بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه وبعد فنكمل ما توقف عنده الحديث قبل صلاة المغرب وهو الفصل الخامس من الباب السادس في الكتاب الباب الذي جعل فيه النووي رحمه الله تعالى اداب القراءة موزعة على نحو من اثنين وخمسين فصلا. تقدم منها اربعة فصول تتعلق بفصل اداب السواك واستقبال القبلة والطهارة وكذا اختيار المكان النظيف وهذا فصل خامس في استقبال القبلة معدودا من اداب قراءة القرآن. نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين. قال المصنف رحمه الله فصل يستحب للقارئ في غير الصلاة ان يستقبل القبلة. في غير الصلاة. طيب وفي الصلاة يستحب له في الصلاة شرط ولا تقول يستحب فاما الصلاة فشرطها استقبال القبلة. ولذلك قال يستحب في غير الصلاة. ان يستقبل القبلة سواء كنت تقرأ في بيتك او في المسجد او في المدرسة او عند الاستاذ ولدى الشيخ في الحلقة المستحب ان تقرأ مستقبلا القبلة. نعم. فقد جاء في الحديث خير ما استقبل به القبلة ويجلس متخشعا بسكينة ووقار مطلقا رأسه خير المجالس ما استقبل به القبلة. الحديث ضعيف وهو من طرقه المتعددة لا يثبت على اختلاف طرقه وقد اخرج بعضها الطبراني في معجم الاوسط. واخرجها الخطيب ايضا في لاخلاق الراوي واداب السامع لكنها لا يصح منها طريق. واما اصل المسألة فان قراءة القرآن من الاعمال الصالحة التي يستحب لها جملة من الاداب ومنها استقبال القبلة. لكن الحديث هذا لا يصح. ويجلس ويجلس متخشعا بسكينة اسمه وقار مطرقا رأسه ويكون جلوسه وهقا مطرقا رأسه المقصود باطراف الرأس ارخاء العينين الى الارض. وعدم رفعها ادبا مع القرآن وتخشعا بحيث يظهر عليه خشوع القراءة وسمتها. ويكون جلوسه وحده في تحسين به وخضوعه كجلوسه بين يدي معلمه. فهذا هو الاكمل. يقول حتى اذا قرأ وحده في بيته يراجع ورده في مسجده يقرأ حزبه يقرأ كما لو كان جالسا بين يدي شيخه. لان الادب ليس للشيخ وللادب للقرآن الذي يقرأه فيكون وحاله واحدة ان قرأ على استاذ في خشوع وخضوع وادب او قرأ وحده. نعم. ولو قرأ قائما او مضطجعا او في فراشه وعلى غير ذلك من الاحوال جاز وله اجر ولكن دون الاول قال الله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار ايات اللي اولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجره وانا حائض فيقرأ القرآن. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية يقرأ القرآن ورأسه في حجري. استدل رحمه الله اية الحديث على جواز قراءة القرآن من غير استقبال القبلة بل من غير جلوس في اضطجاع وعلى جنب في اية ال عمران الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ولو كان هذا ممتنعا لما جاز في الاية. وكذلك حديث عائشة كان عليه الصلاة والسلام يتكئ في حجري وانا حائض فيقرأ القرآن. ولو كان ممنوعا ما فعله عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال في اول الفصل يستحب. فلو ما فعله جاز ولم يأت امرا محرما او منهيا عنه في الشريعة. نعم. وعلى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال اني اقرأ القرآن في صلاتي واقرأ على فراشي. حجر الانسان بفتح الحاء وكسبها كما قال النووي لغتان نعم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت اني لاقرأ حزبي وانا مضطجعة على السرير. فهذه الاثار ودلت ايضا على الجواز. فصل فاذا اراد الشروع في القراءة استعاذ فقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا قال الجمهور من وقال بعض السلف يتعوذ بعد القراءة لقوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. فاذا قرأت القرآن اذا متى يستعيذ؟ اذا قرأ يعني اذا فرغ من القراءة يستعين. هكذا؟ الاستعاذة هذا قبل القراءة او بعدها؟ الاية تقول فاذا قرأت فعل ماضي يعني اذا انتهيت من القراءة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم نعم هو على تقدير كما قال المصنف هنا وتقدير الاية عند الجمهور فاذا اردت القراءة فاستعن قوله تعالى في اية الوضوء يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم يعني اذا فرغتم من الصلاة لا اذا اردتم القيام الى الصلاة. فدل هذا على استحباب هذا المذكور في الاية قبل وليس بعد. بينما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح وكذا النووي في المجموع عن النخعي وابي هريرة وابن سيرين وعطاء ما اشار اليه المصنف قال بعض السلف بعد القراءة فهو قول محكي عن بعض السلف والجمهور على خلافه. نعم. ثم صفة التعوذ كما ذكرنا وكان جماعات من السلف يقولون اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ولا بأس بهذا ولكن ولكن الاختيار هو الاول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم هو الذي ثبت في حديث السنن من حديث ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام الى الصلاة قد كبر ثم يقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. فدل هذا على جوازه المشكور فالصيغتان صحيحتان بل هما من السنة كذلك. نعم. ثم ان التعوذ مستحب ليس بواجب وهو مستحب لكل طالب سواء كان في سواء كان في في الصلاة او غيرها. ويستحب في الصلاة في كل ركعة على الصحيح من الوجهين عند اصحابنا وعلى الوجه الثاني انما يستحب في الركعة الاولى فان تركه في الاولى اتى به في الثانية. الاستعاذة خارج الصلاة مستحبة. وعلى هذا ايضا تقرير القراء ان الاتيان بالاستعاذة قبل القراءة مستحب. وليس واجبا لكل قارئ. اما داخل الصلاة فانه يأتي بالاستعاذة الركعة الاولى دون الثانية لانها هي افتتاح القراءة. ولان القراءة في الركعة الثانية وما بعدها لم بينها وبين القراءة في الركعة الاولى سوى ركوع وتكبير وسجود وهو ذكر فليس انفصالا عن القراءة فلا حاجة الى الاستعاذة وهو الوجه الاول الذي قال فيه المصنف انه الصحيح من وجهين عند اصحابنا. والوجه الثاني يستحب في الركعة الاولى فان تركه في الاولى لاتى به في الثانية ومن الفقهاء من قال بل يتعوذوا في اول كل ركعة قبل القراءة. هذا الصحيح الذي ذكره المصنف عند الشافعية التعوذ في كل ركعة ورواية ايضا عن احمد. ورجحها ابن حزم ايضا. اما الرواية الثانية عن احمد والشافعي والمذكور عن جملة من السلف كعطاء والحسن والنخعي وابي حنيفة ان الاستعاذة في الركعة الاولى فقط. ورجح ذلك ابن القيم رحمه الله بما اشرت اليك ان السكوت الذي بين القراءتين في الركعة الاولى والثانية كان بسبب ذكر وركوع وسجود تسبيح فلم يتخلله شيء مما يخرج به عن حد الذكر الى غيره حتى يعود الى الاستعاذة والعلم عند الله. ويستحب في التكبيرة الاولى من صلاة الجنازة على اصح الوجهين. قال النووي الجنازة بكسر الجيم وفتحها لغتان. من جل اذا ستر نعم. فصل وينبغي ان يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في اول كل سورة سوى براءة. فان اكثر العلماء قالوا انها اية حيث كتبت في المصحف. وقد كتبت في اوائل السور في اوائل السور سوى سورة براءة. فان قرأها كان متيقنا فان قرأها كان متيقنا قراءة الختمة او السورة واذا اخل بالمزبلة كان تاركا لبعض القرآن عند الاكثرين باتفاق ان البسملة جزء من اية في سورة النمل. انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني المسلمين هذا باتفاق انها جزء من اية في سورة النمل. وباتفاق انه لا بسملة في صدر سورة التوبة لا بسملة في اولها. ثم الخلاف في شيئين. هل البسملة في الاية؟ هل البسملة في الفاتحة اية او وليست بآية والخلاف الثاني هل البسملة في اوائل السور ايضا اية او ليست باية؟ اما الفاتحة فمن العلماء من عدها اية ومنهم من لم يعدها مع اتفاقهم على ان الفاتحة سبع ايات. وانها المقصودة بقوله تعالى ولقد اتيناك سبع ام من المثاني والقرآن العظيم؟ فمن لم يعدها اية لم تنقص السورة عنده الى ست ايات لانه يعد صراطا الذين انعمت عليهم اية غير المغضوب عليهم ولا الضالين اية اخرى. فالمجموع عند كل الفريقين كلا الفريقين سبع ايات. فالذي اتفقوا عليه في بالنسبة للبسملة في غير سورة النمل في اثنائها وفي غير سورة التوبة في اولها على قولين ومنهم من قال هي اية ولذلك كانت هي العلامة الفاصلة بين سورة وسورة. ومنهم من قال ليست باية ولا من القول الوسط الذي رجحه بعض المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية ان البسملة في غير سورة النمل جزء من القرآن وليست اية مستقلة. اذا هي من القرآن يعني من جنسه لكنها لا تكون اية مستقلة في اوائل السور القول وسط والعلم عند الله. فان كانت القراءة في وظيفة عليها جعل كالاسباع والاجزاء التي عليها اوقاف ارزاق كان الاعتناء بالبسملة اشد ليستحق ما يأخذه يقينا. فانه اذا اخل به لم يستحق شيئا من الوقف عند من يقول عند عند من يقول البسملة من اوائل السور. وهذه دقيقة نفيسة يتأكد الاعتناء بها واشاعتها. اشار النووي رحمه الله الى شيء كان يعني عندهم وهو الاتيان ببعض القراء يأخذون اجرة على شيء يقرؤونه كالسبع والجزء ويجرون على ذلك اوقافا وارزاقا يعني يجرون آآ بعد مصارف الوقف على قراء مقابل شيء يقول فهذا اصبح جعلا يعني امرا يعطى على عمل معين يقول هنا يتعين الاتيان بالبسملة خروج من الخلاف في الفقه لانه يكون اتى بشيء جعل له مقابله عوض فيكون اخذا له على وجه صحيح. فاذا شرع في قراءتي فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة. والدلائل عليه اكثر من ان تحصر. واشهر واظهر من واشهر واظهر من ان تذكر فهو المقصود والمطلوب وبه تنشرح الصدور. فهو المقصود من انزال القرآن الخشوع والتدبر وليس الترنم ولا التغني او التقرب كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا. فهو المقصود من انزال القرآن. فالله عز وجل جعل المقصد الاعلى منه اعمال العقل والفكر فيه واحياء القلب باياته ومواعظه وسوره. نعم. وبه تنشرح الصدور تنير القلوب. قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن. وقال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكروا اولوا الالباب والاحاديث في والاحاديث فيه كثيرة واقاويل السلف فيه مشهورة. وقد بات جماعة من السلف يقضون اية واحدة يتدبرون ويرددونها الى الصباح وقد صعق جماعات من السلف عند القراءة ومات جماعات منهم حال القراءة. الصعق هو ما يصيب الانسان من تأثر شديد يغيب به عن الوعي. فيقال صعقا اذا اغشي عليه من شدة التأثر. نعم. وقد روينا عن بهز ابن حكيم ان زرارة ابن ابي ان زرارة ابن اوفى التابعي الجليل رضي الله عنه امهم في صلاة الفجر. قال النووي رحمه الله حكيم هو بفتح لباء الموحدة واسكان الهاء وبالزاي. وزرارة بضم الزاي. نعم. فقرأ حتى اذا بلغ فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير. خر ميتا. قال بهج فكنت فكنت في من حمله. وكان احمد ابن ابي الحواري رضي الله عنه وهو ريحانة الشام كما قال ابو القاسم الجنيدي رحمه الله تعالى اذا قرأ اذا قرأ عنده القرآن يصيح ويصعق احمد بن ابي الحواري بفتح الحاء وكسر الراء ومنهم من يفتح الراء كما يقول النووي رحمه الله. وقال وكان شيخ هنا ابو البقاء خالد النابلسي رحمه الله يحكيه وربما اختاره. يعني الحوارى. وكان علامة وقته في هذا الفن مع لتحقيقه فيه واسم ابي الحواري عبدالله بن ميمون ابن عباس ابن الحارث. هذا كلام النووي رحمه الله في ظبط الاسم. ونقل النووي والان هنا كما سمعت عن ابن ابي الحواري وعن زرارة ان منهم من كان يقرأ القرآن فيتأثر حد الموت. او الصعق والصعق هو الاضطراب حتى يغشى عليه ويخر قد غاب عن الوعي من تأثره بالقرآن. نعم قال ابن ابي داود وكان وكان القاسم ابن عثمان الجوعي رحمه الله الجوعي قال النووي بضم الجيم. نعم. ينكر ذلك على على ابن ابي الحواري وكان الجوعي فاضلا من محدثي اهل دمشق يقدم في الفضل على ابن ابي الحواري قال وكذلك انكره ابو الجوزاء وقيس بن حبتر وغيرهما. قال النووي ابو الجوزاء بفتح الجيم والزاي اسمه اوس بن عبدالله. وقيل اوس بن خالد. وحفتر بحائل مهملة مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثم راء. نقل النووي الان انكار بعض اهل العلم على ما ينقل او يؤثر عن بعضهم من التأثر بالقراءة بالصيح والصعق او الغشيان من تأثر بالقراءة. نعم. قلت والصواب عدم الانكار الا على ما الا على من اعترف انه يفعله تصنعا والله تعالى اعلم. وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف ابراهيم الخواص رضي الله عنه دواء القلب خمسة دواء القلب خمسة اشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين النووي والصواب عدم الانكار انكار التأثر بالقراءة الى حد الصعق والغشيان الا على من اعترف بانه يفعله تصنع دعاء ها هنا موقفان لاهل العلم الصحيح الذي يقرره مثل الحافظ ابن رجب وشيخ الاسلام ابن تيمية انه ايهما وما اكمل من يتأثر بالقرآن فيخشع ويتدبر فيبكي ويضطرب قلبه وبدنه وتدمع عينه او من يزيد على هذا القدر الى حد ان يبلغ تأثره حد الاغماء. وفقد الوعي. لو قستها بالقدر الذي يحصل به الاثر لا شك فان فقد الوعي والغشيان والاغماء اعلى درجة من التأثر بالبكاء. او قشعري البدن لكنك ان نظرت الى حال النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم فانهم ما كانوا يبلغون بتأثرهم بالقرآن وهم اكمل من تأثر بالقرآن. واصدق من عرف عنه العيش بحقيقة معاني القرآن. فانهم ما بلغوا هذا المبلغ في الوقت ذاته انت ترى ان هؤلاء ممن نقل عنهم من التابعين او تابعيهم وهم ائمة صالحون معروفون بالزهد والصلاح والتقوى والديانة. ما يفعلون هذا تمثيلا ولا تصنعا ولا تكلفا. ويفعلون هذا تأثرا وهم فيما يظهر من احوالهم صادقون مخلصون. فكيف تجمع بين هذا وذاك؟ حرر هذا شيخ الاسلام رحمه الله فقال هذا يعود الى كمال الاحوال وقوة القلوب واحتمالها. ولا شك ان النبي عليه الصلاة والسلام اكمل القلوب واه واعظمها عن الله واوعاها. وكذلك شأن صحابته رضي الله عنهم. يقول فهؤلاء بلغوا من الايمان. والعلم واليقين وقوة القلب ما جعلهم يبلغون اعظم واتم الاثر بالقرآن مع الاحتفاظ كما لوعيهم وادراكهم وحسهم. واما من بعدهم فضعف في هذا الجانب لم يبلغ درجتهم في قوة الحسي والمعنى ما لقوة القلب وبلغ به التأثر من القرآن ما لم يتمالك معه حد التحمل فاصابهم ما اصابهم. ولا شك ان لكل مقام المقال وحال السلف الاقدم والاقرب والاكمل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. في الوقت الذي لا يعتبر فيه هؤلاء انكارا الا كما قال المصنف من يفعله تصنعا او من يعلم عنه فعل ذلك على خلاف ما يظهر من هديه وشأنه من تمسك مثلا بالمأثور وعناية بالسنة وخشوع صادق لله والله اعلم. فصل هل قدمنا في قبله الحث على التدبر وبيان موقعه وتأثر السلف به. يذكر المصمم فلان في هذا الفصل استحباب ترديد الايات للتدبر اثناء القراءة وروينا عن ابي ذر رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم باية يرددها حتى اصبح. والاية ان تعذبهم فانهم عبادك رواه النسائي وابن ماجة وعن تميم الداري رضي الله عنه ان انه كرر هذه الاية حتى اصبح ثم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم الذين امنوا وعملوا الصالحات الاية وعن عباد ابن حمزة قال دخلت على اسماء رضي الله عنها وهي تقرأ فمن الله عليها ووقانا عذاب السموم فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو وقفت عندها. فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو علي ذلك فذهبت الى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو. ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله عنها وردد ابن مسعود رضي الله عنه ربي زدني علما. وردد وردد السعيد بن جبير رضي الله عنه واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ايضا فسوف يعلمون اذ الاغلال في اعناقهم. وردد ايضا ما غرك بربك الكريم. وكان الضحاك اذا تلا لهم من فوقهم من النار ومن تحتهم ضلل رددها الى السحر. هذه وغيرها فيما ينقل عن السلف بدءا مما اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ترداده اية المائدة ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم حتى اصبح عليه الصلاة والسلام. وما جاء ايضا عن تميم للداري ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وما نقله ايضا عن اسماء رضي الله عنها او عائشة او ابن مسعود او سعيد ابن جبير والضحاك من ان احدهم ربما وقف عند الاية فاستوقفته فوقف فطال ترديدها عند في القراءة وظل يلازمها حتى طال المقام واستغرق فيه الاوقات الطوال. قال المصنف رحمه الله هذا حث على تدبر واقتداء بالسلف. ومحل ذلك ايها المباركون ان احدنا ربما اذا قرأ القرآن اتى عند اية فوجد قلبه منفتحة ابوابه عندها. ووجد من الاثر واقبال القلب وحسن العيش مع معاني الاية ما دعاه الى تكرارها. عندئذ فتطبيق السنة هنا والمأثور عن السلف هو لزومها لا يبرح من وجد ذلك ووجد قلبه عند اية فلا يبرح. وكلما عاود الاية وتدبرها وجد مزيد لفتوح من الله وتوفيقا والهاما فكلما ازداد فيها تكرارا واعادة وجد فيها متعة ووجد فيها مزيد ادرار لدمعه وخشوع لقلبه وهذا كله مطلوب شرعا اكتسابه. فهذا يحصل لاحدنا بين الحين وبين اية واية وفي سورة وسورة. ربما وقف عند اية من نعيم الجنة او عذاب النار او قصص الامم الخالية او شيء من مضرب الامثال في القرآن فاستشعر معنى وفتح له باب او نزلها على حال يعيشه او امر مر به فاستحسن ان تعيد الاية فوجد فيها سلوى مثلا لمصيبة المت به. او وجد فيها تفريجا لكرب تغشاه او وجد فيها تنفيسا لهم ان ضاق به صدره او وجد فيها انسا وفرحة وسعادة وسرورا فانه يشرع له ان يبقى عندها لانه لا يزال في رحاب اية كريمة يتفيأ ظلالها فلماذا يعجل؟ ولماذا ينتقل الى غيرها؟ وهو يعلم انه ربما لو فارق الاية او السورة وانتقل عنها زال عنه ذلك الشعور. فيفقد شيئا قد لا يتأتى له الا بين الحين والحين. فهذا هو تفسير اثر عن السلف رحمة الله عليهم في هذا الباب وقد عده النووي ادبا من الاداب في هذا الباب. فصل قد تقدم في الفصلين المتقدمين بيان من يحمل من يحمل على البكاء بيان ما يحمل بيان ما يحمل على البكاء في حال القراءة وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. وقد وردت فيه احاديث واخبار واثار عن السلف كثيرة فمن ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن وابكوا فان لم تبكوا فتباكوا. الحديث وقد اخرجه ابن ماجة وابو يعلى والبيهقي في السنن لكن اسناده ضعيف جدا بعض رواته منكر الحديث وحكم عليه الدار قطني بانه متروك على بعض رواته فلا يصح الحديث بهذا اللفظ. نعم. وعن عمر وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وانه صلى بالجماعة الصبح فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته. الترقوة هي العظم الذي يربط بين الكتف والصدر في في اعلى آآ عظام صدر الانسان فقال فبكى حتى بل اتر قوته يعني سالت دموعه حتى بلغت نحره رضي الله عنه. وفي رواية انه كان في صلاة العشاء فيدل على على تكرره منه. يعني مرة في الفجر ومرة في العشاء وفي رواية بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف. ويشهد لذلك ايضا حديث ابي بكر لما امر النبي عليه الصلاة والسلام حين مرض مرض وفاته ان يؤم ابو بكر بالناس. فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله ان ابا بكر رجل اسيف يعني كثير البكاء. فكان هذا معهودا عن السلف. تدبرهم تأثرهم بالقرآن بكاؤهم. عند قراءتهم للقرآن رضي الله عنهم وعن ابي رجاء قال رأيت ابن عباس رضي الله عنه وتحت عينيه مثل الشراك مثل الشراك البالي من الدموع قال النووي الشراك بكسر الشين هو السير الرقيق الذي يكون في النعل على ظهر القدم. الحبل الذي يكون على ظهر النعل اكرمكم الله بحيث اذا لبس اللابس النعل ووضع قدمه كان الحبل او السير الذي يشد ظهر القدم على باطن النعال التي تكون تحت موطئ القدم يقال له شراك يعني اصبح في وجه ابن عباس رضي الله عنهما خطان يظهر اثرهما من الدموع الشراك البالي يعني اختط في وجهه الدمع خطا حتى اصبح مؤثرا فيه يرى رضي الله عنه وارضاه وعن ابي صالح قال قدم ناس من اهل اليمن على ابي بكر الصديق رضي الله عنه. فجعلوا يقرؤونهم القرآن ويبكون. فقال ابو بكر رضي عنه هكذا كنا وعن هشام قال ربما سمعت بكاء محمد ابن سيرين في الليل وهو في الصلاة والاثار في هذا كثيرة لا يمكن حصنها وفيما اشرنا اليه ونبهنا عليه كفاية والله اعلم. قال الامام ابو حامد الغزالي البكاء مستحب مع القراءة عندها قال وطريق وطريق وطريقه في تحصيله ان يحضر ان يحظر قلبه الحزن. بان يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك. فان لم يحضره حزن وبكاء كما يحظر الخواص فليبك على فقد ذلك فانه من اعظم المصائب. هذه لطيفة يقول الغزالي رحمه الله طريقة استشعارك واحضارك للبكاء عند قراءة القرآن بهذا. اولا تبدأ بان تستشعر ما في القرآن من المواعظ والتهديد والوعيد وانك المخاطب. ثم ترى حالك في التقصير فيصيبك الخوف من ذلك الوعيد الذي في القرآن فيحملك بكاءه. طيب افترض اني فعلت هذا وحاولت ولم اجد البكاء. قال اذا ابكي على انك لم تجد هذا المعنى. فهذه مصيبة تستحق البكاء عليها ففي كل حال انت معك القرآن باعث على مزيد خشية وخشوع يحملك على البكاء فتنال الفضيلة وتتأسى بهدي السلف وقبل ذلك اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. فصل وينبغي ان يرتل قراءته وقد اتفق العلماء على استحباب الترتيل. قال الله تعالى ورتل القرآن ترتيلا. ليس المقصود بالترتيل هنا تطريب الصوت. لكن التؤدة في القراءة والترسل وحسن الاداء الذي لا عجلة فيه ولا هذرمة ولا الترتيل التأني القراءة بتمهل وترسل ورتل القرآن ترتيلا. نعم. وثبت عن ام سلمة رضي الله عنها انها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا. كما اخرج هذا اصحاب السنن ابو داوود الترمذي والنسائي نعم. قال الترمذي حديث حسن صحيح. وهذا الامر الالهي ورتل القرآن ترتيلا. وافق الصفة التي اخبر الله عز عز وجل لعنها بانزال القرآن. قال الله سبحانه وتعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. فانظر كيف اخبر الله بالصفة التي انزل عليها القرآن فقال ورتلناه ترتيلا. وامر نبيه عليه الصلاة والسلام ان يقرأ القرآن الذي انزل عليه القرآن فقال ورتل القرآن ترتيلا. اذا هذه الصفة التي انزل الله عليها القرآن. وهي الصفة التي امر الله نبيه يقرأ بها القرآن والامر لنبيه صلى الله عليه وسلم امر له ولامته جميعا. وعن معاوية ابن قرة عن الله ابن مغفل رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعلى ناقته يقرأ سورة الفتح في رجع في قراءته. رواه البخاري ومسلم. قال النووي رحمه الله عبدالله بن مغفل بضم الميم وفتح الغيب المعجمة والفاء الحديث في الصحيحين في قصة فتح مكة وسورة الفتح انما نزلت يوم الحديبية. فقرأها النبي عليه الصلاة والسلام مستشعرا صدق الله في وعده انا فتحنا لك فتحا مبينا. قال رأيت يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح فرجع في قراءته والمقصود بالترجيع في القراءة اثر تقطع الصوت الذي كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم به سورة الفتح قال اهل العلم ذلك انه كان على ظهر الناقة وهي تتحرك فيطرأ على صوته من القراءة بتحركه على ظهر الناقة ما قطعوا معه السوط. قال الرواة في الحديث يقول هكذا يعني يشير الى تقطع الصوت. وفي الروايات ايضا انه اراد ان يحاكي قراءة النبي عليه الصلاة والسلام. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال لان اقرأ سورة ارتلها احب الي من ان اقرأ القرآن كله بغير ترتيلي. وعن مجاهد انه انه سئل عن رجلين قرأ احدهما البقرة وال عمران والاخر البقرة وحدها والاخر والاخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما وجلوسهما وجلوسهما سواء قال الذي قرأ البقرة وحدها افضل. ليش نقول الذي قرأ البقرة وحدها افضل مع ان الثاني قرأ البقرة وال عمران ففيها ايات اكثر وحروف اكثر وحسنات اكثر. الافضلية هنا ليست بعدد الحروف والحسنات بل بافضلية القراءة. اذا كان الزمان الذي استغرقاه واحدا فاذا ثبت ان الذي قرأ البقرة كان اكثر ترتيلا وتؤدة ففضلها مجاهد وقد سئل فقال الذي قرأ البقرة وحدها افضل. يعني كلما كانت القراءة متأنية مطمئنة كانت اعظم لان اقرب الى امر الله ورتل القرآن ترتيلا. وقد نهي عن الافراط في الاسراع ويسمى الهد. وثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان رجلا قال له اني اقرأ المفصل في ركعة واحدة المفصل ما هو؟ نعم السور الاخيرة خيرة من القرآن على خلاف فمنهم من يقول من الحجرات الى الناس ومنهم من يقول من سورة قاف الى الناس. تسمى المفصل. قيل سميت لكثرة الفصل بين سورها بالبسملة. قال الرجل اني لاقرأ المفصل في ركعة واحدة. نعم. فقال عبد الله هذا كهد الشعر ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم في احدى رواياته. اذا ما استحب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اخبار الرجل بانه قرأ المفصل في راكع قال هزا كهز الشعر يعني هي عجلة وهزرمة واسراع الى حد الافراط فقال ان اقواما يقرؤون القرآن لا وجاوز تراقيهم هي الترقوة مرة اخرى. العظم الذي يربط بين مجمع عظام الصدر مع النحر. اعلى عظام القفص الصدر معنى لا يجاوز تراقيهم يعني قراءة بالفم لا تنزل الى لا تنزل الى القلب هذا معنى لا يجاوز تراقيهم انها لا تتجاوز الفم والحنجرة. قال ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. والقراءة المستعجلة لا يمكن ان تصل القلب. لان صاحبها كلما اتى باية اسراعا الحقها فالثالثة والسورة بسورة اخرى ولم يؤت مجالا لقراءته ان تبلغ القلب فترسخ فيه وتنفع. قال العلماء الترسيل حب للتدبر وغيره قالوا ولهذا يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه. لان ذلك اقرب لان ذلك اقرب الى والاحترام واشد تأثيرا في القلب. هذه فائدة لطيفة ختم بها الفصل. ما المقصود من ترتيل القرآن؟ سيقول القائل التدبر ان الاسراع لا يعين الاسراع ما يعين على التدبر. قال لا الترتيل مشروع للتدبر ولغيره بمعنى لو قال قارئ انا اصلا ما اتدبر لا افهم المعاني كالاعجمي مثلا هو اصلا لا يفهم معاني القرآن وسنقول له اذا لا يستحب لك الترتيل فاقرأ بعجلة واسراع وهذرمة والصق الايات بالايات واقرأ السورة في نفس واحد وتعجل وادخل الكلمات في بعضها وركب الحروف فوق بعض لا. طيب يقول ما يحصل لي التدبر. نقول من قال لك ان الترتيل مرتبط بالتدبر فان حصل استحبوا وان لم يحصل لا يستحب. قال يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه. طيب وهو لا يفهم قال لان ذلك اقرب الى التوقير والاحترام واشد تأثيرا في القلب. اجل. نعم قد لا يفهم معاني القرآن لكن قراءته الى تعين على توقير اكثر للقرآن وان لم يستصحب معاني ما يقرأ. نعم