بسم الله الرحمن الرحيم. ايها السادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم في لقائنا هذا. الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من اسئلة واستفسارات على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الاستاذ بكليات جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم وامام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة آآ مرحبا بفضيلة الشيخ محمد. اهلا وسهلا اول رسالة ايها السادة آآ نعرضها على فضيلة الشيخ محمد العثيمين في هذا اللقاء وردتنا من عمر عوض سراج الحارثي الطائف بلاد بني الحارث قرية المريث يقول في رسالته اذا خرجت المرأة مع زوجها او محرمها الى السوق متحشمة وذلك لقضاء بعض حاجاتها التي لا يمكن قضاؤها الا بوجودها فما الحكم في ذلك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الحكم في ذلك اي في خروج المرأة مع زوجها لشراء حاجاتها من السوق وهي متحجبة متحشمة انه لا بأس به ولا حرج وعليه ان يلاحظها في اثناء السير واثناء الوقوف عند الدكاكين والمحلات ليكون حافظا لها وصائنا لها نعم ايضا يقول اه عمر المرأة كلها عورة الا وجهها حتى يقول لا متى وفي اي الاوقات يجوز للمرأة الكشف عن وجهها قول عمر هذا لا اعرفه لا هو المرسل عمر عوض سراج. مم. اي نعم. نعم طيب يقول عمر نعم فاقول ان القول بان المرأة عورة الا وجهها انما يصح هذا في الصلاة اذا صلت المرأة الحرة البالغة فانه يجب عليها ان تستر جميع بدنها ما عدا وجهها بالله اذا مر الرجال الاجانب الذين ليسوا محارم لها وهذا ما نعنيه بالاجانب اذا مروا قريبا منها فانه يجب عليها ستر وجهها ولو كانت تصلي لا فاذا نقول يجوز للمرأة ان تكشف وجهها الا للرجال غير المحارم فانه لا يجوز لها ان تكشف وجهها عن وجهها عندهم ولو كانت تصلي نعم. نعم اذن نقول متى هذا وقت الصلاة لقوله متى وفي يمكن ان يحمل سؤالها لها؟ نعم نعم اه ايضا يقول شخص تارك للصلاة عارف بوجوبها يشهد ان لا اله الا الله ويشهد ان محمدا رسول الله ويعترف بانه مخطئ يسمع الاذان ولكنه لا يصلي وقد سمعت من بعض العامة بانه كافر. والاخر يقول بانه مؤمن عاصي وما وما الفرق بين المسلم والمؤمن وفقكم الله الى ما فيه الخير الى ما فيه خير الاسلام والمسلمين هذه المسألة من المسائل الهامة التي يجب العناية بها وذلك ان هذا الرجل الذي كان يترك الصلاة وهو معترف بوجوبها ولكنه يسمع الاذان ولا يصلي كما في السؤال نعم ان كان يترك الصلاة مع الجماعة فانه ليس بكافر وانما يكون اذا تركها مع اعتقاده بوجوبها يكون فاسقا عاصيا لله ورسوله لان وجوب صلاة الجماعة ظاهر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكنه اذا تركها لا يكون كافرا اما اذا كان يترك الصلاة بالكلية لا يصليها وحده ولا مع الجماعة فهذه المسألة اختلف فيها اهل العلم والصواب من اقوالهم انه يكون كافرا كفرا مخرجا عن الملة وذلك لدلالة الكتاب والسنة على كفره ونحن نذكر الان بعض هذه الادلة لان حصرها لا يمكن في مثل هذه الحلقة. نعم من دلالة القرآن على كفره قوله تبارك وتعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة تبع الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن فان قوله وامن يدل على انه قبل ذلك حين اضاءة الصلاة ليس بمؤمن ومن لم يكن مؤمنا فهو كافر اذ لا واسطة بينهما كما قال الله تعالى والذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وكذلك قوله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين فان هذه الاية الكريمة تدل على ان المشركين اذا تابوا من الشرك يعني شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقاموا الصلاة واتوا الزكاة كانوا اخوانا لنا في الدين لانهم كانوا حينئذ مؤمنين والمؤمنون اخوة ومفهوم الايات الكريمة انهم اذا لم يتوبوا من الشرك او لم يقيموا الصلاة اولم يؤتوا الزكاة فليسوا اخوة لنا في الدين وهذا يعني انهم كفار فاذا تابوا من فاذا لم يتوبوا من الشرك فهم كفار بلا شك واذا تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة فان مفهوم الاية الكريمة يدل على انهم كفار على ما قررناهم. نعم واذا تابوا من الشرك واقاموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة فان مفهوم الاية الكريمة ايضا يدل على انهم كفار على ما قررناه انفا وقد ذهب الى هذا بعض اهل العلم وهو رواية عن الامام احمد اي ذهبوا الى ان من لم يؤدي الزكاة مع اعترافه بوجوبها فهو كافر ولكن الصحيح انه لا يكفر وانما يكون عاصيا فاسقا مستحقا للوعيد الشديد الذي ذكره الله تعالى في كتابه وذكره رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة ايمان منع اخراج الزكاة ويدل على ذلك ما ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر عقوبة من لم يؤدي الزكاة قال ثم يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. نعم واذا كان يمكن ان يرى سبيله الى الجنة فانه ليس بكافر اذ الكافر لا يمكن ان يرى سبيلا له الى الجنة وعلى هذا فيكون هذا الحديث منطوقه مقدما على مفهوم الاية الكريمة لانه من المقرر عند اهل العلم ان المنطوق مقدم على المفهوم هاتان ايتان من كتاب الله تدلان على كفر تارك الصلاة واما السنة وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة الذي في السنن وهو اما صحيح او حسن قال فيه العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر فهذان الحديثان يدلان على ان تارك الصلاة كافر وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم الفرق بين كون الانسان بين لفظ الشارع في قوله هذا كفر وفي قوله الكفر بالتعريف. نعم. فقال ان الكفر تدل على ان المراد به الكفر المطلق المخرج من الاسلام وهذا هو التعبير الذي جاء في حديث جابر بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة فاذا قال قائل الا يمكن ان يجعل الكفر المذكور في الحديث مثل الكفر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تباب المسلم فسوق وقتاله كفر فان قول النبي صلى الله عليه وسلم وقتاله كفر يعني قتال المؤمن ليس المراد به الكفر المخرج عن الملة بدلالة القرآن على ذلك حيث قال الله تبارك وتعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا واصلحوا بينهما فان بغت احداهما على على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة واصلحوا بين اخويكم وقتال المؤمن للمؤمن كفر كما في الحديث ومع ذلك لم يخرجه من الملة لقوله تعالى فاصلحوا بين اخويكم الجواب على ذلك ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قتاله كفر بالتنكير. نعم ولم يقله بالتعريف بخلاف التعبير عنه تارك الصلاة فانه قال بين الرجل وبين الكفر والشرك نعم. وقد مر علينا انفا كلام الشيخ غسان في هذه في هذه المسألة فيكون معنى قتاله كفر اي ان نفس القتال هذا كفر لانه يتنافى مع الايمان اذ لو كان مؤمنا حقا ما قاتل اخاه المؤمن وعلى هذا فيكون الكتاب والسنة قد دل على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا عن الملة وكذلك ايضا الصحابة رضي الله عنهم روي عنهم ما يدل على ذلك كما في الصحيح عن عمر رضي الله عنه انه قال لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وقد حكى بعض العلماء جماع الصحابة او جمهورهم على كفر تارك الصلاة. نعم وعلى هذا اذا قلنا بانه كافر وهو القول الحق ان شاء الله اذا قلنا بذلك فانه يحكم بردته ويثبت في حقه ما يثبت في حق المرتدين من انفساخ زوجته منه ان كان متزوجا لان المسلمة لا تحل للكافر بنص القرآن وكذلك ايضا لا يغسل اذا مات ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين لانه ليس منهم ويجب على اهله وذويه الذين يعلمون منه ترك الصلاة واصراره على الترك الى ان مات يجب عليهم ان يدفنوه بعيدا عن مقابر المسلمين ويحرم عليهم ان يغسلوه او يكفنوه او يقدموه للمسلمين يصلون عليه لان ذلك من غش المسلمين لان المسلم لا يجوز له ان يصلي على الكافر لقوله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تصلي على احد منهم يعني من المنافقين مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله فالعلة هي الكفر نعم. وعلى هذا فلا يصلى على كل كافر سواء كان اصليا ام مرتدا كتارك الصلاة وينبني على ذلك ايضا انه لا يرثه اقاربه المسلمون اذا مات على هذه الحال كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم كذلك هو لا يرث احدا من اقاربه المسلمين اذا مات قريب له وهو في حال ترك الصلاة وكذلك ينبني عليه انه لا يصح حجه لو حج وهو لا يصلي وينبني عليه ايضا انه لا يحل له ان يدخل مكة ولا حرمها لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد احراما بعد عامهم هذا و هذه المسألة مهمة جدا يجب العناية بها والتنبه لها ويجب على من علم بشخص هذه حاله ان ينصحه اولا ويرشده الى الحق ويخوفه من عذاب الله سبحانه وتعالى فان انتهى واستقام واقام الصلاة فذلك من نعمة الله عليه وعلى من نصحه وارشده وان لم يفعل الواجب على من علم به ان يرفعه الى ولاة الامور نعم وعلى ولاة الامور ان يقوموا بما اوجب الله عليهم لمعاملة هذا الشخص وامثاله ونسأل الله تعالى للجميع التوفيق والهداية ايضا الشيخ محمد يقول في رسالته ما الفرق بين المسلم والمؤمن وفقكم الله الاسلام والايمان كلمتان يتفقان في المعنى اذا افترقا اللفظ نعم. بمعنى انه اذا ذكر احدهما في مكان دون الاخر فهو يشمل الاخر نعم. واذا ذكرا جميعا في سياق واحد صار لكل واحد منهما معنى فالاسلام اذا ذكر وحده شمل كل الاسلام من شرائعه ومعتقداته وادابه واخلاقه كما قال الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام وكذلك المسلم اذا ذكر هكذا مطلقا فانه يشمل كل من قام بشرائع الاسلام من معتقدات واعمال واداب وغيرها واما وكذلك الايمان المؤمن مقابل الكافر. فاذا قيل ايمان ومؤمن بدون قرن الاسلام معه فهو شامل للدين كله اما اذا قيل اسلام وايمان في سياق واحد فان الايمان يفسر باعمال القلوب وعقيدتها نعم. والاسلام يفسر باعمال الجوارح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بجوابه لجبريل الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الى اخي اركان الاسلام وقال في الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه الى اخر اركان الايمان المعروفة. نعم ويدل على هذا الفرق قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وهذا يدل على الفرق بين الاسلام والايمان فالايمان يكون في القلب ويلزم من وجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله وهو الا وهي القلب بخلاف الاسلام فانه يكون في الجوارح وقد يستر من المؤمن حقا وقد يكون من ناقص الايمان هذا والفرق بينهما وقد تبين انه لا يفرق بينهما الا اذا اجتمعا في سياق واحد. نعم. واما اذا انفرد احدهما في سياق فانه يشمل الاخر