عن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وفاة صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد فهذا هو مجلسنا الاخير بعون الله تعالى وتوفيقه وهو رابع المجالس في مدارسة كتاب التبيان في اداب حملة القرآن. للامام النووي رحمة الله عليه وهذا اللقاء المنعقد اليوم السبت الثالث من شهر ربيع الثاني لسنة احدى واربعين. واربعمئة والف من الهجرة نتم فيها ما توقفنا عنده في اللقاء السابق في الفصل الحادي والعشرين من الباب السادس الذي خصه المصنف رحمه الله تعالى لا لاداب القراءة وقد بقي لنا فيه فصول قبل الانتقال الى الابواب الثلاثة الاخيرة السابع والثامن والتاسع. نتم فصول هذا الباب بعون الله تعالى بدءا من قول المصنف رحمه الله فصل في رفع الصوت بالقراءة. وهذا الفصل كما مضى هو وهذا الباب كما مضى يشتمل فصولا تتعلق باداب القراءة. يشترك فيها الحافظ للقرآن المعلم والمتعلم. والمسلم عمر عموما عندما يقبل على قراءة كتاب الله فان القراءة للقرآن عبادة تستلزم آدابا ولها احكامها جمعها المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. اللهم صلي. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين فصل هذا فصل مهم ينبغي ان يعتنى به اعلم انه جاءت احاديث كثيرة في الصحيح وغيره دالة على استحباب رفع الصوت بالقراءة وجاءت اثار دالة على استحباب الاخفاء وخفظ الصوت وسنذكر منها طرفا يسيرا اشارة الى اصلها ان شاء الله تعالى قال ابو حامد الغزالي وغيره من العلماء وطريق الجمع وطريق الجمع بين الاخبار والاثار المختلفة في هذا ان الاصرار ابعد من الرياء فهو افضل في حق فهو افضل في حق من يخاف ذلك. فان لم يخف الرياء فالجهر ورفع الصوت افضل لان العمل فيه اكثر ولان فائدته ولان فائدته تتعدى الى غيرك. والنفع المتعدي افضل من اللازم ولانه يوقظ قلب القارئ ويجمع ويجمع همه الى الفكر فيه ويصرف سمعه اليك ويطرد النوم ويزيد في النشاط ويوقظ غيره من نام او غافل وينشطه ويوقظ غيره غنوم نائم ويوقظ غيره من نائم او غافل وينشطه قالوا فما قالوا فمهما حضر شيء من هذه النيات فالجهر افضل. فان اجتمعت هذه النيات ضعف الاجر قال الغزالي ولهذا قلنا القراءة في المصحف افضل. فهذا حكم المسألة. واما الاثار فكثيرة اشير الى اطراف من بعضها اراد رحمه الله مسألة هل رفع الصوت بالقراءة افضل؟ ام الاسرار وخفض الصوت افضل قال وردت اثار في كلا الامرين والجمع كما نقله عن الغزالي وغيره من العلماء رحمة الله عليهم اجمعين ان يقال انه بحسب القارئ فان كان ابعد من الرياء فالاصرار افضل. واما من لا يخاف الرياء فالجهر يعني كمن يقرأ وحده في بيت وفي مسجد فرفع الصوت افضل من الاسراء لما فيه من الفوائد فهو نفع متعدي لانه هناك من يستمع وان كان وحده ربما استمع له مسلم الجن. وهو ايضا انشط للقارئ وابعد عن الملل واطرد للنوم واجتماع الفكر برفع الصوت تدبر اكثر من القراءة سرا. قال كلما اجتمعت هذه النيات تضاعف الاجر. وسيرد الان طرفا من الاثار التي ثبت بها فضيلة رفع الصوت بقراءة القرآن او خفض الصوت به ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما اذن الله لشيء ما اذن الله لشيء ما اذن لنبيه. اذن الله لشيء ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به. ما اذن يعني لم يأذن الله ان يستمع لشيء كمثل ما اذن يعني كمثل ما استمع لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهروا به فالحديث دليل على رفع الصوت بالقراءة. ولانه مما يحبه الله واشار الى حب الله جل جلاله بقراءة الانبياء لكلامه سبحانه بالتغني بالقرآن مع حسن الصوت به. فالحديث من اجل ما روي في جمال الصوت بالقراءة للتغني به انه من احب ما يسمعه الله عز وجل من عباده ومعنى اذن استمع وهو اشارة الى الرضا والقبول. قول المصنف استمع اشارة الى الرضا والقبول صحيح من طريقة اهل السنة في تأويل في تفسير نصوص الصفات ابقاؤها على دلالة الفاظها دون الحاجة الى بيان مراد غير الذي دل عليه اللفظ فمعنى اذ لاستمع والله عز وجل لا يثبت له صفة السمع دون ان يؤول بمعنى الرضا او القبول ما اذن عم استمع وهو متضمن لمعنى الرضا لكنه ليس معناه بالكلية ينصرف اليه نعم وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود رواه البخاري ومسلم وفي رواية مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو رأيتني وانا استمع لقرائتك البارحة رواه مسلم رواه مسلم ايضا من رواية بريدة بريدة بن الحصيب لما يقول لابي موسى لو رأيتني وانا استمع لقراءتك الباردة فهل كان ابو موسى رضي الله عنه اسر بالقراءة وخفض صوته الجواب لا بل كان يرفع ولهذا سمعه النبي عليه الصلاة والسلام. بل سمعه من خارج البيت وابو موسى داخله يقرأ. فدل على رفع الصوت حتى استمع النبي عليه الصلاة والسلام وعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد اذانا الى اذنا. لله اشد اذنا الى الرجل. اي استماعا. نعم لله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة القينة الى قينته. رواه ابن ماجة. قال النووي رحمه الله بريدة بن الحصيب بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين. وفضالة بفتح الفاء. لله اشد اذنا قال بفتح الهمزة والذال اي استماعا والقينة بفتح القافية المغنية. حديث ابن ماجة هذا المذكور هنا وان كان ضعيف السند لكن له ما تقدم في قوله ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن. وقد قلت انه من اجل الاحاديث التي وردت في فضيلة من اتاه الله صوتا حسنا يقرأ القرآن به ان خلصت نيته لله. واشتغل بهذا الصوت الذي اكرمه الله وبه يتغنى بكلام الله قل الله اشد اذنا يعني اشد استماعا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن صاحب القينة الى قينته كما يحب اهل الاغاني والمعازف الاستماع الى ما يحضرهم من تلك المعازف اناء فيطربون له ويأنسون ويمضون فيه الاوقات. فالله عز وجل اشد اذنا يعني استماعا. ولهذا قال بعض اهل العلم يستحب لمن اوتي صوتا حسنا ان يحبر تلاوته بالقرآن. وكلما كان صوته اجمل كان نيله لهذا الفضل واستماع الله الحسنة بالصوت اكثر فهذا مما يرغب في الاصوات الجميلة الحسنة بالقرآن ان يترنموا بها بكتاب الله. وان ينعموا بما اتاهم الله عز وجل به فهو باب خير عظيم يتفرد به هذا الفضل والله عز وجل يؤتي فضله من يشاء وعن ابي موسى ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف اصوات رفقة الاشعريين بالليل حين يدخلون واعرف منازلهم من اصواتهم بالقرآن بالقرآن بالليل. وان كنت لم ارى منازلهم حين نزلوا بالنهار رفقة الاشعريين الذين قدموا من اليمن مسلمين وفيهم ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فهم جماعة قدموا. قال اني لاعرف رفقة الاشعريين بالليل حين يدخلون. يعني حين ينزلون منازلهم. قال واعرف منازلهم من اصواتهم بالقرآن بالليل كانوا ذوي اصوات حسنة وابو موسى رضي الله عنه احدهم الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام لقد اوتيت مزمارا من ال داوود فلو تخيلت المدينة في تلك الاونة والليل مظلم ولم تكن ثمة مصابيح تضاء فمن يمشي بين البيوت في ظلام ولا يدري ما الحي هنا وبيت من هنا ومن يسكن هناك لكنه كان يميز صلى الله عليه وسلم منازلهم من خلال اصواتهم بالقرآن لانه كان يعرفها. قال واعرف منازلهم من اصواتهم بالقرآن بالليل. وان كنت لم ارى منازلهم حين نزلوا بالنهار فالحديث دليل على رفع الصوت بالقراءة فكان يمشي بين البيوت عليه الصلاة والسلام فيسمع قراءتهم ولو كانت الاصوات منخفضة ما تعدت خارج منازلهم التي يسكنون فيها وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم. رواه ابو داوود والنسائي وغير النسائي والنسائي وغيرهما والحديث صحيح. قال زينوا القرآن باصواتكم وهذا يندب له عموما واهل القرآن من حفظته ومعلميه وائمته ومتعلميه جميعا. ان يكونوا اخص الناس بهذا الفضل والندب ان يزينوا القرآن للاصوات. كيف يزين القرآن بالصوت؟ ان يؤدى بصوت حسن وان يعتني به قائله قارئه وان يحبره ويجوده ويحسن اداءه. فتكون قراءته تجمع بين حسن الصوت وسلامة القراءة وحسن الاداء وتمام العناية بذلك من تجويده والوقف والابتداء فيكون القرآن بالصوت الحسن اشد حسنا وروى ابن ابي وروى ابن ابي داود ابن ابي داود عن علي رضي الله عنه انه سمع ضجة انه سمع ضجة في المسجد يقرأون القرآن فقال طوبى لهؤلاء كانوا احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النووي رحمه الله طوبى لهم اي خير لهم. كذا قاله اهل اللغة. وفيه ايضا كما ترى ثناء علي رضي الله عنه الى سماع صوته بل قال سمع ضجة ناس في المسجد. وليس المقصود الصخب لكن المقصود ان من دخل مسجدا وفيه جماعات يقرأون فيكون صوتهم دوي وارتفاع قال سمع ضجة ناس في المسجد فقال طوبى لهؤلاء كانوا احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان كان سند الرواية الموقوفة هنا عن علي رضي الله عنه ضعيفة لضعف بعض رواتها. نعم وفي اثبات الجهر احاديث كثيرة. لما اتم جملة من الروايات الدالة على مشروعية رفع الصوت بالقراءة سينتقل بك الى الطرف الثاني التي دلت على خفض الصوت بالقراءة واما الاثار عن الصحابة والتابعين من اقوالهم وافعالهم فاكثر من ان تحصى واشهر من ان تذكر وهذا وهذا كله فيمن في من لا يخاف رياء ولا اعجابا ولا نحوهما من ولا نحوهما ولا نحوهما من القبائح. ولا نحوهما من القبائح ولا يؤذي جماعة ولا يؤذي جماعة ولا يؤذي جماعة بلبس صلاتهم وتخليطها عليهم يعني لا يرفع صوته بحيث يشوش على من يصلي في المسجد فيخلطوا عليه قراءته وقد نقل عن جماعة من السلف اختيار الاخفاء لخوفهم مما ذكرناه. يقصد اخفاء الصوت وخفضه بالقراءة فعن الاعمش قال قال النووي الاعمش سليمان بن مهران فعن الاعمش قال دخلت على ابراهيم وهو يقرأ في المصحف فاستأذن عليه رجل فغطاه وقال لا يرى هذا اني اقرأ كل ساعة. يعني اخفاء للعمل فكانوا رحمهم الله يتورعون عن اظهار القراءة فاذا كان يخفي مصحفه فهو يخفي صوته من باب اولى الا يعرف الناس انه يجلس يقرأ القرآن وعن ابي العالية قال قال النووي رحمه الله ابو العالية بفتح بالعين المهملة اسمه رفيع بضم الراء قال كنت جالسا مع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم فقال فقال رجل قرأت الليلة كذا فقالوا هذا حظك منه الاثر ضعيف وقد اخرجه ابو داوود في الزهد قالوا هذا حظك منه يعني حظك من قراءتك اخبارك بانك قلت قرأت الليلة كذا. يعني ذهب اجرك وكان حظك من الاجب هو اخبارك للناس لانه اظهر عمله. وهذا محمول عند السلف على الرغبة في اخلاص العمل لله وانه متى الى قصده ان يعلم الناس اني قرأت وختمت وفعلت كان هذا حظهم من القراءة ويستدل لهذا؟ ويستدل هؤلاء ويستدل هؤلاء بحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن المسر بالصدقة. رواه ابو داوود والترمذي والنسائي والنسائي. والنسائي قال الترمذي هذا حديث حسن. طيب بالصدقة افضل ام الاصرار بها افضل ايضا لن يكون مطلقا فبعض الحالات يكون الاسرار بالصدقة افضل ابعد عن الرياء واخلص للنية. واحيانا يكون الجهر بها مطلوبا كأن يبادر بصدقته يجهر بها امام الناس ليحثهم على تتابع الصدقة فيكون فاتحا لباب خير. نعم. قال الترمذي وقال الترمذي معنى هذا الحديث ان الذي يسر بقراءة القرآن افضل من الذي يجهر بها. لان صدقة السر افضل عند اهل العلم من صدقة العلانية هذا في الجملة. والا فان الاية في البقرة ان تبدوا الصدقات فنعم ما هي ابداؤها محمود. وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويكفر عنكم من سيئاتكم قال وانما معنى هذا عند اهل العلم لكي يأمن الرجل من العجب لان الذي يسر لان الذي يسر بالعمل لا يخاف عليه من لا يخاف عليه من العجب. كما يخاف عليه من علانيته قلت وكل هذا موافق لما تقدم تقريره في اول الفصل من التفصيل. وانه ان خاف بسبب الجهر شيئا مما لا يكره لم يجهر وان لم يخف يستحب يستحب الجهر فان كانت القراءة من جماعة مجتمعين تكد تأكد استحباب الجهر لما قدمناه ولما يحصل فيه من نفع لغيره ولما يحصل فيه من نفع غيرهم. والله تعالى اعلم فصل اجمع العلماء رضي الله عنه الفصل في استحباب تحسين الصوت بالقرآن الناس يا احبة يا اهل القرآن ايها المعلمون وايها الطلاب الناس في قراءة القرآن من حيث الصوت صنفان فصنف اوتي صوتا حسنا عذبا وحنجرة رقيقة يزداد بها الصوت جمالا. فهؤلاء حسان الصوت طبعا فمثلهم يتأتى له تحسين القراءة بالقرآن بكل يسر وسهولة. ومن كان كذلك وجعل حسن صوته مزينا بالقرآن فهنيئا له. مثل هذا الذي يسر الله تعالى له. والصنف الثاني لم يؤتى مثلما اوتي الصنف الاول فليس حسن الصوت بالطبيعة. لكنهم يجتهدون في قراءتهم للقرآن عملا بتحسين اصواتهم بهم ما امكن وهم يزينون اصواتهم بالقراءة بقدر وسعهم وطاقتهم. وهذا الصنف ايضا محمود على الا يكون عندهم من التكلف في تحسين الصوت ما سيأتي التنبيه عليه في الفصل الاتي الا يبلغ بهم حدا مبالغا ومجاوزة الحد والخروج عن قواعد قراءة السليمة الى المبالغة والتكلف المذموم. لكن في الجملة كلاهما ينال الاجر والثواب. لانهم يقصدون ان يكون صوت بالقرآن نديا عذبا وصوتا يطرب له القلب وتنشرح له الصدر. وكل من سمعه انسا واستراح وكان دعا بحصول الخشوع والتدبر والتأمل لكلام الله تعالى. نعم فصل اجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الانصار ائمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن واقوالهم وافعالهم مشهورة نهاية الشهرة. فنحن مستغنون عن ان فنحن مستغنون عن عن نقل شيء من افرادها. فنحن مستغنون عن نقل شيء من افرادها. ودلائل هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مستفيضة عند العامة والخاصة كحديث زينوا القرآن باصواتكم لقد اوتيت مزمارا وحديث ما اذن الله وحديث لله اشد اذنا وقد تقدمت كلها في الفصل السابق وتقدم في فصل الترتيل حديث عبدالله ابن مغفل في في ترجيع النبي صلى الله عليه وسلم القراءة. وكحديث سعد بن ابي وقاص وحديث ابي لبابة رضي الله عنهم. قال النووي قبول بوابة الصحابي بضم اللام اسمه بشير وقيل رفاعة بن عبد المنذر وحديث ابي لبابة رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يتغنى بالقرآن فليس منا رواهما رواهما ابو داوود باسناد جيدين وفي اسناد سعد اختلاف لا يضر. رواه ابو داوود باسنادين جيدين. وقد اخرج البخاري من طريق ابي عاصم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغنى بالقرآن نعم قال جمهور العلماء قال جمهور العلماء معنى لم يتغنى لم يحسن صوته من لم يتغنى فسره اهل العلم بتفسيرين فمنهم من حمله على الغناء والتغني بالقرآن المقصود تحسين الصوت به وتطريبه اثناء القراءة ليكون القرآن بصوت حسن كما يحسن اهل الغناء بالغناء اصواتهم. ومنهم من فسر من لم يتغنى اي من لم استغني بالقرآن. وكلا المعنيين ذهب اليه طوائف من العلماء. قال وكيع وابن عيينة يعني يستغني به. كما في ابي داود وقال النووي هنا رحمه الله قال جمهور العلماء معنى من لم يتغنى لم يحسن صوته وهذا الذي عليه اكثر العلماء وقد ساقه المصنف هنا دلالة على استحباب تحسين الصوت بقراءة القرآن وحديث وحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت احدا احسن صوتا منه. رواه البخاري ومسلم. نعم قال العلماء رحمهم الله تعالى فيستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينهما ما لم يخرج عن حد القراءة فان افرط حتى زاد حرفا او اخفاه فهو حرام. هذا الضابط في تحسين الصوت الا يصل حد المبالغة في تمطيط فيزيد معه حرف يأتي بين حرف وحرف فيزيد الضمة اشباعا فتكون واوا ويزيد الكسر اسرة مطة فتصبح ياء ويزيد الفتحة في حرف مفتوح فتكون الفا. واو يدخل حرفا في حرف فيخفى ويأتي الى موضع كلمة يقف عليها فيدخل حروفها في بعض. وانما يحصل هذا عند من يجعل قواعد القراءة الحال وما يسمى بالمقامات ممن يجعله اصلا فيلتزم القراءة به فاذا جاء لي كلمة لا تستقيم مع قانون الايقاع والمقام الذي يقرأ اظطر الى ان يزيد فيه او ينقص مراعاة لذلك والعياذ بالله فهذا المذموم قطعا ان يكون القصد هو الصوت الذي يريد ايقاع القراءة به. فيحمله ذلك على مبالغة كما في تنطيط او اخفاء حرف او زيادته كل هذا من المذموم شرعا والمحرم في قراءة كتاب الله الكريم. نعم واما القراءة بالالحان فقد قال الشافعي رحمه الله تعالى في موضع اكرهها وقال في وقال في موضع لا اكرهها قال اصحابنا ليست على قولين قول النووي قال اصحابنا يعني فقهاء الشافعية وهذا اصطلاح عند الفقهاء اصحاب كل مذهب اذا قالوا قال اصحابنا يعنون فقهاء مذهبهم قال اصحابنا ليست على قولين بل فيه بل فيه تفصيل فان افرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي افرط فان افرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه وان لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه. اذا حملوا قولي الشافعي رحمه الله على حالين وليس على اختلاف قوله في المسألة وان يكونا مذهبان بل يكره عند التمطيط والمبالغة ولا يكره اذا قرأ بالقاعدة التي تستقيم بها القراءة وقال اقضى القضاة في كتابه الحاوي يقصد الامام الماوردي رحمه الله مع ما في لفظ اقظى القظاة من النهي الشرعي كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان اخنع اسم عند الله رجل يسمى ملك الاملاك وذكر اهل العلم ان اقضى القضاة وملك الاملاك ونحوها مما يحمل على المبالغة في اوصاف البشر التي لا تستحب شرعا. لكنه درج وكان منصبا يسمى قاضي القضاة الذي يتولى منصب رئاسة القضاء كما يسمى اليوم فكان منصبا يقال دلت عليه الشريعة في العناية بالالفاظ اوجب في العناية به نعم قال القراءة بالالحان الموضوعة للاغاني ان اخرجت لفظ القرآن عن صيغته بادخال حركات فيه او اخراج حركات منه او قصر مدود او مد مقصور او تنطيط او تمطيط يخفى به يخفى به اللفظ ويتلبس بهم ليلتبسوا به المعنى ويلتبس به المعنى فهو حرام يفسق يفسق به القارئ ويأثم به المستمع. هذا مهم يا اخوة من جعل قوانين الموسيقى والالحان والمقامات قاعدة يقرأ بها القرآن. فقد اتى امرا عظيما يبلغ به الحد ان يلعب في ويعبث في كلمات التلاوة والاية بما يستقيم مع قواعد الايقاع واللحن الموسيقي فيعمد الى هذا التمطيط واذا زيادة حرف او نقصه يقول الماوردي رحمه الله فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع يفسق لانه متعمد لذلك. هنا الكلام على المتعمد الذي يجعل ذلك سلطانا على القرآن على تلاوة كتاب الله ويأثم المستمع لانه ما اراد لا تحريك القلب بالقرآن ولا تدبر المعاني انما اراد الطرب بالصوت والايقاع واللحن الذي لم يقصد القرآن بانزاله ولا بتلاوته ولا قراءته مجرد الاستمتاع بحسن الصوت. بل وقوف عند معاني القرآن وحسن الصوت مدخل ومفتاح تقود النفوس الى الاقبال على القرآن. فاذا غاب المعنى واقفل باب التدبر وصار المقصد من التلذذ هو الصوت ليس الا. وصار الطرب هو الى الايقاع ليس الا وصار الاستمتاع بالمجلس والتلاوة هو من اجل تلك الايقاف وتارك العود في القراءة مرة بعد مرة ليس الا استمتاعا بمجرد الصوت فهذا ذميم ولا شك لانه تحويل للقرآن له في هذا الامر المحدود جدا الذي ليس هو المقصد من انزال القرآن ولا ما تضمنه من المعاني العظام والحكم والوعد والوعيد قال فهو حرام فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع. لانه عدل به عن نهجه القويم الى عوج الى الاعوجاج لانه عدل به عن نهجه القويم الى الاعوجاج. والله تعالى يقول قرآنا عربيا غير ذي عوج قال فان لم يخرج عن اللحية ان لم يخرجه اللحن عن لفظه فان لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحا لانه زاد بالحانه في تحسينه. هذا كلام هذا كلام اقضى القضاة وهذا القسم الاول من القراءة بالالحان المحرمة مصيبة ابتلي به ابتلي بها بعض بعض العوام الجهلة والطغام الغشمة النووي الغشمة يعني الظلمة الذين يقرأون على الجنائز وفي بعض المحافل وهذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم بها كل يأثم كل مستمع لها كما قال اقضى القضاة ويأثم كل قادر على ازالتها او على النهي عنها اذا لم يفعل ذلك. وقد بذلت فيها بعض قدرتي وارجو من فضل الله الكريم ان يوفق لازالته ان يوفق لازالتها من هو اهل لذلك وان في عافية. يقول النووي رحمه الله هذه الطريقة التي اصبحت تختص بها فئة ليس لهم من القرآن الا الترنم والاصوات ووظيفتهم لا تتعدى القراءة على الجنائز ومحافل المناسبات وليس لهم دور الا هذا ولا يعرفون الا بهذا فيقول هذا ذميم بل هو منكر ينبغي السعي في تغييره لانه ما لهذا انزل القرآن ولا لاجله. جاء هذا الوحي من الله. ودل رحمه الله بكلامه ان لو كان ممن يقوم على انكار هذه المنكرات مع دعوته رحمة الله عليه الى بذل ما يمكن بذله لتنزيه كتاب الله جل جلاله ان يكون على هذا القدر الوضيع من التعامل به مقتصرا على هذه المناسبات الذين وصف اصحابها الجهلة والطغام الغشمة قال الشافعي في مختصر المازني المختصر المزني. قال الشافعي في مختصر المزني رحمهم الله تعالى ويحسن صوته باي وجه كان. قال واحب ما يقرأ حدرا وتحزينا. الحدر الاسراع بالقراءة مع استكمال واستيفاء قواعد القراءة تجويدا وتحزينا يعني يكون فيها من القراءة ما يبعث على الحزن وحضور خشوع القلب قال اهل اللغة يقال حضرت القراءة اذا ادرجتها ولم تمططها ويقال فلان يقرأ بالتحزين اذا ارق صوته وقد روي وقد روى ابي داوود. وقد روى ابن ابي داوود باسناده عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قرأ اذا الشمس كورت يحزنها شبه الرثاء شبه الرثاء وفي سنن ابي داوود قيل لابن ابي مليكة ارأيت اذ لم يكن رأيت اذ لم يكن رأيت اذا لم يكن الصوت ارأيت اذ لم يكن ارأيت اذا لم يكن حسن الصوت ارأيت اذا لم يكن حسن الصوت فقال يحسنه ما استطاع تصل اعلم ان جماعات من السلف كانوا يطلبون من اصحاب القراءة بالاصوات الطيبة ان يقرأوا ان يقرأوا لهم وهم يستمعون. وهذا متفق على استحباب. لا استحبابه. وهذا متفق على استحبابه وهو عادة الاخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين وهو سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقصد رحمه الله ان السنة في طلب القراءة من ذي الصوت حسن وان يكون الاستماع الى القراءة من الصوت الحسن هو المطلوب شرعا وهو المأثور سنة. وما ذاك الا لان القراءة حسنة اكثر بعثا على تدبر القراءة وتأمل معانيها. وهذا مطلوب شرعا. لاحظ اتى بهذا الفصل بعد ذنب امه قبل قليل في الفصل السابق ان يكون القصد من القراءة الاشتغال بالاصوات على حد الصوت لا غير. والاشتغال به على قدر من التمطيط والتغني واخراجها عن قواعد القراءة. ومع ذلك لا يجعل هذا الاصل في قراءة القرآن وتحسين الصوت به لا يجعله بابا مغلقا بل يبقى طلب القراءة من ذي الصوت الحسن مطلبا شرعيا قال بل هو سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى جئتوا الى هذه الاية فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء اذا قال حسبك الان فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان. رواه البخاري ومسلم. قال النووي رحمه الله عيناه ان ينصب دمعهما وهو بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الراء تذرفان نعم وروى الدارمي وغيره الدارمي وروى الدارمي وغيره باسنادهم باسانيدهم وروى الدارمي وغيره باسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول لابي موسى الاشعري رضي الله عنه ذكرنا ربنا فيقرأ عنده والاثار في هذه والاثار في هذا كثيرة معروفة وقد مات جماعة من الصالحين بسبب قراءة بسبب قراءة من سألوه القراءة والله تعالى اعلم وقد استحب بعض العلماء ان يستفتح ان يستفتح مجلسه وان يستفتح مجلس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن. اشار رحمه الله الى طرف مما جرت به العادة لعلها في ازمانهم بعد ان تستفتح مجالس قراءة الحديث بقراءة قارئ حسن الصوت بايتين من القرآن ويختتم المجلس كذلك بمثله ثم انه ينبغي للقارئ في هذه المواطن ان يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه. وان تكون قراءته من اية الخوف والرجاء والموعظة والتزهيد في الدنيا والترغيب في الاخرة والتأهب لها وقصر الامال وقصر الامل وقصر الامل ومكارم الاخلاق فصل ينبغي للقارئ اذا ابتدأ من وسط السورة او وقف على او وقف على غير اخرها ان يبتدأ من اول الكلام المرتبط بعضه بان يبدأ وللكلام المرتبط بعضه ببعض. ان يبتدأ ان ان يبتدأ من اول الكلام المرتبط بعضه ببعض. وان يقف على انتهاء الكلام على انتهائي وان يقف على انتهاء الكلام المرتبط ولا يتقيد بالاعصار والاجزاء فانه قد تكون فانها قد تكون في وسط الكلام المرتبط هذا تنبيه مهم للقراء ولعامة المسلمين العلامات الموجودة في المصحف في بدايات الارباع والاجزاء والاحزاب والاعشار ونحوها هي تقسيم بالمقدار لا علاقة له بالمعنى. وفي كثير من تلك المواضع تكون العلامة الموجودة على رأس الحزب او الجزء او ربع الحزب او نصفه متعلقة بكلام لم يتم بعد. فتكون اية قبلها او بعدها متصلة بها. فمن الخطأ اذا قرأ القارئ داخل الصلاة او خارج الصلاة من الخطأ ان يقطع قراءته على موضع لا يزال مرتبطا بالكلام قبل او بعد. وهذا قبيح. ومن فعله يدل على عدم فهمه لما يقرأ. فيقرأ شيئا ثم يركع ويرفع للركعة الثانية مبتدأ بكلام كان متعلقا بما وقف عليه في الركعة السابقة والاسوء ان يقطع القراءة فيأتي في اليوم التالي ليبتدأ من المكان المرتبط بما وقف عنده البارحة. سواء كان داخل الصلاة او خارجها سيضرب المصنف الان امثلة لبعض ما وقع في المصاحف من التحزيب والتعشير وهو مرتبط بالكلام والوقوف عنده مجرد انها علامات محددة في المصاحف من الخطأ الذي ينبغي تنبيه اهل القرآن عليه الجزء الذي في قوله تعالى والمحصنات من النساء في سورة النساء فانها معطوفة على قوله حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم فاذا عند قوله تعالى فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما. وجاء في اليوم الثاني قال هو المحصنات طيب ما بيهن المحصنات هي معطوفة على قوله حرمت عليكم. يعني الامهات والبنات والاخوات مع قوله والمحصنات من النساء. فقطع قراءتي ها هنا ايضا من الخطأ الذي يدل على عدم فهم القارئ لما يقرأ وفي قوله تعالى وما ابرئ نفسي مثله في سورة يوسف عليه السلام فانها مرتبطة. لما قلنا حاشا لله ما علمنا عليه من قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين وما ابرئ نفسي في قطع القراءة ويأتي في اليوم التالي او في الركعة التالية او بعد ساعة يقول وما ابرئ نفسي بكلام متصل بما سبق فقطعه مما لا يليق هكذا في الامثلة الاتية. وفي قوله تعالى فما كان جواب قومه في سورة النمل عن قصة لوط ويقف في اثناء هاي القصة وفي قوله تعالى ومن يقنت منكن وهي معطوفة على قوله اي انساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنط. نعم وفي قوله تعالى وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء في سورة ياسين. نعم. وفي قوله تعالى اليه علم الساعة وفي قوله تعالى وبدا لهم سيئات ما عملوا. في سورة الجاثية نعم. وفي قوله تعالى قال فما خطبكم ايها المرسلون سورة الذاريات كذلك نعم. وكذلك الاحزاب كقوله تعالى وكذلك الاحزاب يعني علامات الحزب الموجودة في اثناء السور واذكروا الله في ايام معدودات. وسورة البقرة فانها حزب جاء في منتصف ايات الحج. واذكروا الله في ايام معدودات ينبغي ان الا يقف عندها وفي قوله تعالى قل اانبئكم بخير من ذلكم فكل هذا وشبهه ينبغي الا يبتدأ به. ولا يوقف ولا يوقف عليه. فانه متعلق بما قبله ولا ولا تغترن ولا تغترن بكثرة لاغترن ولا تغترن بكثرة الفاعلين له من القراء الذين لا يراعون هذه الاداب ولا يفكرون في هذه المعاني. يقول رحمه الله ولا تغتر بكثرة الفاعلين له من القراء لا تقل يفعل هذا ائمة المساجد عندنا. او يفعل هذا مشاهير القراء عندنا. لا تغتر بكثرة الفاعلين. فالخطأ خطأ مهما كان فاعله بل ينبه الناس على الانتباه لهذا. ومن اسف ان بعض من تصدى للقراءة او للامامة يفوتها ومثل هذا فيتعدى خطأه من قراءته هو الى تقليد الناس له واتباعهم له يظنون انه افهم ومنهم واعلم منهم فيقتصرون على ذلك. وان كان بعض الاعاجم ممن يحفظ القرآن ولا يفقه معنى ما يقرأ. ان كان عذره في ذلك عدم فهمه فلا عذر لمن فهم القرآن من العرب او حتى من العجم. وفي يقف في مثل هذه المواقف التي لا تدل ابدا على بفهم ولا ادراك لمعنى ما يقرأ به القارئ من تلك الايات والسور وامتثل ما رواه الحاكم ابو عبدالله باسناده عن عن السيد الجليل الفضيل ابن عياض رضي الله عنه قال لا تستوحش لا تستوحش طرق الهداية لقلة اهله طرق الهدى. لا تستوحش طرق الهدى لقلة اهلها ولا تغترن ولا تغترن بكثرة الهالكين ولهذا المعنى قال العلماء قراءة سورة قراءة سورة قصيرة بكاملها بكمالها بكمالها افضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة فانه قد يخفى الارتباط على بعض الناس في بعض الاحوال. وقد روى ابن ابي داود باسناده عن عبدالله بن ابي عن عبدالله بن ابي الهذيل التابعي المعروف رضي الله عنه قال كانوا يكرهون ان يقرأوا بعض الاية ويتركون بعض ويتركوا ويتركوا بعضها. وهذا عام منتشر اليوم خصوصا في امامة الصلوات. يتقدم الامام فيقرأ صفحة في الركعة الاولى من الفجر او المغرب او العشاء. ويقرأ تتمتها في الركعة الثانية. متى قرأ قراءة صحيحة تم بها المعنى فلا اشكال. لكن يقول قال العلماء قراءة سورة قصيرة بكمالها افضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة. يعني من كان يقرأ صفحة فلا ان تكون صفحة كاملة بسورة تامة خير من قراءة صفحة من سورة طويلة قدرها والسبب ما قد يعتلي تلك القراءة احيانا من اجتزاء المعنى وفصله عما قبل وعما بعد. وهذا كله مما ينبغي العناية به فان كان ولا بد فاعلا يعني ان يقرأ قطعة او قدرا من سورة طويلة او بعض سورة فليراعي هذا المعنى الذي نبه المصنف وقد روى ابن ابي داود قال عن ابي عبد الله ابن ابي الهذيل كانوا يكرهون ان يقرأوا بعض الاية ويتركوا بعضها لاجل حصول تمام المعنى وتجد هذا كثيرا ويشيع مثله في بعض المقاطع والايات والسور كما يقرأ من منتصف سورة معينة مراع لما قبله وما بعدها. وخذ مثلا مثالا مشهورا في اخر سورة الانبياء ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون كثير من القراء من ائمة المساجد يبتدأ بها القراءة وهي غير مستأنفة في المعنى. ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ام ماذا عن ما ذكر قبلها حصبوا جهنم انتم لها واردون. لو كان هؤلاء الهة ما وردوها. فبتر السياق وابتداؤه من قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون. ما هي؟ لا يسمعون حسيسها. ما هي؟ فبتره عن سياقه وهذا مثال مشهور ولك ان تقيس امثلة اخرى كثيرة على ذات النمط الذي لا يفقه فيه القارئ تعلق الاية بما قبلها وارتباطها بما بعدها وصليت ذات مرة خلف امام قرأ في سورة الصافات حتى اتى الى قصة لوط عليه السلام. قال وان لوطا لمن المرسلين اذ نجيناه واهله اجمعين الا عجوزا في ثم دمرنا الاخرين فقرأ اذ نجيناه واهله اجمعين وركع ثم سلم في ركعته تراويح وقام في التي بعدها قال الا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الاخرين. فيفصل المستثنى عن المستثنى منه. مثل هذا لا يمكن ان يكون فقها او وقف ولو هنيهة ليفهم معنى ما قرأ من الاية. فكل هذا استدعى من المصلي رحمه الله التنبيه عليه وهو تنبيه اكيد في محله ينبغي التذكير به. اما الاساتذة والمعلمون في الحلقات فحظهم من مثل هذا الفصل تنبيه الطلاب عليه. ولفت انظار التلاميذ اليه وتأكيد ذلك عليهم في مقدار ما يحفظون او يقرأون. واذا كان التسميع في الحلقات لتثبيت المحفوظ بطريقة الاوراد والاحزاب فحبذا التنبيه على عدم الوقف على تلك المبادئ في علامات الاحزاب والاعشار التي نبه عليها المصنف في امثلة لها فيقف وقبلها او بعدها فيتربى الحافظ في بداية تلقيه للقرآن على ارتباطه بالمعاني لا بالعلامات التي جعلت مصاحف فانها معينة لكنها ليست ملزمة. نعم