بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنواصل ما وقف الحديث عنده من الفصول التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى في الباب الرابع اداب معلم القرآن ومتعلمه من كتاب التبيان في اداب حملة القرآن. وقد مضى جل فصول هذا الباب نتمها في هذه الجلسة مع الباب الخامس ان شاء الله تعالى. نعم فصل في فصل جميع ما ذكرناه من اداب المعلم في نفسه اداب للمتعلم ومن ادابه ان يجتنب الاسباب الشاغلة عن التحصيل الا سببا لا بد منه للحاجة. مضى خمسة عشر فصلا في هذا الباب الرابع وكان قد عنون له رحمه الله بقوله اداب معلمي القرآن ومتعلمه. الفصول التي مضت خمسة عشر اصلا تتناول كلا من المعلم والمتعلم. ولهذا قال هنا فصل في اداب المتعلم جميع ما ذكرناه من اداب المعلم في نفسه اداب للمتعلم ولكن يبقى هناك قدر زائد من الادب يخص المتعلم اكثر من المعلم فافرد لها الفصول السبعة الباقية في هذا الباب. نعم وينبغي ان يطهر ادابه ان يجتنب ومن ادابه ان يجتنب الاسباب الشاغلة عن التحصيل الا سببا لابد منه للحاجة هذا اول ما يقال للمتعلم اجتهد في طلبك للعلم وتفرغ لاجله قدر ما استطعت. في ان الم تعلم لان المتعلم كلما صرفته الشواغل ضعف حظه في تحصيل العلم. قال الا سببا لابد منه للحاجة. المعيشة وطلب رزق الاكتفاء بمهمات الحياة. ما عدا ذلك فاحرى بالم تعلم اجتناب الاسباب الشاغلة تماما. لانه كلما تفرغ كان للعلم اكد. نعم. وينبغي ان يطهر قلبه من الادناس. ليصلح ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسدوا فسدت واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. وقد احسن القائد يطيب يطيب يطيب يطيب القلب للعلم كما تطيب الارض للزراعة. هذا اول ايضا ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى بعد ذكر اسباب ترك الاسباب الشاغلة. قال اولى الخطوات تطهير القلب من الادناس. ليصلح لقبول القرآن فان تعلم القرآن وحفظه ينال به المتعلم ان يودع كلام الله في صدره. فاول ما ينبغي العناية به اجتناب ما يمكن ان يدنس قلبه كلام الله طهارة وبركة ونور. فاول ما ينبغي تطهير هذا المحل الذي سيحل فيه القرآن عن كل ما لا يصلح له بقوله صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب نعم وينبغي ان يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وان كان اصغر منه سنا واقل شهرة ونسبا وصلاحا وغير ذلك ويتواضع للعلم فبتواضعه للعلم يدركه. وقد قالوا العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي. تواضع المتعلم لمعلمه مطلب اساس بغير تواضع لن يحصل المتعلم من معلمه علما. وعلامة التواضع ان يتأدب معه. والا يحول بينه وبين شيء من الصوارف ولو كان المعلم اصغر منه سنا او اقل منه شهرة او اقل منه صلاحا وغير ذلك من معايير انما صار المعلم معلما لان ما معه من العلم اكثر مما جاءه المتعلم يطلبه. فكذلك قل في القرآن رجل اتاه الله القرآن فحفظه وحذق فيه واتقنه. فصار اهلا ان يعلم القرآن هو مقدم على غيره فيتواضع الم تعلم له وقد قالوا في اداب الطلب بالنسبة للتواضع وترك الكبر والتعالي العلم حرب للفتى عالي كالسيل حرب للمكان العالي. فان السيل اذا جاء واقبل وجرف فانه لا يترك شيئا ولا يقولن قائل انني في من السيء امن منه ان يدركني. قال وينقاد لمعلمه في مشاورته ونصحه ورأيه وما ينصح به. نعم وينبغي ان ينقاد لمعلمه ويشاوره ويشاوره في اموره. ويقبل قوله كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحادق وهذا اولى فصل ولا يتعلم الا ممن كملت اهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته. هذا الفصل في اختيار المعلم ان يحسن المتعلم اختيار استاذه الذي سيقرأ عليه. فان الشيوخ كثير والحفاظ متعددون لكنه يختار من يراه اهلا اكتملت فيه الالة وظهرت عليه الديانة واصبح متحققا بالمعرفة مشهورا بالصيام يعني يجمع بين الاتقان في العلم وبين صلاح الحال والعناية بالهدي النبوي واصلاح شأنه فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن انس وغيرهما من السلف. هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم اخرج الامام مسلم في مقدمة صحيحه رحمه الله عن محمد ابن سيرين هذا الاثر هذا العلم دين. فانظروا عمن خذون دينكم كونك تتعلم مسائل في الفقه او في التفسير او العقيدة او ايات من القرآن هذا دين تأخذه. وانت لا تقبل ان تأخذ دينك من اي احد. قال فانظروا عمن تأخذون دينكم. ولا يأخذ المسلم دينه الا عن ثقة ويعلم انه في بصلاحه وعلمه وتقواه يأخذ دينه بامانة عن مثله. واخرج ايضا الخطيب البغدادي رحمه الله هذا الاثر عن ما لك ابن انس وكذلك ابن عبد البر رحمه الله تعالى في التمهيد. وهي ايضا حقيقة من اهم واجل اداب طالب العلم التحري في الشيوخ الذين يأخذ عنهم العلم فانه لا يأخذ عنهم العلم مجردا بل سيأخذ عنهم العلم ويأخذ عنهم المروءة ويأخذ عنهم الدين ويأخذ عنهم كل كل ما يجده عندهم اما حباهم الله تعالى به. وهنا ينطبع اثر المعلم في المتعلم. فاذا لم يحسن المتعلم اختيار شيخه ربما تأثر ببعض ما قد يكون عنده اما من زلل او خطأ او نقص او عيب فانه يتشرب من شيخه ويأخذ عنه بقصد او بغير قصد. لان هذا من سطوة المعلم على المتعلم فينعكس اثره عليه. ومن هنا نبهوا على حسن الاختيار وضرورة الانتباه في انتقاء من يأخذ عنهم المتعلم علمه من الشيوخ والاساتذة. نعم فصل ولا يتعلم الا ممن ملكت اهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته. فقد فقد قال محمد ابن سيرين ومالك ومالك ابن انس وغيرهما من السلف هذا العلم دين فانظرون فانظروا عمن تأخذون دينكم وعليه ان ينظر معلمه معلمه بعين الاحترام. ويعتقد كمال اهليته ورجحانه على طبقته فانه هو اقرب الى انتفاعه به هذا نوع من الادب يذكره السلف في تأدب الطالب مع استاذه يعني ان يكون لمن له مقدرا له من غير غلو ولا تفريط. يعني ان يعتقد في استاذه الادب والكمال والعلم احترام ويعتقد كمال اهليته ورجحه. اليس قد اختاره؟ اليس قد قارن وبحث وانتقى ثم رضيه ان يكون استاذا له طيب ثم ماذا؟ استاذه لانه بشر فهو ليس معصوما من الخطأ. فربما اخطأ في مسألة او زل او كان منه تفويت لبعض الامور الشرعية او كان فيه نقص مما يعتلي البشر فليس احد كاملا منهم. فما موقف التلميذ هل سيأتيه شيء من شعور في داخله بان استاذه ليس اهلا للاستاذية وانه فارق الاهلية؟ فتراوده نفسه في ترك العلم مثلا او بالتطاول على استاذه او الحرمان من علمه كل تلك افات تصيب طلبة العلم في طريقهم. فاعتنى العلماء ببيان الادب الذي يتحلون به في هذا الطريق. اعطاك الاصل اولا. قال اولا عليك ان تنزله منزلة الاحترام. وان تنظر اليه عين الاحترام وان ترى تصرفاته واقواله وافعاله على محمل الرجحان لان هذا اقرب الى انتفاعك به. طالما يا استاذك في نظرك محل القدوة والاحترام كنت محصنا منه كل شيء ينفعك. ومنذ ان يغلق هذا الباب او او يحجوبك عنه حاجب زهدت فيه. وفي علمه وفي فوائده وفي كل ما ينتفع به. لانك ستضرب صفحا عنه وتوليه ظهرك وتنصرف عنه. نعم وكان بعض المتقدمين اذا ذهب الى معلمه تصدق بشيء وقال اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب علمه مني. هذا يذكره ايضا اهل العلم في اداب الطلب. غير منسوب الى احد بعينه من السلف لكنه في جليل صنائعهم رحمة رحمة الله عليهم. يقول كان احدهم اذا غدا الى مجلس العلم ذاهبا الى استاذه في الحلقة او في الدرس تصدق بشيء يعني يتوسل الصدقة ليقبل الله دعوته وقال اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني. يعني كانوا يتوسلون الى الله بعمل صالح مثل الصدقة رجاء ان ينفعهم الله بعلم استاذهم وشيخه وان يستر عيبهم عنه. هم يعلمون انه ذا عيب لانه بشر وليس معصوما لكنهم يسألون الله ان يبقى محفوظا في انظارهم من النقص وانحطاط القدري بان يستر الله عز وجل اعيبه عنهم وهذا من جليل الادب جدا حقيقة وفيه احترام وحفظ للاقدار ومعرفة لحقوق اهل العلم. ايضا بالتأكيد على انه من غير غلو ولا تفريط في هذا الباب. والاعتقاد ما لا يجوز اعتقاده في البشر بانهم بلغوا درجة العصمة او القداسة او انه لا يجوز عليهم الخطأ لكنه في الحفاظ على موازنة يحفظ بها الاحترام لاهل العلم ويحصل به طالب العلم على حظه ان الانتفاع من استاذه وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهم الله تعالى ما اجترأت ان اشرب الماء والشافعي ينظر الي هيبة له ربيع بن سليمان من اجل تلامذة الامام الشافعي واقربهم منه واكثرهم اخذا عنه وهو الثقة من طلابه وتلامذته الاثر ينقلونه دائما في اداب في كتب اداب طالب العلم. يقول الربيع ما اجترأت ان اشرب الماء والشافعي ينظر الي هيبة له ليس تحريما لكن يرى ان من جلالة شيخه في نفسه ووقاره في قلبه انه ما يجترئ ان يرفع كأس الماء ويشرب. والشافعي الحاضر استاذه بين يديه ينظر اليه ويرى ان هذا من خوارم المروءة ومن عدم الادب اشرب وامامي واستاذي ينظر الي هذا ليس تحريما المباح لكن حقيقة هو توطين للنفس وتربية لها على احترام اقدار الاساتذة والعلماء وكيف يجلس المتعلم بين وكيف يقرأ وكيف ينظر اليهم بعين الاحترام. هذا الادب يا كرام والله توارثوه جيلا بعد جيل. وورثوه عن كابر وهذا زمن الكبار. هذا الشافعي هو الاستاذ الربيع هو التلميذ. ولا يرون في هذا مبالغة ليس الذي قال له عيب لا تشرب عندما تكون عندي. ولا الربيع قال حرام ان اشرب والشافعي ينظر الي لكنهم تربوا على نمط من الادب رأى ان الربيع رأى الربيع انه لا يحق له وليس من الادب والمروءة ان يشرب كأس الماء واستاذه وشيخه ينظر اليه لان نظرته اليه وانشغاله بشرب الماء دلالة على قلة الاكتراث وعدم المبالاة. وهو يقول من الهيبة الا اقوى على ذلك ولا يرى نفسه قادرا على فعل ذلك. فما بالك بما هو اعلى واكبر درجة من شرب الماء والشافي ينظر اليه؟ هل ستظن ان من تلبس بهذا الادب سيتجاوز في الادب عبارة تقال او تصرفا يصنع او حركة بيده او بعينه او برأسه امام استاذه وبين يدي شيخه؟ حاشا. هذا الادب الذي توارثوه هو الذي اورثهم العلماء وهو الذي اورثهم وراثة العلم بحظ كبير فيه البركة. فيه الخشوع والوقار فيه السكينة فيه الاحترام. وعندما يقل هذا اللون من الادب بين الاستاذ والتلميذ بين الطالب ومعلمه ستنقص البركات وتظهر لا تحب ان تراها ولا ان تسمع من يرويها في المجالس في مناظر ومواقف تتجاوز فيها حدود الادب تك فيها ستر الادب ولا يشعر فيها المعلم بهيبة ولا التلميذ يقدر فيها لاستاذه حق قدره في مجلسه او في منزله او طريقه او حتى مقامه بين يديه وهو يقرأ ويجلس ويدرس عنده. نعم وروينا عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال من حق العالم عليك ان تسلم على الناس عامة وتخص وتخصه دونهم بالتحية. هذا الاثر عن علي رضي الله عنه في جملة من اداب طالب العلم. نقله عدد من الاستاذ طيب البغدادي في الجامع وفي الفقيه والمتفقه اخرجه ابن عبد البر ايضا في الجامع في بيان فضل العلم والاثر وان كان لا يصح سندا على علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ان جمله التي فيها التوصية بالادب هي التي كان ولا يزال يتواصى بها اهل العلم. قال من حق العالم عليك ان تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بالتحية. فاذا اقبلت على المجلس فسلمت عليهم سلاما عاما ثم تخصه بالتحية كأن تخصه بلفظة فيها دعاء او سؤال عن حال. ابقاك الله واطال عمر الله شيخنا واستاذنا وجلسنا او خصصته بمصافحة دونه وقد سلمت على الجميع. فانت هنا اعطيت للجميع حقه في السلام. وخصصته دونهم بمزيد من التحية والاكرام اظهارا له لعظيم قدره. نعم وتخصه دونهم بالتحية وان تجلس امامه ولا تشيرن عنده بيدك. ولا تغمزن بعينك ولا تقولن قال فلان خلافا لقوله ولا تغتابن عنده احدا ولا ولا تسر ولا تسر ولا تسر في مجلسه ولا تسار في مجلسه ولا تأخذ ولا تأخذ بثوبه ولا تلح عند ولا تلح عليه اذا اسد ولا تعرظ اي لا تشبع من طول صحبته. طيب قال ان تجلس امامه. ففي مجلس الاقراء انما يجلس التلميذ امام شيخه يعني لا يجلس تلقاء يمينه او شماله بل يكون تلقاء وجهه. ومنه حديث جبريل رضي عليه السلام لما اتى النبي عليه الصلاة والسلام في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فكان مقابلا له تلقاء وجهه. قال ولا تشيرن عنده بيدك ولا تغمزن بعينك هذا ايضا من قلة الادب ومن وتجاوز المروءة يعني هذه الامور انما تحصل ما باستخفاف وعدم الاكتراث وهذا لا يليق في ادب الطالب مع معلمه في مجلسه. قال ولا تقولن قال فلان خلافا لقوله. يعني لا تعذب امامه خلاف العلماء لقوله وتورد عليه ما قاله غيره خلافا له يعني هو يعرف الخلاف لكن ايرادك للخلاف في مجلسه وبحضرته نوع اما من التشغيب عليه او من سوء الادب وكل ذلك مرفوض. قال ولا تغتابن عنده احدا. غيبة المسلم حرام في كل مكان. لكنها في حرمة الاستاذ وادبه اكد فينبغي ان تصون مجلس احتراما له ان تصونه عن غيبة احد عنده. ولا تسار في مجلسه. يعني لا ينبغي بان تهمس سرا باذن بعض جلسائك وانت حاضر عنده ولا تأخذ بثوبه عندما يجره يريد الالتفات اليه فيجره من ثوبه ليدركه وهو خارج مثلا او ليلفت النظر اليه فان هذا لا يليق في الادب. ولا تلح عليه اذا كسل اذا رأيته قد انهكه المجلس واتعبه طول الدرس فهم بالانصراف وانت مقبل عليه تريد الاستزادة او لانك جئت متأخرا او تريد الاستفسار عن شيء فاتك وقد تراه اعتراه شيء من الهم او التعب او المرض او الكسل والارهاق فينبغي ان تمسك عند ذلك وانك تعاوده في موضع اخر تراه فرصة اذا حصل منه ما يمكن ان يكون لك والا فاترك ذلك. قال ولا من طول صحبته يعني لا تشبع انك اذا وجدت عنده حاجة ان تكتفي وتنصرف بل يظل الم تعلم حريصا على لا يشبع من طلب العلم وتحصيله وينبغي ان يتأدب بهذه الخصال التي ارشد اليها علي كرم الله وجهه. وان يرد غيبة شيخ غيبة وان يرد غيبة شيخه ان قدر فان تعذر عليه فان تعذر عليه ردها فارق ذاك المجلس. رد غيبة المسلم في الاصل مطلب شرعي عندما تحضر مجلسا ويغتاب فيه مسلم فان واجبك الشرعي ان تذب عنه. ومن ذب عن مسلم ذب الله ذب الله عنه النار يوم القيامة من ذب عن عرض مسلم فعندما يغتاب مسلم وانت حاضر فواجبك ان تدفع الغيبة. فان لم تستطع فارقت المجلس لان لا تأثم بالمشاركة في حضور مجلس يغتاب فيه مسلم. فكيف ان كان المغتاب هذا الذي وقعت عليه الغيبة شخص له حق عليك استاذك وشيخك فاولى ان تدفع الغيبة. بل غيبة قال ذكرك اخاك بما يكره. يعني حتى لو انا المقول في استاذك حقا. انتقاص له او عيب له او حق من قدره. وذكر شيء هو فيه حقيقة هي هذه الغيبة ليس الغيبة ان يقال فيه شيء افتراء وزورا. قال رأيت ان كان في اخي ما اقول؟ كان قال ان كان فيه ما تقوله فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. كلامنا حتى لو كان الذي يقال في استاذك في حال غيبته كلاما صحيحا لكن الغيبة ان يقال وهو غائب وانت لا ترضى بهذا. ولا تقبله ليس دفاعا عنه بالباطل. وليس تكذيبا لشيء هو فيه حقيقة لكن المقام مقام غيبة. ولا يجوز الاقرار بها ولا السكوت عليها. يعجبك في تطبيقات ذلك في السنة النبوية حديث عتبان ابن مالك عند البخاري ومسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي فقالوا اين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل ذلك الا تراه قد قال لا اله الا الله يريد بذلك الله وكلكم يعلم ايضا قصة كعب ابن مالك في غزوة تبوك. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل كعب بن مالك وقد افتقده في الغزوة فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله ما علمنا عنه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه المواقف الذي يذب فيها المسلم عن عرض اخيه عندما يذكر بسوء في غيبته واجبنا مطلب شرعي فكيف ان كان ذا حق عليك كاستاذك وشيخك؟ ولهذا قال النووي ان يرد غيبة شيخه ان قدر فان تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس. نعم فصل ويدخل على الشيخ كامل الخصال متنظفا كما كما ذكرنا في المعلم متطهر السواق هذا الان هيئته كيف يأتي مجلس شيخه كامل الحال والخصال متنظفا معتني بهيئته بحسن رائحته بجمال ثوبه بحسن منظره وهندامه يعتني بذلك كله. نعم مستعملا للسواك مستعملا السواك فارغ القلب من الشاغلة والا يدخل بغير استئذان اذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه الى الى استئذان. يعني مثل البيوت والاماكن الخاصة اما المساجد والمدارس المفتوحة فانه يدخلها مسلما لا مستأذنا. نعم. وان يسلم وان سلم على الحاضرين اذا دخل ويخصه ويخصه ويخصه. وان يسلم عليه وعليهم وان يسلم عليه وعليهم اذا انصرف كما جاء في الحديث فليست الاولى احق من الثانية. يعني السلام في الاول والسلام في الاخر عند الانصراف. قال عليه الصلاة والسلام فليست الاولى باحق من الثانية. والحديث عند احمد وابي داود والترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. واخرجه ايضا البخاري في الادب المفرد. نعم. ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس. الا ان يأذن له الشيخ في التقدم او او يعلم من حالهم ايثار ايثار ذلك. ان جلس والحلقة منعقدة جلس حيث ينتهي به المجلس. ولا يتخطى الرقاب حتى يقترب من الاستاذ هذه الاولوية في التبكير لمن جاء مبكرا. قال الا ان قدمه الشيخ بان يكون من كبار طلابه واقدمهم ويريد تقديمه مثلا السؤال عن حاله او ان يخصه بشيء او ان يريد ان يبلغ بقية طلابه شيئا من الفضائل التي تحثهم على طلب العلم. نعم. فان اثره غيره لم يقبل ولا يقيم احدا ولا يقيم احدا من موظعه فان اثره غيره لم في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم لا يقيم الرجل الرجل. لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه. هذا ممنوع شرعا. ولهذا قال لا يقيم احدا من موضعه. حتى لو كان الجالس هذا صغير السن او طالبا حديث العهد بالحضور في الحلقة وعند الشيخ وانت من اكبر طلاب شيخك وانت نائبه في الحلقة وانت كذا وكذا لكنه ان سبق فهو احق به فان اثره غيره لم يقبل. نعم اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما وفي صحيح البخاري كان ابن عمر يكره ان يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه حتى لو قام القائم اكراما له. يفعل ابن عمر رضي الله عنهما هذا تواضعا وتورعا. ولم يفعل من هي هو ما اقام احد لكن يقول حتى لو قام القائم لاجله اكراما له فانه يمتنع ليبقى الجالس في مجلسه. نعم الا ان يكون في تقدمه مصلحة للحاضرين. او امره الشيخ بذلك ولا يجلس وسط الحلقة الا لضرورة ولا يجلس بين صاحبين الا باذنهما. فان فسحا له قعد وظم نفسه. هذه من اداب المجالس اذا امره الشيخ بالتقدم تقدم لا يجلس وسط الحلقة الا لضرورة. قال النووي رحمه الله حلقة العلم ونحوها باسكان اللام هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة ويقال بفتحها في لغة قليلة يعني حلقة حكاها ثعلب والجوهري وغيرهما فحلقة وحلقة والسكون افصح. قال ولا يجلس بين صاحبين بغير اذنهما كما جاء النهي في الحديث حديث لا يجلس بين رجلين الا باذنهما. اخرجه ابو داوود والحديث حسن. قال فان فسحا له فاذا اذن ان يجلس بينهما. قعد نفسه يعني لا يتوسع فيضايقهما ويقابل اكرامهما بالجلوس بينهما باكرام الا يضايقهما في المجلس. نعم تصل وينبغي ايضا ان يتأدب مع رفقته وحاضر مجلس الشيخ. يقول النووي الرفقة بضم الراء وكسرها لغتان رفقة ورفقة. انتقل الان في فصل يبين ادب الطالب مع حاضر الدرس يعني رفاقه واصحابه الذين يحضرون مجلس الشيخ معه. نعم وينبغي ايضا ان يتأدب مع رفقة رفقته وحاضر مجلس الشيخ. فان ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة انظر كيف جعل الادب مع الرفاق هو من الادب مع الشيخ. يعني هؤلاء الرفاق رفاق ماذا؟ رفاق الدراسة والطلب عند الشيخ ولولا ان الشيخ في هذا المجلس والاستاذ في هذا المكان قعد للتعليم ما اجتمع هؤلاء. فادبك معهم ادب معه وحسن تعاملك معهم هو من ادبك مع شيخك. نعم ويقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين. لا قعدة المعلمين ولا يرى النووي قعدة المتعلمين بكسر القاف. لانها تدل على اسم الهيئة. نعم ولا يرفع صوت ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة. ولا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة. نعم. ذكر مسألة الصوت والضحك والكلام من غير حاجة. وكل ذلك من معلوم الادب عند الصغير والكبير. في المجلس عند الاستاذ لا يرفع الصوت من غير حاجة. ما الحاجة؟ ليست الحاجة هنا ان تنادي رفيقا لك يجلس في اخر الحلقة فتصيح بصوتك يا فلان هذا ليس من الادب لكن الحاجة ان تدرك امرا تخاف فيه من وقوع خطر فتصيح لادراك شيء ما للحاجة. قال كذلك الضحك وكثرة الكلام من غير حاجة يقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلم لا قعدة المعلم. فيها اظهار للخظوع الترب الجلوس بين يديه وليست الجلسة التي تدل على آآ ارتفاع القدر ومكانته ولو كان هذا المتعلم في المجلس معلما في مكان اخر لكنه هو الان هنا طالب متعلم يقعد بين يدي استاذه ولا يظحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة ولا يعبث بيده ولا غيرهما. ولا يلتفت يمنا ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة. بل يكون متوجها للشيخ مصغيا الى كلامه. نعم قل ومما يتأكد الاعتناء به الا يقرأ على الشيخ في حال في حال شغل قلب الشيخ. وملله وملله واستفازتي واستنفاره واستنفازه وغمه وفرحه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه يقول ينبغي الا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ. طيب وما يدرينا ماذا في قلب الشيخ؟ وامور القلوب عند الله عز وجل انا كيف اعرف ان قلبه مشغول هذي تظهر اماراتها صحيحة امر القلب لا يطلع عليه الا الله سبحانه. لكن يظهر لذلك اثار. فانشغال قلب الشيخ يظهر بكثرة السرحان وانشغال الهم وكثرة آآ شرود الخاطر فان ذلك علامات. قال كذلك الغم والفرح والجوع عطش النعاس والقلق. لماذا التنبيه على هذا؟ لان هذه الشواغل مظنة ماذا مظنة عدم الاستفادة من الشيخ. ستظل تقرأ وتتجاوز المواطن دون ان تظفر منه بتنبيه ولا تعليق ولا فائدة ليس لانه لا يرغب في افادتك لكن البال مشغول. والقلب مهموم. والفكر منصرف. فمثل ذلك ينتبه فيه الطالب ان يحفظ لشيخه تلك الحال فاما ان يعتذر او يلتمس وقتا اخر للحضور والاستفادة. نعم