكيف بهؤلاء الذين هم بمنزلة اولاده؟ مع ما هم عليه من الاشتغال بالقرآن مع ما لهم عليه من حق الصحبة وترددهم وترددهم اليه. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه وعن ايوب وعن ايوب السختان وعن ايوب السخطيان السخطيان او بالكسر السختي نعم وعن ايوب السختياني رحمه الله تعالى ينبغي للعالم ان يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل. ايوب السختياني او السختياني. قال النووي رحمه الله الله بفتح السين وكسر التاء. قال ابو عمر بن عبدالبر كان ايوب يدبغ الجلود بالبصرة فلهذا قيل تستخفيان. قال ايوب ينبغي للعالم ان يضع التراب على رأسه عبد الله عز هذا من الالفاظ التي لا يراد بها حقيقتها بل هو كناية. وضع التراب على الرأس كناية عن التواضع واحتقار النفس وانها لا اسوأ شيئا يعني الا يرتفع ويرفع قدره بين الناس ولو كان بينهم المقدم والشيخ والامام والعالم لكن هو في نفسه لا ينبغي ان يرفع من قدرها. اما حديث لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه فحديث ضعيف جدا. واحد رواته في الاسناد متروك. انما الاصل الشرعي العام صحيح. يقول اذا كنا مأمورين بالتواضع مع كل احد. فكيف بالتواضع مع الفئة التي اختصصنا بالتعامل معها من الطلاب والتلاميذ وهم في مقام الاولاد والابناء وهم يقرأون القرآن ويتعلمونه واذا لهم من الحق في الصحبة ولهم من حق اعانتهم على تعلم القرآن ما يحمل على التواضع اليهم ولين الجناب معهم كل ذلك يحمل على خفض الجناح والتقرب اليهم. ولك في الجملة ان تقول ليس في الامة معلم ولا شيخ ولا رتبة بل بلغها انسان اعلى قدرا من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان يجلس الى اصحابه فيعلمهم. ويأتيه القرآن فيقرؤه وينزل عليه الوحي فيبلغه. فلا والله ما وجدوا منه ترفعا ولا رفعة جناب ولا احتجابا ولا رفعة قدر رأوا بها انهم بعيدون عنه وانهم لا يليق بهم ما يليق بالرجل مع اقرب الناس اليه. فليس بعد هذا لاحد في الامة موضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. الا ان يقتدي بسنته وان يهتدي بهديه وان يجد له في مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة يتأسى به في فيكون المعلم اذا غدا الى فصله والشيخ الى حلقته والاستاذ الى مسجده والامام الى محرابه ان يكونوا احرى الناس في خفض الجناح والايد الجانب والابتسامة والكلمة الطيبة فان كل من سميت من المعلمين والائمة والخطباء والاساتذة والشيوخ انما يحملون معهم شيئا يريدون ايصاله الى الناس الى المجتمع. فما لم يكونوا خافض الجناح التناول لينين في تعاملهم مع الناس والا فقد حرموا خيرا كثيرا من الامانة التي يريدون اداءها وايصالها كما الله سبحانه وتعالى. نعم. فصل في تأديب المتعلم باداب السنية. وينبغي ان يؤدب المتعلم وينبغي ان وينبغي ان يؤدب الم تعلم على التدرج بالاداب السنية بالاداب السنية بالاداب بالثنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية. هذا الان احد ادق مسالك التربية والتعليم. واحد المناهج العظيمة التي يقوم عليها شغل المعلمين والاساتذة والشيوخ والمقرئين. تربية من تحت ايديهم. المسألة يا معشر الاساتذة ليست درسا يقرأ ولا سورة تسمع ولا اداء ينتهي به المجلس في زمان ومكان ما. بل المسألة اعظم يجتمع عليه التلميذ مع شيخه وحي انزله الله من فوق سبع سماوات اختار له صفوة الملائكة جبريل عليه السلام وصفوة البشر محمدا صلى الله عليه وسلم. وانزل كلامه العظيم الذي عظمه في كتابه سبحانه في مواضع عدة. هذا الامر العظيم نجتمع عليه اليوم في الحلقات والمساجد او في المدارس والمعاهد. لنؤديه اداء سطحيا اجوف تقتصر فيه على تردد لايات وكلمات ليس يحتويها شيء اعظم ولا ابلغ بل الواجب النظر الى المقصود الاكبر من الاجتماع بهذا المقام العظيم في كتاب الله الكريم. المقصود الاعظم ان نرجع من اثر بالقرآن وقد جلسنا اليه ورددناه وقرأناه وتعلمناه. الاثر ما هو الاثر يبحث عنه الاستاذ في نفس طلابه في نفوسهم في اخلاقهم في عقائدهم في تربيتهم هذا المقام على التدريج بالاداب السنية والشيم المرضية هي رياضة تحتاج الى متابعة الى جهد الى جهاد ثم حتى الدقائق الخفية يكون لها التفات ونظر وعناية بها في اثر ابن عباس رضي الله عنهما وقد اخرجه كثير من المفسرين في تفسير قوله تعالى في سورة ال عمران ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. لاحظت بما كنتم تعلمونه الكتاب فكل من تعلم القرآن وجلس يعلمه هذا امر الله ولكن كونوا ربانيين. بما كنتم تعلمون الكتاب وبما اكنتم تدرسون فسرها جملة من السلف قال ربانيين اي يربون الناس بصغار العلم قبل كبارهم هي تربية يعطون الناس مبادئ العلم فاذا اخذوه ارتقوا معه شيئا فشيئا لا ينتقلون الى الدقائق والمسائل والقضايا العظام الا اذا اتوا على المهمات. اذا هي مرحلة ليست في جلسة ولا جلستين. ولا مسألة ولا مسألتين ولا مرة ولا مرتين بل هو استمرار متتابع ينظر فيه المعلم كل يوم اتاه هذا الطالب ودخل عليه. وجلس اليه وتركه والداه عنده امانة سيسأله الله عنها يوم القيامة. بماذا سينصرف من مجلسك اليوم يا استاذ ايها الشيخ الفاضل ايها المعلم الوقور. ابناء المسلمين بين يديك في الصف في الفصل في المدرسة او في المعهد او الجامعة. او في الحلقة في مسجد هم والله امانات والدقائق التي يقضونها بين يديك والساعات التي يجلسونها بين يديك والايام والشهور والسنوات التي تمضي من اعمارهم وهم في صحبتك وتحت نظرك وسمعك وبصرك. ما الذي خرجوا به من عندك؟ والله لن ننتظر وبينك وبينهم كتاب الله لن ننتظر الا ايمانا تغرسه في قلوبهم. وخلق كريما تثبته في نفوسهم. وقيما فاضلة ترفع بها رايات الايمان والثبات في عزائمهم. لن ننتظر الا ان يخرجوا من عندك مصابيح في ليالي الدجى. ان يكونوا منارات هدى ان يكونوا اعلاما ترفرف في سماء المجتمعات ان يعلم الناس ان ما هم فيه من الضوء والخير والهداية انما هو شعلة اسرجها استاذهم المبارك في الحلقة هناك وانها شعلة او قدها بعدما تعاهدها خلال الايام والشهور والسنوات. هذه التربية هذا من اجل معاني نصيحة لكتاب الله ان يكون تعليمنا للقرآن مع تعليم الفاظه وتحفيظ اياته وسوره وعنايته بالدقة في ادائه الا اننا احرص واحرى واحوج الى ان نلتفت الى العناية الكبرى بالمقصود الذي من اجله القرآن وهو اصلاح القلوب به واقامة الحياة عليه. هذه تربية عظيمة هي مهمة جليلة تقع على عواتقي وعلى مناكب الكبار في الامة المعلمين الفضلاء والشيوخ الاجلاء الذين عرفوا جلالة قدر فاشتغلوا به نعم وينبغي ان يؤدب الم تعلم على التدرج بالاداب السنية والشيم المرضية ورياضة ورياضة نفسه بالدقائق خفية ويعوده ويعوده الصيانة في جميع اموره الباطنية والجلية الباطنة الباطنة والجلية ويحرضه باقواله وافعاله المتكررات على الاخلاص والصدق وحسن النيات. ومراقبة الله تعالى في جميع اللحظات فكلها هذه ابواب ينبغي ان يتعاهدها المعلم وان يزرعها في قلوب طلابه. نعم. ويعرفه ان ان بذلك تنفتح عليه ابواب المعارف وينشرح صدره ويتفجر من قلبه ينابيع الحكم واللطائف. ويبارك في علمه وحاله ويوفق في افعاله واقواله. نعم. فصل في حكم التعليم تعليم المتعلمين فرض كفاية. فان لم يكن من يصلح له الا واحدا تعين عليه. واحد فان لم يكن من يصلح له الا واحد تعين عليه وان كان هناك جماعة يحصل التعليم ببعضهم فامتنعوا كلهم اثموا. وان قام وان قام به بعضهم سقط الحرج عن الباقين. وان طلب من احدهم امتنع فاظهروا فاظهروا الوجهين الا يأثما لكنه يكره له ذلك. يكره لكنه يكره له اذا لم يكن له عذر خص هذا الفصل لبيان حكم التعليم. وهو من المسائل التي اراد الامام النووي الله ان تكون في كتابه زادا للمعلم وهو يقرأ اداب واخلاق واحكام معلم القرآن ومتعلم القرآن قال تعليم المتعلمين فرض كفاية. في الامة كلها. يعني يجب ان يقوم به بعضهم. فاذا قام به البعض سقط الاثم عن الباقين واذا تركوه كلهم اثموا. قال فان لم يكن من يصلح له الا واحد تعين عليه. كما يحصل في القرى وفي الاطراف النائية وفي الاماكن المحصورة التي لا يوجد فيها حافظ سواه. فلا يقولن لنفسه وقد طلبوا منه ان يجلس ويعلم اولادهم القرآن ان يقول انه مشتغل بامر سواه فينصرف الى غيره. ان لم يكن في قريتك في منطقتك في حيك ومجتمعك الا انت وقد اتاك الله العلم بالقرآن تعين عليك ان تقوم به. والا فقد لحقه الاثم. قال وان طلب من احدهم يعني ان كانوا جماعة فطلب من احدهم فامتنع فاظهروا الوجهين انه لا يأثم. لماذا لا يأثم؟ لانه لم يتعلق الوجوب به وحده فقط بل يوجد هو وغيره لكن يكره له ذلك ان لم يكن له عذر فما الذي سيعتذر به؟ وحذاري ان يكون العذر في مثل هذا المقام انه ارتباط وانشغال بامر لا يجد فيه شيئا من حظوظ الدنيا يعني لا مال ولا مرتب ولا فيعتذر لاجل ذلك. اما ان كان له ما يكفيه او وجد في حياته ما يسد حاجته ثم طلب منه ان يعلم قال فلا وجه له للاعتذار. نعم فصل في حرص المعلم على تعليم طلابه. يستحب للمعلم ان يكون حريصا على تعليمهم. مؤثرا لداء سيرا مؤثرا لذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية التي ليست بظرورية والا يفرغ قلبه في حال وان يفرغ وان يفرغ قلبه في حال جلوسه لاقرائهم من من الاسباب الشاغلة كلها. وهي كثيرة معروفة. هذا الفصل يؤكد فيه الامام النووي رحمه الله على المعلم معنى الحرص. اما قد جاء وجلس في الحلقة او في المدرسة او في المسجد او المعهد او الجامعة او المكان الذي يقرأ فيه القرآن وقد فرغ نفسه فالحرص الحرص. الحرص على الوقت الحرص على التعليم الحرص على التأديب ان يبذل غاية جهده وقد جلس الى ابناء المسلمين يعلمهم كتاب الله. قال مؤثرا لذلك على مصالح نفسه الدنيا وياه التي ليست بضرورية. مصالحه الدنيوية التجارة وزيادة المال وسعة الرزق. والبحث عن المكاسب والصفقات الربح في الاسواق يقول ينبغي ان يؤثر ذلك على المصالح التي ليست بضرورية التي هي كماليات او حاجيات وزوائد وتتمات فاما مصالحه الضرورية فهي اولى ان يقوم بها. قال وان يفرغ قلبه في حال جلوسه لاقرائهم من الاسباب الشاغلة كلها فلا يشغلن قلبه طالما جلس اليهم من شيء سوى ما جلس لاجله وهو الاقبال على كتاب الله الكريم. نعم ليكون حريصا على تفهيمهم وان يعطي كل انسان منهم ما يليق به. فلا يكثر فلا يكثر على من لا يحتمل على من لا يحتمل الاكثار ولا يقصر لمن يحتمل الزيادة. يعني يعطي كل واحد قدره. فمن يحفظ الخمس ايات لا يعطيه العشرا من يعجزوا عن العشرين لا يزيد عليه. ومنهم من يرغب في الازدياد وهو قادر فلا يقصر به عن قدرته. فاذا كان يقوى على الصفحة والثنتين لماذا يقتصر به على خمسة اسطر ونحوها؟ فهنا يتفاوت الطلبة بقدر ما اتاهم الله من قدرة وبقدر ما يحملونه من همة والمعلم الحصيف الحريص. على تعليم طلابه يعطي كل واحد قدره الذي يصلح له نعم. ويثني اه ويأخذهم ويأخذهم باعادة محفوظاتهم. هذا ما يسميه الاساتذة في الحلقات مراجعة محفوظ يأخذهم باعادة محفوظاتهم يعني لابد ان يرتب لهم في البرنامج والجدول مقدارا يراجعون به الحفظ السابق لتثبيت ومعاهدته ويثني على من ظهرت نجابته ما لم يخشى عليه فتنة باعجاب او غيره. من كان من الطلاب نجيبا بارعا ذكيا مجتهدا حريصا يثني عليه. كيف يثني؟ يمدحه. يلقبه يكرمه. يحفزه. امام زملاءه ليكون ذلك ابلغ في استمراره في النشاط وعلو الهمة وليحفز غيره ايضا بتحفيزه وهم ينظرون اليه. قال ما لم يخشع عليه فتنة باعجاب او غيره. عدنا الى قضية الحكمة. وان الاستاذ ينبغي ان يراعي ذلك في امور تعامله مع طلابه نعم ما لم يخشى عليه فتنة باعجاب فتنة باعجاب او غيره. ومن قصر عنفه تعنيفا لطيف طيفا ما لم يخشى تنفيرا. ايضا من كان مقصرا من الطلاب فيتوجه اليه بالعتب والتعنيف. قال تعنيفا لطيفا ما لم اخشى تنفيره فالقضية مسايسة وحكمة. فيعاتبه ويشد عليه ويؤاخذه حتى يعاود الهمة والنشاط من جديد. نعم ولا ولا يحسد احدا منهم لبراعته. لبراعة تظهر منه ولا يستكثر البراعة. قال المصنف مصدر برع الرجل وبرع بفتح الراء وضمها اذا فاق اصحابه. نعم ولا يستكثر فيه ما انعم الله تعالى به عليه. فان الحسد للاجانب حرام شديد التحريم فكيف فكيف للمتعلم الذي هو بمنزلة الولد الولد ويعود في ويعود من فضيلته الى معلمه في الثواب الجزيل وفي الدنيا الثناء الجميل. يقول من كان من الطلاب عليه ملامح النجابة والبراعة والموهبة تميز الذي يسبق به كل اقرانه قال لا ينبغي ان يقع في قلب معلمه حسد له. وهل يحسد المعلم التلميذ نعم قد يقع هذا فيراه ربما سيحوز في سنوات قلائل ما لم يبلغه غيره في سنوات طوال. وانه في ايام معدودات سيظهر عليه من اثار النجابة والتفوق ما قد يفوق به استاذه فيقع في النفس لاننا بشر ما قد يقع والشيطان حريص كما اسلفت فهذا اعتنى المصنف بالتحذير فيه والتنبيه يقول الحسد للاجانب حرام قصد بالاجانب هنا من ليس بينه وبين لهم صلة يقول من ليس بينك وبينه شيء وهو اجنبي عنك حسدك اياه حرام فما بالك بمتعلم هو لك بمنزلة ولدك ويعود من فضله الى معلمه في الاخرة ثواب وفي الدنيا ثناء. يقول هو اولى ان تكون عونا له على تميزه واتقانه وموهبته التي فتح له فيها الباب. نعم فصل في الاعتناء بالطلاب وترتيبهم وتقديمهم. اولى بنا ان نترك عناوين الفصول لانها ليست من صنيع المصنف ونقتصر على ما كتبه رحمه الله فصل وما بعده من الكلام. نعم. فصل ويقدم في تعليمهم اذا ازدحموا الاول فالاول. هذا العدل بين الطلاب يقدم الاول فالاول يعني من جاء اولا يقرأ اولا. نعم. فان رضي الاول فان رضي الاول غيره قدمه وينبغي ان يظهر لهم البشر وطلاقة الوجه. ويتفقد احوالهم ويسأل من غاب منهم نعم هذا من العدل السؤال والتفقد والاهم الترتيب بينهم اذا ازدحموا فاما اذا لم يزدحموا فمن جاء وكان حاضرا قرأ الا اذا كان للمعلم في حلقته نظام سرى بينهم وتعارفوا عليه انه يبدأ مثلا بالاكثر حفظا منهم. او مقدارا منهم وتقدما فيكون مقدما في القراءة ولو حضر بعد غيره اذا كان هذا فيما بينه متقررا على نحو يضمن به اجراء العدل بينهم على السوية في اعطائهم حظهم من القراءة. فصل قال العلماء ولا يمتنع من تعليم احدا لكونه غير صحيح النية فقد قال سفيان وغيره طلبهم للعلم نية وقالوا العلم لغير الله تعالى فابى ان يكون الا لله. معناه كان عاقبته انه صار لله ان ان صار للنصارى انصارا لله تعالى. هذا الفصل في التنبيه على مسألة ماذا لو وجدت ايها المعلم احد طلابك فاسدا كيف يعني فاسد النية؟ يعني علمت انه ما جاءك للحلقة الا باجبار من والديه. اما هو فلا رغبة له في القراءة. وانه ما جاء الا ترغيبا او ترهيبا ان والده يخص له الجوائز كل يوم ويعطيه على كل يوم كذا وكذا من الاعطيات. وانه يأتيك عليه من النفور وعدم الرغبة ما انت تتيقن منه انه لا نية له في حفظ القرآن وتعلمه. او انه جاء يريد به مطمعا دنيويا. يريد القراءة للحصول على جائزة. ويريد الاتمام بان مثلا المدرسة او المكان هيأوا وعدا لمن حفظ كذا واتم كذا. علمت انه لا غرض له. ماذا قال؟ قال لا يمتنع من تعليم احد لكونه غير صحيح النية دعك من نيته وعليك بالعمل معه. اما وقد حضر اليك وجلس بين يديك فاعطه حظه من التعلم واجتهد معه. قال سادتنا من اسلافنا العلماء وهم يبينون موقع النية واننا نكلها الى الله ونتعامل بالظاهر. بل ذهبوا الى مذهب ابعد من هذا فقالوا طلبهم للعلم نية هذا قول سفيان الثوري رحمه الله. كيف يعني طلبهم للعلم نية؟ يعني دعك من نيته التي لولاها ما جاء اليك اما جاء يطلب العلم طلب العلم يعتبر نية وان كان له في قلبه نية سواه. قالوا طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله. هذه الكلمة الجليلة رويت عن عدد من السلف اخرجها مثلا الخطيب الجامي الخطيب البغدادي في عن حبيب ابن ابي ثابت واخرجها ايضا في الجامعة المعمر. واخرجها الدارمي عن مجاهد واخرجها الخطيب ايضا وابن عبدالبر عن الحسن البصري ارأيت هؤلاء الكبار الحسن البصري معمر مجاهد حبيب ابن ابي ثابت هؤلاء وهم وهم ائمة العلم يقولون طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله. يقول انه في بداياتهم للطلب ما كانوا يملكون النيات الصافية الصادقة تماما. لكن الذي حصل طالما استمروا على طلب العلم سيهذب العلم صاحبه. ويصحح نيته فابى ان يكون الا معناه كان عاقبته انصار لله تعالى. فلا تعجل على نية طالب جلس بين يديك وانت لا ترى من نيته الا امرا ليس هو القصد الصحيح في طلب العلم وحفظ القرآن. لا تعجل عليه. دعه فان مآل نيته اذا استمر وثبت وصبر ان صحح فان العلم يصفي ويصحل قسط صاحبه. نعم. فصل ويصون يديه في حال في حال الاقراء عن العبث. الكلام على المعلم. والفصل هنا يتحدث عن الوقار. كيف تكون ايها الشيخ الفاضل وقورا في حلقتك. قال يثور يديه في حال الاقراء عن العبث. نعم. وعينه عن تفريق نظرهما من غير في حاجة ويقعد ويقعد على طهارة مستقبل القبلة. ويجلس ويجلس بوقار وتكون ثيابه بيضا نظيفة. كل هذا يا اخوة ومن جليل الادب الذي نقل لنا عن ائمة السلف. الجلوس بعيدا عن العبث حال الاقراء. حتى العينين فيها قضية الادب والوقار الا تنشغل بالتفات يمنة ويسرة يفرق فيها النظر من غير حاجة. هذا طالب يجلس امامه يقرأ ينتظر الدور وثالث خلفهما. ورابع وخامس يقول ان من الوقار ان تكون يداه في محلهما لا ينشغل كثيرا بامور يتعاطاها بيديه وعيناه لا تلتفت يمنة ويسرة يزعم ان سمعه لا يزال مع الطالب الذي يقرأ عنده. يقعد على طهارة يستقبل القبلة يجلس بوقار تكون ثيابه بيضا نظيفة نعم. واذا وصل الى موضع جلوسه صلى ركعتين ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا او غيره او غيره. فان كان مسجدا كان اكد. فانه يكره الجلوس فيه قبل ان يصلي قبل ان يصلي. ويجلس متربعا ان شاء او غير متربع. اذا وصل الى الموضع الذي يجلس فيه صلى ركعتين. يقول سواء كان الموضع مسجدا او غيره. اما ان كان مسجدا فلقوله صلى الله عليه وسلم اذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. طيب واذا كان غير مسجد؟ مثل ان يكون فصلا في مدرسة او غرفة في داره يقعد فيها يستقبل الطلاب يقرؤهم القرآن وخصص لذلك وقتا كل يوم او بعض الايام. يقول المصنف سواء كان الموضع مسجدا او غيره فان كان مسجدا كان اكد فانه يكره الجلوس فيه قبل ان يصلي. اما غير المساجد فقد اخرج الخطيب البغدادي في قال ويستحب ان يصلي ركعتين قبل جلوسه وذكر اثرا لسعيد ابن المسيب انه كان يركع ركعتين ثم يجلس فيجتمع اليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والانصار. فلا يجترئ احد منهم ان يسأله عن شيء الا ان بحديث او يجيئه سائل فيسأل فيسمعون. هذا الذي ذكر لكن ليس فيه نص غير المساجد لا وجه للقول باستحباب صلاة الركعتين. لكنهم يريدونها في مقام تهيئة المعلم نفسه قبل ان يقعد للاقراء. يصلي ركعتين يستفتح بهما مجلسه يسأل الله فيها التوفيق والسداد. فليست الركعتان للمكان بل للعمل الذي هو يقبل عليه ثم قال ويجلس متربعا ان شاء او غير متربع. لان الكراهية في جلوسه في المسجد قبل الصلاة لعموم حديث اذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. طيب ما صلى وجلس؟ قد وقع في مكروه ولا يحسن بالمعلم ايضا ان يستمر هذا منه في المسجد كلما اتى حلقته دخل وجلس مباشرة بلا صلاة ركعتين ويستمرئ فعل المكروه على الدوام وهذا على مذهب الجمهور ان الجلوس قبل صلاة الركعتين في المسجد له الكراهة. نعم وروينا وروى ابو بكر ابن ابي داود السجستاني باسناده ان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان لا يقرأ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه. يعني دلالة على عناية الصحابة رضي الله عنهم باتيانهم المساجد الجثو على الركبتين دلالة على تعظيم المجلس واظهار الخشوع والوقار في اقرائه للقرآن. نعم. فصل ومن ادابه المتأكد وما يعتنى بحفظه الا يذل الا يذل العلم الا يذل العلم ان لا يذل العلم فيذهب فيذهب الى مكان ينسب الى من يتعلم الى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه. قال من اداب العلم كده الا يذل المعلم العلم. كيف يصبح المعلم مذلا للعلم؟ قال يذهب الى مكان ينسب الى من يتعلم منه يتعلم منه فيه. يعني يذهب الى داره الى مزرعته الى بستانه الى مقر عمله ويكون قصده ان يعلمه هناك. يقول هذا نوع من اذلال العلم وعدم اعزازه. اذا كان الحق ان العلم يؤتى ولا يأتي كما قال بعض السلف وان كان الم تعلم خليفة فمن دونه. يرون انه ليس لهذا علاقة بقضية انزال الناس منازلهم وتوقير اهل الوقار واحترام اهل الجاه والمناصب والرياسة. فان هذا شيء ومجالس العلم التي يحصل فيها العلم شيء اخر. نعم. وان كان الم تعلم خليفة فمن دونه. بل يصون العلم عن ذلك كما صانه السلف رضي الله عنه وحكاياتهم في في هذا كثيرة مشهورة. وصيانة العلم تذهب الى ابعد من قضية الاتيان للاماكن التي يتعلم فيها العلم نعم العلم يؤتى ولا يأتي لكن ايضا من صيانة العلم العفة وعزة النفس وعدم الطمع ولا التعلق بشيء مما في ايدي الناس من دنياهم من صيانة العلم عدم اتخاذه مسألة يتأكد بها او يستكثر بها عند الكبراء والاثرياء من صيانة العلم صيانة عن الدسائس الخفية مثل العجب والسمعة والرياء ونحو ذلك. وقد قال الجرجالي رحمه الله ولو ان اهل العلم صانوه صانه ولو عظموه في النفوس لعظم ولكن اهانوه فهان ودنسوا محياه من اطماع حتى تجهما. نعم فصل وينبغي ان يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلسائه فيه. ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خير المجالس اوسعها. رواه ابو داوود في سننه في اوائل كتاب الاداب. الادب في اوائل كتاب الادب باسناد صحيح من رواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه حديث ابي سعيد صحيح خير المجالس اوسعها. والمجالس العلمية مجالس اكد ما يعتنى فيه بسعة المجالس قال حتى يتمكن جلسائه فيه يعني من جلس في مجلس وحلقة ينبغي ان يكون المكان فسيحا تسع لطلابه والاخرين عنه. نقف عند هذا الفصل للاستراحة والتهيؤ لصلاة المغرب ونقلوا بعد الصلاة ان شاء الله. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين