ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق عليه او مما ذلك مما يشق عليه او يمنعه من كمال حضور القلب والنشاط وان يغتنم اوقات نشاط الشيخ. نعم اذا اذا كان يبحث عن اوقات نشاط الشيخ ويحذر من اوقات انشغاله وهمه وغمه ونحو ذلك فانه يغتنم اوقات النشاط. من لطيف ما يروى شاهدا لذلك ما يذكره ابن عباس رضي الله عنهما كما عند البخاري قال اردت ان اسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني التي جاءت في سورة التحريم يقول فمكثت سنة فلم اجد له موضعا حتى خرجت معه حاجا فلما كنا بظهران ذهب عمر بحاجته فقال ادركني بالوضوء فادركته بالاداوة فجعلت اسكب عليه ورأيت موضعا فقلت يا امير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال ابن عباس فما اتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة ظل ينتظر ليسأل هذا السؤال. فلما وجد فرصة اغتنمها هذا من جليل الادب ان يظل الطالب محتملا مسألة تظل عند له محل حاجة لكنه من ادبه مع شيخه يحرص على ان يبحث لها عن الوقت المناسب والظرف المناسب. بخلاف من لا يحسب حسابا لذلك فيهجم على شيخه في اي لحظة واي وقت دون ان يراعي لا مناسبة الحال ولا الوقت ولا السؤال. هذا من قليل الادب وربما قال بعض الطلبة والتلامذة لكنه قد يفوتني ان لم ادرك السؤال هنا او هناك ليس المقصود كف اللسان عن السؤال ليصل طالب العلم الى حاجته بقدر ما هو البحث عن ما يليق بالادب من الوقت المناسب والمكان المناسب نعم ومن ادابه ان يحتمل جفوة الشيخ وسوء خلقه. والا يصده ذلك عن ملازمته. واعتقاد كماله ويتأول لافعاله واقواله التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة. فما يعجز عن ذلك الا قليل توفيق او عديمه. هذا يا احبة من اندر صور الادب التي لا تكاد تقع عليها عيناك اليوم الا من رحم الله الصبر على جفوة الشيخ او غلظته او سوء خلقه. فان عامة الطلبة اليوم الا من رحم الله اذا وجد من شيخه واستاذه جفوة نفر عنه. واذا وجد منه قسوة صد عنه. واذا وجد منه حزما اشتد به عليه انقطع عنه فيأتيه الشيطان ثم يزين له ان ذلك مما لا يطيق له احتمالا. او ربما اتاه الشيطان في ثوب ناصح فقال استاذك وشيخك ليس في ثوب اهل العلم ولا يتخلق باخلاق اهل العلم. اما تراه يفعل كذا وكذا وكذا؟ قلنا قبل قليل ليس احد من البشر من هؤلاء الاساتذة والشيوخ ليس معصوما. لكن الموقف هو ما الذي ينبغي علينا ان الا به من الادب كان ولا يزال الاكابر من اهل العلم يربون طلابهم على هذه الاداب وها انت تجدها الان منصوصا في كلام الامام النووي ان يحتمل جفوة الشيخ وسوء خلقه. يذكرون ايضا كما يخرج ابن ابي حاتم في مناقب الشافعي عن الشافعية قال جاء رجل الى الاعمش ومعه اخر لا يريد الحديث. فسأله هذا عن حديث يعني هما صاحبان. احدهما جاء يطلب الحديث والثاني مرافق ما جاء يطلب لكنه رافقه فلما وقف عند الاعمش سأله عن حديث فغضب عليه الاعمش فسكت الرجل فقال الاخر صاحبه المرافق هذا. قال لو كنت مثلك ما اتيت هذا ابدا. فقال له الاعمش هو اذا احمق مثلك ان يترك ما ينفعه لسوء خلقي. يقول اذا كان سيستجيب لنصيحتك هو احمق مثلك. يعني ما ينبغي ان يكون طالب العلم بحال ان ينصرف عن شيخه واستاذه لجفوة رآها او سوء خلق او شيء مما لا يليق من الطباع ايا كان فما الذي سيضيره لو احتمل؟ وتجاوز الموقف؟ بعض طلبة العلم ايضا يعد هذه الجفوة وسوء المعاملة او الغلظة من الاستاذ يعدها كانه يتعامل مع الاقران. يعني اساء اليه فيحسبها عليه. ثم يظل يحتملها ان احتملها لكن في نفسه منها شيء. يقول النووي رحمه الله ليس هذا المطلوب. المطلوب ان تزيل ذلك بل ان تتأول لاقواله وافعاله التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة. يعني حتى لو كانت العبارة او الموقف او الكلمة ظاهرها الكذب ظاهرها الاساءة. ظاهرها كذا وكذا. ظاهرها الفساد. تتأول لها تأويلات صحيحة. هل هذا لاننا نبالغ في احترام اساتذتنا فنعاملهم بمنزلة العصمة؟ لا. قلنا انهم بشر لكن الادب يحملنا على ذلك. يقول النووي فما يعجز عن ذلك الا قليل التوفيق او عديمه. متى انتصب الطالب مع استاذه خصما؟ يقول قال وفعل لي ورأيته فعل كذا وصنع كذا مثل هذا كما قال النووي والله قليل التوفيق او عديمه. مثل هذا لم يصبر ملازمة الشيوخ ولا يتحمل ولا يطيل الصحبة. ولنا في السلف مواقف يضربون فيها الامثلة. التماس المعاذير لعامة المسلمين من كرم الخلق. ان ترى من اخيك المسلم خطأ او زلة فتقول لعله كذا. التمس لاخيك سبعين عذرا ما تدري. فاذا كان اخوك المسلم بعامة بحاجة الى ان تلتمس له العذر في خطأه. فما بالك له حق عليك. استاذك وشيخك الذي علمك والذي رقى بك والذي زودك من الفضائل والمعالم بفظل الله هو احق بالتماس المعاذير لاخطائه وزلله وخطأه. اخرج البخاري من طريق سفيان. قال عمر قال ابن عمر والله ما وضعت لبنة على لبنة ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم. قال سفيان ذكرت ذلك لبعض اهله اهل ابن عمر. فقالوا والله لقد بنى بيتا. الذي يروي عن ابن عمر قال له والله ما وضعت لبن على لبنة ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم. قال سفيان فذكرت ذلك لبعض اهله فقال والله لقد بنى بيتا اذا هذه عبارة ظاهرها الكذب. انه قال شيء هو في الحقيقة فعل خلافه. قال سفيان قلت فلعله قال قبل ان يبني يعني لعله قال ما وضعت لبنة على لبنة قبل ان يبني البيت الذي قال اهله انه بنى. ارأيت كيف يلتمس معاذير يقول الحافظ ابن حجر لعل سفيان فهم من قول بعض اهل ابن عمر الانكار على ما رواه له عن عمرو بن دينار عن ابن عمر فبادر سفيان الى الانتصار لشيخه ولنفسه. وسلك الادب مع الذي خاطبه بالجمع الذي ذكره والله اعلم. هذا كله ينبيك عن انه كيف يتعامل الشيخ التلميذ مع شيخه والطالب مع استاذه في المواقف التي يكون فيها اخطاء تجاوزات خلل جفوة اساءة فانه متى تحمل. واستطاع ان يروض على التماس المعاذير رزق التوفيق والسداد ثم دامت صحبته لشيخه. ومن دامت صحبته لاهل العلم كانت له بتحصيل العلوم والمنافع والاستزادة اكثر من غيره. ولا نزال نرى ذلك شاهدا في احوال طلبة العلم. وحياتهم اعظمهم في اكثرهم صحبة لشيوخهم. واذا رأيت شيخا قالت صحبة تلاميذه لهم فلا تظنن لانه معصوم او انه يعيش بينهم وعيشة الانبياء؟ لا لكنهم يرزقون التوفيق والسداد في حسن الادب والتماس المعاذير واحتمال الجفوة التي قد تكون من الشيوخ نعم واذا جفى الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار الى الشيخ واظهر الذنب له والعتب عليه فلذلك فذلك فذلك انفع فذلك انفع له في الاخرة والدنيا وانقى لقلب وانقى لقلب شيخه له بل يقول حتى اذا جفاه الشيخ جفاه اصبح لا يلتفت اليه ولا يتحدث معه واذا اتى مجلسه ما اقرأه وما علمه وتركه عتابا او لشيء في نفسه قد يبتدأ هو بالاعتذار الى الشيخ. يعني لا يحتاج ان يناديه الشيخ ليفصح له عما كان منه من سبب ولا يتوجه بالسؤال لشيخه على ما تفعل معي كذا وكذا؟ يعني لا داعي لان يعرف السبب بل يبادر الى الاعتذار يعني قد يكون السبب مقنعا وقد يكون غير مقنع. قد يكون السبب صحيحا وقد يكون خاطئا. يعني هب ان الشيخ بلغه شيء بالخطأ عن تلميذه فعاتبه مثلا او فهجره او جفاه. هنا يقع في نفس التلميذ انه لا ان يعرف السبب ليحدث استاذه به. يقول النووي بل يبدأ بالاعتذار. وربما كان الشيخ قد بلغه شيء بالخطأ عن تلميذه فحصلت الجفوة. ليس المطلوب هنا هو ان نصحح للشيخ السبب الذي بنى عليه جفوته. المطلوب الاعتذار اولا اعتذر وانا اعتذر وانا ما اخطأت. فعلام اعتذر؟ نقول نعم في مقام الطلب الادب ان تعتذر ليس لانك مخطئ بل لان شيخك يستحق الاحترام استاذك يستوجب التقدير. هذا الذي للاسف لا يفهمه كثير من طلبة العلم اليوم يظن ان الاعتذار فرع عن الاعتراف بالخطأ. نحن مع والدينا ومع شيوخنا واساتذتنا عندما الاعتذار ونتلطف في الجواب ليس اقرارا بالخطأ ولا اعترافا بالجناية ولا اصرارا على شيء بقدر ما هو واحترام نبذله وتقدير نقدمه لهؤلاء اصحاب الرتب العلية في حياتنا الوالدان والاساتذة والمعلمون لانهم في في مقام الابوة كما تقدم قبل قليل. قال وان جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار الى الشيخ. واظهر ان الذنب له والعتب عليه قال فذلك انفع له في الاخرة والدنيا وانقى لقلب شيخه له. وستثبت لك الايام وتمر بك المواقف فيعرف شيخك انه وقد اعتذرت اليه فقبل عذرك ثم يتبين له بعد مدة ان ما كان قد جفاك لاجله لم يكن فيه لكنك من ادبك ما اجترأت ان تحدثه فيه. والله ليرتفعن قدرك عندهم. وليجل طالب والعلم في نظر استاذه لما يراه انه من حسن ادبه ما فاوضه ولا راجعه ولا كلمه في مسألة تتعلق موقف جفاه فيه بل كان حريصا على تطييب خاطر قلب شيخه واستاذه فانصرف الى ذلك ولم يلتفت الى سبب الجفوة او ذلك الاعراض الذي حصل. نعم وقد قالوا من لم يصبر على ذل التعلم بقي عمره في عماية في عماية الجهالة. ومن صبر عليه ال امره الى عز الاخرة والدنيا. نعم. ومن لم يصبر على ذل التعلم ساعة قطع الزمان باسره. ذليلا. نعم ومنه الاثر المشهور ومنه الاثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنه وعنهما ذللت طالبا فعززت مطلوبا. ذللت طالبا فعززت مطلوبا. ذل في الطلب فعز شيخا يطلب ويحضر اليه الناس يقصدونه لماذا اورد هذا النووي في خاتمة الفصل؟ لانه قلنا اذا جا فالشيخ ابتدأ هو بالاعتذار سيأتيك بعض الطلبة فيقول لكن هذه مذلة نعم في مقام التعلم هذا ذل محمود. لانك لن تذل نفسك بمعنى اراقة كرامتها والرضا بالهوان. لكنه ارغام النفس في مقام الادب في حال الطلب لتكون هذه قاعدة تقوم عليها النفوس لتصل الى مصاف الكمال وتبلغ الدرجات العلى في طلب العلم وتحصيله. نعم فصل ومن ادابه المتأكدة ان يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الاوقات التي يتمكن منها التي يتمكن منه فيها ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير ولا ولا يحمل ولا يحمل ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة مخافة مخافة من الملل وضياع ما ما حصل وهذا يختلف باختلاف الناس والاحوال. نعم. هذا الفصل فيه الحرص على التعلم. واستمرار الهمة على الطلب دون القناعة او الاكتفاء باليد مع مراعاة ما تطيقه النفس من الاحتمال والا يكلفها ما لا تطيق. نعم. واذا جاء الى مجلس الشيخ فلم يجده انتظره ولازم بابه. ولا يفوت وظيفته وظيفته يعني ورده او مجلسه او ضرسه او مقداره المخصص له. الا ان يخافك الا ان يخاف كراهة الشيخ لذلك. بل بان يعلم من حال من حاله الاقراء في وقته في وقت بعينه وانه لا يقرئ في غيره. اذا جاء الى المجلس فلم يجد الشيخا انتظر. ولازم الباب ولا يفوت درسه. يقول الا اذا كان يعلم ان الشيخ يعني مثلا جاء انتظره الى العصر فما خرج الى المغرب قال ان كان يعلم ان الشيخ لا يقرأ بعد المغرب او بعد الظهيرة في تلك الاوقات سينصرف ليس لانه استعجل بل لعلمه ان الشيخ لا يقرئ في مثل تلك الاوقات فيراعي رغبته واذا وجد الشيخ نائما او او مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه. بل يصبر الى استيقاظه فراغه او ينصرف والصبر اولى كما كان ابن عباس رضي الله عنهما وغيره يفعلون. في قصة ابن عباس رضي الله عنهما المشهورة التي الائمة في بيان قصته في طلب العلم وانه ربما اتى دور بعظ الانصار فوجده نائما فتوسد التراب عند بابه فخرج فلقاه هكذا حتى بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ما بلغ. مثل هذا ما له ابن عباس براحة الجسد ولا باطالة الراحة والانتظار لكنه كان يتربص وينتظر واذا وجده نائما لم يستأذن عليه ثم بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ما بلغ في العلم والتحصيل وينبغي ان يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطئ ونباهة وقلة وقلة الشاغلات قبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة. نعم هذا مهم لكل طلبة العلم صغيرا كان او كبيرا. انتهاز الفرص وتحين الاوقات التي يجد فيها طالب العلم همة نفسه وفراغ وقته وعافية بدنه وسلامته عن الصواريخ والشواغل والله انها الفترة الذهبية في الحياة. لانه اذا كثرت الشواغل كثرت الصوارف لم يجد في متعة طلب العلم والملازمة واطالة النظر في الكتب وقطع الاوقات كما يجدها في تلك الفترات. قال يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل وقت الفراغ والنشاط قوة البدن نباهة الخاطر قلة الشواغل. قبل ان تعرظ العوارض التي ستأكل من وقته وهمته وذهنه ونشاطه وعافيته ما لا يتاح له فيما بعد ان يجد اكثر من ذلك. اقصد من ذلك ايضا ان طالب العلم اذا توفرت فيه والسلامة والنشاط والفراغ والامكان والاسباب مجتمعة من حوله فينبغي ان يجتهد تدري ما معنى يجتهد؟ يعني يبذل من وقته وما يمكنه من اسباب حتى لو قل نومه. وحتى لو ضاقت عليه باقي الامور في الحياة وينصرف الى هذا المقصود الكبير طالما هو متاح بين يديه بانه سيأتيه يوم لن يجد من فراغ الوقت ولا الذهن ولا عافية البدن ولا قوة النفس كما يجدها في مثل هذه الفترة في حياتهم فقد قال امير المؤمنين عمر فقد قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقهوا قبل ان تسودوا معناه اجتهدوا في كمال اهليتكم وانتم اتباع قبل ان تصيروا سادة فانكم اذا صرتم سادة متبوعين امتنعتم من التعلم لارتفاع منزلتكم وكثرة وكثرة شغلكم وهذا معنى وهذا معنى قول الامام الشافعي رضي الله عنه تفقهوا قبل ان ترأس فاذا رئست فلا سبيل الى التفقه. يقول الشافعي تفقه قبل ان ترأس يعني قبل ان تصبح رئيس والمعنى يعني رئيسا كل بحسبه لكن فاذا رئست فلا سبيل الى التفقه. ليس لان الرئاسة دائما تكون حاجبا يمنع لكن شواغلها. آآ اعباؤها تكاليفها تحول بينك وبين ان تستمر كما كنت طالبا منصرفا بهمة من حلقة الى اخرى ومن كتاب الى كتاب ومن درس الى درس. فمتى كان كذلك فانتهز الفرصة وعمر رضي الله عنه ويقول كما اخرج عدد من الائمة تفقهوا قبل ان تسودوا. قبل ان تصبحوا سادة لانك اذا اصبحت سيدا يعني مسؤولا او مطاعا استاذا مديرا شيخا معلما اماما خطيبا اتتك الشواغل اتاك الناس لما اقول ان اصطلفت الى الاوقات ضاقت عليك الفرص فليست كمثل ما انت عليه وانت طالب. نعم فصل وينبغي ان وينبغي ان يبكر بقراءته على الشيخ اول النهار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لامتي في بكورها. وينبغي ان يحافظ على قراءته وينبغي ان يحافظ على قراءة محفوظه. طيب اللهم بارك لامتي في بكورها الحديث حسن بمجموع طرقه وفيه الحث على التبكير في الامور كلها في طلب الرزق في طلب العلم في السعي في قضاء الحوائج. البركة اول النهار اعظم من اخره. ومتى وجد فرصة ان يكون عند شيخه مبكرا؟ فهو لحصول البركة نعم وينبغي وينبغي ان يحافظ على قراءة محفوظه وينبغي الا يؤثر بنوبته على بنوبته غيرة. الا يؤثر بنوبته غيره. يعني اذا جاءه الدور وهو ينتظر عند استاذه لا ينبغي ان يؤثر بها الا يقدم اخر ويرى ان هذا مثلا من اكرام صاحبه ان يعطيه نوبته. هذا لا ينبغي طالما جاءه الدور جاءته النوم وينبغي ان يكون حريصا عليها ولا يؤثر غيره بها. نعم. فان الايثار بالقرب مكروه القربي فان الايثار بالقرب مكروه. بخلاف الايثار بحظوظ النفس. فانه محبوب فان رأى المصلحة في الايثار في بعض الاوقات لمعنى لمعنى شرعي فاشار عليه بذلك امتثل امره الايثار انما يكون محمودا اذا كان كما قال المصنف في حظوظ النفس تؤثر صاحبك بمالك بسيارتك بطعامك لكن في القرب الشرعية في العبادات التي هي قربة لا ايثار فيها. ولهذا يقول الفقهاء ايثار في القرى بمكروه. واذا كانت القربى وتواجبه اصبح الايثار فيها حراما. الايثار في القرب مكروه. يعني تكون واقفا في الصف الثاني وجدت فرصة وفجوة في الصف الاول فعندما تجامل صاحبك تقول له لا تقدم انت انت اثرته بقربة وهي فضيلة الصف هذا لا محمدة فيه بل هذا مكروه الا ما استثناه الشرع كأن يكون التقديم هنا لوالدك وهو برا به ستقدمه وتعطيه الفرصة ونحو هذا. فلما تكون في الحلقة وتأتي نوبتك فتقدم صديقك وزميلك ليأخذ الدور مقدما عليك هذا لا يدخل في الايثار لانها قربة والايثار في القرى بمكروه قال ان رأى الشيخ المصلحة في الايثار في بعض الاوقات لمعنى شرعي فاشار عليه امتثل امره. يعني كان يكون صديقه مستعجلا ذلك اليوم وعنده موعد او امر يريد لحاقه فاشار اليه الشيخ ان اسمح لاخيك او صديقك ان يأخذ نوبتك فيمتثل نعم ومما يجب عليه وتتأكد الوصية به الا يحسد احدا من رفقته او غيره. على فضيلة رزقه الله الكريم اياها والا يعجب بما حصله لا يحسد احدا ربما وجدت من رفاقك من يفوقك في الحفظ يفوقك في قوة الذاكرة. احسن منك صوتا اقوى منك حفظا اكثر منك قدرة لا تحسده على ذلك. هذا رزق قسمه الله. نعم تغبطه بحيث تتمنى ان يكون لك مثل ما له. دون ان تتمنى زوالها عنه. قال والا يعجب بما حصله. نعم والا يعجب بما حصله وقد قدمنا ايضاح هذا في اداب الشيخ وطريقة وطريقه في نفي العجب ان يذكر نفسه انه لم يحصل ما حصل يحصل له ما حصل انه لم يحصل ما انه لم يحصل ما حصل بحوله وقوته. وانما هو فضل من الله تعالى. فلا ينبغي ان يعجب بشيء لم يخترعه بل اودعه الله تعالى فيه. نعم. على ماذا يعجب المرء بشيء يجده في نفسه هو شيء ما اخترعه شيء اتاه الله اياه. فعلى ماذا يعجب؟ انما يحمد الله عليه. نعم. وطريقه في نفي الحسد ان يعلم ان حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا. فينبغي الا يعترض فينبغي الا يعترض اليها ولا يكره حكمة ارادها الله تعالى ولم يكرهها ولم يكرها ولم يكرهها ولم يكرها الله اعلم. اما نفل الحسد فان تعلم ان الله هو الذي قضى وقدر. واراد ان يكون لفلان مثل كذا. فعلى ماذا تعترض؟ فالله عز وجل قد ارادها لحكمة. انتهى الباب الرابع ونشرع في الباب الخامس لاخذ بعض فصولهم ما امكن منها في مجلس اليوم. وهي ما يتعلق باداب القرآن. نعم. الباب الخامس في اداب حامل القرآن قد تقدم جمل منه في الباب الذي قبل هذا. نعم. لما كان الباب الرابع في اداب معلمي القرآن ومتعلمه تقدمت جملة منهم. طيب اذا ماذا يقصد المصنف بهذا الباب؟ اداب حامل القرآن حامل القرآن اعم من ان يكون معلما او متعلما. مسلم حافظ للقرآن. تعلم القرآن وقرأه فحمله او حمل بعضه هو ليس معلما وليس متعلما لكنه اخذ قسطه من كتاب الله فغدا من حملة القرآن. والكلام هنا عن الاداب التي تعم حملة القرآن. معلمين كانوا او متعلمين. او من سواهم من الامة من حملة القرآن ومن ادابه ان يكون على اكمل الاحوال واكرم الشمائل. وان وان يرفع نفسه وان يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه اجلالا للقرآن وان يكون مصونا عن دنيء الاكتساب. شريف النفس مترفعا عن الجبابرة والجفر والجفاة والجفاة من اهل الدنيا متواضعا للصالحين واهل الخير والمساكين. وان يكون متخشعا ذا سكينة ووقار فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح فقد وضح لكم الطريق واستقبلوا الخيرات واستفيقوا الخيرات واستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالا على الناس وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ينبغي لحامل القرآن ان يعرف بليله اذا الناس نائمون وبنهاره اذا الناس وبنهاره اذا الناس مفطرون. وبحزنه اذا الناس يفرحون. وببكاء اذا الناس يضحكون وبصمته اذا الناس يخضعون وبصمته اذا الناس يخوضون وبخشوعه اذا الناس يختالون وعن الحسن رحمه الله تعالى ان من ان من كان قبلكم رأوا رأوا القرآن رسالة من رب وسائل رأوا القرآن رسائل من ربهم. فكانوا يتدبرونه فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار وعن الفضل ابن النووي ينفذونها بالنهار اي يعملون بما فيها وعن الفضل بن عياض الفضيل وعن الفضيل بن عياض رحمه الله رحمه الله تعالى ينبغي لحامل القرآن الا تكون له جاه وان لا تكون له حاجة الى احد من الخلفاء فمن دونهم. وعنه ايضا حامل القرآن حامل وراية الاسلام. لا ينبغي ان يلهو مع من يلهو ولا ولا يسهو ولا يسهو مع من يسهو. ولا ولا يلغو مع من يلغو. ولا يلغو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن. هذه الاثار الحسن والفضيل تؤكد على ان لي ان لحامل القرآن شأنا يختلف به عن عامة الناس وسر ذلك ان الله لما اودع كلامه في صدره فقد ارتقى مرتقا عظيما. وحق على حامل ان يعرف ما الذي بلغه بحبله لكتاب الله جل وعلا؟ وكلها قد تقدمت فيما قبل. يقول الحسن ان من كان قبلكم رأوا قرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار يعني يقومون بها في الليل. وتكون محل تدبر فاذا قاموا نهارهم كانوا عملا بالقرآن. نعم فصل ومن اهم ما يؤمر به ان يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها. حذاري ان يكون القرآن عند حامل القرآن مكسبا للعيش في الدنيا. يتأكد به اما قارئ يستضاف في المحافل فيقرأ او اماما لا يؤم الا لصوته الذي يتعاطى عليه اجرة او تراويحا يؤم بها ولا يفعل الا في مقابل اجرة فحذاري ان يتخذ القرآن معيشة يتكسب بها. نعم فقد جاء عن عبدالرحمن بن بن شبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن قبل ان يأتي قوم يقيمونه اقامة القدح يتعجلون يتعجلون انه ولا يتأجلونه رواه ابو داوود بمعناه من رواية سهل ابن سعد معناه يتعجلون يتعجلون اجره اما بمال واما بسمعة ونحوه ونحوها. يقول لا اقرأوا القرآن ولا تأكلوا به. هذا نص صريح. كيف يكون القرآن مأكلة هو كما اسلفت لك لا يتخذه صاحبه الا بابا يأخذ منه اجرا من اجور الدنيا. قال ولا تجفوا عنه ولا تغلوا وفيه الجفوة عن القرآن البعد عن الغلو فيه المبالغة في قراءته او الدال تلاوته فوق ما جاءت به الشريعة اي لا تبالغ بسرعة لقصر المدة التي يقرأ فيها القرآن وفي الحديث الاخر قبل ان يأتي قوم يقيمون اقامة القدح. القدح والسهم. يعني في سرعة ما يرمى السهم فينفذ لا يكون قصدك من قراءة القرآن سورة انفاذه والانتهاء من قراءته كالقدح. كالقدح اذا انطلق من الرمية سريعا. قال يأتي اقوام يتعجلونه ولا قال معناه يتعجلون اجره اما بمال او سمعة او نحوهما. نعم وعن فضيل بن عمرو رحمه الله تعالى قال دخل رجلان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مسجدا فلما سلم الامام قام رجل فتلا ايات من القرآن ثم سأل فقال احدهما انا لله وانا اليه راجعون. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيجيء قوم يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه وهذا الاسناد منقطع فان فضيل بن عمرو لم يسمع الصحابة والمعنى صحيح لا يجوز التأكل بالقرآن نعم واما اخذ الاجرة على تعليم القرآن فقد اختلف العلماء فيه. فحكم مسألة مهمة. هل يجوز علم ان يعلم القرآن ويأخذ عليه اجرة تحريرا لمحل النزاع عليك ان تفهم انه ان اخذ اعطية او هبة من بيت المال بيت مال المسلمين فلا حرج في اخذه. والمقصود بالهبة والاعطي ان يعطى مالا ليس اجرة. ما الفرق الاجرة عقد يدفع فيه مال مقابل منفعة. فيقول لهم اعلموا اولادكم وتعطوني كذا وكذا في اليوم او في الشهر او في الاسبوع. بحيث اذا نقص العطاء نقص التعليم. فالاجرة هي التي اختلفوا فيها. هل يجوز اخذ الاجرة يعني يعمل التعليم للقرآن في مقابل اجرة تزيد وتنقص بقدر ما يتفق عليه مع من يعطيه. اما الهبة والرزق ومن بيت المال والاعطي فلا حرج حرج في الاخذ منها والانتفاع. خصوصا اذا تفرغ المعلم للتعليم. فانه سينقطع عن تحصيل الكسب والمعاش لاهله وبيته ونفقة عياله. فينبغي ان يعطى ما تكفى به مؤنته. اما الاجرة فقال هنا فيها ونقل هنا قولين كبيرين عن اهل العلم الجمهور من اهل العلم على جواز اخذ الاجرة لمعلم القرآن على تعليم كيف ونحن نقول قبل قليل لا يجوز التأكل بالقرآن؟ هذا ليس تأكلا بالقرآن. هذه صنعة ومهنة وعمل تعاطى اجرة عليها. وقد قال عليه الصلاة والسلام ان احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله. وليس هناك ما يمنع من لاخذ الاجرة على التعليم فسواء علم الطب او الفلك او الهندسة او القراءة والكتابة او علم القرآن هو يأخذ الاجرة على مهنة التعليم فكونه يعلم علما يأخذ عليه اجرة خصوصا كما قلت اذا تفرغ لذلك وتصدى له فانه لو اراد ان بحث عن عمل سيترك التعليم ويتظرر الناس ولا يجدون من يعلمهم. فاخذ الاجرة لا حرج فيه على قول الجمهور وهو قول مذهب اهل العلم وقالت الحنفية انه لا يجوز اخذ الاجرة على قراءة القرآن ووافقهم عليه طائفة من اهل العلم وهو رواية عند الحنابلة قول الوسط الذي رجحه شيخ الاسلام ابن تيمية قال ان القرى الشرعية كالاذان والامامة وتعليم القرآن هذه ونحوها من العبادات انما هي في مقام اخذ الاجرة لولي اموال اليتامى. والله قد قال فيها فمن كان فقيرا من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف. فمن كان محتاجا اخذ ولا حرج عليه. ومن كان مستغنيا وجعل تعليمه احتسابا فهو مأجور وباب الخير فيه اعظم وهذا جمع لاطراف المسألة وتوسط حسن فيها. اما الرزق والهبة والاعطية من بيت المال فلا حرج فيها وليست داخلة فيما اختلفوا فيه من مسألة اخذ الاجرة على تعليم القرآن. نعم اما اخذ واما اخذ الاجرة على تعليم القرآن فقد فقد اختلف العلماء فيه. فحكى الامام ابو سليمان الخطابي منع اخذ الاجرة عليه عن عن جماعة من العلماء منهم منهم الزهري وابو حنيفة وعن جماعة انه يجوز اذا لم يشترط وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين وذهب عطاء ومالك والشافعي والشافعي واخرون الى جوازه الى جوازه اذا اشترطه واستأجره اجارة صحيحة وقد جاء بالجواز الاحاديث الصحيحة. واحتج ممن ممن منعها من منعها واحتج من منعها بحديث عبادة ابن الصامت انه علم رجلا من اهل الصفة القرآن فاهدى له قوسا فقال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان سرك ان سرك ان سرك ان تطوق ان تطوق بها طوقا من النار فاقبلها. وهو حديث مشهور رواه ابو داوود وغيره وباثار كثيرة عن السلف واجاب واجاب المجوزون عن عن حديث عبادة بجوابين احدهما ان في اسناده مقالا والثاني لانه كان والثاني انه كان تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا اهدي اهدي اليه على سبيل العوض. فلم فلم يجز له الاخذ بخلاف من يعتقد معه من يعقد من بخلاف من يعقد معه اجارة قبل التعلم والله اعلم. نعم. اه ادل واشهر احاديث من منع اخذ الاجرة على القرآن حديث عبادة ابن الصامت. قال علمت رجلا من اهل صفة القرآن فاهدى لي قوسا سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان سرك ان تطوق بها قوسا من نار فاقبلها. والجواب عن هذا من وجهين اولا ضعف الحديث فلا يصح سندا وفيه ضعف وانه مرجوح بالحديث الاصح منه ان احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله. ثم اجيب ثانيا بتأول الحديث انه لو كان فليس المنع لذاته بل لان عبادة قبلت اعطيك من فقير من الفقراء اما رأيت انه قال علمت رجلا من اهل وهؤلاء فقراء. فارهاقهم بتكليف نفقة في مقابل تعليم القرآن هو الممنوع شرعا. وثالثا كما قال المصنف انه كان لقد تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا. فلما اهداه على سبيل العوض لم يجز له الاخذ بخلاف من عقد معه اجارة قبل التعليم والمجوزون فاستدلوا بحديث ان احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله. في الرقية لما رقى ابو سعيد الخدري سيد القوم. واخذوا منهم شيئا من الغنم قد شاركوهم عليه فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام فقال ان احب ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله. فدخل في قوله كتاب الله الرقية ودخل فيه التعليم واستدلوا بحديث الصحابي الذي جاء يخطب امرأة او قامت امرأة وهبت نفسها فخطبها النبي عليه الصلاة والسلام برجل فقال التمسوا لو خاتما من حديث فقال ما معي الا كذا فقال زوجتكها بما معك من القرآن. القرآن هنا ليس عوضا فزوجها فصار القرآن هنا في في مقابل المهر. فكان ايضا في مقابل اجرة ونحوها. فدلت الاحاديث على انه لا يمتنع شيء من ذلك انما الممنوع ما هو؟ ان يأتي صاحب القرآن فيقرأ للناس ويقول اعطوني لاني قرأت. فيقرأ في محفل او يؤم به او يصلي ويشترط انه في مقابل قراءته يأخذ اجرة. فهذا الذي جاء الذنب فيه والمنع منه. تم هذا الفصل الاول من الباب الخامس من الكتاب في اداب حامل القرآن في الباب الخامس منه. ونرجو بقية فصوله مع الابواب الاخر الى مجلس اخر ان شاء الله تعالى نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين